الجيش الكردى الجديد .. قوة بطش بيد الاحتلال أم مؤشر على قيام دولة كردستان
يدور التساؤل حول ماذكرته صحيفة ئه مرو (اليوم) الكرديه فى عددها الصادر بتاريخ ۲۹/٤/٢٠٠٤ من إعطاء قوات الاحتلال الضوء الأخضر للادارتين الكرديتين بتشكيل الجيش الكردى الموحد وهل يعد ذلك مؤشرا على إقتراب تنفيذ المخطط الصهيونى بتفتيت وحدة العراق وإقامة كيان إنفصالى فى شمال العراق ؟ أم أنه يدور فى إطار التجاره بالدماء الكرديه التى إعتادت القيادات الكرديه القبليه على إستخدامها فى كل المعارك ولمن يدفع أكثر؟ .
يرى الكثير من المحللين أن تشكيل الجيش الكردى الجديد الذى سوف يتم تشكيله عقب توحيد الادارتين الكرديتين فى إداره موحده يعد من إرهاصات تنفيذ المخطط الصهيونى الرامى الى تفتيت وحدة العراق إذ أن أحد أهم الأهداف للغرب وإسرائيل هى إسقاط العراق بكل ثقله المادى والبشرى وإبعاده عن خط العداء لاسرائيل وهو الهدف الذى سعت إسرائيل الى تحقيقه منذ عشرات السنين باستخدامها للورقه الكرديه كوسيله لبذر الشقاق ونشر الفتنه بين أبناء الوطن الواحد وإشاعة عدم الاستقرار فى ربوع هذا البلد . وقد وجدت إسرائيل فى القيادات القبليه الكرديه ضالتها المنشوده فعمدت ومنذ زمن بعيد الى إستقطاب تلك القيادات للعمل على تنفيذ المخططات الصهيونيه على أرض الرافدين ومن هذه القيادات الملا مصطفى البرزانى الذى لم تكن إرتباطاته بالدوائر الصهيونيه خافيه علىأحد وعمل منذ الستينات من القرن الماضى على إشعال نار الفتنه على أرض العراق وخاض معارك بلا هدف مع العرب والتركمان والكلدوآشوريين كان وقودها كل شعب العراق بكافة أطيافه ولم يستفيد منها سوى أعداء العراق وظل طوال حياته يتردد على تل أبيب لتلقى الأوامر باشعال الفتن أو للاستجمام أو للعلاج أو لاستقبال الوفود الصهيونيه الوافده لشمال العراق لتنفيذ المخطط الصهيونى . وبعد وفاة الملا البرزانى قام نجله مسعود باكمال دور والده فى التجاره بالدماء الكرديه لحساب المخطط الصهيونى الرامى الى زعزعة الاستقرار فى العراق وعمد هو وخصمه التقليدى جلال الطالبانى على التنافس ليس فقط من أجل تحصيل رسوم الجمارك أو بسط النفوذ على الأراضى بل وأيضا لتقديم فروض الولاء والطاعه لكل القوى الطامعه فى العراق بما فيها دولة العصابات الصهيونيه ومن ثم ليس مستغربا أن يعلن فى هذه الأيام عن قرب توحيد الادارتين الكرديتين المتنافستين فى إداره موحده وتشكيل الجيش الكردى الجديد بمباركه أمريكيه وصهيونيه إذ أن تشكيل هذا الجيش فى الوقت الذى قامت فيه قوات الاحتلال بتسريح وحل الجيش العراقى ليدل دلاله قاطعه على نية قوات الاحتلال فى تقسيم العراق الى كيانات صغيره بما يضمن أمن دولة العصابات الصهيونيه .
إن دور الجيش الكردى الجديد الذى أعلن عن تشكيله بعد النجاح الذى حققته قوات البشمركه الكرديه فى إستباحة دماء أهل الفلوجه العزل وما تقوم به تلك القوات الآن من قتل وحرق وتدمير لكربلاء والنجف لن يختلف عن دور عصابات البشمركه إذ من المتوقع أن يتم تدريب هذا الجيش على يد الخبراء الصهاينه ليكون أداة بطش فى يد القوى الأجنبيه وقوه ضاربه يمكن بها إحداث القلاقل فى العراق ودول الجوار وهو مايعد إستمرارا لسياسات المتاجره بدماء الشعب الكردى من أجل المصالح الضيقه لحفنه من الزعامات القبليه إعتادت على هدر الدماء الذكيه كرديه وغير كرديه فى معارك لايجنى ثمارها إلا القوى المعاديه للعراق وشعبه الأبى .