واخيرا هاقد هلّت البشائر... والف مبروك للشعب العراقي بتشكيل الحكومة...الان اصبحت لدينا وزارات ووزراء عراقيين يحملون الشهادات العالية واستحقوا هذه المناصب عن جدارة وليس حسب ولاءهم واخلاصهم للحزب والثورة ولا يهم اذا كان عريفا او نائب ظابط عسكري او بائغ ثلج... وزراء وطنيون ومخلصون يعملون على وحدة العراق والضرب على يد كل من تسول نفسه على تقطيع اوصاله او المطالبة بقيام دولة داخل دولة العراق... وزراء انيقين ومهندمين وبالملابس العادية لا بالملابس الزيتونية الكريهة... وزراء رشيقين وبدون كروش متهدلة او شعر وشوارب مصبوغة... وزراء عندما يتكلمون لن يكون نصف كلامهم تمجيدا للقائد الرمز الضرورة... وزراء سيعمل كل ٍ من موقعه على كل ماهو خير ومفيد لمواطنيه بغض النظر عن قومياتهم وطوائفهم واديانهم ودون سؤالهم الى اي عشيرة او فخذ ينتمون... وزراء لا يعملون بالواسطة ولابالمحسوبية ولا يفضلون زيدا على عبيدا في التعيين، ولن يخصّو المناصب باقرباءهم ومعارفهم... وزراء لن يعقدوا الصفقات التجارية السرية مع العملاء لتمتلأ جيوبهم بالعملة الصعبة... وزراء لن يفتحوا الحسابات السرية في البنوك الاوربية ولا في امريكا ولا في سويسرا... وزراء سيكتفون براتبهم الذي يستلموه من الدولة ولن يخافوا ان يقال لهم من اين لك هذا... وزراء ستكون ابوابهم مفتوحة لشكاوى المواطنين وحل مشاكلهم ولن يجلسوا في عروشهم العاجية خلف اللابواب المغلقة... وزراء سيقفون في انتظار الاضاءة الخضراء مثل المواطنيين العاديين، و لن يعاقبوا شرطي المرور المسكين لانه لم يلحظ موكب سيادة الوزير ولم يعمل على ايقاف السير... وزراء ستعف انفسهم عن استلام الرشوة اي كان شكلها مادية معنوية او حتى عزومة على الغداء... وزراء لايبنون القصور والمزارع الضخمة في احلى الاماكن المطلة على نهر دجلة ويكتفون بمنزل متواضع في احدى احياء بغداد العادية... وزراء يأكلون نفس مايأكله المواطن العادي ولا يجلبون مأكولاتهم وسجائرهم وكيكات عيد ميلاد اولادهم من الخارج بالطائرة... وزراء ينزلون الى الأسواق ويختلطون بالمواطنين دون عشرات المسلحين والحماية وهم مطمئنون الى انهم قد عدلوا فأمنوا... واخيرا وليس آخرا وزراء لا يجمعوا حولهم ثلة من المنافقين والمدلسين وينتظر منهم التقارير عن احوال سير عمل الوزارة بل ينزل هو الى الميدان ويختلط بالعاملين ويكافئ المجتهد ويفك كربة المضطهد.
ولاشك ان وزارة الخارجية من الوزارات المهمة ووزير الخارجية هو صوت العراق في المحافل الدولية وعليه تقع مهمة تعيين اكثر من اربعون سفيرا ليمثلوا العراق في مختلف ارجاء العالم، ولا اعتراض على وزير خارجيتنا العراقي الجديد السيد هوشيار زيباري، فهو رجل مثقف وسياسي محنك ومحدث بارع بلاضافة الى انه يحمل شهادات عالية (بالرغم من ان البروفيسور الكردي كمال مجيد الذي استظافته قناة ANNفي برنامج بصراحة قد نفى ان يكون هوشيار زيباري قد نال شهادة الدكتوراه)... ولكن لا اعلم هل سيتكلم باسم العراقيين جميعا ام باسم كردستان العراق؟ وهل على سبيل المثال سنسمع غدا في الفضائيات في احدى نشرات الاخبار خبرا مفاده...اجتمع اليوم السيد هوشيار الزيباري وزير خارجية الدولة العراقية الفيدرالية مع السيد وزير الخارجية الاردني (مثلا) السيد.... وبحضور سفير الفيدرالية العراقية في الاردن السيد ريبوار الزيباري ومدير العلاقات العامة دلدار الزيباري ومعاون المدير العام كاوة الزيباري هذا وقد استمر الاجتماع لساعة كاملة تم فيه مناقشة اوضاع فيدرالية كردستان خاصة وكيفية السعي الى توطيد العلاقات الثقافية والعلمية والسياسية لمدة خمسون دقيقة كاملة...!!! واوضاع الفيدرالية العراقية عامة ولمدة عشرة دقائق كاملة... ولإلقاء مزيدا من الضوء على هذا الموضوع معنا على الخط الاستاذ كوران الزيباري سفير الفيدرالية العراقية في الكويت
سؤال: استاذ كوران كيف تقيم الاجتماع الذي جرى بين االسيد هوشيار الزيباري وزير خارجية الفيدرالية العراقية والسيد (...) وزير الخارجية الاردنية
جواب : الحقيقة وفي رأيي فان الاجتماع كان ناجحا جدا وقد سبق هذا الاجتماع اجتماع تهيئة من قبل سفراء العراق في امريكا وبريطانيا والنروج واسترالياوهم كل من احمد الزيباري، شاخوان الزيباري، حمه امين الزيباري، وقادر ملا امين الزيباري... الخ...الخ...!!!!!!!!!!!!!
واللبيب من الاشارة يفهم