ممثلة التركمان في مجلس الحكم تتهم الأكراد بمحاولة تغيير الواقع في مدينة كركوك، وتحملهم مسؤولية التوترات الأخيرة.
بغداد - من فاطمة العيساوي
تقول ممثلة التركمان الشيعة في مجلس الحكم الانتقالي صون كول جابوك ان التركمان يشكلون "السكان الاصليين" في مدينة كركوك في شمال العراق التي يطالب الاكراد بضمها الى منطقتهم، متهمة الاكراد بمحاولة "تغيير الواقع الاجتماعي والديموغرافي" في المدينة.
وتقول ممثلة المجموعة في مجلس الحكم التي تضع الحجاب "كركوك مدينة تركمانية عريقة ونحن اهلها الاصليون، قبل ان يمتد اليها الاكراد من الشمال ويتم اسكانهم في عهد عبد الكريم قاسم" الزعيم العراقي السابق.
وتضيف "الاكراد يعتبرون ان الفدرالية تشكل الحل الافضل لضمان حقوقهم، نحن لا نرفض الفدرالية في حد ذاتها فهي نظام جيد، لكننا نرفض ان تولى فئة مسؤولة عن الآخرين كما لا نقبل بتغيير ديموغرافية الارض والواقع الاجتماعي للمدينة".
وتتهم المجموعة الكردية في كركوك بانها "غيرت كل معالم المدينة، فشارع بغداد على سبيل المثال اصبح اسمه السليمانية، معظم الشوارع غيرت اسماؤها الى الكردية، وكذلك المستشفيات والدوائر، والاعلام الكردية ترفرف في كل مكان، اليس هذا تغييرا لواقع الحياة في المدينة؟".
وتشهد المدينة التي تحوي مزيجا اتنيا من الاكراد والعرب والتركمان والكلدانيين الاشوريين، توترا بين مجموعاتها ظهر الى العلن اثر سقوط النظام العراقي، وخصوصا مع مطالبة الاكراد بضم المدينة الى اقاليمهم واعتماد الفدرالية كنظام للحكم في البلاد.
وتعتبر المجموعة الكردية التي تبسط سيطرتها منذ ۱٩٩۱ على محافظات اربيل ودهوك والسليمانية في الشمال، ان مدينة كركوك الغنية بالنفط تشكل قلب "كردستان" وتطالب بضم المدينة التي شهدت عملية تعريب قاسية في عهد النظام السابق، الى منطقتها.
وقد شهدت المدينة تظاهرتان ضخمتان، الاولى مؤيدة للفدرالية نظمها الاكراد الذين قدموا مشروعا بهذا الصدد الى مجلس الحكم، والثانية مناهضة للفدرالية نظمها العرب والتركمان.
وانتهت التظاهرة الثانية بصدامات ادت الى مقتل ثلاثة عراقيين وجرح ٣٤ آخرين برصاص القوات الكردية (البشمركة) بالقرب من مقر الاتحاد الوطني الكردستاني في المدينة.
وتحمل جابوك مسؤولية الصدامات التي تشهدها كركوك حاليا على عاتق ادارة المدينة اذ "كان الاجدر بها ان لا تسمح بوجود مسلحين في تظاهرات الاكراد في حين طلب من العرب والتركمان ان لا يحملوا السلاح".
وترى ممثلة التركمان، وهي واحدة من ثلاث نساء في مجلس الحكم، ان تمثيل المجموعات داخل مجلس المدينة غير متوازن معتبرة ان ثمة "تحيزا كبيرا للاكراد، فهناك مثلا عشرون مديرا عاما كرديا من غير محافظة كركوك".
وترى جابوك التي تحمل شهادة في الهندسة المدنية، ان "كركوك حالة خاصة" في الوضع العراقي الراهن معتبرة ان "التعددية التمثيلية المتوازنة" هي الحل لوضع المدينة، مطالبة في الوقت نفسه بتعيين رئيس تركماني لمجلس المدينة.
تقول "نحن مع الاكراد اذا لم يتدخلوا في شؤون التركمان، واذا طالبوا بالفدرالية لكردستان فنحن ايضا سنطالب بتركمانستان العراق".
وتضيف "مناطقنا كانت دوما تشكل الحد الفاصل بين العرب في الجنوب والاكراد في الشمال، كنا دوما منطقة محايدة، لسنا منحازين الى اي من الاطراف لانهم اهلنا".
وتشدد على وجود "تعايش اجتماعي" في كركوك "فنحن نتزوج من الاكراد والعرب ونزوج لهم، نحن كلنا في النهاية مسلمون".
تضيف "طلبت من قوات التحالف جعل منطقة كركوك منزوعة السلاح لتحقيق المساواة بين الجميع، فالاحزاب التركمانية لا تحصل على اي تراخيص لحمل السلاح في حين ان الاكراد في المقابل مدججون بالسلاح، لم كل هذا؟ هل نحن في حرب؟".
وترد التوتر الحاصل حاليا في المدينة بين مجموعاتها الاتنية الى "غياب العدل" في المعاملة بينها.
وتقول "يجب ان تكون السياسات المتبعة عادلة بين ابناء المحافظة الواحدة، ويجب الاستماع الى كل الناس وليس الى طرف واحد في حين نضع البقية في الركن" من دون ان تحمل تبعة ذلك الى قوات التحالف بشكل صريح.
تقدر الاحصاءات المعتمدة حجم المجموعة التركمانية في العراق بخمسة في المئة من السكان اي حوالى المليون نسمة، الا ان ممثلة المجموعة ترى ان الارقام الواقعية تفوق ذلك بكثير.
وتقول "طلبت من مجلس الحكم اجراء تعداد عام للسكان على وجه السرعة، لان هذا يرضي الجميع ويحل الازمات، ولو كان تعدادا جزئيا في البدء" معتبرة ان البطاقة التموينية التي كان يستخدمها النظام السابق ولا تزال سارية يمكن ان تشكل الاساس لاجراء احصاء من هذا النوع.
ترى جابوك ان "الاحصاء الوحيد الموثوق به هو احصاء عام ۱٩٥٧ وهو يؤكد ان التركمان هم المجموعة الكبرى من السكان في كركوك".
الا ان المسؤولين الاكراد يعتمدون ايضا على الاحصاء نفسه في الاشارة الى انهم يشكلون الغالبية في المدينة.
وكان عادل مراد عضو المكتب السياسي في حزب الاتحاد الوطني الكردستاني صرح لفرانس برس الشهر الماضي ان "احصاء عام ۱٩٥٧ الذي يعتبر الاكثر نزاهة يؤكد ان ٨۰ في المئة من سكان كركوك هم من الاكراد".
ممثلة التركمان في مجلس الحكم: كركوك مدينة تركمانية
أ. ف. ب - الشرق الاوسط
بغداد ـ: اتهمت صون كول جابوك ممثلة التركمان في مجلس الحكم في العراق الاكراد بمحاولة «تغيير الواقع الاجتماعي والديموغرافي» في مدينة كركوك، وقالت ان التركمان يشكلون «السكان الاصليين» في المدينة. وقالت جابوك «كركوك مدينة تركمانية عريقة ونحن اهلها الاصليون، قبل ان يمتد اليها الاكراد من الشمال ويتم اسكانهم في عهد عبد الكريم قاسم» الزعيم العراقي السابق. واضافت «الاكراد يعتبرون ان الفيدرالية تشكل الحل الافضل لضمان حقوقهم. نحن لا نرفض الفيدرالية في حد ذاتها فهي نظام جيد، لكننا نرفض ان تولى فئة المسؤولية عن الاخرين كما لا نقبل بتغيير ديموغرافية الارض والواقع الاجتماعي للمدينة». واتهمت جابوك المجموعات الكردية في كركوك بأنها «غيرت كل معالم المدينة، فشارع بغداد على سبيل المثال اصبح اسمه السليمانية، معظم الشوارع غيرت اسماؤها الى الكردية، وكذلك المستشفيات والدوائر، والاعلام الكردية ترفرف في كل مكان، اليس هذا تغييرا لواقع الحياة في المدينة؟».
وكانت المدينة شهدت مظاهرتين ضخمتين، الاولى مؤيدة للفيدرالية نظمها الاكراد الذين قدموا مشروعا بهذا الصدد الى مجلس الحكم، والثانية مناهضة للفيدرالية نظمها العرب والتركمان. وانتهت المظاهرة الثانية بصدامات ادت الى مقتل ثلاثة عراقيين وجرح ٣٤ اخرين برصاص القوات الكردية (البشمركة) بالقرب من مقر الاتحاد الوطني الكردستاني في المدينة.
وحملت جابوك مسؤولية الصدامات التي تشهدها كركوك حاليا على عاتق ادارة المدينة، اذ «كان الاجدر بها الا تسمح بوجود مسلحين في مظاهرات الاكراد في حين طلب من العرب والتركمان ان لا يحملوا السلاح». وقالت جابوك، وهي واحدة من ثلاث نساء في مجلس الحكم، ان تمثيل المجموعات داخل مجلس المدينة غير متوازن، معتبرة ان ثمة «تحيزا كبيرا للاكراد، فهناك مثلا عشرون مديرا عاما كرديا من غير محافظة كركوك»، ولكنها قالت «نحن مع الاكراد اذا لم يتدخلوا في شؤون التركمان». واضافت «مناطقنا كانت دوما تشكل الحد الفاصل بين العرب في الجنوب والاكراد في الشمال، كنا دوما منطقة محايدة، لسنا منحازين الى اي من الاطراف لانهم اهلنا».
التعددية التمثيلية المتوازنة حل أمثل لوضع المدينة - جابوك تطلب تحويل كركوك الي مدينة منزوعة السلاح
أ. ف. ب - الزمان
بغداد: طلبت ممثلة التركمان في مجلس الحكم الانتقالي العراقي صان كول جابوك من التحالف نزع سلاح جميع الأطراف المقيمة في كركوك لتحقيق المساواة بين الجميع علي حد قولها.
قالت جابوك في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الفرنسية امس ان كركوك التي يطالب الأكراد بضمها الي المناطق الكردية هي (حالة خاصة، في الوضع العراقي الراهن) معتبرة ان التعددية التمثيلية المتوازنة هي الحل لوضع المدينة.
وشددت جابوك علي وجود (تعايش اجتماعي في كركوك) التي تشهد توتراً عرقياً بين الأكراد من جانب والعرب والتركمان من جانب آخر.
وقالت (نحن نتزوج من الأكراد والعرب ونزوج لهم).
وقالت (الأكراد يعتبرون ان الفدرالية تشكل الحل الافضل لضمان حقوقهم، نحن لا نرفض الفدرالية في حد ذاتها فهي نظام جيد، لكننا نرفض ان تولي فئة مسؤولة عن الآخرين كما لا نقبل بتغيير ديموغرافية الارض والواقع الاجتماعي للمدينة).
وقالت جابوك (تم تغيير كل معالم المدينة، فشارع (بغداد) علي سبيل المثال اصبح اسمه (السليمانية)، معظم الشوارع غيرت اسماؤها، وكذلك المستشفيات والدوائر، اليس هذا تغييرا لواقع الحياة في المدينة؟).
وتشهد المدينة التي تحوي مزيجا اتنيا من الاكراد والعرب والتركمان والكلدانيين الاشوريين، توترا بين مجموعاتها ظهر الي العلن اثر سقوط النظام العراقي، وخصوصا مع مطالبة الاكراد بضم المدينة الي اقاليمهم واعتماد الفدرالية كنظام للحكم في البلاد.
وتعد المجموعة الكردية التي تبسط سيطرتها منذ ۱٩٩۱ علي محافظات اربيل ودهوك والسليمانية في الشمال، ان مدينة كركوك الغنية بالنفط تشكل قلب (كردستان) وتطالب بضم المدينة التي شهدت عملية تعريب قاسية في عهد النظام السابق، الي منطقتها.
وقد شهدت المدينة تظاهرتان ضخمتان، الاولي مؤيدة للفدرالية نظمها الاكراد الذين قدموا مشروعا بهذا الصدد الي مجلس الحكم، والثانية مناهضة للفدرالية نظمها العرب والتركمان.
وانتهت التظاهرة الثانية بصدامات ادت الي مقتل ثلاثة عراقيين وجرح ٣٤ آخرين برصاص القوات الكردية (البشمركة) بالقرب من مقر الاتحاد الوطني الكردستاني في المدينة.
وتحمل جابوك مسؤولية الصدامات التي تشهدها كركوك حاليا علي عاتق ادارة المدينة اذ (كان الاجدر بها ان لا تسمح بوجود مسلحين في تظاهرات الاكراد في حين طلب من العرب والتركمان ان لا يحملوا السلاح).
وتري ممثلة التركمان، وهي واحدة من ثلاث نساء في مجلس الحكم، ان تمثيل المجموعات داخل مجلس المدينة غير متوازن.
وطالبت (نحن مع الاكراد اذا لم يتدخلوا في شؤون التركمان، واذا طالبوا بالفدرالية لكردستان فنحن ايضا سنطالب بتركمانستان العراق).
وأضافت (مناطقنا كانت دوما تشكل الحد الفاصل بين العرب في الجنوب والاكراد في الشمال، كنا دوما منطقة محايدة، لسنا منحازين الي اي من الاطراف لانهم اهلنا).
وترد التوتر الحاصل حاليا في المدينة بين مجموعاتها الاتنية الي (غياب العدل) في المعاملة بينها.
وقالت (يجب ان تكون السياسات المتبعة عادلة بين ابناء المحافظة الواحدة، ويجب الاستماع الي كل الناس وليس الي طرف واحد في حين نضع البقية في الركن) من دون ان تحمل تبعة ذلك الي قوات التحالف بشكل صريح.
وقالت(طلبت من مجلس الحكم اجراء تعداد عام للسكان علي وجه السرعة، لان هذا يرضي الجميع ويحل الازمات، ولو كان تعدادا جزئيا في البدء) معتبرة ان البطاقة التموينية التي كان يستخدمها النظام السابق ولا تزال سارية يمكن ان تشكل الاساس لاجراء احصاء من هذا النوع.
تري جابوك ان (الاحصاء الوحيد الموثوق به هو احصاء عام ۱٩٥٧).
الديموقراطية في العراق تبدأ بنزع سلاح البيشمركه وبقية المليشيات
حنان أتلاي – مجلة تركمان العراق
حكاية قصيرة: اين الخطأ؟
" قبل سنوات عديدة تصورت بانني استطيع ان اتابع برنامج الدكتوراه في بريطانيا ولكن بعد اشهر قليلة ادركت بان ما تبقى معي من دولارات لن يكفي بان اكمل حتى فصل دراسي واحد فاخبرت بذلك الاستاذ المشرف " بروفسور ايليوت" ( رحمه الله ) الذي اسف لانه كان يتصور بانني بعد انهاء فصل او اثنين استطيع ان احصل على منحة وربما عمل من اجل الاستمرار. اخبرته بانني ساذهب الى تركيا لان اجور الدراسة هناك منخفضة وبانني لم اعد متحمسة للاستمرار في دراسة مشاريع نفط مادام احتمال عودتي الى العراق يتضائل كل يوم. اخرج من مكتبه ورقة ومقص وظرف، وباستغراب رأيته يطوي الورقة عدة مرات ويقصها بشكل بولياجي* وبعد ان وضع المقص في درج المكتب مرة اخرى والقصاصات الباقية في سلة المهملات، فرد الورقة فظهرت مجموعة بولياجي يمسك احدهما بيد الاخر قطعها الى جزئين كتب اسمي على احدها ووضعه في الظرف وكتب على الظرف اسم وعنوان في تركيا ـ انقرا، وكتب الاسم والعنوان الذي علىالظرف مرة اخرى على الجزء المتبقي واعطاه لي وقال بانه صديق عزيز جدا عليه يعمل في دار الاوبرا في انقرا، استطيع ان اذهب اليه ان احتجت لشئ. ذهبت الى انقرا وفي يوم كهذه الايام التي تسبق الامتحانات كانت احدى الفتيات في غرفة القسم الداخلي تقول بان "لا ترافياتا" * ستعرض مساء الجمعة وبان التذاكر نفذت. فتذكرت قصاصة الورق التي اعطاها لي بروفيسور ايليوت، في اليوم التالي ذهبت الى العنوان وطلبت من السكرتيرة مقابلة شخص اسمه " دينز" واعطيتها قصاصة الورق لتريه، قالت عنده بروفه في قاعة المسرح ولكن بامكاني الذهاب اليه. ذهبت وكان دينز عصبي جدا ويطلب من السوبرانو ان تعيد ولكن بدون جدوى. فالتفت الي وسالني، اين الخطأ في نظرك؟ و بسرعة فائقة، انا نفسي لم ادر كيف خطرت لي اجابة كهذه، قلت: اعتقد بانها تلبس حذاء خاطئ!!
وفجأة تخلى عن عصبيته وبدأ يضحك قائلا: بالطبع، اذا لم تكن تقف بالشكل الصحيح لا يمكن للصوت ان يكون صحيحا ايضا. بالطبع كانت نيتي ان انقذ الفتاة من ا لمزيد من التوبيخات وان احصل على التذاكر بسرعة لالحق بالباص الذاهب الى الجامعة. "
واليوم ونحن نراقب مجريات الامور في العراق نرى بان الامور لا تستقيم، ادارة التحالف تحاول القاء اللوم على مجلس الحكم ونحن لا نفتأ في توجيه النقد للمجلس وللحلفاء على السواء، ولو سألونا السؤال نفسه: اين الخطأ؟ انصار النظام السابق ومعارضي السياسة الاميركية اجابتهم جاهزة وهي ان يقولوا لنا: الم نقل لكم؟ ولكننا نحاول ان نرى الاسباب الحقيقية التي تكمن وراء هذا التلكؤ،
اجابتي السريعة ستكون : " هناك احزاب في مجلس الحكم تفرض ارادتها بواسطة ميليشياتها المسلحة "
بالرغم من ان الشعب العراقي ظل يحلم بهذه الديمقراطية ويردد كلماتها لعقود طويلة وبالرغم من ظهور احزاب سياسية تبنت ايديولوجيات وشعارات مختلفة ولكن لا اعتقد بان احدا من تلك الاحزاب اتخذ من الترويج لمفاهيم الديموقراطية واسس المجتمع المدني منهجا له أو عمل على التثقيف بها او ترسيخ تقاليدها. كيف يمكن للاحزاب السياسية العراقية ان تقوم بهذا وهي تعمل في ظروف سرية والديمقراطية تحتاج الى الشفافية والانفتاح. نحن نعيش في مكان من العالم لونظرنا اليه في خارطة العالم الديمقراطي لظهر على شكل بقعة سوداء حالكة. كلمة الديمقراطية تعتبر فيه من المحرمات وكل شئ اهون على الطبقات الحاكمة في الدول العربية من الحديث عن الديمقراطية الحقيقية. لهذا اعتقد بان الاحزاب السياسية العراقبة وقبل ان تتصدى لتبني تطلعات الشعب العراقي عليها اولا ان تنفض نفسها، تنظيماتها وتنظيراتها لتتخلص من غبار سنوات القمع الطويلة لان شمس الحرية قد تذيب الكثير من مكوناتها كما اذابت الشمس الشمع في اجنحة عباس بن فرناس.
عندما بدات الادارة الاميركية باتخاذ الخطوات العملية لتنفيذ حملتها في غزو العراق اخذت تبحث عن احزاب وقوى معارضة للنظام الحاكم في بغداد. ربما كان هذا اضعف حلقة في العملية. الاحزاب المتواجدة والاخرى التي استحدثت اخذت تنفخ نفسها بكل ما لديها من طاقة لتظهر بانها ذات شعبية وكلمتها مسموعة ومؤثرة عند العراقيين. والكثير اخذ يسبٌح باسم الديمقراطية ومفاهيم المجتمع المدني ليل نهار تماشيا مع الطلب. وميليشيات ورؤساء عشائر متخذة شكل احزاب سياسية.
بعد عناء كبير استطاعت قوة الاحتلال، التي هي مسؤولة عن استتباب الامن وتشكيل ادارة مؤقتة للبلاد.، ان تشكل مجلس الحكم من رؤساء احزاب مع اضافة شخصيات تحضى باحترام العراقيين و كان المفروض ان تكون مهمته الرئيسية والعاجلة طرح مسودات لدستور البلاد يتم مناقشتها والتصويت عليها و معالجة الامور العاجلة.
وبعد ٤٥ يوما تمكن المجلس من تشكيل حكومة موقتة من وزراء اغلبهم ان لم يكن جميعهم من اقارب اعضاء مجلس الحكم. وقلنا آمنا، ولكن استمرت الامورعلى نفس المنوال، كل وزير عين كوادر وزارته من اقاربه اوتبادل متفق عليه مع الوزراء الاخرين والشئ الذي يزيد من صعوبة الامور هو هذه المليارات من الدولارات التي تتضمنها عمليات اعادة الاعمار من شانها ان تفسد الكثير من الذمم. وقد حذر عدنان الباجه جي من هذا الامر بشكل خاص.
فلنتصور شكل العراق بعد عام او عامين من حكم عوائل قد يتعدى عددها عدد اصابع.
الفوضى تبدأ عندما لا يقوم الناس بالمهمات الملقاة على عاتقهم
امن البلاد هو من مهمات من قام بالاحتلال، المفروض ان تكون قوات الاحتلال هي الجهة الوحيدة التي تحمل السلاح وعليها ان تنزع السلاح من الاخرين ومن لا يمتثل يعتبر من العصاة او الارهابيين. ولكن عمليات الارهاب مستمرة ولا احد يدري من يفتعلها او يدعمها، بالطبع كل من يرغب برحيل قوات الاحتلال على وجه السرعة، هذا لا يمثل ارادة اغلبية الشعب العراقي ببساطة لان الاميركان وعدوا بارساء او على الاقل بوضع اسس المجتمع الديمقراطي وباعطاء المراة حقوق متساوية و فرص عمل متساوية ورفاه وتعليم متقدم للجميع، ذهابهم على وجه السرعة يعني تبخر هذه الوعود.
هذه الامور التي هي اسس لدولة عراقية جديدة ستعيش بظلها اجيال عديدة قادمة، لا يمكن ان تعطى كهبة من جهة اجنبية. كل ما تستطيع قوة الاحتلال عمله هنا هو ان توفر المناخ اللازم وتمنع ان تطغي فئة على اخرى بقوة السلاح و التهديد. اما الخطوات العملية والتفاصيل ونوع هذه الديمقراطية فهو امر يتعلق بالشعب العراقي الذي هو شعب منهوك خرج من سنوات القهر الطويلة ليرى بان الجديد عبارة عن فوضى ونهب بشتى انواعه.
ما الذي يمثل الارادة الحقيقية لعموم الشعب ، لا يمكن لاحد ان يعطي اجابة لهذا السؤال الان ولكن مما لا شك فيه هو ان العملية تحتاج الى الكثير من الوعي والى ناس يعملون بدأب وبنكرات ذات والى الالتزام بروح العدالة كي يتوفر المناخ اللازم لبلورة ارادة الشعب ومتطلباته.
هناك اخطاء جوهرية ارتكبها الحلفاء المحتلون ومازالوا يرتكبوها والتي ستؤدي الى طرق مسدودة تاتي بوبالها علىالجميع اذا لم يتم تفاديها امس قبل غدا كما يقال. وهذه الاخطاء اهمها ما يتعلق بالامن وبنزع السلاح. عدم توفير الامن للسكان بالرغم من كل الاسلحة والجنود الذين اتت بهم الادارة الاميركية ويدفع مصاريفهم المواطن الاميركي ، وعدم نزع السلاح من كل الفئات وليس فقط من الجيش والشرطة. هذان خطآن قاتلان يلقي احدهما بظله الثقيل على الاخر.
في دول العالم، الاحزاب السياسية تعمل وفق شروط قانون الاحزاب والا لتحولت كل انتخابات الى اقتتال، من اهم الشروط التي على الحزب السياسي مراعاتها ومخالفتها قد تؤدي بقادة الحزب الى السجن او المنع من ممارسة النشاط السياسي هو ان لا تموله جهة اجنبية ولا يستغل اموال الدولة لتمويل حملاته الاعلامية. وان لا يلجئ الحزب واعضاء الحزب في نشاطهم السياسي الى السلاح. امتلاك الحزب السياسي لكتائب مسلحة ومقاتلين ينهي صفته كحزب سياسي ويضعه في صف الارهابيين لان لايمكن للحزب السياسي ان يفرض ارادته بقوة السلاح والتهديد.
عندما قررت سلطة الاحتلال حل التنظيمات المسلحة للاحزاب السياسية المشاركة في مجلس الحكم استجاب المجلس الاعلى لهذا القرار وحل قوات بدر، وحتى مقتدى الصدر الذي اعلن معارضته للاحتلال والمشاركة في مجلس الحكم تخلى عن نيته في التسلح, واعلنت الفئات المسلحة الاخرى قوى غير مرغوب بها وارهابية. ولكن استثناء من كل ذلك بقي الحزبان الكرديان يراسهما مسعود برزاني وجلال طالباني يحتفظان بقوات البيشمركة!
قوات البيشمركة هي العامل الرئيسي الذي يعيق عملية التحول الديمقراطي في العراق اليوم ويقلق جميع العراقيين الذين مروا بتجربة الحرس القومي الدموية الذي استخدمه حزب البعث كاداة اولية لقمع اية مقاومة وفرض الارادة الدكتاتورية على الشعب العراقي. ر
للشعب العراقي كل الحق في ان ينظر بارتياب الى استمرارية تواجد قوات البيشمركة التي لم يعد هناك سببا لتواجدها. شمال العراق الان تحت احتلال مزدوج ، التحالف والمسلحين الاكراد، ولكن قوات التحالف هي جيوش منظمة لها قوانين وقياسات معترف بها عالميا وان اساء احد جنود التحالف معاملة المدنيين فانه بالامكان المطالبة بمحاسبته ويخضع لمحاكمة ويمكن المطالبة بالتعويض عن الاضرار.
على سبيل المثال، عندما سقطت بغداد بايدي قوات التحالف وبدأت اعمال النهب راينا كيف ان الجنود وقفوا متفرجين لم يمسوا لا الاموال المنهوبة ولا الناهبين لان الاوامر تقضي بعدم المساس بالمدنيين او اموالهم. ولكن البيشمركة لم يضيعوا وقتا بل نزلوا الى المدن وكانوا اكثر من قام باعمال النهب وبشكل خاص سرقة السارات، بالاضافة الى ما يقومون به في شمال العراق من فرض ارادة الحزبين الكرديين وارهاب المدنيين ، حرق دوائر النفوس المدنية، تكريد المدن والقرى الشمالية وخاصة كركوك والموصل، قاموا بقتل العديد من سواق الشاحنات التي كانت تنقل بضائع ومساعدات الى العراق عبرالحدود التركية. والضرائب والاتاوات التي يفرضونها علىالعراقيين العائدين الى وطنهم عبر الحدود الشمالية. هذه مجرد امثلة قليلة مما حدث ومازال يحدث في شمال الوطن وكله تحت تهديد سلاح البيشمركة، فهم يحملون سلاحهم الان بوجه المدنيين ، ليس هناك مهمة اخرى لهم، نظام البعث سقط والحدود تحميها قوات التحالف. ولا احد يستبعد ان تكون قوات البيشمركه هي التي وراء اعمال التخريب والعنف الجارية في بغداد والمدن الاخرى لان اشاعة الفوضى وعدم الاستقرار تخدم استمرارية هذا الوضع الشاذ، وخاصة بعد الهجومين الذين نفذا على السفارة التركية في بغداد لما نعرفه من كراهية الاكراد لتركيا.
سماح الاميركيين للبيشمركه سوف يعمل على ترسيخ مشاعر الكراهية التي اعتادها الشعب العراقي نتيجة النهج الاميركي وازدواجيته تجاه اسرائيل والفلسطينيين، اميركا دائما سمحت للاسرائيليين مالم تسمح به للفلسطينيين. تفرجت على عدوانية اسرائيل ولم تترك في ايدي الفلسطينيين الكثير من الاختيارات،. ونتيجة لتبني الولايات المتحدة الغير مشروط لاسرائيل لم تكسب الولايات المتحدة غير العداء العميق من قبل الشعوب العربية بشكل خاص والشعوب الاسلامية بشكل عام.
دعم اميركا الغير عادل لاسرائيل لم يكن السبب الوحيد لكراهية الشعوب العربية والاسلامية لاميركا وانما دعمها لحكومات دكتاتورية تحكم قيضبهاعلى شعوبها من اجل حماية المصالح الستراتيجية لاميركا. بهذا الشكل بقيت اميركا تحمل صفتها كعدوة لشعوب المنطقة طيلة نصف قرن ولكن ادارة بوش الحالية اعلنت امام العالم كله بانها في غزوها للعراق ستساعد الشعب العراقي كي يتحرر من نظام البعث الدموي ومن اجل بناء عراق ديمقراطي يكون رائدا لدول المنطقة يلهمها لكي تتغير قبل ان يغيرها التاريخ قسرا.
لا ادري ان كان دعم الحزبان الكرديان على حساب بقية الشعب العراقي امر خططت له الادارة الاميركية منذ البداية ام ان هناك اوساط تعمل على جرها الى هذا الاتجاه الخطير.
ولكن العدالة من اهم اسس الحكم في كل الازمان. وتجاهل هذه الحقيقة كان وما يزال من اهم اسباب الفشل.
وفد يكون من المفيد تذكر كلمات القديس اوغستينوس ( ٣٥٤ ـ ٤٣۰ ) الذي لعبت افكاره دورا مهما في تاسيس دول اوربا ومازالت العديد من المعاهد والجامعات المتخصصة في علم الاجتماع تحمل اسمه، في كتابه (دولة الرب) لم يشترط شكلا معينا للدولة ولكنه وضع تحقيق العدالة كسبب رئيسي لوجود القوة السياسية التي تحكم بلدا كما جاء في اقواله:
"ماذا يمكن ان يكون الحاكم الغير عادل الا قاطع طريق حقق نصرا؟ "
لهذا ومن اجل ان لا يكون العراق مرة اخرى بلدا تغيب فيه العدالة، لا بد من العمل على افهام ادارة الاحتلال بالعواقب الوخيمة التي ستنتج اذا ما استمرت على هذا النهج.
قبل ان يطغي الذهول على الجميع مما يجري في العراق.
* "لا ترافياتا" :اويرا ايطالية ل " كوسيب فاردي" (۱٨٥٣)
* بولياجي او المهرج وهو اسم اوبرا ايطالية لروجيرو ليونكافالو (۱٨٩۲)
بغداد قلب تركمانستان
يشار كركوكلي - كتابات
في أول حوار تلفزيوني يجمع القوميات الثلاث (العرب والأكراد والتركمان) على فضائية واحدة ـ حسب علمي ـ شاهدنا اجتماع السيد محمود عثمان (الكردي) مع السيد هارون محمد (العربي) والسيد نشأت أحمد (التركماني) على قناة المستقلة يوم ۲٨/۱۲/۲۰۰٣م وتحدثوا عن خيارات الأكراد في عراق ما بعد صدام، وان كانت الخيارات باتت معروفة للجميع، بل هي خيار واحد هو تقسيم العراق والانفصال عنه.
ما لفت انتباهي في الحوار اعترافين للسيد محمود عثمان أراهما من الأهمية بمكان أن أقف عندهما:
أول هذين الاعترافين أن السيد عثمان اعترف بأخذ سجلات النفوس وملفات دائرة الطابو من مدينة كركوك من قبل البيشمركة الاكراد وإن تهرب منه بعد ذلك عندما ذكر الأخ عباس الإمامي من لندن أثناء الحوار فقال: إنني قلت ياريت لو أخذنا، ولكنني تأكدت بنفسي في الحلقة المعادة للبرنامج من قول السيد عثمان: أننا أخذنا هذه الأوراق لأنها كانت مزيفة، فهل من حقنا أن نسأله لماذا هذا العمل؟ وهل انتم القومية الوحيدة التي زيفت نفوسها أم تريدون تزييفها الآن؟ أليس من حق القوميات الاخرى الاحتفاظ بتلك الملفات أيضا؟ فهل أنتم شعب الله المختار الثاني؟!!
أما الاعتراف الثاني الذي أدلى به السيد محمود عثمان وهو أن كركوك ليست كردية ولكنه ـ ومعه الساسة الأكراد ـ وبعد أن ضاعت بهم السبل قديما وحديثا لاثبات كردية كركوك، جاؤوا بفزورة جديدة لم يفهمها السامع العراقي فكيف بالسامع العربي؟ وهي أن كركوك كردستانية!!!
إن الخريطة التي رسمها الساسة الأكراد في تحديد ما يسمونه (كردستان العراق) فقط هي الوحيدة التي يعتمدون عليها.
ألم يقل السيد أحمد عثمان ـ وأظنه مصريا ـ أثناء مداخلته في نفس البرنامج أنه يمتلك خرائط عديدة ولم يجد فيها ما يثبت كون كركوك ضمن المناطق الكردية؟!
ألم يقل الاستاذ هارون: إن كركوك عمرها ما كانت كردية، مستندا إلى مصادر تاريخية لا تصريحات عاطفية...
وأحب أن أنقل هنا فقرة من كتاب (العراق) الجزء الثالث ص ۲۲٤ ـ للمؤرخ حنا بطاطو حيث يقول في حديثه عن كركوك: وكانت مدينة تركية بكل ما في الكلمة من معنى حتى ماض غير بعيد، وانتقل الأكراد تدريجيا من القرى القريبة إلى هذه المدينة، وتكثفت هجرتهم إليها مع نمو صناعة النفط، وبحلول العام ۱٩٥٩م كان الأكراد قد أصبحوا يشكلون حوالي ثلث السكان، بينما أنخفض عدد التركمان الى ما يزيد قليلا عن النصف، وكان الآشوريون والعرب هم بقية السكان أساسا. انتهى.
فمتى اصبحت كركوك كردية، إذا كان التركمان يمثلون فيها أكثر من النصف حتى عام ۱٩٥٩م؟
أما إذا كان الأمر أن كركوك كردية حتى ولو كان فيها ۱٪ من الأكراد، فمن حق التركمان أيضا أن يضعوا خريطة يسمونها (تركمانستان العراق) تضم المناطق التركمانية كلها من الموصل وأربيل مرورا بكركوك إلى ديالى وحتى بغداد ويطلقون عليها اسم (قلب تركمانستان)، لأن في بغداد ما يقارب ۱۰٪ من التركمان، وإذا سأل أحدهم فنقول أن الاكراد وضعوا خريطة ما يسمونها (كردستان) قلب عقود قليلة من الزمن لا تتجاوز الخمسة ويدعون أنها تاريخية، فمن حق التركمان أيضا أن يضعوا خريطة تركمانستان العراق لتأتي الأجيال القادمة بعد ٥۰ سنة أو أكثر لتقول أنها خارطة تاريخية أيضا، أليس ما يفعله الأكراد مسخرة وضحكا على الذقون، واستغلالا بشعا للفترة العصيبة التي يمر بها العراق الحبيب... فعلا (إذا لم تستح فافعل ما شئت).
لماذا الأنكار دور التركمان
سعدون كوبرولو
التركمان ينتمون لأرض الوطن العراق وله تأريخه، وثقافته وله إرتباته الدينية، والمذهبية، واللغوية.
ولتركمان في التأريخ العراق منذ أكثر من ألف عام دورهم الفعال وأسهامهم البارز في الحياة الثقافية والسياسية وفي التكوين العرقي للشعب العراقي ومن قبل الأنظمة التي حكمت وقادت العراق هضمت الحقوق الشعب التركماني حيث عزل شعبنا لأسباب قومية وطائفية من كل حقائب السلطة، وإن قوميتنا ليس له الحياة الثقافية الأجتماعية، والأقتصادية، والسياسية ويعيشون دائما باضطهاد العنصري.
وليس لهم أي الحرية، ويحق لتركمان تدريس لغاتها وخصوصياتها الثقافية الدينية والتربوية، والتثقيف والأعلام وعلى أن تدرس التأريخ المشرق التركماني والتعريف بدورهم في مسيرة التأريخ العراقي وأن يتم الأحتفال والأهتمام الرسمي والشعبي والأعلامي بمناسباتهم الخاصة وتعريف عبر وسائل الأعلام بتقاليدهم، وثقافتهم وأغانيهم وبأن يفتخر كل التركماني بشعراءه وأدباءه، وكتابه..
ولتركمان الحل الأسلم هو في اقرار الديمقراطية، ومساواة لجميع في الأشتراك بأدارة الدولة والمجتمع بالنسبة للعراق، وان لمثقفين التركمان والتيارات السياسية عليهم بتعريف التركمان وتـأريخهم وميراثيهم وترجمة أدبهم، وميراثهم، وتأريخهم السياسي القومي، الى كافة اللغات والقوميات، لأن الثقافة الأساس من أجل مشروع القومي السياسي وينبغي التعريف بقضية التركمانية وان يتفاعل مع الحركات السياسية والثقافية على صعيد العالمي، وإن يتوفر جوا من الأمان، والأطمئنان، والأحترام وإيجاد صيغ التفاهم بقناعة شعبنا بالأستقرار والرفاهية والتركمان يدافع عن القيم والمفاهم النبيلة ووضع حق الفرد التركماني في المقدمة وهذا سيضيف الجمالية والطيبة للمنطق.
وان كركوك، وأربيل، وموصل، وديالى، جلولاء، وقره خان، خانقين مندلي، عزيزية والكثير من الأقضية والنواحي والقرى التابعة لتركمان وأكثر من ٧۰ قرية تابعة للموصل، اضافة الى الكثير من القرى هم التركمان ويوجد أكثر من ٦۰ ألف عائلة التركمانية في بغداد، وكذلك كثير منهم هاجروا من مساكنهم وأماكنهم الى البلدان الأوربية.
وأن عدد التركمان أكثر من ٣ ملايين نسمة، وان الحكومة البائدة ينكرون هذه الحقيقة الملموسة ويتجاهلون وجودهم.
فقد تم تغيير الأسماء التركمانية الى اللغات الأخرى وكذلك الحال بنسبة القرى والنواحي والأقضية ومدن التركمانية وان الأسماء جوقور، بولاق، آغالق، يدي قيزلار، ده ميرجيلار، يه ني داملار، قوريه، جريت ميداني، آلتونجيلار، آوجيلار، بكلر، قلعه، ومئات محلة.
والمنطقة والقرى التي تم تسويتها بالأرض وتم تغيير أسماءها أو أستقدام القومية أخرى للسكن عليها مثل كومبتلر، كفري، يايجي، جارداغلي، توركلان، طوزخورماتو، طاووق، تازه خورماتو، آلتون كوبري، قيزيل يار، توركمن باغ، قره تبه، عمر مندان، صاري تبه، مندلي، خانقين، قيزلارباط والعديد من القرى أخرى ومدن والأقضية أخرى.
ولماذا هذا الإنكار لوجود التركماني في العراق وما هو سر أنكار حقيقة التركمان وهذا يكون من جهلهم أو قلة معلومتهم ، وكذلك يأتي هذا من بعض الأطراف من أصحاب النية السيئة والحقدين والذين يحاولون إخفاء وإنكار الحقيقة.
أو مدى ثقافتهم أو تأريخهم القديم والدول والأمبراطوريات التي أسسها عبر التأريخ ولأجل الوجود النفط ذلك الخزين الأقتصادي الهائل فإن أي النظام العراقي لا يرضى بوجود القومية أخرى وعلى هذا حاول النظام الجلاد صدام إلغاء وجود الشعب التركماني بعد الحرب العالمية الأولى وبعد أن سيطر الإنكليز والفرنسيون على الحكم في العراق، لكارهتهم لترك، حيث نال الشعب التركماني نصيبهم وانكار لوجودهم في العراق حتى وقامت وزارة التربية والمعارف العراقية كتابة الإفتراء ت ضد الشعب التركماني وبعد الإنفصال ولاية الموصل من الوطن الأم التركية خلال الأعوام الثلاثين الأخيرة.
فإن الشعب التركماني عانوا كثير من ضغط شديد ولم يجدوا أي فرصة للدفاع عن أنفسهم وعلى كل الاجراء التعسف، والعنف، والضغط، وعلى ذلك تمكن الشعب التركماني المحافظة على كيانهم، وعلى لغتهم، وعلى ثقافتهم، وعاداتهم، وعلى وجودهم ومع إيمانهم بقرب اليوم الذي سينتهي فيه النظام الجلاد الديكتاتوري، والتسلطي والحمدلله اليوم قد أشرقت الشمس الحرية والأعتراف بوجود الشعب له التأريخ العظيم وله عدد الدول والأمبراطوريات ولنا الثقة كبيرة لهذه الشعب..
وقامت بعض الأحزاب السياسية والمنظمات والجمعيات التركمانية الإهتمام بالقضية التركمانية على وجهة نظر وايديولوجية الشعب التركماني وكذلك تقوم بتهيئة كوادر أحزابها على أساس هذا المنطق من أجل الوصول الى مرحلة الرفاهية، والسعادة بعد أن أستطاع العمل وبنجاح رغم سلطة الديكتاتور جلاد صدام من رسف كافة الأعمال القمعية وأستعملت القوة لأجل بقاء في الحكم وأن البعث الذي أستولى على الحكم بعد انقلاب عام ۱٩٦٨ لم يكون له أي منهاج عمل أو نظام واضح حيث حكم العراق وفقد الشعب التركماني الثقة بوضع العراق، ومنذ سنوات عدة لعدم وجود المنهجية والنظام، وكان منهاج عمل النظام العراقي البائد الحرب، والأضطهاد، وهضم الحقوق الشعب التركماني، والتعذيب، والصهر القومي، بدلا من الأدارة والحكم الديمقراطي الحقيقي للشعب.
ولم يكتف النظام العفلقي الجلاد بهضم الحقوق القومية التركمانية بل توغلت بداء لمحو الهوية الشعب التركماني، ويقوم المواطنون التركمان المجبرون على تغيير هوياتهم بدفع مبالغ الباهضة لقاء تغيير هويتهم القومية وأن كثير من التركمان أجبروا لتغيير قوميتهم التركمانية الى العربية وهذا يعتبر انتهاكا خطيرا لأبسط حقوق الأنسان، وان المواطنين الذين يطيقون قرارات الجلاد صدام يعتبرون هم مواطنين مخلصين جيدين، أما الذين يعارضون ويرفضون هذه القرارات ولا يطيقونها وأنهم يدخلون في السجون النظام بتهمة خيانة العظمى.
وبعد سقوط نظام الديكتاتور صدام أمالنا هو تطبيق المبادئ المتعلقة بالسلام، والديمقراطية، وحقوق الانسان وتطبيق الحقوق القومية للتركمان، لذا علينا الشريحة من الشعب التركماني المثابة والجهاد والأبداع، وإن نضالنا بعقولنا، وبفكرنا وإتجاهتنا القومية من أجل السير في طريق المستقبل المشرق بكل حرية وأمان وتجاوزالعقبات والعثرات التي تعترض طريقنا نحو التطور والإبداغع والنجاح وأمالنا هو إنتصار في نهاية المطاف على هذه العقبات لنصبح أداة فعاله لأرتقاء الى مستوى الطموح المنشود ولبناء المجتمع التركماني بالديمقراطية والحرية والتقدم نحو الأفضل مع جهود مخلصة في خدمة شعبنا التركمان، في العراق التي تعرض الى ممارسات التعسفية غير أنسانية وسياسات ظالمة من قبل النظام الجلاد البائد المقبور، ومن قبل الخوانة والمآجرون الى أعتداءات والسجن والأعدامات وهجمات مسلحة والأعلامية، عبر مسيرته طويلة في النضال والتضحية وكان كل ما هدفه تحديد دوره في العراق ومكانه الائقة في المؤسسات والمناصب في في أجهزة الدولة كافة أن شعبنا التركماني من قبل والآن يدعو الى إقامة عراق ديمقراطي تعددي برلماني يدعو لعراق محفوظ كرامته ووحدة أراضي وما يزال متمسكا بموقفه الوطني في أقامة نظام ديمقراطي هو أفضل حل لمشاكل العراق.
ويمتد دور شعبنا التركماني من منطقة جغرافية تمتد من تلعفر الى مندلي، حلة، العزبزية، منصورية الجبل، ووسط ترتبط ببعضها كسلسلة واحدة من حيث اللغة والعادات والتقاليد والزواج والفلكلور، لذلك فلا يمكن أن يقبل شعب التركمان تجزئه العراق وأنهم جزء من العراق الموحد.
ورغم سقوط الدكتاتورية الجلادية فما زال الغبن الواقع بحق شعبنا التركماني مستمرا سواء في نسبة التمثيل في الحكم المجلس الأنتقالي أو في المؤسسات الحكومية الأخرى وأن بعض محاولات الأطراف ما زال يخلق واقع يختلف عن ما هو موجود في المدن والأقضية والقرى التركمانية من حيث العمل لتغيير طابعها السكاني والديموغرافي عنوة كما كان عليه نظام العفلقي البائد وأن هذه الممارسات ألا أنسانية سوف يخلق روح البغض والكراهية لدى شعوب العراقي على كل الأطراف التي تعمل وضع حدود
مصطنعه بين المواطنيين في تقسيم العراق على الدويلات على أسس طائفية والمذهبية وقومية أمر خطر
وعلى كل نطالب اعادة النظر في موقهم التقسيمي والعدائي ان يكونوا في التسامح والأخوة، والألفة بين كافة أبناء العراقي الموحد وعلى ذالك يجب أن يأخذوا درسا ما عاناه كل الشعب في ظل النظام الفاسد
الدكتاتوري من المجازر ، والقتل، وتشريد، والترحيل، والأعدامات الجماعية، ومحوا هويتهم القومية
وعلى مهام مجلس الحكم الأنتقالي العراقي القيام بأجراء احصاء سكاني نزيه على نطاق العراق، واجراء الأنتخابات، واعداد الدستور، بعد أن تم تحريف نتائج الأحصاءات، ونهب، وحرق سجلات النفوس التركمان.
وعلى كل التركماني من حقه عن يعرف من يحكمه لأصلاح العملية التربوية والسياسية والثقافية من أجل بناء بلد موحد، ديمقراطي يحترم حقوق الأنسان التركماني.
ويجب أن يأخذ كل المفصولين لأسباب سياسية والعاطلين عن العمل حقهم.
لأن الدكتاتور صدام ترك طوال حكمه أثرا سيئا سلبييا، رغم سقوطه وزوال حكمه،
ولحد الآن كثيرون يقتدون به في سياستهم تحت غطاء أخر، ان المآساة والمآسي الذي يعيشنها وما زال البعثيون خلال ٣٥ السنة يجب أن لا ينكر اليوم المقربون من صدام يتمتعون بأمتيازات وعلى هذايجب أن يحكم العراق من هو خالص ومؤمن بقضيته يجب الخير لكافة العراقيين بدون أي تمييز العرقي والطائفي..
وجهة نظر تركمانية
عاصف سرت توركمان
ان من جملة ما نلاحظه في الاعلام العربي والعالمي هو التعتيم الاعلامي المستمر ضد التركمان وقضيتهم العادلة لايصال حقيقة الامور وما عاناه في زمن النظام البائد وما يعانيه بعد العاشر من نيسان ۲۰۰٣. فمثلا تقوم بعض الفضائيات بمقابلة المسؤلين الاكراد فقط دون التطرق الى رأي الطرف الاخر. لقد كانت نوايا الحزبين الكرديين واضحة وضوح الشمس حول ضم مدينة كركوك وأقسام من محافظتي الموصل وديالى الى مشروع الفيدرالية في العراق. فبعد دخول قوات البشمركة الكردية الى كركوك دمروا المباني الحكومية والتي هي ملك للشعب كما احرقوا السجلات الخاصة بدوائرالطابو والنفوس والعقار لغرض امحاء الوجود التركماني في كركوك ولكنهم نسوا ان حقيقة وجود الاغلبية التركمانية في كركوك ليست على الاوراق بل على أرض الواقع. كما انزلت هذه القوات الاعلام العراقية ورفعت محلها الاعلام الكردية مع كتابات الشعارات الاستفزازية حول هوية المدينة. كما استبدلت اللوحات التي تحمل أسماء المستشفيات ودوائر الدولة والمدارس بلوحات جديدة مكتوبة باللغة الكردية والعربية والتي كانت هي بداية للاعمال الاستفزازية في كركوك. لقد اتبعت القيادات الكردية سياسة فرض امر الواقع وجلب أكثر من ۲٥۰ ألف من الاكراد الى كركوك بغية تغيير الواقع القومي التركماني بحجة ان هؤلاء كانوا من سكنة كركوك حيث أن التركمان يشكلون ٧۰٪ من سكان كركوك ويليهم في العدد العرب. ونحن لا ننكر وجود الاكراد في المدينة فقد تعايشت في هذه المدينة أقليات مختلفة في ود ووئام دون حدوث المشاكل. أما ما حصل في قطاعات الدولة فقد تم تعيين مدراء ومعاوني الدوائر من الاكراد من السليمانية واربيل وذلك بتقليل الوجود التركماني في هذه الدوائر. وتتابعت الاحداث الى أحداث طوز خورماتوا وكركوك والتي راح ضحيتها ۱٣ شهيدا من التركمان اطلقت النار عليهم من قبل البيشمركة الاكراد الذين سيطروا على وظائف الشرطة والامن في كركوك.
ان نوايا الحزبين الكردين بضم كركوك الى الفيدرالية اشعلت فتيلة الفوضى مرة ثانية في كركوك العراقية ذات الخصوصية التركمانية حيث خرجت المسيرة الكردية والتي تطالب بضم كركوك الى الاقليم الشمالي ولم تقع أي اعتداءات من طرف التركمان على هذه المسيرة ايمانا منهم بالديمقراطية ومبدأ حرية التعبير عن الرأي. اٍن اٍقرار مثل هذه المشاريع ليست من حق الاحزاب بل ان الشعب العراقي هو صاحب القرار
اما الاحداث التي وقعت يوم ٣۱/۱۲/۲۰۰٣ فكانت كالتالي:
خرج التركمان والعرب في مسيرة سلمية رافضين ضم كركوك الى الفدرالية والى الاقليم الشمالي وكان المتظاهرين يهتفون شعارات تأكيدية على عراقية كركوك وخصوصيتها التركمانية وان كركوك لسعة صدرها تسع لكل العراقيين ولكن تم اطلاق النيران المفاجئة على المتظاهرين من قبل قوات البيشمركة الكردية حيث تم استشهاد اثنين من التركمان على الفور وجرح العديد منهم. وان معظم الاصابات كانت في الرأس والصدر وبنية القتل وهذا ما اكده الاطباء في مستشفى كركوك الجمهوري. ولكن مع سقوط الشهداء فان اطلاق النيران لم تتوقف حيث ارتفع عدد الضحايا في اليوم التالي الى ثمانية أشخاص من التركمان والعرب بينما ارتفع عدد الجرحى الى ٤۱.
ان مثل هذه المطاليب سوف توتر الاجواء ليس فقط في كركوك بل العراق باجمعه لحساسية واهمية كركوك والموصل الاقتصادية والسياسية للعراق وانها سوف تخلق المشاكل التي ستؤدي الى الحرب الاهلية، ونحن كعراقيين لا نريد الفوضى لبلدنا.
لقد عملت الجبهة التركمانية العراقية وفي جميع المؤتمرات والاجتماعات بالحفاظ على وحدة العراق ارضا وشعبا وان كركوك جزء لا يتجزأ من العراق وان لها الخصوصية التركمانية كما للسليمانية الخصوصية الكردية ولهذه الاسباب وللموقف الوطني للجبهة فقد تم استبعادنا من مجلس الحكم الانتقالي العراقي من قبل بعض الاطراف التي ترى في تقسيم العراق تحقيقا لمطامحها الشوفينية.
لقد تم دفن الشهداء يوم امس وفي تجمع حاشد من التركمان والعرب بالهتافات والاهازيج لكونهم شهداء قتلوا وهم يدافعون عن وحدة العراق.
اما الاعتداء على المقرات الكردية من قبل التركمان والعرب فهذا لا صحة له أساسا لان الجهة المسلحة الوحيدة في كركوك هم قوات البيشمركة حيث لم يتم تجريدهم من الاسلحة لتحالفهم مع قوات التحالف. كما سيطرت قوات البشمركة الكردية على وظائف الشرطة في كركوك وانها فرضت سيطرتها بقوة السلاح.
ان مثل هذه الاحداث هي امتداد لمجزرة كركوك التي ارتكبت بحق الشعب التركماني الذي لم يحمل يوم من الايام السلاح ضد الحكومات العراقية السابقة ايمانا منهم بالحفاظ على وحدة العراق وعدم اراقة الدماء. لقد تكررت الاحداث نفسها في ۱٩٩۱ حيث تم احراق دوائر الطابو والنفوس لنفس الغرض.
أما بخصوص من قتل الكرديين في كركوك؟ سؤال يجب ان يجاوب عليه قوات البيشمركة في كركوك لانهم هم الطرف المسلح الوحيد في كركوك، ولكن حسب تصريحات مدير شرطة كركوك فانهما قتلا بواسطة مجهولين ولكنني استغرب من هذا السؤال ولماذا لم يسأل مثلا من قتل التركمان والعرب الثمانية في كركوك في المظاهرة السلمية وجرح ٤۱ مواطنا؟
كما قامت نفس القوات بالهجوم مساء أمس على مقر الجبهة التركمانية في كركوك في منطقة القلعة وجرح حراس المقر في اعتداء سافر أيضا.
أما بخصوص وجود فلول النظام في المسيرة وهي السبب في خلق المشاكل أقول ألم يكن من المعقول ان احتمالية قيام فلول النظام بعمليات ضد المسيرة الكردية التي خرجت تطالب بضم كركوك الى الاقليم الشمالي هي اقوى من هجومهم على التركمان والعرب أي ان هذه الادعاءات باطلة ولا أساس لها لان المسؤولون الاكراد يستعملون شعار ضربني وبكى وسبقني واشتكى ولكن هذه التصرفات باتت معروفة من قبل الشعب العراقي. أما ما سمعناه من التصريحات من المسؤلين الاكراد ان المتظاهرين هم من أزلام النظام وانهم يهتفون هتافات استفزازية فهذا عار من الصحة لان نضال التركمان ضد النظام السابق يعرفه الجميع لما اتبعه النظام من عمليات قتل التركمان واعتقال الالاف وتهجيرهم الى المناطق الجنوبية وتخريب القرى والارياف والمناطق السكنية في كركوك باتباع سياسة التعريب القسرية بغية تغيير الطابع القومي التركماني للمدينة.
ان الاحزاب الكردية تحاول فرض سيطرتها على كركوك بقوة السلاح وان هذا لن يجدي نفعا وان استمرارهم على هذا النهج سوف يؤدي الى حرب أهلية طاحنة. ومع اننا مجردون من السلاح ولكن بايماننا القوي بالديمقراطية سناظل من أجل الحصول على حقوققنا المشروعة والابقاء على وحدة العراق أرضا وشعبا حتى لو اضطرنا الى المقاومة بالحجارة والعصي وستبقى كركوك مدينة عراقية ذات خصوصية تركمانية يعيش فيها جميع العراقيين بسلام.
الاتحاد الاسلامي لتركمان العراق شروق في الغربة وغروب في الوطن
جمال احمد البياتي
كان لتشكيل الاتحاد الاسلامي لتركمان العراق بادرة طيبة وبداية رائعة قام بها مجموعة من الاخوة التركمان ليوصلوا صوت هذه الشريحة المظلومة التي كانت كبش فداء سواء في داخل الوطن او في خارجه فقد نجح وبحمدالله وبحهود الخيرين وعلى رأسهم الاخ البياتي في اصال صوتهم الى ابعد نقطة في الارض واظهار مظلوميتهم في مختلف الاصعدة خصوصا بعد اصدارهم كتاب باسم شهداء التركمان فجعلت الاحزاب المعارضة في الخارج تحسب لهذه الشريحة حساب خاص باعتبارهم عانوا الامرين من صدام واعوانه وكان جميع اعضاء الاتحاد فعالة كخلية النحل من اقامة المؤتمرات والاحتفالات والمشاركة في الندواة في اغلب البلدان ان الانجازات التي حصل عليها الاتحاد خلال فترة قياسية جدا شجعت اطراف اخرى ان تخطو مثلها فظهرت هناك حركة الوفاء التي لم تؤثر على مسيرة الاتحاد بل بالعكس جعل قادة ومؤسسي الاتحاد يشعرون بانه لو لم تكن للاتحاد اية فائدة غير انها كانت السبب في ظهور احزاب شيعية تركمانية لكفى؟؟ حيث لم تكن للشيعة التركمان قبل الاتحاد اي وجود يذكر لانهم كانوا ذائبين تحت عدة ألوية فلذا لايمكن لاي تركماني غيور ان ينكر فضل الاتحاد الذي كان اشراقه في ارض الغربة ولكن بعد ان انعم الله علينا بالفرج والرجوع الى الوطن نشاهد ان بريق الاتحاد ونوره (وليس ابونوره) بدأ يضمحل شيئا فشيئا فلم نسمع للاتحاد نشاطات فعالة على الاصعدة السياسية غير الاحتفالات البسيطة والندواة المختصرة وعندما تجالس احدهم لا تسمع منه غير الشكوي والتباكي وعدم الامكانية وقلة الكوادر ووو فهذه الكليشة التي يحفظها اغلب اعضاء البارزين في الاتحاد كأنها اصبحت شعارهم مع انها تخالف رأي مؤسسهم عندما كان يكرر وفي عدة ندواة ان الحق لا يعطى بطبق من ذهب بل يؤخذ بقوة...
فلذا من حقنا ان نتساءل
هل كانت حسابات الاخوة في الاتحاد خاطئة لما بعد صدام؟
هل اصابهم الغرور مما انجزوه في فترة قياسية عندما كانوا خارج الوطن؟
هل انتمائهم المذهبي وتمسكهم بها هي التي جعلهم يصطدمون بواقع او يواجهوا شعب نما فيه روح القومية والاعتزاز باللغة اكثر من اي شيء اخر
هل تخلى عنهم اصدقائهم ـ اقصد الدول التي كانوا يأملون منهم المساندة المعنويه والمادية ـ فاصبحوا مثالا لقول عنترة...
ينادونني في السلم يابن زبيبة
وان اشتداد الخيل ياابن الاطايب
هل كانت هدف الاتحاد هي الرجوع الى الوطن فقط والخلاص من صدام وبعدها كل يذهب الى سبيله فهذا ما لا اظنه.. لانهم حتما سمعوا قول الامام الخميني عندما قال المحافظة على الثورة اصعب من القيام بها... او بما معناه
اين موقف الاتحاد من الاحداث الاخيرة في كركوك
لماذا لا يبادر الاتحاد لمد يد الوحدة مع بقية الاحزاب التركمانية القومية وغيرها اين تحركات عباس البياتي الخارجية؟
اين كتابات الحيدري؟
اين تصريحات الشمالي؟
اين مشاركات الامامي؟
واخيرا اسأل الله ان لا يدوم هذا الافول في الاتحاد الاسلامي ليصبح غروبا الى الابد
"لتعش الأخوة الكردية التركمانية الى الأبد" ولكن تحت الباترياركية الأبوية الكردية
حسن تيسينلي - كتابات
قرأت ما كتبه حه مه غريب الأفتخاري ما سماه ب " لتعش الأخوة الكردية التركمانية الى الأبد". و يصف حه مه نفسه بالباحث (على الأقل هذا ما يضعه قبل أسمه). و أختصاصه في البحث هو الشؤون التركمانية و الأذربايجانية (هذا ما يدعيه هو أيضا). في البداية أتمنى أن يتسع صدره لنقدنا هذا. أن ما يكتبه لا علاقة له لا من قريب و لا من بعيد بالبحث و بأصوله العلمية. و بأختصار شديد أن ما يكتبه هو عبارة عن فرض اراء على الآخرين وهذه الآراء بالنسبة له اراء ثابتة متفق عليها. ففي كتاباته مثلا نجده يطرح أفكارا في البداية بالنسبة لشأن من الشؤون و يوحي بل و يجزم بأنها ثابتة لا شك حولها و من ثم يتكلم عن الديمقراطية و الأخوة الخ من هذه المصطلحات التي أصبحت علكة في الأفواه. الأجدر بالباحث حين يبحث و يناقش موضوعا ما أن يتوصل ألى صحة رأيه بعد المناقشة العلمية و المنطقية و بالدلائل الملموسة من المصادر التي تتفق مع رأيه و أخرى تناقضه. أي بكلام اخر, بعد أيراد الدلائل التي تؤيد رأيه يجب على الباحث أن يورد حجج المصادر الأخرى التي لا توافق رأيه و عليه أن يفند تلك الحجج و بأسلوب علمي و منطقي و ليس بكلام أنطباعي. هذه بعض الأسس البسيطة التي يعرفها حتى الحديثي العهد بالبحث. أن ما يكتبه حه مه يفتقر ألى أبسط أصول البحث. البحث العلمي الدقيق و كما نعرف ينقسم بشكل عام ألى قسمين أساسيين. فأما أن يكون البحث نوعيا و يسمى ب Qualitative research أو أن يكون كميا أي ما يسمى ب Quantitative research.
ففي البحث النوعي يتوصل الباحث ألى أستنتاج عام نتيجة دراسة و تدقيق مفصل للمعلومات العلمية أما قي البحث الكمي فيريد الباحث و بعد دراسة المعلومات العلمية الدقيقة مفصلا أن يتوصل ألى صحة أو عدم صحة ما بناه من أفتراض عام.
فالبحث العلمي الدقيق ليس بأن نسطر عدة أسطر و نجزم بقدسيتها و ثباتها من السطر الأول كما يفعل حه مه غريب في الأسطر القليلة التي يتحفنا بها. أن ما يكتبه هو عبارة عن كلام عادي يستخدمه الناس في حياتهم اليومية في العمل و المقاهي و البيت ألخ. ففي مقالته " لتعش الأخوة الكردية التركمانية ألى الأبد" مثلا و من السطر الأول يورد رأيا قطعيا مقدسا و كأنه من المسلمات و االحقيقة الواقعية التي لا يمكن مناقشتها و ما على الذي يقرأ ذلك ألا أن يقرأ بقية المقال في هدى تلك القدسية التي لا يمكن المساس بها و ألا كان من المغضوبين عليهم و يمكن أن يتهم بأرذل التهم أذا مس تلك القدسية. و مقالته هذه و أخرى شبيهاتها مليئة بتلك التهم بدلا من الحجج. ففي مقالته " لتعش الأخوة الكردية التركمانية ألى الأبد" ومن الكلمة الأولى يقول:
" نشرت وكالات الأنباء... نبأ النية في القيام بمظاهرة ( مظاهرة التركمان و العرب) يوم الأربعاء في قلب كردستان كركوك". بعد هذه الديباجة المقدسة تنقطع السبل عند القارئ. فما على القارئ أو القارئة ألا أن يكمل المقال في هدى تلك الديباجة المقدسة و أن يتمتع بالأخوة تحت مثل هذه الشعارات الشوفينية البالية التي لفظها يوما و يصر عليها اباء مقدسون شوفينيون. أنا صراحة و كتركماني توقعت تحت عنوان المقال الذي كتبه حه مه أن أجد مثلا بحثا علميا قيما حول أدب أوتراث التركمان يستفيد منه التركماني قبل الكردي و يساهم في تقوية الأواصر الأخوية بين القوميتين و لكني لم أتوقع أبدا كلاما غير مسؤول مثل الذي وجدته في مقال حه مه غريب يزيد الطين بلة. و الغريب في الأمر أن حه مه يقدم نفسه كباحث في الشؤون التركمانية و أنا لا أدري بالضبط ماهية مجال( بحوثه) في الشؤون التركمانية ولكن أتمنى من كل قلبي أن يدلنا على بعض المصادر أو الفصليات أو المجلات العلمية التي نشرت بحوثه (أقول بحوثا و ليس كلاما عاديا مثل الذي نشره في مقالته التي ذكرتها انفا) و في الشؤون التركمانية بالذات و كما يقولون: و منكم نستفيد.
نحن الموقعون ادناه من الاحزاب والمنظمات والشخصيات الوطنية العراقية نرفض ماتقدمت به كتلة الاكراد الممثلة في مجلس الحكم العراقي من ضمّ مدينة كركوك العراقية الى مايدعى كيان كردستان في الشمال العراقي, انّ مدينة كركوك العراقية يقطنها التركمان والاشوريون والعرب واقلية كردية تعاظمت بالنزوح اليها بعد اكتشاف النفط فيها مطلع القرن الماضي, انّ كركوك مدينة عراقية مثلها مثل البصرة وبغداد ودهوك واربيل, اننا ننظر الى القضية القومية في العراق على الاساس الوطني ووحدة التراب العراقي, فالشمال العراقي يضم القوميات العراقية من التركمان والاشوريين والعرب وبعض الطوائف والعقائد الاخرى, والاكراد في الشمال العراقي هم من ضمن الفسيفساء العراقي القومي والطائفي القائم هناك, وعلى هذا يكون الشمال العراقي جزء لايتجزء من الوطن العراق الواحد الموحد, انّ القضية الكردية في العراق قد حققت مكاسب عظمى في العراق وكسبت تأييد معظم ابناء الشعب العراقي وتعاطفهم, وعلى الكتلة الكردية والاحزاب في شمال العراق اخذ هذا الموضوع بنظر الاعتبار, كون انّ الشعب العراقي بكلّ قومياته وطوائفه ينظر الى القضية الكردية والشعب الكردي في العراق كجزء من القضية العراقية والوطن العراق, انّ الطرح الفيدرالي الذي تسعى اليه الكتلة الكردية في مجلس الحكم واحزابها لايخدم القضية الكردية وحقوق الشعب الكردي في العراق, فالفيدرالية القومية التي تسعى اليها الكتلة الكردية في مجلس الحكم المؤقت ستولد فيدراليات قومية اخرى شمال العراق, فالتركمان لهم حقوقهم القومية والاشوريون والعرب ايضا, انّ القرار الدولي والاقليمي والولايات المتحدة الامريكية التي تحكم العراق الان ترفض وبشدة الطرح الفيدرالي وتمزيق العراق, ثمّ انّ الطرح الفيدرالي او غيره لايقرره هذا العرق او ذاك بقدر ماهو قرار عراقي يقره ابناء العراق جميعا من العرب والاكراد والتركمان والاشوريون والطوائف والاقليات الاخرى, نحن هنا نؤكد مرة اخرى على عراقية كركوك وعدم المساس بها وفي نفس الوقت نؤكد التزامنا الوطني بوحدة العراق والحقوق الوطنية الكاملة لكل ابناء الشعب العراقي.
۱- اللواء الركن عبد الامير عبيس الصباح - دبلوماسي سابق وقائد الانتفاضة في الفرات الاوسط
۲- اللواء محمد عطا الله عياش الدليمي - سياسي عسكري
٣- العقيد عباس كريم معدل - قائد الانتفاضة في النجف الاشرف
٤- العقيد مصطفى شريف النجفي - احد قادة انتفاضة الفرات الاوسط
٥- الاستاذ نهاد ايليخاني - عن حزب الشعب التركماني العراقي
٦- الاستاذ اورهان كتانة - ممثل الجبهة التركمانية العراقية
٧- الدكتور حاتم مخلص - امين عام الحركة الوطنية العراقية
٨- الاستاذ يلماز علي - رئيس المنظمة التركمانية العراقية - فرع امريكا
٩- الاستاذ قاسم قزانجي - رئيس المنظمة التركمانية العراقية - فرع كندا
۱۰- الاستاذ موفق سلمان كركوكلي - رئيس جبهة الحركة الوطنية العراقية التركمانية
۱۱- الاستاذ الدكتور محسن حسن الشبوط - دبلوماسي عراقي سابق وناشط سياسي
۱۲- الاستاذ الدكتور عمّانوئيل قمبر - سياسي عراقي واكاديمي
۱٣- الاستاذ عبد الامير الركابي - سياسي عراقي والناطق الرسمي باسم التيار الوطني الديمقراطي
۱٤- الاستاذ الدكتور علي النقيب - سياسي عراقي واكاديمي
۱٥- المقدم سعد عبد الحسين مالكي - ناشط سياسي
۱٦- الاستاذ عبد الوهاب الشيخلي - ناشط سياسي
۱٧- الاستاذ الدكتور وحيد شولية - ناشط سياسي واكاديمي
۱٨- الاستاذ كريم محمد الهذال - ناشط سياسي
۱٩- السيدة زينب الحسيني - ناشطة سياسية
۲۰- السيدة جالة محمد هاشم - ناشطة سياسية
۲۱- السيدة دينا جتو - ناشطة سياسية
۲۲- الاستاذ وليم ميخائيل - اعلامي وناشط سياسي
۲٣- الاستاذ يوبرت عيسى - سياسي عراقي
۲٤- الاستاذ ريمن اسحاق - سياسي عراقي
۲٥- الاستاذ انس عطا الله - سياسي عراقي
۲٦- الاستاذ ادورد ميخائيل - ناشط سياسي
۲٧- الاستاذ اوشانا عزيز - سياسي عراقي
۲٧- السيد قاسم سرحان - سياسي وباحث عراقي مستقل
مثال عن ديمقراطية الاكراد في كركوك
سلوان هاشم - كتابات
من يسمع تصريحات الزعماء الاكراد،ومن يقرأ البيان الذي اصدروه والذي يتضمن مطالبهم،سوف يكتشف ان الامر ينقصه شيئا واحداً، وهو ان يعلنوا أن السيد هوشيار زيباري هو وزير خارجيه كردستان الصغرى وليس وزير خارجية العراق، ويبدو ان الاكراد بعد أن ايقنوا من سقوط المشروع القومي العربي الذي اوصلنا الى الدمار والخراب،اعلنوا هم عن مشروعهم القومي والذي لو استمروا بالمنادة به فسوف ينشأ دماراً آخر في العراق زيادة على ما فيه من دمار.
أن الاساليب التي يتبعها الاكراد في تصرفاتهم لا تقل عن التصرفات التي كان يمارسها النظام الاجرامي الصدامي المخلوع،فصدام قتل عشرات الالاف من الشباب بحجة انتماءهم لحزب الدعوة، والاكراد ينادون بطرد اي عربي عراقي من كركوك بحجة انه بعثي، فهم يعتبرون اي عراقي عربي في كركوك هو بعثي وكل عراقي تركماني هو عميل لتركيا وكل عراقي اشوري هو عميل للغرب ويبقون هم الفئة النقيه، واذا كنا نلمس العذر للعراقي (العربي) لانتماؤه لحزب البعث (العربي) حتى يستطيع تأمين عيشه وينجو من شرهم، فبماذا نفسر أنضمام الاف (الاكراد) الى حزب البعث (العربي) وبماذا نفسر ان العديد من ألكوادر المتقدمة في الحزبين الكرديين كانو لغاية فترة قريبه عملاء لصدام؟! هناك عملاً وطنيا ينتظر من الاخوه الاكراد القيام به،ففي شمال العراق تنشط الفئات الارهابيه الظلاميه مثل جماعة جند (ألشيطان) وهناك العملاء للموساد، فياليت ان يوحدوا كافة طاقاتهم للقضاء على مثل هذه الفئات بدل من اثارة النعرات القومية في كركوك واعتبارها عاصمة لكردستان الصغرى،ان كركوك عراقية ملك لجميع العراقيين.
سارت في كركوك مظاهره نظمها الاكراد، وبالرغم انهم رفعوا شعارات إستفزازية، إلا ان احداً لم يتعرض لهم، لاننا يفترض صرنا في بلداً يحترم الديمقراطية، وبعدها سارت مظاهرة نظمها غير الاكراد واذا بالاكراد الديمقراطيين يفتحون النار على المتظاهرين، ونقلوا نفس رواية احداث طوزخرماتو من ان مندسين هم الذين اطلقوا النار، ونسوا ان وكالات الانباء كانت تنقل الحدث. لقد كفرنا نحن العراقيين العرب من العروبة من جراء أفعال حزب البعث (العربي)،فارجو من الاخوة الاكراد ان يرفعوا كلمة (الديمقراطي) من مسميات احزابهم حتى لا يأتي اليوم ألذي نكفر فيه بالديمقراطية.
نصحيتي للاخوه هو انهم بتصرفاتهم سوف يفقدون تعاطف ألشعب العراقي، وعليهم يعرفوا ان امريكا سوف ترحل في يوم ما من العراق واي تصرف احمق سوف يكلفهم الكثير هذه المرة لانهم سوف لن يجدوا من يتعاطف معهم، وان يعوا تجربة شاه ايران وصدام معهم عندما باعهم الشاه وسحقهم صدام، يجب عليهم ان يعرفوا ان امريكا مصلحتها فوق كل شيئ آخر، وان لا يثقوا بالوعود الامريكيه، لاني اخشى على الاخوه الاكراد ان يأتي اليوم الذي ينقلون فيه صور بوش من رؤسهم وصدورهم الى أحذيتهم.
اخبار كركوك تُألم قلب كل وطني
خدر مصطفي - كتابات
اثبتت العقود الثلاثة الاخيرة من تاريخ العراق ان شخصيتي جلال الطالباني و مسعود البرزاني لايمكن ان تستقر الا بوجود الحروب و هما لايختلفان عن الطاغية صدام، الا بفارق واحد و هو الفرق بين الذئب و الثعلب.
ان ما جري في الفترة الاخيرة في مدينة الموصل من انتهاكٍ لكرامة المسلمين الاكراد و انزال العلم العراقي و احتلال منطقتي خانقين و طوز خرماتو، و احلال الاحتلال الكردي بمكان الاحتلال الامريكي و اتفاق الطالباني و توقيعه مع قوات الاحتلال الامريكي ـ البريطاني و بدون علم اعضاء مجلس الحكم توحي للناس ان مثل هذه الاعمال لايمكن ان يطمئن لها و يضمر اصحابها الشر للعراق و العراقيين.
و تعتبر هذه الاتفاقية صومة عار في جبين الطالباني الذي باع الوطن بابخس الاثمان ثم ياتي مسعود البارزاني و يضيف علي ذلك بقوله: يجب ان تصحح اتفاقية ۱٥ تشرين الثاني و ان يشار فيها الي حقوق الشعب الكردي. ثم يصاب البارزاني بالغرور و يبرز عضلاته بقوله بان الاكراد في وضع قوي جداً اليوم. اضافتاً الي ماتقدم من ممارسات لجلال و مسعود من نغمات الانفصال و الانقسام بعنوانه المسلح. هل هدف رؤساء القوي الكردية تقسيم العراق؟! و هم يعلمون جيداً انهم اذا اقدموا علي هذا العمل فان الشعب العراقي سيقف بكل قدراته ضدهم. و يعلمون ايضاً ان القوات الامريكية ليست صادقة معهم لكي تحمي عملائها الي الابد.
علي اي حال لايمكن التنبوء بمستقبل العراق من خلال تصريحات السلطات الامريكية و القوي السياسية و سوف تكون الايام القادمة ايام حافلة و مصيرية للامريكان و الشعب العراقي معاً. و لربما يستطيع الامريكان ان يحدثوا تغيير في المعادلة السياسية في العراق و أن يسيطروا علي الوضع و هو الامر الذي يمكنهم من خلاله البقاء في العراق لعدة سنوات علي الاقل، او أن لايفكروا بالخروج منه بالوقت الحاضر.
لقد واجهت قوات الاحتلال الامريكي تحديات و صعوبات غير متوقعة من جراء سياساتها و تخبطها في العراق من قبيل الفتاوي الصادرة من المرجعية و علماء الشيعة و اصغاء الشيعة التابعين لهم و استعدادهم الكامل للعمل بتلك الفتاوي و الاوامر وخير دليل علي ذلك هو موقف المرجعية الشيعية ازاء قضية اجراء انتخابات عامة بايدي الشعب العراقي و اصرار المرجعية علي اجراء الانتخابات حتي تقع امريكا في دوامة لايمكن لها الخروج منها. و قد جاء سفر بول بريمير الي امريكا لاجراء مشاورات مع اسياده من أجل هذه القضية. ثم جاء دور فئات منتفعة مثل الاحزاب الكردية في هذا المجال بالرغم من أن امريكا و بعض الفئات المرتبطة بها قد اعلنت بأن الاجواء غير ملائمة لاجراء انتخابات. أي أن أرضية الانتخابات غير مهيأة و يعلم الشعب العراقي جيداً من أن الواقع غير ذلك و ان جميع الضغوط و المحاولات التي تجري من قبل الامريكان و جميع مواليهم سوف لن تؤثر علي الارادة القوية للمراجع الشيعية. و هذا ما يزيد في قلق المحتلين لأن القوات المحتلة سوف تضطر لاجراء سياسة جديدة في عملها و هو توضيف علماء و مرتزقة لاحداث الزعزة والتأثير علي الامن و الاستقرار و نشوب نار الحروب الاهلية في العراق.
إنهم يعلمون جيداً بأن الشعب العراقي الصبور و الغيور سوف لن يسمح أن يقتطع شبراً واحداً من أرضه المقدسة و بيد من هو اكثر عمالةً كجلال الطالباني و مسعود البارازني اللذين كان دورهم بارزاً في قتل و إراقة دماء الشعب المسلم في كركوك. إن مسعود و جلال يعلمون جيداً في حال إجراء إنتخابات في العراق سوف لن يكون لهم اي ارضية و اي مكانة.
بين الاكراد في شمال العراق. كما حدث و يعلم البعض جيداً حول اجراء انتخابات في ظل الضغوط و بقوة السلاح و المال الذي قد اجري بين طلاب المدارس و الجامعيين في مناطق في شمال العراق و هو خير ايضاح و دليل و برهان علي ذلك. ولكن يجب ان تعلم امريكا و اذنابها بأن الشعب العراقي الابي يعلم و يدرك جيداً بان الطريق الوحيد لنجاته و علو رأسه، هو إجراء انتخابات شعبية يشترك فيها جميع الفئات و الناس و كذلك بالنسبة لعلماء الشيعة فهم كذلك يعلمون جيداً بأنهم قد دخلوا في طريق شائك و ان أقل تهاون أو تسامح في هذا الامر قد يجعل الانسان محاسباً امام الله وإن الشعب العراقي ( الشيعي و السني ) لم و لن يتهاون وهو مستعد لكل التضحيات و سوف لن يسمحوا للتاريخ بأن يكرر نفسه مرتاً اُخري.
بيان استنكار لاحداث كركوك
الحزب الوطني التركماني العراقي
في اليوم الذي يدعوا فيه جميع القوى الوطنية وقوات الاحتلال في ارساء دعائم الديمقراطية. . وايمانا منا بمبدأ الديمقراطية وتطبيقه في نظامنا الداخلي. . وانتهاجه شريعة للشعب التركماني. .
خرجت الالاف من الشعب التركماني متضامنا معهم الالاف من اخوانهم العرب في مسيرة ديمقراطية سلمية للتعبير عن رأي الشعب التركماني والعربي برفض الفدرا لية وعدم المساس بمستقبل مدينة كركوك ذات الخصوصية التركمانية ورفض ضمها الى منطقة كردستان المزعومة. . وأذا بالايدي الغادرة التي تريد فرض ارائها بالقوة وبعيدا عن الديمقراطية واحترام الشعوب. . تفتح اعيرتها النارية للمظاهرة السلمية و تقتل
ثمانية و تجرح أكثر من ٣١ من المواطنين العزل من اهالي كركوك الصامدة. . . نحن هنا ندين المجرمين الذين اطلقوا النار باتجاه المظاهرة السلمية ونحمل مليشيات حزب الاتحاد الكردستاني مسؤولية الحادث وان ينفتح تحقيقا بشأن الموضوع وأن ينال المجرمين الجزاء الذي يستحقونه. . .
ندعوا كافة القوى السياسية والاحزاب والمنظمات الانسانية ومنظمة الدفاع عن حقوق الانسان التدخل السريع ووضع حد للتصرفات الغير مسؤولة من بعض عناصر الاحزاب الكردية التي تحاول فرض اهدافها بالقوة وبعيدا عن منهج الديمقراطية المنشودة. . .
وليفهم الجميع ان زمن الرجوع للسلاح قد ولى. . والان هو زمن الرجوع للعقل والمنطق واحترام حقوق الانسان. . .
عاش العراق واحدا موحدا
عاشت كركوك أبية صامدة
المجد والخلود لشهدائنا الابرا ر
الخزي والعار للغادرين المجرمين
الحزب الوطني التركماني العراقي
فرع السويد
الموضوع الكردي
سمير عبيد - كتابات
الحلقة الأولى (هل يريدون كركوك. . كشمير العراق؟)
وصلتني رسائل كثيرة، تطالبني الكتابة عن (كركوك)، وعن الاندفاع الكردي نحو الحلم الكبير الذي يتمنوه. . ولكني تريثت كوني كنتُ أنتظر تصريحات رجل أحترم حكمته، وأحترم انضباطه، وأحترم شكيمته، وهو الأستاذ (مسعود البارزاني).
من منكم يتذكر ليلة تشكيل مجلس الحكم في ١٣/٧/٢۰۰٣، ويتذكر كيف تحدث أعضاء المجلس، معتمد قسم منهم على ترجمة السيد (هوشيار زيباري) الذي بلع كثير من الكلام العربي عند الترجمة، وخصوصاً الذين لا يجيدون الإنجليزية، وسمعنا السرد، والكلام، وعبارات التمجيد، ولكن عندما طالبوا الأستاذ مسعود البارزاني أن يقول ما عنده. . حيث قال (المجلس لكل العراقيين والعراق الموحد وشكراً). . كم كان حينها حكيماً كعادته.
الأكراد أمة عظيمة.
الأكراد تعذبوا واضطهدوا كثيرا.
الأكراد عراقيون مسلمون.
الأكراد إخواننا وأصدقائنا.
الأكراد رفاقنا في محاربة الديكتاتورية.
لكن كل هذا لا يجيز لهم ذبح العراق، واغتصاب (كركوك)!.
فذبح العراق لو فكّروا الأكراد هو ضعف لهم وليس قوة، والاستيلاء على (كركوك) وتكريدها سيكون الجرح النازف في تاريخ الأجيال العراقية القادمة (العربية والكردية والتركمانية).
فمثلما ممنوع ذبح العراق من قبل (الشيعة)، فممنوع ذبح العراق من قبل (الأكراد) أو غيرهم.
مقدمة لابد منها…
كل محلّل وباحث سياسي وتاريخي يعرف أنه لا يمكن أن يكون هناك سلام شامل يعم الكرة الأرضية. . لأن هذا سيُنهي سيطرة، وعمل شركات السلاح العالمية وفي مقدمتها الشركات الأميركية والأوربية، والتي لها دور رئيسي في دعم الإدارات الأميركية، والأحزاب السياسية، ولها حيز في صنع القرارات الكبرى، وهذا ما يحدث في قسم كبير من دول أوربا أيضا. وتاجر السلاح إنسان لا ضمير له، حيث يعلم أن هذا السلاح سيستعمل ضد الإنسان، والحيوان، والعمران، والبناء، وكل شيء، وبالتالي هو تاجر موت وتدمير.
كذلك لا يمكن أن يعم السلام في الكون، لأن عمليات سباق التسلّح مستمرة، والبحوث من أجلها مستمرة ليل نهار، والتي غايتها قوة الدولة الراعية لهذه البحوث، ومن ثم القيادة باسم هذه القوة كما يحصل الآن، عندما أصبح العالم بقيادة الولايات المتحدة الأميركية. . هذه البحوث التي تؤدي إلى ولادة أجيال من ا لقوة الفتّاكة بحاجة إلى بؤر توتر في العالم، وذلك كي تُصدّر هذه القوة هناك لأجل الاختبار، ومن ثم البيع، فأن لم تخرج هذه القوة الرهيبة خارج رحم الولايات المتحدة الأميركية، والدول التي تسير في هذا النهج، سوف تنفجر هذه القوة داخل الرحم الأميركي نفسه وتدمره!. لهذا نهجوا ومنذ عشرات السنين لإيجاد بؤر التوتر في العالم. . لتصدير القوة من جانب، ولاتخاذها ذريعة للتدخل في الدول، ولاستعمالها ورقة ضغط ضد الدول والشعوب من جانب آخر.
فمثلاً. . في عام ١٩٤٧ـ ١٩٤٨ صُنعت أعظم مشكلتين في العالم وهما (فلسطين + كشمير).. ولقد تم الاختيار بعناية فائقة من حيث الموقع الجغرافي، والاختلاف الديني، والاختلاف العرقي، والاختلاف في المدارس السياسية.
لو نظرنا إلى (فلسطين) لازالت المشكلة قائمة دون حل.
ولو نظرنا إلى (كشمير) لازالت المشكلة قائمة دون حل أيضاً!.
فلسطين. . في قلب الشرق الأوسط، وفي قلب الهلال الخصيب.
وكشمير. . في قلب القارة الهندية، وقلب أسيا.
والأمر لم ينتهي هنا، بل هناك بؤر أخرى منها (قبرص، كوسوفو، التبت، تايوان، جنوب السودان، الباسيك، أيرلندا، الشيشان، تاميل س يريلانكا، كولومبيا، الصومال. . وغيرها). كما أن هناك مدن في العالم دخلت التاريخ والذاكرة والأعلام من خلال الدم، ومن خلال التمزّق الجغرافي الذي فرضته إرهاصات السياسيين، ومنها (برلين، غروزني، القدس، بريتشينا، مقديشو، كشمير. . وغيرها).
هل ستكون (كركوك) كشمير الجديدة؟
هل ستكون (كركوك) القدس الجديدة؟
هل ستكون (كركوك) برلين قبل توحيدها؟
هل ستحتاج (كركوك) في حالة تكريدها (لا سامح الله) إلى سياج أمني كما يحدث في الأراضي المحتلة في فلسطين؟
لا. . . . لا. . كركوك. . مدينة عراقية مفتوحة لجميع العراقيين، لن تُجير لأي طرف ما عدا العراق، أنها أرض عراقية حره ولجميع العراقي ين، وأن خيراتها ونفطها ملك للشعب العراقي من (جسر إبراهيم الخليل شمالاً حتى صفوان جنوباً!)…وستكون مدينة عراقية ضمن عراق موحد وقوي.
اتركوا (كركوك) تفتح قلبها للكردي والعربي والتركماني، وللمسلم والمسيحي، واليزيدي، والصابئي. . اتركوها تفرح بتحررها من سلطات الديكتاتورية. . اتركوا كركوك تكون رمزاً لوحدتنا، ورمزاً لوسطيتنا وحبنا للسلام. . اتركوها لا تنحروها، لا تبقروا خاصرتها، ولا تبثوا الحقد في شوارعها وبناياتها. . أنها مدينة (التوحّد. . و. . الوئام!).
نحن ليس بحاجة لجرح جديد.
نحن ليس بحاجة لسنين قادمة مليئة بالألم.
لا نريد النعوش التي يؤطرها العلم العراقي. . كفى. . كفى. . كفى.
دعونا نعيش بسلام. . ولا تكونوا سببّاً بفرقتنا يا من تتكلمون بالسياسة.
هل هناك آذان صاغية في الجانب الكردي؟
هكذا عرفتك كاكه // مسعود//!. . فلماذا؟
عرفتك وطنياً، حكيماً، لك بعد نظر في معظم القضايا العراقية والعالمية.
أنتَ نهلت النضال، والصبر، وحب العراق قبل الشمال من مدرسة المرحوم (الملا مصطفى البرزاني) والذي كان ظهيره (النجف وكربلاء والعراقيين العرب الشرفاء).
عرفتك تفيض بالحكمة، ورجاحة العقل، وغير متلوّن لو قورنت بسياسيين أكراد آخرين.
أعلم أنك تتعرض إلى ضغوطات شديدة جداً جداً. . وليعلم الشعب العراقي أن الأستاذ (مسعود البرزاني) في وضع لا يُحسد عليه إطلاقا.
أن هناك شريحة ضاغطة معظمها من السياسيين (الشباب) الذين ينتمون للحزب الديموقراطي الكردستاني، هؤلاء لهم حلم (كردستان الحرة)، فيعتقدون الظروف ملائمة لإعلانها، ومن ثم فرض شروطهم، ويشاركهم في هذا قسم كبير من السياسيين العاملين تحت راية(حزب الاتحاد). .
الرجل. . في حيره من أمره. . منذ أكثر من ثلاثة شهور وهو خارج بغداد، ولم يحضر جلسات (مجلس الحكم)، ولم يصرّح كثيراً، لو قورن بالسيد (جلال طالباني).
أن وجود السيد (مسعود) في المنطقة الشمالية، هو عدم قناعته (بمجلس الحكم) ومن ثم لا يريد ترك الساحة الشمالية إلى السياسيين الشباب، والذين هم في غاية الاندفاع لتقديم ملفات ليس في وقتها، ومن ثم الوضع العراقي لا يتحملها إطلاقا.
ولكن هذا لا يمنع أن نخاطب الأستاذ (مسعود البارزاني) كزعيم كردي حكيم، وكشخصية عراقية يحبها العرب والكرد، أن يتحرك كرجل دولة عراقية لمنع الفوضى، ولمنع تأسيس الشرخ الوطني، والجغرافي، والاجتماعي، وكذلك لمنع وضع فتيل لا نعرف متى سيحترق، ويكون سبباً بتدمير ما بناه الكرد، وما سيبنيه العرب، ويكون عام ل رئيسي في جريان مواكب الجثث ومن الطرفين. . أن التاريخ يقف على عتبة دارك أخي مسعود. . أن العراق يقف عند مكتبك، أن الشعب العراقي يجلس في مضيفك، الكل يناشدك التحرك لتكون (كركوك) مدينة للجميع، وخيراتها للجميع، ولترفع من الطاولة طلبات الانفصال، بل يكون الشمال العراقي ضمن العراق، وللأكراد حق السلطات الإدارية التي تتسم بالحب، والتواد، والعلاقات المتينة مع المركز، والمدن العراقية.
نريد كلام السياسيين المحنكين هذه الأيام. . ولا نريد كلام السياسيين المندفعين. . أن الوقت في منتهى الخطورة، والعراق على مفترق طرق. . فكن كأبيك. . كن مثل ذلك المغوار الذي جئت من صلبه، ، و الذي لا يطرح شروطه وقت ضعف الوطن.
عاش العراق بكرده وعربه، بمسلميه ومسيحييه، بصابئته ويزيدييه، وعاش بتركمانه وغيرهم.
وعاشت نخلتنا الجنوبية، تعانق أشجار اللوز في شقلاوه، وحرير، وزاخو.
إلى اللقاء في الحلقة القادمة.
الحلقة الثانية - (من يحمي ظهركم نحن. . وليس الإسرائيليين)
(أنتم شعب عريق وله تاريخه. . وليس جيش لبنان الجنوبي. . ومعظم قادتكم ليس أنطوان لحد. . لذا الانتباه أن تدفعكم إسرائيل نحو ملفات أنتم في غنى عنها. . ولا تكونوا شوكه لها ضد أهلكم العراقيين، وضد العرب عموماً. . فمن يحم ظهركم نحن وليس غيرنا!)
تطرقنا في الحلقة السابقة عن الأمة الكردية، وعن السيد مسعود البرزاني وحكمته، وعن مدينة (كركوك) والتي هي ملك لجميع العراقيين. .
اليوم سنتطرق إلى أمور أخرى تدور في خلد كثير من الناس، ووصلتني رسائل كثيرة، تحمل بين طياتها الاختلاف، والمساندة، والتطرف، والشتم، والطعن. . ولكن كل هذا لن يغير من (احترامي للأمة الكردية وزعيمها البر زاني الأب والابن. . ولن يغير من وجهة نظري والتي أصر عليها وهي (كركوك) مدينة للجميع، والانفصال كارثة، وضعف، وتشرذم. . ولكن (الفيدرالية) قد تكون حل من الحلول الطيبة، بشرط عدم إقحام الجغرافية التي تثير المشاكل، وعدم إدخال الإحصائيات وحدود السنين المز اجية)
ومن حق الأخوة أصحاب الرسائل أن يجدوا أفكارهم ضمن هذه الحلقة، وخصوصاً أفكار الدكتورة (جنان).
مناقشة خالية من التجريح. . وأسئلة تبحث عن جواب!
كيف أصبحت كركوك قدساً للأكراد. . ومن سوّق هذا الكلام الخطير. . وأين الطرف الذي يمثل اليهود!؟
كيف يجازف القادة الأكراد لكي يتحملون المسؤولية التاريخية في عدم توحيد العراق؟
لماذا أعتمد الأكراد على إحصائيات وتعداد السنة الفلانية، وليس السنة الفلانية الأخرى. . ولماذا كل هذه المطالب الآن؟
ولو قارنا وبشكل عادل، وبمناقشة هادئة وضع الأكراد العراقيين سنراه أفضل حالاً من الأكراد الذين يتواجدون ضمن الدول(سوريا+ تركيا + إيران).
هل يعتقدون الأكراد أن هذا جاء نتيجة الدعم (الإسرائيلي) أو دعم منظمة هنا، أو منظمة هناك؟. . الجواب لا.
بل علاقات الأكراد مع (إسرائيل)، والتي تكلمت عنها معظم وسائل الأعلام العربية والعالمية، نشطت بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة، خصوصاً بعد موافقة الأكراد، على توطين (١٥۰) ألف كردي يهودي يعيشون في إسرائيل، وكذلك الرسائل التي وجهها (آريل شارون) إلى الزعيمين الكرديين (مسعود+ جلال) قبل فترة قصيرة (حسب الصحافة العالمية) والتي فيها يطالبهم بإعلان الدولة وسوف يساندهم.
هل فكّر الأكراد. . ما هي مصلحة (شارون) وإسرائيل في ذلك؟
هل فكر الأكراد أن إسرائيل لن تفيدهم، بل هي تريد الهيمنة على خيرات المنطقة الشمالية، ومن ثم استعمال الورقة الكردية ضد سوريا + إيران، وحتى ضد العراقيين العرب؟.
على الأكراد أن يعتّزوا بأمتهم وكرامتهم وتاريخهم، والتي هي أكبر من (إسرائيل) وتاريخها. . عليهم أن لا يكونوا (كجيش لبنان الجنوبي)، ويصبح القادة الأكراد (كأنطوان لحد)!.
ملفات مطروحة وأخرى في الطريق. . وهناك خطأ التوقيت!
من قال أن ملف (الفيدرالية + كركوك) هي آخر الملفات؟
الأكراد في بداية التسعينات يريدون عراق موحد، وصلاحيات أوسع للأكراد، بعد ذلك رفعوا وتيرة الطلبات ليكون (العراق فيدرالي)، ثم ارتفعت وتيرة الطلبات لتصل إلى رسم (خارطة كردية تصل إلى خانقين وديالى!)، وقبل فترة قصيرة رفعوا وتيرة مطالبتهم بمدينة (كركوك) وخيراتها. . لتكون مدينة كردية تابعة لكردستاني.
وهذا طلب قد يجعل العراقيين في خندقين (ربنا يستر) من النتائج، وسوف يهدّد وحدة العراق بشكل كبير.
وهناك ملفات أخرى غير غائبة على المتابع، والباحث، والسياسي ومنها (المطالبة ب الانفصال + استعمال حرب المياه ضد الوسط والجنوب من خلال السدود التي ستقام، واستغلال حاجة العراق (وسطاً وجنوباً) لفوائد سدّي دربندخان + دوكان. . في الطاقة الكهربائية وتنظيم المياه والري!)
علماً أن قضية (المياه) هي الأخرى هدف من أهداف إسرائيل في شمال العراق.
إذا كان الأكراد يجدون عذر لعلاقاتهم الحميمة مع (إسرائيل) كونهم ليس من العرب، وليس لديهم مشكلة مع إسرائيل. . أن من يحمل هذا الطرح، عليه أن يتذكر أن الأكراد (مسلمين!!). . وعلى الأكراد أن يتذكروا أن القائد (صلاح الدين الأيوبي) كردياً، وهذا لن ينساه اليهود قط!!!.
نغمات الانفصال مرفوضة…
لو ناقشنا مسألة الانفصال الكردي، أو مسألة إطلاق الصلاحيات، هذا يعني للأكراد حق في تكوين (الجيش)، وسيكون هناك (شرطة وحدود). . هنا يترشح
السؤال:
هذا الجيش، وهذه الشرطة، وهذه الحدود. . ضد مَنْ؟
هل ضد العربي والتركماني. . هل هي ضد الشيعي والمسيحي واليزيدي والصابئي؟
هل يعلم الأخوة الأكراد. . أن في طلباتهم الأخيرة فقدوا كثير من المناصرين في الجانب الشيعي، والمسيحي، واليزيدي، والصابئي، وحتى السنّي؟
أن ما يطرحه الأكراد من خارطة، وتقطيع للوطن خطير ومرفوض جداً. . وهذا لا يجوز كل فئة عراقية تقدم إحصائيات، وتعداد سنين، وخرائط وتريد الانفصال. . ومن ثم تأخذ الثروات، وتبني جيشاً، وتسن القوانين.
فغداً سيتشجع (الكلدان) أن يقولوا نريد حدود الدولة الكلدانية.
وسيتشجع (الآشوريين) أن يقولوا نريد حدود الدولة الآشورية. . وستكون هناك معارك طاحنة على ملكيّة مدينة (بابل).
وحتى (اليزيديين) سيطالبون بمدينة (سنجار) وضواحيها. . و(الصابئة) سيطالبون بمدينة (العمارة) بجنوب العراق. . والكل سيقدم تواريخ السنين، والتعداد، والإحصائيات!!.
هل يرضيكم هذا؟
قضيتكم تشبه هؤلاء من ناحية(كركوك والانفصال)!!.
السيد البرزاني يقول(من غير المعقول أن تذهب تضحيات الأكراد هباء). . أخي الكريم:للتاريخ عيون، وشهود، وليس أعمى أو أخرس. . فدعني أتناقش معك، وأنت تعرفني كم أحب الأمة الكردية وتاريخها. . فلا تنزعج من الحقائق. .
أخي الكريم:
أي تضحيات تقصد؟
هل تقصد الذين قتلوا في شوارع ومدن وقصبات وقرى المنطقة الشمالية نتيجة الصراع الكردي الكردي؟
وأي أكراد تقصد. . هل تقصد أكراد السليمانية أم أكراد أربيل؟
هل تقصد التضحيات التي أعطيت في السبعينات وقبلها؟
فالشعب العراقي العربي كان مغلوباً على أمره. . وأنت تعلم لا يتمكن فرد عراقي عربي واحد يرفض أوامر حزب البعث، والبكر، وصدام، وحتى عبد السلام عارف قبلهم. . وبالتالي الشعب العراقي العربي مسكين!!.
ولو جئنا أخي لنقطة حساسة ومهمة. . أن قادة الأحزاب الكردية صافحوا (صدام) أكثر بكثير من الأحزاب العراقية العربية. . وهل نسيت ذهابكم إلى بغداد، وكان صدام يرفس رفساته الأخيرة عام ١٩٩١ لكي تصافحونه وتتناولوا الغذاء معه؟. . لماذا أوقفتم زفكم نحو (بغداد) عندما كان الشيعة في طريقهم أليها عندما وصلوا ضواحي مدينة (المحمودية) جنوب بغداد عام ١٩٩١؟
هذه حقائق أخي الكريم. . وليس تجريح أو تسقيط، أو أفكار من وحي الخيال. . فحاشاك ولن أتجرأ على مقامك بهكذا أسلوب. . وأردت مجرد التذكير، كي توقف جماح السياسيين الشباب في حزبكم، وحزب السيد جلال الطالباني من الاندفاع. . وبالتالي سوف ينطبق عليكم المثل العراقي العتيق (لا حِضت برجيلها ولا خذت سيد علي!). . لا نتمنى هذا لكم. . فالحلم حق مشروع، ولكن التطبيق صعب، ولكل تطبيق أو إسقاط على الواقع يحتاج الظروف الملائمة كي ينمو، أو ينتشر، أو يتأسس.
ماذا نريد نحن. .
ما نريده منك بالذات لمعرفتنا بعقلك الراجح، وما نريده من الشرفاء. . هو (المصالحة) مع الوطن. . وليس بين عشيرة وأخرى، وحزب يساري مع حزب يميني، وليس إسلاميين مع علمانيين.
أن (صدام حسين) سلخ من كياننا أسم ومعنى (الوطن)، مما جعل العراقي يخجل أن يجيب على سؤال (من أي بلد أنت؟).
نريد العمل على نشر معلومة (الإنسان العراقي شيء وصدام شيء آخر). . لابد أن يعرف العالم والشعوب هذا المبدأ.
ولابد أن نلتفت إلى شعبنا ونخرجه من المحنة التي هو فيها. . ولا نزيد من غثيانه، ومحنته وضياعه بنغمة (التقسيم، وكركوك وغيرها).
قل معي…
عاش العراق. . عاش الجبل. . وعاشت النخلة الجميلة.
إلى اللقاء في حلقة أخرى أن شاء الله.
الحلقة الثالثة والأخيرة - (قدّموا مشروعهم بيد. . وضغطوا الزناد باليد الأخرى)
(من يتحمّل مسؤولية الدم الذي سال في مدينة(كركوك) نتيجة ضغط الزناد من قبل الأكراد. . ليمزج الدم العربي والتركماني معاً؟. . ومن يتحمل الدم الكردي الذي نزف طعناً أمس في شوارع كركوك؟)
السياسي العجول، وقائد الحزب أو الحركة العجول، كقائد المركبة العجول، ومن ثم يكون الخطر والانقلاب والتصادم أمر وارد الحدوث، والنتيجة عدم الالتزام بقواعد النظام، وبالأمور الفنية والأخلاقية.
نتيجة العجلة في طرح مواضيع كثيرة من الجانب الكردي، ومنها (تكريد كركوك) ألهبت المشاعر ومن الطرفين، مما جعل الطرف (العربي + التركماني) والذي يعيش في المدينة، إلى التظاهر من أجل إيصال صوت الاعتراض لجميع الأطراف، فلم يتريث الطرف الكردي لاختيار وسائل حضارية للتفاهم، بل قرروا الأكراد الضغط على الزناد ليقتلوا(٣) أشخاص، ويصيبوا (٢٦) آخرين!!.
ومضى على الحدث أقل من ٤٨ ساعة، حتى أعلنت (شرطة كركوك) العثور على (جثتين كرديتين) وسط المدينة، مطعونتين بالسكاكين والحِراب!!.
لماذا. . يا ساده يا كرام. . يا سياسيين يا عظام؟
هل الدم الكردي رخيصاً؟
هل الدم العربي رخيصاً؟
هل الدم التركماني رخيصاً؟
لا. . لا. . أن الدم المسكوب والمغدور هو غالي، وكله دم عراقي مسلم. . لا نسمح أن يسيل بهكذا طريقة تُبشر بحقبة خطيرة!.
والطرافة. . جميع الأطراف يصلّون على قِبله واحدة، ويكبّرون بنفس التكبير عند صلاتهم، ويجيدون العربية، ويقرءون القرآن!!.
مَنْ يتحمل المسؤولية؟
الجواب:كلنا يتحمل المسؤولية. . وأولنا قادة الأحزاب الكردية!.
رحماكم، ، لا تجرّوا العراق، وشعب العراق إلى حرب عرقية، وطائفية.
رحماكم، ، نريد عراقاً حراً طيباً معافى. . يجلس فيه (كاكه حمه) بجوار (عبد الحسين + قرداش كمال + جورج) في الجامعة، والمقهى، والقطار، والباص، وفي المضيف في الجنوب والجبل.
رحماكم، ، ، لا تشرخونا، لا تقتلونا، لا تقطّعوا أوصال بلدنا، ومحبتنا، وشعبنا، وعشقنا، وأخوّتنا.
المشروع الكردي لإدارة جمهورية العراق!
بعيد منتصف شهر ديسمبر الماضي عام٢۰۰٣، قدموا الأكراد مشروعهم (لإدارة جمهورية العراق الاتحادية) إلى مجلس الحكم، وكان ب (٨ فصول و ٥۰ مادة و٩ صفحات) وشرحوا فيه رؤاهم، حيث قالوا:
• العراق دولة اتحادية فيدرالية.
• النظام جمهوري ديموقراطي برلماني تعددي.
•شعار الدولة، ونشيد الدولة هو ما اعتمدته الجمهورية بعد الإطاحة بالملكيّة في ١٤ تموز ١٩٥٨.
• يكون هناك مجلس سيادة من ثلاثة أشخاص، يحكم كل واحد منهم (٣ أشهر) من السنة.
• لإقليم كردستان شعاراً، ونشيداً، وعيداً قومياً (نوروز) خاصاً بالإقليم.
• اللغة العربية والكردية لغتان رسميتان لدولة العراق// ولأبناء القوميات الحق في الدراسة والتعليم بلغتهم القومية وأينما سكنوا//.
• الثروات ملكاً لكل إقليم.
• إنشاء مجلس دستوري مؤقت للبت في الخلافات التي تحدث بين المركز وسلطات كردستان.
• ستتكون جمهورية العراق الاتحادية في المرحلة الانتقالية من (إقليم كردستان بوضعه الحالي + محافظات الوسطى والجنوبية).
•يمنع تسليم اللاجئين السياسيين.
• لا يحرم المواطن من الجنسية العراقية.
• تشكيل سلطة تشريعية انتقالية (الجمعية الوطنية الانتقالية). . // ولا يجوز ترشيح العضو الذي كان بعثيا بدرجة عضو. . وأن لا يكون منتسب اً للأجهزة الأمنية للنظام السابق//. . ويكون حائز على تأييد ٢٥۰ من أصحاب البطاقات التموينية.
كل هذا الكلام جيد، وفيه جانب من الأخذ والرد، ولكن هناك اعتماد إحصائيات لسنين معينة، وتعداد لسنين معينة دون غيرها، هي الفتيل المخيف.
ومن ثم هناك نقطة في غاية الحساسية والأهمية، وهي (ما نوع العلاقة بين المركز وإقليم كردستان؟). . لم نلمس هناك تعريفاً قانونياً للعلاقة بين سلطات المركز وإقليم كردستان، وخصوصاً عند الأزمات، وعند تهديد العراق، وعند الاعتداء على العراق، وعند المطالبة بحقوق العراق من (أرض وثروات منهو بة من دول الجوار). . الشعب العراقي بحاجة أن يعرف، ويشاهد، ويقرأ صيغة مكتوبة (هل العلاقة مصيرية بين المركز وإقليم كردستان وغير خاضعة للنقاش؟… أم هي علاقة اختيارية خاضعة للمزاج والتصويت والاستفتاء من قبل الإقليم؟!!).
نحن نريدها علاقة (مصيرية) وليس اختيارية، ولابد أن يتمم كتابتها في الدستور العراقي، وفي كل صيغة قانونية أو تنظيمية، فنحن شعب واحد، ووطن واحد(فأن تعرضت إبراهيم الخليل، أو زاخو، أو طويلة. . إلى اعتداء، أو نكبه، أو كارثة سوف نكون جميعا هناك. . وان تعرضت أبي الخصيب، ومندلي، ونقرة السلمان. . لاعتداء، أو نكبة، أو كارثة يجب أن يكون الأكراد هناك!!)
في الختام. . نعتذر أن حدث السهو في نقطه هنا أو هناك. . وليعلم جميع الأطراف. . غايتنا الوحدة، وحبنا لجميع الأطراف متساو، ونقدنا للمسيئين يبقى، وعدم قناعتنا بالاحتلال يستمر، و وهتافنا ضد تصرفات مجلس الحكم سيستمر حتى يكونوا بجانب وطنهم وشعبهم.
عاش العراق من إبراهيم الخليل حتى صفوان.
وعاش الجبل والهور.
وستبقى أشجار اللوز شامخة وأسفلها كاكه حمه + وعبد الحسين، وقرداش كمال، وجورج وغيرهم.
وستبقى النخلة العراقية شامخة تطعم الكردي، والتركماني، والعربي. . وتطعم المسيحي والصابئي، واليزيدي، وجميع المسلمين.
المسألة الكردية العراقية والحلول المستحيلة *
عمر النوري - كتابات
يتفق عرب العراق بجميع اطيافهم السياسية والاجتماعية بشأن اهمية حل المشكلة الكردية على اسس من العدالة ومبادىء الحرية والمساواة، وحتى النظام السابق ادرك هذه الحقيقة واقر لكرد العراق حقهم في الحكم الذاتي، رغم القصور الفاضح في التطبيق، والذي ادى الى افراغ الحكم الذاتي من محتواه الديمقراطي. . ولذلك نجد ان قوى سياسية عراقية تدعو الى حل جذري للمشكلة الكردية، اما باعتماد الفيدرالية نظاما في العلاقة مع كردستان العراق، او بتطوير الحكم الذاتي وتفعيله، وضمان تعبيره عن حل سياسي ديمقراطي واقتصادي واجتماع ي.
وعندما نؤكد على هذه الحقيقة، فان هذا لا يعني، ان هذا هو الاتجاه الوحيد في الساحة العراقية، بل يمكن القول، انه الاتجاه الغالب في مواجهة اتجاهات قومية واسلامية متشددة ترفض حتى الحكم الذاتي.
وقد اتاح انسحاب اجهزة النظام السابق اواخر عام ١٩٩١ من منطقة الحكم الذاتي، فرصة للاحزاب الكردية لادارة المنطقة بشكل كامل، وبصرف النظر عن مدى صحة هذا الانسحاب، والذي لم يكن مبررا مطلقا، الا انه شكل ارضية جديدة للمسألة الكردية رغم التناقضات والصراعات الدموية، التي حصلت بين الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود البرزاني (الذي سيطر على اربيل ودهوك) والاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة جلالة الطالباني (الذي سيطر على السليمانية(.
هذه الارضية تتمثل في سيطرة الفصائل الكردية المسلحة لأول مرة على كامل منطقة الحكم الذاتي، التي تم الاتفاق على حدودها بين البرزاني الاب وحزبه الديمقراطي الكردستاني وبين النظام العراقي السابق بموجب اتفاقية الحادي عشر من اذار عام ١٩٧۰.
وجاء الغزو الاميركي للعراق، والذي شكلت الفصائل الكردية المسلحة «طلائعه» في المنطقة الشمالية، ليمنح الاكراد دورا سياسيا وأمنيا، لأول مرة في تاريخ العراق، خارج المنطقة الكردية، في الموصل وكركوك وبغداد ويعقوبة وصلاح الدين. . الخ، وتصرفت تلك الفصائل بطريقة غريبة، فهي قد تمثلت في سلوكياتها سلطات الاحتلال، بل اعتبرت نفسها امتدادا لها.
وايضا، فاننا لا نسعى الى تقييم الدور الكردي في الغزو، ومدى صحة اقامة مثل هذه العلاقة مع الاجنبي على حساب الآخرين من ابناء الشعب، فلذلك مجال آخر، لكن المتابع يلاحظ ان القوى السياسية الكردية، التي تعتبر اللاعب السياسي الوحيد المنظم، والمسلح، ويرتبط مع المحتلين بعلاقة استراتيجية، تسعى الى تحقيق مطالب سياسية على حساب العرب والتركمان، مستغلة الفراغ السياسي وحالة الاحتلال، وتفكك قوى المجتمع العراقي، وانغماس بعضها في مقاومة الاحتلال سلميا وعسكريا.
ان الزعامة الكردية، على ما يبدو، تتحين الفرصة من اجل الانقضاض على «فريستها الوهمية» الوضع السياسي العراقي، من اجل الاعتراف بالفدرالية، وبضم مناطق غير كردية الى الحكم الذاتي، مثل كركوك ذات الاغلبية العربية - التركمانية والغنية بالنفط، واجزاء من (الموصل وديالي وصلاح الدين وواسط) فضلا عن تكريس نظام فدرالية بينه وبين الانفصال شعرة معاوية فقط!
وتقو ل الاخبار الواردة من العراق، ان الزعامتين الكرديتين، قدمتا مشروعا للفيدرالية الى مجلس الحكم الانتقالي، لمناقشته، وربما تسعى الى اقراره من قبل المجلس.
كما تشير الاخبار، ان مسعود البرزاني اخذ يطالب قوة الاحتلال بتثبيت «حقوق الشعب الكردي» في اليات عملية نقل السلطة الى العراقيين.
ان هذه الوسائل في التعاملات مع مشكلات العراق لا تبدو ملائمة ولا منطقية وهي اقرب الى طرح الحلول المستحيلة على المديين المتوسط والبعيد، منها الى طرح الحلول الواقعية والممكنة، وعلى ذلك نسجل ما يأتي:
- ان تحديد شكل النظام السياسي ومضمونه من اختصاص الدستور، وان اقرار الدستور من اختصاص ممثلي الشعب، الذين ينبغي ان يتم اختيارهم بطريقة الاقتراع السري المباشر، وباشراف دولي وعربي.
- ان مجلس الحكم الانتقالي، غير مؤهل لمناقشة قضايا العراق المصيرية حتى في مراحلها التمهيدية، اذ يعاني من اختلال في توازن اعضائه وما يمثلونه من قوى على الارض، كما ان تأثير ممثلي الاحزاب الكردية على الآخرين يبدو كبيرا، ومؤشراته الوزارة التي تم تشكيلها، والسياسات المتبعة، بل ان هناك من يقول انه كان للاحزاب الكردية دورا في تسمية غالبية ا عضاء المجلس!!
- ان الواقع السياسي والامني الذي يعيشه العراق اليوم، مرحلة مؤقتة انتقالية، ليست اكثر، وان استعادة الشعب وقواه الفاعلة لارادته ولقدراته على الفعل، مسألة وقت فقط، ولذلك فمن مصلحة الكرد قبل العرب، تجنب مسلك انتهاز الفرص، والتواطؤ مع الاجنبي على حساب حقوق شرائح المجتمع العراقي الاخرى، فاذا كان هناك من يتفهم مسألة التعاون مع اميركا وتقديم الدعم لها في احتلال العراق والتخلص من نظام سجل عليه الكثير من التجاوزات، فليس هناك عراقي حقيقي يمكن ان يتنازل او يتفهم التنازل عن حقوقه في ارضه ومصالحه كما هو مطلوب اليوم.
ولذلك فان اية قرارات تتخذ اليوم على طريقة استغلال الفرصة المتاحة ستكون مؤقتة ولا تكتسب شرعية قانونية او تاريخية، وعلينا وعلى غيرنا ان يستفيد من تجارب الماضي القريب، ومنها على سبيل المثال ان كل ما عمله النظام السابق واسس عليه بشكل يتعارض مع مبادىء الحق والعدالة، اصبح في حكم الملغي، وان تقادم الزمن لن ينفعه مطلقا.
ان المطلوب بناء عراق ديمقراطي متطور ومزدهر، وهذا لن يتم من خلال الاعيب السياسة والتآمر واتباع الاساليب المشبوهة في كسب اصوات البعض، ان العراق الديم قراطي يبنى فقط باعتماد الحقيقة، والجهد الوطني الصادق، وبالايمان بحق الجميع في التمتع به وممارسة حقوقه كاملة غير منقوصة، واتباع الحلول الممكنة والصحيحة في التعامل مع المشكلات المزمنة منها والآنية، اما الحلول المستحيلة فلا مكان لها معه.
هل الأكراد فوق النقد؟
إبراهيم الطائي
أتابع بألم ما يجري من جدال محتدم بين عدد من الكتاب من مختلف قوميات الأمة العراقية حول مدينة كركوك. وما آلمني أكثر هو رد الفعل الكردي العنيف ضد أي كلام يطرح حول هوية هذه المدينة وكأن الأخوة الأكراد امتلكوا الحقيقة المطلقة ومن حقهم إلغاء الآخر والوبل والثبور وعظائم الأمور لمن يتجرأ وينتقد زعيماً أو كاتباً كردياً، فتنفتح عليه أبواب الحجيم!!. فهل هذه هي الديمقراطية التي كنا نحلم بها في عراق ما بعد البعثفاشي؟ وهل الإدعاء بإمتلاك الحقيقة وإلغاء الآخر من الممارسات الديمقراطية؟
قبل أيام قرأت مقالة للكاتبة السيدة حنان أتلاي بعنوان (كركوك وملابس الامبراطور الجديدة -) عما يدور من سجال عن هذه المدينة العراقية المعروف عنها أنها كانت ولحد وقت قريب، مدينة القوميات المتآخية، واستشهدت الكاتبة بتصريح جميل للسيد جلال طالباني إثناء زيارته لتركيا وما يناقض تلك التصريحات على أرض الواقع من قبل الأخوة الأكراد. ثم ذكرت ما يحصل من ملابسات وتصريحات من قبل عدد من الأخوة الأكراد حول فصل هذه المدينة عن العراق والإدعاء أنها (. . . جزء لا يتجزأ إداريا وجغرافيا وتأريخيا من كردستان العراق). . . وما يمكن أن يجلب هذا العمل من عواقب وخيمة على الوحدة الوطنية. المهم أن الكاتبة قدمت أفكارها بشكل هادئ وموضوعي ودون استفزاز. لكن بعد بوم واحد فقط انهالت ضدها المقالات الصاخبة والعنيفة من الأخوة الأكراد وبصوت واحد وبشكل منسق وكأنها دعت المسلمين إلى الكفر والإلحاد والعياذ الله. والغريب أن أغلب الذين ردوا على السيدة أتلاي هم من الأكراد الذين يعيشون في الدول الغربية الديمقراطية المفترض بهم أن يتعاملوا مع الرأي الآخر بالموضوعية وليس بالعواطف المشبوبة والإنفعالات العنيفة حيث فقدوا توازنهم ولجئوا إلى الهجوم العنيف ضد الكاتبة دون أن يتقربوا ولو قليلاً من الموضوع بل اتبعوا أسلوب التسقيط والتهريج والتهكم وانهالوا عليها يتهم الطورانية وما انزل الله بها من سلطان.
يقول بن خلدون:(المغلوب مطبوع على طبيعة الغالب)، أي أن المظلوم يحاول تقليد الظالم في سلوكه. وما يطرحه الأخوة الأكراد في كتاباتهم ضد من يختلف معهم في الرأي هو تقليد لإسلوب البعثيين. فماذا لو التزم الأستاذ هيفار عبدالله وكارزان خانقيني وغيرهما بالموضوعية وأسلوب الإقناع بدلاً من الشتم والإدعاء بأن كركوك قدس الأقداس وهي أهم عندهم حتى من الكعبة!!!
أغلبهم تجنبوا الموضوع ولم يناقشوا المواضيع المطروحة، بل اعتمدوا التهجم والتسقيط ضد الخصم. فلماذا هذا العنف في الجدال ولماذا تفقدون رشدكم عندما يطرح أي كاتب ولو نقداً خفيفاً للقيادة الكردية، وتعاملون قيادتكم كأنهم فوق مستوى البشر معصومين عن الخطأ؟ ومتى تتعلمون الحوار الديمقراطي المتحضر؟ كذلك أسأل:
هل أنتم عراقيون أم لا؟ وإذا كنتم عراقيين، فلماذا تفرضون الغرامة على كل عراقي يدخل العراق من زاخو؟ حصل هذا لصديق عراقي سافر قبل شهر بسيارته، من إحدى الدول الأوربية التي كان مقيماً فيها لخمسة عشر عاماً وعاد إلى العراق عن طريق تركيا.
فلم يدفع أية غرامة عند مروره بالدول الأوربية عدا رسوم الترنسيت البسيطة، إلى أن دخل العراق من زاخو. وهنا أرغمه الأخوة الأكراد على دفع ٤۰۰ دولار ضريبة الدخول ولما احتج، قالوا له أنك تدخل كردستان وليس العراق. فهل هذا هو السلوك الصحيح من جهة رسمية تدعي الإنتماء للعراق؟
وكما طرحه عدد من الكتاب العراقيين الحريصين على سلامة شعب العراق ووحدته ومستقبله، فهل من المناسب طرح قضية كردستان الكبرى وبالأخص قضية كركوك في هذه المرحلة العاصفة التي تهدد مستقبل العراق؟ أليس من الأجدر بالقيادة السياسية الكردية ومن ورائها المثقفين الأكراد أن يعوا المخاطر المحيقة بنا جميعاً ويتركوا هذه الخلافات جانباً في الوقت الحاضر والتركيز على الأولويات إلى أن تمر العاصفة بسلام وتستقر الأمور وتنبثق الحكومة الديمقراطية المنتخبة ومن ثم طرح هذه القضايا الخلافية ومناقشتها؟
يجب أن يعرف الأخوة الأكراد أنهم ليسوا وحدهم الذين عانوا من النظام الفاشي المقبور، بل جميع مكونات الشعب العراقي قد عانت من نظام العهر ودون استثناء.
كما إن الأخوة الأكراد كانوا في وضع أفضل من غيرهم حيث تنعموا بنوع من الإستقلالية بعيدين عن ظلم صدام وحزبه الفاشي خلال ١٣ عاماً الأخيرة في الوقت الذي كانت فيه بقية الشعب العراقي تعاني من هذا النظام الفاجر الجائر.
لذلك، ندعو الأخوة سامحهم الله أن لا يركبوا رؤوسهم ويستغلوا الفراغ السياسي في العراق وضعف الحكومة في الوقت الحاضر فيحاولوا تمزيق العراق إلى كانتونات. فإذا حصل المحظور، فليس هناك مهزوم ومنتصر، بل هناك مهزوم فقط، سيعم الخراب كل العراق بكل قومياته وطوائفه وبذلك تكونون قد ساهمتم بفعالية في تحقيق أمنية المجرم صدام حسين عندما قال:(الذي يحكم العراق من بعده يستلمه خرائب بلا شعب( .
الاكراد يسرقون مشروع اوزال. . السياسة مصالح
د. زكي ظاهر الاماره
نشرت صحيفة (حريت) التركية بتأريخ ٤-٢-١٩٩١ على صفحتها الاولى (خريطة اوزال) لكونفدرالية عراق (ما بعد صدام)، وقد ذكرت الصحيفة ان الرئيس التركي الاسبق تورغيت اوزرل يبحث مع الولايات المتحدة الامريكية آنذاك مشروعه الذي يقوم على اساس كونفدرالية عراقية تتألف من ثلاث مناطق متساوية الحقوق.
- منطقة كردية وتضم محافظتي السليمانية واربيل.
- منطقة تركية وتضم محافظتي كركوك والموصل.
- وتضم المنطقة الثالثة (العربية) بقية المحافظات.
ومن الواضح ان هذا المشروع يهدف الى امرين، السيطرة التركية على المنطقة من خلال عزل الاكراد عن بقية العراق اولاً، حيث ستتمركز المنطقة التركية في الوسط بين المنطقتين، ومع سيطرتها على النفط وهو الهدف الثاني ستتحقق لها السيطرة على المنطقة الكردية واضعاف العراق بسيطرتها على نفط كركوك في الوقت الذي ستكون مشرفة على اوضاعه عن قرب.
ومن المعلوم ان العامل النفطي فاعل رئيسي كونه هدف سياسي استراتيجي. فكما ان هذا العامل هو احد الاهداف الكبرى في الاستراتيجية الامريكية التي دفعتها لخوض الحرب مع العراق، فهو كان ولايزال كذلك في صلب اجندة الاخوه الاكراد ومحط انظارهم على الدوام.
وها هم اليوم يعلنون المطالبة بكركوك واستقلاليتهم على خطا مشروع اوزال ولكن بدون المنطقة التركية، بل وابتلاعهم ما كانت تطالب به الحكومة التركية آنذاك.
وكانت مقاطعت مسعود البرزاني لبول بريمر في احدى اجتماعاتهم الاخيرة الاسبوع الماضي حيث قال له (ان الشعب الكردي يريد الاطمئنان على تحقيق ما طالب به من كونفدرالية)، ما هي الا تأكيد على نوايا الاكراد التي لم تكن خافية على احد.
فقد وجه (كاتب المقال) العبد لله بعيد سقوط الطاغية صدام ومن على شاشة الفضائية الكويتية اربعة رسائل كان من بينها رسالة الى الاخوة الاكراد مفادها، ان لايستغلوا ظرف العراق الاستثنائي ومساندة الولايات المتحدة الامريكية لهم لتحقيق اهداف معينة على حساب العراق.
وقد تمنينا على الاخوة الاكراد في مقال سابق حين اشتد اوار ازمة احتمال دخول القوات التركية الى شمال العراق، ان يثمّنوا وقفة العراقيين العرب الى جانبهم في منع دخول الاتراك وجعلهم ذراعاً مسلطاً على الاكراد لتقزيم اي طغيان محتمل منهم.
وقد سلّطنا الضوء في اكثر من مقال سابق على تصريحات وممارسات السيد هوشيار زيباري وطالبنا بسبر غور النوايا الكامنة وراءها.
فهنالك اسئلة كبيرة تبرز وراء مغزى تصريحات زيباري عن ضرورة قيام الانتخابات عام ٢۰۰٥، واعادة تعيينه لبعض رموز النظام السابق كيحيى مهدي (سفير صدام في بلغاريا) والمحمداوي وكيل محمد الدوري في الامم المتحدة.
هل كان السيد زيباري لا يبتغي الاستقرار للعراق من اجل تحقيق مصالح الاخوة الاكراد على طريقة (مصائب قوم عند قوم فوائد) مثلاً لينفذوا اجندتهم التي طرحوها مؤخراً؟!.
ان اللهاث وراء المصالح والاستحواذ على كركوك النفطية امر لا ينم عن الاخلاص للعراق ومصلحته العليا وهو يذكرني بكاريكاتير لاحدى الصحف العراقية وهي تسخر من طاهر يحيى (رئيس وزراء العراق الاسبق) حينما تم تنحيته، وقد اظهر الكاريكاتير يحيى وهو يحمل كيساً كبيراً على ظهره مليء بالدنانير العراقية وقد سقط منه دينار واحد فبدا مشيراً اليه وهو يقول هذا للشعب وما في الكيس فهو لي.
نحن لا نعترض على حق الشعب الكردي في تحقيق مصيره كما يشاء، بل ونحاول ان نعمل على تحقيق ذلك، ولكن لا يوجد فرد عراقي مخلص يرضى بذلك على حساب المصلحة العراقية العليا.
اما ان تصبح القوة هي المتكلم الوحيد في عالم اليوم فهو امر لا يصب في مصلحة احد، وليدرك الجميع ان عليهم عدم اللعب بالنار ان ضعف العراق قليلاً. وليتذكر الاخوة الاكراد عدم استقرارهم وفقدهم الكثير من طاقاتهم البشرية عبر العقود الماضية مما يوجب عليهم الاسهام في استقرار العراق بدلاً من العمل على زعزعته.
كما ان على الولايات المتحدة الامريكية ان تدرك ذلك جيداً وتعمل على تحقيق الامن وصون المصالح العراقية العامه بكل جدية والا فالعراقيون لايتقبلوا ضياع حقوقهم نهباً، وان ما يحدث من اعتداءات على قوى التحالف وبعض المواقع العراقية ما هو الا ردود فعل بسيطة معروفة الدوافع والتوجهات، ولكن اذا ما احس الشعب العراقي بالغدر فسيكون للامر حديث آخر فالمقاومة الحقيقية لم تبدأ بعد.
مظاهرات الأكراد في كركوك تطالب بطرد العرب والبارزاني يحدد المطالب: نرفض فيدرالية المحافظات ونريد فيدرالية إقليمية
زهير الدجيلي
«نرفض فيدرالية المحافظات ونريد فيدرالية إقليمية» هذا ما يؤكده زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود البارزاني، وعضو مجلس الحكم الأنتقالي بعد اعتكافه في أربيل . الأكراد تظاهروا في كركوك ورفعوا أعلام كردستان بعد ثلاثة أيام م، مقال صريح وجهه البارزاني للجميع. وفي تلك المظاهرات غاب العلم العراقي. وكان مطلبهم الرئيسي:كركوك عاصمة كردستان، محافظ كركوك السابق رزكار علي قال:يجب طرد العرب، وأمين عام التجمع العربي في كركوك إسماعيل عبدالحسين العبودي، يرد:«إنه الهدوء الذي يسبق العاصفة. . . إذا لم تتخذ الإدارة قراراً بوقف التجاوزات فنحن على شفير حرب أهلية».
وقبل أيام نشر الزعيم الكردي مسعود البارزاني مقالة في جريدة «التآخي» لسان الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يتزعمه، فآثارت المقالة انتباه المراقبين للوضع العراقي, ليس فقط للمقدمة التي بدأ بها البارزاني مقالته إنما لأنها جاءت وسط أجواء لا تخلو من إشاعات كثيرة، تتحدث عن جفوة بين البارزاني ومجلس الحكم، وعزوف منه عن المشاركة الواضحة في أنشطته، وكذلك جفوة بينه وبين جلال الطالباني تروي حولها تلك الإشاعات قصصاً عن خلافات بدأت تظهر منذ أن بدأ الطالباني ينشط كشخصية بارزة في مجلس الحكم الانتقالي، وقد يكون نشاطه البارز هذا «من وجهة نظر زعامات كردية أخرى» اندفاعاً وحماسة على حساب المشروع القومي الكردي.
فيدرالية أم تقسيم؟
والسبب وراء جفوة البارزاني وانكفائه إلى كردستان كما تقول مصادر مطلعة لـ «الزمن» هو أن مشروع الفيدرالية من وجهة النظر القومية للأكراد ومن وجهة نظر البارزاني وحزبه بالذات واجه موقفاً معارضاً غير متوقع ليس فقط من حلفاء داخل مجلس الحكم إنما من الحلفاء الدوليين الأساسيين، وهما الولايات المتحدة وبريطانيا اللتين توصلتا إلى قناعة بأن على الأكراد أن يستبعدوا من خططهم فكرة الفيدرالية الإقليمية بين إقليمين أحدهما كردي والآخر عربي، وأن فيدرالية سياسية بمعناها الجغرافي هذا الذي يعطي منطقة كردستان حدودها الجغرافية والسياسية هو أمر غير مقبول من المحيط الخارجي للعراق ومن أغلبية سكانية عراقية، وكانت واشنطن ـ حسب تلك المصادر ـ قد أبلغت وجهة نظرها هذه للأكراد قبل سقوط نظام صدام وحتى قبل الحرب بفترة.
ما قاله مسعود البارزاني
وبالطبع فإن معظم الأكراد يرفضون هذا المنطق من حلفاء الأمس واليوم، ويعتبرونه مقدمة لغدر طالما تعرضوا له على حد قول مسعود البارزاني، وهذا ما دفعه إلى القول في بداية مقالته:«منذ فترة وأنا أشعر بالقلق وعدم الارتياح إزاء مسألة الفيدرالية ومستقبل العراق والكرد، لذا وجدت أنه من الضروري أن أطرح في هذا المقال وجهة نظري وفهمي الشخصي حول كيفية معالجة القضية وكذلك تجاه بناء عراق ديمقراطي برلماني فيدرالي وتعددي حزبي».
وكان مقال البارزاني حسب رأي تلك المصادر، بمثابة مذكرة إيضاحية للرد على ما طرح من أفكار وتوجهات لصياغة النظام السياسي في العراق، إن كان ذلك داخل مجلس الحكم أو خارجه، أو من قبل إدارة برايمر، وأبرز تلك الطروحات هي «فيدرالية المحافظات العراقية» بدلاً من «فيدرالية الأقاليم» فأصحاب هذا التوجه يرون في الحكم الذاتي غير المركزي للمحافظات واستقلالية القرار الإداري فيها حلاً للإشكاليات والصراعات بين الفئات العرقية والطائفية ويضمن وضعاً ديمقراطياً للمواطنة العراقية مهما كانت انتماءاتها القومية أو الدينية ويعتقدون في نفس الوقت أن فيدرالية الأقاليم، وإعطاء حدود جغرافية وسياسية لها يعني ذلك تقسيماً واقعياً للعراق، قد يتوحد اليوم ولكنه قابل للانفصال في الأزمات.
صدمة الأكراد
وحسب ما قاله البارزاني، فإن الأكراد لم يتوقعوا بعد كل ما قاموا به من أدوار في تحرير العراق من الحكم الديكتاتوري أن يواجهوا هذه المواقف التي تحول دون احتفاظهم بوضعهم الإقليمي وبخصوصيتهم السياسية والقومية، وأن يدفع الآخرون إلى الخلف طموحاتهم ومكتسباتهم التي هم على استعداد للقتال من أجلها، إذا اضطروا لذلك، كما يلوح بذلك البارزاني في مقالته، وهو يقول أيضاً:«إن الغاية من عملية تحرير العراق ومشاركة ـ بشمركة كردستان ـ لم تكن إسقاط النظام البعثي فقط بل كان أيضاً لضمان حقوق الشعب الكردستاني، وكان هناك اتفاق واضح وصريح على الخطوط الأساسية لعراق المستقبل، لذلك فإن على أي طرف هدفه توحيد العراق الالتزام بهذه الخطوط الرئيسية ويجب أن يحافظوا على خصوصية إقليم كردستان أرضاً وقومية وشعباً». وبالطبع فإن ما صدم الأكراد هو أن البعض الذي كان قد اتفق معهم على تلك الخطوط قد تراجع الآن، وبات ينظر إلى هذه الحقوق على أنها سعي نحو الانفصال وإقامة كيان كردي قد يؤدي إلى تغيير خريطة العراق والمنطقة، وهذا ما دعا مسعود البارزاني إلى العزلة والانكفاء نحو كردستان، وإعلان الرفض لما يجري تدواله من مشاريع يرى فيها إجحافاً بحق الطموحات الكردية.
نرفض فيدرالية المحافظات
يقول مسعود البارزاني في مقالته:«إن هناك بعض الأطراف العراقية، والأجنبية تطرح فيدرالية المحافظات المرفوضة من قبلنا، لأن الشعب الكردي على امتداد تاريخه لم يناضل من أجل فصل المحافظات الكردية عن بعضها، بل ناضل من أجل حماية حدود كردستان التاريخية وليس تفكيكها، أما وفق مشروع فيدرالية المحافظات، فإن مكتسبات الكرد في عام ١٩٧۰ كانت أكثر مما ينادى به الآن»، في إشارة من مسعود البارزاني إلى بيان ١١ (مارس ـ آذار) الذي أبرم مع نظام صدام عام ١٩٧۰ واعترف فيه النظام السابق آنذاك بحقوق الأكراد، لكنه لم يطبق ما نص عليه الاتفاق فاندلعت الحرب بينهما من جديد.
وإذا كان مسعود البارزاني يعتبر الآن بيان ١١ (مارس ـ آذار) السابق الذي أبرمه الأكراد مع نظام صدام أفضل بكثير من ناحية المكتسبات من نظام فيدرالية المحافظات المطروح الآن، فهذا يعني أن المشكلة الكردية ستبرز من جديد على سطح الأحداث العراقية وربما تصبح «أم المشاكل» في المستقبل القريب ما لم يجر الاتفاق على حل ولكن ما هو الحل؟
لا حل وسطاً
لا يرى معظم الأكراد حلاً وسطاً، فما يطالبون به هو أقل ما يمكن قبوله، على حد قول مسعود البارزاني، فهذا الأقل هو «المحافظة على خصوصية منطقة كردستان أرضاً وشعباً وقومية، والمحافظة على الوضع السياسي في كردستان وترك الشعب الكردي يدير شؤونه بنفسه، وضم المناطق الأخرى إلى جغرافية كردستان وبالأخص كركوك وغيرها من المناطق التي يعتقد الأكراد أنها سلبت من إقليمهم نتيجة سياسات الحكومات السابقة»، ويقول البارزاني مبرراً هذا المطلب الأساسي للأكراد:«إن القضية الكردية هي ليست قضية (مواطنة) فحسب لكي تعالج في جو ديمقراطي من قبل ممثلي هذه الجهة أو نيابة عنها، بل إن قضية «الكرد» هي مسألة سياسية ووطنية وقومية، حيث تم بعد الحرب العالمية الأولى تقسيم وطنه «كردستان» دون إرادته على بعض الدول وكانت النتيجة أن ألحق بالعراق الجزء الذي يسمى الآن «كردستان العراق».
ما معنى ذلك؟ معناه لدى مسعود البارزاني هو تصحيح الوضع التاريخي والنظر إلى موضوع الأكراد ليس من باب أنهم مواطنون عراقيون، إنما من باب أنهم مواطنون كردستانيون، تم تقسيم وطنهم وألحق جزء منه بالعراق دون إرداتهم» (!) وبالطبع هذا الفهم أساس العلاقة القائمة الآن بين الوضع في كردستان العراق وباقي أجزاء العراق الأخرى، ومثل هذه الصورة لا تثير فقط تلك الأجزاء العراقية التي باتت تشعر أن المشروع الكردي يعني تقسيم العراق اليوم أو غداً، وتشاطرها هذا الشعور جهات كثيرة عربية وأجنبية.
الخلل في توازن القوى
والخلل في توازن القوى ـ كما تقول بعض المصادر ـ يجعل التفوق دائماً للطرف الأقوى، وإذا كان هروب واختفاء صدام حسين قد أدى إلى التوافق وضبط الصراعات خشية عودة العدو المشترك إلى الساحة من جديد فإن إلقاء القبض على صدام يعني نهاية حاسمة لقوى النظام السابق وسقوط تلك الخشية وذلك التوافق على العدو المشترك ما يؤذن بظهور أسباب الخلاف بين القوى المهيمنة الآن على الساحة السياسية، وبنظرة إلى الخريطة فإن الأكراد الآن هم القوة المنظمة والأقوى وهذا ما يعطيهم شعوراً بأنهم قادرون على الدفاع عن ما بنوه خلال اثني عشر عاماً مضت، وهذا ما نلمسه في مغزى العبارات التي وردت في مقالة البارزاني حين قال:«وينبغي عدم التفكير بأي شكل من الأشكال في فرض صيغة غير مقبولة على الشعب الكردستاني لأنها بالتأكيد تؤدي إلى نتائج غير مرضية، ولا نحبذ أن يلجأ الكرد إلى خيارات أخرى».
تظاهرات كركوك
وبعد مقالة الزعيم الكردي مسعود البارزاني بثلاثة أيام قامت تظاهرات كردية حاشدة في مدينة كركوك تطالب بجعل كركوك عاصمة لكردستان، واحتشد ما يقارب من العشرين ألفاً في التظاهرات، وحسب وكالة «فرانس برس» فإن المتظاهرين غيّبوا كل المظاهر العربية في المدينة، واعتبرت تلك المصادر أن الزعامة الكردية ساعدت على رفع درجة الحماس لدى الأكراد حيث قال أحد البارزين الأكراد في المظاهرة (تورهان محمد) وهو يلوح بصورة مسعود البارزاني:«مضى علينا ثمانية أشهر ونحن صامتون وحان الوقت لأن نثبت حقوقنا، وهتف كمال كركوكلي ممثل الحزب الديمقراطي الكردستاني في كلمته بالمظاهرة التي غابت عنها الأعلام العراقية وارتفعت فيها أعلام كردستان والأحزاب الكردية والأعلام الأميركية، «كركوك ستبقى عاصمة كردستان».
إلى أين تمضي سياسات زعامات أكراد العراق؟
عبد الرحمان مجيد الربيعي
اصبح المحب للعراق العربي خائفا. هذا العراق الذي علم العالم الكتابة ومن ارضه بدأت رحلة ابي الانبياء ابراهيم الخليل بلد سومر واكد وأشور وبابل، بلد العدل والحق حيث اولي الشرائع شريعة العظيم حمورابي التي نظمت العلاقات بين البشر وبشفافية رائعة، واعتمدتها الامم المتحضرة في دساتيرها، واستلهمت من ردحها المتسامحة قوانينها.
البلد الذي ظهرت منه احدي اجمل ملاحم الدنيا ملحمة جلجامش والتي يتجدد حضورها في كل اللغات الحية بكل ما حملت من معان وعبقرية شعرية تعود الي الاف السنوات قبل ولادة السيد المسيح عليه السلام.
نعم، ان محبي العراق خائفون عليه اذ ان ملامح الفتنة قد بدأت تظهر وتبرز نتنها الخفي الكامن الذي خبأه اصحابه وراء شعارات اتضح انها مجرد اقوال حتي يجدوا لهم موقعا وبعده يبدأ هجومهم.
وكان الخوف في البداية من التقسيم الطائفي، والدليل الذي اكد لي مخاوفي هو طريقة ادخال من كانوا يسمون بالمعارضين واصبحوا (موافقين) و(مذعنين) و(راضخين).
وكان تشكيل مجلس بريمر علي اساس عرقي وطائفي من اناس لا يمثلون حتي الطوائف والاعراق التي اعتمدوا كناطقين باسمها هو بداية اشعال الفتيل في (تحاصص) بغيض لم نكن نعرفه ولم نؤمن له، فقد ولدنا وطنيين، فخورين بماضينا التليد الذي لم يحنطنا ويشدنا للوراء بل كان ضوءا للآتي والقادم من الايام.
اما انتماؤنا الي جغرافيا عربية واسعة من حدود هذه الارض الشرقية التي مثل العراق بوابتها الي بوابتها الثانية المغربية المطلة علي الاطلسي فكان يجعل الواحد منا يحس بالقوة والزهو عندما يري ان هذه الارض قد اوصلت الحضارة الي اوروبا وعلمتها ما لم تعلم (حضارة الاندلس) وصولا الي الصين ايام مجد الخلافة العباسية.
مرت بنا ـ كوطن عربي ـ ظروف اكثر من صعبة وتوالت الاحتلالات، كل احتلال يسلمنا الي اخر، ومع هذا لم ينكسر هذا الوطن الناطق بلغة الضاد من المحيط الي الخليج، ولم يذعن حتي بعد ان زرعوا في قلبه كيانا لقيطا عنصريا اصوليا اعمي اسمه اسرائيل واعترفت به الامم المتحدة علي حساب تشرد الملايين، ومازالوا علي حالهم رغم ان ٥٥ عاما قد مضت علي انشاء كيان الاغتصاب هذا.
ومع كل مانالهم لم يرضخوا واعتبروا فلسطين مسؤولية لا الجيل الحالي فقط بل والاجيال التالية ايضا.
ثم ها هو العراق الواحد الموحد وقد تحول الي ما يمكن ان نسميه عراقات اقولها والغصة في الصدر لان بعض الذين ينتمون اليه قد قايضوا ارادة الوطن واستقلاله وقبلوا ان تجتاحه قوة لا رادع لها مقابل ان تسميهم حكاما!
لعل من اصعب القضايا التي عاناها العراق منذ بداية تأسيس الدولة العراقية عام ١٩٢١ قضية الاكراد الذين يقطنون بشكل رئيسي في المناطق الشمالية حيث الجبال الحصينة.
ومن المؤسف ان تواجدهم هناك وتحت ضغوط بعض زعمائهم القبليين قد حولوا نسبة كبيرة منهم الي بنادق للاتجار، وكلما ارادت دولة او فئة اقلاق الحكومة المركزية في بغداد لجأت اليهم، ليس في العهد الجمهوري فقط بل وفي العهد الملكي ايضا بدليل ان البرزاني مصطفي قد عاش حياته مبعدا في الاتحاد السوفييتي واعاده للعراق الزعيم عبد الكريم قاسم وعاد عن طريق بغداد حيث اقيمت الاحتفالات بعودته وسارت المظاهرات المرحبة، ولكن ما ان استقر به المقام حتي (عادت حليمة الي عادتها القديمة) واعلنوا الحرب التي سالت بسببها دماء كثيرة، في عهد قاسم وعهد عبد السلام عارف واخيه عبد الرحمان ثم البكر فصدام.
وكانت علاقتهم بشاه ايران قوية. وامدهم بالسلاح ليرهقوا النظام المركزي، ولكن ما ان وقع صدام وكان نائبا للرئيس وقتذاك عام ١٩٧٥ اتفاق الجزائر الشهير مع الشاه عام ١٩٧٥ حتي فر الملا مصطفي واتباعه وتركوا الالاف من المشردين الجياع.
وقد تسني لي شخصيا ان اكون ضمن وفد من الادباء والصحافيين الذين زاروا المنطقة الشمالية وصولا الي الحدود الايرانية فلم نجد غير البؤس والالم والمرض.
ووصلنا حتي الي قصر البرزاني المبني علي سفح جبل، له ابواب خلفية تؤدي الي الحدود الايرانية، ومنها كان فراره، ومن ثم موته بالسرطان.
وعندما اشتعلت الحرب العراقية الايرانية كان زعماء الاكراد مع الايرانيين ضد العراق الذي من المفترض ان يكون وطنهم. وبانتهاء الحرب فروا من جديد وتسني لي ثانية ان اكون مع وفد من الادباء والكتاب المعروفين حيث وصلنا الي قمة اعلي جبل عراقي في الحدود مع ايران!
ولما رسم الامريكان ومعهم البريطانيون خطوطا في الشمال والجنوب عادت البنادق لتكون مع الامريكان وليصبح شمال العراق مرتعا لكل من حمل العداء للعراق الواحد رغم انهم انقسموا الي كيانين داخل هذه المنطقة توزعهما الطالباني والبارزاني اللذان يكن احدهما للاخر العداء الذي لم يلبث ان ينفجر مما اضطر البارزاني للاستنجاد بالرئيس العراقي السابق صدام ليبعد قوات الطالباني عن عاصمته اربيل التي كادت ان تستولي عليها.
اما وفي ظل الاحتلال فصار اكراد العراق وكأنهم القومية الاولي ما داموا المفضلين لدي المحتلين، ودخل الزعيمان الطالباني والبارزاني ومعهما سياسيون اكراد اخرون مجلس بريمر وصار منهم وزير الخارجية (زيباري) ـ علي فكرة لمن لا يعرف هو خال مسعود البرزاني ـ في وزارة مجلس حكم بريمر، واختيار كردي لوزارة الخارجية ليس امرا بريئا ابدا ـ رغم انني ابعد ما اكون عن الشوفينية ـ وانما لاغراض قادمة اخري ستلقي تبعتها عليهم (الاعتراف باسرائيل الذي اصبح مسألة وقت فقط واتمني ان اكون علي خطأ) نظرا لعلاقات زعاماتهم القديمة باسرائيل، وهو امر معروف.
ان الاكراد يحسون اليوم وبحكم الدلال الامريكي الممنوح لهم بسخاء انهم يعيشون في ازهي عصورهم ـ كأن ليس هناك احتلال ـ وان الفرصة سانحة جدا لهم ليحققوا كل ما ارادوه وحلموا به وهو تأسيس دولة في شمال العراق. لكن لابد لهذه الدولة من مقومات اقتصادية قوية لن يحققها الا ضم كركوك المعروفة بخزينها النفطي الهائل.
هل صدفة ان يطالبوا مجلس الحكم ـ وهم فيه ـ ولكن الرسالة موجهة الي الادارة الامريكية المحتلة بضم كركوك لفدراليتهم؟
وهل صدفة ان يجيشوا المظاهرات في كركوك التي حشدوها من المدن الكردية الاخري للمطالبة بهذا الضم؟
ولنلاحظ ان المتظاهرين ـ وهم عراقيون او من المفترض هكذا ـ لم يكونوا يرفعون علم العراق الوطني بل العلم الكردي ومعه العلم الامريكي الذي بات حرقه طقسا وتقليدا في كل تظاهرات العالم الا في كركوك فهل صدفة (ايضا) ان يطلب الزعيمان الكرديان من اتباعهما رفع العلم الامريكي لا العلم الوطني؟
انهم متسرعون يريدون (نهب) كل ما يريدونه رغم انه لا بريمر ولا مجلس حكمه ولا الوزراء ومن يحركهم من مستشارين صهاينة يملكون حق منحهم مدينة مثل كركوك وهم قوة احتلال وفق قرار اممي؟
ثم ان كركوك مدينة تمثل التعايش العراقي في احسن صوره، ان الاكثرية هم من التركمان وبعدهم العرب والاكراد وكذلك هناك كل الديانات من المسيحيين بطوائفهم والمسلمين بطوائفهم كذلك وقد اتسع لهم قلب هذه المدينة. ثم ان طوز خرماتو هي مدينة تركمانية بالكامل تقريبا، والقري المسيحية التابعة للموصل، والعربية او المختلطة التابعة لمحافظة ديالي (وكلها مدن يطالب الزعيمان الكرديان بضمها الي فدراليتهما).
ولا احد يجرؤ وتحت اي ظرف كان ان يسمح بان يتم الاستيلاء علي هذه المدن مهما كان الرضا الاحتلالي ومهما كانت العلاقة بين الاثنين قوية، ثم ان كركوك يعتبرها الاتراك خطا احمر، ولا يسمح للاكراد بان يجعلوا التركمان اقلية في فدراليتهم (التعبير مجرد لعب بالمصطلح اذ هي دولة ستتسع لاحقا لما يسمونه كردستان التاريخية).
وما تحذيرات عبد الله غول وزير الخارجية التركي من المساس بوحدة العراق الا رسالة موجهة للزعيمين الكرديين المنتشيين في ظلال الاحتلال ورضاه عنهم بان لا يلعبا بالنار.
وفي كل ما سيحصل او ما حصل يبقي الشعب العراقي الخاسر الوحيد، بعربه واكراده وتركمانه وفئاته الاخري.
ومن هنا ينبع الالم ونضع ايدينا علي قلوبنا خوفا.
العراق اليوم بأيد ليست امينة.
الاكراد لجأوا الي العراق
عبر مؤخرا الاكراد وزعيمهم مسعود البارزاني عن نياتهم واطماعهم المبيتة بخصوص ابتلاع مدينة كركوك الغنية بالنفط الي جانب مناطق عراقية استراتيجية اخري بالقرب من الموصل وبغداد. ويتناسي هؤلاء الاكراد ان العراق ارض النهرين استقبلهم بعد ان هربوا من وجه الايرانيين اثناء فشل دولتهم التي اعلنوها في ايران عام ١٩٤٦، والغريب ان دولتهم هذه حملت اسم (مهاباد) وليس (كردستان). ويخبرنا ابو تاريخ الاكراد الروسي (باسيل نيكيتين)، ان الالاف من ابناء عشيرة الجاف الكردية نزحوا اصلا الي العراق من ايران، وان اكراد العراق نصفهم في مدينة السليمانية. اما النصف الاخر فيتوزعون علي عموم اراضي العراق. أما الاكراد خارج السليمانية ويقدرون بالالاف قدموا الي العراق من تركيا بعد فشل ثوراتهم ضد الاتراك. وبعد ان تكاثر هؤلاء الاجانب في العراق بدأوا يطالبون باغتصاب واحتلال اراض عراقية حوتهم وقدمت لهم الملجأ والمأكل والملبس. والسؤال المطروح هنا، لماذ لا يخرج العراقيون بكل اطيافهم في مظاهرة تكون من حيث العدد الاكثر في تاريخ العراق ليبرهنوا وويوضحوا للعالم أجمع ومؤسساته المختلفة ان العراقيين يعترفون بحقوق الاكراد مثلما يعترفون بحقوق الكلدان والتركمان والاكراد واليزيديين والصابئة والارمن، ولكنهم في الوقت ذاته سيضعون حدا لكل من تساول له نفسه اغتصاب اية بقعة من وطننا الحبيب!؟
لمصلحة من مايجرى فى كركوك الآن؟
صبرى طرابيه
محام وباحث مصرى
هل من المروءه قتل الآمنين والمسالمين واطلاق الرصاص على المتظاهرين؟ وهل
الديمقراطيه تعنى اطلاق الرصاص على التظاهرات السلميه؟
وهل حرية الرأى تعنى أن أعبر عن رأيى فى أمان وسلام واذا
تظاهر الآخرون أوجه لظهورهم رصاصات الغدر؟
وهل رفع
السلاح على شركاء الوطن هو أنجع الوسائل لحل الخلافات؟
وهل استنفذت الزعامات القبليه الكرديه كل وسائل الحوار
ولم يتبق لديها سوى طلقات الرصاص؟أم أن تلك القيادات
لاتجيد سوى لغة السلاح كوسيله وحيده للحوار؟. . . .
لقد
قلت - ومنذ سنوات - وهذا رأيى الذى لن أحيد عنه أن تلك
الزعامات الكرديه الفارغه اعتادت على رفع السلاح بلا هدف
سياسى واضح حتى صاروا يسخرون السياسه لخدمة السلاح وليس
العكس، أى أنهم خالفوا القاعده الاساسيه وهى أن السلاح
واستعماله وسيله وليس غايه فى حد ذاته فصار رفع السلاح
هو غايتهم دون بلورة رؤيه سياسيه محدده. وعندما يكون رفع
السلاح هو الغايه فى حد ذاته وعندما لايملك الانسان هدفا
محددا يمكن تحقيقه يصير رفع السلاح ضربا من ضروب
الانتحار ووسيله للقضاء على النفس قبل الغير. واذا عدنا
الى الحوار بطلقات الرصاص الذى جرى على أرض كركوك الأبيه
منذ أيام قلائل لوجدنا مثالا حيا لما اقول. . .
اذ قامت
عصابات البشمركه الكرديه باطلاق الرصاص على جمع من
المتظاهرين العرب والتركمان فأوقعت عددا من المصابين
والشهداء فى صفوف المتظاهرين الذين خرجوا للتعبير بطريقه
سلميه حضاريه عن رفضهم لضم كركوك المتعددة الثقافات
والأعراق والأديان لما يسمى بكردستان وكانت تلك المظاهره
ردا على مظاهره سابقه قام بها الأكراد فى جو من الأمن
والسلام. . . ومع أن الطرف ألآخر سمح للأكراد بأن يتظاهروا
وأن يعبروا عن آرائهم بطريقه سلميه وفى جو من الأمان الا
أن الأكراد استكثروا على الآخرين ذلك ولجأوا الى اللغه
الوحيده التى يجيدونها وهى لغة السلاح الذى هو عندهم
غايه فى حد ذاته وراحوا يخضبون ثرى كركوك بالدماء
الذكيه التى لم تكن تعلم أن عصابات الغدر قد بيتت لهم
بليل وعزمت على سفك دمائهم وحصد ارواحهم بلا وعى وبلا
هدف سياسى محدد. . ولا يمكن القول بأن العصابات الكرديه
قد حددت هدفها وحصرته فى ضم كركوك لما يسمى بكردستان لأن
السياسه هى فن الممكن. والسعى من أجل ضم كركوك لما يسمى
بكردستان هو ضرب من المستحيل. وهو نوع من الفنتازيا
السياسيه التى لاتجد لها أى أساس يساندها على أرض الواقع
اذ أن الواقع الديموغرافى والتركيبه السكانيه لكركوك
لاتساند الاحلام والتطلعات الكرديه. . ومن هنا نعود
للتأكيد على أن الزعامات الكرديه تعانى من حاله من حالات
اللاوعى السياسى اذأنها لاتملك رؤيه واقعيه محدده أو هدف
سياسى واضح يمكن تحقيقه لذلك تجعل من السلاح غايه فى حد
ذاته وتلجأ لاستخدام السلاح كهدف نهائى لتلك القيادات.
والحقيقه أنه رب ضارة نافعه. . أذ أن ماحدث على أرض
كركوك الطاهره منذ أيام قد كشف للعرب والتركمان حقيقة
الممارسات الشيفونيه التعصبيه التى يتعامل بها الأكراد
مع الآخرين وهو ما يتطلب من العرب والتركمان المزيد من
التماسك والترابط لأنه بتماسكهم وترابطهم سيفشل -لا
محاله - مخطط التقسيم وستتحطم على ضخرة صمودهم كل
المشاريع الخياليه لأتباع صهيون ولن تكون هناك اسرائيل
جديده فى شمال العراق و لايمكن لأحد أن يراهن أو يزايد
على متانة وصلابة العلاقات التركمانيه العربيه التى
يكسوها الود دائما لأنها علاقات ضاربه بجذورها فى أعماق
التاريخ جمعتهم الأخوه فى الدين والجوار والمصالح
المشتركه وكانوا معا فى السراء والضراء ولم يشهد التاريخ
صراعا قط بين العرب والتركمان أو بين العرب والعنصر
التركى على وجه العموم ولم تتعارض أبدا مصالح الطرفين
وان اختلفت فى بعض الاوقات وجهات نظرهم فى بعض المسائل
-وهو أمر طبيعى بين بنى البشر - غير أن اختلافهم لم يكن
الا كاختلاف الاخوه والاشقاء داخل الاسره الواحده ولم
تفلح المكائد الاجنبيه وكتابات المستشرقين والمناهج
الدراسيه المليئه بالدس والتزوير فى خلق العداء بين
الطرفين بل زادتهم صلابه فى مواجهة تلك المؤامرات.
والحقيقه أن الشعبين التركمانى والعربى من الشعوب التى
تتميز بالطيبه والتسامح لذلك لم تكن الممارسات السلطويه
المستبده لقله من الحكام المحسوبين على الطرفين على
مدار التاريخ لتفسد تلك العلاقات الأخويه والصداقه
الابديه لأن ضحايا هذا الاستبداد كانا من العنصرين
التركى والعربى على حد سواء ولم يفرق الاستبداد والقهر
بين عنصر وآخر بل شمل الجميع. وسيذكر التاريخ لتركمان
العراق أنهم كانوا أحرص الناس على تلك العلاقات وأنهم
كانواأكثرفئات الشعب العراقى صبرا على الاستبداد وتحملا
له ولم يكن ذلك خنوعا منهم أو استكانه بل لأن التركمان ـ
وهم أكثر فئات الشعب العراقى علما وثقافه ـ يؤمنون
بالمقاومه والتغيير السلمى ولا يميلون الى سياسة التآمر
وسفك الدماء فضلا عن أنهم كانوا حريصين على الرابطه التى
تربطهم بالبلدان العربيه فلم يظهروا كخونه للأمه العربيه
ولقضاياها بل تفاعلوا مع كافة القضايا العربيه بما فيها
القضيه الفلسطينيه وقدموا أرواحهم فداءا لتلك القضيه ولم
يضعوا أيديهم فى أيادى الكارهين للعراق كما فعل نفر من
أبناء العراق بل تشبثوا بتراب الوطن وحا فظوا على
العلاقات المصيريه بين العراق والبلدان العربيه وأيقنوا
بأن الاستبداد الى زوال وأن الاخوه تبقى على
الدوام. وانطلاقا من تلك الأخوه كانت التظاهره التى جرت
فى كركوك منذ أيام والتى عبر من خلا لها العرب والتركمان
عن رغبتهم فى العيش سويا والعمل معا ضد كافة مشاريع
الانفصال والتقسيم التى تسعى لتنفيذها بعض القيادات
الكرديه بالتعاون مع بعض الكارهين للعراق وشعبه وقد أثبت
العرب والتركمان بوحدتهم وتضامنهم بأن العراق كان وسيظل
قلعة الصمود وحائط الصد لكل المشاريع الاستعماريه
والخيانيه والتآمريه وأن عراق الحضارات وأرض الرسالات
لايقبل القسمه ولا التجزئه بل سيظل عراقا موحدا يسوده
التسامح والمحبه. . . تمتزج على ثراه الطاهر مختلف
الثقافات ويتعايش على أرضه الخصبه مختلف المذاهب
والاديان والاعراق. ولم يبق أمامى سوى توجيه السؤال
لمن أعطوا الأوامر لعصابات البشمركه بأن يطلقواالرصاص
على صدور الشهداء من العرب والتركمان:. . . لمصلحة من ما
يجرى فى كركوك الآن. . .؟. . . ان الدماء الذكيه التى سالت
على أرض كركوك الطاهره ستجلب عليكم اللعنات وستلحق بكم
الخزى والعار. . وما زرعتم من شقاق وفتن وكراهيه على أرض
كركوك الأبيه ستجنون ثماره عما قريب. تحيه خالصه مخلصه
منى للأبطال العرب والتركمان على أرض كركوك البطله. . . .
ولتحياعلاقات الاخوه والصداقه التركمانيه العربيه للأبد.