نعم ماأشبه اليوم بالبارحه.. وهل يختلف مايمارسه البعث الكردى الطرزانى اليوم عما كان يمارسه البعث الصدامى بالأمس القريب؟.. وهل يختلف التعريب عن التكريد؟ أوليس المستهدف فى الحالتين هو الانسان بما يحمله من قيم إنسانيه وموروث ثقافى وحضارى؟ أوليست دعاوى البعث الصدامى ونعراته العرقيه هى نفسها التى يروج لها الثنائى الطرزانى؟
إن دعاوى التعصب العرقى النرجسيه بما تحمله من دوران حول الذات و عداء للآخر وسعى لمحو هويته الثقافيه وسلبه حقوقه الانسانيه لم تعد تناسب عصرنا الراهن ومع ذلك يوجد من يروج لها فى شمال العراق بادعائه التميز والتفرد عن الآخرين..فهو صاحب الحضاره والآخرون ماهم الا أمما متوحشه..وهو صاحب الأرض والباقون غرباء..فالتركمان ماهم إلا بقايا ونفايات الدوله العثمانيه.. وأيتام أتاتورك.. وحفنه من الطورانيين.. وعملاء الميت.. وذئاب رماديه.. وطابور خامس لتركيا.. فان شاءوا أن يبقوا فى العراق فليبقوا كجاليه أجنبيه أو ليرحلوا إلى الوطن الأم ( تركيا ) أو الى أواسط آسيا حيث مرتع صبا أجدادهم هولاكو وجنكيز خان وتيمور الأعرج أما حفنة الكلدان والآشور – وآسف لتجزئة الكلمه فقد قلتها كما يقولها برزانى – فهؤلاء عملاء الغرب وعليهم الرحيل إلى الغرب.. ذلك هو فحوى الفكر النازى الفاشى الشعوبى الكردوى الذى تروج له نخب أنصاف المتعلمين فى شمال العراق وهو نفس الفكر الصدامى العفلقى الفاشى الذى كان يتردد فى جنبات هذا الوطن بالأمس القريب..فكر عفا عليه الزمان..وكنا نظن أنه مات بانتحار هتلر وشنق موسولينى وسقوط تودور جيفكوف وأسر صدام حسين ولكن يبدو أن البعض لايفهم صيرورة التاريخ إلا بعد فوات الآوان ولايدرك الحقيقه إلا بعد العثور عليه إما منتحرا أو مختبئا كالفأر فى حفره عميقه تحت الأرض.
بالأمس كنا نبكى الضحايا من الأكراد واليوم نبكى ضحايا الأكراد فقد صار ضحية الأمس سفاح اليوم ومن عانى بالأمس من التهجير والطرد والقتل صار اليوم هو الذى يهجر ويقتل ويشرد بلارحمه ولا شفقه.. فضحية الأمس إحتفى بنصره بأن ضحى بالآخرين.. وبعد أن كان مهجرا مطرودا بالأمس صار اليوم يهجر ويطرد الآخرين.. وبعد أن كان بالأمس كسيرا مهضوم الجناح مسلوب الحقوق إنقلب اليوم لصا وقاطع طريق دون أن يسأل نفسه أين لصوص الأمس؟..أين قطاع الطرق؟.. أين القتله؟.. أين الشعوبيون والنازيون والفاشيون والعروبيون والقومجيون؟ أين على حسن المجيد؟ أين صدام حسين؟ لقد ذهبوا جميعا تطاردهم اللعنات وبقيت الشعوب المقهوره مرفوعة الهامه.. ولم يفكر جوقة الفكر البعثى الكردوى فى كل هذا.. ولم يفهموا صيرورة التاريخ.. فلربما شغلتهم الغنيمه ( كركوك ) وجروا وراء اللبن الأسود (النفط ) ولم يدركوا أن غنيمتهم (نور ونار ) ولربما جروا وراء النور فأحرقتهم النار.. نعم أعماهم الطمع فلم يفكروا ويسألوا أنفسهم أين ذهب هتلر وموسولينى وتودور جيفكوف وصدام حسين وعلى الكيماوى؟ ولم يدركوا بأنهم ذهبوا وذهبت معهم أفكارهم العنصريه.. فى حين بقيت قيم الاخاء والمساواه والعدل.. فالافكار السوداء والعنصريه المقيته كالنبت الشيطانى سرعان ماتزوى وتزول.
إن مانسمع اليوم وما تتناقله وسائل الاعلام وتوثقه منظمات حقوق الانسان عن جرائم البعث الكردوى النازى الفاشى فى كركوك من تهديد وتشريد وتهجير وسرقه وقتل واغتصاب واغتيالات وقهر للمواطنين من العرب والتركمان والكلدوآثوريين ليذكرنا بفظائع المغول على تلك الأرض فى الأمس البعيد وجرائم ومآسى البعث الصدامى فى الأمس القريب بكل تداعياتها المؤلمه والمقززه ولكنها فى نفس الوقت تبعث فى نفوسنا الأمل بأن الحق لابد وأن ينتصر والليل لابد وأن ينجلى وتبزغ من بعده شمس الحريه وترتفع رايات الحق والعدل.
إن على التركمان والعرب والكلدوآثوريين أن لايستسلموا لقوى البغى ولايهنوا ولا يحزنوا وهم الأعلون بما يحملوه من قيم الانسانيه والاخاء والعدل وليتحد الجميع من أجل جعل كركوك الجميله نموذجا يحتذى للتآخى الاثنى وجسرا للتواصل بين الثقافات والشعوب والأمم وليجعلوا من تلك المدينه متعدده الأعراق والثقافات مقبرة للفكر البعثى الكردوى كما كانت بالأمس القريب مقبرة للفكر البعثى الصدامى.