في يوم ٢٤ نيسان ١٩٩٥ وفي مدينة أربيل التركمانية تأسست الجبهة التركمانية لتكون الصوت الموحد للشعب التركماني العراقي والذي يتجاوز تعداده على الثلاثة ملايين. ويومذاك أتحدت تحت خيمة هذه الجبهة كلا من حزب الوطني التركماني العراقي وحزب توركمن ايلى وحركة المستقلين التركمان ونادي الأخاء التركماني. وكان الدكتور تورهان كتانه أول رئيس لها وبعدها أنتخب كل من سنان جلبي ووداد أرسلان وصنعان أحمد آغا القصاب و أخيرا الدكتور فاروق عبدالله عبدالرحمن وعلى التوالي لمنصب الرئاسة. وعقدت الجبهة التركمانية ثلاث مؤتمرات تركمانية. كان أوله في مدينة أربيل بتاريخ ٧ تشرين الأول من عام ١٩٩٧ والثاني أيضا في أربيل وبتاريخ 22 تشرين الثاني ٢٠٠٠. أما المؤتمر التركماني الثالث فقد عقد في مدينة التآخي والسلام كركوك ذات الخصوصية التركمانية وللفترة من ١٣-١٦ أيلول من عام ٢٠٠٣. وللجبهة التركمانية بالإضافة إلى مركزها وفروعها في العراق ممثليات عديدة في دول العالم كتركيا وأمريكا وإنكلترا وألمانيا وغيرها. كما وانضمت أكثر من ثلاثون جمعية واتحاد ومؤسسة ثقافية واجتماعية في العراق وخارجها. وللجبهة صحف ومجلات عديدة أبرزها توركمن ايلى وكركوك وصدى تلعفر وآق صو والإخاء والتون كوبرى. وتصدر أغلب هذه الصحف والمجلات باللغتين التركية والعربية. ولها إذاعة وتلفزيون تبثان برامج إخبارية ثقافية وسياسية واجتماعية متنوعة .
لقد ناضلت الجبهة التركمانية ومنذ تأسيسها وليومنا هذا في سبيل تحقيق الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية في العراق والاعتراف بالتركمان كقومية من القوميات الثلاثة الرئيسية التي تكون المجتمع العراقي. وضحت أثناء نضالها الدؤوب خيرة رجالها وأعز شبابها. كما تعرضت الجبهة التركمانية وباستمرار وفي جميع مقرات فروعها في كركوك وموصل وأربيل وديالى وتلعفر وطوزخورماتو والسليمانية ودهوك وزاخو إلى محاولات دنيئة وجبانة من قبل فئات ضالة كانت هدفها إرغام الصوت التركماني العراقي المطالب بحقه الثقافي والسياسي الشرعي على السكوت واعتبارهم أي التركمان كأقلية من الدرجة الثانية. ففي السنوات الأولى من عمرها تعرضت مقرات ومكاتب فروعها في أربيل وزاخو إلى عدة هجمات مسلحة ومحاولات اغتيال مستمرة لقيادييها، شنتها الميليشيات الكردية للحزب الديمقراطي الكردي وكانت أبرز تلك المحاولات الدنية عام ١٩٩٦ عندما أتفق مسعود البارزاني مع طاغية بغداد صدام حسين المقبور ليشنوا هجوما شرسا على المناطق التي كانت بحوزة حزب الاتحاد الوطني الكردستاني الذي يتزعمه جلال طالباني. فهاجموا مقرات المعارضة العراقية في أربيل ومن ضمنها مقرات الجبهة التركمانية وألحقوا أضرارا مادية جسيمة وأحرقوا الأجهزة الالكترونية والمستندات المهمة فيها. كما وألقوا القبض على العشرات من القياديين التركمان وسلموهم إلى عناصر المخابرات الصدامية ليأخذوهم إلى بغداد ويعدموهم هناك.
أما بعد سقوط نضام صدام حسين فسارعت الجبهة التركمانية لفتح فروعها في كافة المدن والقصبات التركمانية لتكون الممثل الشرعي عن التركمان في العراق والمحافل الدولية. وإنها أثبت ذلك أثناء عقدها المؤتمر التركماني الثالث في كركوك. حيث حضرها أكثر من تركماني يمثلون جميع المناطق التركمانية إضافة إلى ممثلين عن الجمعيات والاتحادات التركمانية المتواجدة في دول العالم. وتحت خيمة الجبهة التركمانية اتحدت جميع الأحزاب والحركات السياسية القومية والطائفية التركمانية وبأسس ديمقراطية سليمة رشحوا رئيس وأعضاء جبهتهم التركمانية. وعندما حست بعض الأوساط المشبوهة المتحالفة مع إسرائيل كلفت بعض عناصرها ليؤسسوا أحزاب تركمانية كارتونية ويعطونهم مناصب وزاراتيه غير موجودة بغية كسب تأييد المواطنين التركمان الذين رفضوا التعامل معهم وضلوا متمسكين بجبهتهم التركمانية.
فمنذ سقوط صدام وحتى الآن تعرض التركمان في العراق إلى هجمات ومحاولات مشبوهة شنتها فئات عميلة تابعة للميليشيات الكردية أكثر أفرادها كانوا من أكراد إيران وتركيا وسوريا هربوا من بلادهم وجاءوا ليزرعوا الحقد والكراهية والعدوان بين العراقيين ويمزقون صفوفهم. من تلك المحاولات الدنيئة فتحهم النار على المظاهرات السلمية التي نظمتها التركمان في كركوك وطوزخورماتو وقتلهم وجرحهم العشرات من الأبرياء المتظاهرين. واغتيالهم لممثل الجبهة التركمانية في تازه خورماتو الشهيد حسين مالي ومعاونه الشهيد مهدي مرادلى رحمهم الله. واغتيالهم الصحفي الشاب علي أكرم كوبرولو رئيس تحرير صحيفة التون كوبرى التركمانية. وأيضا محاولاتهم لاغتيال الشخصيات السياسية القيادية للتركمان أمثال الدكتور فاروق عبدالله عبد الرحمن رئيس الجبهة التركمانية والدكتور صبحي صابر رئيس فرع كركوك للجبهة.
لقد قام الدكتور فاروق عبدالله رئيس الجبهة التركمانية مع وفود للجبهة بزيارات إلى الدول الجارة للعراق كتركيا وإيران وسوريا ومصر والدول الأوربية كإنكلترا وألمانيا والتقى مع العديد من المسئولين وشرح لهم معاناة التركمان في العراق وانتهاك حقوقهم القومية والسياسية والاجتماعية. وكانت له في الداخل أيضا اتصالات مستمرة مع قوات التحالف وأعضاء مجلس الحكم اللاعراقي ورؤساء الأحزاب والمنظمات السياسية العراقية بخصوص التمثيل العادل للتركمان في مجلس الحكم وعدم ذكر التركمان من القوميات الأساسية في قانون إدارة الدولة العراقية المؤقت وغياب الأمن والاستقرار والميليشيات التي تعرقل تقدم البلاد في مسار الديمقراطية والحياة الحرة الكريمة.
في هذا اليوم والتركمان يحتفلون بذكرى تأسيس جبهتهم وابتداء أول بث تجريبي لقناة تلفزيون توركمن سات الفضائية يسود الحزن في مدنهم وقصباتهم وذلك بسب استشهاد ثلاثة من مسئولي الجبهة التركمانية وهم عائدين إلى موصل بعد اشتراكهم في اجتماعات للجبهة في كركوك. وكان الشهداء كلا من الدكتور محي الدين إحسان عبدالله مسئول الجبهة في موصل والدكتور فريق سعيد مسئول مدينة تلعفر والسيد أزاد جعفر المسئول عن الحماية. كما أصاب السيد أحمد عرفات معاون محافظ الموصل بجروح بليغة ونقل على أثره إلى المستشفى. ونحن نؤاسي إخواننا التركمان وخصوصا ذوي الشهداء منهم على مصابهم الأليم هذه, نتمنى لشهدائهم جنات عدن تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها. وكما نهنئهم خالص التهاني بالذكرى التاسعة لتأسيس جبهتهم التركمانية وافتتاح قناة تلفزيون توركمن سات الفضائية فألف ألف مبروك لهم.