نشرت جريدة (ديلي ميرور) البريطانية قبل ايام في احدى صفحاتها الصور الشخصية لاكثر من ٨۰۰ جندي امريكي قتلوا في العراق منذ بداية الاحتلال للعراق في اذار ٢٠٠٣ مركبة على صورة كبيرة لوجه الرئيس الامريكي جورج بوش الابن بواسطة الحاسبة الالكترونية. يستطيع المتمعن الى الصورة التي تم مونتاجها من قبل مصور امريكي، ومن دون قراءة تعليقها ان يستنتج معاني ودلالات سياسية كثيرة لها. وقد غطت الصورة صفحة كاملة للجريدة موحية على ضلوع الرئيس الامريكي بوش كقاتل لهم. واذا كان عدد صور القتلى قد غطى وجه بوش فان صور الجرحى من الجنود الامريكيين سيغطي ماتبقى من جسمه. علما ان العدد الحقيقي لقتلاهم قد يفوق العدد الرسمي اضعافا مضاعفة. وكأن لسان حال الفنان يقول بان هؤلاء الجنود الامريكيين جيء بهم الى العراق لكي يقتلوا بيدي بوش لا بيد العراقيين. وبهذا العمل الفني حصل الفنان على عرفان وتقدير ذوي القتلى الامريكيين. هذا في الوقت الذي يفوق عدد الضحايا من العراقيين عدد قتلاهم الالاف المرات.
ومن المعروف للجميع بان سياسة بوش وسابقيه من رؤساء الولايات المتحدة الامريكية تتضمن ترجمة وتطبيق لافكار الماسونية العالمية التي تسيطر على مقدرات الولايات المتحدة الامريكية لا في امريكا فقط بل في جميع انحاء العالم. وهي اتهام واضح وصريح ومباشر للرئيس بوش على ارسال ابناء الامريكيين الى محرقة الموت بدون اي مبرر سوى اهواء اسياده الصهاينة. ويبدو ان هذه الصورة جديرة بان تستخدم كـ(قميص عثمان) بيد الشعب الامريكي الهائج ضد رئيسه وعاملا في اسقاطه في الانتخابات الرئاسية القادمة في نهاية هذه السنة.
ولابد لنا كعراقيين ان نتذكر الدور الايجابي للادارة الامريكية في القضاء على الديكتاتورية الصدامية وانقاذ العراقيين منها ولكن يبدو ان النوايا الامريكية قد تجاوزت انقاذ الشعب العراقي الى أهداف أستعمارية صرفة في الهيمنة الصهيونية على الشرق الاوسط دون الاكتراث الى ابسط حقوق الانسان.