(درو المللا البرزاني فى مجزرة كركوك (٢
( شهادة الشهود والوثائق الرسميه العراقيه)
رأينا فى الوثيقه السابقه كيف حاول البارتيون الملائيون من أتباع المللا مصطفى البرزانى خلق الفتنه فى كركوك بمحاولة ضم هذا اللواء لما يسمى بمدرية معارف كردستان كى يتسنى لهم تكريد كركوك وكيف أن الزعيم ناظم الطبقجلى قائد الفرقه الثانيه فى كركوك لم يتوان عن إرسال تقريره المؤرخ ۹ / ۹/ ١٩٥٨ مفندا فيه حجج البارتيين ومنبها لخطورة الزج بلواء كركوك ضمن منطقة معارف كردستان إذ أن أكثرية سكان اللواء من التركمان والعرب وموضحا أن الأهداف الحقيقيه لحزب البرزانى هى البترول وليس غيره ، وأن البترول هو شريان الحياه بالنسبه للعراقيين وقد حرروه بدمائهم وأرواحهم ، غير أن حزب البرزانى لم يهدأ له بال واستمر فى خلق المؤامرات والفتن داخل لواء كركوك وقام بتحريض الطلاب المتطرفين من أتباع الحزب على إرسال البرقيات والعرائض إلى بغداد لإقناعها بضم لواء كركوك إلى الألويه والمناطق المقترح تشكيل مديرية معارف كردستان فيها ، ونظرا لما سببته تلك التحركات المشبوهه والاستفزازيه لحزب البرزانى من إثاره للنعرات والحزازات تحركت نقابة معلمين كركوك والمنتخبه إنتخابا حرا وبالإقتراع المباشر والتى منى فيها البارتيون المتطرفون من أتباع الملا بهزيمه ساحقه عبرت عن حجمهم الحقيقى داخل المدينه وعن عدم تمتعهم بأى وزن داخل لواء كركوك وطالبوا الزعيم بالتدخل لدى حكومة بغداد لوضع حد لعمليات الابتزاز التى يقوم بها أتباع البرزانى فاستجاب الزعيم ناظم الطبقجلى لمطلب النقابه الشرعيه والممثله لجموع المعلمين فى اللواء وكتب إلى الحاكم العسكرى العام بتاريخ ٤/ ۱/ ١٩٥٩ كتابا وبعث بصوره منه إلى مديرية الإستخبارات العسكريه جاء فيه :-
" واجهنى شخصيا أعضاء هيئة نقابة المعلمين لمدينة كركوك وأفادوا بأن الطلاب الأكراد البارتيين المتطرفين فى مدارس المدينه اخذوا يجمعون التواقيع لارسالها الى وزارة التربيه والتعليم لغرض الدعوه لتأسيس مديرية معارف كردستان ( العراق) ومركزها كركوك ، وحين أجرى التحقيق مع بعض هؤلاء الطلاب وهم من منتسبى ( ثانوية مصلى) أفادوا بأن الطلب وقع لهم من أناس فى بغداد لم يفصحوا عن أسمائهم وهم ينفذون رغبتهم وقد أوضح أعضاء النقابه بأن هذه الدعوه تقلقهم لأسباب عديده أهمها أن لواء كركوك فيه أكثريه تركمانيه وأقليه كرديه وعربيه وآثوريه وأرمنيه ، فتأسيس أو إيجاد مديرية معارف كردستان فى مركز لواء كركوك سيبعث القلق فى النفوس كما سيزيد من تفاقم موقف الأقليات هذه تجاه هذا المشروع وسيتمخض عن روح التنافس والعداء بين تلك القوميات بسبب الزامها بالخضوع إلى التنظيم الجديد المنوى بعثه وهو فرض التعليم باللغه الكرديه أو ما سيترتب على ذلك إجراءات حول نوع الثقافه التى يقتضى أن تسود المنطقه ثم أفادوا بأنهم جاؤا باسم المصلحه ووحدة التعليم ومستقبل هذا الوطن من إثارة وجود مديريه لا ينطبق وصفها فعلا على لواء أكثريته ليست كرديه ، وطلبوا الإستيضاح عن الفكره التى توحى بها الجهات المتطرفه البارتيه لجعل مركز مديرية معارف كردستان فى كركوك . ولقد وعدتهم بنقل الموضوع إلى سيادتكم لتجنب ما سينجم عن إقرار هذا المشروع من إختلاطات وإنتكاسات معقده ، وأنا أدعوكم باسم المصلحه العامه بأن يستبعد هذا المشروع وجعل مديرية معارف كركوك بمدير محايد ( عربى) ليجمع شمل قوميات اللواء والمدينه ليهدأ أهالى اللواء إلى مستقبلهم الثقافى والسياسى كما هو الحال عليه الآن .. إن التدريس باللغه العربيه هو الحل المقبول فى لواء كركوك . أما مطاليب إخواننا الأكراد فى لواءى السليمانيه وأربيل وقسم من الموصل فليس لدينا إعتراض حول تعليم وتثقيف ابنائهم بلغتهم إذ أن ذلك من حقوقهم التى كفلها الدستور المؤقت الآن وفى المستقبل بالطريقه التى تنسبها وزارة التربيه والتعليم .. هذا ما اقتضى بيانه وارجو أن ينال الموضوع من لدنكم الإهتمام . " ( توقيع : الزعيم الركن .... ناظم الطبقجلى - قائد الفرقه الثانيه)
( الوثيقه أعلاه وردت فى : موسوعة ۱٤ تموز - ثورة الشواف فى الموصل - ٣ صحيفه ٦٦ ، ٦٧ ) للعميد المتقاعد : خليل إبراهيم حسين - دار الحريه للطباعه - بغداد ١٩٨٨م
وللحديث بقيه