ردا على مقالة السيد هشام عقراوي
امريكا هي الخاسر الاكبر من مجئ القوات التركية الى العراق
عندما تقرا مقالة السيد هشام عقراوي وهو يروي مساوئ تدخل الجيش التركي في العراق، يتضح للقارئ مدى غيرة هذا الكاتب على ((الشعوب العراقية))... والعبارة السابقة منقولة من مقالته....غيرته من تدخل القوات التركية و التـركـيــة << بالذات >> الى العراق وشرح باسهاب عن مطامع هذه الدولة وما الذي سيجري لو دخلت وكيف ستحرض فئة على اخرى، وان هناك فئة من التركمان موالون لها، والبقية منهم وادعـون، هادئـون، خاضعـون، خانعـون، بل حتى كاد ان يقول : ـ ومرحبون << باحتلالنا>> لمدنهم التركمانية، ولكن انا اسأل هذا الكاتب الغيور على بلده " و من ادخل القوات التركية الى شمال العراق ومنذ اكثر من عشر سنوات " الم يكن الطريق الى انقرة مثل طريق مكة لرؤساء احزابكم الم يحملوا حتى جوازات سفرتركية. ام ان من عاشر قوما اربعون يوما حمل طبائعهم واخلاقهم، فامريكا المعروفة دائما بنكثها للوعود وخذلانها لحلفائهاواصدقاء الامس هم اعداء اليوم.... فعندما كنتم بحاجة الى القوات التركية لمطاردة حزب العمال الكردستاني التركي سمحتهم لها بالدخول بل واستقبلتوهم بالاحضان والقبل وابرمتم الاتفاقات وفتحتم لها اراضي كردستان ليجوبوها بشرقها وغربها ويفتحوا المقرات في مدنكم، اين كانت غيرتكم حينها؟ ام ان رفضكم دخول القوات التركية هي غاية في نفس يعقوب، هل هو الخوف من فقدان المكاسب والمغانم من جراء << احتلالكم >> لمدينة عراقية وادعة ذات خصوصية تركمانية؟ ام الخوف من ان تفقدوا قدسكم المزعوم؟ أم خوفكم من انقلاب موازين القوى في غير صالحكم؟
انا لا اخالفك الرأي في ان تركيا ستدخل من اجل مصالحها وليس من اجل سواد عيون التركمان، ومحق في سؤالك اين كانت تركيا عندما كان النظام المقبور يضطهد التركمان ويعمل على طمس الهوية التركمانية، ومعك ايضا انه ليس كل التركمان موالون لتركيا....رغم انحدارنا معهم من نفس الاصول التركية ولكن نحن عراقيون بالدرجة الاولى ونعتز بعراقيتنا ولكن نعتز بقوميتنا وبلغتنا ايضا اسوة باعتزاز الاكراد بقوميتهم وليس هناك تركمانيان يختلفان مهما اختلفت ميولهم الدينية او الحزبية او الطائفية على تركمانية كركوك.
ثم من اعطى الحجة بيد الاتراك للتدخل بحجة الانفلات الامني، اليست هي تصرفات بعض قوات البيشمركة الكردية، واذا لم يكن انفلاتا امنيا فماذا تسميه اذا؟ ان يهدد مواطن تركماني بالقتل لانه رفع العلم العراقي على محله، وتكسر واجهة محل مواطن اخر لانه رفع علم حزب الجبهة التركمانية، ثم يتم تعيين واعادة الى الوظيفة اكثر من ٣٠٠ موظفا في دائرة صحة كركوك قدموا من اربيل والسليمانية، وشباب كركوك عاطلون عن العمل، وان يمتنع موظف الاستعلامات في احدى الدوائر من الاجابة على اسئلة المراجعين من العرب والتركمان ويقول لهم لن اجيبكم الا اذا تكلمتم باللغة الكردية...!!! وغير ذلك من الامثلة الكثير والكثير ماذا تسمي هذا؟ وهل يستطيع موظف الاستعلامات البسيط ان يتصرف مثل هذا التصرف الا اذا كان مسنودا برئيسه ويعمل باوامره وما الفرق بين التعريب والتكريد اذا؟ وما الذي تغير بالنسبة الى اهالي كركوك؟
واذا كنا نقول انه زمن الحرية والديمقراطية والمساواة والتعبير عن الرأي، فما هو الضرر من ان يرفع مواطن اراد ان يعبر عن فرحته التي سلبت منه منذ اربعون عاما علما ازرق على داره او محله في حين تملا الاعلام الصفراء والخضراء كل ارجاء المدينة وحتى على الدوائر الرسمية التي انزل منها العلم العراقي، واذا كانت المدينة هي مدينة التآخي للعرب والتركمان والاكراد والكلدان والاشوريين واليزيديين كما يصرح رئيس الحزبين الديمقراطي والكردستاني في كل مناسبة اذا لماذا انزلت الاسماء العربية للدوائر وحل محلها الاسماء الكردية ام انها مجرد شعارات زائفة يراد بها الضحك على الذقون.
والنكتة المفبركة التي مازال اخواننا الاكراد يرددونها والتي من كثرة ما رددوها اصبحوا هم اول من صدقوها !!! هي نكتة ان تركيا حاولت قتل محافظ كركوك الكردي.... !!!! دولة كبيرة بكل هيلمانها وجنرالاتها وعساكرها تتآمر على قتل محافظ مسكين لم يؤذي احدا والتركمان قبل الاكراد يشهدون له بالنزاهة والخلق، بل وكانه الكردي الوحيد في المدينة ومن اتى به الى هذا المنصب نتيجة انتخابات مشكوك فيها لن يستطيع اعادة الكرّه و الاتيان بغيره...
ان الايادي الخفية التي فبركت هذا الموضوع بوشاية كاذبة ظنا منها ان هذا سيقطع دابر الاتراك وامريكا ستطلب من الحكومة التركية سحب مقراتها وجنودها من كردستان، قد خاب املها...!!! وقوات الاحزاب الكردية التي استفادت من الفراغ الامني وبمساعدة حليفتها ال ((Big Brotherوهيمنت على كل شئ...!!! لما لا؟ فنظام صدام قد ذهب والجيش العراقي قد حل، واقوى تنظيم مسلح في العراق حاليا هي الاحزاب الكردية، اذا لها الحق ان تضع خارطة العراق بنفسها، بل لها الحق ان تنقل عاصمة العراق الى السليمانية مثلا.....!!!
، و لقد فات الاخ عقراوي ان يعلم ان المصالح هي التي تحكم العلاقات بين الدول وليس الصداقات ولا العلاقات العشائرية ولا العيني والأغاتي. والا لما كان صدام اليوم هائما في ارض العراق الواسعة يبحث عن حفرة يختبئ فيها. اليست هذه هي نفس امريكا التي تخلت عن الاانتفاضة عام ١٩٩١ وتركت الاكراد في الشمال والشيعة في الجنوب يواجهون مصيرهم بيد جلاوزة النظام وذهب ضحيتها الالاف عن بكرة ابيهم ولم يسلم منهم حتى الاطفال الابرياء، اليست المقابر الجماعية دليل على ذلك، ماذا كانت ال Big Brother تفعل حينها؟ كانت تراقب الامر من بعيد، هذا ان لم تكن قد ساعدت الجلاد على قمع الانتفاضة.
ثم اليست تركيا دولة اسلامية وجارة يهمها ان يعود الاستقرار الى جيرانه، كما صرح بذلك وزير الخارجية التركي عبدالله كول عندما قال : ـ " من منا يرتاح في بيته وينعم بالهدوء وفي بيت جاره المجاور مشكلة تحتاج الى حل " لماذا ينظر الاكراد فقط هذه النظرة السلبية الى دخول تركيا، هل تظن ان الجندي التركي سيفتش اخواتي العراقيات مثلما يفتش الجندي الامريكي؟ هل سيدنس الجوامع واماكن العبادة ببوسطاله العسكري، هل سيدوس حرمة البيت ويدخل على النساء في غرف نومهن دون سابق انذار هل سيبعثر اوراق القرآن الكريم في ارجاء الغرفة ام سيقبلها ويضعها على جبينه اليست القيم والمثل الاسلامية والعادات والاعراف التي موجودةعندهم مثلما عندنا اليسوا جنود الدول الاسلامية افضل ممن لادين لهم.
اذا خصم الحجي كما نقول بالعامية ليست امريكا هي الخاسر الوحيد من دخول القوات التركية الى العراق، بل هم آخرون يعرفون انفسهم جيدا....!!!!!!!!!!!!!