محافظة ديالى (بعقوبة) كان يعرف قديما بأسم (ديالاس). وقد ظهرت ديالى للوجود بالصيغة التي عليها الان بعد ثورة العشرين و تشكيل الوزارة العراقية في عهد الملك فيصل الآول. وتشتهر بزراعة الحمضيات. ومحافظة ديالى معروفة منذ القدم بانها مركز استيطان التركمان في العراق وهي احدى المنافذ الضرورية الى مدن شمال العراق من خلال سلسة جبال حمرين. وقد صدر القرار المجحف من قبل نظام البعث عام ١٩٧٦ بالحاق قضاء كفري لهذه المحافظة اضافة الى القرارات الاخرى باستئصال القرى والمدن التركمانية الاخرى من مدينة كركوك واربيل وذلك حسب الخطه المرسومة بتقليل نفوس التركمان وتصغير مساحات تلك المدن. وكما الحقت بمحافظة ديالى ناحية قره تبه والقرى التالية – بيره – فقيرة – ططران – صنديج – كاروك – جينجال – علي سراي – اما المناطق التي يسكنها التركمان فهي – ناحية قره خان (جلولاء) – قزلارباط – قضاء خانقين – شهربان – ناحية المنصورية – قضاء مندلي – الخالص (دلتاوه) – بدره – ناحية القزانية – قرية الزاوية –
وقضاء كفري اشهر الاقضية السليبه عن كركوك بعد طوز خورماتو وتقع على بعد ١٣١ كلم جنوب شرق كركوك. وسميت البلدة في العهد العثماني ب (تاصلاحية)ى وقد انجبت كفري عدد من الادباء والشعراء امثال الشاعر محمد خليل منوّر والمرحوم عادل غمكين والاديب عبدالحكيم رزي أوغلو وعبدالقادر خلوصي كفرلي والاستاذ الدكتور هدايت كمال بياتلي. وقد زار كفري عدد كبير من الرحالة والمؤرخين امثال نيبور سنة ١٧٦٦ م – وابو طالب خان سنة ١٨٠٣ م – وجيمس بكنغهام سنة ١٨١٦ م وفريزر سنة ١٨٣٤ م واخرون. وقد اجمع الكل بأن كفري مدينة تركمانية منعزلة عن المناطق والمدن الكردية تماما. الا انه بعد عام ١٩٤٠ م وبعد الحرب العالمية الثانية. وبسبب المجاعة والبطالة توجهت عوائل كردية نحو كفري. وتكرر المشهد بعد ثورة ١٩٥٨ م وبشكل اثروا على أمن واستقرار السكان التركمان الاصليين ومن جراء ذلك تركوا المدينة وسكنوا في مناطق اخرى. ومن ثم كان لحرب الخليج الثانية سنة ١٩٩١ م الاثر الكبير في نزوح العشرات من العوائل التركمانية عنوة وخصوصا بعد استحداث المنطقة الآمنه في شمال العراق. كل هذه العوامل أدت الى تقليص عدد نفوس التركمان في البلدة.
وناحية قره تبه من النواحي الغنية التابعة لقضاء كفري وتقع جنوب كفري بحوالي ٣٠ كلم. قرية جاءت تسمية قره تبه من قره – تبه , أي التل الاسود ولوجود بعض التلال التي كانت تميل الى السواد وتأسست القرية قبل حوالي ٣٥٠ سنة وقبلها كانت قرية صغيرة وأسسها السيد علي بك وهو احد رؤساء القبائل التركمانية أنذاك. وفي قره تبه فيها مرقد الامام ابراهيم السمين المنحدر من نسل الامام موسى الكاظم (عليهم السلام) ومرقد الامام محمد بن علي بن ابي طالب (الحنفية) عليهم السلام. ومعظم العشائر من البيات التركمانية.
اما ناحية جلولاء (قره خان) لها اهمية كبيرة كونها تشكل عقدة مواصلات تتفرع منها الطرق المؤدية الى خانقين وايران والسليمانية وكركوك وبغداد ومعظم سكانها من التركمان.
ولو تمعنا النظر الى قضاء خانقين نجد ان هناك انتشار كبير لحقول النفط. وان الاكثريةمن سكان هذا القضاء هم من التركمان. وهناك الجسر الحجري على نهر الوند من الاثار التاريخية التي اقيمت في زمن الدولة العثمانية. وتبعد خانقين حوالي ١٠٨ كلم عن بعقوبة وعن العاصمة بغداد ب ١٦٧ كلم. وتسكن خانقين عشائر البيات وباجلان التركمانية وهناك العديد من الاسر والعوائل التركمانية العريقة كأسرة النقيب والجلبي والخطيب.
وناحية قزلرباط (السعدية) منطقة زراعية خصبة ويمر بالقرب منها نهر دجلة وتبعد عن بغداد حوالي ١٦٤كلم. ومعظم سكانها من التركمان ومن اشهر احيائها بويوك جامع (الجامع الكبير) – تبه (التل) وجولوك وينكي ئه ولر وغيرها. حيث ان الاسماء تدل على تركمانية الناحية بدون نقاش..
اضافة الى كل هذه الاقضية والنواحي هناك مناطق اخرى سلبت وطالها التعريب والتكريد قبل وبعد تسلط البعث السلطة ومن ثم التهجير القسري والترحيل بدون سبب مبرر.. اضافة الى القرارات الصادرة في تلك الحقبة من الزمن بمصادرة اموال وممتلكات المواطنين التركمان ممن حكم عليهم بالسجن او الاعدام لمسيرتهم النضالية ووقوفهم في وجه عنجية ازلام صدام انذاك.
ألم ياتي ذلك الوقت لاسترداد حقوقنا وممتلكاتنا ومدننا وقرانا والعيش في الامان؟ والى متى نبقى ساكتين عن حقوقنا هذه. وماهو دور منظمات حقوق الانسان في الدفاع عن الشعوب. اذا كان يحق للاكراد والعرب والاخرين المطالبة بحقوقهم ورفع الغبن عن مواطنيهم لماذا لايحق للتركمان تلك المطاليب والحقوق.. وهل هذه القرارات حلال عليهم وحرام علينا..
يكفي ماحصل ويحصل لنا وعلينا التحرك في كافة الاتجاهات والمطالبة بكل شبر ارض مسروقة ومختصبة واعادة كافة الممتلكات الى اصحابهم الاصليين..