السيد رئيس مجلس الحكم الموقر
السادة أعضاء المجلس المحترمون
بعد التحية والدعاء لكم بالتوفيق والنجاح نرفع إليكم ما يلي:
نحن أبناء مدينة كركوك من اخوتكم التركمان ـ القومية الثالثة في العراق ـ عشنا مع باقي شرائح المجتمع العراقي في السراء والضراء وقدمنا كل ما نملك دفاعا عن العراق ـ الأرض والوطن ـ واختلطت دماؤنا في ساحات الجهاد كما اختلط عرقنا في ساحات البناء ... وعشنا الأيام الأولى لسقوط الطاغية المقبور في فرح عامر آملين أن يبزغ فجر الحرية في القريب ويزول الاحتلال ويعود بلدنا حرا كريما مصانا... ولكن ـ ومع الأسف الشديد ـ وبعد فترة وجيزة شهدت هذه المدينة (كركوك) أحداثا مريبة ومفزعة حيرت الألباب والعقول ـ ومع الأسف الشديد مرة أخ رى ـ أن هذه الأحداث لا زالت مستمرة ولم يحرك مجلسكم الموقر أي ساكن، وإليكم بعض تلك الأحداث:
۱ ـ دخول المليشيات الكردية المسلحة التي قامت بتدمير كل ما يمت بصلة لتراث المدينة التركماني وحرق سجلات الطابو ودوائر النفوس.
٢ ـ إخراج العوائل العربية ـ غير طبقة ما يسمى بالمستفيدين ـ من بيوتهم قسرا وطرد العوائل التركمانية من الأحياء ذات الغالبية الكردية.
۳ ـ تحويل أسماء المستشفيات ودوائر الدولة ومؤسساتها إلى أسماء كردية وحتى إجبار أصحاب المحلات والفنادق على تغيير أسماء محلاتهم وإلا يهددون بالقتل ، كما حدث لصاحب فندق كركوك الذي طلب منه كتابة اسم كركوك على الطريقة الكردية (كه ركوك).
٤ ـ عدم السماح لأي مراجع لدوائر الدولة ومؤسساتها في المدينة بالتحدث بغير اللغة الكردية باعتبارها اللغة الرسمية لاقليم كردستان وان كركوك مدينة كردستانية حسب ما يدعون، كما حدث مع أحد الشيبة الكبار الذي دخل مديرية بلدية كركوك فأصبح يتحدث باللغة التركمانية فلا يجيبه أحد وتحدث باللغة العربية فلم يجبه أحد ولما تحدث باللغة الكردية قام إليه ثلاثة من الموظفين الأكراد وقالوا الآن تحدثت باللغة الصحيحة يا حاج أنت في كردستان. ومن حقنا أن نسألكم ـ سيدي الرئيس ـ أليست كركوك خارج اقليم كردستان؟؟؟!!!، وحتى في المحافظات الكردية الثلاث أليست اللغة العربية هي اللغة الرسمية للعراق بالكامل؟! فهل على العراقيين جميعا أن يتعلموا اللغة الكردية قسرا لتمشية معاملاتهم الإدارية والتجارية في المحافظات الكردية؟!
٥ ـ رغم وجود قرار عدم تعيين موظفين جدد في دوائر الدولة، فإن كل الدوائر الرسمية في كركوك بما فيها المستشفيات غصت بموظفين أكراد بالمئات ، كما حدث لمستشفى صدام الذي تحول إلى مستشفى كردي اسما ورسما ، وهم يدّعون أنهم متطوعون ولكنهم يأخذون مرتباتهم من الأحزاب الكردية.
٦ ـ جلب آلاف العوائل الكردية من السليمانية وأطرافها إلى كركوك من دون أن يكونوا من أكراد المدينة المرحلين وإعطائهم بطاقات تموينية مزورة... والطامة الكبرى استقدام مئات العوائل من أكراد إيران وتركيا إلى كركوك ، ولو زار أحدكم المدينة والتقى بأهلها فسيخبروكم عن هذه العوائل الكردية التي استقدمت من هاتين الدولتين.
٧ ـ اغتصاب جميع البيوت العربية التي غادرها أهلها بالإضافة إلى أراضي الدولة المتروكة والساحات العامة وإسكانها بالعوائل الكردية كما حدث لمعسكر الفيلق الثاني، وإن رفع أحدهم صوته رافضا جوبه بالجواب (أنها أرض كردستانية ومن حقنا أن نسكن أينما نريد). وكل هذا من أجل اضفاء الصبغة الكردية لهذه المدينة المتعددة القوميات والطوائف.
٨ ـ قيام الاحزاب الكردية باذكاء الفتنة الطائفية بين التركمان وذلك بتنسيب السنة منهم إلى تركيا وكونهم عملاء لها وأنهم أحفاد آتا تورك ، والشيعة منهم بأنهم عملاء إيران ومحاولة نزع الهوية الوطنية العراقية بهذه الادعاءات الواهية.
سيدي الرئيس
السادة الأعضاء
إننا نتصور أن غياب الصوت التركماني الحقيقي والتمثيل الصادق لهم ـ مع احترامنا للسيدة (صون كول) التي لا تملك اية خلفية سياسية معروفة ولا تمت بأية صلة للأحزاب السياسية العاملة في الساحة التركمانية التي ناضلت وجاهدت ضد الدكتاتورية.. وبالتالي غاب صوت التركمان في المجلس وفي تشكيلته الوزارية ، وبتنا نعتقد أن التركمان أصبحوا ضحية الديمقراطية في العراق الحر الجديد، لأن هذا الغياب هو السبب الرئيسي لما يحصل للتركمان حاليا، ونحيطكم علما بأن بقاء الوضع على هذه الحال سيزيد من تفاقم الأمور سوءا وتتحول كركوك على اثرها إل ى بؤرة توتر تنطلق منها الحرب الأهلية في العراق مستقبلا لا سامح الله. لذا نطلب من سيادتكم تشكيل لجنة محايدة من قبل المجلس الموقر لمتابعة مجريات الأحداث في كركوك والاطلاع عن كثب على ما ذكرناه من انتهاكات لحقوق التركمان والاستماع إلى جميع الأطراف المعنية من دون الاقتصار على الطرف الكردي فقط أو ممثلة التركمان في المجلس السيدة صون كول والتي لا تستطيع أن تنبس ببنت شفة أمام القيادات الكردية التي رشحتها، لأنكم تعلمون أن هناك دماء تركمانية أسيلت في هذه المدينة في آب ٢٠٠۳م وكانون الثاني ٢۰۰٤م وبيد المليشيات الكردية المسلحة، وشكلت لجنة تحقيق على أثر تلك الأحداث الدامية ولكنها سكتت وب ضغط من الأكراد في مجلس الحكم. ونأمل منكم ـ سيدي الرئيس ـ التحرك وبسرعة وقبل انفلات الأمور وانطلاق الشرارة الأولى التي تأجج نار الفتنة الطائفية والقومية من هذه المدينة الجميلة التي كانت تسمى مدينة القوميات المتآخية ، ولكن تصرفات المليشيات الكردية المسلحة أفسدت كل الروابط الاجتماعية الصميمية التي كانت تربط تلك القوميات وحولتها إلى قنابل موقوتة تنفجر بين الحين والآخر. وكذلك نأمل من الأطراف الكردية في المجلس الموقر والذين يخافون من دكتاتورية الأغلبية ـ حسب ما يدعون ـ أن لا يكون التركمان ضحية دكتاتوريتهم في المستقبل.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
آذار ٢٠٠٤