من المجحف حقا اطلاق تسمية المصالحة الوطنية على مؤتمر عقد في مدينة اربيل بين العرب والاكراد واهمل حضور التركمان والكلدان والاشوريين والفيليين والصابئة واليزيديين وكافة الاطراف الاخرى؟؟
كلمة الوطنية يعني العراق بكافة القوميات والاقليات. والعراق للعراقيين وليس فقط للعرب والاكراد.. وان انعقاد المؤتمر كان مجرد تلميحات لمخططات تجري في الظلام وخلف الكواليس لتهميش دور التركمان وباقي الاقليات والقوميات في العراق بمباركة حاكم العراق بريمر.. وما طرح من مواضيع في المؤتمر مجرد حلم وخيال؟ لان الدكتاتور الذي كان يحكمنا بالنار والحديد مقبوض عليه وومتذمر ومهين بشكل فضيح ولم يتجراء احد من الرؤساء والحكام العرب السؤال عنه عند اسيادهم. ولكن هذا الدكتاتور اعطى صلاحياته وخول شريكه وصديقه الحميم البارزاني ورجاله بادارة الحكم على نفس الطريقة.
هل نسينا عام ۱٩٩٦ وكيف تعاونا معا لاقتحام مدينة اربيل لطرد حليف اليوم الطالباني وقواته واعتقال وقتل المئات وهل معقول ان يصبح بين ليلة وضحاها صديق الامس دكتاتورا كان يحكم العراق بالنار والحديد؟
هل هذا يعني الاعتراف بالخطيئة او رد الكرامه والحق لاصدقاء اليوم.. وهل نسينا ان اعضاء اليوم في مجلس الحكم المحلي كان اكثرهم في مدينة اربيل ومصيف صلاح الدين عند دخول مرتزقة صدام مع ازلام البارزاني وقد انقذ بعض منهم بجلدته والاخرون وقعوا في الكماشة بخيانة عظمى.
طيب اذا كانت هناك النوايا الخالصة لماذا اهمل باقي القوميات والاقليات. ولماذا لم يدعوا كافة الاطراف للمشاركة وكان بالامكان تاجيل المؤتمر لحين اقناع كافة الاطراف بالمشاركة. انذاك كنا نقول فعلا ان هناك نوايا حقيقية للعيش بحرية وامان بعد سقوط صدام. وانذاك كان الطرق مفتوحا للتفاهم والتوافق.
ولو كان فعلا ان فتح باب الحوار من قبل الاكراد مع نظام صدام عام ۱٩٩۱ وزيارة الوفود برئاسة شخص البارزاني والطالباني من اجل مصلحة العراق ومصلحة شعب العراق ومصلحة شعب كردستان؟ اذن لماذا لم ياخذوا الدروس والعبر انذاك لاحلال السلام في منطقة شمال العراق وخلقوا القتال الاخوي بين الطرفين وقتل المئات وشردت مئات العوائل من ديارهم . وعقب ذلك احداث عام ۱٩٩٦ في مدينة اربيل.
اذن ان المصالحة مع الاكراد مجرد شيء وقتي وحسب متطلبات الزمن واللعبة والمصالحة على ضوء المصلحة السياسية للاحزاب والاشخاص. وكيف لايثار موضوع الفيدرالية لمدن كردستان وان يكون مدينة كركوك وخانقين وكفري ومندلي التركمانية من ضمن الوحدة الادارية للفيدرالية؟؟ هل معقول ان يتخلص التركمان من حاكم كان يحكم بالنار والحديد ليكون تحت امرة وقساوة اخر بنفس الطريقة..
ولماذا كل هذا التاكيد على الفقره (ج). والاصرار على عدم الالغاء والمطالبة بالضمانات الدستورية. الا يحق للتركمان والاخرين نفس الحقوق والمطاليب. ام ان ذلك فقط من حق الاكراد؟
ولهذا ان الايام ستبرهن ان المؤتمر لم ولن يحقق النتائج وسوف نحتاج الى اكثر من مؤتمر.