واتهمت الاحزاب العربية في كركوك الاكراد بالتلاعب وتزوير الانتخابات، وذكر الناطق باسم التجمع العربي محمد خليل ان مئات من عناصر الحرس الوطني والشرطة العراقية ادلت بأصواتها في غير مركز انتخابي، وأضاف «ان الحدود الادارية لمدينة كركوك لم تغلق كما قررت السلطات العراقية، فتسلل آلاف الناخبين الاكراد الى كركوك للادلاء بأصواتهم بعد ان كانوا ادلوا في السليمانية واربيل» واضاف «ان عشرات السيارات التابعة للقوى السياسية الكردية كانت تقل الناخبين الى غير مركز انتخابي». مؤكداً ان «النقص في استمارات التسجيل بلغ ٦٣ الفاً بالنسبة للعرب وان ٢٤ صندوقاً انتخابياً كانت قد انتزعت من مراكز الاقتراع في مدينة الحويجة بحماية اميركية». مشيراً الى ان ٢٥٠ الف ناخب كردي سمح لهم بالاقتراع دون اي مستمسكات ثبوتية. واضاف «نحن لا نستبق النتائج الا اننا نقول ان مجلس المحافظة القادم باطل قولاً وفعلاً بعد ان سمحت مراكز عدة باقتراع من هم دون سن الـ ١٨ سنة».
وقال خليل «لجأت الى القنصلية البريطانية والاميركية في كركوك لشرح الخروقات التي حصلت من قبل الاكراد بالتعاون مع محافظ كركوك عبدالرحمن مصطفى الا انهما طلبا مني عدم التدخل».
واتهم خليل المفوضية العليا للانتخابات بالتآمر والتزوير مقابل الاف الدولارات بعد سماحها لنحو ١٨٠ الف مواطن بالاقتراع علماً بأنهم لم يكونوا مسجلين في مراكز التسجيل مسبقاً».
وأنحت «الحركة الديموقراطية الآشورية» باللوم على المفوضية العليا للانتخابات والسلطة الادارية لمحافظة نينوى للتقصير وحرمان أهالي سهل نينوى، والبالغ عددهم ١٥٠ ألفاً ممن يحق لهم التصويت، من الاقتراع لأسباب لوجستية أو أمنية، وقال الناطق باسم الحركة وليم وردا ان عدم وصول صناديق الاقتراع إلى مناطق جنوب نينوى واغلاق هذه الصناديق مبكراً بحجة نفاد أوراق الاقتراع حالا دون مشاركة عدد كبير من المسيحيين والأيزيدية والشبك فضلاً عن العرب.
الى ذلك، دعا احد رجال الدين البارزين في الناصرية (٤٠٠ كلم جنوب بغداد) الحكومة المقبلة إلى انشاء وزارة خاصة بإعمار جنوب العراق بهدف تنفيذ البرامج المتعلقة بالبنية التحتية التي اصابها الضرر خلال السنوات الاخيرة.
وقال آية الله محمد باقر الناصري، في مؤتمر صحافي عقده في جامع اهل البيت في المدينة، ان العمل مطلوب لانتشال مناطق الجنوب من التخلف والاستفادة القصوى من منطقة الاهوار هناك في تنشيط السياحة ذات الجدوى الاقتصادية، مشدداً على ضرورة قيام نظام فيديرالي للمحافظات الجنوبية يحقق لها النمو المطلوب.
في اطار آخر، صرح خالد فخري الجميلي، احد وجهاء الفلوجة، أن أبناء المدينة صوتوا لصالح قائمة الرئيس غازي عجيل الياور. وأضاف ان «الذين بقوا داخل الفلوجة رفضوا التصويت لصالح قائمة رئيس الحكومة الحالية أياد علاوي».
ووصف الوضع في الفلوجة، بأنه سيئ للغاية وأن القوات الأميركية والعراقية ما زالت تمنع الاهالي من العودة الى المدينة.
وقال ان الاميركيين وحكومة علاوي يتعمدان بقاء الفلوجة على هذا الوضع السيئ لتكون المدينة درساً للمناطق الاخرى التي تعلن المقاومة والتمرد ضدهما.
واضاف: «وضع الفلوجة لم يتغير الى الافضل رغم الوعود بالتعويضات والحوار التي سبقت عمليات التصويت في الانتخابات البرلمانية أخيراً»!
جبهة تركمان العراق تطالب المبعوث العام للامم المتحدة بمراعاة خصوصية كركوك
الدكتور احمد الدليمي - كلنا شركاء
وجهت الكيانات المؤتلفة في قائمة جبهة تركمان العراق رسالة الى المبعوث العام للأمم المتحدة (اشرف قاضي) طالبته من خلالها مراعاة خصوصية محافظة كركوك لقطع الطريق أمام المحاولات التي تهدف الى تغيير ديمغرافية هذه المدينة... مشيرة في الرسالة الى ان افضل طريق لتحقيق ذلك هو التأكيد المستمر على ان يكون اشتراك الناخبين في مجلس محافظة كركوك على اساس إحصائية ١٩٥٧.
وطلبت الكيانات المنضوية في قائمة الجبهة التحقق من اسماء الناخبين في محافظة كركوك ومقارنتها بأسماء الناخبين في محافظات اربيل والسليمانية ودهوك لتفادي حصول تكرار اشتراك الناخبين من هذه المحافظات في انتخابات مجلس محافظة كركوك... وفي مؤتمر صحفي اكدت جبهة تركمان العراق انها ستشارك في الانتخابات حتى وان كانت سوريا على أمل ان تكون الانتخابات ضمانة لوطن موحد، ولبناء مجتمع ديمقراطي يتسم بالحفاظ على حقوق المواطنين اياً كانت اتجاهاتهم وميولهم وانتمائاتهم.
طالبت جبهة تركمان العراق السلطات الاميركية بإمساك العصا من الوسط في تعاطيها وتعاملها مع الحقوق المشروعة للتنوعات السكانية في محافظة كركوك كي لا تتعقد الأمور أكثر بعد الانتخابات... واتهمت الجبهة الجهات الاميركية بالخروج عن حياديتها بتأكيدها على تسجيل المستقدمين الأكراد في سجل الناخبين لأجل تغريب كفة الاحزاب الكردية في انتخابات مجلس محافظة كركوك... وقالت الجبهة ان التغيير الديموغرافي مستمر في مدينة كركوك تحت مرأى ومسمع قوات التحالف والقنصلية الاميركية في كركوك معتبرة هذه التجاوزات بمثابة هدية للاكراد على حساب التركمان والعرب؟!
واضافت الجبهة ان عدد المرحلين في كركوك من التركمان والاكراد بلغ (١١.٨٩٥) فرداً الى حين انهيار النظام، ومنذ ذلك اليوم وحتى هذه اللحظة تم استقدام ٣٠٠-٤٠٠ الف كردي الى اراضي كركوك ومن ثم تسجيل ١٧٢ الف منهم في سجل الناخبين... منتقدةً ممارسات الاحزاب الكردية التي استغلت قضية المرحلين لاستقدام مئات الالاف من الاكراد الى كركوك... ومارست ضغوطاً على المفوضية العليا للانتخابات من اجل قبول التسجيل العشوائي للمرحلين في سجل الناخبين... مما جعل رئيس الحكومة اياد علاوي يقدم تعهداً للاكراد يقضي بتشكيل هيئة عليا لتطبيق أحكام البند (٥٨) من قانون ادارة الدولة... بدون إعلام التركمان والعرب... علماً ان البند ٥٨ لا يخص المرحلين أو المستقدمين الاكراد بل يشمل التركمان ومستقبل العرب الوافدين الى كركوك.
تعليق سياسي:
يبدو ان قضية التركمان تحتاج الى معمر قذافي اخر من اجل ان تصبح هذه القضية مناراً للعالم اجمع، كما دافع عن الاكراد في مقاله الذي نشر على موقعه الالكتروني بتاريخ السادس من الشهر الجاري... القضية التركمانية أخذت هي الاخرى منحاً آخر نتيجة التشهويهات الخلقية التي طرأت عليها على يد الحكومات العراقية التي تعابقت في ظلم العراق الواحدة تلو الاخرى... ففي الأمس القريب وقف (كلنا شركاء) برعاية المشرف العام عليه الاستاذ (ايمن عبد النور) موقف المحامي الذي اخذ دور الدفاع عن هذه القضية المؤلمة التي اصبحت بين الخيال والواقع... لما تعرضت له من تزييف لحقائق التراث التركماني.
اليوم ليس فقط على موقعنا الذي يرعى القضايا القومية بل على الجميع ان لا يقفوا مكتوفي الأيدي حيال القضية التركمانية ذات الحدود والمطالب البسيطة... كون الرحم التركماني يختلف جذرياً عن الرحم الكردي الذي تركت ولادته العسيرة بعض الآلام، ومخاوف الدول التي تتعاطى مع هذا الرحم... ويعود ذلك سببه الى وجود دويلة وشعب بأكمله داخل دول المنطقة كـ(العراق- سوريا- ايران- تركيا) والأخيرة هي التي تعنى بهذه المشكلة أكثر من غيرها، والتي لم تعرف معطياتها وكيفية التعامل معها برقة وشفافية... ليس من اجل ركوب قطار (الاتحاد الاوروبي) على العكس من ذلك... بل عليها ان لا تترك ملفها الداخلي عرضة للتجريح من قبل الإسرائيليين الذين سرعان ما فرحوا بالانقسامات التي حدثت طوال العقدين الماضيين حين قاموا بتوقيع اتفاقيات أمنية وعسكرية غريبة وعجيبة مع الأتراك على حساب الاخوان الاكراد الاتراك والعراقيين... واليوم السيناريو يعيد نفسه لكن بـ(ريبورتاج) آخر؟!.. الحلف الكردي العراقي-الاسرائيلي اصبح اليوم ملموساً ولا يمكن الدفاع عنه او تبريره مثلما يخاف بعض المسؤولين العراقيين التصريح او البت في ذلك الموضوع الذي قد يسبب لهم الاحراج مع بعض اخوانهم الزعماء الاكراد الذين تقاسموا معهم كعكة الحكومة الحالية، والتي اعاد اغلب مسؤوليها العراق الى العصور الوسطى بفضل مليشياتهم التي استقدموها ومن خلال سرقتهم اثار وكنوز موطنهم؟!
الملف او القضية التركمانية لم تلقى أي قبول او ترحيب كقرينتها الكردية... وذلك يعود الى عدة اسباب منها:
اولاً: عدم تجمهر التركمان على الحدود مع الدول المجاورة قياساً بالاخوان الاكراد الذين اوثقوا خناقهم على الحدود وبالتالي ادرت عمليات التهريب التي يمتهنها معظم الاكراد أموالاً كثيرة... مع فائق احترامي للإخوان الاكراد... كون معظم سكان المناطق الحدودية يمتهنون التهريب كعائلة الشيخ الياور الرئيس العراقي الحالي... لكن هذه حقيقة مرة
لا يمكن التخلي عنها او إخفائها... بل هي بالاحرى جريمة اشترك فيها أزلام النظام وصدام الذي رفع سيفه ووزع ظلمه بالتساوي.
ثانياً: الدعم المادي الذي تلقاه زعماء هذه القضية طوال العقود الماضية... علماً ان هذا الدعم لم يكن كان مبنياً على الأسس القومية... وإنما هو مجرد اختلاف وجهات نظر تمزقت بسببها الامة وتحملت أوزارها شعوب المنطقة... ومثال ذلك الخلاف بين التيار البعثي متمثلاً بصدام والبكر، والتيار القومي بزعامة عبد الناصر وكلا الطرفين تلاعبا بالقضية الكردية من اجل الظهور في تلك الفترة بالمظهر القومي الذي يليق بكلا الطرفين... وهذا كله كان من عمل الشيطان الاكبر حسب قول الخميني (اميركا واسرائيل)... الذين اشغلا زعماء الامة بخلافات فرعية وتركوا خلف ظهورهم القضية الاساسية فلسطين.
ثالثاً: تفوق التعداد الكردي على التركماني، وتحديداً في تركيا.
هذه العوامل وغيرها جعلت منظار معظم السياسيين العرب والأجانب يميل بشكل تلقائي نحو الاكراد الأوفر حظاً في هذه المرحلة والاسوء في المراحل القادمة... لان العقد الاسرائيلي-الكردي سوف ينفرط يوماً ما... كما هو الحال مع العقد الشيعي-الكردي.
القضية التركمانية تشبه الى حد ما قضية المثلث السني الذي تدخلت فيه الأيادي الخبيثة وحولته الى ركام قد لا تعينه قدميه على الوقوف يوماً ما...
التركمان حرموا من حقوقهم... بل وجهت اليهم فوهة البندقية من قبل اكثر من جهة ليست فقط عراقية وعربية بل حتى تركمانية ايضاً... حين قامت القيادات السياسية والدينية المؤثرة والمنتمية الى احزاب وكيانات دينية بالترشيح ضمن قوائم أخرى خارج القائمة التركمانية... مثال ذلك (عباس البياتي) عضو المجلس الوطني والهيئة العليا المشرفة على الانتخابات... فهو من اصل (تركماني شيعي) جذوره مرتبطة بحزب الدعوة الإسلامي... وكذلك الحال مع مساعد وزير الخارجية (حامد البياتي) فهو الآخر تركماني الأصل جعفري المذهب... كلا الشخصيتين فضلا انتمائهم الدينية السياسية لحزب الدعوة على انتمائاتهم العرقية والإثنية؟!.. وهذا الحال ليس بالفضل مع العديد من الشخصيات (السُنية) التي فضلت المنصب والخلفية السياسية على القضية الأم (التركمان)... ونحن في حيرة اليوم ماذا دهى هذه القضية التي توالت عليها الضربات من كل حدب وصوب... فتارة من الزعيم (عبد الكريم قاسم) الذي انشأ (حي الزعيم) في كركوك التركمانية إبان عام ١٩٥٨ نتيجة دائرة الضغوط التي أحاطت به من رئيس استخباراته آنذاك، وحاشيته ووزارئه ذوي الانتماءات الشيوعية المتحالفة مع (الاكراد الطلبانيين) الذين اعتنقوا طيلة العقود الماضية (الحزب الشيوعي)... والدليل على ذلك هو العلم الكردي الذي رسم معالمه الزعيم (جلال الطلباني)... فلو تفحصنا هذا العلم لوجدنا انه يحتوي على (المطرقة والمنجل) المرسومين باللون الأحمر، والذين يرمزان إلى شعار الحزب الشيوعي؟!
كركوك ملف شائك.. ولولا نعمة الله عليها من الثروات وتحديداً النفطية لما تقرب لحدود هذه المدينة أو تم ذكرها من قبل أي شخص أو جهة حتى في (قصص الأطفال)... هذه المدينة التي تدخل الاميركان قبل الأكراد في شؤونها الداخلية حين اغتصبوا العراق وسرعان ما غيروا اسمها الحقيقي من محافظة (التأميم) الى (كركوك) وهي تسميتها القديمة... كون الاميركان لم يوافقوا على تغيير تسمية كافة المحافظات العراقية والعودة الى إطلاق التسميات القديمة عليها... سوى كركوك التي حظيت بهذا الاهتمام من الغريب قبل القريب او ابن البلد... سؤالي الى إخواننا زعماء الأكراد هو... الى متى هذا التمادي في سياستكم التي تسيير في بحر من الظلمات... التركمان وانتم قضية واحدة... وعلينا نحن العراقيون وانتم ان لا نعيد الكرة فقد لا تسلم الجرة في كل مرة... علينا ان نتقي الله في أنفسنا... ولنضع نصب اعيننا كافة الزعماء والملوك العظام الذين شهروا سيوفهم في وجه الله سبحانه وتعالى... فانظروا الى (عاد وثمود) الذي انتهت به حياته وجبروته الى الضرب بـ(المداس) من اجل شفائه... بل انظروا الى فرعون الذي قال انا ربكم فاعبدون... وانظروا الى صدام الذي لم يفعل حتى فعلتكم... رسالتي لكم هي (كلنا سنعبر جسر الموت... ولن نأخذ معنا سوى مترين من قطعة قماش بيضاء... فاين سنهرب هناك تحت التراب من سخط الباري... فهل ستقيكم مليشياتكم وامولكم وجبروتكم ومنصبكم نيران جهنم)... اليوم الاميركان والإسرائيليون أصدقائكم وغداً هم أعدائكم... اللهم اني بلغت اللهم فاشهد.