تهديدات البرزاني أيحاء على أستعداده لأرتكاب مجازر في كركوك؟
من الواضح أن صبر السيد "مسعود البرزاني" قد نـفذ فعلا لعدم حسم مسألة تكريد مدينة كركوك لحد الآن وضمها الى أقليمه رغم الرفض الشعبي والدولي لتكريدها ورغم قناعته الداخلية بعدم كردية المدينة. . . ولكنه بدأ وكأنه يـلّوح في التهديد بأرتكاب مجازر في كركوك بحق الأهالي فيما أذا أستمر الرفض على تكريدها!! وهنالك دلائل توحي على أستعداده لأرتكاب الجرائم بحق التركمان والعرب في كركوك بغية حسم الموضوع نهائيا مستغلا بذلك أنشغال العراقيين بأحداث الفلـّوجة وسامراء والنجف وألتهاء الحكومة الموقته بالأتنخابات والأسناد المستمر من قبل القوات الأمريكية له!
ففي زيارته الأخيرة لتركيا قبل يومين تجرءا بالقول بأن كركوك (قلب كردستان) ثم تلاه عند عودته الى العراق بأن "الأكراد مستعدون للدفاع عن كركوك" وأن "كركوك جزء من كردستان" وكذلك تصريح "السيد نجرفان برزاني" (رئيس وزراء منطقة الحكم الذاتي) أمام الوزيرالبريطاني "السيد جاك سترو" في زيارته للعراق بأن "لا تفاوض على مستقبل مدينة كركوك". ثم خرج علينا الدكتور محمود عثمان يوم أمس في "القناة العربية" بعبارات غريية مدّعـيا بأن "مسعود البرزاني" لايقصد بأن "كركوك كردية بل يقصد بأن كركوك كردستانية"!!
حمدت الله وشكرته على أعتراف الدكتورعثمان بأن كركوك ليست كردية!!! أما أدعاءه بأنها كردستانية فأنه أثار دهشتي في الفلسفة التي تضمنتها عبارته عند سماعي لها أول مرة. فالظاهر كان يعني ويتمنى بأن (كركوك تابعة الى أقليم كردستان!!). فأن معنى (ستان) في اللغات الأوردوية هي (أرض) وأذا ما دمجتا كلمتي (كرد + ستان) عندئذ يكون المعنى أرض الكرد!! هذا في الوقت الذي أعترف قبل ذلك بلحظات بأن كركوك ليست كردية (أي ليست أرضا كردية)! والواضح أنه ناقض نفسه بنفسه علما أن لغته العربية ممتازة.
ورغم كون السيد محمود عثمان شخصية كردية محترمة وهو مثقف ومتزن الشخصية غير أن علاقته مع أسرائيل نقطة سوداء في تأريخه النضالي. وهو ليس بـ(مستقل) كما كتبت عنه القنوات الفضائية بأنه (مفـّكر كردي سياسي مستقل). نعم فهو مفـّكر وسياسي جيد وأستاذ جامعي (حسب علمي) غير أن طروحاته العنصرية وعلاقاته مع أسرائيل ومع القيادة الكردية تنفي (أستقلاليته) تماما. لذا نرجو من القنوات الفضائية تصحيح هذه التسمية بحقه مستقبلا. وأرجو من الدكتور عثمان الأنتباه بأن النواليا الكردية مفضوحة وواضحة جدا للعراقيين و للعالم أجمع ولا تحتاج الى اللف والدوران وأن الكلمتين تعنيان في مفاهيمنا السياسية الفعل نفسه.
ولقد برهـّنا للعالم وللأخوة الأكراد من خلال الأدلة والبراهين والوثائق الرسمية (وبعضها عالمية دوّنت بأقلام المستشرقين ورجال السياسة والقادة العسكريين الذين عاشوا في العراق و الرحـّالة الذين مّروا من العراق) بأن كركوك لم تكن في يوم من الأيام كردية، وأن وجود الأقليات الكردية فيها لايعني كرديتها أبدا. فأن صحّت هذه الفلسفة فأن العواصم برلين ولندن ونيويورك وغيرها تعتبر كردية أيضا لوجود الأكراد فيها!!
فالأولى بالقيادة الكردية – ولغرض كسب أحترام الآخرين- بأن تتوقف أولا عن الكذب المستمر بكردية كركوك أو برهان ذلك أن أستطاعوا. . . ولن يستطيعوا أبدا. . بل الأفضل أن يقولوا بأن الأكراد يطمعون في كركوك كي تستكمل مقومات كردستان. فبدونها لا تقام كردستان لأن لا مقومات لـها!. عندئذ تنالون أحترام الآخرين بصدق الطرح والشجاعة في أطلاقه أذا كان بهذا النوع. وفي الوقت نفسه تكونون أيضا قد أكدتم أعترافكم بصدق بأن كركوك ليست كردية بل تريدون تكريدها!!
والحقيقة أن طموحاتكم لا حدود لها نهائيا مما تسببتم في تعريض أمن البلد الى مخاطر جسيمة وقد ازهقت أرواح الكثيرين من أبناء الشعب العراقي بسببكم وكذلك فقدتم أبنائكم في طريق تحقيق المستحيل.
من ناحية أخرى مازال العالم حائر في تفسير وتحقيق مسألة الضمانات العالمية أو الدولية للأكراد التي تدّعونها في كل مناسبة تظهرون فيها على الشاشة! ثم تناقضون أنفسكم بالقول بأنكم تنشدون الفيدرالية ضمن العراق الواحد. وهذا معناه أستقطاع العراق واقامة دولة مستقلة عنه وأعتراف الأمم المتحدة بكردستان!!. لقد حيـّرتم علماء اللغة العربية وجميع السياسيين والله في أستخداماتكم عبارات تقصدون منها معاني أخرى بحاجة الى تفسير. فالعراقيين لايريدون تقطيع العراق ثم لصقه ببعض بفيدرالية سوف لن تدوم يومين فقط!. فالأفضل أن تصـرّون على الأعتراف بأنكم أنفصاليون وأن لا ولاء لكم للعراق كما أعترف بعض الشخصيات الكردية بشجاعة فعلا في أوائل هذه السنه في كتاباتهم على صفحات الأتنرتيت والذين أكـّدوا بأن لم يكن ولن يكون للأكراد ولاء للعراق بل كان ولاء كم ومازال لكردستان فقط.
و فيما يخص ضحايا حلبجة والأتنهاكات الأخرى التي تعرض لها الشعب الكردي الشقيق (مع ترحمنا لجميع ضحاياكم) فكانت بسبب أو نتيجة المواقف الخيانية التي وقفتها قياداتكم ضد أمن الدولة الحدودي في الحرب العراقية الأيرانية ليس ألاّ. . . مما سببتم في دفع الشعب الكردي المسكين من أهالي حلبجة الثمن. لكنكم عدتم فاستغليتم تلك الأنتهاكات خير أستغلال في ألفات أنتباه العالم للمظالم التي لحقت بكم ولقضيتكم وكسب المساعدات المالية بالملايين عند تضخيمكم أعداد ضحايا حلبجة الى عشرات الأضعاف.
وهنالك حقيقة أخرى لا يمكن نكرانها وهي أنه لم يستطع أحد من مسئوليكم في عهد "صدام حسين" التجراء على الأفصاح بكوامن نفسه ولا بخططه في تقسيم العراق بهذه الدرجة من الجرءاة أبدا. بل كان "مسعود البرزاني" أول من تعاون مع صـّدام (رغم كونهما أعداءا) عندما أخفق في طرد قوات الطالباني من أربيل سنة ١٩٩٦. عندما أستعان البرزاني بالقوات المسلحة العراقية لنجدته في تحقيق هدفه المرحلي والتمكن من دحر قوات الطالباني وتسليم بعض السياسيين التركمان والعرب الى صـّدام كصفقة سياسية وكهدية وعرفانا للجميل حيث قام الأخير بأعدامهم فورا. وما أن ضعف "صـّدام" حتى نسي البرزاني ماضيه وعلاقاته وتعاونه معه فهـّب مسرعا لأحتلال كركوك من أجل تكريدها ومن ثم ضمها الى كردستان في غياب صّدام عن السلطة!!
فالشعب الكردي ليس الوحيد الذي تعرض للأنتهاكات اللا أنسانية من السلطة بل الشعب التركماني هو الآخر قد نال القسط الأوفر منه وكذلك الشيعة وكذلك الأسلاميين وغيرهم من أبناء البلد. لكن لم يتجراء احد من هؤلاء في التعاون مع أسرائيل ولا التحالف مع الأمريكان ولا بالمنادات جهارا ولا بالأستماته في تقسيم البلد نهائيا. . كما فعلتم أنتم.
ما الفرق أذن بين "التعريب" و"التكريد" يا أخوتي في القيادة الكردية؟ فالفرق ليست بالحروف. فكلاهما تعنيان "حملات عنصرية لطغيان قومية على أخرى ومسح هويتها بالكامل ضمن بقعة الأرض الواحدة" أو مايسمى بالتطهير العرقي الذي حصل في يوغسلافيا. فهل تريدون ياترى تطبيق تجربة البلقان بأسلحتكم وبالدعم الأمريكي لكم على الشعب التركماتي المسالم الذي مازال يداوي جروحه ومازال يتذكر معاناته الطويلة جراء حملات التعريب؟ أتقوا الله ياناس!!
فنظام "صـدام حسين" كان ينتهج سياسة تعـريب التركمان ومدينة كركوك التركمانية، أما أنتم فتريدون تكريدهم وضم كركوك الى كردستان!!!؟ ما هو فرقكم عن نظام "صدام حسين" أذن؟؟ أي أن كلاكما تمارسان نفس السياسة العنصرية!! ثم لماذا تريدون تكريدها أذا كانت حسب مفاهيمكم كردية فعلا؟! فكل ماهو بكردي لا يحتاج الى تكريد بل قد يكـّرد غيره! أنه مسألة منطق!! ما هذا التناقض الواضح والمستمر في منطلقاتكم!؟
أن التصريحات الحديثة التي يطلقها المسئولين الأكراد هي تصريحات خطيرة جـدا تشير الى أن المسلحين الأكراد وبأمر من مسعود البرزاني عازمون قريبا على أرتكاب مجازر دموية في كركوك ضد التركمان والعرب من أجل التخلّص منهم وترحيلهم وتفريغ البيوت من ساكنيها لأخلاءها للعوائل الكردية المستقدمة من جبال برزان وكلاله والساكنة حاليا في الخيم قبل شتاء هذه السنة. وقد تكون تصريحات البرزاني وأركانه بأيعاز من الأدارة الأمريكية التي ما زالت وستبقى قابعة على قلوب العراقيين. وهذا يعني أستعداد أنضمام القوات الأمريكية المتحالفة مع القيادة الكردية والأشتراك في القتال بجانب القوات الكردية في تصفية أهالي كركوك أستكمالا للمشروع الصهيوني في تفتيت البلد الى أجزاء من أجل نهب خيراته.
أن العالم الآن مطالب أكثر من السابق بفضح النواليا العنصرية والعدوانية التي تتضمنها هذه التصريحات الخطيرة للمسئولين الأكراد وعدم السكوت عن التجاوزات والأنتهاكات التي قد تقع على الشعب التركماني الأعزل و على أهالي كركوك الآمنين الذين لا حول لهم ولا قوة. وكذلك نهيب بكافة المنظمات الأنسانية و لجان الدفاع عن حقوق الأنسان بتحمل مسئولياتهم في التصدي لهذه التهديدات التي ستهزأركان البلد الجريح وستمزق أوصاله.
يكفينا ما عانيناه من أضطهاد وأنتهاكات بربرية وتجاوزات على أنسانيتنا بأيدي رجال النظام السابق فلا طاقة لنا لتحمل المزيد على أيدي المسلحين الأكراد.
أسطورة "الزرقاوي" مع الأمريكان وحكومة العلاوّي
المشاهد للأ فلام الأمريكية - والتي تغزو عموما دور السينما والشركات التلفزيونية في الغرب- سيتعرف حتما على العقلية التي يفكـّر بها الأمريكي البسيط أو العقلية التي تريد الأدارة الأمريكية أن يفكّر بها الشعب الأمريكي. هذه الأفلام تجمع بين الجرائم والجنس ولأباحية والأنتقام والقتل السهل والخيال الخارق المثير الذي لايستطيع الأنسان العاقل تصديقه. كأن يهبط الى الأرض رجل خارق من أحدى الكواكب ليقوم بمهمة أنقاذ بعض المظلومين البيض من السجن أو من مواقف صعبة جدا فيقوم بالقتل والتصفيات لأعدائه الى حين تحقيق غاياته ودون أن يقتل هو بأي سلاح من الأسلحة المتطورة والفتـّاكة التي تستخدم ضده! أو كأن يفقد أحد الشخصيات ذراعه في حادثة ما فيموت ثم و بعد دفنه يبعث هذا الذراع من جديد ليلتحم (بقدرة قادر!) بجسد أحد المجرمين فيقوم بالأيحاء الى المجرم بالثأر من الجناة فيقوم المجرم بالأنتقام من الذين تسبـّبوا في حياة الضحية!! وألاف من هذه الأفلام التي تتضمن أفكارا وقصصا خارجة عن المألوف والخيال العلمي ولا يمكن تصديقها مهما تطور العلم. وفي جميع هذه الأفلام هنالك عدو وهمي غريب ظالم وشـّرير جدا يخلقه المؤلف لكي يركّـز أحداث القصة عليه في محاولات مثيرة للقضاء عليه وليقتل من يقتل لطالما يستطيع بطل الفلم تحقيق الأنتصار. وجميعها تشترك في فكرة واحدة وهي أن الأنسان الأمريكي متفوّق على الأخرين من البشر وهو الوحيد الذي بيده الحل والربط وأنقاذ البشرية من الظلم والأضطهاد. أما الأرباح التي تجنى من مثل هذه الأفلام فحدّث ولا حرج فهي بالملايين، وأما البناء النفسي للأطفال والتأثير على الكبار فهو كبير جدا ويظهر في سلوكهم الشخصي وفي طريقة تفكيرهم في تفاصيل الحياة العامة وفي التعامل مع المتغيرات. ولي شخصيا بعض التجارب والأنطباعات العامة عليهم وذلك من خلال عمل بعضهم معنا في الجامعة في بريطانيا.
وقصة "أبو مصعب الزرقاوي" هي واحدة من هذه الأفكار التي خلقت من نسج خيال المخابرات المركزية ألأمريكية كعدو وهمي ومجرم قاتل وهارب من الأردن ومن يد العدالة ليقود حملات الأختطاف والقتل والتفجيرات والأغتيالات. فلابد من القضاء عليه لآنقاذ الشعب العراقي من ظلمه خصوصا أن ظلمه قد تجاوز على غيره من العراقيين أيضا. لا، بل أنه (وبدون أي دليل) له علاقة مع تنظيم القاعدة أيضا!! أضف ألى الفلسفة الأمريكية التي مفادها بانه من أجل القضاء على الأرهاب العالمي لابد من القضاء على (الأرهابيين) أو بمجـّرد من يشكـّون بهم وقتلهم أينما كانوا ولا يهم من سيموت معهم (بالنسبة للأمريكان) ولا بأس أذا دمـّر هيكل البلد تدميرا فلابد للشرطي العالمي وحامي حمى الآخرين من القضاء على هذا المجرم وذاك الأرهابي.
ومن دون الأكتراث للسبب الرئيس والكامن خلف هذه العمليات وعلى من هو البادىء في العنف: أهم المقاومة أم الأمريكان المحتلون!؟ أما الحكومة المؤقته برئاسة السيد أياد علاوي، فقد تعلم خير العلم بكوامن الأمور و لكنها - وللأسف – لا تقوى على فعل شيء سوى الأنصياع للأدارة الأمريكية.
ولا أحد يستطيع تبرير الكيفية التي تقوم هذه العقلية الأمريكية (الخارقة والفذة) بمعالجة النتيجة بدلا من معالجة السبب (أو الأسباب الكامنة) خلف هذا العنف والقتل والدمار في العراق والدول الأسلامية الأخرى!؟ وكيف تتناسى وتتجاهل الأدارة الأمريكية حقيقة كون هذه العمليلت هي تحصيل حاصل للأضطهاد الأمريكي الدائم ومحاربتها المستمرة لديار المسلمين وأهانة أهلهم ودينهم. العلم والمنطق يؤكدان بأن علاج الأسباب فقط يمنع حصول النتيجة جذريا أما علاج النتيجة مع أبقاء الأسباب فأن من شأن ذلك تكرار الحالة وبقاء ها.
وقد كانت مبررات الغزوالأمريكي والغربي هي أولا: التخلص من ممتلكات النظام العراقي لأسلحة التدمير الشامل، وثانيا: القضاء على الأرهاب بحـّجة أرتباط النظام بالأرهاب العالمي وعلاقته بتنظيم القاعدة، وثالثا: أنقاذ الشعب العراقي من ظلم صدام ونظامه، رابعا: نشر الديمقراطية في البلد! هذه هي الأهداف المعلنه أما الأهداف الخفية التي نظـّمت حملات الغزو على العراق (وكانت معروفة مسبقا للعقلاء من القوم) قد أنكشفت الواحدة تلو الأخرى لاحقا فأدرك وتيقـّن الجميع زيف أدعاءاتهم أعلاه.
صحيح أنهم أسقطوا السلطة الحاكمة بقوة الدبابات والطائرات ولكن تبيـّن فيما بعد كون ذلك من أجل مصلحتهم فقط. فقد أكـّدت الأحداث منذ بدأ الغزو ولحد الآن بأن العراق لايمتلك أسلحة التدمير الشامل وأن لا علاقة له بتنظيم القاعدة ولا بالأرهاب العالمي. أما الديمقراطية التي ستهبنا الأدارة الأمريكية بها فالعراقيون مازلوا يحلمون بها ولم نلمس منها سوى الغزو والقتل والدمار وتصفية القادة والكوادر في عموم العراق والأشراف على حملات التطهير العرقي في الشمال وهدم البيوت والمساكن والمساجد والأعتداء على حرماتنا وهتك أعراض نسائنا وتيتيم أطفالنا وتشريديهم ومحو مدن عن الأرض بحجة التفتيش عن الأرهابيين وعن الأسلحة وعن الزرقاوي وغيره من الأعداء الوهميين!!
والذي يتمعن جيدا في صورة ما يسمى" بالزرقاوي" فسيجدها صورة فنية مركبة بالكومبيوتر لمونتاج وجه عربي الملامح وعادي جدا بالنسبة لنا. وهنالك الآلالف ممن يحملون هذه الملامح في المملكة الأردنية الهاشمية وحتى في العراق. حتى يكاد المرىء يظن بأنهم أخوة من نفس الأبوين!! والأدارة الأمريكية لا تمتلك لحد الآن صورة حقيقية واحدة شخصية" للزرقاوي" سوى ما نراها كل مرة على الشاشة أو على صفحات الجرائد دون سواها!. فهنالك وجوه كثيرة في البلد تحمل نفس التقاسيم ونفس المواصفات التي صنعت للأسطورة "الزرقاوي"! فتارة يضعون (الغطرة) على رأسه وتارة بدونها وهي الصورة نفسها لا غير!! ولكن الأعلام الأمريكي يضخـّم الأمر الى درجة التصديق وتخصـّص المكافأات الكبيرة لمن يدلّهم عليه! ومن السهولة جدا هذه الأيام تركيب خلفيات مختلفة على أية صورة ثابته أو متحركة كأن يبدو الفرد المطلوب تارة في غرفة ثم في البحر او في مكان أخر حسب خلفية الصورة.
وقصة "أبو مصعب الزرقاوي" الوهمية لا بد وأنها تذكـّرالعراقيين (من جيلي أو من الأجيال التي قبلنا) بأسطورة "أبو طبر" (نسبة الى نوع السلاح الذي كان يستخدمه هذا الشبح في جرائمه وهو سكينة كبيرة أو سيف عريض يسمى باللهجة البغدادية بـ "طبر"). و"أبو طبر" شخصية وهمية راجت في بداية السبعينات في بغداد لتخويف الناس من المجهول ونشر الرعب في نفوسهم وأشغالهم وللتفتيش عن الأسلحة في البيوت وغايات أخرى معروفة لا يسع المجال بالتحدث فيها الآن في هذه المقالة. وبعد مدة طويله راجت الأشاعات بأنه تم ألقاء القبض عليه وسيحاكم وسيعدم! و بعد فترة طويلة أخرى ظهرعلى شاشات التلفزيون في مقابلة تلفزيونية شخص أعترف بأرتكاب أعمال القتل والذبح بالعراقيين!! ثم سمعنا بأعدامه دون أن نرى محاكمته من قبل الحكومة و دون أن نرى جثته الحقيقية في فترة كانت الأعدامات في العراق كثيرة! فالشبه قريب بين الشخصيتين الوهميتين "الزرقاوي" و"أبو طبر" و الغاية من أخراجهما أكثر واضوحا لنا.
أما الأحداث التي ترتكب في العراق منذ بدأ الأحتلال وعلى المستوى اليومي والتي توجه أصابع الأتهام في كل مرة الى "الزرقاوي" فأنها ترتكب بأيادي عديدة ومختلفة لا يمكن تحديدها، منهم عراقية على شكل رجال مقاومة عراقية لطرد الأجنبي وأخرى عربية (وهي قليلة) جاءت من خارج العراق يقاتلون بأسم الجهاد في سبيل الله فقط والدفاع عن دينه. وهنالك من العراقيين أيضا من يقاتل في سبيل الله وتحت مسميات وأنتماءات مختلفة منهم من عامة الناس تجمعهم فقط الروح الوطنية وطرد المحتل واعادة الحياة الى طبيعتها لتحكم بأيدي العراقيين من أبناء البلد.
من ناحية أخرى هنالك جرائم ارتكبت وترتكب بأيدي عصابات الموساد وعملاءهم في البلد ممن باعوا أنفسهم للأجنبي مقابل غايات وأهداف مرحلية سوف لن تدوم طويلا لهم وهم أنما يستخدمون أستخداما بأيدي الأدارة الأمريكية في تدمير البلد. وجرائم منظمة أخرى ترتكب بأيادي عميلة (غير عراقية) في أماكن حساسة من أجل تشويه سمعة الأسلام وأثارة العداء العالمي ضده خصوصا من قبل ألأديان الأخرى كما حصل يوم أمس في تفجير الكنيسة في بغداد. وبعيد كل حادثة توجه أصابع الأتهام (وهي مودة العصر) الى جماعة "أبو مصعب الزرقاوي" أو"تنظيم القاعدة" مباشرة وجزافا.
والجدير بالتأكيد بأن تأريخنا لم يدوّن أي حادث أعتداء على الأماكن المقدسّة للمسيحيين في العراق ولا على المسيحيين كأشخاص فالمسيحيون معزّزون مكرمـّون في البلد ومنهم موظفون في درجات عالية من المسؤولية وفي مواقع وظيفية عالية وحتى في الجيش والشرطة والأمن. أضافة الى أن هذه الأعمال التخريبية الأخيرة تجرى لخلق فوضى عامة وخلق حالة عدم الأستقرار في العراق لتبرير بقاء القوات المحتلة و للقضاء على عنصر الرفض والمقاومة وأستمرار سرقة البترول وتحقيق غايات شيطانية ماكرة.
فاليوم العراق والعالم منشغـلون بقصص وهمية مثل قصة "أبو مصعب الزرقاوي" وسـّره المجهول وغدا وما أن ننتهي من "أبو مصعب الزرقاوي" سنسمع بـ"أبو سهل الحمراوي" ثم بـ "أبو جهل السماوي" ثم بـ "عـّديني يا معـّداوي"!!