يوما بعد آخر تتساقط ورقة التوت عن أدارة الأحتلال الأمريكية والبريطانية لتنكشف عورتهم والـلا أخلاقياتهم المنبعثة من عنصريتهم البغيضة وتعاليهم على أمم الأرض التي تجلـّت في التعامل مع الأسرى العراقيين الذين أستبيحت أراضيهم وصودرت كرامتهم وأعتدي أخيرا على شرفهم من قبل من لا كرامة ولا شرف له . كنـّا ومازلنا عندما نشاهد الأفلام الأمريكية الأجرامية وكيفية تعامل حراس السجون الأمريكان مع سجنائهم - و بالأخص العنصر الأسود الأفريقي منهم - لم نكن نصدّق أعيننا ما نرى وكنا نعتبرها مبالغة كبيرة للمخرجين ، الغاية منها أثارة المشاهدين ومن أجل تحقيق أرباح و أيرادات كبيرة من وراءها ، غير أن ما شاهدناها من صور مخزية لأفعالهم ضد أسرانا الذين كانوا بالأمس أسيادا في بلدهم. هذه الصور تؤكد وحشيتهم المعروفة في التعامل مع شعوب البلدان الغير الأوربية والدونية في معالجة الأمور وعن أسلوبهم الهمجي الذي لا يمارسه الأنسان حتى مع الحيوانات فكيف وأذا هو يمارس من قبل أدارة غربية ديمقراطية متقدمة تدعي أنها جائت لتحرير البلد من الأرهاب وأقامة الديمقراطية فيه!!
أن ما تم عرضه هي بضعة صور فقط من ضمن مئات الصور التي لم تعرض بعد لأسرى عراقيين في التلفزيون والجرائد البريطانية والغربية والأمريكية وشبكات الأنترنيت حول الأنتهاكات اللا أنسانية الكبيرة من قبل حراس السجن من مرتزقة بوش في حق أسرانا العراقيين في سجن أبو غريب المركزي والذي كان بالأمس سجنا كبيرا لمعارضي النظام البائد. صور التقطت من قبل حراس السجن الأمريكان أنفسهم لسجناء عراقيين ركبت على رؤوسهم أكياسا الرمل و ربطت أيديهم بأقطاب مربوطة بالكهرباء وواقفون على علبة زيت فارغة وهم مهدّدون بالصعق الكهربائي عند فقدان توازنهم. سجناء ظهروا يتبولون عليهم من قبل الحراس وأخرون يرفس بهم على أجزاء حساسة من جسمهم أو يقف الحراس على رؤوسهم بحذائهم لكسر فكوكهم وأسنانهم أو توجه عليهم فوهة البندقية لأعدامهم وهم عراة . هذا أضافة الى قيام الحراس الأوغاد بالأعتداء الجنسي عليهم أو أجبارهم بالقيام بمثل هذا الفعل الدنيء ببعضهم البعض ثم جمعهم فوق بعض وهم ما زالوا عراة للضحك عليهم أمعانا في أهانتهم. وسجناء أخرين تم رميهم على الأرض من عجلة مسرعة وهم مشدودو اليدين وأكياس الرمل مركبة على رؤوسهم لقتلهم وتصفيتهم. والصورة توضح من خلفهم حراس السجن المجرمون وهم في قمة السعادة واللذة لأفعالهم النكراء هذه. هذه التصرفات اللا أنسانية سبق وأن تم الكشف عنها من قبل بعض الموقوفين العراقيين الذين أطلق سراحهم في فترات متباينة قبل نشر هذه الصور ولم يصدّق السامع في حينها منهم . وجائت الصور هذه لتأكيد أفعالهم الساقطة في الأسرى العراقيين من أجل التنكيل والتشفي بهم. الالاف مثل هذه الصور ألتقطت العام الماضي منذ دخول القوات الى أرض العراق عن طريق الكويت في اذار ۲۰۰٣ وفي شهر نيسان المنصرم بالذات ولحد اليوم ولكن لم تنشر بعد خشية من هيجان الأعلام العالمي ومنظمات حقوق الأنسان ضد أدارة الأحتلال .
أما سبب نشر الصور هذه في هذا الوقت بالذات فلها أسبابها ودوافعها:
فالمعروف في المجتمعات الأسلامية أن مبادىء الشرف والعرض والكرامة والأعتزاز بالذات من القيم العالية التي نؤمن بها ولها أعتبار خاص في حياتنا أذا ما فقدناها نكون قد خسرنا أعز ما نملك و حينها يبدا الأنكسار والضعف في النفس والشخصية عندها سيكون الأنسان فريسة سهلة أمام الأعداء. في الوقت الذي تعد فيه هذه المبادى -التي نعتزبها نحن في مجتمعاتنا الأسلامية والعربية - صفات بالية طغى عليها الزمن بالنسبة للأوربيين الذين لا يعترفون بها. هذه الحقيقة مدروسة ومحسوبة للغربيين جيدا وتستخدم في هذه الحرب القذرة من أجل كسر شوكة العراقيين وتحطيم أرادتهم القتالية ضدهم.
فالغربيون – بعكسنا تماما - يوثقون الأحداث على شكل كتابات وصورا وأفلاما- مهما كان حجمها - بشكل دقيق ويستخدمونها في بحوث ودراسات مستقبلية لبناء وقياس أستنتاجات ومن ثم يقومون بأجراءات أدارية على ضوئها لتحقيق أهدافهم. وبتعبير أخر أن أدارة الأحتلال كان على علم مسبق بتلك الأنتهاكات ولكن آثرت السكوت عنها كعادتها الى حين الحاجة. و دوافع نشرها في الوقت الحاضر فهي:
أولا: لرد الأعتبار للشعب الأمريكي والبريطاني ولقواتهما في أمكانية ألحاق الأذى بالعراقيين بالأنتقام منهم مقابل الخسائر البشرية الكبيرة التي لحقت بهم في شهر نيسان الماضي بالذات ناهيك عن خسائرهم الأخرى منذ بداية الأحتلال وأعداد قتلاهم الغير معلنة بعد!
ثانيا: تعد هذه الصورّ درسا وتهديدا معلنا من قبل أدارة الأحتلال للعراقيين من مغبـّة أعدام أسراهم أو الأعتداء عليهم والتنكيل بجثث قتلاهم مستقبلا وألاّ فأن أدارة الأحتلال سوف تفعل بالعراقيين أشنع مما شاهدناه!!
هذه هي عقلية البريطانيين والأمريكان التي لا يفهمها سوى من عاشرهم طويلا ودخل أعماق نفوسهم. وهذه هي طريقة تهديدهم القذرة لخصومهم وطريقة فضحهم لأعدائهم وأيقافهم عند حدهم. وحسب فلسفتهم أن كل شيء مباح في الحرب وللضرورة أحكام. فالمسئولون الأمريكان والبريطانيون رغم محاولتهم البائسة في تبريرها بالأكاذيب والتصريحات الفضفاضة الفارغة على شاشات التلفزيون كانوا على علم مسبق جيد بما يحصل بل ألتقطت ونشرت تلك الصور بأمر من بوش نفسه لكي تستخدم كحرب نفسية قذرة ضد المقاومة العراقية الوطنية. وهم أدرى بما يفعلون وبماحصل و لم يتنازلوا عن غطرستهم لحد الآن و لم يحاولوا الأعتذار من العراقيين بل يحاولون بالتدجيل والكذب المكشوف أن يبرروا أفعال جنودهم الدنيئة بأنها تصرفات فردية غير مسئولة من قبل بعض الجنود من حراس سجن أبو غريب كانوا في حالة سكر وأنهم سيحاسبون فيما بعد التحقيق في الموضوع!!.
ولا نعلم من الذي سيقوم بالتحقيق مع هؤلاء الجناة !!! وأي تحقيق سيجرى على أفرادهم !!! وأي حكم سيصدر في حقهم!!! فالجاني هو نفسه المحقق والضحية هي عدوهم والتحقيق سيكون سريا حتما ولا يعلم به سواهم والنتيجة محسومة وبالشكل التالي: بأن ماحصل ليست سوى أفعال فردية لجنود كانوا في حالة سكر وأنهم سوف يطردون من الخدمة العسكرية فقط ... وينتهي التحقيق ويغلق الملف نهائيا. وهكذا ستسير عدالة رعاة البقر في محاسبة الجناة بعد أن حققوا أهدافهم القذرة!!
فالحرب ضد أسامة بن لادن والقبض عليه و ضد الأرهاب ومحاربة الأصولية من قبل الغرب وأمريكا أصبحت حربا لمستقبل العالم الغربي ضد الأسلام وأهله والتي لاتتمكن الغرب من تقبـّل خسارتها وهي الحرب التي يقودها بوش بأعمى البصيرة ومن دون أدراك مخاطرها على شعبه والكوارث التي ستنهال على رؤوسهم بسببها. فرغم مرور أكثر من عام كامل على الحرب الأمريكية الغربية في بلدنا لم يعد العراقي يرى أية دعامة على مزاعم المحتلين في الديمقراطية والحرية والتقدم سوى دعائم الخراب والدمار والتدمير والقتل وأنتهاك العرض .... والوعد بتسليم السلطة للعراقيين في نهاية حزيران ومن ثم الوعيد بالبقاء في العراق عشرة سنوات أخرى! فالسياسة البوشية مليئة بالتناقضات الواضحة في المواقف والرؤيا والبطش بالضحايا. وحسب الفلسفة الأمريكية الغربية بأن كل من يعادي سياستها الأستعلائية يعد في عداد الأرهاب ومصدر خطر على الأمن والسلام ولسياسة العولمة الأمريكية، وبالعكس فأن أية دولة تؤيدها بشكل أو بآخرهي حليفة لها.
ومما يؤسفنا حقا أن يخرج علينا من بيننا قبل يومين فقط السيد جلال طالباني - في معرض دفاعه المستميت عن أسياده الأمريكان - بالقول بأن ماحصل للأسرى العراقيين يعد لاشيء لما حصل للعراقيين في سجون صدام!!! وهذا الكلام حق اراد به الطالباني باطلا وغاية خبيثة في نفسه. فالتصريح هذا يعد أهانة كبرى للعراقيين قبل كل شيء وأنه تبريرا للأفعال الدنيئة الأجرامية للجنود الأمريكان بل وتشجيعا لهم بالأمعان في أهانة العراقيين يخـّون عليه الطالباني وسيحاسب مستقبلا. أن ذاكرة التأريخ تسجل عليكم كل أفعالكم وجميع مواقفكم المعادية لأرادة الشعب العراقي ياسيد جلال طالباني ولن تنفعك أرصدتك التي تعد بملا يـين الدولارات المخزونة في البنوك ألأمريكية والأوربية ولا جوازات سفرك المتعددة من يد العدالة العراقية. وكنـّا بحاجة منك الى كلمة تندّد وتستنكر بها تلك الأفعال الأمريكية القذرة للتعبير عن سخطك على الأنتهاكات اللا أنسانية بحق أسرانا ولكنك أثرت التشفي من مأسات العراقيين أمام كامرات التلفزيون لتعطي الضوء الأخضر للقوات المحتلة للمزيد من أهاناتهم بنا!!!
أن هذه الأفعال الأجرامية النكراء التي تفضح الأفعال اللا أنسانية بحق أسرانا- وبعد أن يطلّـع الشعب العراقي - من شأنها أن تؤجج الأرادة الوطنية العراقية أكثر من الماضي ويكون سببا للتصعيد في مقاومة المحتلين دفاعا عن شرفهم المستباح. هذا في الوقت الذي بدأ الأعلام الغربي – بعد نشر هذه الصور - في التنديد في كل من أدارة بوش القذرة للحرب وفي سياسة توني بلير (الذيلية للأمريكان) في التعامل اللا أنساني مع أسرى الحرب العراقيين. وهذه الصور ستكون حجة دامغة بأيدي العراقيين أنفسهم وبيد جميع المنظمات الدولية المدافعة لحقوق الأنسان لأدانة المستعمرين وفضح نواياهم اللا أخلاقية في أحتلال العراق والتعامل المخزي بأهله؟ وستكون حتما سببا في سقوط كراسيهم التي يريدون الحفاظ عليها على حساب شرف العراقيين وكرامتهم. كما ويؤسفنا أيضا أن يطول الأنتظار قبل أن ينبس أحد من (القادة) أو (الزعماء) العرب ولو بكلمة أدانة واحدة فقط لتلك التجاوزات على أبناءنا في العراق.