قبل أيـام أطّــل علينا "السيد نجرفان برزاني" الذي يشغل حاليا منصب (رئيس وزراء منطقة الحكم الذاتي) وهو أبن شـقيقة السيد "مسعود البرزاني" عند زيارة "السيد جاك سترو" وزير الخارجية البريطانية للعراق بأن " وصّرح بأن لا تفاوض على مستقبل مدينة كركوك" في أيحاء منه للمسئول البريطاني وتذكيره (أن كان ناسيا) الأصرار الكردي بأن كركوك مطلوبة كمكافأة للقيادة الكردية على ما قدموها من أدوار (بطولية) ضد الشعب العراقي ضمن التحالف الكردي –الأنكلو- أمريكي. ثم فاجئنا السيد" مسعود برزاني" في زيارته لتركيا يوم أمس متجرءا بالقول بأن كركوك (قلب كردستان)!! والواضح أن السيد البرزاني لم يكن ليتجراء بتصريحات شديدة اللهجة وخطيرة من هذا النوع أمام الأتراك وعلى أرض تركيا حول مستقبل كركوك لو لم يكن واثقا جدا من نفسه و مستقويا بـ " جورج بوش".
وكانت المفاجأة أكبر عندما سمعنا برد الفعل التركي الهزيل على لسان "السيدة لاله أبراهيم أوغلو" الناطقة بأسم الخارجية التركية (التي كانت تتكلم اللغة الأنكليزية بصعوبة بالغة جدا) على تصريحات "مسعود البرزاني" التي أثارت حفيظة التركمان والعالم أجمع وأبرزت تركيا كدولة ضعيفة لا حول لها لا قوة وكأنها تستجدي رضا الأمريكان والأكراد معا!!
و يبدو أن تركيا هي الأخرى قد سلـّمت أمرها لله وللغرب وتيـّقـنت جيدا بأن لا طائل من التصريحات الفارغة دون أفعال هي غير قادرة عليها والتلميحات الفضفاضة بالدفاع عن مستقبل كركوك وتلعفر والدفاع عن التركمان بعد الآن. فالصفقة الكبيرة بين الأدارة الأمريكية والقيادة الكردية قد ابرمت وسلـّمت كركوك للبرزاني تكريما لدورهم الأنتهازي في حربها الأخيرة على العراق. فتركيا وبعد أن حجّمت أمريكا دورها في المنطقة لم تعد لها هيبة دولية تستوجب الأحترام ولم يعد لها وزن سياسي في المنطقة لكي يسمع رأيها بعد أن تم أستضعافها الى أدنى حد من قبل الغرب. وللأسف الشديد فأن تركيا أمعنت في أهانة نفسها أملا في ألتحاقها بالأتحاد الأوربي. . . لكن دون جدوى. أضف الى فقدانها لمصداقيتها في التفاعل مع القضايا القومية خصوصا فيما يتعلق في أتراك خارج تركيا وحتى الأمور الداخلية. فهي مستمرة في تقديم التنازلات ثم التنازلات وأوربا لا رغبة لها في ضمها اليها لأسباب معروفة للكثيرين أولها كونها دولة أسلامية ثم فقيرة الأقتصاد، والوضع المزري لحقوق الأنسان فيها وكونها دولة كبيرة السكان وكذلك بسبب ماضيها الأمبراطوري المعروف والخشية من أن يؤثر أنضمامها الى الأتحاد الأوربي على توازن القوى في منطقة البلقان والبحر المتوسط. لذا فأن زيارة البرزاني لتركيا جاءت في وقت يتهيأ فيه الحكومة العراقية المؤقته لأنتخابات محسومة النتائج لصالح القوى الكردية مسبقا وكذلك توفيرا للجهود والتصريحات الفارغة على تركيا. . وبأختصار أراد السيد مسعود البرزاني التلميح لتركيا بأحترام نفسها والأنصياع لأوامر أمريكا وسماع الأخبار ليس الاّ.
وتركيا اما تجهل أو تتجاهل الكارثة التي ستقع بها وما سيحل بها من أزمات سياسية داخلية وخارجية فيما لو نجحت القوى الكردية في العراق في تقسيم العراق و تأسيس ما يسمى بكردستان. ففيها ما يقرب من ۱٥ مليون كردي وبضعة ملايين أخرى لم يفصحوا عن أنتمائهم الكردي تطلعاتهم الأنفصالية لحد الآن وهم يعملون في مختلف المسالك الحكومية والغير الحكومية لصالح أستقطاع الجنوب التركي وأنشاء مايسمى (بكردستان الشمالية) ثم ضمها لا حقا – وبمباركة أمريكا طبعا - الى كردستان الجنوبية، ولكنهم ينتظرون الوقت المناسب. فأكراد تركيا يعتبرون قنبلة موقوتة داخل تركيا ستنفجر عند الوقت المناسب (كما أنفجر أكراد العراق عند أحتلال العراق من قبل أمريكا والمتحالفين معها) الذي لم يعد ببعيـد أبدا. لذا فالأقوال لم تعد ذي أهمية لها طالما أنها غير قادرة على فعل شيء. وأن مسألة أنضمامها الى الأتحاد الأوربي حلم لا ترغب تركيا الأستفاقة منه أبدا. وبصريح العبارة أن مستقبل السياسة الحالية التي تنتهجها تركيا لم تعد ذا نفع لها ولا لغيرها من الشعوب التي تتكلم لغتها في الوقت الذي تعد القوى الاستعمارية العـّدة لتكرار تجربة تقسيم العراق على الدول المجاورة وأولها تركيا ثم سوريا فأيران. وهنالك أحتمال أخر الا وهو أنه تم أسكات تركيا من قبل الأدارة ألأمريكية ضمن صفقة غير مكشوفة للعالم بعد، كأن تكون تخصص نسبة من عائدات النفط العراقي لها مقابل سكوتها للدفاع عن تركمان العراق. وهذا الأحتمال وارد جدا أذا أخذنا بنظر الأعتبار تحـّول السياسة الحالية أحيانا الى تجارة دولية مربحة يجني من ورائها المتنـّفذون ورجال السلطة الملايين من الدولارات بل المليارات خلف الكواليس على حساب الشعوب المضطهدة.
فالوضع الراهن في البلد - ولشديد الأسف- متوجه نحو أستكمال أستقطاع الأجزاء الشمالية من العراق وأنشاء ما يسمى بـ (كردستان) رغما عن أنف العراقيين وأرغما عن أنف تركيا وأن الأحداث الدامية التي تتوالى في العراق تصب جميعها لصالح القضية الكردية ليس الاّ. فالأكراد –دون سواهم- هم المستفيدون الوحيدون من أعمال التخريب والقتل والتفجيرات التي تشهدها بقية المدن الغير الكردية في الوقت الذي يتم اسكان مئات الالاف من العوائل الكردية وأكثرهم من قرى دهوك والمناطق المحيطة بها والذين لم يحالفهم الحظ برؤية كركوك من قبل. و تشير الأحصاءات التي حصلنا عليها من كركوك بأن ۱٥٠ ألف من العوائل الكردية قد قدمت الى كركوك منـذ بداية هذه السنة. والمستوى التعليمي لأكثرهم (أن لم يكن جميعهم) في مستوى الأمـّية جاءوا الى كركوك مع مواشيهم وأغنامهم ودواجنهم وسكنوا في مخيـّمات أو في مبنى وساحة الأدارة المحلية التي كانت في يوم من الأيام ملعبا لكرة القـدم أملا في أسكانهم في قصور العوائل العربية والتركمانية بعد تهجيرهم من دورها عنوة. والعمليات الأستفزازية مستمرة ضد التركمان - أهالي المدينة الأصليين من أجل أرضاخهم لقبول الأمر الواقع ألا وهو الطـغـيان الكردي وعائدية كركوك لهم بقوة السلاح وأجبارهم بالتحدث باللغة الكردية فقط. والمعروف أن الأدارة الأمريكية نزعت السلاح من جميع القوى السياسية سوى المليشيات الكرد ية الذين معهم السلاح والمال والسلطة. فهم - بالأضافة الى سيطرتهم للمنطقة الشمالية- يحكمون العراق ومن العاصمة بغداد بفضل بريمر و بوش.
أما أ صرار البرزاني في السيطرة على كركوك بالذات فلها قصة مثيرة جدا - أضافة الى الرغبة الشـرهة في الأستحواذ على نفطها - أود سردها بأختصار لمن لم يسمع بها بعد.
فالذين يجهلون تأريخ أكراد العراق أقول بأن موطن الأكراد الحقيقي ولحد التأريخ الحديث (الخمسينات من القرن الماضي) هوالشمال الشرقي من العراق حول الشريط الحدودي المتاخم لحدود أيران من الشرق ولحدود تركيا من أقصى الشمال وكانت لهم مدينة واحدة فقط وهي السليمانية. فالأكراد (مع أحترامي لهم) ليسوا من أهل المدينة أساسا وهم جاءوها من أطرافها وسكنوا فيها في غفلة عن أهلها. وجاءوها بدءا في الخمسينات للعمل فيها في مهن مذلـّة جدا لايستسيغها ايا كان!!!. فعملوا في حرف عديدة كعمـّال بناء أو صباغي أحذية وحمـّالين وحرّاس مقابل أجور زهيدة جدا لدى أهالي كركوك من التركمان الذين كانوا أسيادا في مدينتهم ويتربعون على أدارة الدوائر جميعها وشركة نفط العراق في كركوك بالذات بشهاداتهم العليا وفي خبراتهم الفنية العديدة. ولا عيب في العمل الشريف بتاتا ولكن الغاية يبدو وأنها لم تكن كذلك بل تجاوزتها فيما بعد نحو زيادة نفوسهم في المدينة النفطية الى أن تحين الساعة للأدعاء بأنها كردية ثم تكريدها مستقبلا. وقـد احترمهم و أكرمهم أهالي كركوك خير الكرم ولم يكن في قلبهم غـل ضدهم وكان التركمان ومايزالون يؤمنون بأن العراق عراق الجميع ويرفضون تقسيمه. ثم أزدادت الموجات الواحدة تلو الأخرى عندما كانت أعين رجال الأمن غافلة عنهم وكثر العدد فأصبحت لهم مناطق يتركزون فيها في كركوك كـ (أمام قاسم وشورجة وتعليم تبه أو ما يسمى بـ "رحيمأوا"). والحالة هذه أنطبقت على مدينة أربيل ألى حد ما ذات الغالبية التركمانية قبل تكريدها رسميا في ۱٩٧٠.
ثم كانت أواخر شهر تشرين الأول سنة ۱٩٥٨ يوما أسودا في حياة العراقيين بشكل عـام والتركمان بشكل خاص عندما حطـّت أقدام المرحوم الملاّ مصطفى البرزاني (والد مسعود البرزاني) أرض كركوك وحلّ ضيفا في نادي الضبـّاط. فلقد أعاده الزعيم الركن عبد الكريم قاسم من منفاه في روسيا الشيوعية الى العراق. وما أن حل البرزاني ضيفا على كركوك حتى خرج بعض الأكراد الفوضويون القادمين من القرى والنواحي والأقضية التابعة لكركوك لتحيته. ولابأس بالتحية والترحيب بالضيف العزيز والقادم الجديد، غير أن المتطرفون من الكرد أزادوا على هتافاتهم شعارات أستفزازية ضد التركمان مدعيـّن - وللمرة الأولى - بأن كركوك مدينتهم وهم يهتفون باللغة الكردية بما معناه "كركوك مدينتنا فاليغادرها التركمان"!!! وشعارات أستفزازية أخرى متهـّمين التركمان بالطورانية وبالعمالة لتركيا ولشركة النفط "!! (وهنا أنطبق عليهم المثل العراقي الشعبي "هم نزل وهم يدّبـج على السطح" أي باللغة العربية الفصحى "رغم كونهم ضيوفا لكنهم يرقصون على سطح المنزل لطرد صاحب المنزل منه"!!).
والواضح أن طموحات القيادات الكردية كانت قد سبقت زيارة "الملاّ مصطفى البرزاني" الى كركوك بسنوات عديدة وكانت مخفية ولكن زيارة الأخير كانت فتيلة لكشف نواياهم في الأستحواذ على كركوك ونفطها (ولو كان المرحوم البرزاني ضيفا على بغداد مثلا لطالبت القيادة الكردية الحاليين بغداد عاصمة لهم!!!). وقد دامت زيارته يوما واحد فقط أنكشفت فيه الأوراق الكردية من جهة وأستفز وأهين فيه أهل المدينة من التركمان من جهة أخرى.
ولغرض أستضعاف التركمان وتحقيق أهداف الزيارة قامت مجموعة من الأكراد الفوضويون بنشر أشاعة مغـّرضة بأتهام التركمان بمحاولة أغتيال البرزاني من خلال تلغيم سيارته!!. وهذه التهمة ثبت كذبها وبطلانها فيما بعد لعدم توكيدها من قبل أستخبارات الفرقة الثانية في كركوك في الوقت الذي كانت سيارته المصفحة تحت المراقبة المستمرة من قبل الحرس الخاص به.
وشاءت الأقدار بأن أصيب "الرائد هدايت أرسلان" وكان من الضباط المرموقين في الفرقة الثانية بنوبة قلبية في اليوم التالي من زيارة البرزاني لكركوك، بعد أن أتهم زورا بأنه متورط في حادثة تلغيم سيارة البرزاني بقنبلة وهو منها بريء. وبعد الحادث تبـّين للجميع بأن تهمة القنبلة كانت أشاعة لتخويف التركمان وكسر عزيمتهم أثناء زيارة البرزاني لكركوك (ومثل هذه الأشاعات تعتبر أساليب مخابراتية خبيثة معروفة للبعض في عملية أستضعاف الخصم ولصق التهم بهم في أوقات محددة لتحقيق بعض الغايات الخبيثة من وراءها). وبالفعل فقد سبـبت وفاة المرحوم "الرائد هدايت أرسلان" نكسة للتركمان في حينها وتبيـّن بعد ذلك بطلان التهمة المزعومة لكن بعد أن حققت غايتها المنشودة في حينها. ومن المؤسف حقا أن يتجرأء بعض الأقلام الكردية بالأدعاء بأن "الرائد أرسلان" أصيب بصدمة قلبية خوفا نتيجة رؤيته للبرزاني في محاولة يائسة للأستخفاف بالتركمان ووصفهم بالجبن.
لهؤلاء أقول: صحيح أن بعض المحكومين بألآعدام وقبيل تنفيذ الحكم عليهم يصابون بالشلل وبعضهم بنوبة قلبية ويتوفون حال رؤيتهم لجلاّديهم ولكن الرائد أرسلان كان ضابطا وشجاعا في الجيش العراقي لم يكن محكوما بالأعدام لكي يهاب البرزاني بل كان مدعوما من قبل المرحوم العميد الركن "ناظم الطبقجلي" وفي الوقت نفسه لم يكن البرزاني جلاّدا لكي يرعب أهل كركوك و يتوقف قلب الرائد ارسلان بالذات خوفا منه!! والظاهر أن مدينة كركوك بجمالها وبثروتها النفطية أعجبت البرزاني فسال لعابه طمعا بها.
واستمرت بعد ذلك حرب الشمال لتكون مأساة لكل العراقيين حيث أستشهد فيها مئات الألاف من أفراد القوات المسلّحة وأفرادا من التركمان والكلدوأشوريين ضمن القوات المسلحة والعشائر العربية والبدو وغيرهم وترمّلت النساء وتيّتم الأطفال وكـّلفت الدولة المليارات من الدولارات. وكذا الحال بالنسبة للقوى الكردية فقد فقدت هي الأخرى ألافا من أفرادها في حرب دامية لم يكن المحاربون الأكراد يعلموا أسبابها سوى قياداتهم فقط.
ومن أجل وضع حد لحرب الشمال الدامية أصدر المرحوم "أحمد حسن البكر" في ۱٩٧٠ مرسوما جمهوريا بتحويل قضاء دهوك الى (محافظة دهوك) وضم أربيل ألى منطقة الحكم الذاتي وجعلها عاصمة للأكراد كبند من بنود بيان ۱۱ أذار من أجل أخماد حرب الشمال وحقن دماء العراقيين.
غير أن طموح عشيرة البرزاني لم يكن له حدود حيث لم ينتهي في منحهم ثلاث محافظات شمالية وحكمها الذاتي وبعد أن خصصت لهم الحكومة ميزانية عالية لأعمار الشمال وأستحداث جامعة السليمانية و تطوير المنطقة. . . والخ من الأمتيازات الكبيرة. فقد تعدى طموحهم كل ذلك ليصل الى محافظات أخرى وفي مقدمتها كركوك تحقيقا لحلم الأب (الملا مصطفى البرزاني) الذي توفي دون تحقيقه.
وما أن ضعف النظام في أعقاب حرب الكويت الدامية وبعد فقدان سيطرة القيادة العسكرية على مجريات الأمور أبان أنسحابها منها في أذار ۱٩٩۱ حتى أنتهزت القوى الكردية الفرصة بالهجوم على كركوك وأحكام السيطرة عليها ولكن لعدة أيام قبل أن تهزمهم قوات الحرس الجمهوري منها، فانسحبوا منها من بقي منهم حيا الى حيث أتوا وتركوا خلفهم مئات الجثث من المسـّلحين الأكراد دفنوا في كركوك فيما بعد أيام.
ثم سيطرت القوات المسلّحة الكردية على كركوك من جديد في أذار ٢٠٠٣ مدعومة بالدبابات الأمريكية مدعّين – كذبا- بأنهم جاءوا (لتحرير) كركوك من "نظام صدام" قبل أن يتحول التحرير أحتلالا. فجاءت العوائل الكردية من كل صوب بدءا من جبال برزان الى هضاب سوريا وجبال أيران الى كركوك بحجة كونهم من المهّجرين الأكراد ليصبحوا فيما بعد من أهالي كركوك!!.
فالأحداث الماضية والجارية في البلد ومنذ سقوط النظام أكـّدت بأن القيادة الكردية في تعاونها مع الغرب ومع أسرائيل و التحالف مع الأدارة الأمريكية ماضية لبرهان ولاءها لها و في التوسع الجغرافي والسكاني على حساب الآخرين وللحصول على مدن كركوك والموصل وبعقوبة وصلاح الدين وماعداها. ومما يزيد الطين بلـّة أن الحكومة العراقية المؤقتة تبدو هي الأخرى متواطئة مع القيادات الكردية وتسعى لتحقيق أحلامها التوسعية على حساب التركمان والقوميات الأخرى والقوى الوطنية في البلد. فوزير خارجيتنا السيد هوش يار زيباري (حسب علمنا) هو خال السيد مسعود البرزاني مما يشير بأن الملاّ مصطفى البرزاني هو زوج شقيقة السيد زيباري. ويأتي تناسب السيد غازي الياور من الأكراد تأكيدا لتقوية أواصر (الأخوة العربية الكردية) ولتقوية سلطة القوى الكردية على عموم العراق. ولذا فأني شخصيا - وتوفيرا للجهود والأموال - لا أجد أي موجب للقيام بالأحصاء العام للسكان ولا لأية ضرورة للأنتخابات ولا لنزع السلاح من المسلحين السنّة والشيعة ولا لتصفيتهم بحجة التهياء للأنتخابات. فالنتائج محسومة منذ الآن ومضمونة ۱٠٠٪ لمن هم في السلطة حاليا. فالأمور ستبقى على حالها كما هي الآن. والحكـّام الحاليون هم أنفسهم الباقون. والمستفيدون الوحيدون هم القوى الكردية فقط والحرب الداخلية ستستمر دون توقف وسوف لن نرى (الديمقراطية) والله. . . و الذي لا يصدقني فالينتظر لكي يرى بأم عينيه النتيجة!.