الياور يشيد بالأكراد ويصفهم بـ "الوطنيين" وعلاوي يعد ببحث مطالبهم التركمان مستاؤون من قرار مجلس الأمن وميليشيات كردية ترفض حل نفسها
علاء حسن
بغداد، واشنطن - حاول الرئيس العراقي غازي الياور استمالة أكراد العراق فوصفهم بالوطنين وتعهد بالعمل من أجل إقامة هيكل الحكومة "الفيدرالية" الذي يسعون إليه. وقال الياور، متحدثا عن الأكراد في واشنطن، أمس، وقبيل حضوره مراسم جنازة الرئيس الأمريكي السابق رونالد ريجان "إنهم محنكون وهم وطنيون، وقد استفدنا كثيرا من خبرتهم في الحكم الذاتي طوال ١٢ عاما." وأضاف قوله: إن الفيدرالية تجمع عادة جزأي بلد ما وتربط بينهما برباط قوي "وهذا ما يريده أشقاؤنا الأكراد ويجب أن نحترمه، ونحن نريد أن نلتزم بذلك." وكان رئيس الوزراء العراقي إياد علاوي، قد أبدى تفهما للاعتراضات الكردية، موضحا أن هناك اتصالات على أعلى المستويات مع القادة الأكراد، للبحث في صيغة توافقية تحقق للأكراد الرضى والشعور بالعدالة.
وفي صورة مشابهة للموقف الكردي، أبدت تركمان العراق امتعاضا واستياء كبيرا تجاه قرار مجلس الأمن، وحمَّلوا مبعوث الأمم المتحدة إلى العراق الأخضر الإبراهيمي، وسلطة الاحتلال وزعماء الأحزاب القومية العراقية، مسؤولية تهميشهم وعدم الاعتراف بهم كقومية ثالثة في البلاد. واتهموا الحكومة الجديدة التي يرأسها علاوي"بتبني سياسات التغليب القومي عملياً على حسابهم".
وفي تطور لافت، أعلنت بعض المليشيات الكردية، المنضوية تحت ألوية الحزبين الرئيسين في العراق، الاتحاد الوطني والديمقراطي، عن رفضهما لقرار حل المليشيات المسلحة، معتبرة أن القرار يستثنيها، ولا يعتبرها ميليشيات. وأكد الناطق الرسمي باسم الحكومة العراقية كوركيس هرمز سادة أن قرار حل الميليشيات يشمل جميع الأحزاب، سواء كانت عربية أو كردية أو إسلامية أو غيرها. من جانبها أعلنت وزيرة العمل والشؤون الاجتماعية ليلى عبد الفتاح أن وزارتها تركز جهودها الآن لإيجاد فرص عمل للشباب العراقي وبالأخص لمنتسبي الميليشيات المسلحة. من ناحية ثانية، قال الياور: إنه يرحب بحلف الأطلسي كجزء من قوة أمنية متعددة الجنسية في العراق. وإن مدة بقائها ستتوقف على متى تشعر القوات العراقية بالثقة بقدراتها. وأعرب الرئيس الفرنسي جاك شيراك على هامش اختتام قمة مجموعة الثماني في "سي آيلاند"، عن "تمنياته الحارة بالنجاح" للياور، وأكد له دعم فرنسا. وأضاف شيراك أن النجاح يعني "فرض الأمن والنظام والتنمية في هذا البلد الرائع" الذي يغرق حاليا في الفوضى بالرغم من انتشار حوالي ١٤٠ ألف جندي أمريكي على أراضيه. وكرر شيراك معارضته لضلوع الحلف الأطلسي في العراق، مؤكدا أن أي "تدخل" للحلف سيتضمن"مخاطر كبيرة". واضاف "قلنا بوضوح إننا لا نستطيع ان نقبل مهمة من هذا النوع للحلف الأطلسي". وقد شارك كل من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والمستشار الألماني جيرهارد شرودر، الرئيس الفرنسي الموقف ذاته، فيما أعرب رئيس الوزراء البريطاني توني بلير عن اقتناعه بأن الخلافات حول دور الحلف الأطلسي في العراق يمكن حلها. ووصف الرئيس الأمريكي جورج بوش رد مجموعة دول الثماني حول العراق بأنه "مشجع جدا". وأضاف "أنني أثمن دعم دول مجموعة الثماني للقرار الجديد الذي أصدره مجلس الأمن الدولي الذي يعبر عن دعم دولي للحكومة العراقية الانتقالية، ويرسم طريقا واضحاً للديموقراطية العراقية. إن العراقيين يفهمون الآن أن العالم يقف وراءهم في سعيهم إلى مستقبل مسالم وديمقراطي ومزدهر".