ندعو جميع المواطنين والقوى الوطنية والسياسية والدينية والعشائرية ومنظمات المجتمع المدني لتعلن احتجاجها على الأعمال الإرهابية التي راح ضحيتها المئات من العراقيين الأبرياء
ولا ننسى بان واجبنا اليوم هو الوقوف بوجه الإرهابيين ومخططاتهم الرامية لتدمير العراق وقتل أبنائه الشرفاء ، ولذلك فأننا مدعوون جميعا لتحمل المسؤولية الشرعية والوطنية من خلال اتخاذ مواقف موحدة ضد هذه المؤامرة ، لذا فنحن في حزب توركمن ايلي نستنكر وبشدة العمل الإرهابي الذي استهدف دور عبادة إخواننا المسيحيين ونعتبر أن هدفه تمزيق وحدة الصف بين العراقيين وندعو جميع الاخوة في العراق الى التكاتف والتلاحم لإفشال المخططات الإرهابية
كركوك.. "البقعة الملتهبة" تعيش على شفا الفتنة العرقية وتهديدات بطرد العرب
شبكة أخبار العراق
تحذر منظمات إنسانية ومراقبون مستقلون من أن الأجواء الماثلة في مدينة كركوك المدينة الغنية بالنفط شمال العراق تنذر بمواجهات وأعمال عنف. وتشهد المدينة الواقعة ٢٥٥ كيلومترا شمال بغداد (تعدادها مليون نسمة تقريبا) توترا متزايدا في الآونة الأخيرة نتيجة لتصريحات قيادات كردية بارزة وتظاهرات دعت لجعل المدينة "كردية خالصة".
واعتبرت بقية الاثنيات هناك هذه التصريحات التي أدلى بها زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني لبرنامج "بالعربي" الذي تبثه العربية ولغيره من وسائل الإعلام حافزا لسيطرة الكرد على المدينة وصبغها بصبغة كردية ومن ثم إجلاء العرب والتركمان والمسيحيين الكلد والآشوريين عن المدينة التي يعود اسمها لـ"كركر" وتعني بقعة النار الملتهبة.
وفي مطلع الشهر الجاري هددت جماعة كردية تطلق على نفسها اسم "الثأر" بطرد العرب من المدن الكردية. وجاء هذا التهديد في أعقاب مقتل ٣ عناصر من الحزب الديمقراطي الكردستاني على يد "جيش أنصار السنة". وأكدت جماعة "الثأر" في بيان بثته المواقع الكردية على شبكة الإنترنت أنها "ستقف بوجه تلك الجماعات الإسلامية التي بدأت إصدار فتاوى ضد الأكراد وتسميتهم بالكفار وحل دمائهم".
تحذير من احتمالات العنف
وحذرت منظمة مراقبة حقوق الإنسان من أن التوترات يمكن أن تتفجر وتتحول لأعمال عنف ما لم تبذل جهود أكبر لمعالجة النزاع على الممتلكات بين العرب والأكراد وكثير منهم يعيش في مبان مهجورة وخيام حول كركوك. وقالت المنظمة ومقرها نيويورك في تقرير في أغسطس إنه ينبغي أن يسترد الأكراد والتركمان الذين أجبرهم صدام على مغادرة المدينة ممتلكاتهم ويتعين إيجاد حلول عادلة لمشاكل العرب الذي وطنهم الرئيس السابق في المدينة.
من جانبه كان زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني زاد من مشاعر التوجس والحذر لدى هؤلاء الأخيرين بتصريحاته أثناء زيارة قام بها أخيرا إلى تركيا، وقال إنه ما زال يعتقد أن "كركوك هي قلب كردستان ولكني على استعداد للنقاش حول هذه المسألة".
وزاد بارزاني بعد عودته إلى العراق أنه "مستعد للحرب من أجل كركوك". ويبدو أن تصريحات الزعيم الكردي البارز كانت باعثا على سيل من التصريحات والتصعيد، فمن جهته قال قيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني إن " كركوك محافظة كردستانية وهذا بالنسبة لنا موقف ثابت لا يمكن التنازل عنه ويعد أساسا لنضالنا وتضحياتنا طيلة العقود الثلاث الماضية".
وكان مئات الأكراد تظاهروا في كركوك في ٤ أكتوبر الجاري، للمرة الأولى منذ عشرات السنوات، ليطالبوا بانفصال إقليم كردستان كليا عن الحكومة المركزية العراقية واتخاذ المدينة الغنية بالنفط عاصمة لكردستان.
ورفع المتظاهرون لافتات تنادي "بإعادة العرب الوافدين" إلى مناطقهم الأصلية و"عودة المرحلين الأكراد".
وعلق حسيب روزبياني مساعد محافظ كركوك –وهو مسؤول التوطين والتهجير في الإدارة المحلية- موضحا أن المتظاهرين "طالبوا بضمان عودة المرحلين واتهموا الإدارة المحلية أنها تعرقل عودة الآلاف منهم". وأكد المسؤول المحلي أن ١٦ ألف عائلة كردية عادت إلى كركوك بالفعل.
أكراد سوريا وإيران هل جاءوا لكركوك؟
لكن بعض الأطراف الأخرى في المدينة تقول إن الأكراد سعوا لجلب أكراد من تركيا وسوريا وإيران لتعزيز نفوذهم على المدينة وخلق خريطة ديمغرافية جديدة تميل لصالحهم. وينظر عدد من المراقبين للمشكلة في كركوك باعتبارها امتدادا للأزمة الناشئة منذ سنوات حين أجلى نظام صدام مئات الأسر الكردية إلى خارج كركوك وأحل محلها عائلات عربية.
وفي تعليقه على الأمر أكد أحمد الطويل العضو العربي في الحكومة المحلية بكركوك نهاية سبتمبر الماضي أن العرب الذين نقلهم صدام إلى الشمال بداية من السبعينات لتفتيت مراكز نفوذ الأكراد مستعدون لإعادة الأراضي للأكراد النازحين إذا اثبتوا ملكيتهم لها.
وكانت عضو المجلس الوطني العراقي المؤقت (البرلمان) صون كول جابوك، ممثلة التركمان في مجلس الحكم السابق، كشفت لصحيفة "الشرق الأوسط" في نهاية سبتمبر الماضي عن قيام الأحزاب الكردية بتوزيع أراض سكنية في كركوك على أكثر من ٦٠ ألف كردي تركي وإيراني وسوري نزحوا إلى المدينة في ظل غياب التشديدات الأمنية على الحدود وفي محاولة لـ"تكريد" المدينة التركمانية على حد قولها.
وكان مصدر مسؤول في الجبهة التركمانية العراقية بكركوك اتهم في نهاية سبتمبر ٢٠٠٤ الحزبين الكرديين بزعامة جلال طالباني ومسعود برزاني بتوزيع بطاقات تموينية علي الأكراد الذين وصلوا مؤخرا لمدينة كركوك والذين يتم فتح أماكن إقامة لهم علي طريق الجسر الرابع بكركوك حتى يتمكنوا من خلال هذه البطاقات إثبات أنهم مواطنون في كركوك في إطار خطة تغيير التركيبة الديمقرافية للمدينة.
وأكد المصدر أن ٩٠ ألف بطاقة تموينية مزورة حصل عليها الأكراد في كركوك في إطار محاولتهم فرض هويتهم علي المدينة وتغيير تركيبتها السكانية قبيل إجراء الإحصاء السكاني خلال أكتوبر الحالي والذي سيعتمد أساسا علي البطاقات التموينية. واتهم المصدر ذاته الحكومة المحلية الكردية الموالية لمسعود برزاني في أربيل بأنها هي التي تقوم بتعيين موظفي المؤسسات الحكومية في كركوك.
الأكراد يسيطرون على كركوك
وتقول الجماعات الكردية إن حق العودة إلى كركوك مكفول للأكراد الذين طردوا منها بالقوة. لكن الأطراف الأخرى العربية والتركمانية على وجه الخصوص تعتيرها شكوك عميقة حيال التدفق الكردي على المدينة، معتبرة ذلك محاولة كردية لطمس ملامح التعددية العرقية في كركوك وجعلها مدينة كردية خالصة.
وتنتظر العائلات العربية التي سكنت كركوك سنوات طويلة حلا لهذه المشكلة.وتتزايد مخاوف الاثنيات الأخرى بالدعوات الصريحة التي يطلقها قادة كرد في اتجاه "تكريد" كركوك. ففاروق عبد الله عبد الرحمن رئيس الجبهة التركمانية على سبيل المثال يرفض هذا المنحى ويتحدث صراحة عن تعرض كركوك لعملية تكريد من قبل الأحزاب الكردية.
ويضيف الزعيم التركماني أن الأكراد سعوا للسيطرة على الدوائر والمؤسسات وعمليات شراء المباني بأسعار مرتفعة واستحوذوا على وسائل الإعلام، ولا ينسى الإشارة إلى انتشار عناصر من الأمن الكردي في كركوك و"انخراط المئات منهم ممن لا يملكون الخبرة في الشرطة وممارسة عمليات الضغط والاستفزاز ضد العرب والتركمان".
ويقول التركمان إنهم يمثلون ٣ ملايين نسمة أي ١٣% من أصل ٢٥ مليون نسمة في العراق بعد العرب والأكراد. وأوضح إحصاء أجري في ١٩٧٧ أن التركمان في الشمال لا يمثلون أكثر من ٢% من عدد سكان العراق. وطبقا لهذا الإحصاء فإن نسبة السكان في المدينة من أصول عربية بلغ ٤٤.٤% ، مقابل ٣٧.٣ % للأكراد و١٦.٣ % للتركمان.
.. والأتراك في غاية القلق
ويتهم زعيم التجمع العربي في كركوك غسان مزهر العاصي الأكراد بالسيطرة الكاملة على المدينة، موضحا "الأكراد سيطروا على كركوك بعد دخول القوات الأمريكية". ويتحدث العاصي عن عمليات قسرية قام بها الأكراد مدعومين من الأمريكيين لإجبار العرب على ترك قراهم ومدنهم.
ويضيف أن الأكراد قاموا بدفع أكثر من ١٠٠ ألف كردي إلى كركوك (حوالى مليون نسمة) بحجة أنهم كانوا مرحلين من النظام السابق". وندد العاصي بالتهميش الذي يلاقيه العرب والتركمان بطريقة غيرت ديموغرافية المدينة.
ولم تقتصر ردود الأفعال على هذه التصريحات والتصعيد على الاثنيات المختلفة داخل المدينة، فاعتقاد واسع يسود الأوساط العراقية أن الجانب التركي رّكز في مباحثاته مع برازاني على تحذيره من مغبة استمراره في إطلاق تصريحات مماثلة، علاوة على تحذيره أيضا من مواصلة محاولات الحزبين الكرديين الرامية إلى تغيير الطبيعة الديموغرافية لمدن كركوك، اربيل والموصل.
وتخشى تركيا الداعمة للأقلية التركمانية من أن يؤدي ازدياد نفوذ الكرد على موارد المنطقة النفطية إلى تأجيج النزعة الانفصالية لدى أكراد العراق، كما تحاذر انتقال عدوى "النزعات الانفصالية" إلى الأقليات الكردية في تركيا.
وفي ١٤ أكتوبر هددت تركيا بتدويل مشكلة كركوك بسبب الاحتكاكات والتوتر الأمني الذي تشهده المدينة. وقال عثمان كوروتوك ممثل تركيا الخاص إلي العراق إن "كركوك هي المكان الأكثر احتمالا لوقوع مواجهات عرقية في العراق، ولذا فإن كركوك ليست شانا داخليا عراقيا".
وشدد كوروتوك على الآثار الجدية المتوقعة على دول الجوار في حال حدوث تداعيات لمشكلة كركوك، مضيفا في مقابلة لصالح شبكة (ان تي في) التركية "اننا مصممون علي التأكد من أن ما يحصل في العراق ليس له أي آثار سلبية علينا ومسألة كركوك تنطوي على مثل هذه المخاطر".
وفي ظل تكهنات متزايدة باحتمالات انفجار العنف فيها، تعيش كركوك توجسا ربما يسبق العاصفة. ويترقب سكانها ما تخبئه الليالي بمزيد من القلق خشية انزلاقها لدوامة عدم الاستقرار. وتسعى أطراف عدة داخل العراق وخارجه لتخفيف التوتر لئلا يكون التوتر في كركوك مدعاة لتوترات إقليمية أوسع مدى.
السفير الاميركي في انقرا : الاكراد يغيرون التركيب الديموغرافي لمدينة كركوك
حنان اتالاي - الجيران
في الكونفرنس المنعقد في جامعة ارجييس تحدث السفير الاميركي في انقرا اريك ايدلمان عن محاولات جماعات كردية تغيير التركيب الديموغرافي لمدينة كركوك باستدعاء عوائل كردية وتوطينها في المدنية . وقال السفير الامبركي بأن الحكومة العراقية المؤقتة ايضا تعتبر ان لمدينة كركوك وضع خاص ، وحسب ما نقلته وكالة انباء الاناضول قال السفير الاميركي ايدلمان بأن كركوك لا تعتبر جزءا من ادارة اقليم كردستان . وبأنه سوف يتم اتخاذ القرار بشأن مستقبل المدينة في وسط من الشفافية القصوى . وأكد أيدلمان ان " الاراضي التي صودرت سوف تعاد الى اصحابها الاصليين ، نحن لا نؤيد اللجوء الى القوة في تغيير ديموغرافية المدينة . " كما افاد ايدلمان بأن وجهات نظر مرشحي الرئاسة الاميركية بشأن السياسة الخارجية للولايات المتحدة متقاربة وليس بينها اختلافات كبيرة. وعن وعود كيري حول دعم مزاعم ابادة الارمن على يد الجيش العثماني قال ايدلمان بأن المرشحين في الانتخابات عادة يعطون الوعود ولكن عندما يأتون الى الرئاسة يجدون صعوبة في تحقيقها وقد تبقى على شكل وعود .