كان صدام وزمرته من مدراء الاستخبارات والامن والمخابرات طيلة حكمهم في العراق يقومون بتجديد العملاء للقيام بالاعمال الاجرامية والخسيسة ضد ابناء جلدتهم. وعلى سبيل المثال المفارز الخاصة في دوائر الامن والمخابرات والمنظومة الشمالية حيث كان احد من الموالين والمؤيدين لجرائم البعثية يترأس مجموعة من المرتزقة واللصوص والقتلة ليكونوا مفرزة خاصة لتنفيذ مطاليبهم بقتل وسحل أي شخص غير موالي ومؤيد لنظام صدام بحجج تافهة؟ أو مداهمة بيوت المواطنين الابرياء بحجة التفتيش والقاء القبض على من في البيت وسوقهم الى سجون ودهاليز النظام البائد؟ وكان لهؤلاء رواتب خاصة ومكافئات عن كل جريمة وعملية أجرامية بحق الابرياء؟ ولهذا كنا نجد أن بعض الاشخاص كانوا يتسابقون لتنفيذ الاوامر والتعليمات ويتنافسون بينهم لحصد الثروات وأرضاء اسيادهم؟ وبعد أن كان هؤلاء يمارسون تلك الاعمال لسنوات معدودة ويقدمون كافة أمكانياتهم وطاقاتهم.وعلى غفلة كان مصيرهم القتل في سرية تامة من قبل أمر مفرزة جديدة وليحل محلة في تنفيذ الاوامر؟ أي ضرب عصفورين بحجر. حيث كان المقتول يأخذ كافة الاسرار والجرائم التي ارتكبها والقاتل يكون الضحية الجديدة؟
ومن جهة ثانية لو نظرنا الى تاريخ الكورد نجد أن الخيانة كانت مستمرة والتأمر بشكل فضيح من خلال ميليشيا الافواج الخفيفة. حيث كان كل رئيس عشيرة يترأس أحد الافواج , وكان هناك أيضا أشخاص ذو سوابق أجرامية وأخلاقية يترأسون الافواج. وكان النظام الصدامي يستخدم هؤلاء لقمع الثورات الكردية او أرسالهم للقتال في الجبال في مناطق مدن اربيل ودهوك والسليمانية وبعض الاقضية في محافظات ديالى وكركوك والموصل. أي ان الكردي يقاتل اخيه الكردي من اجل حفنة من الدنانير؟؟
وقد أدت هذه الامور الى خلق مشاكل عشائرية محتدمة وتاريخية بين الاطراف وعلى سبيل المثال لايزال عشائر البارزانيين يكنون العداوة الى السورجيين من أغوات بيت عمر أغا السورجي وشقيقة حسين أغا السورجي والزيباريين مع أغوات أل شيتنه وهكذا..
وعندما احتدم الخناق على نظام البعث في أنتفاضة عام ١٩٩١ أرسل رسائل شخصية من قبل شخص السيد مسعود البارزاني يطالبونهم بالوقوف مع الانتفاضة او الانسحاب الى مدن اخرى. وبالفعل فان نجاح الانتفاضة في مناطق جومان وكه لالة وراوندوز والحرير وخليفان وشقلاوه والزيبار لم يكن بذلك الحجم من الانتصارات لقوات البارزاني لو مساعدة رؤوساء العشائر والافواج الخفيفة بمقاتليهم واسلحتهم واموالهم وسياراتهم. لانهم بدؤا بالعصيان والقتال قبل نزول المقاتلين من الجبال والقرى النائية؟
وهكذا فان الاكراد دائما كانوا مع الذي غلى وشك الانتصار والتفوق؟ ومستعدون للتضحية بالغالي والنفيس من اجل مصالحهم الشخصية؟ وأحداث اجتياح مدينة اربيل عام ١٩٩٦ من قبل رجال الحرس الجمهوري بمساعدة مقاتلي البارزاني لطرد مقاتلي الطالباني خير دليل على ذلك؟
وهناك وثائق وصور تاريخية مهمة على تعاون المخابرات الاسرائيلية مع جماعة باراستن من الحزب الديموقراطي الكوردستاني بقيادة المرحوم ملا مصطفى البارزاني. وان هذا التعاون بدات اوائل الستينات ولحين فشل ثورة الاكراد عام ١٩٧٤ وهروبهم الى ايران وسوريا وروسيا؟؟ ومن ثم بدأت العلاقات من جديد بعد عودة المقاتلين للوجود بقيادة السيد مسعود البارزاني ولحد يومنا هذا.
واليوم معروف لكل وسائل الاعلام أن الاحزاب الكردية يعتبرون الحليف الاكبرلقوات التحالف بقيادة أمريكا ويحظون بثقهم بدرجة عالية! ولكن مع الاسف فأن الاخوان الاكراد لاينظرون الى المستقبل وما عن سوف يحصل للعراق بعد أنسحات تلك القوات على أقل تقدير؟ ولاينظرون الى الماضي القريب حيث باعوهم الامريكيين الى نظام صدام عام ١٩٧٥ على ضوء أتفاقية الجزائر يوم أجتمع صدام مع ممثل أيران عباس هويدي بحضور الرئيس الجزائري هواري بومدين (٦ -٣-١٩٧٥) اثناء مؤتمر الاوبك في الجزائر. حيث أتفقوا على تقسيم مياه شط العرب مقابل أنهاء كافة المساعدات واقفال الحدود بوجة مقاتلي البارزاني وأنهاء الثورة الكوردية!
ولهذا فان أحمد الجلبي الذي بان للوجود تعاونه مع الامريكيين بعد أحتلال العراق. وبرز نجوميته بشكل سريع واخذ يحصل شهريا مايقارب ٣٤٠ ألف دولار امريكي لنشاطات حزبه وتعاونه مع قوات التحالف. ولكن بين ليلة وضحاها أفل نجوميتة وهو مرشح للطرد ومسح أسمه من قائمة البارزين للترشيح لآي منصب رئاسي أو وزاري على ضوء الزيارة الاخيرة للاخضر أبراهيمي!
وهكذا على الطريقة الصدامية (أنتهت مهمتك)!!! وسوف يتخلى عنه الامريكيين! وربما سيتم تلفيق تهمة تعاونه مع الصدر وجيش المهدي ليزجوا به السجن او تسليمه الى الاردن لانه مطلوب هناك وقد صدر بحقة مذكرة القاء القبض عليه؟ لانه أختلس الملايين من بنك البتراء!
وهكذا الدور أتي على الاخرين و (الحليم يكفيه الاشارة) وعليه دراسة وأطلاع الماضي!