اجراءات امنية مشددة ومخاوف من تجدد الصدامات العرقية عرب وتركمان كركوك يتظاهرون للمطالبة بخروج المليشيات الكردية
د. أسامة مهدي - إيلاف
لندن - وضعت الشرطة العراقية وقوات التحالف في مدينة كركوك في حالة انذاراستعدادا للسيطرة على الوضع الامني في المدينة غدا حيث سيخرج عشرات الالاف من سكانها العرب والتركمان في مسيرة تظاهر تعبيرا عن " سخطهم وأستيائهم للوضع الراهن في المدينة نتيجة سيطرة الميليشيات الكردية البشمركة التابعة للحزبين الكرديين بقيادة جلال الطالباني ومسعود البرزاني على جيع المرافق الحيوية في المدينة " كما ابلغ مصدر في الجبهة التركمانية العراقية "ايلاف" اليوم .
وقال المصدر ان المتظاهرين سيعبرون عن رفضهم لقيام تلك الميليشيات باجراءات لتغيير الواقع الديموغرافي للمدينة بهدف اضفاء الطابع الكردي عليها " على حساب بقية القوميات التي كانت تعيش متاخية لحد دخول قوات البشمركة التابعة للفصيلين الكرديين " كما اشار .
وينظم المسيرة التي تنطلق صباحا من وسط المدينة الجبهة التركمانية والتجمع الوطني العربي وجماعة مقتدى الصدر والحوزة العلمية والعشائر العربية في قضاء الحويجة.
وكانت مسيرات سلمية مماثلة نظمت في كركوك وطوزخورماتو شهري اب (اغسطس) وكانون الاول (ديسمبر) الماضيين انتهت بمقتل وجرح العديد من التركمان والعرب والاكراد نتيجة اطلاق نار من مسلحين وتبادل هتافات مضادة.
وقال المصدر ان سكان المدينة من التركمان والعرب يطالبون بابعاد الميليشيات الكردية من كركوك و" يحملونها حالة عدم الاستقرار والتدهور الامني في المدينة بسبب الاستفزازات التى تقوم بها تلك المليشيات ضد التركمان والعرب " فيما يطالب الاكراد بضم كركوك الغنية بالنفظ ويسكنها مليون ونصف المليون من العرب والتركمان والاكراد الى اقليم كردستان الذي يديرونه فيما يرفض ذلك بشدة العرب والتركمان .
كما يدعو التركمان والعرب الذين يشكلون غالبية سكان المدينة (٢٥٥ كيلومترا شمال بغداد) بابعاد الاكراد الذين نقلوا الى المدينة من المحافطات الشمالية و"حتى من الاكراد غير العراقيين بحجة انهم من المرحلين ويصعب تمييزهم عن المقيمين ان احرقت البشمركة سجلات الطابو والاحوال المدنية في المدينة وبعد ان زودوا بالبطاقات التموينة المزورة التي تعتبر من اهم السجلات في تثبيت التوزيع الجغرافي للسكان " كما زعم .
وكان الزعماء الاكراد وافقوا خلال مناقشات داخل مجلس الحكم على تأجيل بحث مسالة كركوك ومطالبة الاكراد بضمها الى كردستان الى وقت لاحق يعقب المرحلة الانتقالية التي يمر بها العراق حاليا .
وكانت قوات التحالف داهمت مؤخرا مقرات الاحزاب العربية والكردية والتركمانية في كركوك واخلتها من السلاح ومنعت مسلحيها من حملها حفاظا على الامن والاستقرار لكن هذه الاجراءات لم توقف عمليات العنف المتبادلة بين الاطراف الثلاثة .