لا فض فوك يا سامر عبد الكريم
تعقيبا على مقال السيد هاشم عقراو
لقد كنت قد علقت على مقالة السيد هاشم عقراوي (امريكا هي الخاسر الاكبر من مجئ القوات التركية الى العراق) بتاريخ ٢٢ / ٨، ولكنني احسست بعدها انني لم اعطي الموضوع حقه وكنت بصدد اعداد مقالة جديدة بهذا الخصوص ولكن عمرك اطول من عمري إذ سبقتني وكانك قرأت افكاري واغلب ما فكرت فيه جاء على لسانك، فقد كفيت ووفيت ولا غرابة في ذلك فابن العراق الذي شرب من مياه دجلة والفرات وارضع لبنا صافيا حلالا من ثدي شريفة عراقية مهما كانت ملته وطائفته، يحتضن العراق وتحتضنه، يذوب فيها وتذوب فيه، فلا فض فوك، والعراق بخير مادمتم انتم رجاله...
ولي تعقيب على الاحداث الاخيرة التي وقعت في كركوك وطوز خورماتو وراح ضحيتها شباب من التركمان، كل ذنبهم انهم ارادوا التعبير بمسيرة سلمية عن رايهم واحتجاجهم على هدم مرقد مقدس عند الشيعة والسنة التركمان معا، ولكن يد الغدر قد طالتهم، وقد اطّـلع العالم اجمع على الصور في الفضائيات والصحف ومواقع الانترنيت ورأى كيف كان العلم العراقي يرفرف عاليا في ايدي الشباب التركماني بشيعته وسنته جنبا ال جنب مع علم الجبهة التركمانية اليس هذا دليل على عراقية التركمان اليس هذا اكبر دليل على اعتزازنا بهذا الوطن الحبيب الذي شارك اجدادنا في بناءه لبنة فوق لبنة... عراقنا هذا الذي ينام في احضان دجلة والفرات وكل القوميات والطوائف مثل الزهور بمختلف انواعها والوانها وروائحها تطرز ضفاف النهرين الخالدين، عراقنا مهد الرسالات والاديان بلد مراقد الائمة العظام، بلد دار السلام، بلد شلال علي بيك، بلد اور وآشور واكد وبابل، هل هناك ما هو اغلى من هذا الوطن الذي يضمنا، من له الحق ان يقتطع جزء من هذه الام الرحيمة التى تحتضننا بحنو وتصون كرامتنا بين الامم الا اذا كان ولدا عاقا وابن(...)... ويذكرني هنا قصة المرأة التي سرقت طفلا من امه وادعت امام الحاكم انه ابنها، وكان قرار الحاكم ذكيا عندما امر المراتين ان تسحب كل واحدة الطفل من احدى ذراعيه نحوهابكل قوتها ومن نجحت فهي ام الطفل، فتنازلت احدى المرأتين فورا عن الطفل خوفا عليه من ان تنملص ذراعه، عندها قال لها القاضي خذي ابنك فوالله انت امه، وطرد المرأة الاخرى شر طردة فخرجت تجر اذيال الخيبة والعار...ولكن هل يتعظون؟
وقد لاحظت في الاونة الاخيرة ان اخواننا الكتّاب الاكراد بعد ان اشبعوا موضوع كركوك وكردستانيتها بالوثائق والمقالات الكاذبة واقاموا الدنيا ولم يقعدوها، ولم يتوصلوا إلا الى اقناع بعضهم البعض، قد تحولوا الان الى الدق على وتر آخر املا في تشتيت صفوف التركمان والتشكيك في وطنيتهم والادعاء بعمالة بعضهم للاجنبي واخذوا يركزون على مسالة الشيعة والسنة التركمان... طبعا فهم التلاميذ المخلصون لتعليمات اسيادهم الصهاينة ويتبعون خطى اساتذتهم في قاعدة (فرق تسد)...
اقول لهؤلاء الاخوة خاب فألكم...!!! لان هذه الورقة التي حسبتموها جوكرا ماهي الا الورقة الخاسرة، فهل سمعتم على مر السنين عندما كانت احزابكم تتناحر وتتقاتل ويغتال بعضهم بعضا، وعندما كنتم تذبحون الاحزاب الاسلاميه، وتعطون الاحداثيات الى حليفتكم لتقصفهم وهم نيام... هل سمعتم يوما ان هناك مشكلة بين الشيعة والسنة التركمان؟ إننا ملتحمون كالبنيان المرصوص وفينا تزاوج ومصاهرة، ولو سألتم جدران الامام (زين العابدين) علي (رض) في دوز خورماتو التي هدمتها يد الغدروالخيانة كم من السنّة يشد الرحال اليها سنويا لاجل التبرك، فالعبوا غيرها (ونئبكم طلعت على شونة) كما يقول الاخوة المصريون ان مقالاتكم هذه لن تزيدنا الا التحاما ومحبة والتصاق... وكلنا يد واحدة بعربه وتركمانه واشوره وارمنه ويزيده وصابئته والاكراد الشرفاء ضد كل من تسول نفسه ان يعلن في سوق النخاسين... (وطنٌ للبيع فمن يشتري)...وعاش العراق... عاش العراق...عاش العراق، موحدا من زاخو الى الفاو.