العلاقة بين الجبهة التركمانية والنائب العمالي البريطاني جورج غالاوي
طبعا العنوان قد جلب نظركم...!!! وتسائلتم وما هي العلاقة بين حزب تركماني يمثل قومية ثالثة في العراق وبين نائب في البرلمان البريطاني، اتهم مؤخرا وبعد انتهاء الحرب مباشرة واحتلال العراق من قبل بلده بريطانيا العظمى مع حليفتها المزمنة امريكا بوثائق مزورة نشرتها صحيفة انكليزية ادعت فيه تسلمه اموال طائلة من النظام العراقي البائد نظير خدماته ومعارضته الحرب على العراق...وحسب علمي فان النائب المذكور قد قاتل بضراوة امام المحاكم الانكليزية ضد الصحيفة المذكورة ومن يقف وراءها واثبت اخيرا براءته وزيف هذه الوثائق باعتراف الصحيفة نفسها ونال تعويضا ضخما عن التشهير وتشويه السمعة.
وبطبيعة الحال فان هذه الطريقة في الانتقام قديمة و معروفة مثل اقدم المهن في العالم (...) بتشويه سمعة الخصم والتي هي من احط وانذل واخس الطرق التي يلجأ اليها المفلس اخلاقيا وضعيف الحجة والدليل للنيل من غريمه...
الان نرجع الى مربط الحديث فقد نشرت صحيفة << جه ماوه ر >> الكردية التي تصدر في اربيل والمقربة من الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود البارزاني ما ادعت فيه انها وثائق تثبت فيه علاقة الجبهة التركمانية الممثلة برئيسها صنعان القصاب مع نظام صدام حسين وبرسائل خطية موجهه من رئيس الجبهة التركمانية الى الرئيس المخلوع في محاولة خبيثة للنيل من سمعة التركمان والتشكيك في وطنيتهم....
التساؤل المشروع الان هو اين كانت هذه الوثائق منذ التاسع من ابريل تأريخ سقوط النظام؟ و لماذا في هذه الفترة بالذات تنشر هذه الوثائق المزعومة وبعد الاضطرابات التي وقعت احداثها في طوز خورماتو وكركوك وتسبب في مقتل وجرح مواطنين تركمان شاركوا في مسيرة سلمية احتجاجية وبعد ان اثبتت كل المؤشرات على ان القوات الكردية هي التي بدأت باستفزاز التركمان... وبعد البيانات الاحتجاجية التي اصدرتها الاحزاب والمنظمات التركمانية يتهمون فيه القوات الكردية باتباعها كافة الممارسات لسلخ المنطقة من هويتها التركمانية والباسها ثوبا كرديا بقوة السلاح... بل وجلب اعداد غفيرة من الاكراد من خارج كركوك سواء من القرى والارياف الكردية في اربيل والسليمانية و من اكراد سوريا و تركيا وبهويات مزورة سرقت من دائرة نفوس كركوك قبل احراق البناية بما فيه من وثائق وادعائهم انهم من اكراد كركوك المرحلين.
لقد تصورت الزعامة الكردية ان الشعب التركماني سيستقبل القوات الكردية المحتلة بالزهور والرياحين كما تصورت حليفتها امريكا عند احتلال العراق، ولم تتوقع مقاومة ما دامت هي الاقوى في الساحة وباقي الاحزاب قد جردت من السلاح، وتستطيع ان تفعل ما يحلو لها، تهدم ماتريد، تستولي على ما تريد، ترفع اعلامها في اي مكان يحلو لها، تعين وتقصي من تريد دون اكتراث بالقوميات الاخرى، فلا خوف مادامت الدبابة الامريكية وراءها تساندها وتبارك لها خطواتها.
والجبهة التركمانية تمثل شريحة كبيرة من التركمان والصوت القوي الذي يفضح هذه الممارسات والتجاوزات على القومية التركمانية... اذن يجب محاربتها بكل الوسائل، فبعد اتهامها بالعمالة لتركيا ورسم سيناريو اغتيال محاقظ كركوك لم يجديهم شيئا.. اذن يجب اتباع وسيلة احط وانذل... تشويه السمعة.. وهل هناك من سيناريو احدث من سيناريو الارتباط بالنظام البائد؟ فمن تستنفذ عنده الحجج والمنطق والحيلة في اي بقعة من بقاع العالم في وقتنا الحاضر لديه ورقة لعب اخيرة خبأها في اكمامه ان يتهم خصمه بعلاقته بالقاعدة او بصدام... وما اسهل تزوير الوثائق في (ميدان شيخ الله) منطقة يعرفها اهل اربيل جيدا ففيها من المزورين المهرة بمقدورهم خلال ساعة واحدة تزوير اي وثيقة او جواز او مستمسك وبتوقيع صدام حسين نفسه ولا غرابة ان تلجأ اليهم الصحيفة المذكورة اعلاه... ولكن المفارقة التي تكمن هنا ان توجه التهمة من قبل صحيفة تمثل اللسان الناطق للحزب الديمقراطي الكردستاني الذي كان زعيمها حتى وقت قريب معروفا للجميع باتصالاته مع الرئيس المخلوع ولم يتوانى من التحالف معه في عام ١٩٩٦ للوقوف بمواجهة حزب الاتحاد الكردستاني، وكانت المكافئة هو السماح لازلام النظام الدخول الى مدينة اربيل بكل حرية والقبض على من ترغب من المعارضين ومن ضمنهم ٧٥ شابا من الجبهة التركمانية تم اعدام اكثرهم وفقد اثر الباقين حتى يومنا هذا.. بينما كانوا يظنون ا نفسهم في منطقة آمنة وفي كنف ورعاية السيد البرزاني.
ولكن الا يتسائل مواطن شريف الان : ـ اذا كان السيد صنعان القصاب على علاقة بالنظام وبالرئيس المخلوع.. الم تشفع له هذه العلاقة وهذه المراسيل التي نشرتها الصحيفة في ان تمنع جلاوزة صدام من التنكيل برجاله.
وانا اتسائل هنا : ـ هل عندنا من القضاء العادل والامكانيات مثلما عند الانكليز؟ الذي يمكن فيها للسيد صنعان قصاب ان يقاضي الصحيفة ويكشف زيف الوثائق وينال التعويض على التشهير وتشويه السمعة كما فعل جورج غالاوي.