ممثلة التركمان في مجلس الحكم العراقي تهدد بالإعلان عن تركمانستان العراق مقابل كردستان العراق
معد فياض
صون كول جابوك لـ«الشرق الأوسط»:الرجال في المجلس يحاولون تغييب دور المرأة لأنها أقوى منهم
هددت صون كول جابوك، ممثلة تركمان العراق في مجلس الحكم الانتقالي، بالاعلان عن اقليم «تركمانستان العراق» اذا ما اصر أكراد العراق على صيغة الحكم الفيدرالي لكردستان العراق، مشيرة الى ان خارطة «أقليم تركمانستان العراق» تمتد من تلعفر(غرب الموصل) شمالا الى مندلي جنوبا (شرق بغداد(.
وقالت جابوك خلال حديث مع «الشرق الاوسط» عبر الهاتف من مقر أقامتها في بغداد، ان مدينة كركوك «معروفة تاريخيا كمدينة تركمانية»، وان التركمان يشكلون «٦٧٪ من سكان المدينة حسب احصائية عام ١٩٥٧»، وانهم يريدونها مدينة المحبة والسلام ومنزوعة السلاح، ولا يفكرون بالانفصال عن العراق. واعربت عن احتجاجها على الاحداث التي أدت الى مقتل بعض المدنيين خلال مظاهرة في كركوك نظمتها احزاب تركمانية وعربية وآشورية الاربعاء الماضي.
وقالت جابوك ان اعضاء مجلس الحكم من الرجال يحاولون ابعاد النساء عن المجلس الذي يضم ٣ نساء فقط بين اعضائه الـ٢٥، وتغييب دورهن لأن المرأة «أقوى من الرجل»، ولهذا يتم ابعادها عن المشاركة في وفود المجلس التي تغادر الى خارج العراق للقاء الفعاليات العربية والدولية.
* كم تقدرين عدد التركمان في العراق؟
ـ عددهم أكثر من ثلاثة ملايين ونصف المليون.
* ما هو رأيك في مطالبة أكراد العراق بالحكم الفيدرالي في كردستان؟
ـ اذا بقي الاخوة الاكراد يرددون الحديث عن موضوع الفيدرالية في كردستان العراق وأصروا على الانفصال، فسوف نعلن نحن التركمان عن تركمانستان العراق.
* هل هناك ما يدعى تركمانستان العراق؟
ـ نعم وحدودنا تمتد من تلعفر شمالا وحتى مندلي جنوبا، ونحن نعتبر ان محافظات اربيل وكركوك والموصل وديالى تركمانية، بل ان اعدادا كبيرة من التركمان مقيمون في بغداد.
* وهل ستطالبون ببغداد باعتبارها مدينة تركمانية؟
ـ لا، انا لا اقول ان بغداد تركمانية ونحن لا نطالب بأية مدينة لاننا لا نريد الانفصال. كل العراق لنا لاننا عراقيون، كما ان العراق لكل العراقيين، حتى كركوك التي لنا فيها حقوق تاريخية نحن نريدها مدينة سلام ومحبة للعرب والتركمان والاكراد، وقد طالبنا بأن تكون منزوعة السلاح، لكن الذي جرى هو تجريد كل الاحزاب التركمانية والعربية في كركوك من السلاح بينما سمحوا للاحزاب الكردية بالاحتفاظ باسلحتها.
* وما الخطأ في الحكم الفيدرالي؟
ـ الصيغة الفيدرالية صيغة حضارية في الحكم وهي متبعة في عدد من دول العالم المتقدمة، لكن المشكلة هي أن الاخوة الاكراد يريدون الفيدرالية لهم فقط ولا يريدونها لغيرهم من العراقيين، ثم انهم يريدونها وسيلة للانفصال عن العراق.
* لكنهم لم يقولوا انهم يريدون الانفصال عن العراق؟
ـ لماذا هذا الاصرار على ضم مدينة كركوك الى حدود كردستان اذن؟
* لماذا انتم تصرون على ان كركوك تركمانية؟
ـ لانها مدينة تركمانية، وهذه حقيقة تاريخية، ولو عدنا الى احصائية عام ١٩٥٧ لعرفنا ان نسبة التركمان في هذه المدينة كانت ٦٧٪ ، وقد حاول نظام صدام تعريب المدينة من خلال عمليات التطهير العرقي والتهجير، وهاهم الاكراد يفعلون الشيء ذاته من خلال محاولاتهم بتهجير الاكراد الى المدينة. نحن نقول ان الاكراد كانوا موجودين في كركوك ولا ننكر وجودهم، كما لا ننكر وجود العرب والآشوريين، وهي نموذج للمدينة العراقية التي تجمع كل هذه القوميات، وبالتالي نحن نقول ان مدينة كركوك عراقية فكيف يريدونها ان تصير كردية؟
* ولكن هذا سيقود الى الاقتتال والصراع بين القوميات؟
ـ هذا ما حدث بالفعل يوم الاربعاء الماضي حيث خرج التركمان والعرب والآشوريون في تظاهرة سلمية وقانونية بعدما حصلوا على موافقة المحافظ مسبقا، لكن الذي حدث ان البيشمركة (المسلحون الاكراد) فتحوا النار عليهم وقتلوا خمسة من الأبرياء، بينما كان الاكراد قد خرجوا في وقت سابق في تظاهرة يطالبون فيها بضم كركوك الى كردستان العراق ولم يعترض احد عليهم، أنا آسفة لهذه الاحداث، وقد قدمت شكوى واحتجاجاً شديداً الى مجلس الحكم. نحن لا نريد ان تتحول كركوك الى مسرح للاعمال الارهابية.
* كم حزبا تركمانيا في كركوك الان؟
ـ هناك الجبهة التركمانية التي تضم اربع حركات، وحزب الاخوة التركمانية.
* هل عندكم وسائل اعلام خاصة بكم؟
ـ نعم عندنا محطة تلفزيون وستتحول قريبا الى البث الفضائي وإذاعة وسبع صحف موزعة على مدن الشمال وبغداد.
* وهل تدرس اللغة التركمانية في مدارسكم؟
ـ نعم.
* هناك من يتهم تركمان العراق بالولاء لتركيا؟
ـ نحن عراقيون. لماذا يكون ولاؤنا لتركيا او غيرها؟ هذه اتهامات مغرضة تهدف الى تشويه صورتنا. لماذا يتهموننا ولا يوجهون اصابع الاتهام الى الاحزاب الكردية التي كانت تأخذ الدعم المالي من تركيا، او الاحزاب الشيعية التي تدعمها ايران، وهناك احزاب اخرى تتلقى الدعم المالي من جهات خارجية.
* الملاحظ ان دور المرأة غائب في مجلس الحكم الانتقالي فلا نجدها بين الوفود التي تغادر الى خارج العراق؟
ـ نعم هذا صحيح، هي ليست غائبة بل الرجال في المجلس يحاولون تغييب دورها لأنها اقوى من الرجل.
والرجال في مجلس الحكم هم من يختار اسماء الوفود. نحن ثلاث نساء في المجلس فقط، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع في اجتماع المجلس مؤخرا وطالبنا بأن يكون للمرأة حضور في الوفود والاجتماعات التي تجري خارج العراق. هناك مشاركات ضعيفة فأنا مثلا شاركت في الوفد الذي زار تركيا كما شاركت في مؤتمر سياسات الشرق الادنى الذي عقد في سبتمبر (أيلول) الماضي في واشنطن، وكان للعراق حضور مميز فيه.
* ماذا قدمتم للمرأة العراقية من خلال موقعكم في مجلس الحكم؟
ـ نؤسس شبكة واسعة للمرأة العراقية في بغداد وبقية المحافظات، ونحاول ان نقدم دعمنا لها.
* هل هناك امرأة تركمانية اخرى في مجلس الحكم؟
ـ كلا هناك شخص واحد يمثل تركمان العراق هو انا.
*ورد أسم آخر غير أسمك؟
ـ كان ذلك خطأ من احدى وكالات الانباء الاجنبية عند الاعلان عن تشكيل مجلس الحكم، وانا من يمثل تركمان العراق في المجلس
* ماذا يعني أسمك؟
ـ كول (بتضخيم الكاف) يعني باللغة التركمانية الورد، وأسمي يعني آخر الورود او آخر وردة.
* ماذا كان عملك قبل ان تصبحي عضوة في مجلس الحكم؟
ـ أنا مهندسة مدنية تخرجت من الجامعة التكنولوجية ودرّست سبعة عشر عاما في قسم الخرائط بمعهد التكنولوجيا في كركوك.
لماذا يرفض التركمان مشروع الفدرالية في العراق؟
عاصف سرت توركمان
الحلقة الاولى
مقدمة
وضع الشعب العراقي بكافة أطيافه طوال ثلاثة عقود ونيف في سندانة الاهوال تطرق عليهم مطارق الظلم والاستبداد لتكسرآواصرالمحبة والوئام، تزرع بذور الشر في حقول الاخوة لتثمرالعداوة والبغضاء لتسهل خروج خفافيش الليل من كهوفها لامتصاص الدماء وخيرات العراق. فبينما كان الشباب يساقون الى سوح القتال التي حطمت آمالهم وتلاشت أحلامهم على سواتر المعارك التي أحرقت الاخضر واليابس والبست النساء السواد ويتمت الاطفال والرضع كانت الاف اخرى تساق الى غياهب السجون التي لم تعرف الرحمة. ولم يكتف النظام بالمجازر الدموية التي ارتكبت داخل العراق بل تمادى في طغيانه بالاعتداء على الجارة ايران بحرب طاحنة طويلة الامد استمرت زهاء ثمانية سنوات أودت بحياة أكثر من مليون شخص من كلا الطرفين ومن ثم الاعتداء على الجارة كويت مطالبة بضمها الى الاراضي العراقية.
لقد مارس النظام الزائل كل أساليب الغدر والخيانة من أجل بناء الامبراطورية الزائفة الهشة التي استمرت خمسة وثلاثون سنة لم تستطع مقاومة الرياح الغربية العاتية لتحول العراق الى جحيم لا يطاق اختلف على الناس سبل العيش في الفخاخ المنصوبة وتاه الناس في الدهاليز المجعدة وصعب عليهم التمييز بين الافراح والاشجان والحبور والسرور وضاقت بهم الصدور وما كان عليهم الا زيارة القبور التي احضنت فلذات ألاكباد الذين ضحوا بحياتهم من أجل اعلاء كلمة الحق والدفاع عن كرامة الوطن. واستمرت سياسة البطش والارهاب حتى بعد فرض الحصار الاقتصادي الذي دفع فاتورته أطفال ونساء وشيوخ العراق بعد أن أثر في العمق وعلى جميع القطاعات.
وبدأ الشعب العراقي بالبحث عن أساليب واٍبتكارات جديدة لايجاد البدائل الاقتصادية لمقاومة الحصار الجائر تحت شعار الحاجة أم الاختراع والذي لم يتمكن العراقييون من تطبيقه لكثرة الحوائج ولقلة الاختراعات. وفضل أبناء الرافدين الصمت على الكلام لان المتكلم تأكل الطير من رأسه أو يصلب كما صلب صاحب يوسف (ع). وكان لابد من اٍيجاد الحلول للتخلص من النظام حيث فكرالعراقيون في الداخل والخارج لايجاد حل للمعظلة الكبرى التي قاد الشعب الى الهلاك والدمار في حين وصل الحقد والكراهية على النظام ذروته وانتظر الشعب بزوغ فجر الحرية لتخلصهم من النظام الذي لم يعرف الرحمة. هذا على الصعيد الداخلي أما على الصعيد الخارجي فقد كانت الحالة أسوأ ما تكون حيث تشكلت المعارضة العراقية والتي كان من المفروض أن تعمل من أجل العراق والحفاظ على وحدة أراضيه وحماية حقوق الشعب ، ولكن الرياح عصفت عكس النوايا وظهرت حقيقة المعارضة في مؤتمر لندن الاخير وظهرت فيها طروحات تجزئة العراق أرضا وشعبا ... انها المعارضة وما أدراك ما المعارضة فكل يمجد لدينه وياليت شعري ما الصحيح.
لقد ظهر في العقد الذي سبق سقوط النظام العراقي أراء وأفكار وطروحات تبحث في ايجاد منفذ يتنفس منه الشعب الذي عانى الكثير من المذابح والويلات نتيجة السياسة التعسفية التي مورست بحقهم دون استثناء حيث قدمت الاطياف العراقية من التضحيات ما لا تعد ولا تحصى. فبينما كان العراقيون في الداخل يصارعون النظام من أجل الحرية والديمقراطية والمشاركة في صنع القرار واحترام خصوصياتهم كانت قوى المعارضة العراقية الغير المتجانسة تصارع في حلبة الاجتماعات لايجاد ألاساليب المرضية لبعض الاطراف التي تمادت في طلب الحقوق بل تجاوزت واعتدت على حقوق الاخرين بعد أن أستمدت قوتها من بعض المناصرين . بينما دأبت الاطراف الاخرى والتي حملت أسماء وشعارات مختلفة الى ايجاد سياقات جديدة في ادارة العراق والتوصل الى حل لارضاء الموزائييك العراقي المعقد والذي يتكون من العرب والاكراد والتركمان والاشوريين والكلدان والصابئة واليزيديين مع الطوائف السنية والشيعية بالاضافة الى المجموعات العقائدية ألاخرى كانت الخلافات واضحة بين أقطاب المعارضة منذ تأسيسها . ففي مؤتمر فينا الذي عقد بتاريخ ١٧/٦/١٩٩٢م تشكلت اللجنة التنفيذية المتكونة من ١٧ عضوا مثل التركمان فيه بعضو واحد وبقي العدد اليتيم نفسه في مؤتمر صلاح الدين الاول رغم زيادة عدد أعضاء اللجنة التنفيذية الى ٢٥ ومن ثم الى ٢٧ عضوا. ولكن الاصرارات المميتة من قبل بعض الاطراف شعورا منهم من أن التركمان سيقفون حجر عثرة أمام طروحاتهم الانفصالية فقد أصرت في تحجيب وتهميش دور التركمان في مستقبل العراق واستبعادهم من الساحة السياسية، ورغم أن التركمان يمثلون ١٣٪ من مجموع الشعب العراقي فقد هضمت حقوقهم منذ أول مؤتمر للمعارضة والتي بنيت على بناية لا أساس لها.
بدأت أقطاب المعارضة بتحضير الحلول لمستقبل العراق بعد الاطاحة بالنظام وقدمت جملة من المشاريع والطبخات التي حملت أسماء مركبيها ومن ضمنها مشروع نظام الفدرالية في العراق والتي فرضت فكرة تقسيم العراق الى الاكراد في الشمال والشيعة في الجنوب ، حيث كل يبكي على ليلاه تناسوا التركمان القومية الاساسية الثالثة في العراق والبالغ عددهم أكثر من ثلاثة ملايين ، كما تناسوا حقوق السنة والاثوريين والكلدان واليزيديين والصابئة.
لقد تم طرح مشروع الفدرالية من قبل القيادات الكردية التي رأت في تقسيم العراق الى قسمين الشمالي والجنوبي وضم الاراضي التي يعيش فيها التركمان الى المناطق الكردية مكسب حقيقي لوضع أسس الانفصال لما تختزنه هذه الاراضي من الثروات النفطية والمعدنية والبشرية ولما تحمله من الاهمية الاستيراتيجية في العراق. لقد كان مشروع فدرالية ملك الاردن السابق الملك حسين بن طلال رحمه الله في تقسيم العراق الى ثلاثة مناطق (السنية والشيعية والشمالية) أجزل عطاءا بينما تسابق الاخرون في السخاء والعطاء بطرح مشاريع أكثر تجزئة من سابقتها الى خمسة أو سبعة مقاطعات بعد أن عرض العراق الى المزايدة العلنية . وبات واضحا من فقرات هذه المشاريع ومحتوياتها في العمليات الحسابية التي لا تقبل القسمة الا على نفسها ولا تعرف غير اشارة التقسيم الحسابية انها تصب في بودقة تقسيم وتجزئة العراق أرضا وشعبا لتسهيل السيطرة عليها لسلب خيرات الوطن وتحقيق مأربها المستقبلية.
فبينما كان التركمان يرفضون رفضا قاطعا مشاريع تجزئة العراق وفي جميع الاجتماعات كانت المعارضة العراقية تتسابق في الاستحواذ على القطع الكبيرة من الكعكة العراقية والتي لم تقسم بالقسطاس المستقيم. ولعب التركمان الدور الاساسي في الوقوف كالجبال الشامخات بوجه التيارات التي ترمي الى تقسيم العراق أرضا وشعبا وذلك بالرفض القاطع من خلال العمل بالحفاظ على وحدة الشعب العراقي عربا وأكرادا وتركمانا واثوريين وكلدان وصابئة ويزيديين في العراق الموحد من أعلى جبل في الشمال الحبيب الى أصغر ذرة تراب في الجنوب.
الحلقة الثانية
تنص مجمل القوانين والاعراف الدولية على ضمان الحقوق القومية والشرعية لكافة القوميات والاثنيات والطوائف والعقائد والمجموعات بغض النظر عن حجمها وانتمائاتها القومية والطائفية، وهذا ما أكدته أيضا جميع منظمات حقوق الانسان في العالم ومنظمة العفو الدولية وقرارات مجلس الامم المتحدة. ولذا واستنادا الى هذه القوانين فيجب أن يتمتع العراقييون جميعا بكافة حقوقهم القومية والثقافية والسياسية المشروعة وأن يكونوا سواسية أمام القوانين والواجبات. أما ما كان يدور على الساحة العراقية فقد كان العكس حيث انتهكت حقوق الانسان دون تمييز ولم يعترف النظام السابق بالاعراف الدولية. فقد حرم العراقييون من أبسط حقوقهم رغم نصوص ديباجة اعلان الامم المتحدة بشأن حقوق الاشخاص المنتمين الى الاقليات القومية أو ألاثنية والى ألاقليات الدينية واللغوية والتي اعتمدته الجمعية العامة في ١٨ كانون الاول من عام ١٩٩٢م تحت قرار الجمعية العامة ٤٧/ ١٣٥، حيث تنص الفقرة الخاصة بها بأن ( تعزيز وحماية حقوق الاشخاص المنتمين الى أقليات قومية أو أثنية والى أقليات دينية ولغوية يسهمان في الاستقرار السياسي والاجتماعي للدول التي يعيشون فيها).
واذا كان هذا واقع العراق قبل سقوط النظام وماذا بعد زوال النظام؟ وهل تنفس العراقييون تنفس الصعداء؟
فبعد أن نقلت المعارضة سلطتها الى العراق استغلت بعض الاطراف تفقم الظروف من ضعف الموقف السياسي العراقي ووجود الفراغ السياسي العربي الكبير الذي خلفه النظام السابق ولعدم وجود نظام الحزب الحاكم والحزب المعارض في العراق مما أدى الى سيطرة الاطراف الاربعة من المعارضة العراقية السابقة على زمام الامور والمتمثلة بمجلس الحكم الانتقالي الغير المنتخب، بل تمادوا الى فرض المشاريع الانفصالية على الشعب العراقي الذي لم يصحو بعد من تخدير النظام السابق.
وقد مارست المعارضة السابقة نفس الاساليب السابقة في اٍبعاد التركمان والقوى الوطنية العراقية عن الساحة السياسية العراقية حيث لم يسمح مجلس الحكم وجود العضو التركماني السياسي المتمثل بالجبهة التركمانية العراقية والتي شاركت في جميع المؤتمرات والاجتماعات ومثلت التركمان على الساحة السياسية الدولية، واٍذا كانت كراهية بعض الاطراف قد تجسدت ضد الجبهة التركمانية العراقية وماذا عن الاتحاد الاسلامي لتركمان العراق وبقية الاحزاب السياسية التركمانية الاخرى؟.
لقد طرحت فكرة الفدرالية في الاجتماع الاول لاقطاب المعارضة العراقية والذي انعقد في صلاح الدين كمشروع يهدف الى المطالبة بالحقوق المشروعة للشعب الكردي بعد أحداث الانتفاضة الشعبانية عام ١٩٩١م والتي فشلت نتيجة الاخطاء المرتكبة من قبل المعارضة العراقية وكذلك وقوف قوات التحالف كجمهور يراقب اللعبة المدبرة التي راحت ضحيتها الاف الشيعة في الجنوب والتركمان في الشمال وخاصة في مدينة كركوك العراقية ذات الخصوصية التركمانية وأربيل وتازه خورماتوا وداقوق وطوز خورماتوا والتون كوبري. كما شهدت المقابر الجماعية المكتشفة حديثا في منطقتي (آلتون كوبري) و(صاري تبة) الجرائم التي ارتكبت ضد التركمان في المناطق التركمانية حيث تم التعرف على التركمان الذين اعدموا أو دفنوا أحياء.
لقد سعى أصحاب فكرة الفدرالية فرضها في جميع المؤتمرات والاجتماعات التي جرت في صلاح الدين وواشنطن ولندن حيث واجهت مشاكل كثيرة لرفض بعض الاحزاب العراقية فكرة المشروع وتردد البعض الاخر في صنع القرار وذلك تحسسا منهم بوجود بوادر الانشقاق وتقسيم العراق الى قسميها الشمالي والجنوبي. وتم طرح المشروع للمرة الثانية في مؤتمر لندن الاخير بعد ان اتفقت الاطراف الاربعة والتي سبقت وأن اجتمعت في طهران ولكن لم يتم الاتفاق أيضا على ماهية ونوعية الفدرالية والتي رفضت أساسا من قبل التركمان لاسباب عديدة سيتم سردها بالتفصيل.
لقد هضمت حقوق التركمان في مؤتمر لندن عندما أقر المؤتمرون في لجنة المرحلة الانتقالية الفقرة (ز) من المبادئ العامة التي تلتزم بها مؤسسات المرحلة الانتقالية التي تنص على أن (شعب العراق يتكون من قوميتين رئيسيتين:العربية والكردية وأقليات أخرى هم التركمان والآشوريين والكلدان وغيرهم)، متجاهلين الملايين من التركمان والاشوريين والكلدان والصابئة واليزيديين وكأنهم ليسوا بعراقيين. وبعد الاعتراضات الشديدة من قبل الوفد التركماني المشارك والذي حجب من صنع القرار وخاصة في لجنة الخطاب السياسي عدلت كلمة الاقليات الى القوميات ولكنها لم تستطع من تصحيح بداية الفقرة وجعلها (يتكون العراق من القوميات العربية والكردية والتركمانية والاثورية والكلدانية و. . . ليشمل من في العراق جميعا).
أما ما جرى في اليوم الثاني من المؤتمر فقد منع التركمان من الدخول الى الصالة التي تسع لخمسين شخصا في لجنة الخطاب السياسي النهائي رغم الاعتراضات المقدمة حيث اتفقت بعض الأطراف على اختيار ثمانية أعضاء فقط من الجهات الاربعة لإصدارالخطاب السياسي النهائي، ولذا فقد حرم التركمان مرة اخرى من أبسط الحقوق ألا وهي حرية التعبير عن الرأي والمشاركة في صنع القرار.
اٍن ما جرى في مدينة كركوك ذات الخصوصية التركمانية بعد سقوط النظام من عمليات النهب والسلب وحرق دوائر الطابو والتسجيل والنفوس والتجنيد والاعتداء على المواطنين وتخريب معظم الابنية الحكومية وسرقة المكائن والمعدات دليل واضح على انتهاك حقوق التركمان حيث مورست الانتهاكات نفسها في الانتفاضة الشعبانية عام ١٩٩١م. وكان الهدف منها هو اٍمحاء السجلات الرسمية التي تثبت خصوصية كركوك التركمانية واٍذا كان من السهل محو الاوراق القابلة للحرق والتلف فهل من السهولة محو الوجود التركماني الذي يمثل أكثر من ٧۰٪ من سكان المدينة؟ وماذا عن اٍخوانهم العرب والاثوريين؟ ان مثل هذه العمليات لم يرض بها حتى العوائل الكردية التي سكنت كركوك والذين عاشوا في اخوة ووئام مع التركمان في المدينة التي تسع للجميع .
اٍن الذين يدعون بأن الفدرالية قد أقرتها مؤتمر لندن الاخير فلا صحة له لانه لم يتخذ أي قرار بشأن الفدرالية ومن ثم أن هذا المؤتمر لم يشمل جميع أقطاب المعارضة العراقية حيث امتنعت بعض الاحزاب الرئيسية من المشاركة مثل حزب الدعوة والحزب الشيوعي، كما ان القرارات الفردية كانت تصدر من الغرف الخاصة من فندق هلتون في لندن في حين كانت هناك تظاهرة حاشدة أمام الفندق تتهم بعض الاطراف بالعمالة والخيانة. وأيضا فأن الاقطاب الاربعة المهيمنة على المؤتمر لم يخولوا من قبل الشعب العراقي الذي كان يعاني من بطش النظام. اٍن النقطة الحساسة والحاسمة والتي يجدر ذكرها في كل مقال وموقع هو أن للشعب العراقي القول النهائي والحق في تقرير المصير واٍختيار نوع النظام ولكن بعد اٍجراء الانتخابات الشرعية العامة وبعد أن تطبق الديمقراطية المفقودة في العراق.
الحلقة الثالثة
يمر العراق اليوم بأصعب مراحله التاريخية بعد سقوط النظام ودخوله في مرحلة الاحتلال حسب التعريفات الخاصة بالاحتلال الصادرة من هيئة الامم المتحدة حيث يقتل المدنيون كل يوم ويسرق ثروات العراق النفطية مع غياب الحكومة الشرعية والتي لم تتشكل بعد منذ التاسع من نيسان ٢۰۰٣م. أما مجلس الحكم الانتقالي والهيئة الرئاسية الانتقالية التسعة والتي يترأس كل واحد رئاسة العراق حسب الاحرف الابجدية لدليل واضح على مدى توسع الفراغ السياسي في تاريخ العراق القديم والحديث. اٍن تشكيل مجلس الحكم في العراق كانت بداية خاطئة ستجر العراقيين الى متاهات ومأزق ستستمر سنوات طويلة، لعدم تمثيل المجلس جميع الاطراف العراقية وان مثلت فانها لم تستمد شرعيتها من الشعب. كما ان القوى السياسية العراقية جميعها مثلت في مجلس الحكم بأحزابها السياسية ما عدا التركمان بشقيه السني والشيعي مما يؤكد وجود المؤمرات التي تهدف ابعادهم عن السياسة العراقية والتفرد في تمثيل المناطق التركمانية التي استوطنوها منذ الاف السنين.
ان غياب الديمقراطية الحقيقية في حق تمثيل الشعب التركماني في مجلس الحكم ما هو الا لدليل الواضح على وجود بعض الاصابع الخفية التي تحاول ابعاد التركمان عن ساحة السياسية العراقية والتشكيك في ولائهم لارض العراق. لقد استغلت بعض الاطراف رفض البرلمان التركي المذكرة التي تسمح بانتشار القوات الامريكية وعبورها من شمال العراق وكذلك مذكرة ارسال القوات التركية لحفظ السلام حرصا من تركيا على احترام حسن الجوار والحفاظ على وحدة الاراضي العراقية واستقرار الامن، بل تمادت هذه الاطراف التي استفادت من المساعدات التي قدمت لهم من قبل الحكومة التركية على مر السنين في طرح مشروع الفدرالية في العراق. رغم اتباع ألاساليب المتنوعة لصهر وتذويب التركمان كتعريب أو تكريد مناطقهم فقد حافظ التركمان على اصالتهم ووطنيتهم زهاء الخمسة وثمانين سنة وسيناضلون حتى تحقيق حقوقهم المشروعة في ظل العراق الموحد.
ويتحتم الموقف في سرد بعض من معاناة التركمان لتوضيح الفكرة بصورة اكثر قبل ألبدء في ايضاح أسباب رفض التركمان لمشروع الفدرالية في العراق.
تكشفت أوراق حزب البعث الدموية وسياستها التعسفية للقضاء على التركمان منذ الايام الاولى من تموز السوداء عام ١٩٦٨م. فبعد أن منح التركمان الحقوق الثقافية في ٢٤ /١/١٩٧۰ بالقرار ٩٨ الصادر من مجلس قيادة النظام سرعان ما التف النظام حول القرار وبدأت عملية الاعتقالات الجماعية في صفوف الطلبة والمعلمين حيث تم اٍبعاد المئات منهم الى المحافظات الجنوبية مع اٍصدار الاوامر بمنع خروجهم منها حتى ولو لزيارة ذويهم في كركوك الا بموافقة الجهات الامنية. وبدأ النظام بتنفيذ المخططات التي ترمي الى تغيير الطابع الاداري والقومي التركماني لمدينة كركوك والمناطق التركمانية الاخرى. فغير النظام اسم مدينة كركوك الى محافظة التأميم بالمرسوم الجمهوري ٤١ الصادر بتاريخ ٢٩/١/١٩٧٦ م. ولم يكتفوا بهذا القدر بل عمدوا الى تغيير أسماء القرى والاحياء السكنية التركمانية حتى أسماء الفرق التركمانية الرياضية والموسيقية الى أسماء بعثية لا محل لها من الاعراب. وتم تفكيك الوحدات الادارية للمناطق النركمانية وذلك باصدار الاوامر لبناء محطة القطار في منطقة تسعين والتي هدمت بكاملها وشرد أهلها بعد أن تم اعدام أكثر من ٥۰۰ مواطنا بتهم مختلفة. وتم بعدها تقليص مساحة محافظة كركوك من ١٩٥٤٣ كم مربع الى ٩٤٢٦ كم مربع بعد أن وفك النظام ارتباط قضاء طوزخورماتو التركمانية من كركوك وربطه اٍداريا الى محافظة صلاح الدين بموجب المرسوم الجمهوري ٤١ الصادر بتاريخ ٢٩/١/١٩٧٦ م، كما تم أيضا ربط قضاء كفري الى محافظة ديالى. وأعاد النظام ربط ناحية ألتون كوبري التركمانية الى محافظة كركوك بعد أحداث الانتفاضة في ١٩٩١م بعد أن فصلها النظام من كركوك بموجب القرار ٤٣٤ الصادر في ١١/٩/١٩٨٩م. وشملت عمليات تفكيك الوحدات الادارية للمناطق التركمانية قضاء مندلي التركمانية حيث تم اٍلغاء القضاء واستحداث ناحية مندلي واٍلغاء ناحية بلدروز واستحداث قضاء بلدروز حسب المرسوم الجمهوري ٤٥٩ الصادر في ٢٦/تموز/١٩٨٧م. ولقد ضرب النظام السابق التركمان في العمق عندما أخلى منطقة القلعة التاريخية في كركوك وهدمها لاحقا حيث كانت هذه القلعة رمز التركمان الشامخ بما فيها من الطراز المعماري القديم والاثار التي تعود الى ٥۰۰۰ سنة ق. م.
فقد أوقفت الحرب العراقية الايرانية أكبر جريمة كانت سترتكب بحق التركمان في تاريخ البشرية ألا وهي عملية تهجير التركمان الجماعية من كركوك واسكانهم في المحافظات الجنوبية الثلاث (العمارة والسماوة والكوت) بعد أن أمر النظام بتشييد المجمعات السكنية لتوطينهم وجاء ذلك حسب قرار ١٣٩١ الصادر في كانون الثاني ١٩٨۰م. ومنح النظام العوائل العربية التي جلبت الى كركوك مبالغ مغرية ومنح لانشاء مساكنهم على الاراضي التركمانية المغتصبة حسب القرار ٣١٨ الصادر في ٨/٤/١٩٨٤ م والقرار ٤٢ الصادر في ١١/١/١٩٨٦م والقرار ١۰٨١ الصادر في ١٧/٩/١٩٨٤م. وتعرض التركمان في مدينتهم الى عمليات الابتزاز والاحتيال وذلك باشراط وجود الشريك العربي في حالة تسجيل الشركات الجديدة والتي يمتلكها التركمان. كما أصدر النظام القوانين الخاصة والاجزال في منح سلف الزواج الى العرب الذين يتزوجون من التركمانيات بغية القضاء على النسل التركماني. وفرض النظام القوانين القسرية بمنع التركمان من شراء الاراضي والممتلكات واباح بيعها الى العرب كما حرم عليهم من امتلاك العربات الاقتصادية كالقلابات ومكائن الزراعة والحصاد. وتم حجز الاموال المنقولة والغير المنقولة للتركمان الذين اجبروا على الخروج من العراق وترك ممتلكاتهم حيث تم توزيعها على القاددمين الجدد دون مقابل حيث شكلت لجنة خاصة تسمى بلجنة التهجير التي كانت مهمتها جلب العوائل العربية من الجنوب واسكانها في كركوك. وكانت عملية تسفير التركمان وبحجج ملفة جزء من مشروع النظام لتغيير الواقع القومي التركماني لمدينة كركوك التركمانية حيث اجبرت الاف العوائل التركمانية الى الرحيل من المناطق التركمانية كما قصف النظام بعض القرى وذلك لترهيب أهلها واجبارهم على الرحيل. وهدم النظام قرية بشير وحمزلي ويايجلي وتركلان وقزل يار ويحياوه وكمبتلار وبلاوا والقرى التابعة لتازة خورماتوا وطوز خورماتوا كما تم استملاك اراضي الفلاحين وتوزيعها على العرب. ومنع التحدث باللغة التركمانية في المدارس ودوائر الدولة الرسمية مع انزال اقسى العقوبات على المخالفين. وتم الغاء حقل القومية التركمانية في الاحصاء السكاني العام لسنة ١٩٨٧م حيث اجبر التركمان الى التسجيل في الحقل المخصص للعرب والاكراد وذلك لاجبار التركمان على تغيير قوميتهم. قدم التركمان الاف الشهداء والضحايا ما لم يقدمه اية قومية اخرى في العراق ولكن لم يعلن عن الاعداد الحقيقية وذلك لاتباع النظام سياسة التكتيم الاعلامي ضد التركمان. كما أعدم النظام خيرة ضباط التركمان وقاداتهم وكوادرهم السياسية بينما استشهد ألاف التركمان على سواتر القتال دفاعا عن الوطن في حين منح النظام مشروع الحكم الذاتي للمناطق الكردية والتي تنعمت بها خلال سنوات عديدة لتكون نفسها بينما كان التركمان يتعرضون الى أبشع جرائم العصر.
لقد حاول النظام مسح الهوية التركمانية باتباع أساليب مختلفة لانتهاك حقوقهم المشروعة ولكن تحمل التركمان وثباتهم من أجل وحدة العراق أرضا وشعبا كانت أقوى من المؤمرات المنسوجة.
وسقط النظام في التاسع من نيسان ٢۰۰٣م ولكن فرحة التركمان لم تدم الا يوما واحدا حيث سقطت كركوك في العاشر من نيسان ودخل التركمان الى مرحلة جديدة وتعرضوا الى سياسة التكريد بعد سياسة التعريب.
لقد نال التركمان النصيب الاكبر من الحرمان من أبسط الحقوق المشروعة في جميع الفترات التي سبقت النظام البائد في حين وضعت خطط الابادة السرية للتخلص منهم من خلال سياسة التعريب القسرية التي مورست في المدن والقرى التركمانية، كما ان المشاريع المقدمة لتقسيم العراق لم تقل شأنا عن سياسة التعريب لتغيير الواقع القومي للمدن والقرى التركمانية بل أن هذه المشاريع ستؤدي الى تجزئة العراق تاريخيا وجغرافيا وستؤدي الى الحروب الاهلية والطائفية في المنطقة.
الحلقة الرابعة
لم يتنعم الشعب العراقي بالراحة والاستقرار أبان سقوط الدولة العثمانية التي حمكت العراق زهاء أربعة قرون دون التدخل في خصوصية القوميات التي تواجدت في العراق، ولايعني هذا ان العراق كان يعيش في عصره الذهبي خلال فترة حكم العثمانيية بل تخللتها بعض الاحداث والاخطاء. ولكن بقيت الجوامع والحسينيات والكنائس والمعابد مفتوحة لممارسة الشعب طقوسها وشعائرها الدينية ولم يمنع الشعب من التحدث بلغته الاصلية كما حرم التركمان في عهد النظام والا لتحدثت اليوم ثلث العالم التركية. فتداخلت اللغات التركية والعربية والكردية والفارسية وامتزجت في شعر الديوان التركي الذي كان لسان حال العراقيين تناشده الشعراء العرب والاكراد والتركمان معا. ولكن انقلبت الموازين بعد دخول الاستعمار الى العراق في ١٩١٤ وأشعلت فتيل الفتنة القومية والطائفية وزرعت العداوة والبغضاء بين القوميات التآخية لتسهيل السيطرة على الموارد النفطية وثروات العراق. وسادت الفوضى وعدم الاستقرار وبعدها اندلعت ثورة العشرين الذي كان مثال التآلف القومي في العراق الى أن توج الملك فيصل بن الحسين ملكا على العراق في ١١ تموز من عام ١٩٢١ تحت الوصاية البريطانية وبعدها صدر أول دستورعراقي في ٢١ مارت من ١٩٢٥. ولقد ظهر الخلل في التنظيم الدستوري وذلك لاتسامه بالمركزية وعدم الاخذ برأي مكونات الشعب. وظهرت شدة المركزية بصورة واضحة في الدستور الصادر في ١٦ تموز ١٩٧۰ والذي فرض السيطرة على العراق بقبضة حديدية استمرت زهاء ثلاثة عقود من الزمن انتهكت فيها حقوق الانسان العراقي دون تمييز ومنع من مشاركة الحكم وصنع القرار حيث كانت القرارات تصدر مركزية دون نقاش. واذا كانت الدساتير العراقية القديمة قد هضمت حقوق القوميات وكيف بمشروع الفدرالية التي تهضم حقوق التركمان والاثوريين والكلدان واليزيديين والصابئة وحقوق العرب الذين عاشوا في شمال الوطن منذ احقاب طويلة؟ وكيف تغتصب الفدرالية الاراضي التركمانية في كركوك من سكانها الاصليين كما فعله النظام السابق؟
وفي طرح الفدرالية التي عرضت من قبل الاخوة الاكراد فتحت الابواب التي تقبل النقاش من أول وهلة حيث أنه في ديباجة المشروع أومئ الى تقسيم العراق الى القسمين الشمالي والجنوبي حيث يمكن ملاحظة ذلك من النص التالي من الديباجة:
الديباجة:
(وفي ضوء التجارب المؤلمة الماضية والتي استمرت منذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة عام ١٩٢۰ وحتي الوقت الحاضر والتي ادت الي خسارة العراقيين لكثير من الارواح والاموال وفرص التقدم يجب ان نشرع في وضع حد لهذا الخلل الدستوري بتغيير شكل الدولة العراقية وطبيعة النظام السياسي القائم فيها من دولة بسيطة قائمة علي المركزية الشديدة إلى دولة اتحادية تقوم علي أساس الفيدرالية وتقسيم السلطات بين حكومة الاتحاد وحكومات الاقاليم وبما ينسجم مع طبيعة المجتمع العراقي التعددية وتكونه من قوميتين رئيستين هما القومية العربية والقومية الكردية اضافة الي الاقليات القومية المتآخية).
وهنا يطرح السؤال نفسه وهذا السؤال موجه الى كل الوطنيين العراقيين عربا واكرادا وتركمانا واثوريين وكلدان هل من المعقول أن يتكون العراق من قوميتين أساسيتين فقط؟ وماذا عن التركمان الذين يشكلون ١٣٪ من مكونات الشعب العراقي حيث يبلغ عدد التركمان أكثر من ثلاثة ملايين في العراق. وهل من المعقول حساب ثلاثة ملايين من التركمان أقلية؟ ولماذا هذا الاجحاف بحق التركمان؟ وهل من المعقول أن تدخل أقلية تحت سيطرة أقلية أخرى لا تفوقها عددا الا بضعة الاف؟ وماذا عن حقوق العرب الذين تواجدوا في المنطقة منذ مئات السنين والاثوريين والكلدانيين أصحاب حضارة آثور وأكد واليزيديين والصابئة والطوائف العراقية الاخرى؟ وأين هي حقوق هذه القوميات؟
وأرجع مرة ثانية الى ما جرى في مؤتمر المعارضة العراقية في لندن لانه منها بدأت مشاريع الانفصال والخلافات وظهرت ألابعاد السلبية حيث هيمنت أطراف معينة وسيطرت في إصدار القرارات غير مبالين بآراء الأطراف العراقية الأخرى التي مرت بتجربة عصيبة منذ اكثر من ثلاثة عقود من الزمن وذلك بسبب تسلط النظام الدكتاتوري في العراق، حيث قدم الجميع الكثير من الضحايا والشهداء تارة من خلال الحروب المفروضة على الجارتين المسلمتين إيران ودولة الكويت، وتارة أخرى عن طريق حملات الاعتقال والإبادة الجماعية التي تعرضت لها جميع الفصائل العراقية.
كان على الجميع أن يتعلم من الدروس والعبر وفهم معنى كلمة الديمقراطية من خلال مجريات الأحداث التي أثرت على البيوت العراقية الامنة وشردت أكثر من ثلاثة ملايين عراقي وأودت بحياة أكثر من مليون. لقد كان هدف النظام واضحا عندما أعلنت عن نواياه الشريرة في مقولتهم المشهورة التي تقول (يجب علينا صهر الاقليات كلها في بوتقة واحدة) وهذا يشمل التركمان والأكراد والاثوريين وباقي الطوائف. فمثلا ما اتبعه النظام الجائر من إرغام التركمان على تغيير قوميتهم في الإحصاء السكاني العام لسنة ١٩٨٧م كان مثلا حيا لسياسية التعريب القسرية وكما اعتبر النظام الاثوريين واليزيديين من القومية العربية أيضا.
وعندما توج الملك فيصل بن الحسين ملكا على العراق في ١١ تموز من عام ١٩٢١ تحت الوصاية البريطانية كان على المؤتمرين في لندن أن يتذكروا المادة السادسة عشر من الدستور العراقي المشرع في ٢١ مارت من ١٩٢٥م والتي تؤكد على المادة التالية:
(أن العرب والأكراد والتركمان يكونون المقومات الأساسية للشعب العراقي)
ومعنى هذه الفقرة واضحة وضوح الشمس من أن الشعب العراقي يتكون من ثلاثة قوميات أساسية العرب والأكراد والتركمان.
يعتبر التركمان القومية الاساسية الثالثة في العراق مما تؤكده الاطراف العراقية والوثائق البريطانية المحفوظة وكذلك السجلات العراقية الخاصة بالسكان. أما بخصوص تعداد التركمان في العراق فهذا سيتم شرحه في المقالات القادمة انشاء الله ولكن أكتفي هنا بما أشاده الزعيم عبدالكريم قاسم بحق التركمان أبان المجزرة الدموية التي ارتكبت في كركوك التركمانية لتغيير طابعها القومي التركماني في ١٤ تموز ١٩٥٩ والتي راح ضحيتها خيرة قادة وشباب التركمان حيث قال:
(وانني ابارك لاخواني التركمان صبرهم وسوف أسعى جاهدا لرعايتهم فقد أصبح الشعب في هذه الاوقات كتلة واحدة متراصة لا يفرق أبنائه بعد اليوم مفرق).
(ان بلدنا يتكون من عدة قوميات من أبناء الشعب وهم العرب الاقحاح ويليهم اخواننا الاكراد فاخواننا التركمان والاقليات الاخرى، كل هذه القوميات متحابة متاخية فيما بينها لخدمة هذا البلد).
الحلقة الخامسة
في ديباجة مشروع الفدرالية والتي نصت على:
وتشجعنا علي ذلك التجارب الناجحة للدول الاخري كالولايات المتحدة الامريكية وسويسرا وكندا وبلجيكا والهند وغيرها التي تبنت بنجاح النظام الفيدرالي، لذا فقد وجدنا بان الفيدرالية تعتبر النظام الامثل للحكم في العراق كونها تنسجم مع طبيعة المجتمع العراقي التعددية كما تعتبر اساسا مناسبا لحل القضية الكردية في العراق لانها تتيح للشعب الكردي ممارسة حقوقه القومية المشروعة والتمتع باستقلاله الذاتي داخل اقليم كردستان وفي اطار الدولة العراقية الواحدة ودون ان يمس ذلك بوحدة كيان هذه الدولة، بل علي العكس فانها ستحافظ علي كيان العراق كونها تؤدي الي تعزيز الوحدة الوطنية العراقية وترسيخ الاخوة العربية الكردية الامر الذي يسهم في القضاء علي هاجس التخوف من تقسيم العراق وتجزئته.
ان ديباجة مشروع الفدرالية قبل التطرق الى موادها فيها الكثير من المغالطات ومستلزمات تجزئة العراق الى الشمال والجنوب وفيه صرح واضح لهضم حقوق الانسان للقوميات الغير الكردية في شمال الوطن. وحتى الامثلة المقدمة حول الفدراليات في الدول الاخرى فانها لاقت العديد من المشاكل بين شعوبها. واذا كانت كندا المثل الحي للفدرالية فأنها جابهت مشكلة مقاطعة (كويبيك) الفرنسية ومطالبة أهلها بالانفصال من كندا بعد أن دخلت الى الكونفدرالية الكندية قبل حوالي مئتي عام ولكن لوجود نظام عادل يضم تحته أكثر من ١٢۰ شعبا وكلهم متساوون في الحقوق والواجبات فقد جرى استفتاء عام في كندا حول موضوع الانفصال وكان قرار الشعب الكندي جميعا بابقاء مقمطعة( كويبيك) ضمن كندا أقوى من مشروع الانفصال. وكذلك الحال مع الولايات المتحدة الامريكية حيث مازالت مشكلة الشمال والجنوب قائمة الى يومنا هذا.
واذا كانت الفدرالية النظام الامثل لحل القضية الكردية في العراق وذلك لاتاحة الفرصة للشعب الكردي ممارسة حقوقه وترسيخ الاخوة العربية والكردية فالسؤال يطرح نفسه مرة ثانية أيضا، هل يوجد في العراق قومييتين فقط؟ وهل ان الاخوة الاكراد لايستطيعون ممارسة حقوقهم المشروعة في ظل العراق الواحد الذي يضم الجميع؟ وهل ان الاخوة ا لاكراد لا يستطيعون ممارسة حقوق المواطنة أينما كانوا في العراق سواء في السليمانية أم في البصرة؟ وما المانع في ذلك؟ ولماذا الانشقاق الذي سيؤدي الى ضعف العراق؟ واٍذا كانت الفدرالية ستسهم في القضاء على هاجس التخوف من تقسيم العراق وتجزئته كما طرح في المشروع فان الفدرالية هي بحد ذاتها مشروع تقسيم العراق الى الشمال والجنوب والى العرب والاكراد فقط دون التطرق الى حقوق الاخرين. واذا كانت الفدرالية تطلب حقوق الاخرين ولكن ضم ن الفدرالية وهذا سيقةدنا الى مأزق اخر الا وهو دخول أقلية تحت سيطرة اقلية اخرى.
لقد تطرقت في الديباجة أيضا الى عبارة حرية الرأي والتعبير والانتخابات الحرة في العراق حيث ذكرت في الفقرة:
ولغرض تجسيد وترسيخ الديمقراطية في هذا البلد لا بد من توفير مستلزماتها الاساسية الا وهي اطلاق الحريات الديمقراطية بما فيها حرية الرأي والتعبير والتنظيم والاجتماع وغيرها، والتداول السلمي للسلطة عن طريق الانتخابات الحرة وصناديق الاقتراع واقرار مبدأ التعددية الحزبية واحترام ال معارضة وترسيخ مبدأ الفصل بين السلطات والمحافظة علي استقلال القضاء واعطائه الكلمة الاخيرة في الفصل في النزاعات الدستورية التي قد تقع بين الاتحاد والاقاليم او بين مؤسسات الاتحاد ذاتها الامر الذي سيعزز من ترسيخ مبدأ سيادة القانون.
ولكن أحداث العاشر من نيسان ٢۰۰٣ وأحداث طوز خورماتوا وكركوك وفتح النارعلى المسيرة السلمية في كركوك واستشهاد ١٣ من التركمان واطلاق النار على الطفل التركماني وهو يحمل العلمين العراقي وعلم الجبهة التركمانية وحرق دوائر الطابو والنفوس والتسجيل لمحو السجلات الخاصة ظنا منهم ان و جود التركمان في كركوك مرتبطة بهذه الاوراق وتخريب دوائر الدولة والمستشفيات والتي تعتبر ملك الشعب تثبت عكس ذلك حيث استشهدت الديمقراطية وحرية العبير مع استشهاد التركمان في كركوك.
لقد تطرقت الديباجة أيضا الى تعزيز الولاء للوطن ولكن عن أي وطن يتحدثون أهو الوطن المجزء أم الوطن الذي مسحت فيه اصول التسامح القومي والديني كما يسردها لنا الديباجة في الفقرة التالية:
ولغرض تعزيز الولاء للوطن وتعميق الوئام الاجتماعي يجب اقرار التسامح القومي والديني واحترام حقوق الانسان وحرياته وفق المعايير الواردة في الاعلان العالمي لحقوق الانسان والمواثيق الدولية الاخري الصادرة بهذا الشأن والسماح لمؤسسات المجتمع المدني بممارسة دورها المطلوب في التنمية والتطور، ونبذ العنف والتطرف ومحاربة الارهاب بكل اشكاله، وان من شأن هذا كله ان يضفي مزيدا من القوة والمتعة علي هذه الدولة القائمة علي اساس النظام الفيدرالي البرلماني الديمقراطي وبما يسهم في وصولها الي مرحلة الانسجام والتكامل القومي وخلوها من العنف والتطرف وكل مظاهر الحزازات والاضطرابات الداخلية مما يجعلها مهيبة الجانب وعصية علي الطامعين، الامر الذي سيؤهلها للعب دور ايجابي كبير في المنطقة العربية والساحتين الاقليمية والدولية.
الحلقة السادسة
بعد استعراض سريع وموجز للنضال السلمي والمتجرد من العنف السياسي للشعب التركماني على مدى العصور ودورهم الفعال في العراق وما قدمه ثلاثة ملايين من التركمان من التضحيات والخدمات لبناء العراق الموحد والدورالرافض لجميع التيارات والمنظمات السياسية التركمانية لمشاريع تجزئة العر اق أرضا وشعبا يستوجب الاستمرار في تحليل عوامل التجزئة التي تضمنتها مشروع الفدرالية ابتداء من المادة الثانية والتي تنص على:
المادة الثانية:تتكون الجمهورية الفيدرالية العراقية من اقليمين هما:
أولا:الاقليم العربي:ويضم المنطقتين الوسطي والجنوبية من العراق ومحافظة الموصل (نينوي) في الشمال باستثناء الاقضية والنواحي ذات الاغلبية الكردية والواردة ذكرها في الفقرة ثانيا أدناه.
ثانيا:إقليم كردستان:ويضم محافظات كركوك والسليمانية واربيل بحدودها الادارية قبل عام ١٩٧۰ ومحافظة دهوك واقضية عقرة والشيخان وسنجار وناحية زمار من محافظة نينوي، وقضائي خانقين ومندلي من محافظة ديالي، وقضاء بدرة من محافظة واسط.
ان تقسيم العراق الى الاقليم العربي والذي يضم المنطقتين الوسطى والجنوبية وتشتيت محافظة الموصل وتقطيع أشلائه العراقية الحية فيه الكثير من انتهاك حقوق التركمان والعرب والاشوريين. وهل نسيت الفدرالية تاريخ الاشوريين الذين حكموا بلاد الرافدين وما قدمه ملوك أشور ونينوى من الخدمات من أجل الوطن وما يقدمه ألاحفاد اليوم من أجل اٍلابقاء على وحد ة الوطن. وهل طالب الاخوة الاشوريين اسوة باخوتهم التركمان والعرب بالانفصال من العراق وتأسيس دولة خاصة بهم؟ وهل نسيت الفدرالية أيضا تاريخ الموصل القديم والحديث وتنوع الشعوب التي عاشت جنبا الى جنب منذ قرون طويلة؟ وهل نسيت الفدرالية موقف التركمان في الموصل وتلعفر في ثورة العشرين وتضحياتهم من أجل تحرير العراق من الاستعمار؟ وهل نسيت الفدرالية موقف التركمان البطولي واصرارهم علىالبقاء في العراق عندما عرضت عليهم الاختيار بين العراق والالتحاق بتركيا من قبل اللورد كورز ون البريطاني في الاستفتاء الشعبي الذي جرى في الموصل في ١٩٢١ و ١٩٢٦ حيث اختار التركمان البقاء في وطنهم العراق؟. واٍذا تناست الفدرالية روح الوطنية العراقية لدى التركمان وحبهم لوطنهم ووحدة اراضيه فأنها ستبقى خالدة في ذاكرة التاريخ تتعقبها أجيال المستقبل.
أما فيما جاء بخصوص الاقليم الذي سيضم محافظات كركوك والسليمانية وأربيل ودهوك الى الاقليم الشمالي مع الحاق بعض الاقضية والنواحي ففيه الكثير من التطاول على ممتلكات التركمان والعرب والاشوريين في المنطقة.
اٍن مدينة أربيل والتي كانت تعرف بمدينة الالهات الاربع فكانت تابعة لدول وامبراطوريات كثيرة ولا انوي الدخول في باب التاريخ لسعته ولكنني ساوجز منه القليل لتقديم بعض الادلة على خصوصية أربيل التركمانية.
تعتبر مدينة أربيل من المدن التاريخية القديمة جدا حيث أنشأت فيها أول مدينة زراعية في التاريخ وقد أستوطنت منذ أمد بعيد. وسميت بأسماء عديدة على مدى التاريخ الطويل الذي يعود الى الالف السادس قبل الميلاد. فكانت تسمى بأوربيلم أو أر بيلا حسب التسميات الموجودة في موسوعات شولغي خلال فترة السومريين حيث سميت باسم أربيليم في فترة امبراطورية أور الثالثة. حكمت هذه المدينة أمبراطوريات متعددة ابتداء بالسوبارييون والكوتييون قبل ٣۰۰۰ ق. م ومن ثم الكوتييون وبعدها السومريون ثم أصبحت عاصمة للاشوريين ومعبدا للالهة عشتار و أشور ومن ثم خضعت الى حكم مملكة ايشنوننا في ١٨٥۰ ق. م وبعدها غزاها حمورابي ومن ثم دخلت تحت حكم الحوريين وسيطرة الروم والفرس والبيزنطيين الى دخولها تحت سيطرة العرب في ٦٢٤ م بعد معركة القادسية.
وفي كتابات البابليين والاثوريين كانت هذه المدينة تسمى بأربا ايللوا و أربا ايلو وعشتار أربلا، وكانت مركزا دينيا تضم معبد عشتا ر. ويتوقع أن تكون تسمية أربيل قد أستخدمت في الالف الثاني في زمن ألامبراطورية السلجوقية التركمانية وما ذكره المؤرخ شاكر صابر الضابط أن كلمة أربيل متكون ة من كلمتين (أر) ويعني الجندي الشجاع و(بيل) معناه صيغة فعل الامر من المعرفة. أما كلمة (هولير) فقد ظهرت في القرن الماضي من قبل الاكراد خلال الفترة الثانية من الهجرة الكردية الى أربيل والمناطق التركمانية الاخرى.
أما تاريخ ظهور التركمان في أربيل يعود الى فترة الخلافة العباسية حيث زادت هذه الاعداد مع دخول جيوش البويهيين التي كانت تتكون بصورة أساسية من التركمان الاذربيجانيين في ٩٤٥ م ومع تأسيس الامبراطورية السلجوقية وألامارة السلجوقية في العراق أزداد عدد التركمان في شمال العراق. أ لحقت مدينة أربيل الى أمارة ألاتابكية الزنكية التركمانية في الموصل في ١١٢٧م، وفي ١١٤٤م وأسس زين الدين علي كوجوك أتابكية أربيل المستقلة وفي عهده أعتبرت أربيل أول مدينة مستقلة في التاريخ وبقيت محافظة على استقلاليتها وقوتها الى أن ظهرت أتابكية الموصل في ١٢٣٢م. وفي هذه الفترة ظهر الازدهار المعماري والثقافي والاجتماعي حيث شيد مظفرالدين كوك بوروالعديد من البنايات في المدينة والتي ما زالت قائمة الى يومنا هذا منها المنارة ا لمكسورة وسوق القيصرية والتي تعتبر من الاثار المهمة في المدينة وفي زمنه تم تأسيس جامعة مظفر الدين.
في ١٢٣٢م دخلت أربيل تحت سيطرة قبجاق التركمانية وبعد حصار دام قرابة السنة دخلت أربيل تحت سيطرة المغول حيث دامت سيطرتهم الى ١٤١۰م وبعدها دخلت تحت سيطرة الجلايرية في ١٣٣٧م والتي تعرضت الى هزيمة تيمورلنك في ١٤١۰م. تتابع حكم المدينة كل من دولة قره قويونلوا وأق قويونلوا التركمانية ما بين فترة ١٤١۰م-١٥۰٨م الى أن تمكن الشاه أسماعيل الصفوي من توحيد القبائل التركمانية في ١٥۰١ لتأسيس الدولة الصفوية. وفي عام ١٥٣٤م تمكن السلطان سليمان القانوني من فتح المناطق الشمالية والوسطى من العراق وأصبحت أربيل من ضمن الدولة العثمانية حتى ١٩١٨ عندما خضعت تحت سيطرة القوات الانكليزية في الحادي عشر من تشرين الثاني من عام ١٩١٨م. وتم تأسيس لواء أربيل والحقت كل من كوي سنجاق و راوندوز وقوش تبه اليها. وفي عام ١٩٢٣م تم تعين أحمد أفندي عثمان أول والي تركماني على أربيل.
أما بشأن خصوصية مدينة أربيل التركمانية فيقول حنا بطاطو في كتابه
The old social classes and the Revolutionary Movements of Iraq
(أما المدن التركمانية ومنها مدينة أربيل فقد تعرضت الى الهجرة الكردية)؟ أما ماكدويل فقد ذكر (ان معظم القرى في أربيل فقد كانت تمتلكه أشراف المدينة ومعظمهم من التركمان). كما أكد W. R. Hay في كتابه years in Kurdistan ١٩١٨-١٩٢۰ Two(أن ربع سكان المدينة من الاكراد والبقية من التركمان وان اللغة التركمانية هي اللغة السائدة في المدينة). وفي نفس الكتاب وفي صحيفة ١٩ أكد نفس الباحث (ان الازدهارالاقتصادي في كركوك بعد بداية صناعة تصنيع مشتقات البترول التي انعشت اقتصاد المحافظة والمناطق المحيطة بها والتي تحققت في أقل من قرن من الز من أدت الى زيادة عدد الاكراد الوافدين وعلى شكل هجرات متتابعة الى المناطق التركمانية وخصوصا أربيل وكركوك).
أما الهجرة الثالثة والتي بدأت في ١٩٦١ فقد جلبت العوائل الكردية من مختلف المناطق الى مدينة أربيل وكركوك وكانت لحكومة البعث الدور الاساسي في الهجرة الكردية بعد أن دمر النظام القرى الكردية في شمال العراق وأجبرت العوائل الكردية للنزوح الى مراكز المدينة بحثا عن رغد العيش.
واذا كان التاريخ ومشاهير الكتاب الغربيون يشهدون بخصوصية أربيل التركمانية فكيف بكركوك حيث الطير الشجر والحجر يشهدون على تركمانية كركوك.
الحلقة السابعة والأخيرة
تراصفت الاحرف والكلمات في صفحات المقدمة والحلقات الستة من مقالاتي السابقة (لماذا يرفض التركمان مشروع الفدرالية في العراق) لتقف كالبنيان المرصوص بوجه الامواج التي ترتطم على أسوار كركوك لتغرق السفينتين الثانية والرابعة من السفن الثمانية عشرة الراسية على الميناء العراقي. ان غرق هاتين السفينتين معناه غرق العراق بأ كمله لاهميتيهما الاقتصادية والاستراتيجية البالغة للعراق ومنطقة الشرق الاوسط بأكملها.
وعند تطرقي الى النقاط الاساسية مستندا على حقوق المواطنة في التعبير عن الرأي عن أسباب رفض التركمان لمشروع الفدرالية المطروحة وانتهاكات حقوق الانسان وحرمان الشعب التركماني من أبسط الحقوق المشروعة ثقلت الحقيبة البريدية الالكترو نية لما تحمله من الرسائل الالكترونية من الانتقادات والشتائم من بعض الكتاب الذين طغت عليهم الافكار الشوفينية ونسوا العراق والوطنية العراقية، وما لي الا أن أقول لهم اتقوا الله يا اخوان وارجعوا الى رشدكم فان هذا الوطن لكل العراقيين وان العراق يسع للجميع. كما استلمت العديد من رسائل الشكر والتأييد من ألاخوة الكتاب والمحللين السياسيين العراقيين ولا يسعني هنا الا أن أشكرهم على اهتمامهم بالقضية العراقية بصورة عامة والقضية التركمانية بصورة خاصة.
وهنا وخصوصاهذا اليوم ٣١/١٢/٢۰۰٣ أكدت الاحداث الدموية في كركوك عن أسباب رفض التركمان لمشروع الفيدرالية في العراق حيث تجسدت الفدرالية واقعيا وعلى الساحة الميدانية في كركوك حيث سالت الدماء الطاهرة من جديد.
وفي آخر أربع وعشرون ساعة من عام ٢۰۰٣ بينما كانت الشعوب الاخرى تستعد لاحتفالات رأس السنة ضرب التركمان في القلب مرة ثانية وأنتهكت حقوقهم بعد الفاجعة التي حصلت اليوم في كركوك.
اليوم تجسدت الحقائق التي كنت أتطرق اليها في مقالاتي وظهرت حقيقة الفدرالية التي تطالب بضم كركوك التركمانية وموصل الحدباء الى الاقليم الشمالي. اليوم اغتيلت الديمقراطية وحرية التعبير عن الرأي في كركوك العراقية مرة أخرى بعد أحداث طوز خورماتوا وكركوك باستشهاد ثمانية من التركمان وهم يحملون الاعلام العراقية وجرح ٤١ شخصا. اليوم تجمع التركمان والعرب في كركوك في مسيرة سلمية معبرين عن رأيهم ان مدينتهم ستبقى عراقية وان العراق لا يتجزأ ولكن واٍذا بالرصاصات القاتلة والموجهة الى صدورهم تمطر عليهم ليلحق أسود التركمان بقوافل الشهداء في الجنان. وفي هذا اليوم وقف التركمان والعرب متكاتفين يدافعون عن عراقية المدينة وأصالتها التاريخية وخصوصيتها التركمانية.
وهل قتل الابرياء هو اٍقرار الحقوق المشروعة للاقليات في اطار الجمهورية الفيدرالية العراقية والتي نصت عليها المادة الرابعة:
المادة الرابعة:يتكون الشعب العراقي من قوميتين رئيستين هما القومية العربية والقومية الكردية ويقر هذا الدستور حقوق الشعب الكردي القومية وممارستها في اقليم كردستان علي أساس الفيدرالية، كما يقر الحقوق المشروعة للأقليات في اطار الجمهورية الفيدرالية العراقية.
وهل تعطى حقوق المواطنة باطلاق النار عليهم وقتلهم عندما يقرر الشعب رفض الفدرالية؟ أهذه هي المساواة أمام القوانين والواجبات دون التفريق بين الجنس والعرق واللون واللغة كما جاء في الباب الثاني من الحقوق والواجبات الاساسية؟
الباب الثاني
الحقوق والواجبات الاساسية
المادة التاسعة:أولا:المواطنون سواسية أمام القانون دون تفريق بسبب الجنس او العرق او اللون او اللغة او الدين او المنشأ الاجتماعي.
وينطبق نفس الشيئ على المادة الثانية عشرة حول صيانة كرامة الانسان والتعذيب الجسدي والنفسي والذي اشير الى:
المادة الثانية عشرة:اولا:كرامة الانسان مصونة وتحرم ممارسة اي نوع من انواع التعذيب الجسدي او النفسي.
وأين كرامة الانسان وحومته واذا به يهان ويقتل في المظاهرات السلمية ويتعذب أهله نفسيا وينشأ الحقد والعداوة والبغضاء بين الشعوب؟
أهذه هي الديمقراطية في العراق؟ وهل سيقتل كل من يقول لا للفدرالية في العراق
من يديـن التركمــان؟
ارشـد ضيـاء
كتب السيد ناظم عثمان تعقيبا على السيد عاصف سرت توركمان في مقالته الخاصة بالطروح الفيدرالية لمستقبل العراق، ولست هنا في معرض الدفاع عن سرت توركمان فهو صاحب قلم بليغ وتشهد ساحات الصحافة العربية والعالمية على طروحاته الموضوعية. وأزيد هنا بأنني لم أر أية لمحة من السباب والشتائم في كتابات هذا الكاتب التركماني، في حين جاءت مقالة السيد ناظم عثمان مليئة بالاتهامات والتعريض بشعب بكامله لمجرد أن الرأي الآخر لا يعجبه.
وانتقائية السيد ناظم عثمان قد فضحته فهو يحاول أن يثبت أن كركوك مدينة كردية يسكنها غالبية من الأكراد ويحاول أن يدعم ذلك بمقتطفات من الموسوعات العلمية والجغرافية. والمطلع على بواطن الأمور يعلم أن مراجعته لأية أداة بحث على الشبكة العالمية ستقوده إلى ٧٦٣ موسوعة مثلا في صفحات ياهو.
ومع ذلك فأن السيد ناظم عثمان لم يكن موفقا في طرحه ومن المؤسف أنه قد لجأ إلى تحريف بعض المقتطفات والمراجع بشكل يخدم غرضه في البحث وهو أسوأ ما يمكن أن يفعله أي كاتب.
خذوا مثلا ما أورده من أن موسوعة كولومبيا تقول بأن غالبية سكان كركوك هم من الكرد!. وأي مطلع على الحقيقة يعلم أن الموسوعة المذكورة تقول بأن سكان كركوك مزيج من التركمان والأكراد والعرب، وقد بدأ التسلسل بالتركمان مما ينفي حتى محاولة استقطاع الجملة عند الكرد مثلا، لا بل أن الموسوعة المذكورة تستطرد فتقول بأن الأكراد قد أضحوا أقلية في كركوك.
ويشير إلى موسوعة ميكروسوفت ويذكر بأنها تذكر بأن كركوك مركز ثقافي كردي، وأي باحث يعلم خصوصيات الموسوعات التقنية الخاصة بميكروسوفت، وأي مراجع سيرى بأن البحث عن كلمة كركوك سيقوده إلى أداة البحث في غوغل والتي ستحيله إلى موسوعة غلوبال المعروفة التي تنفي ما يقوله السيد عثمان جملة وتفصيلا وتذكر فيما نصه أن غالبية سكان كركوك هم من التركمان مع وجود أكراد وعرب وآثوريين وأرمن!
عدا ذلك بمن يستشهد السيد عثمان؟ أنه يستشهد بالدكتور نوري الطالباني وعوني الداودي وتوفيق وهبي ومحمد أمين زكي ومحمود ملا عزت وجبار قادر وآخرين. بل أنه يورد قاموس الأعلام لمؤلفه شمس الدين سامي والذي يذكر بأن ثلاثة أرباع سكان كركوك هم من الأكراد ويعتبر ذلك موسوعة عثمانية يجب أن يحتذى! وقد سبق وأن وضحنا في مجالات سابقة بأن شمس الدين سامي لم يكن تركيا أصلا بل ألبانيا درس العربية والتركية في شبابه ونفي من الأناضول لنشره كتبا تسيء إلى الذوق العام والآداب، ولم يكن سائحا ولا مؤرخا ولم يزر كركوك وبغداد التي كتب عنها بل نقل معلوماته بتصرف من قسم من الكتب الفرنسية!
و لا نعلم لماذا لم يلتفت السيد عثمان إلى ما ذكره الأجانب والعرب حول كركوك ولديه أمثلة الباحث الأكاديمي حنا بطاطو وعباس العزاوي وعبد الرزاق الحسني وساطع الحصري وثامر العامري ومجيد خدوري ومير بصري وكذلك لونكريك وبراون وماكداول وغيرهم وهم يشيرون بدون مواربة إلى خصوصية كركوك التركمانية وليس عموميتها الكردية كما يقول.
كما لم يكن السيد عثمان موفقا في هجومه على عنصرية الملك فيصل الأول فأنه ليس من المعروف عنه هذه الشوفينية بل أن وثائق الدولة العراقية تذكر له خطابه الشهير في يونيو ١٩٣٥ والذي يقول فيه إن الدين لله والوطن للجميع، و لافرق لدينا و لا تمييز بين سكان بلادنا المحبوبة، ويستطرد أن منهاج الحكومة يرمي إلى نشر العدل والتعليم والتقاضي باللغات المحلية فالكردي يتعلم بلسانه وكذلك العربي والتركي. وليت العراقيين يعودون إلى دستور عام ١٩٢٥ في مبادئه الأساسية التي تتفوق على جميع الدساتير المؤقتة التي نظرت حكم الفرد أو تسلط فئة على أخرى.
كلمة أخيرة عن مقارنات السيد عثمان بين " عسكرية" الكرد وتردد التركمان! هل ناضل الأكراد فعلا ضد نظام صدام حسين؟ نعم لقد عانى الأكراد من ظلم هذا النظام وتعرضوا إلى أبشع صنوف التنكيل، ولكنهم حملوا السلاح ضد كل حكومة عراقية معتدلة كانت أم شوفينية، فهم وما لهم في زمن فيصل الأول وغازي وهم كذلك في حكم عبد الكريم قاسم وعبد السلام عارف وعبد الرحمن عارف، و لا ننسى أن أول جمهورية أسست من قبلهم لفترة قصيرة كانت باسم مهاباد وليست كردستان!
هل اطلع السيد عثمان على بطولات مصطفى راغب وعمر علي في الجيش العراقي والشهيد عصمت صابر الذي واجه الطاغية صدام حسين بشجاعة متناهية فقتل على يديه؟ هل نسي المقابر الجماعية في التون كوبري وكركوك وطوز وهو يستخف بعدد الشهداء التركمان في وقت كانت محطات التلفزيون تعرض القبلة الشهيرة على أكتاف صدام حسين من بعض السياسيين الذين يعرفهم بدعوى استمرار الحوار؟ و هل له أن يتذكر كوكبة الشهداء التركمان الذين نكلت بهم السلطات البعثية التي دخلت أربيل بمعونة حزب كردي رئيسي لإزاحة حزب كردي آخر وكان الثمن رؤوس هؤلاء التركمان الذي يقول السيد عثمان بأنهم كانوا محميين في شمال العراق التي كانت محمية من قبل الأمريكيين والبريطانيين والأتراك؟
فإذا كان الأكراد الذين سقطوا في معاركهم ضد الجيش العراقي منذ تأسيسه شهداء النضال، فما هو وصف عشرات الألوف من الجنود العراقيين الذين قضوا نحبهم في هذه الحركات وهم ابناء مواطنين ومواطنات عراقيين أدمت قلوبهم فجيعة الابن والأخ والزوج؟. ألم يحن الوقت للاحتكام إلى العقل وتغليب الإخوة وأن نتعلم العيش معا بسلام وحب. أن التركمان يقولون بأن كركوك مدينة عراقية، فهل للسيد عثمان اعتراض على ذلك وهل له أن يقول نفس ما نقول؟
رغم كل التحديات ستبقى كركوك عراقية ذات خصوصية تركمانية
أيهان بيرقدار
منذ بداية القرن الماضي و شعبنا التركماني في العراق يواجه التحديات الخطيرة التي استهدفت ولازالت تستهدف وجوده، ماضيه و حاضره. و من أحدث هذه التحديات ما يدور ألان في الساحة العراقية بخصوص مستقبل مدينة كركوك العراقية ذات الخصوصية التركمانية وعدد من المدن والقصبات في شمالنا الحبيب من محاولات التكريد و الإلحاق بالمنطقة الكردية رغما عن إرادة الشعب العراقي عامة و أهل هذه المدينة العريقة خاصة.
أن الطلب الذي تقدم به الأعضاء الكرد في مجلس الحكم الانتقالي يعد الحلقة الأحدث في سلسلة خطوات مدروسة بدأت منذ زمن طويل، لكن الملفت للنظر أن هذه المحاولات تظهر و تتكثف في فترات عصيبة يعاني فيها العراق من الضعف كنتيجة حتمية لتغيرات سياسية كبيرة.
أولى هذه المحاولات كانت بعد ثورة ١٤ تموز عام ١٩٥٨ و قيام الجمهورية، حيث عاني العراق خلال تلك الفترة من تشتت سياسي استغلت بصورة واضحة من قبل الحزب الديمقراطي الكردستاني المدعوم من الحزب الشيوعي العراقي، بدأ الحزب الديمقراطي الكردستاني حملته لتكريد مدينة كركوك بجلبه العشرات من العوائل الكردية من أطراف مدينتي اربيل و السليمانية إلى كركوك و بغرض تذليل أي عائق يقف في طريق تحقيق هدف تكريد كركوك قامت المجموعات الكردية المسلحة الداخلة إلى مدينة كركوك بممارسة مختلف وسائل الضغط و الإرهاب بحق التركمان وصلت ذروتها حد تنفيذ مجزرة كركوك سيئة الصيت في الذكرى الأولى لثورة تموز المجيدة.
اليوم تتكرر نفس المسرحية و لكن ببعض التغير فالظرف العصيب قائم بوجود الاحتلال و غياب الدستور العراقي و هناك نوع من الفراغ السياسي الملازم لحالة الاحتلال. الفئات الكردية هي نفسها تلعب نفس الدور في المسرحية الجديدة و دخلت إلى مدينة كركوك بعشرات الآلاف من المسلحين و أول ما قامت به هو إحراق دوائر النفوس و الطابو بغرض إزالة أية وثائق و مستندات تثبت أن المدينة لم تكن كردية في أية مرحلة من مراحل تاريخها الطويل، لكن المتغير هو الطرف الداعم فبدلاً من الحزب الشيوعي الداعم للمطالب الكردية آنذاك وعلى حساب بقية العراقيين نجد اليوم قوات التحالف تلعب نفس الدور مقدمة دعماً غير محدود للقوى الكردية. في حين تغض بعض القوى العراقية النظر عما يرتكب بحق هذه المدينة العراقية العريقة ذات الخصوصية التركمانية و بحق أهلها و لعل أوضح دليل على ذلك هو مباركة سلطات الاحتلال للاعتداءات التي نفذت بحق العزل من أبناء شعبنا في كركوك و طوزخورماتو و عدم محاسبة المنفذين لهما.
الأحزاب الكردية تتصيد الفرص بغرض فرض مطالبها على الشعب العراقي و تستغل أي ظرف غير طبيعي يمر به البلد و ما التوقيت الحالي للطلب الكردي إلا دليل واضح على نهجهم هذا، و لذا يتعجلون في فرض مطلبهم تلك على مجلس الحكم العراقي رغم يقينهم بان هذا المجلس غير منتخب و غير مؤهل للبت في قضايا مصيرية كتلك و يصرون على حسم هذا الموضوع قبل إقرار الدستور العراقي المنتظر و هم على يقين بأن الدستور العراقي المنتظر سوف يمنح الأخوة الأكراد حقوقهم القومية المشروعة ضمن عراق ديمقراطي موحد و لكن ليس على حساب بقية شرائح و أطياف الشعب العراقي.
لقد ظلت مدينتا العزيزة عصية على ما حاول تغيير تركيبتها السكانية بقوة السلاح و ما فشل القوى الكردية في نهاية الخمسينيات من القرن الماضي من تحقيق هذا الحلم و الفشل الذريع للطاغية صدام حسين رغم ما امتلكه من وسائل و إمكانيات هائلة. و ستواجه المحاولات الكردية الحالية نصيب أخواتها من المحاولات السابقة من الفشل الذريع و ستبقى كركوك مدينة عراقية ذات خصوصية تركمانية رغم كل التحديات.
ستبقى كركوك مدينة تركمانية رغم حقد الحاقدين والمتأمرين
سعدون كوبرولو
ان التصريحات الأكراد في تقسيم العراق، من ضمنها ضم مدينة كركوك تركمانية الى الفدرالية، وان الاكراد مهما كانت حقدهم وانانيتهم يجب عليهم ان يتبعوا الاسلوب الحضاري في كلامهم كما يتبعه الشعوب المتطورة بناء على تجربة العيش في مجتمع ديموقراطي لعقد ونيف من الزمن، غير ان الكرد وبعض ضعاف النفوس والحقدون على قومية التركمانية، لا يتركون التركمان على حالهم وكما يعرفون جيدا ان عدد التركمان أكثر من ثلاثة ملايين، وموجودون في كافة مدن العراقية وأنهم يفتخرون بلغتهم، وبقوميتهم، ولهم دور فاعل في بناء مجتمع العراقي والتركماني معا.
فكل عراقي يعلم علم اليقين بأن تركيا لا تخفى إهتمامها بمستقبل التركمان في العراق ما بعد صدام لأنه جزء من قومية التركية لهم التأريخ العريق، فإذا كانت تركيا قد أهتمت بالكرد العراقيين وساعدتهم من قبل وفي أحلك الأوقات إبتداءا من إتفاقية الجزائر ١٩٧٥ عندما كان ملا مصطفى البرزاني يعمل مع شاه ايران، وأسرائيل، وساعدت التركية الأكراد لحملة الأنفال عام ١٩٨٨، وتأوية لاجئي إنتفاضة آذار عام ١٩٩١، فأول الموافقين والمساهمين في تشكيل المنطقة الآمنه شمال خط العرض ٣٦ كان من قبل الرئيس التركي طورغوت اوزال.
ومن جانب أوزال أعطيت لهم جوازالسفر لمرور وذهاب الى البلدان الأوروبية والأمريكية عام ١٩٩١، وناهيك عن مساعي السلام بين الطرفين الكرديين في لأوقات العصبية عندما كان قتال بين طالباني، وبرزاني. . ، إنكم تنسون ولا تعرفون الحسنة والخير الذي قدمت من قبل حكومة التركية لكم، وان الخيانة لا تدوم الى الابد، ولا تعرفون مصيركم، مرة تدعون انفوسكم الآريين من جنس الألمان، ومرة أخرى تدعون انكم الفرس الإرانيين وتعتبرون الآن أنفوسكم من عبادة النار الزراداشتية وعلاقتكم ليس مع بلد واحد وانما علاقتكم أصبحت مع ايران، وسوريا، والآن مع الإنكلترة، واأمريكان جواسس المزدوج لعدد الدول كل فترة تختارون الدولة مناسبا لكم في عام ١٩٩٦ كان ٨ آلاف كردي في الشمال العراق يعملون لمخبارات الأمريكية.
وما زالت لحد الآن التركية تتواصل مساعدتكم ولا أريد الخوض في تفاصيل تعرفون ذلك. .
لذا فإن التركية لمن الطبيعي أن تهتم بالتركمان الذين هم من أبناء جلدتهم الذين قاسوا وعانوا العقود طويلة دون حام يحميهم، والـتأريخ يثبت بأن أي قومية أو طائفة مهما تكن نسبتهم لا تفلح في نيل مطالبها بدون مساعدة دولة ولنا فخر كبير بأننا الأتراك العراق جزء من قومية التركية وليس عارا لنا بأن نساعد قوميتنا واليوم لكم غاية معروفة وهي حقد وتهميش دور التركمان الذين هم عنصر مهم وأساسي في المعادلة العراقية وجزء لا يتجزء منه وعلى هذا أذكر (فإن ذكر ينفعكم) على أخذ درس مدى حقدكم في مجزرة كركوك ١٤ تموز ١٩٥٩ ما عملتم من مذابح وسحق بالحبل وما عملت من المشانق وقطع أجساد التركمان ورميهم في الشوارع كركوك.
وهنا نحب ان نذكركم بأن الإحصائية العامة التي أجريت قبل الحكم البعثي هي إحصائية عام ١٩٥٧ وكانت أبان الحكم الملكي والكل يعرف مدى النفوذ الإنكليزي على الحكومة العراقية في تلك الحقبة من الزمن وكم كانت هذه المسألة حساسة في ذلك الوقت على كل ظهرت النتائج في نفس السنة وأعلن فيها تعداد التركمان ١٣٧٨۰۰ نسمة غير ن الحكومة العراقية بقيادة عبدالكريم قاسم التي تشكلت بعد ثورة ١٤ تموز ١٩٥٨ أعلنت إن النتائج التي تبيا نها بخصوص تعداد التركمان عام ١٩٥٧ لم تكن صحيحة وتشكلت لجان في هذا الخصوص وتم تعديلها الى ٥٦٧۰۰۰ أي بنسبة ٤٥، ٩ ٪ من مجمل نفوس العراق. والحليم من الإشارة يفهم.
أيها العراقيين الشرفاء والوطنيين، نحن مقبلين على فترة حاسمة في حياة العراق ما بعد جلاد صدام تستوجب التلاحم في صفوف المعارضة العراقية الوطنية مع مراعاة التسامح بين كل الملل والآديان والمذاهب التي يحويها الشعب العراقي المغلوب على أمره فصدام لم يكن عادلا مع العراقيين إلا في شئ واحد وهو توزيع ظلمه على الجميع دون إستثناء فكل نا ل نصيبا منه لذا لا للتهميش والتصغير.
. وإننا العراقييون تربتنا العراق، ونعمل من أجل الديمقراطية ووحدة تربة العراق، ويبدأ حدودنا من الفاو الى زاخو مركزا ونؤمن بقضية قوميتنا، وحقوقنا المشروعة فشمس الحقيقة لا يحجبها الغربال.
وإن كلام عن الفدرالية لم تأتي نتيجة الظروف آنية بل هي تنفيذا لمخطط قديم بدأ بها مصطفى البرزاني منذ عام ١٩٦١ وهو العمل على إلغاء الوجود القومي التركماني المنطقة الشمالية وفرض الهوية الكردية على المنطقة والغاء أي صوت معارض للصوت الكردي العنصري. .
وليعلم الجميع إن للشعب التركماني شرف العظيم لإنتماء الى العراق ولهم تأريخ عريق لا يستهان به في الدفاع عن تربة العراق كما وإن التركمان كانوا وما يزالون سندا قويا للوحدة الوطنية واالتأريخ النضالي المشرف يشهد لهم في المعارك القديمة والحديثة، وكان لهم الشرف في إشعال الشرارة الأولي للثورة العشرين كما كان لهم صولات وجولات في حرب الفلسطين، وإن كل يعلم جيدا إن التركمان لم يشتركوا في أية عمليات لضرب الجيش والشعب العراقي خلال الحرب بين العراق والإيران ولم يكون التركمان أدلاء للإيرانيين ضد العراق مهما كان الشكل نظام في العراق، ولم يكون التركمان أدلاء والجواسيس لدول الأجنبية، بعكس مسعود البرزاني حس صديقه الحميم لجلاد العراق في مأزق ويطلب من التركمان الوقوف معه لرد الجميل للنظام الصدامي ولمصلحته الشخصية ساعد صدام في الإخراج الإتحاد الوطني / الطالباني من أربيل في مقابل ضرب مقرات وقتل المناضليين التركمان عددهم أكثر من مئات الاشخاص وكذلك تسليم أكثر من أربعون تركمانيا الى نظام بغداد وجرت أعدامهم في سجن آبو الغريب ومن القادة المعروفون محمد رشيد طوزلو، آيدين شاكر عراقلي، فرهاد قاسم كركوكلو، آيدين وليد أربيللي، جتين كرم كوبرولو، علي حسن عجم اوغلو وغيرهم عام ١٩٩٦ وأنكم الآن تتكلمون عن الطاغية صدام وما فرقكم عنه في زعزعة الوضع بأعماله، وعدونكم لتركمان والعرب والأشرييون والى غيرهم دستم التفرقة بين عراقييون وهل نسيتم مجزرة آ لتون كوبري بعد أن إنهزمتم من خوفكم وتركتم وراءكم العوائل المظلومة وإن الحكومة العراقية بسببكم قتل رميا برصاص أكثر من ٢۰۰ التركماني وما حصل من التخريب للبنية التحتية وإنكم تعرفون جيدا. .
وإن بلدكم الخيالي لا يتحقق والعراق لا يتجزء مهما عملتم وإن الخونه والمجرمون والمرتزاقة أحفاد صدام سوف ينالون جزاءهم والموت لكل لا يعرف أصله وفصله.
وعليكم أن تعرفوا أيها الأكراد أن مدينة كركوك كما كان يعرف جميع الحكومات العراقية بأن التركمان لن تتخلى ولن يترك شبر من أرض كركوك لصالح أي القومية ولصالح الكرد لإستراتيجية، وإن التركمان دائما في كل لحظة يرفعون أصواتهم بأن كركوك هو (قلب تركمان) وإن الأحياء السكنية التي يتركز فيها التركمان كلها الأسماء التركية القديمة ولم يستحدث حديثا مثل مصلى، يه ني داملار، آوجي بولاق، تسين، سلطان ساقي، قلعه، حمام، إمام قاسم، سيد قيزي، قصاب خانه، بكلر، آغالار، عرفة، سيد علاوي، جمجمه، كديكلر، حالواجيلار، قوريه، آلتونجيلار، يدي قيزلار، طوب قابي، ميدان، جريت ميداني، إسكان، بغداد يولو، يه ني تسين، حمزاليلار، حسين عوني جاي بريادي، وغيرها. .
وإن قدوم الأكراد الى مدينة كركوك التركمانية من أجل بحثا عن فرصة العمل وكذلك يأكد تركمانية كركوك مقابر مشهورة بأسمائها مثل مقبرة، نفتجلار، مقبرة المصلى، مقبرة الشهداء التركمان، مقبرة سلطان ساقي، مقبرة آوجي وغيرها. .
وإن سياسة التعريب والتكريد شملت التركمان في كافة مدينهم من ضمنها كركوك، أربيل، موصل، ديالى، قاره خان بسياسات العنصرية الشوفنية وإن الأنظمة التالية لم يعترف بوجود التركمان دستوريا وإستخدم ضدهم الصهر والتذويب، وكان نظام البائد صدام جلاد تصر في الثمانينات على أن يسجل كل تركماني قوميته في دوائر النفوس أما العرب أو الكرد لحقده لتركمان وبعد الإنتفاظة عام ١٩٩١ م أصدر نظام العفلقي القرار (تصحيح القومية) في مدينة كركوك وفي كافة مناطق التركمانية حيث وزعت مديرية إحصاء ورقة على القومية التركمانية لتغيير قوميتهم بالقوة على العربية . وهناك كثير من الأكراد يعتبر قوميتهم التركمان حيث نكروا بعد ضغط الممارس في بعض أطراف.
ولماذا يطلب الأكراد كركوك التركمانية:وإن بمطالبتهم كركوك لغرض حصولهم لنفط كركوك، وحقدهم لشعب التركماني المثقف وبدعم الحزب الشيوعي العراقي قاموا لمجزرة كركوك الدامية في ١٤ تموز ١٩٥٩ بمناسبة عام لتأسيس الجمهورية أشعلتها الحركة الكردية البارزانية وفي تلك المجزرة الرهيبة راح ضحيتها الآلاف من الشعب التركماني. .
وقد عرفت كركوك بأسماء أرابخا، أرافا، وعرفة، وكرخيني، كركورا، وكونكو شاع أسم في زمن حكم التركمانية في عهد دولة قره قويونلو في قرن التاسع للهجرة ويتناحى الناس مع المرور الزمن أسم كرخيني لأنها هو قديم وفي نصوص تأريخية لحوادث جرت في كركوك كان يذكر أسم كرخيني تاره وأسم كركوك تاره أخرى وقد تأسست عدة أمارات ودول التركمانية لتثبيت وجودهم التركماني منذ أن قام الدولة العراقية. .
١- إمارة الآتابكية في الموصل (١١٢٧ - ١٢٣٣م) أنشأها عمادالدين الزنكي التركماني وضعت الموصل وسنجار، وجزيرة أبن عمر، ونصيبين، وحلب، وماردين.
٢- أمارة الأتابكية في أربيل (١١٤٤ ١٢٣٣) أنشأها الأمير السلجوقي زين العابدين علي كوجوك وضمت حكاري وسنجار وتكريت والعمادية وسنجار وحران.
٣- الأمارة الإيواقية التركمانية في مدينة كركوك التركمانية وكان تضم السليمانية وسهل شهرزور وكان من ملوكها قبجاق أرسلان طاش.
٤- الدولة الجلائرية (١٣٣٩ – ١٤١۰ م)
٥- الدولة السلجوقية (١۰٥٥ – ١١٥٧ م)
٦- الدولة (قره قويونلو) الخروف الأسود (١٤١١- ١٤٦٨ م)
٧- الدولة (آ ق قويونلو) الخروف الأبيض (١٤٦٨ – ١٥۰٨ م)
ودخل كركوك التأريخ الأسلامي في القرن الخامس الهجري وكان في عهد الآتابكية في عهد الناصر أحمد بن المستفئ العباسي (٥٨٥ م) وفي أواخر القرن السادس عشر الهجري أصبحت كركوك تحت الحكم الدولة العثمانية حيث اصبحت كركوك قصبة تابعة لولاية شهرزور مركزا أداريا لها.
وبعدها أصبح كركوك لواءا تابعا لولاية الموصل، حتى إن نهاية الحرب العالمية الأولى ١٩١٨ وقيام الدولة العراقية في ١٩٢۰ وتحولت الى مركزأداري للواء كركوك، وإزدادت أهميتها بعد إكتشاف النفط كركوك بكميات هائلة عام ١٩٢٧ (المصدر:العدد ٤۰ / ١٩٥٤ لعلامة التركماني مصطفى جواد/ مجلةأهل النفط). .
وفي ١ حزيران ١٩٧٢ بدأ النظام الدكتاتوري في العراق تطبيق سياسته العنصرية المستمرة تجاه التركمان وتجاه مدينة كركوك لتغيير طابعا الديموغرافي وحتى يتغيير أسمها من التأريخي دوليا بكركوك الى التأميم دون أي مبرر مقنع.
وحيث شدد نائب رئيس الجلاد صدام البائد عزت الدوري على جراء مسح نهائي لمحافظة كركوك وإتخاذ الإجراءات الهادفة الى تعريف وأكد الفريق المجرم صباح نوري علوان في زمنه تغيير قومية التركمانية الى العربية أو ترحيل التركمان عن كركوك مع إجبار تغيير قوميتهم الى العربية مقابل السماع لهم بالسكن فيها وان أي القومية التركمانية يدخل الى كركوك يجب أن تصبح عربية.
أن مدينة كركوك من المدن التركمانية المهمة والحيوية ومن أهم العوامل مهمة الثروة الطبيعية منها البترول والغاز الطبيعي وخصوبة أراضيها الزراعية. وتدل عليها شواهدالأثار ما بينته الكتب التأريخ بأضافة الى موقعها الجغرافي والتجاري المتمييز ويعد تأريخ مدينة كركوك الى آلاف سنين قبل االميلاد (وتأسست كركوك في سنة ١٦٥٥ ق م) وكان وجوده في عهد السومرين (كاركوك) وأثار الموجودة في هذه المدينة والمعالم التأريخية تدل أن كركوك مدينة تركمانية بأحجارها وتربتها.
وان كل ما نريده هو تثبيت حقوق التركمان دستوريا في العراق واثبات هويته كشعب التركماني أصيل وبوجود التركمان يتم التوصل لإي حل السياسي وإننا نريد العراق الموحد بتربته وأرضه ولا نريد تقسيم أي جزء من أجزائها، وإن الفدرالية يجب أن يعترف بها من قبل الأمم المتحدة وكذلك الكونفدرالي، والفدرالي والحكم الذاتي وأن يعترف بها من قبل حكومة المركزية وأن يكون في حدود الممكن وأن بعض السياسيين يقفون في خطأ.
وأن مطالبنا هو التمتع بالحقوق القومية في ظلال الهوية الوطنية دستوريا ومصير الشعب العراقي هو أن يكون تحت ظل حكم ديمقراطي برلماني تعددي وإقرار الأكثرية لصالح العراق وحدة أراضي الطرف ضمن الحكومة المرطزية، وعلى التركمان أن يفكر ما يفكر بها آخر من الشعب العراقي.
وإن الأكراد إذا أراد حكم الفدرالي وإننا كذلك نريد مثلما ما يريدون وعلى هذا يكون فدرالية التركمانية متكونا من محافظات كركوك، أربيل، الموصل، ديالى وتكون كركوك مركزا لها وتشمل طوزخولرماتو، وكفري، تازه خورماتو، آ لتون كوبري، تلعفر، عزيزية سلامية، من ضمنها كافة المناطق والقرى والأقضية ومدن التركمانية تابعة لها وإن يكون إدارة الولايات دستوريا وإن يكون مجلس بلدية مع ولاية مجلس ويعترف التركمان أحد مكونات الشعب العراقي الى جانب شركائهم حيث أن الشعب التركمان ناضل مع إخوانهم العراقيين ضد المخاطر التي كانت تهدد العراق والأمة العربية وبمشاركتهم الفعلية في الثورات الشعبية ضد الإحتلال الإنكيليزي، وثورة العشرين التي كان للتركمان دور البطولي وكذلك في جميع الثورات الوطنية.
وجاهد التركمان عن الدفاع عن فلسطين وبمشاركة خيرة ضباط التركمان منهم الشهيد المناضل الزعيم عبدالله عبدالرحمن، والمناضل عمر علي، وغيرهم وإستشهد العديد من التركمان في ساحات الحرب وإن الإصرار الشعب التركمان الدفاع عن وحدة العراق يثير غيض الأعداء والمستفدون منهم يحاولون بشتى الطرق تحجم الدور التركمان والإستصغار بهم. .
وإن التركمان دائما يناضل من أجل عراق ديمقراطي برلماني وتعددي لأجل ضمان الحقوق القومية، والسياسية والدستورية والإدارية والثقافية للتركمان، وإن الفدرا لية الذي يدعو بها والمبنية على أسس قومية، ما هي إلا محاولات بدائية الغاية منها، والتي من ورائها تقسيم العراق الى ولايات، ومنهم من يريد إلغاء العراق من خارطة العالم. .
وإن سياسته تقسيم العراق جار من قبل مجموعات عنصرية عرقية من أجل النيل من وحدة أراضي وتربة ا لعراق وإن الشعب التركماني جنبا الى جانب مع إخوانه الشرفاء المخلصين العراقيين يقاوم هذه المخططات وإن بعض فئا ت تريد أن يمزق العراق ويريدون السيطرة على مدينة كركوك التركمانية والتي تعتبر من المدن العراقية وإرغام أصحابها بترك والرحيل مع كل طرق الوحشية والإرهابية.
وإن الشعب التركماني في العراق يناشد القوى الدولية وهيئات الأمم المتحدة والمجتمعات المدنية المدافعة عن حقوق الإنسان، مع جامعة العربية، والمؤتمر الإسلامي لمساعدتهم في هذه المرحلة الصعبة التي يعيش فيها كافة العراقيين من ضمنهم الشعب التركماني. .
وإن الشعب التركماني تشجب تصريحات مسعود البارزاني الشوفنية الإستفزازية التي يطلقها بحق مدينة كركوك التركمانية وإن هذه النوايا والتصريحات السيئة بحق شعبنا التركماني لآتية على العراق التائه في الفراغ السياسي والإستفادة من الدعم الأمريكي التي يساند القيادات الكردية الصدامية ودعمهم من أجل نتيجة خدماتهم الغير المحدودة.
وإن هذه المؤمرات ا لمحبوكة ضد شعبنا ا لتركماني وضد مدنتنا كركوك قلب ا لتركمان النابض بالحب والتعاون والأخاء، وكركوك ستبقى مدينة التركمانية رغم حقد الحاقدين من المتآجرين، المتأمرين والإنفصاليين، وعلى هذا يجب الإحصاء العام النزيه للسكان العراق ومنها المناطق التركمانية آمنه لمراقبة دولية، ومحايدة. .
v
والآن يمر الشعب التركماني في الظروف الحساسة بعد سقوط الطاغية صدام بتأريخ ٤/ ٩/٢۰۰٣ وبعد ثمانية أشهر من سقوط الدكتاتور وتدمير ونهب كل الدوائر الحكومية، وظهور مجلس الحكم التي لم يعبر عن أماني الشعب العراقي ومنها التركماني وأخذه قرارات خارجه عن إرادة الشعب من ضمنها تغيير قوانين الجنسية وفرض الفدرالية وإن مجلس الحكم سوف يتحمل المسؤوليات يضم كركوك الى المنطقة الكردية وإن هذا مجلس لم ينتخب من قبل الشعب العراقي ولا يمثلون إلا أنفسهم لا غير وإنهم مع الأكراد سيكنون سببا مباشرا لتقسيم العراق.
وتربة كركوك التركمانية وتلحقهم لعنة التأريخ وسيكنون دليلا دامغا بيد البعثيين ويكونون قد غطوا وستروا على جرائم المجرمون، وأننا ضد الأكراد الشوفينيين وأقزامهم الذين يريدون بمؤمراتهم تمزيق تربة العراق وإن ضد قاد الأكراد الذين صافحوا وحضنوا صدام أمس وحكوا معه كل
ا لمؤمرات ضد الشعب التركماني، وندعوا قيام محاكمة ضد هؤلاء الذين تلطخت أيديهم بدماء الشعب التركماني العراقي.
وأيها الأكراد لا يوجد أي وثيقة رسمية تؤيد أن كركوك هي مدينتكم مطلقا وأن السبب مطالبتكم لوجود النفط الغزير الموجود في كركوك التركمانية وكون حلقة الوصل بين المحافظات أخرى وهذا ما يدعوا إليه أمريكا لإستخراج كل قطرة نفط موجودة في الجنوب والوسط والشمال، وهذا هو الثمن الذي يدفعه أمريكا لكم، وإنكم دمرتم العراقيين كافة. .
ونقول لكم ليس لكم أي الحق في كركوك التركمانية ولا لكم أي الحق في أي مدينة عراقية أخرى ولا تتحججوا بحجة مدينة (حلبجة) التي أعملت بيد الجلاد الثاني جلال الطلباني وأعوانه.
ولماذا نسيتم مجزرة (آلتون كوبري، طوزخورماتو، وتازه خورماتو، وتسعين، وبشير،) وسرقتم من العراق في أيام الجلاد صدام ما سرقتموه من النفط التي كنتم ترسلوها الى الأمريكان، وإن التركمان رغم كل هذه الأجرأت التعسفية ستقاوم ويتحفظ على هويته، وهم جزء لا يتجزؤن من الشعب العراقي وإن الطرازانية (طلباني وبرزاني) بمطالبة وجعل المناطق التركمانية ومن ضمنها مدينة كركوك التركمانية ضمن ما يسمى با لفدرالية سيعلموا جيدا بأن محاولتهم التعسفية الصدامية ضد الشعب التركماني لتكريد أراضي التركمانية في هذه الظروف الراهنة بدعم الأجنبي والأمريكي وبإستيطانهم الأكراد في المناطق التركمانية، وإن نهايتهم لن يمد طويلا وسوف يلقون مصيرهم أقبح من مصير جلادهم صدام.
وإن التأريخ سوف يلعنهم، وإن غدا لناظره لقريب أنشا ءالله. . .
من يديـن التركمــان؟
ارشـد ضيـاء
كتب السيد ناظم عثمان تعقيبا على السيد عاصف سرت توركمان في مقالته الخاصة بالطروح الفيدرالية لمستقبل العراق، ولست هنا في معرض الدفاع عن سرت توركمان فهو صاحب قلم بليغ وتشهد ساحات الصحافة العربية والعالمية على طروحاته الموضوعية. وأزيد هنا بأنني لم أر أية لمحة من السباب والشتائم في كتابات هذا الكاتب التركماني، في حين جاءت مقالة السيد ناظم عثمان مليئة بالاتهامات والتعريض بشعب بكامله لمجرد أن الرأي الآخر لا يعجبه.
وانتقائية السيد ناظم عثمان قد فضحته فهو يحاول أن يثبت أن كركوك مدينة كردية يسكنها غالبية من الأكراد ويحاول أن يدعم ذلك بمقتطفات من الموسوعات العلمية والجغرافية. والمطلع على بواطن الأمور يعلم أن مراجعته لأية أداة بحث على الشبكة العالمية ستقوده إلى ٧٦٣ موسوعة مثلا في صفحات ياهو.
ومع ذلك فأن السيد ناظم عثمان لم يكن موفقا في طرحه ومن المؤسف أنه قد لجأ إلى تحريف بعض المقتطفات والمراجع بشكل يخدم غرضه في البحث وهو أسوأ ما يمكن أن يفعله أي كاتب.
خذوا مثلا ما أورده من أن موسوعة كولومبيا تقول بأن غالبية سكان كركوك هم من الكرد!. وأي مطلع على الحقيقة يعلم أن الموسوعة المذكورة تقول بأن سكان كركوك مزيج من التركمان والأكراد والعرب، وقد بدأ التسلسل بالتركمان مما ينفي حتى محاولة استقطاع الجملة عند الكرد مثلا، لا بل أن الموسوعة المذكورة تستطرد فتقول بأن الأكراد قد أضحوا أقلية في كركوك.
ويشير إلى موسوعة ميكروسوفت ويذكر بأنها تذكر بأن كركوك مركز ثقافي كردي، وأي باحث يعلم خصوصيات الموسوعات التقنية الخاصة بميكروسوفت، وأي مراجع سيرى بأن البحث عن كلمة كركوك سيقوده إلى أداة البحث في غوغل والتي ستحيله إلى موسوعة غلوبال المعروفة التي تنفي ما يقوله السيد عثمان جملة وتفصيلا وتذكر فيما نصه أن غالبية سكان كركوك هم من التركمان مع وجود أكراد وعرب وآثوريين وأرمن!
عدا ذلك بمن يستشهد السيد عثمان؟ أنه يستشهد بالدكتور نوري الطالباني وعوني الداودي وتوفيق وهبي ومحمد أمين زكي ومحمود ملا عزت وجبار قادر وآخرين. بل أنه يورد قاموس الأعلام لمؤلفه شمس الدين سامي والذي يذكر بأن ثلاثة أرباع سكان كركوك هم من الأكراد ويعتبر ذلك موسوعة عثمانية يجب أن يحتذى! وقد سبق وأن وضحنا في مجالات سابقة بأن شمس الدين سامي لم يكن تركيا أصلا بل ألبانيا درس العربية والتركية في شبابه ونفي من الأناضول لنشره كتبا تسيء إلى الذوق العام والآداب، ولم يكن سائحا ولا مؤرخا ولم يزر كركوك وبغداد التي كتب عنها بل نقل معلوماته بتصرف من قسم من الكتب الفرنسية!
و لا نعلم لماذا لم يلتفت السيد عثمان إلى ما ذكره الأجانب والعرب حول كركوك ولديه أمثلة الباحث الأكاديمي حنا بطاطو وعباس العزاوي وعبد الرزاق الحسني وساطع الحصري وثامر العامري ومجيد خدوري ومير بصري وكذلك لونكريك وبراون وماكداول وغيرهم وهم يشيرون بدون مواربة إلى خصوصية كركوك التركمانية وليس عموميتها الكردية كما يقول.
كما لم يكن السيد عثمان موفقا في هجومه على عنصرية الملك فيصل الأول فأنه ليس من المعروف عنه هذه الشوفينية بل أن وثائق الدولة العراقية تذكر له خطابه الشهير في يونيو ١٩٣٥ والذي يقول فيه إن الدين لله والوطن للجميع، و لافرق لدينا و لا تمييز بين سكان بلادنا المحبوبة، ويستطرد أن منهاج الحكومة يرمي إلى نشر العدل والتعليم والتقاضي باللغات المحلية فالكردي يتعلم بلسانه وكذلك العربي والتركي. وليت العراقيين يعودون إلى دستور عام ١٩٢٥ في مبادئه الأساسية التي تتفوق على جميع الدساتير المؤقتة التي نظرت حكم الفرد أو تسلط فئة على أخرى.
كلمة أخيرة عن مقارنات السيد عثمان بين " عسكرية" الكرد وتردد التركمان! هل ناضل الأكراد فعلا ضد نظام صدام حسين؟ نعم لقد عانى الأكراد من ظلم هذا النظام وتعرضوا إلى أبشع صنوف التنكيل، ولكنهم حملوا السلاح ضد كل حكومة عراقية معتدلة كانت أم شوفينية، فهم وما لهم في زمن فيصل الأول وغازي وهم كذلك في حكم عبد الكريم قاسم وعبد السلام عارف وعبد الرحمن عارف، و لا ننسى أن أول جمهورية أسست من قبلهم لفترة قصيرة كانت باسم مهاباد وليست كردستان!
هل اطلع السيد عثمان على بطولات مصطفى راغب وعمر علي في الجيش العراقي والشهيد عصمت صابر الذي واجه الطاغية صدام حسين بشجاعة متناهية فقتل على يديه؟ هل نسي المقابر الجماعية في التون كوبري وكركوك وطوز وهو يستخف بعدد الشهداء التركمان في وقت كانت محطات التلفزيون تعرض القبلة الشهيرة على أكتاف صدام حسين من بعض السياسيين الذين يعرفهم بدعوى استمرار الحوار؟ و هل له أن يتذكر كوكبة الشهداء التركمان الذين نكلت بهم السلطات البعثية التي دخلت أربيل بمعونة حزب كردي رئيسي لإزاحة حزب كردي آخر وكان الثمن رؤوس هؤلاء التركمان الذي يقول السيد عثمان بأنهم كانوا محميين في شمال العراق التي كانت محمية من قبل الأمريكيين والبريطانيين والأتراك؟
فإذا كان الأكراد الذين سقطوا في معاركهم ضد الجيش العراقي منذ تأسيسه شهداء النضال، فما هو وصف عشرات الألوف من الجنود العراقيين الذين قضوا نحبهم في هذه الحركات وهم ابناء مواطنين ومواطنات عراقيين أدمت قلوبهم فجيعة الابن والأخ والزوج؟. ألم يحن الوقت للاحتكام إلى العقل وتغليب الإخوة وأن نتعلم العيش معا بسلام وحب. أن التركمان يقولون بأن كركوك مدينة عراقية، فهل للسيد عثمان اعتراض على ذلك وهل له أن يقول نفس ما نقول؟
ردا على بيان أتباع الطالباني حول مجزرة كركوك الجديدة
حسن تيسينلي
حين تريد أن تشوه الحقائق لمصلحتك فما عليك ألا أن تطبق العبارة القائلة (أكذب و أكذب و من ثم أكذب و بعد ذلك أكذب حتى تصدقك الناس). هذه هي خاصية أصحاب القوة في الحكم. ولكن الكثيرين من أصحاب القوة أو بالأحرى الذين يتصورون بأنهم أصبحوا ذي شأن في عراقنا اليوم لايجيدون تطبيق العبارة الآنفة الذكر مما يجعلهم في موضع لا يحسدون عليه. فبالأمس خرج علينا الأتحاد الوطني الكردستاني ببيان مفضوح محرف من أول سطر له حتى اخر كلمة فيه حول جريمة الأتحاد الوطني الكردستاني بحق المظاهرة السلمية للتركمان و العرب في كركوك بتاريخ ٣١-١٢-٢۰۰٣. هذه المظاهرة السلمية التي فتحت قوات الأتحاد الوطني الكردستاني النار عليها و خلفت وراءها العديد من الضحايا من التركمان و العرب.
و هناك مثل اخر حيث يقول (أن لم تستحي فأفعل ما تشاء). و هنا ينطبق هذا المثل على البيان المفضوح الذي أصدره الأتحاد الوطني الكردستاني لتبرير اخر جرائمه بحق التركمان و العرب و مدينة كركوك التي يسلبونها. ذلك البيان هو تبرير مخجل و لا يزيد الذين أصدروه ألا أفتضاحا أكثر لجريمتهم تلك. فالبيان يفضح نفسه بنفسه.
يقول البيان بأن المتظاهرين كانوا يرددون الشعار التالي (بالروح بالدم نفديك يا صدام). و نحن نعلم و كما نقلت ذلك جميع وسائل الأعلام بأن المتظاهرين كانوا ينادون بعراقية كركوك و وحدة العراق. ربما عليك أن تكذب و تكذب حتى يصدقك الناس و لكن لا تكذب بهذا الشكل المفضوح. أذا أردت أن تصدق الناس كذبتك فما عليك ألا أن تكذب بالمعقول و المنطق. أن كذبة البيان هذه ما هي ألاعبارةعن صرف النظر عن المسألة الجوهرية التي لأجلها خرج المتظاهرون ألا و هي التعبير عن أخلاصهم لتربة العراق واحدة موحدة. فبهذه الكذبة أراد البيان أن يصور المتظاهرين بلا شئ بل بحفنة من الأرهابيين. و هذا التسقيط للآخرين في هذا البيان الزائف واضح في عدة مواضع. أنه فعلا تسقيط الآخر و بأسلوب لا يستخدمه ألا الساقطون. فصدام حسين و زبانيته مثلا لم يتوانو عن ألصاق أحط الألقاب و أنذلها بالآخر الذي كان يختلف معهم. فالبيان و من أجل سلب حق الأخرين في التعبير عن ارائهم حول وطنهم لا يصف المتظاهرين ألا " بالمجموعة الأرهابية".
و هذا الأسلوب التسقيطي للآخر ليس بشئ جديد. فبنظر أمريكا مثلا كل الذين يناهضون سياستها هم أرهابيون.
و بينما نقلت العديد من وسائل الأعلام مثل البي بي سي و الجزيرة و الحياة و من أرض الحدث وقائع تلك الجريمة و من شهود عيان بأن قوات الأتحاد الوطني فتحت نيرانها على المتظاهرين يحرف البيان تلك الوقائع و يقول بأن المتظاهرين هم الذين فتحوا النيران على مقر الأتحاد الوطني الكردستاني و لا يذكر أية كلمة عن فتح قوات الأتحاد الوطني النيران على المتظاهرين و كأنما الحادثة وقعت بأن قتل المتظاهرون أنفسهم بأنفسهم. يقول البيان " قامت مجموعة من المتظاهرين بأطلاق الرصاص بأتجاه مقر الأتحاد" الوطني الكردستاني. أذا كان المتظاهرون قد فتحوا النيران بأتجاه قوات الأتحاد الوطني و مقرهم فكيف أستشهد العديد من المتظاهرين؟ فهل يا ترى أرتدت نيران المتظاهرين على أنفسهم بقدرة قادر؟
و أخيرا و ليس اخرا و من هذا المكان أناشد كل الشرفاء من العراقيين أن لا يدخروا وسعا في فضح مثل هذه الجرائم و المطالبة بكشف المجرمين و تقديمهم الى المحاكمة العادلة و السكوت عنها هو جريمة بحق الوطن و المواطن. ان الذي يجري في كركوك هو أكبر من صدامات طائفية. أنه مسألة وطن و مواطنين تخلصوا من طاغية و الآن يواجهون طغاة صغار فقسوا من بعده لا يريدون أي خير لهذا الوطن الجريح بل و أنما تحقيق مصالحهم الدنيئة التي أشتهروا بها و تاريخهم يشهد على ذلك.
الدولة الكردية التي رعتها أنقرة
محمد نور الدين - السفير اللبنانية
يوم الأحد الماضي، وأثناء توقفه في مطار اسطنبول، في طريقه الى موسكو، تقدم رئيس الاتحاد الوطني الكردستاني جلال طالباني من سلطات الأمن التركية وأعاد إليها <<جواز السفر الأحمر>> الذي كان قد منحه له الرئيس التركي الراحل طورغوت أوزال عام ١٩٩٢، قال لهم طالباني <<شكراً>> وواصل طريقه بجواز سفر جديد، عراقي هذه المرة.
كان ذلك في اليوم نفسه الذي أعلن فيه الفصيلان الكرديان في العراق، الاتحاد الوطني الكردستاني والحزب الديموقراطي الكردستاني بزعامة مسعود برزاني، رغبة الأكراد في جعل كل المناطق الكردية <<فيدرالية واحدة>> تشمل كذلك مدينة كركوك. وهو ما اعتبر بداية مرحلة جديدة وخريطة جديدة من تاريخ العراق والمنطقة.
تُعتبر تركيا الأكثر حساسية من بين دول المنطقة تجاه النزعة الكردية في العراق، لذلك كانت ردة الفعل الأولى على مطالبة الأكراد بضم كركوك الى منطقتهم من جانب وزير الخارجية التركية عبد الله غول، الذي اعتبر تغيير البنية الديموغرافية لكركوك خطوة خطيرة جدا، ووصف أية خطوات تعرض وحدة العراق الجغرافية والسياسية للخطر بأنها تصعيد <<خطير جديد>> في العراق، محذرا البعض من اتخاذ خطوات خاطئة.
تستذكر تركيا هذه الأيام وبكثير من الغصة و<<الدموع>>، الاتفاقية التي توصل إليها المسؤولون الأتراك والأميركيون في أواخر شباط الماضي والتي تبنت <<الخطوط الحمر>> التركية في شمال العراق مقابل فتح جبهة حرب شمالية ضد بغداد انطلاقا من الأراضي التركية:
١ . لا لتأسيس دولة كردية مستقلة.
٢. بقاء الموصل وكركوك ومناطق النفط خارج سيطرة المجموعات الكردية.
٣. حماية التركمان العراقيين من أية اعتداءات.
٤. تعطيل القدرة العسكرية لعناصر حزب العمال الكردستاني المتواجدة في شمال العراق.
٥. دخول القوات التركية الى شمال العراق.
لكن حصل ما يعرفه الجميع. فلم تشهد هذه الاتفاقية نهاية سعيدة، بعدما رفض البرلمان التركي في الأول من آذار الماضي المشاركة في الحرب ضد العراق، وباتت كأنها لم تكن. واندلعت الحرب من دون تركيا وسقطت، مع سقوط بغداد، كل الخطوط الحمر التركية:توسع الأكراد وسيطروا على الموصل وكركوك وأصبحت لهم كلمة نافذة في مجلس الحكم الانتقالي، وهمّش التركمان الموالون لأنقرة فلم يتمثلوا في مجلس الحكم، ولم يتخذ الأميركيون أي إجراء ضد عناصر حزب العمال الكردستاني. باختصار، تطورت الأحداث بصورة تعاكس الهواجس التركية وأصبحت أنقرة بالكامل خارج المعادلة العراقية التي جهدت للعودة إليها، مع قرار البرلمان التركي في السابع من تشرين الأول الماضي إرسال قوات الى العراق، لكن من دون نجاح.
كانت تركيا تقول إنها تعتبر قيام دولة كردية مستقلة <<سبباً للحرب>>. الآن، ومع تبدل التوازنات العراقية والإقليمية، لم يعد يتكرر هذا الشعار على لسان مسؤولي أنقرة. استبدل الشعار بالحديث عن <<آلام ودموع>> وبرفض تركمان العراق، على لسان زعيم الجبهة التركمانية العراقية فاروق عبد الرحمن الذي زار أنقرة قبل أيام، لأي شكل من أشكال الفيدرالية.
إذا نجح الأكراد في ضم كركوك الى فيدراليتهم المحتملة تكون السياسة التركية في شمال العراق قد وصلت الى نهايتها. والأكراد لن يفوتوا الفرصة الذهبية الراهنة التي تميل لصالحهم لتحقيق <<خطوة كبيرة>> نحو حلمهم التاريخي بإقامة دولة كردية مستقلة، انطلاقا من العراق. فالدولة الأكثر حساسية منهم، أي تركيا، عاجزة عن التدخل، والدول الأخرى تقع تحت سيف التهديدات الأميركية، أما القوى العراقية الأخرى فأمامها:إما التقسيم أو القبول بالفيدرالية التي يقترحها الأكراد، ما دامت العودة الى عراق مركزي مستحيلة. فضلاً عن أن واشنطن تدعم الاقتراح الكردي، وهي القوة الحاسمة في العراق والمنطقة.
بغض النظر عن حق الأكراد في العراق وغير العراق، في تقرير مصيرهم بأنفسهم، بما لا يفتح على دموع (ودماء) جديدة، فإن أنقرة تحصد اليوم السياسة التي اتبعتها في شمال العراق على امتداد اثني عشر عاما. فبفضل <<قوة المطرقة>> المتعددة الجنسية والتي اتخذت من الأراضي التركية منطلقاً لها، تمت حماية منطقة حظر الطيران الشمالية في العراق، وأرسى الأكراد دعائم دولة من جيش وشرطة وضرائب وحكومة وبرلمان وعلم، ووفرت أنقرة لأكراد شمال العراق وسائل الاتصال بالعالم الخارجي والصمود الاقتصادي وأحيانا منع تقاتل فصيلي طالباني وبارزاني، والتزمت بهم كأكراد (خلاف ما كانت تنظر الى أكراد تركيا)، ومنحت زعماءهم جوازات سفر خاصة. لا شك أن ضم كركوك الى كردستان العراق، وإقامة فيدرالية كردية هناك ستكون له على المدى البعيد آثار جدية على وضع كل الأكراد في الشرق الأوسط ولا سيما تركيا وإيران. ولكن مع وجود تركيا خارج المعادلة العراقية، ومع وجود أميركا، لا العراق، جاراً لها. ومع اتفاق معظم العراقيين على معارضة التدخل العسكري التركي، ومع تفكك التركمان الى تيارات سياسية متعددة، وافتقارهم للدعم العسكري التركي، واحتمال إيجاد صيغة لهم ضمن الفيدرالية الكردية، فإن أنقرة مدعوة، ضمن التوازنات الراهنة، لإعادة النظر جذرياً بكل سياستها الكردية سواء في العراق أو في تركيا، حتى لا تتحول هي نفسها الى عراق آخر.
إلى متى ستمزق أسلحة البيشمرغة الكردية صدور العراقيين؟!
حسين علي داقوقي
تم تجريد جميع التنظيمات العسكرية التابعة للقوى السياسية في العراق من أسلحتها الخفيفة والثقيلة فيما عدا ميليشيات البيشمرغة الكردية التي بقيت محتفظة بأسلحتها لحد هذا اليوم وهي تسلب وترعب وتعتدي على الناس في كركوك والموصل وديالى والسليمانية وأربيل ودهوك والمدن الأخرى بدون رقيب ولا حسيب، فما السبب يا تُرى؟
ألم يحن الوقت لتجريد هؤلاء الهمج الرعاع من أسلحتهم وهم يحصدون أرواح مواطنين تركمان وعرب عزل خرجوا وهم يمارسون حريتهم في رفض مشروع فيدرالية برزاني-طلباني القومي العنصري الذي يريد التهام كركوك الغنية بالنفط والثروات الوطنية لضمها إلى ما يُسمى بـ(كردستان) وكأن كركوك الجريحة محتلة من دولة أخرى يتطلب الأمر إرجاع (الفرع إلى الأصل)، أي أن زعيمي الحزبين العشائريين الكرديين يسيران بالتمام والكمال على نهج سيدهما (صدام) عندما دفعته أفكاره الشيطانية إلى مغامرة خاسرة في إرجاع الفرع وهو الكويت إلى الأصل وهو العراق وكانت النتيجة كارثية أغرقت البلاد والعباد في نهر من الدماء والدموع.
فقبل أكثر من أسبوع خرجت مظاهرات (حزبية كردية) لجماعتي طلباني-برزاني وهي تصرخ بالعنصرية وتدعو إلى القومية الشوفينية وتؤكد من خلال شعاراتها التي رُفعت على إلغاء الآخرين في كركوك من عرب وتركمان وكلدوآشوريين وتدعو إلى التمييز بين المواطنين بكل مظاهره وأشكاله وتزرع الفتن بينهم، ولكن رغم ذلك لم نسمع بإطلاق عيارات نارية ضدهم أو ممارسة أساليب غير ديمقراطية للجم تظاهراتهم التي سُيرت بجلب مئات الحافلات من أكراد السليمانية وأربيل والمناطق الأخرى خارج كركوك لأنهم يعلمون جيدا بأن أكراد كركوك أكثرهم الطيبون ويريدون العيش بأمن وسلام مع إخوتهم من باقي القوميات في المدينة فعوضوا عنهم بأكراد من غير كركوك، إلا أن الذي حدث بالأمس ضد المسيرة التركمانية-العربية السلمية أسقط ورقة التوت التي كان هؤلاء البيشمرغة يسترون أنفسهم بها وكشفت مدى جبن وخسة هؤلاء الذي يستأسدون على مواطنين عزل غير مسلحين أرادوا أن يعبروا عن آرائهم بكل حرية في مدينتهم كركوك.
إن ما حصل قبل أربعة أشهر تقريبا ومن نفس ميليشيات طلباني في مدينة طوزخورماتو من استفزاز للتركمان الشيعة من خلال استهداف المقام المقدس للإمام علي (عليه السلام) والتفجير الإرهابي له في المدينة إلى فتح النار على مظاهرتهم السلمية وقتل ٨ أشخاص وجرح العشرات وما حدث كذلك في اليوم التالي في كركوك من فتح النار على المظاهرة السلمية من مركز الشرطة الذي يشغله هؤلاء البيشمرغة وقتل شخصين وإصابة آخرين وإلى ما حصل بالأمس فراح ضحيته حسب آخر تقرير ٨ أشخاص وإصابة حوالي ٣۰ شخصا بجروح، يدعونا إلى الأسى والأسف للمستقبل الذي ينتظرنا وينتظر أجيالنا من هؤلاء الوحوش الخارجين على القانون وأعداء الإنسانية والحرية والديمقراطية الذين يبدو أنهم أمنوا العقاب وهو ما يدفعهم إلى ارتكاب جرائهم ضد الشعب العراقي بكل برودة أعصاب بل تصل بهم الوقاحة إلى ممارسة لعبتهم المكشوفة سلفا باتهام الضحية وتبرئة جلادي البيشمرغة.
إن هذه الجرائم يجب أن لا تمر بدون عقاب شديد لردع هؤلاء الإرهابيين الخارجين على القانون ويتطلب الأمر من كل القوى العراقية السياسية الخيرة والساعية إلى الديمقراطية والحرية والمستقبل المشرق لأبناء العراق الإدانة القاطعة والاستنكار الشديد وبدون تردد لهذه الأعمال الهمجية والجهات التي تقف وراءهم وتتستر على إرهابهم وجرائمهم حتى يعود هؤلاء الوحوش إلى حجومهم الحقيقية وحتى يعلموا بأن دماء العراقيين في عهد ما بعد الطاغية غالية جدا، وستبقى كركوك كما السليمانية وأربيل والأنبار وبغداد والنجف والناصرية والبصرة وغيرها مدنا عراقية خالصة لا حواجز عنصرية قومية شوفينية يحد بينها ولا جدار برلين جغرافي يفصل فيما بينها.
الموت والخزي والعار الأبدي للنفوس التي وضعت إصبعها على الزناد لتزخ الرصاص في صدور أبناء كركوك الأبرياء وهم يمارسون أبسط حقوقهم في حرية التعبير كمواطنين عراقيين.
الرحمة والرضوان الإلهي الأبدي عن أرواح أولئك الذين ودّعوا آخر يوم من هذه السنة ٢۰۰٣ ولكن لا إلى السنة الجديدة ٢۰۰٤ بل إلى (مقعد صدق عند مليك مقتدر).
الأكراد وكركوك ومستقبل للعراق كالليل البهيم
د. ضياء المختار – كتابات
أخوتي الأحبة الأكراد أكلمكم بكل هدوء وأرجو منكم أن تعوا ما أقول جيدا فوالله لا أبغي مما أكتب إلا الحرص على مستقبل عراقنا الحبيب، هذا المستقبل الذي بدأت ملامحه تنذر بكل ما هو شر مستطير. اعلموا أن التاريخ لن يغفر لكم إن أنتم تسببتم في انزلاق العراق إلى هاوية الحرب الطائفية الدامية التي يتمناها كل بعثي ووهابي وأمريكي حاقد على مستقبلنا وكرامتنا. تتكلمون عن الديمقراطية ولا تمارسوها على أرض الواقع. لستم وحدكم من تعرض للظلم والإبادة والتشريد ة والاستيلاء على الأرض والممتلكات، فكلنا ضحاياها. فلا تكونوا الضحية التي تنتقم من ضحية أخرى لأن الجلاد قد أفلت من أيديها. ولا تعتقدوا إن تحالفكم من الأمريكان بمنجيكم لأن الأمريكان سوف يتخلون عنكم بمجرد انتفاء مصالحهم بالمنطقة تماما كما تخلوا عن الملا مصطفى البرزاني في الماضي القريب، فتقبلوها نصيحة أخوية مني لأن عراقنا واحد ومصيرنا واحد.
قبل فترة قمتم بمظاهرة حاشدة طالبتم بها بكركوك وهي مطالبة جاءت قبل أوانها، ولكن التظاهر من حقكم، فهذه هي الديمقراطية التي ننشدها ونحلم بها في العراق الجديد. ومرت مظاهرتكم بسلام واحترمت بقية الطوائف حقكم ولم تتعرض لكم. وبالأمس قام العرب والتركمان، وبنفس الحق، بالتظاهر وأعلنوا رأيهم، فماذا حصل؟ لقد تصديتم لهم بالنار وراح عدد من الأبرياء ضحايا التعصب الأعمى والطائفية الهوجاء. فهل هذه هي البداية لحرب يقتل فيها العراقي أخيه العراقي؟ ومن المستفيد أليس هو صدام ومن معه، هل تتصرفون هكذا لأنكم القوة المسلحة الأكبر من كافة قطاعات الشعب العراقي؟ هل تتسلطون على العراقيين بقوتكم وتستغلون ضعفهم؟ لماذا تعطوا لأنفسكم الحق وتنكروه على غيركم بقوة السلاح؟ لا تقولوا لي إن النار أطلقت من داخل التظاهرة فقد قرأت البيان الهزيل للحزب الديمقراطي الكردستاني. لأن ذلك حتى لو كان صحيحا فإنه يمكننا القول إن مدسوسين داخل المظاهرة هم من بدءوا بإطلاق النار. لقد قلت سابقا وأقولها مرة أخرى:لا نجاة لنا نحن العراقيين إلا بالديمقراطية، الديمقراطية الحقيقية على شرط أن نطبقها على أنفسنا قبل غيرنا ولا نؤمن بها كشعارات كاذبة دون محتوى. وإذا أردنا عراقا مزدهرا فلا بد للجميع من احترام رأي الجميع، وشكرا.
امريكا هي من تريد ان تجعل من كركوك كشميرا ثانية
محسن البياتي
ان الاحزاب الكردية العنصرية الانفصالية (موسادية) ليست سوى اداة بيد من يحركها من الامريكان. فهم من سمحوا لهذه الاحزاب بان يحملوا السلاح ليلا ونهارا في حين يعاقب العراقيين حتى على حمل مسدس لحماية انفسهم من اللصوص.
وهذه الاحزاب لاتتحرك الا بعد موافقة من القوات الامريكية المتركزة في شمال العراق والتي تدعم وتساند عمليات التكريد الصهيونية ضد القوميات غير الكردية في شمال العراق. فكم من قرية غير كردية تركها اهلها وسكنها في اليوم التالي من يريد ان يغتصب اكثر مايمكن اغنصابه من ارض العراق ومن ثم اسدال ستار الفدرالية الحديدي ومن ثم اعلان الاستقلال الغاشم بحجة استفتاء شعبي او ماشابه
فامريكا ضاهرا والصهيونية باطنا (ولو ان الامر اصبح ضاهرا ايضا) هم من يجب ان يوجه الكلام لهم وهم من يجب تحميل المسؤولية.
اما بقية الشعب الكردي (غير المنتمين الى الاحزاب الكردية) فهم ايضا يتحملون مسؤولية السكوت على تصرفات الاحزاب التي تنتمي اليهم. فالسكوت من الرضا .
وانا تركماني واعتقد اني اتكلم عن بقية التركمان بصورة خاصة وبقية الشعب العراقي بصورة عامة ارى في الانسان الكردي اخ لي في الدين واخ لي في معانته من الظلم الصدامي واتمنى ان يدركوا ان من يسيرهم ويحركهم ويدفعهم هم لايفكرون الا في مصالحهم الدنيوية الخبيثة ولا يهمهم الكردي كما لا يهمهم العربي والتركماني. وعليهم ان يدركوا ايضا ان تصرفاتهم في كركوك وطوز خورماتو وغيرها من مناطق شمال العراق التي هم اول من يعلم انها ليس لهم فيها حق ولم ياتوا اليها الا قبل عدة سنين، عليهم ان يدركوا ان اي مكاسب سيحصلون ع ليها وبهذه الطريقة فانها ستكون عار عليهم وسيبقى يذكرها التاريخ. . . كما سيذكر جرائم التطهير العرقي التي حدثت في اذربيجان و صربيا ضد المسلمين
الاحزاب الكردية وحلم كركوك وتطبيل أعضاء الحزب الشيوعي
راشد العمر - كتايات
أذا اردنا أن نحقق الديمقراطية و نصل الى عراق ديمقراطي مستقل ينال فية كل مواطن حقوقه بما لا يؤثر على حياة الاخرين، يجب ان نرسي اسس الديمقراطية و نثبت ركائزها اولاً، أي السلطات الثلاث المنتخبة القضائية و التنفيذية و التشريعة، بعد ذلك يحق لكل مواطن المطالبة بحقوقه و طموحاته و حتى مطامعه علناً، اي رفع أي مشروع الى الحكومة التنفيذية المنتخبة و نقله الى السلطة التشريعية حتى يجرى التصويت او الانتخاب بهذا الشأن، و السلطة القضائية هي المراقب المحايد لسير العملية برمتها و الحكم الأخير هو للشعب.
و لكن ان يطالب البعض بألحاق مدينة مثل كركوك، غنية بتنوع سكانها الثقافي و الاثني اولاً، و ثرواتها النفطية ثانياً، و بهذه الفوضا و في ضل الضروف الحرجة و غياب الحكومة المنتخبة و السبل الديمقرطية، بكل تأكيد عملية تخريبية أكثر تأثيرا من التفجيرات اليومية في العراق، و تؤدي الى توتر و نعرات عنصرية تصب بمصلحة الشوفينين الذي لا يريدون الاستقرار للعراق.
و كما هو معروف، في ضل غياب الديمقراطية و مؤسساتها الحكومية المنتخبة فعلياً سوف تكون للسلطة الاعلامية تأثير أكبر سلبياً أو ايجابياً حسب دور الاعلام و توجه الكاتب و نوايه، و لا يوجد من هو مؤهل ليفصل قانونياً في القضاياً المصيرية، ; لذا نعتقد ليس من الحق تأييد مطالب مسعود البارزاني الانفصالية حتى أعلامياً، مثلما فعل مسؤول شيوعي عراقي وكاتب معروف يعمل في جريدة الشرق الاوسط، حيث منح كركوك للاكراد بل العراق كله بعتبارهم مواطنيين عراقيين، وذلك للعلاقة الوثيقة بين الحركات و الاحزاب الكردية و حزبه (الشيوعي) وحمل الحزب الاخير عبر تاريخه الطويل لواء الدعم للأكراد و اليهود وهم قومية و ديانة، و عدائه للأسلام و العروبة مع أنهما قومية وديانة ايضا.
هل العراقي الوطني من اي طائفة او قومية يرى ان الوقت مناسباً الان للمطالبة الاستفزازية بضم كركوك والمدن الاخرى؟ و الشعب العراقي يعاني من التفجيرات كل يوم اثر العمليات الارهابية؟ و ان مدن اخرى لم تذق طعم الحرية بعد الخلاص من ٣٥ سنة من الاجرام؟ ناهيك عن النقص في الوقود و الماء و الكهرباء و اشياء اخرى؟
العراقي الوطني الذي منُحت له كركوك و العراق كله بجرت قلم، يجب ان يكون مواطنا عراقيا حقيقيا و يعمل من أجل البصرة كما يعمل لدهوك، و يقدم للمناطق المعدمة في بغداد كما ينشاء البنوك و الشركات النفطية في السليمانية، ان يفكر في المدن الاخرى و يعيد المياة الى دجلة و الفرات و الاهوار مثل ما يعمل من اجل اربيل، و لكن لم نرى هذا المواطن بعد. رغم أن المواطنين من غير الاكراد لم يطالبوا بضم مدينة بعقوبة للمثلث السني و لا مدينة بابل للمناطق الشيعية، و لا كركوك الى تركيا، بل المطالبة بالماء و الكهرباء و الامن و أنهاء الدور الصدامي والاجرام اليومي و المساواة و العدل ووووو. . . . وهي مطالب تشمل الجميع وتفيد الجميع من أبناء الشعب العراقي و لا تخدم طائفة معينة أو قومية محددة، و حتى نكون اكثر أنصاف، ليس على المواطن العراقي أن يطالب بالماء و الكهرباء لمدينة السليمانية التي تتمتع بالكثير منذ ١٣ عام بل على((العراقي الوطني)) من السليمانية ان يطالب بذلك لهم.
و الاهم هل هنالك حاجة للعراقي الوطني للمطالبة بالأستيلاء على اي مدينة عراقية؟ فهو عراقي و كل العراق له، الا اذا كان افصالياً يريد ان يستولي على ما هو له، وماهو لغيريه على الطريقة الصهيونية الأسرائيلية.
هنالك أولويات و أحتياجات، عندما يتمتع بها الشعب العراقي و يتخلص من محنته و تكون كل المحافظات قد تجاوزت الشروط الاساسية للحياة اليومية و تنتخب الحكومة و المؤسسات الديمقراطية، فليتقدم الجميع بمطالبهم لتلك للمؤسسات. و يأخذ كل ذي حقاً حقة بالقانون و العدل و الديمقراطي ة، فمطالب الانفصال و الفيدرالية و الكونفدرالية لا تخيف أطلاقا ومن حق الاكراد تقرير مصيرهم كما يرغبون بالأنضمام او الانفصال. حيثبات معروفاً أن الأجبار و القوة و الاكراه لا نفع لهما، حتى أجرام صدام لم يثني الاكراد عن مطالبهم، لكن ما يخف أن تعمل الاحزاب الكردية تحت جنح الظلام و أن تستغل الضروف العراقية المرتبكة، لتأخذ حق الاكراد و حق الاخرين، من مجلس غير شرعي و لا منتخب(رغم أنه ضرورة أنتقالية الى حال افضل او الى الديمقرطية). وحتى الحكومات الاوربية المنتخبة ديمقراطياً فهي ترجع الى الانتخاب الشعبي العام في القضايا المصيرية و الصعبة، و قضية ايرلندا الشمالية مع بريطانيا مثالاً. لان قضية كركوك ليس عقد يمنحه زعيم حزب الى شركة ما، أو وزارة يعطيها احد اعضاء مجلس الحكم الى أقاربه، انها مسألة مصيرية و و طنية، و مدينة يعيش فيها الكثير من العراقيين و ليس الاكراد وحدهم بل هي ذات أغليبة تركمانيا.
وسؤالين أخيرين لماذا تطالب الاحزاب الكردية بضم كركوك قبل أنتخاب الحكومة المرتقب في منتصف العام ٢۰۰٤؟ و لماذ يعتمدون التعداد السكاني لعام ١٩٥٧ و ليس ١٩٤٧ او الذي قبله؟.
لانهم يعروف ان عملية الانتخابات الديمقراطية لا تضمن لهم الحصول على كركوك و مجلس الحكم الان مشتت المصالح و الميول(تصريحات عبد العزيز الحكيم الغير وطنية مثالا) فيسهل الضغط علية و فتراسه – و قبل تعداد ١٩٥٧ بأعوام شهدت مدينة كركوك هجرة كبير للأكراد من المدن الاخرى (ا ربيل – سليمانية. . الخ) للعمل في حقول نفط كركوك بتشجيع من الشركات الأجنبية فزاد تعداد الاكراد في كركوك بنسبة كبيرة.
ياأستاذنا الكاتب نتمنى ان لا يقودك التحالف الجديد بين الحزب الشيوعي و الاحزاب الكردية والباججي و الجادرجي الى ان تغير القناعات الاساسية و مطالب الشعب الديمقراطية الذي ناضلت من اجله و بهذه السهولة، و الاجدر بنا أن نحث ال اكراد الوطنيين على النظر للمصالح العامة للعراق أولا، ولا نشجع السطو على الديمقراطية و نشر التمزيق و التشتت بأسمها كما فعل مسعود البرزاني. و نذكرهم أن كل الشعب العراقي وقع ضحية لجرائم النظام، فها هي المقابر الجماعية و الاعدامات في الشوارع و غاز النابال في الاهوار. و لا يجب ان تصيبنا عقدة الذنب الالمانية اتجاة اليهود لان كل الشعب العراقي ضحايا و من كل الطوائف و القوميات وليس فاجعة مدينة حلبجة هي الكارثة و الجريمة الوحيدة.
و في النهاية ما يؤخذ بالديمقراطية سوف يدوم ولو كره الكارهون، و ما يأخذ بالاحتيال و عدم رضا الجميع و مصادقة الشعب العراقي سوف يعيدنا الى نقطة الصفر و نصعد الجبال لنحارب او بين قصبات الاهوار و مياهها او بين رمال الصحراء .
و لا يصح لا الصحيح
كركوك على صفيح ساخن
شهدت الساعات الماضية تصاعدا لافتا للأحداث في مدينة كركوك العراقية الغنية بالنفط، مما ينذر بوقوع حرب أهلية في هذه المدينة المتعددة الأعراق إذا لم تسارع الجهات المعنية إلى احتواء الموقف.
فقد تحولت مظاهرة سلمية نظمتها العشائر العربية والتجمعات التركمانية صباح اليوم احتجاجا على مطالبة الأكراد بضم كركوك لإقليم كردستان، إلى مواجهات مسلحة دامية راح ضحيتها العديد من القتلى والجرحى.
وتفيد الأنباء أن مليشيات البشمرغة الكردية أطلقت النار باتجاه المتظاهرين عندما اقتربوا من مبنى المحافظة، وبررت مصادر كردية ذلك بالزعم بأن المتظاهرين رددوا شعارات فيها شتائم ضد الأكراد.
ومظاهرة اليوم جاءت فيما يبدو ردا على مظاهرة سابقة للأكراد طالبوا فيها بضم كركوك إلى إقليم كردستان العراق وبتعليم لغتهم في عموم مدارس المدينة، وردا على تقديم ممثلي الأكراد إلى مجلس الحكم الانتقالي مشروع قانون يقترح إقامة اتحادية في العراق دون انتظار تبني الدستور الجديد المتوقع عام ٢۰۰٥.
كما جاءت المظاهرة بعد يومين من مطالبة زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود البرزاني بتصحيح اتفاق نقل السلطة الموقع بين سلطة الاحتلال ومجلس الحكم الانتقالي لإدراج حقوق الشعب الكردي ضمن اتحادية سياسية قومية. وأكد البرزاني بلهجة حازمة أن الأكراد لن يقبلوا بعد كل التضحيات التي قدموها بالعودة إلى قبول الحكم الذاتي المعروض عليهم منذ عام ١٩٧۰.
ويرى المحلل السياسي العراقي د. عبد الستار جواد أن مسألة كركوك حساسة جدا ومطالبة الأكراد بها تثير حفيظة العرب والأتراك أيضا.
وقال جواد إن أولويات العراقيين في الوقت الحاضر تتمثل في استتباب الأمن وإعادة الخدمات وتشكيل حكومة وطنية وإنشاء دولة قادرة على إدارة شؤونها بنفسها، مشيرا إلى أن ما يحصل الآن هو محاولة بعض الأطراف استغلال حالة الفراغ السياسي للحصول على مكاسب سريعة لعدم وجود جهة قادرة على البت في مسألة الاتحادية. وضرب مثلا على ذلك بعمليات إعادة توطين الأكراد النازحين في كركوك وتهجير العرب منها.
وحول دور الولايات المتحدة في هذه الأزمة قال جواد إن القوات الأميركية تشعر بولاء البشمرغة لها ومشاركتهم في عمليات الاعتقال والمداهمات، فضلا عن هدوء الوضع في كردستان، لكنه أكد أن واشنطن لا ترغب في تأسيس دولة كردية ولا اتحادية لسبب بسيط هو أن نفط العراق غير قابل للقسمة.
وفي ضوء كل ذلك، يرى مراقبون أن مستقبل التآخي الذي عرفت به هذه المدينة منذ قدم التاريخ سيغدو في مهب الريح إذا أصرّ الأكراد على انتهاز فرصة نفوذهم القوي في عراق ما بعد الاحتلال والمضي قدما في نزعتهم الانفصالية. فهل الأكراد عازمون فعلا على ذلك أم أنهم سيحتكمون إلى صوت العقل ويقبلون التعايش مع القوميات الأخرى ضمن عراق موحد يضمن الحقوق للجميع على قدم المساواة؟
آللهم احفظ كركوك من شر قد اقترب ورد كيد أعدائها الى نحورهم وانصر أهلها وثبت أقدامهم ووحد صفوفهم واجعلهم كجسد واحد أمام أعدائهم انك القادر على ذلك يا أرحم الراحمين
ما فعلوه بالأمس وما يعلنوه اليوم في كركوك
عبد الزهرة عبد الرسول - كتابات
الاعلام الطالباني لا يقل صلفا عن شره البيشمركة التابعة له لسفك الدم تطبيقا للنصيحة المعروفة وقد صدق المثل العراقي المعروف (هالركعة مال هالجلال).
فمن نظر للأسلوب الصهيوني لبيان بيشمركة طالباني اثر مجزرة الأمس, يفهم جيدا أن القصد هو الاصرار على الجريمة والتبشير بمثلها في المستقبل, شجعه السكوت المطبق والتواطؤ من قبل قوات الاحتلال.
يقول بيان عنصريي البيشمركة:
(في الساعة العاشرة من صباح هذا اليوم ٣١/١٢/٢۰۰٣ وبالاستفادة من الحرية التي ترفرف في سماء العراق وبالأخص في مدينة كركوك، مدينة التآخي والتألف والسلام، قامت مجموعة صغيرة من العرب والتركمان، بتنظيم تظاهرة، انطلقت من ساحة الاحتفالات في المدينة نحو مقر ديوان المحافظة مرددين هتافات وشعارات لا تنسجم و روح التعايش السلمي والديمقر اطي التي ينعم بها عراق ما بعد صدام)
اذا وبقدرة الكذب والصلف أصبح العشرون ألف متظاهر من التركمان والعرب عددا صغيرا, بينما الثلاثة الاف بيشمركة والذين تظاهروا تحت حماية حراب الاحتلال قبل أيام, تحولوا وبقدرة الاعلام على الطريقة الصدامية عند بيشمركة طالباني العنصريين الى خمسين ألفا.
أما الهتاف, فمن يطالب بوحدة العراق وتخرج هذه الهتافات من التركمان قبل العرب, اخلاصا لعراقيتهم, تصبح هذه الهتافات لا تنسجم وروح التعايش السلمي بعرف بيشمركة طالباني المدربين صهيونيا والمحميين أمريكيا.
وبعرفهم سلخ كركوك وأجزاء من ديالي ومعظم الموصل عن العراق هي ما ينسجم مع التعايش السلمي!!!
أذكر هنا الأرقام, ومن شهود عيان مشاركين في تظاهرة أمس السلمية, فقط لتوضيح مدى الكذب الذي يمارسه هؤلاء العنصريين على التركمان والعرب ودون خجل تحت حماية الحراب الأمريكية.
الذي بدأ يسرد قصة سقيمة على طريقة (حكايات جدتي), فعندما وصلت التظاهرة لمسافة PUKأعود لبيان ٢۰۰متر من مقر بيشمركة طالباني, بدأوا باطلاق النار على المقر المسلح!!!! وعليكم أن تصدقوا, ومن لم يصدق عنده الأمريكان ليقول لهم ولنر من يصدقون. ثم يتفاجأ المق ر ومن فيه بحدث جديد وهو كما يسرده هذا البيان الأسطورة بما يلي:
(ومن ثم توالت طلقات الرصاص من جهات عدة تسببت في قتل وجرح عدد من المواطنين الأبرياء بينهم مراسل شبكة أي بي سي)
(أوبس), كما يقول الأمريكان, الرصاص يأتي من كل مكان ولا ندري من أين, كما يدعي بيشمركة طالباني العنصريين, فقد قتلوا الأبرياء من المتظاهرين تركمانا وعربا, وهم لا يدرون!!!
وختم البيان بعبارات أسوأ من بدايتها!! تنظر لكل شيء بالمقلوب, فهم يستخدمون السلاح ضد متظاهرين ويدينون هذا النوع من العمل!!!, ويتحدثون عن الديمقراطية ويقتلون من يهتف!! يا لها من مصيبة, بل ويرون التظاهر استفزازاَ واستخدام الرصاص الحي ضد المتظاهرين حضارةَ, لقد غلبوا الاسرائيليين في عنصريتهم, ويدعون عكس ذلك, يقول بيانهم:
(ونحن في المركز الثاني لتنظيمات الاتحاد الوطني الكوردستاني، في الوقت الذي ندعم ونساند حرية التعبير والرأي، بل ونعمل على نشر الديمقراطية وممارستها على أوسع نطاق، ندين الأعمال الاستفزازية واللجوء الى القوة والسلاح والتي قامت بها تلك المجموعة الإرهابية المخربة التي لا تريد لمدينة كركوك
بالضد من التعايش السلمي بين مختلف القوميات المتآلفة في كركوك الاستقرار والاطمئنان)
فاذا كانت هذه هي طريقة مساندتهم للحرية, ونشر الديمقراطية, وهكذا يمارسونها على أوسع نطاق!! والمتظاهرون مجموعة مخربة, فمن حق أهالي كركوك طرد هؤلاء العنصريين الى حيث الأكثرية الكردية لترى ما تفعل معهم, ان كانت تريدهم وجهاز (اسايش) ادارة لهم أو لا, ذلك خيارهم, خصوصا الجهات الاسلامية في مشيخة السليمانية والتي تُهان كل يوم. ولكن ليس في كركوك التي يبدو أنها ستواجههم, قبل أن يستفحلوا على الطريقة الصدامية, مستفيدة من السكوت والدعم الأمريكي والاسرائيلي كما استفاد صدام منه يوما.
وقاحة مسعود البارزاني
صلاح صلاح
واخيرا قالها مسعود بارزاني, قالها بالفم المفتوح والاسنان البارزة والانف المدغم والنفس الخائنة, قال مسعود بالفم الملآن فليخرج العرب من شمال العراق وكان الزمن يسيير بالمقلوب, حيث الغزوة الجديدة لمسعود والتي تشابه الغزوة الصهيونية لارض فلسطين.
في الارض الفلسطينية جاء اليهود من كل اصقاع العالم وطردوا اهل الارض الحقيقيين بعد ذلك قالوا انهم اهل الارض وان الفلسطنيين عابرون في كلام عابر وان الارض هناك تتكلم عبري. في شمال الوطن العراقي تتكرر الصورة مرة اخرى ويعلن مسعود بصراحة وقحة ان ان الاوان لخروج العرب وكان الارض كانت ارض كردية.
الاكراد ومنهم مسعود وجلال مارسوا خلال العقد الماضي كل انواع البطش با لمجاميع البشرية التي تقطن شمال العراق ففي وقت ضربوا العرب وفي وقت اخر ضربوا الاشوريين وفي وقت ثالث ضربوا الكلدان. كانوا يمارسون احتلال الارض بالقوة الهمجية في اغرب واحقر احتلال للارض وهذا ماهم تعلموه في اروقة الموساد حيث ان السيد مسعود بارزاني ومثلما يعرف الجميع واهلنا في شمال الوطن خريج مدرسة الموساد الاسرائيلي وكان هو اول رئيس لفرع الباراستن (الجهاز التجسسي الخاص بمسعود) والذي كونه الموساد واشرف على عمله طيلة العقود الماضية هذا المسعود وهذا الجهاز كان هدفه الاول التجسس على العراق وعلى الدول العربية والطعن في ظهر العراق.
هذا هو السيد مسعود البارزاني الذي يقود اليوم حملة من اجل ابادة العرب والاشوريون والكلدان والتركمان في شمال العراق. اننا في الحقيقة امام وضع مشابه في خطواته للوضع الذي سبق احتلال فلسطين واعلان الدولة العبرية, حيث يشبه السيد مسعود قادة اليهود الذين تحالفوا مع الانكليز والالمان وعملوا في التجسس لصالح هاتين الدولتين. مقابل الوعد الاخبث في التاريخ, يوم استلاب الارض العربية. اليوم نحن امام هجمة جديدة لاقتطاع ارض العراق وبعد ان حطم المحتل جيش العراق اصبح الحيز مفتوحا لكل من هب ودب لتحطيم الوطن. الامريكان لم يخطئوا عندما حلوا الجيش العراقي وكيف يمكن لهم ان يخطئوا, لكنهم كانوا عامدين متعمدين في خطوتهم تلك التي درست بلاشك وبعناية كاملة في الاعوام التي سبقت الحرب. وهاهو الثمن سوف يدفع من ارض العراق دما وتربة ووعود بتجزئة العراق وشعبه. لقد مارس مسعود بارزاني هو وكبيره الذي علمه السحر جلال طالباني, فن الخيانة وفن الكلبية بكل من اراد سوءا بالعراق, وهاهي اليوم نواياهم معلنة وفاضحة من انهم يردون قطع العراق بغير حق.
اليوم مطلوب من الجميع الوقوف حجر عثرة وسدا منيعا بوجه هؤلاء خدم الموساد, الذين يريدون تشكيل اسرائيل جديدة في شمال العراق ويريدون طرد و ازاحة اصحاب الارض الحقيقيين من تركمان وعرب واشورين وكلدان واكراد اصلاء وغيرهم. لقد اتضحت النوايا المخبأة والتي لم تكن خافية في الحقيقة على ابناء الشعب العراق من ان الفدرالية التي كانوا يطالبون بها هي ليست الاعملية اعداد وتمهيد لفصل شمال العراق وارتكاب مجازر جديدة بحق السكان الاصليين للارض. النوايا العدوانية كانت واضحة منذ البدء و منذ اول تمرد كردي للمطالبة ببعض الحقوق الانسانية, ووافق الشعب العراقي الطيب والانساني على مطالبهم, لابل اعتبرهم شركاء في الوطن العراقي ومنحهم مالم يمنح لكل الاكراد في المعمورة بما فيه ايران موطنهم الذي هاجروا ايه, الاكراد يستغلون طيبة شعبنا وتسامحه من اجل قتلنا وتمزيق وطننا. . الحقائق يجب ان تعلن ويجب ان يعلن ان مسعود وجلال ليسوامن اهل العراق وهم ليسوا الا جواسيس واراذل وخونة. يجب وبالضرورة عزلهم عن الشعب العراقي بكل فئاته الوطنية المتأخية. ويتحمل الامريكان المسؤولية الاولى باعتبارهم دولة احتلال, في المحافظة علىالكيان العراقي سليما وموحدا من دعوات التشطير والانفراط.
!!!....عندما سجن شاه ايران مصطفى البرزاني
ابو تحسين
كانت فكرة عبقرية من الداهية هنري كيسنجر:خلاصتها عقد اتفاق بين العراق وايران لانهاء المشاكل العالقة بينهما, من اجل ان يتفرغ العراق لمشاغلة سوريا التي تضغط على مصر بعد توقيع اتفاقية كامب دفيد.
وتم توقيع اتفاقية عام ٧٥ في الجزائر: اعطاء نصف شط العرب لايران مقابل انهاء التمرد الكردي.
وبسرعة الصاروخ انهار تمرد المخربين الاكراد, الذين كانوا يقتلون ابناء شعبنا العراقي من الجنود المساكين, وهرب مصطفى الرزاني مسرعا الى ايران خلسة وترك جماعته في تيه الجبال. . . . .!!!.
مصطفى البرزاني لم يصمد في الجبال للنضال رغم ماتوفر له هذه الاماكن من حماية, هرب كأي. . . . خارج على القانون, يمارس التهريب, والقتل, لم يكن مؤمنا بقضيته. . . .!!!
تذكر الوثائق فيما بعد, ان شاه ايران جمع مصطفى البرزاني, واولاده وسجنهم. . . . وانتهت حكاية العبث الكردي هناك.
ترى هل سيتكرر ويسجن من جديد من لم يتعلم الدرس من الاكراد, وهل سيكون هذه المرة في احد السجون التركية التي تتلهف لاستقبال هذا النوع من الخارجين على القانون؟
الزعامات القبليه الكرديه ودروس التاريخ
صبرى طرابيه
محام وباحث مصرى
مدير مركز دراسات الهدف الاعلامى
بسم الله الرحمن الرحيم
هل تعى الزعامات القبليه الكرديه دروس التاريخ وتكف عن
رفع شعارات الانفصال؟ فالتاريخ لم يرحم دعاة الانفصال
فى العراق فى الماضى ومن المؤكد أنه لن يرحمهم أيضا فى
المستقبل وهل ستفهم الزعامات الكرديه درس التاريخ أم
ستظل غارقه حتى اذنيها فى مؤامرة الانفصال حتى تدور
عليها الدوائر وتحل بها لعنة التاريخ؟
لقد تابعت وتابع معى كل محبى العراق الفتنه التى أثارها
الزعماء القبليين للأكراد فى كركوك منذ أيام والتى ان
دلت فانما تدل على انعدام الوعى السياسى لدى تلك
الزعامات القبليه الغير مؤهله لتحمل المسؤليه فى هذا
الظرف التاريخى الذى يمر به أهلنا فى العراق وكنا نود أن
نحسن الظن بتلك القيادات مع أن ماضيها السياسى لايدعونا
لأن نحسن الظن بها اذ من المعروف عن تلك القيادات سعيها
الحثيث لتحقيق مصالحها الشخصيه وميل تلك الزعامات
للانتهازيه وتغيير الولاءات والعمل لحساب القوى الاجنبيه
وعدم مراعاة المصالح العليا لعموم الاكراد ... ولاأشك
لحظه فى أن الشعب الكردى قد ضاق ذرعا بتلك القيادات التى
تقوده بالحديد والنار مستخدمه فى ذلك عصابات البشمرجه
المسلحه التى تمارس أقسى صنوف البطش والارهاب ضد هذا
الشعب المغلوب على امره وغيره من العرب والتركمان
والاشوريين ... ان غطرسة القوه والدعم المتواصل من
الصهيونيه وقوى الاحتلال للزعماء القبليين الاكراد جعلت
هؤلاء يظنون أن بامكانهم تجاوز حقائق التاريخ والجغرافيا
وأن بامكانهم تمرير مشاريعهم الانفصاليه على أرض
الرافدين كأمر واقع وأن على ألأخرين أن يقبلوا صاغرين
ومذعنين لما يملىعليهم وهو الأمر الذى يدفعنى للاعتقاد
بأن تلك القيادات القبليه لم يقرأوا ولم يستوعبوا درس
التاريخ جيدا وبالأخص تاريخ الشعب الكردى ولو قرأ
الطالبانى والبرزانى تاريخ العراق وتاريخ الاكراد جيدا
لما أقدما على التفكير فى حماقة التقسيم أو الانفصال اذ
وعلى مدار القرنين الاخيرين لم تنجح الزعامات الكرديه
الانفصاليه فى لم شمل الاكرادتحت لواء واحد او فى دوله
واحده وكان مصير دعاة الانفصال هو الفشل والزوال وعلى يد
الشعب الكردى نفسه .... صحيح أن القيادات القبليه
الكرديه نجحت فى بعض الاحيان وعن طريق الشعارات البراقه
فى خداع بعض البسطاء من الاكراد وقادت حملات من التمرد
والعصيان غير أن جميع تلك التمردات جرى قمعها واخمادها
بمعرفة غالبية الشعب الكردى الذى استطاع أن يدرك أن
دعوات الانفصال والاستقلال لم تكن تعبيرا عن ارادة الشعب
بقدر ماكانت تعبيرا عن طموحات الزعامات العشائريه
المتناحره فيما بينها والمتآمره ضد بعضها البعض .ويحكى
لنا التاريخ أن زعيم الأكراد الزنديه " كريم خان زاده "
كان قد سعى فى الفتره من ١٧٥۳ و١٧٧٩ الى اقتطاع جزء من
الاراضى التى يعيش عليها الاكراد وأقام عليها دويله
كرديه فشلت فى توحيد الاكراد وكان مصيرها الى الزوال
ويحكى لنا التاريخ أيضا أن "محمد باشا الراوندوزى " قد
حاول هو الآخر فى القرن التاسع عشر اقامة كيان كردى
مستقل الا أنه جوبه بمقاومه من قبل جموع الشعب الكردى
فلم يجد مفرا من الاستسلام للقوات التركيه ويحكى لنا
التاريخ أيضا أن الأمير "بدرخان " أمير جزيرة بن عمر فى
شمال العراق كان قد قام فى القرن التاسع عشر بقيادة أخطر
تمرد انفصالى بهدف اقامة كيان كردى مستقل وقد فشل مسعاه
عندما تصدت له جموع الشعب الكردى بزعامة ابن عمه الأمير
"عز الدين شير" ....وفى القرن العشرين ظلت الزعامات
القبليه الكرديه تسعى لتأجيج نزعات الانفصال ومشاعر
القوميه والتعصب لدى الاكراد لتحقيق مصالحها الخاصه
وكونت عصابات مسلحه < بشمركه >لتحارب فى هذا الجانب أو
ذاك من دون هدف سياسى واضح وصار هؤلاء يستخد مون كأداه
فى خدمة القوى الأجنبيه ومن بعدها التسلطيه وصار هؤلاء
فى خدمة السلطه -أى سلطه - وما مذبحة كركوك فى تموز
١٩٥٩ الا مثال بسيط على ما أقول ومن بعد ذلك صاروا أداه
فى يد صدام حسين يستخدمهم وقتما يشاء وأينما يشاء وقد
وضح ذلك من خلال التنسيق والتعاون بين جلاوزة النظام
السابق و حزب برزانى خصوصا بعد أحداث ١٩٩٦ حيث سمح
الأخير لقوات صدام بدخول السليمانيه واربيل مما تسبب فى
اعتقال واستشهاد أكثر من مائه وأربعين مناضل تركمانى
....ويبدو أنه وبعد القبض على صدام حليفهم القديم بدأ
هؤلاء فى تنفيذ مخطط سادتهم الجدد الكارهين للعراق
الموحد الديمقراطى الحر فراحوا ينفذون بحماسه المخطط
القديم الهادف الى تقطيع أوصال العراق الى أكبر قدر ممكن
من القطع ووضعها فى اطار هش يسمى الفيدراليه أو
الكونفدراليه حتى يسهل القضاء عليه. وقد كثرت فى
الآونه الأخيره زيارات المسئولين الاسرائيليين ومسئولى
الموساد وكثرت لقاءاتهم بالزعامات الكرديه وقد فوجئنا
وفوجىء أهلنا فى العراق بقبام المجموعه الكرديه فى مجلس
الحكم الانتقالى والمكونه من خمس أعضاء بالتقدم بمشروع
قانون مايسمى بالكونفدراليه وضم كركوك لما يسمى
بكردستان مع ما تعنيه الكونفدراليه من تقسيم فعلى للعراق
وتلى ذلك الأحداث المؤسفه فى كركوك التى تؤكد النوايا
الخبيثه للزعامات القبليه الكرديه التى اقدمت على
استجلاب آلاف الأكراد من مختلف المناطق الكرديه فى
الشمال بواسطة الحافلات الى كركوك مع ما ينطوى عليه هذا
التصرف اللا مسئول من احتمال وقوع صدامات بين الاكراد من
جانب وأهل كركوك من العرب والتركمان والآشوريين من
الجانب الآخر وقد جرت التظاهرات الكرديه والمطالبه بضم
كركوك لما يسمى كردستان تحت حماية وحراسة قوات الاحتلال
الامريكى وخلال التظاهرات قام الاكراد برفع الاعلام
الكرديه وتوسط التظاهره علم أمريكى كبير فى حين رفض
الاكراد رفع علم العراق الموحد مما يؤكد على نوايا وهوية
الجهات التى تقف وراء تلك التظاهرات. وما من شك فى أن
العرب والتركمان والآشوريين لن يسمحوا أبدا لدعاة
الانفصال بتحقيق مآربهم ولن يوافقوا أبدا على أن تصبح
كركوك عاصمه لدويلة كردستان فكركوك هى ميراث الاجداد
وقد تخضبت صفحتها البيضاء بالدماء لا لأجل أن تكون عاصمه
لكردستان بل لتكون ذخرا للعراق الموحد الحر الديمقراطى
وما ضحى من ضحى و سجن من سجن من العرب والتركمان الا
لأجل هذا العراق الموحد الديمقراطى الذى يسعى اتباع
وذيول القوى الاجنبيه الان الى شرذمته وتفتيته فى وقت
لامكان فيه للكيانات الصغيره بل تسعى فيه كافة الشعوب
والامم للوحده واقامة التكتلات الاقتصاديه الكبرى .أن
الأحداث الأخيره فى كركوك لتدلل بيقين على أن الزعامات
القبليه الكرديه لم تستوعب دروس التاريخ جيدا فالشعب
العراقى لن يقبل بتقسيم العراق ولن تفلح الزعامات
القبليه فى مخطط التقسيم مهما كان حجم الدعم الذى تتلقاه
من القوى الاجنبيه التى لاتريد الخير للعراق كما ان
الشعب الكردى المغلوب على امره لن يرضى بالتقسيم ولن
تفلح عصابات الباشمركه فى ارهابه وقد عبر ذلك الشعب ومن
خلال قواه السياسيه التى تسعى الزعامات القبليه الى
تهميش دورها عن رفضه لتصرفات تلك القله الغير مسئوله
والقيادات غير المؤهله والتى تتقن فقط رفع السلاح ولا
تسعى الا الى تحقيق النفوذ الشخصى والقبلى والعشائرى
وليس مصلحة عموم الاكراد ....ان الواجب يحتم علينا أن
نضع الشعب الكردى امام مسئولياته التاريخيه وعلينا الا
نفقد الثقه فى هذا الشعب العظيم الذى تمكن بارادته
ونضاله على مدار التاريخ من افشال كل مشاريع التقسيم
والانفصال والتشرذم التى سعت لتنفيذها الزعامات الفارغه
وعلينا ان نسعى لاخراج المثقفين الاكراد من حالة الياس
التى عبر عنها الشاعر الكردى الحاج "قادر الكوئى " الذى
يقول فى معرض مقارنته بين الاكراد والأرمن :"...انهم
غيارى ، افرادا وجماعات ... انهم ليسوا مثلنا يقاتل
بعضهم بعضا بالسيوف " ويقول كاتب كردى آخر مانصه:
"الأكراد مع الكل وضدالكل ..ولكنهم ماكانوا ولا مره مع
أنفسهم .
ان الواجب يحتم علينا ان نبين للاكراد أن حالة الاقتتال
"الكردى - الكردى " واستخدام القوى الأجنبيه للأكراد
كأدوات ليحاربوا مع هذا الطرف او ذاك ماهو الا نتاج
لوضع قيادة هذا الشعب العظيم فى يد قياده غير مؤهله
وضعت كافة امكانات هذا الشعب فى خدمة مصالحها الشخصيه
ومصالح القوى الاجنبيه دون ان تعى او تفهم دروس التاريخ
كركوك عاصمة العراق الصيفية و كلنا اليوم كركوليه
اليوم كلنا تركمان وكلنا نصارى وكلنا عراقيون نلوذ بوحدة أرضنا ولا نسمح لتدنيسها من أي كان. وإذا كان البعض يتبحجون ويتقولون أن كركوك قلب ظردستان، فإنها اليوم أصبحت قلب العراق
د. علي ثويني
لم يكن بودي التعليق بعد سماعي إستغاثة الأخت المحامية من كركوك من جرائم جماعة البرزاني، والتي اشهد بنفسي عليها بعد زيارتي في بداية الصيف الماضي الى بغداد ،حينما التقيت بنت خالي(كريمة حافظ رسن الربيعي) التي تقطن كركوك منذ العام ١٩٧٥ وقد طردوها البيشمركه من دارها وجردوها وأطفالها من كل شئ وصادروا حتى ملابسهم ، و ودعوها بزخات الرصات الترهيبي مشترطين عليها أن لا تلتفت الى الوراء،مثلما كان يعمل البعثيون مع الكرد الفيلية على الحدود، مما دعاها وأولادها الستة الى الهروب متقين شرهم و قاطعين الشوط بين كركوك و بغداد مشيا على الأقدام بعد أربعة أيام.
هذا الذي حدث وغيره من الانتهاكات في كركوك يثير فينا الغيض ، على من تشدقوا بالديمقراطية وتقولوا بالعراقية .والعراقية تعني بمفهومنا أن يكون العراق مشاعا للعراقيين و لاضير في أن البصرة وبغداد تكون ملئى بالكرد ، فللناس حرية التنقل داخل البلد الواحد،ودون حدود، وهم يرحلون وراء وفرة فرص العمل والكسب والرزق الوفير مثلما هو ديدن البشر دائما. واليوم نرصد أن برزاني قد عاد الى عادته ودار أسطوانته العتيقة المشروخة ،التي لم تعد تستسيغ الأذن سماعها، ناهيك عن كون نغمتها نشاز داخل الجوق العراقي المتناغم مع حمية الوحدة والوقوف على أرض عراق موحد متعافى بعد هوان وذل تحمله جيلين من البشر. فماذا نفعل لمليون كردي في بغداد وعدد غفير منهم في البصرة،والمدن العراقية هل نصنع لهم جدر "برلينية"؟ وماذا نتصرف مع أهلنا الكرد الفيلية في الكوت والحي وعلي الشرقي والديوانية والعمارة ، هل نقتطع لهم كردستانات مصغرة.
الظاهر أن بارزاني لم يهمه سقوط البعث والقبض على الجربوع صدام بقدر ما تهمه مآربه وغاياته الإبليسية التي لم تعد تنطلي على أحد حتى على إخواننا الكرد الذين بكوا العراق يوم عاشوا منفصلين عنه ،ولم يبكوا صدام ولا البعث حتما ، ولم يعد مستورا لنا ولهم العلاقات التي كان يتمتع بها البرزاني وعناصره مع صدام و البعثيين.ولكي تنفع الذكرى فنذكر بأن تلك الأفعال لها جذور حينما كان الملا مصطفى البرزاني والد السيد مسعود أول المهنئين للإنقلابيين البعثيين في صبيحة ٨ شباط ١٩٦۳الأسود . و يعرف الجميع اليوم من فبرك للبرزاني الأب أسم وفكر ودستور الحزب الديمقراطي الكردستاني ، ولاسيما بعد أن فتحت ملفات (الكي جي بي) في الاتحاد السوفيتي والتي أكدت الخيوط السرية التي عمل من خلالها البرزاني الاب عميلا للروس ثم الأمريكان وشركات النفط بعد حين مما سبب إحراجا لشعبه حينما شن الحرب على سلطة العراق أيام المرحوم الزعيم عبدالكريم قاسم بالوقت الذي كان قاسم يعاني من حصار عبدالناصر والقوميين وأمراء الخليج وشركات النفط ، وكذلك كونه تعامل مع الكرد عموما بصدق نية وعلى الخصوص مع الكرد الفيلية ،الذين أنكسرت شوكتهم بعدما فقدوا سند المرحوم عبدالكريم وأصبحت ظهورهم مكشوفة للبعثية الذين أقتحموا في حينها (عقد الأكراد) في شارع الكفاح وعاثوا في دماء أهله جرما وطغيانا. ولم نسمع البرزاني إلا مؤيدا على مذابح خيرة شباب العراق وشريحة الكرد الفيلية الطاهرة.
وهكذا يتكرر السيناريو وتطلق البالونات البرزنجية دون حساب بالتوقيت مثل سابقاتها ، فبالوقت الذي يأن العراق من جراحه ، ويكاد ينهض من كبوته المريرة ، وبالوقت الذي نسمع "هلاهل" العراقيات المفجوعات بأحبابهن حينما قبض على الجرذ صدام، يطلق البرزاني مبادرته متحديا مشاعر سواد العراقيين.وفي التاريخ القريب لدينا تجربة ملك المغرب الحسن الثاني حينما طالب بأرض من الجزائر بعيد تحريرها عام ١٩٦۲ و كانت تعاني من التناحر والإستقطاب الداخلي . وحينما هب الجزائريون كلهم دفاعا عن بلدهم، متناسين فرقتهم وموحدين صفوفهم ، والأمر عينه سوف يحدث في العراق تباعا، وسوف نلمسه قريبا لو تمادى برزاني في غيه.
وجرائم برزاني مازالت حاضرة في ذاكرة العراقيين التي نسى أو تناساها ضد أهلنا من جنود الجنوب العراقي (الشروقيون) الذين جلبتهم الأنظمة جبرا ،و قتلتهم البيشمركه، ولم يكن أحد يدافع عنهم أو يحامي عليهم ،فصدام و المقبور طلفاح وكل الطائفيين و القوميين كانوا جزلين فرحين لتلك الفعلة . ولم ينسى الناس هناك تلك الجرائم وتناقلوها اهزوجة يعرفها العراقيون : (طركاعه اللفت برزان يوم البيس بأهل العماره). (وطركاعة في اللهجة الشرقاوية بمعنى مصيبه، وبيس بمعنى نكل). أو أهزوجتهم المشهورة (عرب وأكراد والوسطة شروكيه) أي تتعارك الحكومة مع الكرد و"يقصدون البرزاني" ويستعمل الشروقيون وقودا لها.
ويقر أصحاب الرأي المستنير من الكرد كارثية كل الحركات التي حدثت في شمالنا الحبيب ، ويحصون دائما مدى الفواجع التي جلبتها على شامل أهل العراق دون أن يعود على أي منا بنتيجة سارة ، سوى الدمار والوهن الذي أوصل البعث لسدة الحكم. ولم تكن فترة النقاهة والحرية التي عاشتها المنطقة خلال عقد التسعينات نتاجا أو حصيلة "كفاح" كما يريد البعض تصويرها، بقدر كونه خطوة سياسية أرادها الغرب وأمريكا تحديدا، مبررها تقليص يد صدام وتحجيم سلطته،و متعذرين في ذلك بجرائم البعث ضد شعبنا من الكرد، بالوقت الذي سكتوا عن الجرائم في الجنوب وبغداد وكذلك سكوتهم السابق على جرائم الأنفال و حلبجة عام ١٩٨٨، مما يؤكد أن القضية لم تكن إلا لعبة سياسية ـ لاتنطلي على الكرد مثلما لم تنطلي علينا جميعا.ولو كان الأمريكان يريدون فيدرالية العراق أو إستقلال المنطقة عن العراق لفعلوها حينما كانت الظروف مؤاتيه لهم،والضعف يحيط سلطة صدام ، حتى نتذكر أن بعض غلاة الكرد طلبوا من بعض الحكومات الأوربية نوع من التمثيل السياسي أو الإداري"دبلوماسي" لمنطقة كردستان فيها ، فجوبهوا برفض قاطع.
أن برزاني يؤكد اليوم بأن موقفه السابق في مؤتمرات المعارضة لم يكن مبدئيا ولا من أجل العراق وإنما من أجل مآرب إقطاعية كنا نتوقعها ولكن ليست بهذه السرعة والسذاجة. وأمر الفيدرالية التي ينشدها البعض هي محك شعبي يقتضي تفويض الصوت العام ،وليس هدية يهبها لهم السادة بريمر أو الجلبي او الباججي أو أي من ساسة العراق غدا، فالأمر ليس عملية "مسح لحايا" العروبية أو إرضاء خاطر فلان أو علان من الناس. فممارسة الديمقراطية سيكون محكها الاقتراع على الهموم الكبرى والصغرى، ولا نظن أن شأن الفدرالية أمر عابر أو محض لعبة سياسية يرضى بها مجلس الحكم أو غيرهم. فصناديق الإقتراع ستكون الفيصل لأي قرار سياسي في عراق الغد.
أما من ناحية التعذر الواهي بالخشية من عودة الدكتاتورية وإعتبار الحل الفدرالي ضمانة لذلك ،فهو أمر واه ، فالضمانة هي إرساء نظام شوروي ديمقراطي حقيقي لا يفرق بين العراقيين لأي سبب ولتكن الحرية الثقافية للقوميات والطوائف مصونة من قبل دستور رصين وآليات قانونية تتحكم بالعقد الإجتماعي العراقي. لقد أتفق صدام والبرزاني على الحكم الذاتي الموسع ونقض ذلك لأنه بعثي عفلقي لا أخلاقي ولا دستوري،ولا يؤمن بصناديق الإقتراع والرأي العام. ونجزم أن العلاج يكمن في إرساء خطاب أخلاقي راق يهب كل ذي حق حقه.
إذا كان البرزاني قد أعتقد أن القضية تتعلق بطرد تجمعات من تركمان ونصارى وعرب يقطنون كركوك فاليوم كلنا تركمان وكلنا نصارى وكلنا عراقيون نلوذ بوحدة أرضنا ولا نسمح لتدنيسها من أي كان. وإذا كان البعض يتبحجون ويتقولون أن كركوك قلب ظردستان، فإنها اليوم أصبحت قلب العراق، وإذ أدعوا إعتبارها العاصمة الصيفية للعراق،وبداية الدعوة في توسعتها و نزوح جماعي عراقي حتى كردي يكرس تهاجن الأجناس بها، ولكن دون جلب الكرد من إيران وسوريا ليثقلوا بها الكفة التي لا تنطلي على أحد.
واليوم أرفع صوتي مع أخوتي من تركمان وكرد ونصارى وعرب بحلول ساعة الاصطفاف في جبهة عريضة موحدة ضد كل ترهات برزاني، ولكي لا تتكرر المهازل التي ضيعت عراقنا حتى لو تطلب الأمر مجابهة يعرفونها أهل الشأن جيدا ولمن تكون الغلبة ، حينما يحيط شعبا كاملا بمارقين ونماريد لايمتون الصلة بالكرد الراضين بعراقيتهم من أجل تقويض وحدة العراق التي دفعنا وسندفع من أجلها كل نفيس.