مجازر تلعفـر وصمة عار في جبين الحكومة العراقية المؤقتة
يوما بعد اخر تؤكد مسيرة الأحداث في العراق بأن الأمريكان لم يأتوا الى العراق لأنقاذ العراقيين من بطش نظام "صدام حسين" ولا لنشر الديمقراطية كما يدّعون ولا من أجل أيقاف العراق من تصنيع وتطوير أسلحة التدمير الشامل كما زعموا بل أنهم أحتلوا العراق لأ ذلال وقهرالعراقيين وأهانتهم وتحطيم عزة نفسهم وتركيعهم من أجل تقسيم البلد ونهب ثرواته وخيراته لتمويل مشاريعهم العملاقة في أمريكا والغرب وضرب الأسلام في العمق. والكثيرون منا بدأ يترحم على عهد "صدام حسين" ويتمنى لو كان النظام مازال باقيا كما كان رغم سلبياته المعروفة للجميع. فالوضع الأمني والحياة بشكل عام الأن في العراق في أنحدار مستمر والبلد تحول الى ساحة قتال بين طرفين غير متكافئين، بل الى ساحة أعدام لتصفية أبناء العراق الغيارى كطرف من قبل القوات الأمريكية والحرس الوطني العراقي و بأرشاد وبمشاركة من قبل المليشيات الكردية المسلحة (البيشمركة) كطرف أخر. والتصفيات هذه تنفذ تارة تحت شعار القضاء على أنصارأو فدائيي "صدام حسين" ومن معهم من المقاومة الأسلامية المسّلحة في الفلـّوجة وتارة لألقاء القبض على "أبو مصعب الزرقاوي" وتارة القضاء على جيش المهدي في النجف ومن ثم في تلعفر!!! وتحت شعارات وهمية أخرى جديدة سنسمع بها لاحقا بعد تطور الأحداث في الأيام القادمة. وجميعها تؤدي الى أبادة العراقيين وتصفية القوى الوطنية وتحطيمها والثأر منهم الواحدة بعد الأخرى ثم الأتيان بحكومة هزيلة مرتبطة بواشنطن مطيعة لها لا تقوى على فعل شيء سوى الأستجابة لأوامرها ونواهيها. والمخابرات الأمريكية التي تدار من قبل الماسونية - وهي بدورها تشرف على الأدارة الأمريكية- قد خططت لها منذ مدة طويلة غير أن تنفيذها يتم في خطوات متتالية ومراحل محسوبة لها حسابات دقيقة. وما الحريات السياسية التي منحت للأحزاب العراقية بالعودة من المنافي و بالظهور والعمل في الساحة العراقية بأسم الديمقراطية المزّيفة سوى خطوة لكشف الكوادر الوطنية ومن ثم تصفيتهم الواحدة تلو الأخرى نحو تحقيق هذا الهدف الغير المرئي للبعض.
ولما كان تنفيذ مثل هذا العمل صعب التحقيق لوحدها فهي – أي الأدارة الأمريكية - بحاجة الى عملاء من الداخل لمساعدتها في تحقيق الأهداف المطلوبة فلابد لها أن تتحالف مع بعض القوى السياسية في الداخل ذات المصالح الغير الوطنية والتي تتوافق مع نهجها العدواني ضد مستقبل البلد ومصير الشعب العراقي. فتسلّح بعضها وتنزع السلاح من أخرى غير سائرة في فلكها.
وكانت بعض القوى السياسية العراقية في المنافي ترى أن التعاون مع المخابرات الأمريكية والأسرائيلية أسهل الطرق و خير وسيلة في الوصول الى السلطة في البلد. فقامت التحالفات بين الطرفين وبنيت على هذا الأساس وأستمر العمل بموجبها الى حين سقوط النظام لتبدأ مرحلة أخرى من المسرحية الا وهي تصفية القوى والشخصيات السياسية والوطنية التي لا تنسجم تطلعاتها مع ذوق واشنطن وتل أبيب. ولقد شهد البلد ومنذ أذار ٢..٣ أنتهاكات أجرامية عديدة، كبيرة ومتنوعة كان للموساد و(السي. آي. أي) والمخربين العملاء من أبناء البلد دور كبير في تنفيذها، كانت حصيلتها أستشهاد الكثيرين ممن كان يتأمل االبلد منهم خيرا. والعمليات من هذا النوع مازالت قائمة في مدن الموصل وكركوك وبغداد والنجف وغيرها وتنفذ يوميا تحت ذرائع ومسميّات مختلفة بينما لاتشهد المدن العراقية الأخرى السائرة في فلك الأدارة الأمريكية كالسليمانية ودهوك مثلا أية أعمال أجرامية أو تخريبية مشابهة!
فلقد شهد العالم الأسبوع الماضي مذبحة جديدة في حق التركمان في تلعفر حاول الأعلام الا مريكي وحتى الأعلام العربي جاهدا التعتيم عليهاوالتقليل من أهميتها أرضاءا لأمريكا وحليفاتها. حيث هاجمت القوات الأمريكية مدينة تلعفر (التي يبلغ نفوسها ٢٥.،... نسمة غالبيتهم من التركمان والتي تبعد ١.. كم عن الحدود السورية) بالمدافع والدبابات مع قوات الحرس الوطني الذي تشكل حديثا لحماية المسئولين الجدد وقوات البيشمركة (وقد ظهروا ملثمي الوجوه لكي لا يكشفوا) بعذر جديد للجميع ألا وهو القضاء على قوات جيش المهدي في تلعفر!!
فهذه الأكاذيب لا أساس لها البتة و ذريعة جديدة أستحدثتها الأدارة الأمريكية من أجل ضرب البؤر الوطنية أينما كانوا من أرجاء العراق مستخدمين قوات الحرس الوطني العراقي المتشكل حديثا وأقحامها في ضرب أخوانهم العراقيين لتلطيخ أياديهم (بعد أن تلطحت أيادي القوات الكردية المسلحة بدماء الأبرياء من العراقيين في كل من فلوجة والنجف وكركوك) بدماء أخوانهم من أهالي تلعقر نيابة عن الأمريكان!أما القوات الكردية المسلحة والمتدربة بعض كوادرها في أسرائيل على أعمال القنص والتصفيات فلا حرج عليها بتاتا. فهي في أتم الأستعداد للقتل وتواقة جدا للبطش بالعراقيين عند الحاجة وذلك من أجل شفاء غليل القيادات الكردية والثأر من ضحايا حلبجة!
فالأحداث الماضية في البلد ومنذ سقوط النظام أكدت بأن القيادة الكردية لم تعد في حرج في كشف تعاونها مع الغرب ومع أسرائيل كما كانت في الماضي بل وجدت ضالتها في كشف ذلك التحالف مع الأدارة الأمريكية لبرهان ولاءها لها و في الحصول على أمتيازات لم تكن تحلم بها بتاتا في عهد "صدام حسين" وفرصة لا تعوّض في الأنتقام من العراقيين وكل ما هو ليس بكردي!ولم تعد تهمها نوعية الذرائع والحجج بل أنها جاهزة تحت الطلب لتنفيذ المهمات القتالية والأ غتيالات والبطش من أجل أثبات الذات والأنتشار. فالقيادة الكردية تحلم بقيادة العراق بالكامل من شماله الى جنوبه. ولم تعد تكريد مدينة أربيل ذات الغالبية التركمانية تشبعها بل أنها تحلم بضم الموصل (وتلعفر) وكركوك وبعقوبة بل وحتى البصرة.!!نعم... فهم بحاجة الى ميناء بحري... والبصرة هي الميناء الوحيد للعراق لذا فأنهم يفكرون بها كذلك!!. ولم لا!؟ أليس ذلك من حقهم؟؟ فواقع الحال يؤكد لأن كل شبر يسكن فيها كردي في العراق يصبح جزءا من أرض كردستان الحلم!!!وكل من رفع صوته ليطالب بجزء صغير من حقوق شعبه المغتصبة لعقود طوال في مدينته يلقى مصيره صريعا بدمائه في حوادث أغتيال مروّعة لم نشهدها سوى في الأفلام الأمريكية الأجرامية و في وضح النهار طبعا.... ثم يهرب الجلاّدون في سيارتهم المستوردة حديثا ويسجل الحادث على الجن والأنس!!
فبينما الأغتيالات مستمرة ومتواصلة في كل من الموصل وكركوك فلم تنجو تلعفر من قبل القوات الكردية المسلحة لأراقة دماء أهاليها من التركمان والعرب ومن أجل ضرب طوق على مدينة الموصل وعزلها عن بقية أرجاء العراق ثم الأنفراد بها وضمها هي الأخرى الى(كردستان)!!وذلك بحجة وجود بؤر شيعية وعناصر من جيش المهدي فيها ودخول عناصر فدائية أرهابية من تنظيم القاعدة معادية لأمريكا من سوريا!!
فأذا كان الأمر كذلك فعلا فياترى لم تحّطم وتهدم مقرات الجبهة التركمانية وبيوت الأهالي ويقتل مئات الأطفال والشيوخ الأبرياء العزل ويشرّد ٥.،... مواطن الى مخيمات اللاجئين وتمنع المواد الطبية من الوصول الى الجرحى؟؟ وبأي حق قامت القوات الكردية المسلحة والحرس الوطني الملثمين بالأقنعة برشق شباب تلعفر الذين جاءوا الى المستشفى للتبرع بدمائهم للجرحى بالرصاص وأردوهم قتلى أمام المستشفى؟ لم هذا الظلم والى متى ستستمر هذه الأنتهاكات البربرية في حق الأنسان و تستمر أراقة الدماء البريئة من أبناء العراق وفي عقر دارهم؟؟ من هو المستفيد من كل هذا وذاك؟ ولماذا تنفذ هذه المجازرفي حق العراقيين و بأيادي عراقية!؟؟
فالأنباء الحديثة القادمة من العراق ومن خلال اللاجئين الأكراد الجدد في بريطانيا تؤكد بأن ألأمريكان بدؤا منذ فترة بتجنيد بعض الفتيان (دون الثامنة عشر من العمر) من الشبـّان العاطلين عن الدراسة وعن العمل كجواسيس مقابل ٣.. دولار أمريكي شهريا مقابل قيامهم بالحصول على مواقع المقاومة الوطنية العراقية في كل من الموصل وبعقوبة والفلوجة وضواحيها بواسطة أفراد وكلاء يعملون كعملاء مزدوجين لكل من الحزبين الكرديين من جهة والادارة الأمريكية من جهة أخرى. حيث يعطى لكل عميل من الفتيان جهاز خاص (صغير بحجم الهاتف الجوّال) لتثبيت الأحداثيات الخاصة للنقطة المطلوبة فيضغط الجاسوس على الزر الخاص يالجهاز بعد الأنخراط مع المقاومين (حيث لا تحوم عليهم الشبه بسبب صغر سنهم) ثم يقوم هؤلاء الفتية بتدوين بعض مواصفات ذلك المكان وارسالها الى الوكلاء. ويقوم الوكلاء بدورهم في ارسالها الى الأدارة ألأمريكية من قبل ضباط الأرتباط الأمريكان المتواجدين في المنطقة. وكما هو معروف فأن الأحداثيات الدقيقة كافية للطيّارين في ضمان أستهداف و قصف المواقع المعادية فى الأرض. وهذا ما حصل فعلا عندما قصفت القوات ألأمريكية مواقع أنصار ألأسلام في شمال مدينة السليمانية في أذار ٢..٣ وقتلت أكثر من ١٥. من ألأكراد ألأسلاميين ثم قصفت فيما بعد مواقع عديدة من مدن عراقية أخرى بحجة وجود تجمعات معادية للأمريكان. أما أذا لم تكن تلك الأحداثيات دقيقة فأن الضحايا ستكون من الأبرياء والمدنيين ومن لا ناقة لهم في السلطة والنفوذ ولا جمل!. والواضح أن عدد الضحايا الأبرياء العراقيين ليس بالأمر المهم بالنسبة للأمريكان لطالما يعتبرون في نظرهم في عداد الحشرات.
أما السلطة العراقية المؤقتة في بغداد فالظاهر أن لا شأن لها بما يحدث في تلعفـر وكأن الأمر لا يهما أبدا وهي حريصة على مشاعر المحتلين وشركاء السلطة من القيادات الكردية الى أعلى درجة. وما يؤلمنا فعلا أن السيد أياد علاّوي يتكلم في المقابلة التلفزيونية يوم ١٣ أيلول وكأنه لم يحصل شيئا ما في تلعفر لكي يثير القلق. و من ناحية أخرى لايعلم ماذا يريد العراقيون من أعمال المقاومة الوطنية ويحسب العراقيين وكأنهم هم الأعداء وأن الأمريكان المحتلين هم أصحاب الأرض ودعاة الحق. أما الرئيس المؤقت "غازي الياور" فيبدو وكأنه رئيس رمزي غير مهتم بالسياسة بتاتا بل يبدو من خلال زياراته المكوكية لبعض الدول بأنه أرفع منزلة في التحدث في هذه الأمور ويحاول التقليل من أهمية أعمال القتل الحاصلة في العراق ويحاول الأستخفاف و منع كل دولة جارة تريد الحفاظ على أمن وأستقرار العراق ويعتبر ذلك تدخلا في شأن العراق الداخلي!!!وبتعبير أدق يريد القول بأن ما يحدث في داخل العراق من الأنتهاكات والتجاوزات في حق الأنسان العراقي والتصفيات في صفوف العراقيين أنما هو واقع الحال و هو المطلوب وما هو مخطط له وهو ما يرضي الأسياد الأمريكان وليخسأ الخاسئون!!ويريد ترديد أغنية الفنان العراقي (أبراهيم خليل) التي غناها في سنة ١٩٧. بعد أعلان بيان ١١ أذار "هر بزي كرد عرب رمز النضال" أي المهم فاليعيش الكرد والعرب (فقط) فهما رمز النضال. أما بقية أبناء الشعب العراقي كالتركمان والكلدوأشوريين والأسلاميين وشيعة الجنوب فهم لاشيء. وكل من لم يرض بالأحتلال الأجنبي من العراقيين فهو معادي للديمقراطية الأمريكية. وكل من لا يرضى بالنفوذ السلطوي والتوسع الكردي المسلح في العراق وفي الشمال خصوصا فهو مخـّرب لأمن البلد وله أرتباط بتنظيم القاعدة ويستحق الموت على أيدي الأمريكان والمليشيات المسلحة والحرس الوطني.
لذا والأمر هكذا فلا غرابة أن ينزع السلاح من جميع العراقيين سوى المليشيات الكردية لأنهم أنما هم فعلا الحلفاء الحقيقيون لدعاة الديمقراطية فهم الوحيدون الذين يستحقون التسلح للحفاظ على أمن البلد وأستقراره مع الرفاق الكاوبويز وهذه هي العدالة بعينها في نظر قيادتنا المؤقتة.
فليس من الرجولة ولا من البطولة أن يهاجم المسلحون على أبرياء أمنين عزل ليقتلوهم شر قتلة ويهدموا دورهم على رؤسهم ويشردوهم الى خيم!!. ولا هي مفخرة وطنية أن يقتل العراقي شقيقه العراقي أرضاء للمحتلين!! فلقد برهن مسلحونا العراقيون بأنهم سبقوا في أنتهاكاتهم العدوانية القوات الأسرائيلية في أعتداءاتها المسلحة اللا أنسانية على الفلسطينيين.
وأني لأشهد الله عز وجل بأن مجازر تلعفـر ستبقى وصمة عار في جبين مسئولي العراق الحاليين ولطخة حمراء في تأريخ السلطة الحالية كدم الشهداء الذين سقطوا بدون ذنب سوى أرضاءا للمحتلين وحلفاءهم وجريمة لا تغتـفر ما حيينا. وأدعو جميع القوى العالمية والخيرة والمؤمنة بالله وجميع المنظمات الأنسانية بان تدين مثل هذه القرصنة في حق الأنسانية وتجريم القائمين بها.