أيها الأخوة الأكراد، هل تريدون أن نحتكم إلى الحقيقة؟
محمد نبيل
لم أرد أن أدلو بدلوي في كل هذا النقاش والمناظرات وخاصة من قبل بعض الإخوة الأكراد، ولكن النصح طيب، وآمل من الإخوة الأكراد ومن بعض التركمان أن يتجنبوا أسلوب التعريض والاتهام الجزافي، فكل شعب له حق أن يشعر بكينونته ويوفر الإعلان العالمي لحقوق الإنسان لكل فرد كرامته الإنسانية.
كتب عبد القادر كركوكي في معرض اتهامه للأخت" بنت كركوك" وأخفق من بداية المقال فهو يعيب عليها استعمالها اسما مستعارا، أو اسما حركيا كما يقول، أي بالضبط كما فعل هو!.
إذن لنحتكم إلى الحقيقة في كتابات هذا الأخ ومن ملأ الدنيا ضجيجا حول كركوك والمناطق التركمانية واعتبر طرحه هو الصواب ودفاع الآخرين تصرفا شوفينيا مقيتا.
۱. ذكر الأخ في جملة ما ذكره الآخرون أن التركمان لا ثبوت تاريخي لديهم على أرض العراق بينما كردستان أمر واقع. والحقيقة تنفي هذا الطرح فالتركمان هم الذين أنشأوا دول آق قويونلو وقرة قويونلو وإمارة الأيواقية على التراب العراقي، بينما لم نسمع بكردستان قبل العصر السلجوقي وحتى بعده. والإمارة الوحيدة التي أسسها الأكراد في المنطقة لفترة قصيرة عام ۱٩٤٦ هي جمهورية مهاباد، فأين كردستان؟
۲. يقول الأخوة أن الأكراد ناضلوا ضد حكم التسلط؟ فأين الدليل؟ المعروف عن القيادات الكردية الحالية وبعض ما سبقتها أنها لم تطلق رصاصة واحدة في سبيل النضال العراقي، بل احتمت بالجبال وأغارت على معسكرات الجيش العراقي وحاربت الدولة وليس الحكومة. وطيلة حرب الخليج الأولى لم نسمع بنضال القيادات الكردية ضد حكم صدام، بل كان بعض القادة السياسيين الذين يدلون بالتصريحات يمينا وشمالا من متحالفي البعث ونظام صدام حسين ضد إخوتهم الأكراد أنفسهم.
هل ننسى أن بعض الأكراد بعد هزيمة صدام حسين في الكويت أرادوا إتباع نفس الأسلوب الذي يتبعونه اليوم في السيطرة على مواقع وخلق أمر واقع، ثم وقعت الكارثة بالشعب المغلوب على أمره فانسحب منهم مليونان أي نصف نفوسهم في العراق إلى تركيا وإيران أمام ما تبقى من فلول نظام صدام حسين وفي زمن كان صدام حسين فيه في أضعف حالاته؟
هل نسي السياسيون الأكراد اشتراك بعض القادة السياسيين وعلى رأسهم مسعود البرزاني شخصيا في جريمة نظام صدام حسين للفتك بالتركمان والعرب وحتى بعض الأكراد عندما تحالفوا مع قوات صدام حسين في اربيل لاقتلاع قوات الطالباني منها؟ ألم يلق البعثيون القبض على العشرات من المناضلين التركمان والعرب والذين نشرت أسماؤهم مرارا وتكرارا واقتادتهم تحت سمع هذه القيادات الكردية وبصرها إلى بغداد فأعدمتهم؟
هل نسي القادة السياسيون القبلة الشهيرة على كتف صدام حسين من قبل الطالباني بعد الفتك بالأكراد والتركمان؟
يا سيدي، إن الأكراد قد عانوا من التسلط الصدامي وليس القادة الأكراد الذين كان أبناؤهم وأحباؤهم يعالجون في مدينة الطب في بغداد والذين كانوا يفدون إليها برفقة سيارات المخابرات العراقية المسلحة. اسألوا قادتكم هل ينفون ذلك؟
۳. هل نسيتم ما أعلنه طارق عزيز من منبر قناتي الجزيرة وأبو ظبي من أن جلال الطالباني قد اتصل بهم وطلب العون والسلاح والعتاد لقتال الإسلاميين الأكراد في شمال العراق وحصل عليه؟ هل فات أحد سماع ذلك ومشاهدته؟
٤. إن المحاولة في الإيقاع بين التركمان والعرب حيلة عفا عليها الزمن، فإذا كان حرصكم على العرب في كركوك بهذا الشكل فلماذا تستميتون في إفراغ كركوك من أي وجود عربي. إن التركمان كانوا تحت ظلم صدام وليس العرب، ولا زالوا يرحبون بالعيش مع العرب في كركوك فهل يمكن لكم أن تقولوا ذلك أيضا؟
٥. الفيدرالية تعني اتحاد المناطق في دولة واحدة. ولكن هل هذا ما تدعو إليه القيادات الكردية حاليا؟ أليس الدستور المقترح من قبلهم للمنطقة يتضمن علما وجيشا وحدودا وتمثيلا خارجيا؟ هل تستهينون بذكاء العراقيين فتقدمون حلا كونفيدراليا على أنه فيدرالي؟
٦. إن شرف المواطنة لا يدعيه من يحيك الدسائس للوطن، بل الذين يدعون إلى وحدة الوطن وأمنه وسلامته.
٧. لقد ملأتم الدنيا ضجيجا بأن كركوك هو قدس كردستان وقلب كردستان. وأسألكم، إن السليمانية مدينة كردية صرفة تختلف عن سواها مثل أربيل أو كركوك فلماذا ليست السليمانية قلب كردستان؟ هل تستطيعون أن تقنعوا العراقيين بأن كركوك ليست قبلة البترول؟ هذه الثروة التي يملكها العراقيون جميعا؟ و الا فهل بمنطوقكم هذا إن دجلة والزاب والخابور مياه كردية مثلا؟
٨. أن طرحكم هو أن العراق له مكونان رئيسيان هم العرب والأكراد أمر غير مبرر، فإذا كنتم تتجاهلون التركمان لأنهم أقل منكم عددا فأنكم أقل عددا من العرب، وإذا كان هذا المنطق صحيحا فأن القومية الرئيسة في العراق هي العربية وهناك أقليات مثل الأكراد والتركمان والكلدوآشوريين. أما إذا كان المعيار هو التنوع الاثني فأن التركمان مكون رئيس للشعب العراقي لا يمكن تجاهله.
۹. لقد ذكر الكثيرون منكم من إن الدساتير المؤقتة تشير إلى العرب والأكراد وشراكتهم. وهذا دليل على محاباة هذه الأنظمة لكم وظلمها للتركمان فقفوا أمام الظلم والتجاهل وليس مع تكريس الظلم. هل نسيتم أن الدستور العراقي الأول لا يشير إلى هذه الشراكات والإقطاعيات وتبشر بعراق حر موحد؟
اعلموا أن تعهد الحكومة العراقية المقدم إلى عصبة الأمم كشرط للاعتراف بالعراق دولة مستقلة يشير إلى مكونات العراق الرئيسة كعرب وأكراد وتركمان. إن عدم الالتزام بهذا التعهد الذي هو فوق جميع القوانين العراقية بنص التعهد هو تراجع يؤدي إلى المساس باستقلال العراق وتعهده الدولي.
ثم هل نسيتم أن هذا التعهد الذي هو أم القوانين واعتراف الدولة العراقية إزاء المجتمع الدولي ينص صراحة على أن كركوك منطقة تركمانية؟ هل فاتكم أن تقرؤوا ذلك؟
إن التركمان على أتم الاستعداد للوقوف معكم حتى في مطالبة الفيدرالية الحقة التي تضمن للأكراد حقوقهم ولا تتجنى على الآخرين وهم على استعداد للاحتكام إلى الشعب العراقي كاملا ، والتركمان جزء من الكل العراقي فلا تغصبوهم على أن يكونوا جزءا من جزء؟
لنعد كلنا إلى رشدنا ونضع أيدينا بأيدي البعض لخلق واقع يرضى عنه الكل ولا يشعر أحد بالغبن ولا يخطأ أحد بالاستعلاء، وأنا على استعداد لمناقشة أي طرح موضوعي يضمن للكل كرامتهم وكبرياءهم ومستقبلهم، إلا أنني أعلن هنا بصراحة بأنني سوف لن أرد على أي تخرص وكيل للشتائم بلغة استعلائية فذلك ليس أسلوبي وسوف أهمله ليس عن ضعف بل عن ترفع.
وفق الله العراقيين للاسترشاد بالصواب وقيم الحضارة وألهمهم التقوى وحب الوطن وحب الخير.
!!عصابات المافيا الكردية تتحرك في كل مكان
خضير طاهر
في كل زمان ومكان، وفي جميع البلدان تعتبر وحدة الوطن ارضا وشعبا امرا مقدسا، يتقدم على كل الاولويات كالديمقراطية، وحقوق الطوائف والاعراق.
وكافة البلدان الديمقراطية تم توحيدها بواسطة القوة والدم...
وكل بلدان العالم الديمقراطي ترفض تغيير خارطتها الجغرافية بواسطة الديمقراطية، او تحت ذريعة حقوق الطوائف والاعراق، فالديمقراطية ليست نصا مقدسا فوق وحدة الوطن.
وهذه بديهيات سياسية يفترض ان تكون معلومة لدى اكراد العراق.
ولكن الذي يحدث الان من ممارسات الاكراد.. يبدو صادما ومثيرا للاشمئزاز، فالاكراد استجموا كل خشونة الصفات الجبلية، وتخلف الحياة القبلية، وشكلوا عصابات مافيا اقتحمت بغداد، وأخذت تستعرض قوتها لارهاب السياسيين، والاعلاميين من اجل انتزاع مواقف قسرية لتأييد الفدرالية الانفصالية، وقد امتد نشاط هذه المافيا الى خارج العراق واصبحت تهاجم الكتاب ووسائل الاعلام، وشتم كل من يحاول الدفاع عن وحدة العراق وشعبه ووصمه بالشوفينية، والعنصرية، والصدامية...
فهل يريدنا الاكراد خيانة وطننا والسكوت على مؤامراتهم لضرب وحدة العراق كي تعجبهم مواقفنا؟!
هل يريدنا الاكراد نسيان عشرات الالاف من الجنود العراقيين الذين سقطوا شهداء دفاعا عن وحدة العراق برصاص المخربين الاكراد؟!
كلا لن ننسى شهداء الوطن الجنود البواسل الذين كانوا يدافعون عن شرف الوطن ضد عمليات تخريب عصابات المافيا الكردية.
على الاكراد ان يعرفوا حجمهم الطبيعي، فهم يلعبون لعبة خاسرة تماما، فكل دول المنطقة تقف ضد محاولات انفصالهم عن العراق، وأمريكا لم تأتي الى العراق من اجل سواد عيونهم، وهي تريد تقديم العراق للعالم كنموذج للبلد الموحد، والديمقراطي، ولن تسمح لهم بالتشويش على مشروعها هذا.
ولاول مرة توحد الخطاب الشعبي والسياسي الشيعي، والسني، والمسيحي في العراق ضد الفدرالية، وصار الجميع يهتف بوحدة العراق.
ان الحل الوحيد لهذه القضية هو في اقامة دولة المواطنة التي يتمتع فيها كل المواطنين بنفس الحقوق والواجبات بعيدا عن الانتماء العرقي والطائفي.
الاكراد وسياسة لوي الاذرع
تيري بطرس
بادر ت الاحزاب الكردية الى تقديم مشروع الفدرالية للعراق الى مجلس الحكم، مقرونا بتنظيم مظاهرة في كركوك للمطالبة بظمها الى المنطقة المصطلح تسميتها بكردستان العراق، وردا على ذلك نظم العرب والتركمان مظاهرة مضادة، اسفرت على ثلاثة من القتلى وعدد من الجرحى، في هذا الوقت الحرج، وفي منطقة مليئة بالحزازيات والادعاءات المتناقضة.
لا غبار على حق الاكراد في المطالبة بأي شئ يرتأونه ضروريا لتحقثيق مصالحهم، فهذا من صلب الديمقراطية التي يدعيها الجميع، ولكن هذا الحق يجب ان يتمتع به الجميع، من العرب والاشوريين والتركمان وكل اطياف الشعب العراقي، فلم يكن الاكراد وحدهم المضطهدين، في ظل حكم الطاغية، وهذا لا جدال فيه، وشيئا اخر هو من الثوابت القانونية والاخلاقية، ان الشعوب تتساوي حقوقها، وهذه الحقوق لا تقاس بعددها اي بمجموع عدد كل شعب، وعندما اقر مبداء حق الشعوب في تقرير مصيرها، لم يلزم بتوفر عدد معين لكي يسري مفعول هذا المبداء، وعلىهذا فاذا كان الاكراد يطالبون بفدرالية قومية، اي تقسيم العراق الى فدراليتين كردية او كردستانية كما يحلوا لهم القول، وفدرالية عراقية جنوبية، ولو اردنا تحقيق هذا المبداء على الجميع فانه يتوجب من الناحية القانونية وعملا بمبداء المساواة وليس بمبداء ميزان القوى الذي يعني تغيير كل الامور بمجرد تغيير موازيين القوى، اي خلق حالة عدم استقرار دائم في العراق المستقبلي، ان نبني فدرالية رباعية اي عربية وكردية واشورية وتركمانية، لكي تستقيم الامور ويأخذ كل صاحب حق حقه وبالعدل والقسطاس، وبالتالي تمزيق المنطقة الشمالية الى ثلاثة ولايات قومية وليس ولاية واحدة.
لا يخفى على الجميع ان دول الجوار، وبالاخص سوريا وتركيا وايران تعارض هذا التوجه، والذي هو عمليا اعلان دولة مؤجل، واذا تشبثنا بمبداء السيادة، فان هذه الدول ستستعمل نفس المبداء لخنق العراق، وفرض نوع من الحصار الغير المعلن عليه لكي تفشل تجربته، اي ان على العراقيين جميعا ان يدفعوا ضريبة الطموحات الكردية، برغم من ان هذه الطموحات تغبن على الاقل كل من الاشوريين والتركمان وتضعهما تحت رحمة ما يريده الاكراد، وحال وتجربة الاشوريين مع الاكراد منذ اقامة الملاذ الامن تبيين ذلك بوضوح.
لا او ان يفهم احد انني ضد الطموحات المشروعة للشعب الكردي، ولكن اذا كانت هذه الطموحات تعني الغبن للاشوريين والتركمان والعرب في شمال العراق، فهذه يعني اعادة تكرار تجربة فاشلة، وترك الجمر تحت رماد القضية العراقية، انتظارا لاي تغيير في موازين القوى لكي تشتعل، من هنا فنحن بحاجة الى التفاهم واستعمال المنطق والعقل والقياس لكي نقيم تجربة ناجحة، فليس من الضروري استعمال مفردات مثل الفدرالية، لكي تتمتع المناطق او المحافظات العراقية بصلاحيات كثير تساعدها على تطوير نفسها بعيدا عن وصاية المركز، وليس ضروريا ان تكون المنطقة الشمالية وحدة ادارية واحدة، اي فدرالية كردستانية لكي يكون هناك تنسيقا فعالا بين المحافظات التي يشكل الاكراد غالبيتها في الامور الثقافية والتعليمية والاعلامية، مع الحفاظ على نفس الحقوق للاخرين.
يعاني الاكراد من كلمة تركيا، لانها تعني ان تركيا الحالية هي بلد الاتراك، ونحن معهم فلو كان اسم البلد الاناضول او اي تسمية غير قومية لكان الجميع يشعر انه بلده حقا، ولكنهم يناقضون ذلك عندما يفرضون استعمال كردستان، وهي تعني بلد الاكراد، فما المانع من عدم استعمال مثل هذه المفردة التي ينفر منها الاشوري والتركماني والعربي، فماذا يضر الاكراد لو بقيت تسميات المحافظات كما هو، مع تغيير التأميم الى كركوك، ماذا يضر الاكراد في هذا، الا يحقق ما يطالبونه في تركيا، ام ان الحرام على الاخريين حلال لهم؟
ان افضل ضمانات لجدميع ابنا العراق برأي هي خلق حالة الثقة، ومن ثمة ضمانات دستورية واضحة، مثل اقرار دستور يتضمن في متنه ميثاق حقوق الانسان، ويتضمن اقامة مجلسيين تشريعيين، مجلس وطني، يتم تمثيل كل قومية عراقية فيه بحسب نسبتها السكانية من محموع الشعب العراقي ومجلس شيوخ او القوميات تتمثل فيه كل قومية بعدد متساوي من المممثلين، ويكون لهذا المجلس صلاحيات متساوية مع المجلس الوطني، ويشترط لاحداث اي تغيير دستوري او اعلان حرب ان يحوز على ثقة ممثلي غالبية مممثلي كل قومية من القوميات العراقية، اي يحق لكل قومية او غالبية ممثليها ان تفرض حق النقض، كما ان اقامة دولة علمانية يشيع بين الجميع قيم التسامح والتساوي.
ان تحقيق مثل هذا الامر لا يمكن ان يحارب من دول الجوار، بل قد يشع اليها، ويؤثر فيها ايجابا، ويحد من الصراعات القومية في العراق، ويحولها الى خلافات على اقتسام الثروة وتوزيع الدخل، وبالتاليس قد يتحالف المحافطون من كل القوميات ضد الاشتراكيون من كل القوميات في صراع ديمقراطي برلماني، مما يخلق ارضية صالحة لاستقرار بعيد المدى، سيكون ابناء العراق والمنطقة حينها في غني عن اقرار امور وسيف دمقلس مسلطا على رقابهم.
الخطاب الكردي ديماغوجي الشكل صهيوني المحتوى
على ضوء افتتاحية جريدة التآخي ليوم ٤ كانون الثاني۰٤
نديم علاوي – كتابات
درج القائمون على الخطاب الكردي على التلاعب بالمفردات وتزييف الحقائق وتجيير الخطاب الأمريكي المعادي للعراق ـ كدولة ـ لخدمة اجندتهم السياسية, وهو الأمر الذي يخلص إليه أي منصف عندما يعود لمفردات الخطاب الأمريكي وأهمها مصطلح ـ العدو العراقي ـ الذي درجت حكومة بوش الأب على استخدامه كمرادف لحربها المعلنة وغير المعلنة ضد العراق دولة وشعبا وفي الأخير حكومة, وغيره الإنذار الأمريكي الشهير بمحو العراق وإعادته إلى مرحلة ما قبل العصر الحجري. وهكذا فالخطاب الأمريكي كان عنجهيا ومنافقا وسوداويا ومتعاليا ونازيا شكلا ومضمونا, وما التقارير التي درجت الدوائر الأمريكية المختصة على رفعها إلي الكونغرس الأمريكي أو هيئات الأمم المتحدة أو نشرها عبر وسائل الأعلام حول الوضع في العراق إلا جزء من خطة مفصلة تصب في نهاية المطاف في هدف سحق " العدو العراقي " و" أعادته إلى مرحلة ما قبل العصر الحجري " ونود أن نذكر القارئ المنصف هنا بقصة الطفلة السريلانكية التي كانت تعمل ممرضة في إحدى المستشفيات الكويتية والتي ستجهش بالبكاء أمام جلسة عاصفة للكونغرس وهي تصف معاناة الأطفال الكويتيين الرضع الذين أخرجهم الجنود العراقيون من غرف الرضاعة أما أمهاتهم ليواجهوا الموت البطيء على أيدي الجنود الأجلاف الذين لم تعرف الرحمة طريقا إلى قلوبهم الميتة ـ فهم عراقيون ـ ومن ثم يتبين أن هذه الطفلة لم تكن غير نويرة ابنة السفير الكويتي في أمريكا ولم تغادر أمريكا طيلة فترة دخول وخروج القوات العراقية من الكويت!
الأمر الذي لا يمكن أيجاد تفسير معقول له هو لماذا يوقن الأعلام الكردي إلى الرواية الأمريكية ويعتبرها حقائق لا يمكن المساس بها رغم افتضاح زيفها ومغالطاتها؟
ولماذا يجير الأعلام الكردي هذه الأكاذيب والتلفيقات لمصلحته ويتخذ منها مدخلا لتزييف الحقائق واستجداء العطف ولعب دور الضحية البريئة؟
ولماذا يوغل القائمون على هذا الأعلام في التمادي في لعبة المراوغة والتباكي على حقوقهم المهضومة وفي نفس الوقت يحاولون وبكل ما أوتوا من قوة لتمرير اجندتهم البغيضة وعنوانها الرئيسي استغلال الوضع القائم الآن في العراق لتحقيق مكاسب على الأرض وفي مقدمتها الاستيلاء بالقوة والتزوير على مدينة كركوك ووصم من لا يتفق وطروحاتهم المريضة بالعمالة للنظام السابق والإرهاب والسلفية ومعاداة الشعب الكردي وما إلى ذلك من التهم الجاهزة والمقتبسة من القاموس الصهيوني القائم على استغلال مأساة الشعوب الأوربية التي تعرضت للعدوان النازي وتجييرها لصالح المشروع الصهيوني في فلسطين وابتزاز الدول الأوربية لكسب التعاطف مع السياسة الصهيونية الاستيطانية ولانتزاع التعويضات والمواقف السياسة أو السكوت عن الممارسات الإسرائيلية المماثلة لتلك التي أنتهجها النازيون ضد الشعوب التي خضعت لاحتلالهم أبان الحرب العالمية الثانية.
في تحليلها لأحداث كركوك الأخيرة تورد صحيفة التآخي تفسيرا ديماغوجيا مضللا وتبسيطي لتخلص إلى إن من لا يتفق والتوجهات الكردية بضم كركوك إلى ما يسمى بإقليم كردستان إنما مجاميع كبيرة من المستفيدين من عملاء النظام السابق والمجموعات المتطرفة.. نعم بهذه الصفاقة.
اولا: من المسؤول عن اثارة العنف في البلاد؟ قوى النظام السابق وبعض المجموعات المتطرفة هي التي تتحمل مسؤولية اثارة العنف والارهاب.
اما بصدد حوادث العنف المؤسفة مؤخرا فأن مجلس الحكم يحٌمل قوى النظام السابق مسؤولية العنف فيها.
ثانيا: ما هو السبيل الى منع العنف او التقليل منه الى ادنى حد ممكن؟
يتم ذلك بازالة اسباب العنف وهي آثار التغيير الديموغرافي والسياسي في كركوك وتمتع قوى النظام السابق بتوفر محيط اجتماعي ملائم لها يتمثل ببقاء آثار التطهير العرقي والعدد الكبير من المستفيدين من النظام السابق.
بقايا النظام السابق وهم أعداد كبيرة من المستفيدين من ذلك النظام يشكلون محيطا اجتماعيا ملائما لبقاء آثار التطهير العرقي!!!!
العرب والتركمان في كركوك ــ حسب التفسير الديماغوجيي المطابق للتفكير الصهيوني ــ يمثلون محيطا اجتماعيا لسياسة التطهير العراقي!!! واستنادا على هذا التفسير يتطلب الأمر اجتثاث هذا المحيط أو إسكاته بأي ثمن لأنه ببساطه فائض عن الحاجة ومن بقايا النظام السابق!
والجانب المؤسف ــ حسب رأي التآخي ــ في هذا الحادث هو ظهور ما يسمى بمحور تركماني ــ عربي ضد الوجود الكردي... فقد أتفق بعض التركمان مع بعض العرب تحت ستار رفض الفيدرالية ورد انضمام كركوك اليها.
اما الواقع كما تبين فهو: شرخ عميق آخر لمصلحة قوى النظام السابق لا غير.
واستنادا على التفسير أعلاه فأن بقايا النظام هم محور تركماني ــ عربي ضد الوجود الكردي!
بعبارة أخرى أن العرب والتركمان ضد الوجود الكردي بأكمله!!!!!
فالوجود الكردي هو المعرض للخطر وان القضية قضية حياة أو موت بالنسبة للأكراد... وهذا ما عنيناه بتطابق الخطاب الكردي مع الخطاب الصهيوني الذي يتعامل مع أي نقد موجه له على أنه عداء للسامية وبالتالي موجها ضد اليهود بشكل عام.
وفي تجيير الرواية الأمريكية لصالح المشروع الكردي الانفصالي تذكر التآخي:
هذه الحقيقة صارت معروفة لدى اوساط الرأي العام الدولي منذ ربع قرن, وهي مسجلة في وثائق بأرشيف الامم المتحدة واللجان الدولية غير الحكومية المدافعة عن حقوق الانسان كذلك في العواصم الكبرى, ومنها واشنطن حيث دأب الرئيس الامريكي الاسبق بوش الاب كذلك بيل كلينتون بتضمين التقارير الرسمية الدورية من البيت الابيض الى الكونغرس الامريكي ) مرة كل شهرين( فقرة تشير الى عمليات ترحيل الكورد والتركمان من كركوك وتوطين عراقيين آخرين محلهم, وما يرافق الترحيل من محن ومآس وانتهاكات.
مرة كل شهرين درج الرئيس الأمريكي على ذكر فقرة تشير الى عمليات الترحيل وما يرافقها من محن ومآسي.. ولكن يبدو أن الرئيس نسي أن يذكر ولو لمرة واحدة عمليات الإبادة في رواندا التي راح ضحيتها أكثر من مليوني إنسان.. وربما يعود ذلك إلى تخصص الرؤساء الأمريكيين بالقضية الكردية وربما لأسباب لا نعرفها ولم تذكرها لنا جريدة التآخي لأنها ربما تحول دون انضمام الفاو وأبو الخصيب إلى إقليم كردستان مستقبلا!
اما الاحزاب والقوى السياسية العراقية المختلفة ــ حسب رأي التآخي ــ فمطالبة بالالتزام بتعهداتها ازاء موضوع ازالة آثار التغيير الديموغرافي في المدينة, وكانت قد درست هذه الاوضاع في العديد من مؤتمراتها ولقاءاتها ووثائقه: منها مؤتمر صلاح الدين عام ۱٩٩۲, ومؤتمر نيويورك عام ۱٩٩٩ ومؤتمر لندن عام ۲۰۰۲ واخيرا مؤتمر صلاح الدين ۲۰۰٣.
وان وضع كركوك ينعكس بسرعة على مجمل الوضع العام في البلاد, وان ما تطالب به الاحزاب الكوردية هو حق تاريخي على اساس معطيات جغرافية واجتماعية وديموغرافية قام النظام السابق بمحاولة تغييرها قسرا وباساليب ارهابية معروفة. وكون المدينة ارضا كوردستانية لا ينفي عراقيتها.
أن التعهد إزاء موضوع إزالة آثار التغيير الديموغرافي في المدينة إنما يعني انضمام كركوك إلى إقليم كردستان حسب رأي التآخي.. والسؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح.. عن أية تعهدات تتحدث جريدة التآخي؟ هل هناك تعهدات سرية بضم مدينة كركوك إلى إقليم كردستان من قبل قوى عراقية شاركت في هذه المؤتمرات وبقيت طي الكتمان ولم يطلع الشعب العراقي على مضمونها؟
ولماذا يتم التركيز على هذه النقطة ــ أي التعهدات السابقة ــ والتغافل عن أهمية الاحتكام إلى الشعب العراقي في قضية مصيرية وعلى درجة بالغة من الأهمية مثل قضية كركوك إذا كان الأكراد يعتقدون حقا أن كون المدينة ارضا كوردستانية لا ينفي عراقيتها!!! أليس من المنطقي أن يأخذ رأي الشعب العراقي في قضية يعترف الأكراد أنفسهم بكونها شأنا عراقيا؟؟
مجرد أسئلة نطرحها على جريدة التآخي والقائمين على الأعلام الكردي الصهيوني القائم على التفرقة وثقافة الانعزال وتأجيج الفتن.
!الاكراد ساهموا في تحويل الكلداشوريون الى "أمة في المنفى
اورنامو شينايا – كتابات
أصدر بعض المثقفين (الكلدان الآشوريون) سنة ۱٩٩۲ بيانا يحذرون فيه وبتوقيت مبكر ومناسب من سياسات التكريد المستمرة التي يتعرض لها شعبنا العراقي ومناطقه الرافدية الواقعة في القسم الشمالي، ونقتطف من البيان، المقطع التالي لأهميته وعلاقته بطرد اغلبية الكلدو اشوريون من المنطقة الامنة على غرار طرد صدام لبعض الاكراد من كركوك بسبب مخططاتهم لضمها الى مشروع كردستان: (لقد بدأت القيادات الكردية وب عملية م نظمة ومعلومة الاهداف باسكان مجموعات كردية في او حول الكثير من القرى المسيحية "الكلدآشورية" وفي المناطق المختلفة مثل سرسنك، برواري بالا وغيرها وباعداد كبيرة تؤثر على ديمغرافية القرى واقتصادها وتكوينها الاجتماعي وبشكل واضح يؤدي حتماً خلال بضع سنوات قادمة الى احتواء الوجود المسيحي ونزوح المسيحيين من قراهم والاست حواذ عليها من قبل الاكراد).
ان الممارسات الكردية ضد العراقيين في الشمال نجحت بالفعل في تحويل الكلدو اشوريون الى "أمة في المنفى"! فكما يطالب الاكراد من العراقيين اعادة الاكراد الى مناطقه م في كركوك، يطالب ايضا شعبنا العراقي من الاكراد والشرفاء ومن مجلس الحكم الانتقالي اعادة الكلدان الاشوريين والتركمان الى مناطقهم في الشمال أو تعويطهم عن خسائرهم. ونذكر هنا أمثلة على بعض المناطق العراقية التي تكردت ليس بهدف التشهير بالاكراد وقضيتهم بل على العكس، اننا ندعو المخلصين من أبناء الشعب الكردي الشقيق الى اصلاح الاخطاء المذكورة، والوقوف الى جانب المظلوم مثلما وقف عرب العراق الى جانب الاكراد ضد صدام حسين.
- تكريد منطقة سرسنك!
كانت "سرسنك" حتى اعلان الاكراد سيطرتهم على بعض مناطق شمال العراق، من القصبات والتجمعات المهمة للشعب) الكلدوآشوري ). وبتشجيع من بعض الاحزاب الكردية احتلت سرسنك من قبل ۱۲٥ عائلة كردية تنتمي أغلبيتها الى قبيلة الزعيم الكردي المعروف مسعود البارزاني. وقام النازحون الجدد باغتصاب املاك واراضي السكان الأصليين (العراقيون). وبخصوص هذا الاعتداء جاء في جريدة الديار (٣۰/٧/۱٩٩٤) أن أهالي سرسنك يقولون بالنسبة لأراضيهم: "انها صودرت منهم". وما ان استقر النازحون الجدد في منطقة سرسنك واطمأن بالهم في الدعم الذي يتلقونه من لدن الادارة الكردية، حتى بدأ هؤلاء القادمون بالتعرض حتى الى ارواح الابرياء والمساكين، وبدأوا يشاكسون ويضيقون الخناق على الاشوريين الكلدان. وحول الاعتداءات على ارواح شعبنا في سرسنك كانت قد نشرت جريدة القدس الغراء في عددها الصادر في تاريخ (٧ اب ۱٩٩٨) ما يلي: (بتاريخ ۲۲ تموز تعرض أهالي سرسنك الآشوريون الى اعتداء وحشي من قبل جيرانهم الاكراد الساكنين في حي كاني جناركي "بالاصل من قرية اردان الكردية" (اردلان حسب الرحالة هنري كانت قرية كلدانية قبل مائة عام تم تكريدها الان)، حيث اقتحمت مجموعات مسلحة من الاكراد منازل المواطنين واعتدت عليهم بالضرب والشتم واطلاق العيارات النارية التي ادت بالنتيجة الى جرح ثلاثة آشوريين بينهم حدث لا يتجاوز الرابعة عشرة من العمر... ابتدأت الحوادث منذ فترة وكانت تتركز في البدء على محاولات التحرش في الشارع الذي يخترق سرسنك). ووقعت الكثير من الاحداث المأساوية والدموية في المنطقة، ففي ليلة ۲٤-۲٥ /٨/۱٩٩٥ تعرضت عائلة اشورية في طريق سرسنك – دهوك لاطلاق النار مما اصاب افراد العائلة البالغ عددها (٧) بجروح بليغة اودت بحياة الأم (منى داود اوراها)، وقيام مجموعة من المسلحين الاكراد في اليوم الثاني بالهجوم على جموع غفيرة عادت الى سرسنك من حفل زواج في احدى القرى المجاورة وتم اصابة ٦ اشخاص بجروح بليغة.. الخ SPAN>. ونرى احزاب الكردية قد تبنت الموقف الحيادي والمتفرج تجاه الاحداث ومن دون ان تتدخل فيها قيد شعرة. على كل حال أن هذه الأسباب والممارسات فاقمت من معاناة الكلدان القليلي العدد وكانت كفيلة بطردهم خارج سرسنك وخارج اراضيهم التاريخية. وهكذا تحولت سرسنك الى منطقة ذات اغلبية كردية.
- تكريد شقلاوا:
ان الجرائم التي تعرض لها ابناء بلدة شقلاوا الكلدوشورية بالقرب من أربيل (عاصمة الاكراد الجديدة) لهي عار في جبين المعتدين، وكانت ابشع الجرائم هي تلك التي تعرض لها المواطن العراقي لازار متي وولده (هفال) حيث اخرجا من السجن عنوة بعد أن الفق اليهما تهمة باطلة من قبل مجموعة اعماها التطرف، وتم قتلهما بطريقة وحشية خارج اطار القانون، اذ اشتركت في الجريمة جموع غفيرة من الاكراد وفي منطقة نفوذ الحزب الديمقراطي الكردستاني! والجدير ذكره بخصوص هذه الحادثة المؤلمة والبشعة أنه تم قبلها اختطاف واغتصاب أبنة المغدور به لازار ومن ثم تزويجها عنوة لأحد الاكراد على الرغم من أنها طفلة بريئة لم يتراوح سنها حينذاك اكثر من (۱٤) عاما. ان تفاصيل وحيثيات هذه الحادثة (قتل والدها واخيها وهدم منزل العائلة وهرب المتبقين على قيد الحياة)، تعبر بحق عن مأساة ومعاناة البلدة، والحادثة المذكورة ليست من مسرح الاحلام ولم يتم نسجها من الخيال بل حدثت في شمال العراق بتاريخ ۱۰/۲/۱٩٩٧. وحادثة شقلاوا هذه كانت من العوامل الأساسية وراء هجرة سكانها الأصليين (الكلدوآشوريون) بسبب الفزع والخوف الذي رسخته هذه الحادثة وغيرها في عقول الكلدوآشوريون هكذا تم تكريد البلدة كما حصل عادة لغيرها من القصبات العراقية الشمالية عبر مر السنين. اننا نعرض س ياسة التكريد هذه أمام الشرفاء بعد اعتقال صدام، فهل يثبت العراق الجديد و مجلس الحكم العراقي انه جاء لنشر العدالة بين كل العراقيين والوقوف الى جانب الضعفاء لاعادة حقوقهم المسلوبة، والاهم من كل هذا ننا نطالب بازالة اثار التكريد مثلما يطالب الاكراد بازالة اثار التعريب!؟؟
إلى أين تمضي سياسات زعامات أكراد العراق؟
عبد الرحمان مجيد الربيعي
اصبح المحب للعراق العربي خائفا. هذا العراق الذي علم العالم الكتابة ومن ارضه بدأت رحلة ابي الانبياء ابراهيم الخليل بلد سومر واكد وأشور وبابل، بلد العدل والحق حيث اولي الشرائع شريعة العظيم حمورابي التي نظمت العلاقات بين البشر وبشفافية رائعة، واعتمدتها الامم المتحضرة في دساتيرها، واستلهمت من ردحها المتسامحة قوانينها.
البلد الذي ظهرت منه احدي اجمل ملاحم الدنيا ملحمة جلجامش والتي يتجدد حضورها في كل اللغات الحية بكل ما حملت من معان وعبقرية شعرية تعود الي الاف السنوات قبل ولادة السيد المسيح عليه السلام.
نعم، ان محبي العراق خائفون عليه اذ ان ملامح الفتنة قد بدأت تظهر وتبرز نتنها الخفي الكامن الذي خبأه اصحابه وراء شعارات اتضح انها مجرد اقوال حتي يجدوا لهم موقعا وبعده يبدأ هجومهم.
وكان الخوف في البداية من التقسيم الطائفي، والدليل الذي اكد لي مخاوفي هو طريقة ادخال من كانوا يسمون بالمعارضين واصبحوا (موافقين) و(مذعنين) و(راضخين).
وكان تشكيل مجلس بريمر علي اساس عرقي وطائفي من اناس لا يمثلون حتي الطوائف والاعراق التي اعتمدوا كناطقين باسمها هو بداية اشعال الفتيل في (تحاصص) بغيض لم نكن نعرفه ولم نؤمن له، فقد ولدنا وطنيين، فخورين بماضينا التليد الذي لم يحنطنا ويشدنا للوراء بل كان ضوءا للآتي والقادم من الايام.
اما انتماؤنا الي جغرافيا عربية واسعة من حدود هذه الارض الشرقية التي مثل العراق بوابتها الي بوابتها الثانية المغربية المطلة علي الاطلسي فكان يجعل الواحد منا يحس بالقوة والزهو عندما يري ان هذه الارض قد اوصلت الحضارة الي اوروبا وعلمتها ما لم تعلم (حضارة الاندلس) وصولا الي الصين ايام مجد الخلافة العباسية.
مرت بنا ـ كوطن عربي ـ ظروف اكثر من صعبة وتوالت الاحتلالات، كل احتلال يسلمنا الي اخر، ومع هذا لم ينكسر هذا الوطن الناطق بلغة الضاد من المحيط الي الخليج، ولم يذعن حتي بعد ان زرعوا في قلبه كيانا لقيطا عنصريا اصوليا اعمي اسمه اسرائيل واعترفت به الامم المتحدة علي حساب تشرد الملايين، ومازالوا علي حالهم رغم ان ٥٥ عاما قد مضت علي انشاء كيان الاغتصاب هذا.
ومع كل مانالهم لم يرضخوا واعتبروا فلسطين مسؤولية لا الجيل الحالي فقط بل والاجيال التالية ايضا.
ثم ها هو العراق الواحد الموحد وقد تحول الي ما يمكن ان نسميه عراقات اقولها والغصة في الصدر لان بعض الذين ينتمون اليه قد قايضوا ارادة الوطن واستقلاله وقبلوا ان تجتاحه قوة لا رادع لها مقابل ان تسميهم حكاما!
لعل من اصعب القضايا التي عاناها العراق منذ بداية تأسيس الدولة العراقية عام ۱٩۲۱ قضية الاكراد الذين يقطنون بشكل رئيسي في المناطق الشمالية حيث الجبال الحصينة.
ومن المؤسف ان تواجدهم هناك وتحت ضغوط بعض زعمائهم القبليين قد حولوا نسبة كبيرة منهم الي بنادق للاتجار، وكلما ارادت دولة او فئة اقلاق الحكومة المركزية في بغداد لجأت اليهم، ليس في العهد الجمهوري فقط بل وفي العهد الملكي ايضا بدليل ان البرزاني مصطفي قد عاش حياته مبعدا في الاتحاد السوفييتي واعاده للعراق الزعيم عبد الكريم قاسم وعاد عن طريق بغداد حيث اقيمت الاحتفالات بعودته وسارت المظاهرات المرحبة، ولكن ما ان استقر به المقام حتي (عادت حليمة الي عادتها القديمة) واعلنوا الحرب التي سالت بسببها دماء كثيرة، في عهد قاسم وعهد عبد السلام عارف واخيه عبد الرحمان ثم البكر فصدام.
وكانت علاقتهم بشاه ايران قوية. وامدهم بالسلاح ليرهقوا النظام المركزي، ولكن ما ان وقع صدام وكان نائبا للرئيس وقتذاك عام ۱٩٧٥ اتفاق الجزائر الشهير مع الشاه عام ۱٩٧٥ حتي فر الملا مصطفي واتباعه وتركوا الالاف من المشردين الجياع.
وقد تسني لي شخصيا ان اكون ضمن وفد من الادباء والصحافيين الذين زاروا المنطقة الشمالية وصولا الي الحدود الايرانية فلم نجد غير البؤس والالم والمرض.
ووصلنا حتي الي قصر البرزاني المبني علي سفح جبل، له ابواب خلفية تؤدي الي الحدود الايرانية، ومنها كان فراره، ومن ثم موته بالسرطان.
وعندما اشتعلت الحرب العراقية الايرانية كان زعماء الاكراد مع الايرانيين ضد العراق الذي من المفترض ان يكون وطنهم. وبانتهاء الحرب فروا من جديد وتسني لي ثانية ان اكون مع وفد من الادباء والكتاب المعروفين حيث وصلنا الي قمة اعلي جبل عراقي في الحدود مع ايران!
ولما رسم الامريكان ومعهم البريطانيون خطوطا في الشمال والجنوب عادت البنادق لتكون مع الامريكان وليصبح شمال العراق مرتعا لكل من حمل العداء للعراق الواحد رغم انهم انقسموا الي كيانين داخل هذه المنطقة توزعهما الطالباني والبارزاني اللذان يكن احدهما للاخر العداء الذي لم يلبث ان ينفجر مما اضطر البارزاني للاستنجاد بالرئيس العراقي السابق صدام ليبعد قوات الطالباني عن عاصمته اربيل التي كادت ان تستولي عليها.
اما وفي ظل الاحتلال فصار اكراد العراق وكأنهم القومية الاولي ما داموا المفضلين لدي المحتلين، ودخل الزعيمان الطالباني والبارزاني ومعهما سياسيون اكراد اخرون مجلس بريمر وصار منهم وزير الخارجية (زيباري) ـ علي فكرة لمن لا يعرف هو خال مسعود البرزاني ـ في وزارة مجلس حكم بريمر، واختيار كردي لوزارة الخارجية ليس امرا بريئا ابدا ـ رغم انني ابعد ما اكون عن الشوفينية ـ وانما لاغراض قادمة اخري ستلقي تبعتها عليهم (الاعتراف باسرائيل الذي اصبح مسألة وقت فقط واتمني ان اكون علي خطأ) نظرا لعلاقات زعاماتهم القديمة باسرائيل، وهو امر معروف.
ان الاكراد يحسون اليوم وبحكم الدلال الامريكي الممنوح لهم بسخاء انهم يعيشون في ازهي عصورهم ـ كأن ليس هناك احتلال ـ وان الفرصة سانحة جدا لهم ليحققوا كل ما ارادوه وحلموا به وهو تأسيس دولة في شمال العراق. لكن لابد لهذه الدولة من مقومات اقتصادية قوية لن يحققها الا ضم كركوك المعروفة بخزينها النفطي الهائل.
هل صدفة ان يطالبوا مجلس الحكم ـ وهم فيه ـ ولكن الرسالة موجهة الي الادارة الامريكية المحتلة بضم كركوك لفدراليتهم؟
وهل صدفة ان يجيشوا المظاهرات في كركوك التي حشدوها من المدن الكردية الاخري للمطالبة بهذا الضم؟
ولنلاحظ ان المتظاهرين ـ وهم عراقيون او من المفترض هكذا ـ لم يكونوا يرفعون علم العراق الوطني بل العلم الكردي ومعه العلم الامريكي الذي بات حرقه طقسا وتقليدا في كل تظاهرات العالم الا في كركوك فهل صدفة (ايضا) ان يطلب الزعيمان الكرديان من اتباعهما رفع العلم الامريكي لا العلم الوطني؟
انهم متسرعون يريدون (نهب) كل ما يريدونه رغم انه لا بريمر ولا مجلس حكمه ولا الوزراء ومن يحركهم من مستشارين صهاينة يملكون حق منحهم مدينة مثل كركوك وهم قوة احتلال وفق قرار اممي؟
ثم ان كركوك مدينة تمثل التعايش العراقي في احسن صوره، ان الاكثرية هم من التركمان وبعدهم العرب والاكراد وكذلك هناك كل الديانات من المسيحيين بطوائفهم والمسلمين بطوائفهم كذلك وقد اتسع لهم قلب هذه المدينة. ثم ان طوز خرماتو هي مدينة تركمانية بالكامل تقريبا، والقري المسيحية التابعة للموصل، والعربية او المختلطة التابعة لمحافظة ديالي (وكلها مدن يطالب الزعيمان الكرديان بضمها الي فدراليتهما).
ولا احد يجرؤ وتحت اي ظرف كان ان يسمح بان يتم الاستيلاء علي هذه المدن مهما كان الرضا الاحتلالي ومهما كانت العلاقة بين الاثنين قوية، ثم ان كركوك يعتبرها الاتراك خطا احمر، ولا يسمح للاكراد بان يجعلوا التركمان اقلية في فدراليتهم (التعبير مجرد لعب بالمصطلح اذ هي دولة ستتسع لاحقا لما يسمونه كردستان التاريخية).
وما تحذيرات عبد الله غول وزير الخارجية التركي من المساس بوحدة العراق الا رسالة موجهة للزعيمين الكرديين المنتشيين في ظلال الاحتلال ورضاه عنهم بان لا يلعبا بالنار.
وفي كل ما سيحصل او ما حصل يبقي الشعب العراقي الخاسر الوحيد، بعربه واكراده وتركمانه وفئاته الاخري.
ومن هنا ينبع الالم ونضع ايدينا علي قلوبنا خوفا.
العراق اليوم بأيد ليست امينة.
هل سنشهد ولادة الدولة الكردية؟
د. زكي ظاهر الاماره – كتابات
لسنا متأكدين ان كان هنالك ثمة اتفاق بين الاخوة الاكراد والولايات المتحدة الامريكية يضمن للأخيرة حصة في نفط كركوك ان ضمت الاخيرة الى الكيان الكردي الجديد.
غير اننا نكاد نجزم ان الولايات المتحدة الامريكية في تمهيدها لاقامة دولة كردية حذت تماماً حذو المملكة المتحدة في صناعتها لاسرائيل.
كما ان المراقبين على معرفة واطلاع بمجريات الامور منذ ان غرر بالجرذ " الضرورة " لاجتياح الكويت.
ولا نبغي هنا القاء كلاماً كبيراً او التشكيك بالاخرين، ولكننا نطالبهم بالفصح عن نواياهم بكل وضوح والتفاهم مع ابناء الشعب العراقي على هذا الاساس.
ان صعوبة وتعقيد اوضاع العراق وتفاقمها كحالة استثنائية يمر بها معلومة للجميع. الامر الذي يوجب مسؤولية مضاعفة على اعضاء مجلس الحكم الذين لم يبدوا مستواً يرتقي ومتطلبات هذه المرحلة التأريخية. فمما يحزن المواطن العراقي مثلاً ان يسمع بمظاهر الفساد في الدوائر العراقية هنا وهناك وليس هنالك من تواجد فعال لمجلس الحكم فيها، وليس آخرها الكلام حول الفساد المالي في وزارة التجارة الذي افصح عنه السيد علاوي مؤخراً.
بيد ان الممارسات الكردية ووجوب التصدي للكثير منها هي الاكثر الفاتاً للنظر اذا ما وضعنا في الحسبان ان هذه الممارسات لم تبرز من فراغ، بل جاءت حصيلة لمتراكمات مهدت لها اولاً الولايات المتحدة الامريكية بشكل ربما كان مخطط له حسب الاتفاق!.
فللمتتبع ان يتسائل لماذا لم يفرض حظر الطيران على جميع الاجواء العراقية مثلاً، وفرض على المنطقتين الشمالية والجنوبية؟. هل كان ذلك تمهيداً لتقسيم العراق؟.
والان وبعد زوال الحكم البائد، لماذا هذه الدوامة من الفوضى وحالة الاقانون والبطالة التي لم يتخلص منها البلد الجريح بعد اكثر من ثمانية اشهر؟.
الا تستطيع الولايات المتحدة بأمكانياتها وخبراتها الخلاقة ان تجد سبيلاً للقضاء على البطالة في بلد نفطي كالعراق؟. وهل انها تعجز فعلاً عن تشغيل الفضائية العراقية مثلاً؟.
بل هنالك من يضيف تساؤلات خطيرة اخرى، عن سبب جعل العراق وكأنه فلسطين ثانيه، وجعل حالة اللامن وعدم الاستقرار تمتد الى هذه الفترة الغير متوقعة في عراق ما بعد صدام، وهل هنالك من يسهم خفيةً في احداث بعض التفجيرات وزعزعت الامن؟. كذلك عن جدوى بعض ممارسات و تصريحات السيد زيباري المثيرة للبلبلة والتي اشرنا الى الكثير منها في مقالات سابقه، وعن جدوى اسناد السيد مسعود البارزاني لبعض الشخصيات الغير مرغوب بها عراقياً والاصرار على اخذ دورها في عراق ما بعد صدام، فهل كانت الغاية من ذلك جعل الوضع السياسي العراقي الجديد يسبح في الكثير من البلبلة كي يتسنى للآخرين تحقيق مآربهم على طريقة ( مصائب قوم عند قوم فوائد).
ان من حقنا التسائل حول كل ما يجري وهذا ليس من باب اثارة الآخرين فالمصلحة العراقية فوق الجميع ولا مجال لاحد المزايدة علينا في هذا الصدد، فالعراق عراقنا ونحن اولى به وقد جاهدنا بكل ما نملك في سبيل تحريره من الطغمة الفاسدة المنحلة وقد آن الاوان لهذا البلد ان يرى حياة حرة سعيدة شاء من شاء وابى من ابى.
الامر الذي يوجب على الاخوة الاكراد ان يبرهنوا بالملموس على حسن نواياهم فهي لم تبدو لنا كذلك بكل صراحة كما اوضحنا في اكثر من مقال. فلا يكفي، بل من المؤسف وهو ما قد يعتبر استخفافاً بابناء العراق المخلصين ان يصرح الكثير من قادتهم انهم لايريدون الانفصال من العراق وهم يحبون هذا البلد، وفي نفس الوقت يطالبون بالاستقلال و ضم كركوك الغنية بالنفط اليهم.
ولكن مهما قيل ومهما حاول الكثير من تلطيف الاجواء، فاننا نقولها وبكل صراحة ان ولادة الدولة الكردية قادمة لامحالة وهذا ما يريدونه الاكراد وربما هذا هو ما اتفقوا عليه مع الولايات المتحدة الامريكية ولكنهم يريدونه مع تحقيق مطامع اوسع في هذه الفترة المظلمة من تأريخ العراق الضعيف. فالمتتبع للممارسات الامريكية سوف يراها تحاكي ما قام به البريطانيون في فلسطين من فرض لسياسة الامر الواقع وصناعة دولة اسرائيل بالقوة.
وانا لا ارى ضير من استقلال الاكراد ان كان هذا ما يرمون اليه. فلكل شعب حقه في اختيار مصيره، وان كنت اعلم ان هذا الكلام لايروق للكثير، ولكن ربما انفصال الاكراد عن العراق يكون خيراً له. غير ان الذي يجب ان يفهمه الاكراد وغيرهم هو ان خيرات العراق لم ولن تكون لقمة لمن يريد، فان ارادوا الاستقلال فلهم ذلك وليعلنوا الامر بوضوح ولكن لايجب ان يحلموا حتى ولوا مجرد حلم بكركوك فهي لم ولن تكن في يوم من الايام الا عراقية.
ولا يجب لكل من احس بامتلاكه القوة المطالبة بخيرات البلد المتعب، فهل كانت كركوك يوماً جزءاً من تركيا ليطالب بها اوزال كما اشرنا الى مشروعه في الحلقة السابقه مثلا؟.
نحن لانتمنى الى ان تصل الامور الى مستوى المواجهة، ولكن الكرة في ملعب الاكراد فهم وحدهم الذين عليهم ابراز حسن نواياهم، والا فالمواجهة قادمة وما حصل في كركوك ليس الا بداية الدلالة على ذلك، فالعراقيون لايسكتون على حق ضائع، فكيف اذا قام باغتصابه من تمرد عليهم؟.
قد ينبري لنا من يجد في نفسه الاهلية لوصف هذا البلاغ بالعنصرية والتحامل على الاكراد، ولكننا نرجوا منه ان يتصف بالحكمة والانصاف ليسأل نفسه قبل الانجراف وراء اهواء نفسه في قذف الاتهامات تصابياً على الاخرين. هل تكلم احد من العراقيين العرب قبل شروع الاكراد في خلق هذه الفتنة ومطالبتهم بالاستقلال وضم كركوك؟، فلماذا لا يتهم الاكراد بالخروج عن الصف العراقي او بالعنصرية في المقام الاول مثلاً مثلاً.
حفظ الله العراق وشعبه من كل مكروه.
..فدرالية كردستان
سعد صلاح خالص
علمتنا عصور الاستبداد الا نسمي الاشياء باسمائها، وان نختفي خلف جدران الجناس والطباق لئلا تقفز كلمة فتثير الاجهزة والانظمة وتأتي بما لا يحمد عقباه، واستمرت هذه العادة الرديئة معنا الى المنافي حتى في تخاطبنا بين بعضنا البعض، فصار التمويه والتلاعب بالالفاظ هوالقاعدة والمصارحة هي الاستثناء. وبما ان تقاليد الحوار تتناسخ من الاعلى الى الاوطأ وبالعكس فقد انتقلت هذه الآفة الى الحركات السياسية العراقية التي كانت معارضة وتجلس الان في مجلس الحكم الانتقالي بعد ان افرز الوضع الدولي نهاية لنظام البعث الاستبدادي. آنذاك، كان اسقاط النظام هوالهدف المشترك للجميع، فلم يتحدث الكثيرون جديا عما يرونه في عراق ما بعد صدام، وكانت افكار عامة عن الديموقراطية والفدرالية تتردد دون وجود رؤية سياسية واضحة تتفق عليها الوان الطيف العراقي، وطرحت مشاريع كان بعضها خجولا والبعض الاخر جديرا بالاعتبار الا انني لا اعتقد ان الحركات السياسية العراقية قد اجتمعت يوما لدراستها والاستفادة منها. واستمرت حالة "الوفاق السطحي" حتى جاء مشروع السيد مسعود البرزاني للفدرالية الكردية المقدم الى مجلس الحكم بما اثاره من ردود فعل متباينة، وووضع نقاطا على حروف كانت مموهة طوال فترة النضال العراقي ضد الاستبداد.
فقد اتضح بأن جدل النخب العراقية حول الفدرالية واللامركزية الادارية والنموذج السويسري والالماني والامريكي والباكستاني طوال السنوات والاشهر الماضية لم يكن إلا هراء وضياعا للوقت، وان المطلوب بالتحديد هوما تقدم به السيد البرزاني بوضوح وصراحة.. اقليم على اساس قومي توطئة لاستقلال في وقت ما عندما تصبح الظروف اكثر ملائمة. لم تكن هذه الصورة بهذا الوضوح قبل اسقاط النظام ولا في الفترة المباشرة اللاحقة لسقوطه لأن احدا لم يجرؤ على مصارحة الاخر بذلك..
قال البرزاني لصحيفة التآخي يوم ۲۲/۱۲/۲۰۰٣ حرفيا بأن "الذين يهتمون بمسألة عراق موحد، عليهم أن يعرفوا جيداً بأنه من الصعب عليهم إقناع الشعب الكردي بعد كل هذه الكوارث والمأسي والتشرد بالبقاء محرومين مهضومي الحقوق ضمن إطار العراق ويتطلب هذا من الإخوة العرب إحترام القرار الكردي وعدم التردد حيال أي حق من حقوق الكرد في إطار العراق ".. ولا ادري لماذا افترض مقدما ضياع حقوق الشعب الكردي في عراق المستقبل ولماذا اضاف عبارة في "إطار العراق" في اخر الفقرة والتي لا تستقيم مع محتواها بل ولا مع محتوى المشروع ككل.. كما افاد السيد البرزاني بما يلي في تهديد واضح، ربما مستندا الى عدم نزع سلاح ميليشياته اسوة بغيرها، " ينبغي عدم التفكير بأي شكل من الأشكال في فرض صيغة غير مقبولة على الشعب الكردستاني، لأنها بالتأكيد تؤدي إلى نتائج غير مرضية، ولا نحبذ أن يلجأ الكرد إلى خيارات أخرى"، ولم نعرف ما هي خيارات السيد مسعود البرزاني الاخرى..
وتستعر حاليا حملة "انترنيتية" ومطبوعة من زملائنا، وبعضهم من أصدقائنا، الاكراد ضد "الشوفينية العربية" الرافضة لحقوق الاكراد بدعوى وحدة العراق وما الى ذلك، بل ووصلت الى حد مؤسف اتهم فيه احدهم حتى الداعين الى حق "المواطنة العراقية " المتساوية بالشوفينية الجديدة تمويها للحقد على الكرد..! واصبح عرب العراق هم قتلة الاكراد وليست الانظمة التي لم توفر عربا أم اكرادا. بل واصبح القبول المطلق " بالفدرالية القومية" معيارا للوطنية وفق بعض الزملاء كما كان القبول المطلق "بالامة العربية" معيارا للوطنية لدى النظام البائد، فالمشروع الكردي غير قابل للنقاش وزعماء الكرد فوق مستوى النقد ومن يجرؤ على مناقشة مشروع السيد مسعود البرزاني فهو" شوفيني ضيق الافق من بقايا البعث والانفال".. هكذا وبكل بساطة.
إذن، وبعد أقل من عام على سقوط رمز الفاشية العربية، تعود حليمة الى نفس اللغة القديمة وتعود عادة منح صكوك الغفران سيئة الصيت، حيث تتساقط الاتهامات المتبادلة كالمطر على رؤوس بعضنا البعض، فهذا شوفيني، وذاك شعوبي، وثالث عميل ورابع كافر وخامس انفصالي وسادس طوراني وانفالي وصدامي وهكذا.. فلا تعدد ولا حوار ولا رأي آخر في تناسخ مرعب لفكر عصر الدكتاتور البائد مع الفارق بان سيفه كان على رقاب الجميع، اما الآن فما أكثر السيوف والرقاب. فما زلنا شعبا يعيش وهم احتكار الحقيقة، وما زالت قيم الحرية حكرا لمشاريع سياسية محددة لا يجوز الاقتراب منها.
وصمت اكثر مثقفينا، بفعل الصدمة الكردية، ولم يكتب الا قليلون، ولعل النخبة التي كانت تحلم بالعراق الديموقراطي الموحد بصدد اعادة لملمة احلامها الان. واليوم جاء رد فعل متوقع في تصريح عضومجلس الحكم السيدة صون كول جابوك للشرق الاوسط متحدثة عن اقليم "تركمانستان العراق" في حال اقام الكرد اقليمهم، وفي هذا عدل نظري ما دام العراق الموحد ليس بأولوية لأحد.. فإن يصح الحق لأحد فإنه يصح للجميع.
وليكن المرء صادقا مع نفسه، ومع ما يراه وما يعتقده، فإن حق تقرير المصير حق اصيل لكل شعوب الارض، والشعب الكردي ليس استثناء، وقد تمت تربية اجيال من شباب الكرد على قدسية استقلال "الامة الكردية" ونهوضها وهوما يمارسونه الان على الارض مهما حاول البعض ادعاء العكس. فليكن، وليجرب هذا الشعب خياره، وليفعل الشعب الكردي "الجار " ما بدا له وليعلن دولته في اقليمه. يقول الاخوة الاكراد (أوالكورد حتى لا يتهمنا البعض باستخدام لغة الماضي الشوفينية) بأن "بنيتهم الديموقراطية" قائمة ومتطورة كما اتضح في السنوات السابقة، فليكن ايضا، وليفعلوا ما يشاؤون بدون تدخل "الشوفينيين في "الاقليم الاخر"، وليأخذوا حتى نفط كركوك، اذا كانوا يعتقدون ان النفط كاف لبناء الاوطان، وليتم "ترسيم الحدود" و لنتنتهي عقود الصراع المريرة الى الابد.
أما نحن "الشوفينيون اصحاب مبدأ المواطنة العراقية المتساوية" في "عراقستان "والحالمين بالعراق الديموقراطي الانساني الحر، فسنعمل ما نشاء أيضا، وسنعكف على بناء "اقليمنا" وبنيته الديموقراطية وهوبحد ذاته مخاض سياسي طويل، لا نهدد احدا بـ" نتائج غير مرضية وخيارات اخرى"، ولنحقق التكامل الاقتصادي داخل "الاقليم" بين محافظاتنا الفدرالية الغنية بالبشر قبل النفط ليعود العراق للعراقيين غنيا عزيزا حرا وديموقراطيا، غير معني بـ "اضطهاد الاخرين". وبعدها يمكننا ان نناقش مع الدولة "الجارة" ترتيب أوضاع مواطنيها المقيمين في محافظات "العراق" وربما يتم التوصل الى بروتوكول بهذا الخصوص ونطلب من سفارتهم في بغداد بالمقابل تسهيل تأشيرات الدخول لمواطنينا لزيارة الاصدقاء القدامى بل والازواج والزوجات في السليمانية أواربيل. كما يمكننا تقديم الدعم المعنوي لها في مجلس الأمن اذا انقض عليها "الطورانيون" أو"الفرس" أو" بعثيودمشق" ذات يوم، فتحن دولة مسالمة نفضت غبار الحروب منذ زمن ولن تقاتل الا دفاعا عن النفس بعد اليوم.. واذا ارادت الدولة الجارة يوما العودة الى الاتحاد بالاقليم الاخر، فسيخضع الموضوع للاستفتاء الديموقراطي في "اقليم العراق" اذا رأى العراقيون جدوى في ذلك..
قد يكون هذا السيناريوالخيالي قريبا من الواقع أولا يكون، والأمر مرهون بتطورات دولية لا يتسنى لنا سبر اغوارها، الا ان "الفرقة الناجية" هي تلك التي تستطيع قراءة التاريخ والجغرافية الدولية بواقعية وعلمية وحرفية بعيدا عن الضجيج والعواطف والشعارات والاحلام، وتستفيد من دروسها السابقة ودروس الاخرين القريبة..
واذ تكرست "الشوفينية العراقية الحميدة بتراكم المحن وبسقوط وهم الدولة القومية في العراق والذي كان الاكراد مثل العرب من ضحاياه، يقف عراق المواطنة المتساوية الحرة كضمان افضل للعرب والاكراد والتركمان وغيرهم على السواء، اقتصاديا وسياسيا، دوليا واقليميا. اما اعادة التاريخ الى الوراء بحثا عن الدولة القومية فقد اثبت بانه مشروع سريع العطب رغم رومانسيته المبررة، اذ سرعان ما ينتهي الى الفاشية والعجز، ويرينا التاريخ بان الكيانات التي صمدت هي تلك الديموقراطية القائمة على المصلحة والاتفاق وحق "المواطنة المتساوية" والعلمانية السياسية والاجتماعية التي تحمي انسانية المواطن وكرامته وحريته بقانونها العادل الذي لا يعرف ابيضا أوأسودا أواحمرا.. فها هوهوالاتحاد السويسري، والاتحاد الاوربي والولايات المتحدة الاميركية وجمهورية المانيا الاتحادية وغيرها تقف نماذج ساطعة مقابل كيانات مثل الجبل الاسود والبوسنة وسلوفاكيا الباحثة عبثا عن سبل اقامة بنى تحتية لائقة في محيط يسعى للتكامل ويقفز يوميا خطوات الى الامام..
وأخيرا لا يحق لي ولا لغيري مصادرة حق اي من يشاء في تقرير المصير، إنما هي امنيات.. وسيقول التاريخ كلمته اخيرا.
!!نعم.. نعم لكردستان الكبرى
عمر احمد - كتابات
طيب الان سيسعى الاكراد لتحصيل وتحقيق حلم كردستان الكبرى فكل الحكومات التي حكمت العراق كانت حكومات طاغية نوري سعيد طاغية وعبدالكريم قاسم طاغية وعبدالسلام عربي قومي وهو ايضا في نظر الاكراد طاغية واخيرا صدام حسين الذي وقع معهم اتفاقية اذار طاغية بما فعله من قتل جماعي بالمقابر الجماعية وباسلحة الكيماوية.
كل الحروب التي خاضها الاكراد ضد حكومات العراق المتعاقبة كان فيها معتمدين على الدعم الغربي بتقبيل ايدي الغرب مقابل منح السلاح لهم ليقاتلوا به العرب السنة والشيعة واخوتهم الاكارد الموالين للدولة حروب استنزفت موارد العراق حروب جعلت صدام يوقع اتفاقية ۱٩٧٤ مع شاه ايران ليوقف الدعم اللوجستي للاكراد الابطال الذين كانورا ورقة الجوكر في كل ضغط يمارس من الدول الاستعمارية ضد العراق فاما ان توافق الحكومة العراقية او ان ورقة الاكراد ومجرد تذكيرهم بانهم قومية قد ظلموا منذ ان خلق الله ادم عليه السلام فقد ظلم الاكراد.
انهم يقولون بوجوب الفدرالية وعندما حصلوا على الحكم شبه المستقل في عام ۱٩٩۱ وما تلاها شهدت المنطقة الشمالية حروب طاحنه بين الزعماء لا من اجل الاختلاف حول النظريات الايدلوجية والتوجه القومي لا بل من اجل موارد الكمرك وغيرها من الذي داب الحزبان المناضلان على سرقتها من افواه شعبهم الذي تاجروا بقضيته وجعلوه يدفع الامرين طيله عقد من الزمن حتى كفر بالقومية الكردية صور تتلقفك مع دخولك لكل منكقة فاذا كان مام جلال وانت ترى صوره منتشرة وهو ضاحكا باسما اما في منطقة بارزان عفوا ( العوجة ) كما يسميها الاكراد فصورة مسعود وعفوا نيجرفان ( قصي ) الخليفة الوارث فهي منتشرة حتى في۰۰۰۰۰ ولا عجب فهم تلامذة البطل صدام حسين الذي اوقف مد الجلاليين الى اربيل مقابل دخوله فيها الى جانب مسعود وتسليم الاخير للمعارضين الذين جاؤا لتحرير العراق كل هذا سيسجله صفحاتى التاريخ فمزابل التاريخ لن تخلوا ولم يكن صدام اخر من القي فيها فهي واسعة جدا وان كان صدام قد اخذ حيز كبيرا فقالمكان لبجانبه ستحجز ولفكنها قليلة صغيرة بحجم العمالة.
ترى ان رفضت امريكا الفيدرالية هل سيحاربها الاكراد وهل سيمون جورج بوش بالطاغية وهل ستكون هناك مقابر جماعية بانتظار الاكراد ولكن ماهي الفترة التي ستسقط فيها عواصم كردستان العتيد عشرة دقائق ام خمسة ولا اعتقد اكثر فالهوة قد اصبحت عميقة بين الشعب الكردي وقادته الافذاذ ولم يبقى حلم كردستان في العراق الا في مخيلة التجار زعماء الاحزاب مثل اسلحة الدمار الشامل التي بقيت في مخيلة زعماء الحرب.
حجز وفرض الرقابة على المصابين في مستشفى كركوك
المنظمة الدولية للدفاع عن حقوق التركمان
كركوك:
ان ما يقوم به أزلام النظام الكردي المتمثل بحزبي الاتحاد الوطني الكردستاني والحزب الديمقراطي الكردستاني في كركوك العراقية ذات الخصوصية التركمانية من عمليات الاعتداء على المواطنين التركمان والعرب والاشوريين قد فاقت اعتداءات النظام السابق. وبعد أن تم نقل المصابين الذين اشتركوا في المظاهرة السلمية التي خرجت الى شوارع كركوك لتجسيد تضامن التركمان والعرب والاشوريين معبرين عن رفضهم القاطع لمشاريع الانقسام والتجزئة وضم مدينة كركوك وأقسام من الموصل وديالى الى الفيدرالية المزعومة استمرت الاعتداءات الكردية على المواطنين في كركوك. وفي مساء يوم أمس وبعد مرور يومين على دفن الشهداء التركمان والعرب قامت المجموعات الكردية بحجز وفرض الرقابة على المصابين في مستشفى كركوك الجهوري في كركوك وتحديد ذويهم من زيارتهم كما تم منع مراسلوا تلفزيون( توركمان ايلي) من اجراء مقابلة مع المصابين حيث حجزت قوات البيشمركة الكردية مراسل تلفزيون توركمان ايلي السيد يلمان بيرقدار لساعات عديدة وتم استجوابه بصورة غير انسانية مع توجيع الضرب والشتائم له. هذا ومن جهة اخرى تعرض السيد محمد صمانجي رئيس منظمة حقوق الانسان العراقية الى اعتداء غاشم من قبل نفس المجموعة في المستشفى المذكور عندما كان متوجها مع هيئة من المنظمة نفسها للتبرع بالدم الى المصابين وتفقد احوالهم الصحية واصيب بجروح بالغة.
تعتبر مستشفى كركوك من المستشفيات الكبيرة ولكنها الان أصبحت مقرا لقوات البيشمركة الذين يتواجدون فيها باستمرار بحجة حماية المرضى وهل ان المرضى يحتاجون الى حماية مسلحة تحميهم من الامراض ان انهم بحاجة الى الرعاية الصحية والعلاج؟ لقد أصبح المستشفى الجمهوري وكرا من اوكار البيشمركة ومقر لقيادة عملياتهم الاجرامية ضد المواطنين الابرياء في كركوك.
وبذلك نناشد منظمة حقوق الانسان وجميع المنظمات الانسانية الدولية بالتوجه الى كركوك لرؤية حقيقية الاعمال الاجرامية المرتكبة بحق المواطنين في كركوك، وليعلم المعتدون أنه مهما ارتكبت من الجرائم فان كركوك ستتبقى عراقية ذات خصوصية تركمانية ومدينة العراقيين جميعا وسنظل ندافع عنها الى الابد.
المنظمة الدولية للدفاع عن حقوق التركمان
كركوك العراقية
وتسائل المتعجبون عن حالة نكراء
زياد الايوبي - كتابات
توطئة:
لست ممن يتتبع أخبار الاحزاب التركمانية، أو يتوقع خيرا منهم ومن بياناتهم وادبياتهم، لأنها وبصراحة ليست من اولويات اهتماماتي، كما أنني لا اشعر بأهميتها بالنسبة لي كمواطن عراقي،ولذلك استنكف أن أضيع بعض أوقات فراغي في متابعة أخبارهم اذ تأكد لي ولأمثالي بأنهم ليسوا سوى حفنة من ا لموتورين والمتشنجين غايتهم للتلاسن والتلاوم والمشاجرة وتجبين وتجريم وتخوين الكرد في كل صغيرة و كبيرة و بياناتهم لايختلف عادة عن أمثاله و المملوءة بالاستنكار والتهديد والوعيد الفارغ لكل ما هو كردي والتعاطف والتوسل والاستجداء لكل ما هو غير كردي. إنهم ولحد الان لم يقدموا أي مشروع حقيقي تكفل وتنجح في حل أية مشكلة من مشاكل التركمان المستعصية وأزماتهم دع عنك مشاكل العراق ونهجهم السياسي و فلسفتهم الحزبية و طروحاتهم لا تقوى على تحويل بزونة الى سياسي او أرنب الى ثائر. فزبدة أفكار هؤلاء لا مادة حية فيه اذ انه مجرد رغوة طافية على السطح و زوبعة في فنجان.
كما لم يكن من باب اولوياتي او اهتماماتي الرد على الخطابات والمقالات الوضيعة التي قد يبعث بها ذاك القلم المسموم الممثل لذاك الطرف الخائب او تلك الجهة الموبوئة التابعة لهذا الجرذ الهارب أو ذاك غير اني لم أجد بدا من الخوض في هذا المجال وخاصة في الوقت الذي يجري فيه بناء أول نظام ديقراطي ودستوري وإنتخابي في ألعراق وربما في ألعالم الاسلامي برمته، ومنذ ان ادلى السيد مسعود البارزاني بتصريحه المقتضب عن الفدرالية المنشودة لاقليم كردستان. منذ ذلك الحين بدأت حملة شعواء من التلاسن والتنابز والمهاترات العقيمة وكلها تصب في رمي الامة الكردية و تأريخها المجيد بأبشع النعوت و أخس الاتهامات ومن اطراف تفوح من طروحاتهم رائحة (جيل الحزب والثورة) من شراذم و انصار عار العرب والمتخفين تحت مسميات أحزاب وواجهات جديدة، أسوة بصراصر و جرذان و أيتام أقبح نظم العسكريتاريا في العصر الراهن المتمثلة في الجيش التركي القابع على تراكيب دولة مستقلة، ونعني به حزب الجبهة التركمانية الذي لم يكن له شرف الاشتراك في اية جبهة او المساهمة في اي نضال وعلى مدى عمره القصير ان شاء الله، اللهم ما كان مدرجا في اجندة الاستخبارات والميت التركية والذي يعتبر في برامج هؤلاء الاقزام نضالا و ثورية.
لقد بات الانفراد بالتشويش والمغالطات والتحميل المغرض وبأساليب الاثارة الرخيصة التي تحكمها رؤية بنيت على الإقصاء والرفض وتؤسس لثقافة الحقد والكراهية، الشغل الشاغل لهؤلاء الأقزام من التركمان والمصابون بعاهات و عوارض عدم فهم المقروء المزمن ضد كل ما يمكن وصفه بالأنجازات الكردية و كل حسب أجندته الحزبية والسياسية جاعلين الكرد موضع التهم مقابل تبرئة الذات وادعاء الخوف على الوحدة الوطنية حتى ليظن القارئء بأن لا حدود لجهل وقبلية هؤلاء وخاصة وانهم وجدوا ضالتهم المنشودة في شبكة الأنترنيت كمنبر للكتابة لا يحتاج الى جرأة أو شجاعة أذ لا حسيب ولا رقيب، وباتت عناوين هذة الشطحات لا تهدف الا إلى إثارة نعرة الإقليمية التي باتت تزهو بنفسها في كل أرجاء الوطن العراقي ولا يخفى على كل من يتصفح هذه المقالات المغرضة والاكاذيب الملفقة مدى قلة حياء هؤلاء و تدني مستويات و أطر افكارهم الظلامية بحيث يريدون و في اتحاد غريب و مريب القاء اللائمة على امتنا الكردية ومسح اياديهم الملطخة بدماء شعبنا على عتبة مطاليبنا العادلة في ارساء اللبنات الاولى لنظام ديمقراطي جديد يعود على جميع شرائح مجتمعنا العراقي بالخير والرفاه والمتمثل في صيغة الديمقراطية التي تم الاجماع عليها ومن قبل جميع الاطراف المعنية في ما كانت تسمى بالمعارضة العراقية. تارة برفض الفدرالية جملة و تفصيلا واخرى بادعاء ملكية منطقة كركوك والتي تمثلت في المظاهرة الاستفزازية الاخيرة في ۳۱ تشرين الثاني من العام الماضي. و سنحاول هنا توضيح بعض النقاط فيما يتعلق بتأريخ الامة الكردية وبالرد من خلال التوضيحات على ادعائات و افترائات هذه الجهات الموغلة في العهر السياسي حتى يتسنى للقاصي والداني استدراك ابعاد المأساة التي يمر بها الكرد منذ فجر التأريخ والى يومنا هذا. و خطابي هذا موجه الى ذوي الضمائر الحية من ابناء الانسانية جمعاء بغض النظر عن العرق والانتمائات السياسية.
نبذه عن التأريخ القديم للكرد
ألكرد من الامم العريقة في القدم اذ ورد ذكرهم باسم (الكاردوخيين) الذين حاربوا جيش الاسكندرالمقدوني اثناء مروره بكردستان في طريق عودته من منطقة فارس و انتصاره على (كورش الكبير) في ٤۰۱-٤۰۰ ق. م وقد اطرى المؤرخ اليوناني زينفون على شجاعة الكرد و بأسهم واستقلالهم بوطنهم§ كما و اسست هذه الامة اقوى امبراطورية عرفها التأريخ في حينه باسم امبراطورية (ماد) أو (ميديا) ٦۱۲-٥٥۰ ق. م§ وكان زردشت الذي جاء بفلسفة قوى الشر وقوى الخيرلبناء المجتمع الفاضل نبي هذه الامة. فالامة الكردية بهذا الاعتبار كانت صاحبة رسالة انسانية. الا ان الظروف التي اعقبت سقوط امبراطورية ميديا شوهت و اودت بالفلسفة الزردشتية و اسدلت ستارا على مدرسته الفكرية وجعل الكرد تابعين لغيرهم.
ومنذ نشوء الاسلام وحتى سقوط الامبراطورية العربية برز من صفوف الكرد عدد لا يحصى من العلماء والفلاسفة والمؤرخين من امثال (أبو الفداء) صاحب حماه- و (ابن خلكان) و (ابن الاثير الجزري) و (ابو السعود العمادي) و (أبو علي الدينوري) و (مفتي الزهاوي) و (عبدالرحمن القرداغي) و (يحيى المزوري) و (الحيدري الماوراني) و (عبدالرحمن الروزبياني) و (معروف النوديي) و (عبدالرحمن الخالصي الطالباني) ومئات اخرى من الذين اسدوا خدمات جلى للتراث العربي الاسلامي دون ان يدور بخلدهم الموروث الفكري لامتهم الكردية او مجرد التفكير في انهم يخدمون (أمة) او (قومية) اخرى.
ويحدثنا التأريخ عن القائد الكردي الجبار شيركو صلاح الدين الايوبي (۱۱۳٧ – ۱۱٩۳) م- والذي حارب بجيوش كردية في الارض المقدسة و جعل عتاة الصليبين شذرا مذرا منقذا بذلك العرب والمسلمين من هول الفناء المحتوم والذي انشد فيه أحد الوزراء العرب وهو يمجد امة الكرد قاطبة:
الحمدلله ذلت دولة الصلب.... وعز بالكرد دين المصطفى العربي
وليس لنا نحن أحفاد هذا القائد العظيم الا ان نتسائل: ترى ما ذا كان الحال اليوم لو شاء صلاح الدين وهو يقف كجبل أشم على اشلاء الصليبين ان ينشأ لنا دولتنا الكردية... هل كان من الممكن ان نتهم بكل هذه الاباطيل من قبل أقزام هذا العصر: وهل كان هناك بارقة امل في ان يقع زمام امورنا في ايدي مستعبدينا من عرب وترك وعجم.. أخوتنا في الدين والعقيدة.!!. وأغلب ظني والحالة بأخوتنا في الاسلام ما نعهده اليوم هو ان صلاح الدين لو خسر الحرب لكنا اليوم احفاد الجاسوس الخائن صلاح الدين وليس البطل. اذ ان التأريخ ايضا يحدثنا عن بطل آخر.. شائت القدرة الالهية ان يكون حبه ووفاؤه لدينه و عقيدته اعظم من ولائه لبني جلدته... وأعني به البطل الكردي أبو مسلم الخراساني الذي أنقذ الشعب من هول استبداد الأمويين و أنشأ الدولة العباسية ونصب (أبا جعفر المنصور) خلبفة عليها ليكافئه المنصور هذا بقتله غيلة حيث انشد فيه شاعر عربي آخر (أبو دلامة) وهو يلعن أمة الكرد قاطبة... قائلا:
أبا مجرم هل غير الله نعمة على........... عبده حتى يغيرها العبد
أفي دولة المنصور حاولت غدرة.......... الا ان أهل الغدر أباؤك الكرد
ولنقف لحظة واحدة ولنتأمل ما ذا كان موقف الفرس والاتراك حينما سنحت لهم فرص الأنقضاض على الدين والعقيدة... وكيف ان العنصرية المتجذرة في ديدنهم تغلب على كل القيم السامية التي تعلموها من الاسلام ورسالته السمحة... وكيف انهم قلبوا ظهر المجن لاخوتهم في الدين.. على عكسنا نحن الكرد:
بخلاف الكرد تمكن الفرس من ان يستفيدوا من الانشقاقات الحادة التي اعقبت وفاة الرسول (ص) في صفوف العرب المسلمين والتي استفحلت اخطارها بسبب التصارع الدموي على الحكم فأسسوا المذهب الشيعي و انقذو انفسهم من ما أسموه التمييز العنصري البغيض الذي كان يمارسه الخلفاء الامويين ضد العناصر الغيرعربية ليبنوا بعد ذلك الامبراطورية الصفوية المترامية الاطراف والتي لم تمت للاسلام بصلة الا في الظاهر. فليس لك الا ان تتفحص صور الامام علي (رض) و بنوه لترى مدى تعصب هؤلاء حيث ان الملامح مستوحاة من السمات الفارسية في خضرة العين وحمرة الخدود التي تبعد كل البعد عن خصائص المظهر العربي الذي يطغي سمرة البشرة عليه وقس ذلك بملامح الرسول الاعظم في صوره المجحفة للحقيقة و المعروضة للبيع في شوارع طهران بالرغم من استقباح ذلك و عدم جوازه اسلاميا.
ولما اسقط هولاكو المغولي عام ۱۲٥٨ م الخلافة العباسية قضى بذلك على الدولة العربية-الاسلامية قضاء مبرما اذ اعقبت ذلك الغزو التتاري موجات من شعوب تركية متوحشة من امثال (آق قوينلو-الخروف الابيض ۱۳٧٨م- ۱٥۰۲م) و (قره قوينلو-الخروف الاسود ۱۳٧٨م- ۱٤٦٨م) تتدفق على كردستان كالسيل العرم و تسبب الخراب والدمار لشعبه الآمن مهيئة فرصة ثمينة للعنصر التركي ان يثبت اقدامه في اسيا الصغرى.
وقد استطاع الترك ان يستغلوا الديانة الاسلامية لمآربهم القومية (عكس الكرد) فقاموا بغزو الامبراطورية الرومانية باسم الدين و بنوا دويلة اسلامية صغيرة على مقربة من البحر الابيض المتوسط كما استفادوا من ضعف العرب و تفكك وحدتهم فأغتصبوا منهم الخلافة واعلنوا انفسهم حماة المذهب السني و تمكنوا بذلك من تأسيس امبراطوريتهم العثمانية (القومية الديدن والدينية الشعار) حتى بنيت على انقاضها مؤخرا دولة تركيا الحديثة بعد ان سببت تأخر الشرق و خموده و جموده ستة من القرون. وبناء على ما تقدم يظهر لنا انه اضافة الى استغلال الترك للاسلام لاغراض قومية فان تأريخهم الانساني يكاد ان يكون معدوما لو جردت من الغطاء الاسلامي فبدون الاسلام ما كانوا الا امما متوحشة يمتهنون القتل والدمار فلسفة احادية الجانب.
ابان الصراع الدموي الذي جرى بين الترك العثمانيين والفرس الصفويين كانت كردستان المسرح المفضل لهذا الصراع حيث ان الغالبية العظمى من الكرد قد تمذهبوا بمذاهب السنة الامامية لذا فقد تمكن الترك من اجتذاب قلوب الزعماء الكرد و امرائهم في الامارات السنية و يستغلوهم في مآربهم ضد الصفويين وقد احرز الترك نصرا حاسما على الفرس في معركة (جالديران) بفضل معاضدة الكرد لهم§ ازاء عهود و مواثيق لحفظ الاستقلال الداخلي التام لهذه الامارات والتي لم يراع الترك اي بند فيهم الى ان كشر (الذئب الأغبر§) عن انيابه منتهجا سياسة التتريك ضد الكرد تارة باسم الاصلاح واخرى باسم المركزية في الحكم.
ورغم ان الترك والفرس كانا عدوين لدودين لبعضهما من الناحية المذهبية الا ان ذلك التباين العقائدي لم يمنعهما من الاتفاق على تقسيم كردستان فيما بينهما بموجب اتفاقية (زهاو- زهاب في سنة §۱٦۳٩ م) والتي بقيت وهمية لان نفوذ الدولتين لم يكن يسري الى اعماق كردستان في كثير من الاحيان اذ تمكن الاكراد فرص انشغال الدولتين في معارك دامية مع بعضها و حروبها المتوالية مع روسيا و اوضاعها الداخلية السيئة فاسسوا جيوشا قوية واستقلوا باماراتهم كأمارة سوران بقيادة محمد كورباشا الراوندوزي و أمارة بابان (بقيادة عبدالرحمن باشا) و أمارة بوتان (بقيادة الأمير بدرخان) و امارة بادينان (بقيادة اسماعيل باشا) وأمارة أردلان الذين بزوا الدولة التركية في ميادين القتال غير ان عقيدة كردية نابعة من صميم واقعهم لم تكن تقود هؤلاء الامراء فاستغل الترك العثمانيين سلاح الدين لمآربهم كما استفادوا من منافسة هؤلاء الامراء لبعضهم البعض متمكنين من القضاء عليهم الواحد تلو الاخر مستعملين في ذلك كله الطاقات والجيوش الكردية نفسها.
ومن الجدير بالذكر ان بعض الفئات التركمانية وعلى رأسهم أذناب الذئب الاغبر يحاولون ان يكيلوا وجودهم السياسي في المنطقة بحيثيات حركة التحرير الكردية وللرد على هؤلاء نقول: بأن اول حركة قومية بين الاكراد تدعوا الى استقلال كردستان ظهرت في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين بقيادة الشيخ عبيدالله النهري (توفي في ۱٨٨۳م) فأين كنتم واين كان آباؤكم الاولون؟ اما انكم شكلتم جزءا من الغاصب المحتل او آثرتم تجنب الخوض في النضال كما العهد بكم وفي الحالتين فانكم الملامون في الغياب عن الركب الثوري الذي لا تعرفون اليه سبيلا. وهذه الحركة لم يكتب لها النجاح لان سعيها كان لتأسيس دولة كردية سنية. في نفس الفترة هذه ظهرت حركات و احزاب عديدة دعا اليهم مثقفي الكرد كأحزاب (العزم القوي) و (تعالي و ترقي كردستان) في العام ۱٩۰٨ كما اسس الطلبة الاكراد جمعية الأمل (هيفي-هيوا) في العام ۱٩۱۰ والتي اصدرت جريدة كردية بأسم (شمس الكرد) أسوة بالجريدة الكردية (كردستان) التي اصدره البدرخانيون في القاهرة في ۲۲ نيسان ۱٨٩٨. ومن الجدير بالذكر ايضا وعلى عكس ما يروج له الكلاب النابحون بأن اسم كردستان مصطلح جديد و موطن خيالي فان المصطلح هذا استعمل عهد السلاجقة في عهد السلطان (سنقر- سنجر) في العام §۱۲۰۰ ق. م
نبذه عن التأريخ الحديث للكرد
من الممكن اعتبار التأريخ الحديث للحركة الكردية ابتداء من سقوط الدولة العثماتية و انتهاء بالوقت الحاضر. فبعد انهيار امبراطورية آل عثمان تقاسمت الدول المنتصرة الارث العثماني وما احتوته من اوطان و شعوب و اديان و مذاهب بمعزل عن طموحات و تطلعات هذه الشعوب و مصالحهم. وكنتيجة فعلية للسياسة الاستعمارية للانكليز والفرنسيين تم تجزأة كردستان بين مجموعة من الدول المستحدثة كالعراق و سوريا و تركيا والتي أرتأتها مصالح المستعمرين و أطماعهم المستقبلية في المنطقة. ومن الغريب ان جميع المتشدقين بالعروبة و روح القومية العربية والذين يعتبرون انفسهم أعداء للاستعمار أسوة بالقوميين الاتراك والفرس لا يألون جهدا في رمينا نحن الكرد كوننا الة بيد الاستعمار ناسين او متجاهلين بان نفس هذا الاستعمار قد قسم وطننا كردستان عليهم بالقسطاط ورغم كون حدود العراق و سوريا مخطوطة و مرسومة بخنجر هذا الاستعمار فانهم على اتم الاستعداد للموت في سبيل الدفاع عن عن وحدة التراب وهذه الحدود المصطنعة والجائرة في نفس الوقت... فاذا لم يكن هذا كيل بمكيالين نتعجب ما ذا سيكون؟
غير ان انبثاق معاهدة سيفر في ۱۰ آب ۱٩۲۰ والذي اعترفت بموجبه الدول المنتصرة بوطن كردي مستقل و بفضل مساعي (حزب أستقلال كردستان) الذي تأسس عام ۱٩۲۰ والجهود المبذولة من قبل الجنرال شريف باشا في مؤتمر الصلح بباريس، أعطى املا للكرد في استنشاق نسائم الحرية. وعليه فان هذه المعاهدة لهي و ثيقة دامغة تؤكد بما لا يقبل الشك في ان الكرد امة عريقة استكملت كل متطلبات الامة و مقوماتها ولها الحق الكامل في تقرير المصير الغير مشروط كما وانها تفند كل الادعائات الكاذبة والمجحفة بحق الكرد في كل ما قيل و يقال عن حداثة العهد بكردستان و مجهولية حدودها.
لربما يتسائل البعض عن التحامل الكردي ضد شخص مصطفى كمال أتاتورك (أب الأتراك... و ليس التركمان أنصافا لهم) اذ ان السبب يعود الى كونه المهندس والمخطط وراء فرض معاهدة لوزان على الحلفاء في ۲٤ تموز ۱٩۲۳ والذي حلت محل معاهدة سيفر و اهملت ذكر اسم كردستان اهمالا تاما. غير اننا ملزمون بذكر الاسباب الاخرى التي مهدت الارضية لأتاتورك للالتفاف على طموحات الكرد قاطبة و تمثلت ذلك في تعاون اكراد شمال كردستان وبالاخص اكراد ارضروم معه باسم الاخاء الاسلامي اضافة الى مقاومة اكراد الجنوب للانكليز بقيادة الشيخ محمود الحفيد (۱٨٨۲-۱٩٥٦) وتعاونه مع الاتراك –(مرة اخرى باسم الاخاء الاسلامي) اضافة الى ظهور الاتحاد السوفيتي وتعاون قادته مع الكماليين ضد الحلفاء. وقد استطاع الانكليز الابقاء على كردستان الجنوبية ليلحقوها الى صنيعتهم (المملكة العراقية). وقد فشلت نضالات حزب (استقلال كردستان) و ثورات الشيخ محمود المتتالية من ۱٩۱٩ والى ۱٩۲٧ فشلا ذريعا لكونها جاءت بعد فوات الاوان. كما وان ثورة الشيخ سعيد النقشبندي في دياربكر التي نشبت في العام ۱٩۲٥ قد تم القضاء عليه من قبل الاتراك و بمساندة روسيا الشيوعية و معاضدة القوات الفرنسية المنتدبة في سوريا§ فهل رايت قاريء العزيز تكالبا اشرس و أكثر همجية من تكالب قوى اليسار الشيوعي واليمين التركي والديمقراطية الفرنسية على امة مسلمة لا حول لها ولا قوة الا نداء لا اله الا الله. أليس لنا ان نتسائل ما الذي جاء بجمع السوء هؤلاء الذين لا يجمعهم جامع سوى اشتراكهم المهين في طمس هوية امة اباة ضيم.
هكذا تم تقسيم كردستان من جديد لتحصل تركيا على حصة الاسد و ايران تحتفظ بالقسم الذي كان ملكا للقاجاريين و ليلحق قسم آخر من الوطن الكردي لما سماها الفرنسيون سوريا كما الحق القسم الجنوبي منه بالعراق حسب قرار عصبة الامم الصادر في ۱٦ أكتوبر ۱٩۲٥ شريطة ان يكون للاكراد الحق في تأسيس حكومة محلية لهم في العراق ذلك الحق الذي تعهد به العراق ببيانه الصادر في ۱٩۲۲ لتبقى حبرا على ورق. فيما حصلت روسيا السوفيتية على قسم صغير من كردستان حسب معاهدة (بريست لتوفسك) في ۳ آذار ۱٩۱٨.
و بتقسيم الوطن الكردي و تمزيقه على هذا المنوال وجدت الدول المقتسمة له ان من صالحها ان تتعاون فيما بينها وبمباركة القوى العظمى للحفاظ على حدودها المصطنعة. ففي حزيران ۱٩۲٦ عقدت معاهدة صداقة بين العراق و تركيا وانكلترة بغية محاربة مساعي الشعب الكردي للتحرر والانطلاق و في ٨ تموز ۱٩۳٧ ابرم ميثاق سعد آباد بين العراق و تركيا و ايران و افغانستان يهدف الى ضرب كل حركة كردية في مهدها (راجع المادة ٩ من الميثاق) وفي ۱٨ تموز ۱٩۳٧ عقدت معاهدة الصداقة بين العراق و ايران لنفس الغرض كما وان حلف بغداد الذي وقع في ۲٤ شباط ۱٩٥٥ بين ايران و تركيا والعراق و انكلترة والباكستان لم يكن الا حلفا خماسيا غير مقدس ضد اماني و آمال الشعب الكردي:
أبعد كل هذه المعاهدات والاتفاقيات بين قوى الاستعمار وبين أخوتنا في الدين والعقيدة لتجزئة وطننا الكردي و وأد كل وثبة للحرية يجرؤ أقزام اليوم والهاربون من خدمة العلم المطالبة بان يكال تأريخنا بنفس الموازين و يتجرؤون على القول بأن كردستان خيالية وليس لها وجود... أ بقر ام بشر هؤلاء؟
بالنسبة لاكراد العراق وكنتيجة طبيعية اندمجوا ضمن المجتمع العراقي وتفاعلوا معه وتوالدت قواسم مشتركة في العمل السياسي فلقد ساهم الأكراد في بناء المؤسسات الوطنية والأجتماعية والثقافية ورفدوا الجيش العراقي بخيرة الكوادر الشابة والممتلئة وطنية وأخلاصاً للعراق وبالتالي مساهمتهم الفعالة في قيام ثورة ۱٤ تموز ۱٩٥٨ وأسقاط النظام الملكي وقيام الجمهورية، حيث أنتظر الأكراد بارقة الأمل التي تحقق لهم الحد الأدنى من طموحاتهم الا ان المساركان يمضي بغير ذلك رغم مطالبهم الملحة المشروعة مما حدا بهم الى رفع السلاح بوجه السلطة في بغداد عام ۱٩٦۱ في عهد الزعيم عبد الكريم قاسم، والذي لم يستطع أن يستوعب حقهم ومطالبهم فتم زج الجيش العراقي النظامي في قتالهم، وأستمر القتال بالرغم من سقوط سلطة عبد الكريم قاسم عام ۱٩٦۳ ومن ثم قيام سلطة عبد السلام عارف وشقيقه عبد الرحمن عارف والى حدوث أنقلاب عام ۱٩٦٨.
ولم يتوقف القتال الا بتحقيق شكلي وجزئي من آمال الكرد بأصدار بيان آذار ( ۱۱ آذار ۱٩٧۰ ) والذي كان خطة لذر الرماد في العيون، وبالنظر لتنصل السلطة من تحقيق العديد من بنود الأتفاقية، فقد اندلعت المعارك من جديد وحمل الأكراد السلاح ضد السلطة التي كانت قد تأهبت لقتالهم قتالاً شرساً، وصمد الأكراد صموداً بطولياً رائعاً بوجه جيش يعد من أقوى جيوش المنطقة، وتكالبت القوى الشريرة والعميلة فيما بينها للقضاء على الثورة الكردية، فقد اتفقت السلطة الصدامية مع الشاه المقبور عام ۱٩٧٥ و بمباركة امريكية للقضاء على الحركة الكردية فأصبحت الثورة بين فكي الكماشة، وتحركت تركيا أيضا باغلاق حدودهاً فلم تجد الثورة من يناصرها ويقف الى جانبها غير الشعب الكردي، فانهارت الحركة المسلحة مؤقتاً وسلم المقاتلين الأكراد سلاحهم للسلطة الفاشية التي أخذها العزة بالأثم والتي أعطت مقابله الكثير من سيادة وكرامة العراق، وسجلت تنازلاً وطنياً خسيساً مقابل أيقاف زخم الأندفاع الكردي في المنطقة.
بعد هذا أتبعت السلطة الصدامية أجراءات ترمي الى قتل كل التطلعات والآمال في نفوس الكرد في العراق، وقامت بأخطر صفحة من صفحات أنتهاكات حقوق الأنسان وهي عمليات التهجير القسري للقرى الكردية الحدودية ومسحها من الوجود، عمليات التعريب المنهجية لمنطقة كركوك ذات الاغلبية الكردية، عمليات الأنفال السيئة الصيت لتتوج كل هذه الجرائم الشنيعة بأستعمال السلاح الكيمياوي في حلبجة لتكتب بذلك صفحات سوداء في التاريخ لا يضاهي سوادها الا قرون الظلام من عهود هولاكو والسلاجقة البرابرة و تحت سمع وبصر العالم المتمدن الذي لم يتحرك بكلمة أستنكار واحدة، ناهيك عن الاعدامات والمقابر الجماعية التي كان لشباب الكرد فيهم حصة الاسود.
ان من يريد القول بان النظام البعثي وقائده العفن كان عادلا في ظلمه للعراقيين لا يقول الحقيقة.. فبغير الاكراد والشيعة لم ينل النظام من اية شريحة اخرى بتلك الصور اللاانسانية والبعيدة عن قيم الشرفاء فالتركمان وعلى لسان ساساتهم بأختلاف مشاربهم واتجاهاتهم لم يخسروا من الشباب عشر اعشار الكرد فأعداد القتلى من التركمان ولاسباب سياسية لا تعدوا المعدومين المحسوبين على الاحزاب الشيعية فلم يقتل صدام تركمانيا واحدا لتركمانيته بينما قتل ثمانية الاف بارزاني في حملة واحدة... وهذا العدد يفوق كل ما قدمه التركمان من ضحايا وخلال قرون تواجدهم على ارض العراق. فان كانوا لا يوافقوننا فلينشروا اسماء ضحاياهم وشهدائهم وسوف يجد القارئ كيف ان العديد منهم كانوا يحملون اسم الطاغية (صدام) تزلفا من هؤلاء و تقربا الى الجلاد.
لقد آن الاوان لكي يعلم القاصي والداني بأن الكرد امة من حقها الاستقلال التام وان كنا ما زلنا متمسكين بوحدة العراق فليس الا تعلقا منا بالوشائج والاواصر الاجتماعية وحقيقة انتمائنا التأريخي للارض واحترامنا ومن جانب واحد لاواصر التعايش والتي تمادى جميع الاطراف في ضربهم عرض الحائط.
فها هم حزب الدعوة و المجلس الاعلى و عملا بما يقتضيه روح الاسلام يتنصلون من وعودهم لناو ميثاقهم و ايانا في مشروع الفدرالية التي لا تشبع من جوع ولا تستر من عري شأنهم في ذلك شأن كل من دخلنا و اياهم في معاهدات من (أخوة) في الدين والعقيدة ومن شيوعيين و ليبراليين و ديمقراطيين. والانكى من ذلك كله لا يجد هذين الحزبين (الاسلاميين) بأسا في الدخول في عهد غير مقدس مع الطورانيين و شراذم البعث الصدامي وهم تأريخيا قد اضطهدوا من قبل الاثنين كاني بهم يقرون بانهم يرون في الكرد عدوا لهم وليس في الطغاة الحقيقيين. اذ يبدوا أن هناك تشابكاً بين الحقيقة والدجل السياسي وبين الواقع والوهم ونحن في انتظار ان يتراجع هؤلاء تراجعا ضميريا تجاه ما ارتكبوه من خطأ بحق امتنا المظلومة.
وليس لنا نحن الكرد الا ان نحمل الاحزاب الكردية مسؤولية الدخول في احلاف و معاهدات مع تنظيمات محلية ينتظرون الفرص ليقلبوا لنا ظهر المجن وليطعنونا في الصميم كلما كان لنا حاجة الى سندهم و مؤازرتهم في مطاليبنا المشروعة والتي الى الامس القريب لم تكن لتتعدى حدود المواطنة المعمول بهم في البلدان المتحضرة. ومن المهم الاشارة بان هذين الحزبين الرئيسين لا يوجد في برامجهم الحزبية اية دلالات من الممكن بهم استنباط روح الاستقلال او كما يحلوا للبعض اتهامهم (الانفصال) لا من قريب ولا من بعيد ومع ذلك اصبح مصطلح الانفصال مضغة في حلق ابسط البسطاء الى رؤساء الحكومات و قادة الاحزاب من محتلي كردستان.
وهناك اليوم قوانة قديمة – جديدة باهتة رديئة النوعية و مستهلكة من كثرة الاستعمال وهي الزج بأسماء من قبيل (أسرائيل) و (اليهود) و (الصهيونية) في كل صغيرة و كبيرة تتعلق بالاكراد والانفصال المنتظر. وردا على كل هذه الابواق الرخيصة نقول: لقد اضفى بعض الدونيين العرب اسم (اسرائيل ثانية§) على كردستان منذ ستينات العصر وخصوصا ابن ثورة ايلول العظيمة بقيادة زعيمنا الاوحد الملا مصطفى البارزاني قدس سره الدفين فلا جديد لديكم هنا ولكن قبل اتهامنا بالعمل مع او للصهيونية العالمية – وقد نكون معذورين في ذلك اذ اننا امة مقطعة الاوصال مجزأة الارض مسلوبة الحرية من قبل اخوتنا في الدين و شركاؤنا في التأريخ – فلماذا لا تكيلون الاتهام نفسه للدولة التركية – الموحدة الاوصال المتصلة الاجزاء الكاملة الحرية بفضل الديمقراطية الغربية لحكامها المسلمين – بجيشها العرمرم التي تحتل أسكندرونة العربية و تبرم المعاهدة بعد الاخرى مع اللقيطة اسرائيل من دفاع مشترك الى بيع لمياه الفرات وما ينتج عن ذلك من اذلال لسوريا حكومة و شعبا بصورة خاصة والعرب بصورة عامة. وكيف الحال مع دول عربية من صلب عدنان و قحطان ونجمة داود ترفرف على اعلام سفارات اسرائيل في اراضيهم. استنتج من ذلك بان لا حق لنا نحن الكرد لاننا لا نملك دولة مستقلة.. واذا شائت الاقدار و انفصلنا فان مثل هذه العلاقات مع اسرائيل سوف تصبح امرا طبيعيا في نظر جمع السوء هذا.
غير اني ملزم ومن باب الانصاف لشرفاء القوم من بني يعرب والذين عملا بالرسالة المحمدية وما املته عليهم الواجب الانساني وروح الاندفاع الثورية الخالصة من شوائب الضغائن ونصرة الحق و مقارعة الجائرين في كل آن، الذين وقفوا معنا وقفة الرجال الشجعان وآزروا وثباتنا الثورية، واخص بالذكر شاعر العرب الاول و متنبي العصر المرحوم محمد مهدي الجواهري الذي انشد لثورة الكرد والبارزاني صادحا:
قلبي لكردستان يهدى والفم وقد يجود بأصغريه المعدم
وطن يشيده الجماجم والدم يتهدم الدنيا و لا يتهدم
وكما لا يفوتني التذكير بالاغنية الثورية البهية والتي انشدها شاعر الارض السليبة محمد درويش حيث يتغنى بأبطال ثورة أيلول.. و جند الكرد الميامين (البيشمركة) قائلا:
معكم قلوب الناس لو طارت قذائف في الجبال..
معكم عيون الناس... على الشوك تمشي.. لا تبالي
معكم عبيد الارض من خصر المحيط الى الشمال..
معكم أبي وأمي و زيتوني.... وعطر البرتقال
يا حارسين الشمس من أشباه الرجال.
ما مزقتنا الريح ان نضال امتكم نضالي
لو خرّ منكم فارس... شدت على عنقي حبالي
يا شهرزاد... الليل يفترس الصباح
و حقول كردستان توسمها الجراح
الحب ممنوع وهمس الجار لا شئ مباح
غير دم الاكراد... نفط الموقدين.
...
وانصافا لهؤلاء البعض من التركمان وهم يعلمون جيدا من اعني أراني ملزما بذكربعض الحقائق عن نضالاتهم كما عايشناهم في كركوك حتى لا أظلم هذ الفئة البطلة من الشعب وذلك حينما انبرى أبطالهم و أخرجوا مسدساتهم وبنادقهم الرشاشة المسجلة في أرشيف منظمات حزب البعث وبدؤا بأطلاق النيران ودون هوادة في سماء كركوك يوم أعلن النظام البعثي عن وفاة قائدنا الخالد الذكر المرحوم الملا ّ مصطفى البارزاني قدس الله سره العالي. وكل الأشراف في كركوك يتذكرون تلك الأمسية البغيظة وملاحم التركمان فيها في ذبح القرابين والرقص والتطبيل الى الهزيع الاخير من الليل.
وفي مناسبة ثورية اخرى خرج هؤلاء الثوريون ليسطروا للتأريخ ملحمة أخرى من ملاحم التركمان حيث ان عددا "غفيرا" من الطلبة التركمان جابوا شوارع كركوك بالهتافات... ينادون... يا يا يا... شا شا شا... توركمن ديلي جوخ ياشا... ومعناه ببساطة "لتعش اللغة التركمانية" حيث ان الكلمات في مقدمة الهتاف لا معنى لهم اطلاقا ً. تصوّروا أيها الأخوة القراء و العراقيون.. وخاصة المتباكون منكم على الفسيفساء والطيف العراقي.. تصوروا هلع النظام و اهتزاز اركانه في بغداد وتكريت من هذا الهتاف الثوري الذي يقشعر لها الأبدان و يهيج له الوجدان يطلقه هذا الفسيفساء الذي يرتكز عليه بعض من اركان الديدن العراقي.. وحتى تكتمل الصورة النضالية لديكم أزيدكم علما ً بأن المناسبة كانت منح التركمان حق الدراسة بلغتهم من قبل البعث الحاكم كما ان هتافاتهم كانت تتخللها العديد من الأطراء والمديح للنظام مثل...... يا يا يا.. شا شا شا... حسن بكر جوخ ياشا أو (حزب البعث جوخ ياشا) وقيسوا ذلك بهتافات الطلبة في جامعة أربيل والسليمانية ومعهد كركوك... يا كوردستان... يا نه مان (اما كردستان... واما الموت) وأزلام النظام المدججون بالرشاشات على مرمى حجر... يومها استشهد صديق طفولتي صفاء صديق رشيد برصاص الغدر البعثي ليلحق به الصبي البر علي خطاب بعد ايام متأثرا بالتعذيب الوحشي الذي لقيه من عجايا صدام المجرم وليختفي بصحبتهم والى الابد باقة من زهور الكرد الميامين.
وفي مقابل هذه التضحيات الجسام المسطرة بدماء الكرد على صفحات هذا التأريخ المقرف وعلى غفلة من الزمن وبؤسه و شقائه تخرج علينا (جان دارك ) العصر.. ام الثوار... (شنكول جابوك) لتعلنها بشجاعة القوم المعهودة مستوحية كلماتها من ملاحم النضال في تهيأة الطعام في المطابخ و أساطير معارك الاعمال المنزلية في الذود عن الصحون والملاعق لتهز اركان المعمورة بزئيرها المرعب ولتصرخ في وجه كل الثوار في العالم.... قائلة: نريد الفدرالية لتركمانستان العراق!! ومن قبل هددت تركيا بأنه في حال دخول الأكراد إلى كركوك فإنها لن تقف مكتوفة الأيدي، ولكنها عجزت عن أن تفعل شيئا عندما حررت قوات البيشمركة مدينتي كركوك والموصل بالاستعانة بأعداد قليلة من القوات الأمريكية ورفعت العلم الكردي في كل مكان من مدينة كركوك. فهل ستكون شنكول خانم الآن قادرة على القيام بأي شيء فيما إذا وافق الأمريكان الذين لهم اليد العليا في العراق اليوم على مطلب الأكراد في الفيدرالية أو حرضتهم بشكل غير مباشر على إعلان دولة مستقلة لهم على أرض كردستان العراق؟
وتسائل المتعجبون لحالة نكراء من هم أهل هذي الدار
هي للذين لوامتحنت بلاءهم لعجبت من سخرية الأقدار
المصادر:
§: كتاب (أكزنفون) بالالمانية: Xenophon: Anabasism Der Zug der Zehntausend, Goldmans Gelbe Taschenbucher, Munchen, ۱٩٦٤, S٧٤ – ٧٧
§ مينورسكي: المؤتمر الدولي للمستشرقين المنعقد في بروكسل ۱٩۳٨ وكذلك كتاب (كارنامك اردشير بابكان) باللغة الفارسية – ترجمة أحمد كسروي بطهران ۱۳٤۳
§ أقرأ رسالة السلطان سليم الى الامير الكردي أدريس البتليسي في مخطوطة (تاج التواريخ) الجزء الثاني ص ۳۲۲ للمؤلف التركي خوجا سعد الدين. كذلك راجع كتاب (شرفنامه) للامير شرف الدين البتليسي-الترجمة العربية بغداد ۱٩٥۳م.
§ يقال ان الأتراك القادمين من اواسط آسيا طلبا للعشب والاراضي الخصبة قد ضاعوا في الطريق حتى جاءهم ذئب أغبر ليمشي بمحاذاة قوافلهم ليدلهم الى آسيا الصغرى. لذا تبنت الاحزاب اليمينية وخاصة الطورانية منهم الذئب الأغبر كرمز لوجودهم والعياذ بالله.
§ Edmonds C, J: Kurds, Turks and Arabs- London ۱٩٥٧ PP ٩-۱۲٥
§ راجع كتاب (العراق والمسألة الكردية) ص ۱٥ تأليف الدكتور سعد ناجي جواد. طبعة لندن
§ راجع جريدة الازفستيا السوفيتية الصادرة في ۲٧ شباط ۱٩۲٥
§ جريدة العرب البغدادية، العدد ٤٨۰ الصادر في ۲۰ كانون الثاني ۱٩٦٦ كذلك جريدة الجمهورية العدد ٧٥۰ الصادر في ٦ شباط ۱٩٦٦ أسوة بجريدة العرب اللندنية العدد ۳٥۳٨ الصادر في ۲٥ نيسان ۱٩٩۱
مرحبا بالتركمان فى القاهره
صبرى طرابيه
محام وباحث مصرى
سعدت الأوساط الثقافيه المصريه باعلان الدكتور فاروق
عبدالله عبدالرحمن عن عزم الجبهه التركمانيه على افتتاح
مكتب لها فى قاهرة المعز من اجل التواصل مع شعب مصر
واطلاعه على مشاكل العراق ورؤية الجبهه لكل تلك المشاكل
لما لهذه البادره من أهميه كبرى فى التعريف بالتركمان
تاريخا وحضاره واطلاع الشعب المصرى على واقع التركمان
ومدى معاناة هذا الشعب فى الماضى القريب والحاضر الآنى
من ممارسات شوفونيه تعصبيه عملت وتعمل على قمع هذا الشعب
العظيم والقضاء على دوره الخلاق فى بناء العراق على مدار
التاريخ.
ولكى نكون صرحاء فان الشعب المصرى فى غالبيته
العظمى يجهل الكثير من تاريخ وواقع التركمان على أرض
العراق بل وهناك الكثيرين لايعلمون بوجود التركمان
بالأساس فى العراق بسبب سياسة التعتيم والتهميش التى
مورست بحق التركمان فى الماضى من قبل الحكومات المختلفه
التى تعاقبت على حكم العراق وهو الأمر الذى سيلقى الكثير
من الأعباء على القائمين على مكتب القاهره من أجل
التعريف بالشعب التركمانى وبقضاياه.
والحقيقه أن
العلاقات المصريه التركمانيه علاقات ضاربه بجذورها فى
اعماق التاريخ اذ أنها تعود الى ماقبل أيام الدوله
العثمانيه اذ قدم التركمان الى مصر فى القرن التاسع
الميلادى أى فى عصر الخلافه العباسيه حيث قدم آلاف
التركمان الى مصر واستقروا فيها وقد نما ذلك التقارب
المصرى التركمانى منذ تعيين أحمد بن طولون (سبتمبر 868
ميلاديه) واليا على مصر وقد عمل احمد بن طولون على تكوين
جيش قوى من التركمان وقد اختلط هؤلاء الجنود التركمان
بالمصريين وتزوجوا من المصريات وامتلكوا الأراضى
الزراعيه والعقارات وبعد ذلك توافدت مجموعات أخرى من
التركمان للخدمه فى الجيش أو للاقامه فى مصر وعلى ذلك
يتضح أن التركمان قد استقروا فى مصر قبل أن يفد العرق
التركى الى الاناضول بما يقارب المائتى عام وبعد الدوله
الطولونيه استمر حكم التركمان لمصر فى عهد الدوله
الاخشيديه التى بدأ عهدها القائد التركمانى محمد بن طفج
الاخشيد وبعد ذلك استمر نزوح التركمان الى مصر باعداد
كبيره خلال حكم الايوبيين والفاطميين وما تلى ذلك حتى
تمكنوا عام 1250 ميلاديه من تأسيس مايعرف بدولة المماليك
التى تشكلت من التركمان ومن غيرهم من الاتراك القادمين
من آسيا الوسطى وقد انتشرت اللغه التركيه فى مصر قبل
العثمانيين حتى أن صلاح الدين الأيوبى رغم كرديته الا
أنه لم يكن متعصبا للغته الكرديه وفى عهده انتشرت اللغه
التركيه انتشارا واسعا ولم يقتصر انتشار التركيه فى مصر
على عهد الدوله الأيوبيه فقط اذ وجدت اللغه التركيه ساحة
انتشار واسعه فى العهد المملوكى بشطريه المملوكى التركى
والمملوكى الشركسى وظهر العديد من المؤلفات والكتب
بالتركيه وفى ورقة عمل عن العلاقات المصريه مع العنصر
التركى على وجه العموم مقدمه الى المؤتمر السنوى الثاتى
عشر للبحوث السياسيه بكلية الاقتصاد و العلوم السياسيه
جامعة القاهره قدر عدد المصريين الذين يحملون الدماء
التركيه فى عروقهم بنحو 20 مليون مواطن مصرى ومما لا شك
فيه أن هذا التاريخ المشترك والاختلاط فى الانساب بين
التركمان والمصريين سوف يسهل مهمه القائمين على مكتب
الجبهه فى القاهره اذ أن الكثير من المصريين يعلمون بأن
جذورهم تمتد الى أصول تركمانيه ومما لاشك فيه أن مكتب
الجبهه التركمانيه فى القاهره من الأهميه بمكان اذ أن
القاهره هى قلب الأمه العربيه النابض بالحياه ومقصد
الشعوب الاسلاميه بحكم وجود الازهر الشريف فيها كمؤسسه
دينيه وتعليميه تعبر عن الفكر المستنير كما أن القاهره
تحظى بحضور سياسى عربى ودولى حيث يوجد بها مقر جامعة
الدول العربيه والعديد من المنظمات الاقليميه فضلا عن أن
الموقع الاستراتيجى والثقل السكانى لمصر يعطى لمصر مركزا
مرموقافى دنيا السياسه والدبلوماسيه مما يجعلها نقطة
انطلاق هامه لعرض قضايا الشعب التركمانى وهمومه.
وما من
شك فى أن التركمان يملكون من الكفاءات مالايحصى ولايعد
وبالتالى فانهم سيكونوا مؤهلين لمد جسور التواصل مع
الفعاليات السياسيه والدبلوماسيه والاعلاميه على الساحه
المصريه وعليهم ألا يغفلوا عن مد جسور التواصل مع
المراكز البحثيه والاكاديميه وخصوصا أساتذة الدراسات
التركيه والمتخصصين فى مجال الدراسات التركيه من
المصريين
وفى مصر يوجد أكثر من سبعة عشر كليه بها أقسام للدراسات
التركيه كما يوجد بمصر أول معهد فريد من نوعه بمنطقة
الشرق الأوسط وهو معهد الدراسات والبحوث الآسيويه جامعة
الزقازيق وبالمعهد قسم للدراسات التركيه ويتبع المعهد
جمعيه لخريجى المعهد تضم آلافا مؤلفه من الباحثين من
خريجى المعهد وينبغى على مكتب الجبهه التركمانيه فى
القاهره أن يقوم فور مباشرته لأعماله باجراء الاتصالات
مع هذا المعهد الهام وتلك الجمعيه للاستفاده من الأعداد
الكبيره من الباحثين والمتخصصين فى الشئون التركيه على
وجه العموم والتركمانيه على وجه الخصوص.
وأتمنى أن يكون
مكتب الجبهه التركمانيه فى القاهره معبرا عن آمال
وطموحات الشعب التركمانى بكافة أطيافه وليس الجبهه
التركمانيه فقط لأنه وان كان الاختلاف فى الرأى داخل
الشعب التركمانى هو ظاهره صحيه تستحق التشجيع لما تحمله
من احترام للرأى والرأى الآخر الا أن صوت التركمان فى
الخارج ينبغى أن يكون موحدا وارجو اعتبار ذلك نداءا منى
لكافة أطياف الشعب التركمانى وللأخ الدكتورفاروق عبدالله
عبد الرحمن رئيس الجبهه التركمانيه. . . تمنياتى القلبيه
بالنجاح والتوفيق لمكتب القاهره ونحن فى شوق كبير لبدء
أعماله وليثق القائمين عليه باننا سنكون خير عون لهم فى
تفعيل نشاطاته من منطلق رغبتنا فى دفع العلاقات المصريه
باشقائنا التركمان قدما الى الأمام.
المركز التركماني الكندي يحي ذكرى شهداء التركمان
أقام المركز التركماني الكندي / تورنتو يوم الأحد المصادف ۱٨/۱/۲٠٠٤ ندوة بمناسبة ذكرى استشهاد قادة الحركة التركمانية في السادس عشر من كانون الثاني عام ۱٩٨٠ على يد أزلام الطاغية صدام حسين .
بدأ الحفل بتلاوة آيات من الذكر الحكيم تلاه قراءة سورة الفاتحة على أرواح الشهداء الأبرار و بقية شهداء الحركة التركمانية العراقية و شهداء العراق ، ثم تحدث السيد كمال نجاراوغلو رئيس المركز عن مغزى استشهاد القادة الأربعة و أثره على الحركة التركمانية ، و تناول الدكتور أيهان بيرقدار مسؤول اللجنة الإعلامية في المركز عن السيرة النضالية للقادة الأربعة : الزعيم المتقاعد عبدالله عبدا لرحمن ، الأستاذ الدكتور نجدت قوجاق ، الدكتور رضا دميرجي و رجل الأعمال عادل شريف موضحاً دورهم الريادي في الحركة التركمانية و جهودهم الجبارة في خدمة التركمان خاصة و العراق عامة .
أدار الندوة السيد شاهين أوزقان عضو الهيئة الإدارية للمركز ، هذا و تم في نهاية الندوة مناقشة المستجدات على الساحة التركمانية و العراقية و استمرت الندوة زهاء ثلاث ساعات ختمت بقراءة الفاتحة على أرواح الشهداء الأبرار .