دور الملا البرزاني فى مجزرة كركوك
(شهادة الشهود والوثائق الرسميه العراقيه)
(الحلقة الثالثة)
رأينا فى الوثيقه السابقه كيف قام الملا البرزانى وأتباعه من البارتيين المتطرفين بعدما خسروا إنتخابات المعلمين فى كركوك والتى جرت بالإقتراع الحر المباشر بتحريض الطلاب الموالين لهم على تقديم العرائض للحكومه فى بغداد بقصد المطالبه بضم كركوك إلى ما يسمونه بمديرية معارف كردستان المزمع إنشاؤها، وكيف أن الزعيم ناظم الطبقجلى قائد الفرقه الثانيه بكركوك قد كتب للحاكم العسكرى العام ولمديرية الاستخبارات منبها لخطورة هذا المطلب على الأوضاع داخل لواء كركوك إذ أن أكثرية سكان اللواء هم من التركمان ويليهم العرب والأكراد وأن هذا الإجراء من شأنه أن يثير الحزازات فى النفوس ويؤلب القوميات على بعضها، غير أن الأكراد المتعصبين من أتباع الملا مصطفى البرزانى لم يرضهم أن ينتصر الحق وهم الطامعون فى الإستيلاء على كركوك مدينة النفط ومستودع الثروات فأخذوا فى الضغط على عبد الكريم قاسم كى يصدر أوامره لوزارة التربيه والتعليم بضم لواء كركوك لمديريه معارف كردستان، وفى أثناء المناورات والمحاورات والمشاورات فوجىء التركمان وبقية القوميات الأخرى بعريضه يرفعها جماعه من المعلمين الأكراد المتعصبين ويساندهم فيها الشيوعيين والفوضويين ويسلمونها لقاسم مجددين مطالب الأكراد السابقه، وقد حوت العريضه من العبارات والكلمات ما يرفع قاسم لمصاف الآلهه بقصد إستمالته لمطالبهم وقد جاء نص العريضه كالتالى:-
" سيادة الزعيم الأوحـــــــــــد. .
باسم كل طفل يحتضن صورتك فيوسعها تقبيلا ويرفعها هاتفا بحياتك، باسم كل أم تهدهد مهد طفلها وتترقب خطواته الأولى وهو ينقلها بحدب وأمل وهى موقنه أنه سينقلها أكثر ثباتا فى طريق مشرق فتحه له عبد الكريم قاسم وشعب عبد الكريم قاسم، باسم كل أب يقبل على عمله والثقه والإطمئنان يملآن قلبه وهو يهتف من أعماقه ياكريم إحفظ عبد الكريم قاسم وباسم الناس الطيبين فى كركوك باسم شهدائهم فى كاور باغى، باسم نضالهم الدامى قبل الثوره وباسم نضالهم الذى مايزال متصاعدا بعد الثوره لإسناد جمهوريتهم للإلتفاف حولها وتوحيد صفوف مواطنى كركوك تحت قيادتك الرشيده.
يازعيمنـــا الأوحــــــــــــــــــــد. . . . .
وباسم المعلمين الديمقراطيين فيها يامعلمنا الأول جئنا ونحن وفد منهم نحييك ونرفع عميق ولائنا وعظيم إخلاصنا لك ولجمهوريتنا الديموقراطيه، ومعاهدينك، ومعاهدين الشعب على أننا سنبقى حراسا فادين لجمهوريتنا، مطيعين أمناء لمبادىء ثورتنا موجهين اجيالنا الطالعه توجيها وطنيا ديمقراطيا لخدمة هذه الأمه ولخدمة الإنسانيه جمعاء.
يــا ســـــيـادة الزعـــــــــــيم. .
نتجه إليك من كركوك من لوائنا الحساس الذى تتجه إليه كل أنظار العالم، إن قلوبنا معك، وإن أعيننا لاتغمض ساهره تقتفى خطواتك بإيمان وإعتزاز عظيمين، متفتحه تحصى أنفاس كل من تسول له نفسه أن يغرس شوكه تحت أقدام هذه الجمهوريه الصاعده، وإننا لمؤمنون بأن النصر لهذه الأمه الديمقراطيه وأنك أبدا اللواء الخفاق فوق رؤوس أبناءها، عشت يازعيمنا معلما وقائدا وزعيما أوحدا لهذه الأمه. عاشت جمهوريتنا حره ديمقراطيه محبه للسلام تحت قيادتك الرشيده. . عاش تضامن كل قومياتها سندا لتصاعدها الديمقراطى العظيم.
المطــــالــيب: -
١- بحث حساسية لواء كركوك من حيث أنه كان طوال سنين عديده مركزا لشركات النفط وللقنصليات الأجنبيه، وأن هذه الركائز الإستعماريه قد أوجدت لها خلال هذه المده الطويله من الإستعمار أعوانا تستخدمهم لأغراضها العدائيه.
٢- استغلت هذه الركائز الاستعماريه وجود القوميات المتعدده فى كركوك فألبست نضال الناس المخلصين للجمهوريه ضدها لباسا قوميا وهو بعيد كل البعد عن حقيقة الصراع القائم، مستغلة بذلك خدمها المخلصين لإستغلال طبقة البسطاء.
٣ - كمعلمين نرى أن من أوجب الواجبات الآنيه التخلص من مدير معارف اللواء لأنه يقف موقفا محايدا لجمع كلمة المعلمين، بل هو لما فى ماضيه من مطاعن يرى أن خلق الفرقه بين المعلمين والاستفاده من جهه معينه منهم تثبيتا لمركزه الذى لايشك أنه سيتزعزع لو توحدت وجهات نظر المعلمين فى كركوك.
٤ - دراسه لماضيه: كان رئيس لجنة التنسيق التى فصلت كثيرا من المعلمين.
٥ - وبعد الثوره مباشرة حين كان المعلمون يرفعون برقيات التأييد لمساندة الثوره وخطوات الزعيم والحكومه الجباره عمم وكيله كتابا على كافة الهيئات التعليميه يمنع جمع التواقيع، ورغم ان وفدا من العلمين الديمقراطيين قابله وبحث معه ضرورة إلغاء هذا الكتاب فقد أصر على تأييد وكيله قائلا: إنه ليس من المجامله أن الغى كتابا أصدره زميلى رغم مافى ذلك الكتاب من ضرر بالمصلحه العامه.
٦- تبيه بعض المدراء فى بداية الثوره من أن هناك بعض المعلمين الذين يبثون المبادىء الشيوعيه بين الطلاب بنفس نغمة العهد البائد ٧- إرساله على المعلمه روناك رفيق وهبى، وهى معروفه بإخلاصها للجمهوريه، وتهديدها وتوجيه إلفات نظر إليها لأنها قامت بجمع تبرعات مقدارها ١٠٣ دنانير للجيش وقد سلمتها للمسؤلين بوصل محفوظ.
٨ - تقبله للواسطه ولتأثير الآخرين بتعيين بعض المدراء غير المرغوب فيهم.
٩ - محاولته محاربة فكرة نقابة المعلمين. (هذا هو بيت القصيد)
١٠ - تحيزه ضد المعلمين الديمقراطيين (أى الأكراد البارتيين)
١١ - مسألة وقوفه ضد التعاون بين القائمتين الديمقراطيه (التى أسقطها المعلمون) والقائمه الأخرى فى الإنتخابات. "
ورغم كل عبارات التمجيد والتأليه التى ساقها أتباع البرزانى لعبد الكريم قاسم ورغم التحالف المتين بينه وبينهم ومساندتهم له فى صراعه مع القوميين وجمال عبد الناصر، إلا أنه كان يدرك تماما بأن الأكراد أقليه فى لواء كركوك وأن إجراءا من هذا القبيل من الممكن أن يفجر الصراع العرقى الدامى بين القوميات مما قد يهدد أركان حكمه المستبد، فأخذ فى المماطله والتسويف وإغماض العين عما يدور حوله وأحال الأمر لوزارة التربيه والتعليم والتى جاء ردها كالصفعه على وجوه البارتيين من أتباع البرزانى، وكان جواب الوزاره يتكون من خمس كلمات (نعلمكم أن الموضوع قيد الدرس)!!!!
(الوثيقه أعلاه وردت فى موسوعة: ١٤ تموز - ثورة الشواف فى الموصل - ٣ - للعميد المتقاعد: خليل إبراهيم حسين- دار الحريه للطباعه - بغداد ١٩٨٨ م - الصحيفه رقم ٦٨، ٦٩، ٧٠، ٧١)
وللحديث بقيه
(الحلقة الرابعة)
رأينا من مطالعة الوثائق السابقه كيف أن البارتيين من أتباع الملا مصطفى البرزانى لم يكفوا عن تآمرهم ضد التركمان وبقية القوميات القاطنه فى كركوك والذين يشكلون الغالبيه الساحقه من سكان اللواء، وكيف راحوا يرفعون العرائض ويحرضون الأتباع ويبعثون بالوفود المزيفه من المعلمين إلى بغداد بقصد حثها على ضم لواء كركوك إلى مديرية المعارف التي كانوا ينوون إقامتها فيما يسمى بإقليم كردستان، غير أن عبد الكريم قاسم لم يعرهم ثمة إهتمام لإدراكة لحقيقة الواقع الديموغرافى للواء، كما أن الأكراد لم يكونوا سوى أداه يستخدمها فى صراعه مع القوى القوميه المتعاطفه مع الجمهوريه العربيه المتحده ولإرهاب خصومه السياسيين ورأينا كيف جاء رد وزارة التربيه والتعليم على المطلب الكردى والمكون من خمس كلمات (نعلمكم أن الموضوع قيد الدرس) غير أن البرزانى وأتباعه لم يقر لهم قرار وإستمروا فى حياكة المؤامرات وتدبير المكائد ضد التركمان وبقية القوميات الأخرى وشعر الزعيم ناظم الطبقجلى بأن البرازاني يعد لمذبحه مروعه لتركمان كركوك وأن حجم المؤامره التى يقودها البرزانى وحزبه لاتستهدف التركمان وحسب بل تستهدف العراق ووحدة أراضيه وأن البرزانى لديه الإستعداد بطبعه لإبادة خصومه السياسيين وقتل كل من يقف أمام طموحاته وأحلامه كردا كانوا أم عربا أم تركمانا، ولأن المرحوم ناظم الطبقجلى كان إنسانا يقدر حجم المسئوليه الملقاه على عاتقه أمام الله وأمام الشعب ومن ثم رأى ضرورة التحرك السريع وإعداد تقرير مفصل عن الجرائم التى يسعى البرزانى وحزبه لإرتكابها بحق العراق والعراقيين وقام هذه المره برفع ذلك التقرير إلى اللواء الركن أحمد صالح العبدى الحاكم العسكرى العام ورئيس أركان الجيش، والتقرير مؤرخ ١٩ / ١ / ١٩٥٩ ومعنون: الحالة السياسيه فى منطقة مسئولية الفرقه الثانيه وقد سلم نسخه منه إلى مديرية الإستخبارات العسكريه وجاء فيه: -
" ١ - منذ إعلان تشكيل جبهة إتحاد أحزاب كردستان (الحزب الديمقراطى الكردستانى والحزب الشيوعى وحزب جبهة الاتحاد الوطنى) أخذت هذه الجماعات تعمل بصوره جديه بواسطة أعوانهم والمرشدين الذين أرسلوهم إلى الأقضيه والنواحى والقرى على بعث إقليم (كردستان العراق) ضمن الجمهوريه العراقيه، وقد ساهمت فى مثل هذه الأعمال جهات مسؤوله فى بغداد لتوجيه هذه الجبهه على التقيد بالميثاق الذى وضعوه والذى ينادون به فى نشرات هذه الأحزاب السريه واجتماعاتهم الدوريه على ضرورة اعلان ولادة إقليم كردستان وكان المنهج الذى رسموه لتحقيق هدفهم هو الإستفاده من الماده الرابعه من دستور الجمهوريه العراقيه المؤقت الذى خص العرب والأكراد كمشاركين فى هذا الوطن وهم يبغون مايلي:
أ- العمل بجديه لإقناع حكومة الجمهوريه للاعتراف بمطاليبهم القوميه ضمن منطقة كردستان التى خططوها ضمن الجمهوريه وتشمل معظم الأراضى الواقعه شرق دجله حتى خليج البصره.
ب - إعلان كردستان العراقيه فورا بموجب نص الدستور لتكون هذه الجمهوريه قاعده لضم اكراد تركيا وإيران ضمن الخارطه التى رسموها.
٢ - أن كلا الفريقين المعتدلين والمتطرفين من البارتيين مؤمن بما خططه لجمهوريتهما ومستقبلهما السياسي إن عاجلا أو آجلا بما يلى:
أ - إعتراف الجمهوريه العراقيه بالاقليم المذكور رسميا ضمن الوحده العراقيه كمرحله أولى.
ب - تأسيس مديرية معارف كردستان يكون مركزها مدينة كركوك على أن تكون الثقافه فى هذه المنطقه كرديه محضه وأن تؤسس جامعه فى كردستان لرفع الثقافه الكرديه.
ج - الإعتراف بإتحاد طلبة كردستان العراق على أن يتعاون مع إتحاد الطلبه فى الجمهوريه العراقيه.
د - المطالبه بتأليف نقابة معلمى كردستان بالرغم من وجود نقابه المعلمين المنتخبه فى كل لواء وكذا نقابة محامى وأطباء كردستان.
ه - العمل على تصنيع كردستان ورفع المستوى الثقافى والاجتماعى فى هذا الإقليم.
و - تأليف نقابات عمال كردستان بأنواعها على أن تتعاون مع نقابات عمال الجمهوريه العراقيه على أن يتركوا موضوع الدفاع والماليه والتمثيل الخارجى فى عهدة حكومة الجمهوريه ببغداد.
هذه القواعد والخطوط الأساسيه التى يتبناها متطرفوا الأكراد البارتيون ويبشرون بها فى كافة الأوساط كما ويتعاون الضباط البارتيون المتطرفون على التقيد بها.
إن جبهة أحزاب كردستان الموحده متفقه على بعث كردستان العراق وإن إختلفوا فى الأساليب، لهذا فإن كافة الأوساط فى هذه المنطقه تعمل بتوجيه من بغداد حيث يلتف ممثلو هذه الجبهه والضباط حول شخصيتهم المفضله فى الوقت الحاضر وهو (الملا مصطفى البرزاني) ومن يحف به من مثقفى كردستان البارتيين وتصدر التوجيهات مباشرة أو بصوره غير مباشره لتنفيذ خططهم السياسيه.
٣ - موقف العشائر الكرديه:
تثير جبهة إتحاد كردستان بإيعاز من التوجيهات التى تصلهم من بغداد الشكوك والريبه فى إخلاص العشائر المناوئه الى الملا مصطفى وتردنا كثير من الإستفسارات والإستيضاحات من مديرية الإستخبارات العسكريه أو عن طريق وزارة الداخليه أو مديرية الأمن العامه حول سلوك هؤلاء الرؤساء المناوئين للبارزانى، إن الشكوك التى تردنا عن طريق الجهات الرسميه والنشرات السريه التى توزع من قبل جبهة أحزاب كردستان حول الزيباريين والسورجيه والهركيين والبرادوستيين والركانيين ومن يناوىء الملا مصطفى تستهدف خلق إرهاب لرؤساء هذه العشائر بقصد مايلى:
أ - خلق نزاع مسلح بين الجيش والعشائر المناوئه للبارزانيين بقصد القضاء عليهم.
ب - أو التوصل إلى إعتقال هؤلاء الرؤساء المناوئين حتى يتاح إخضاع عشائرهم لسيطرة البارزانيين.
ج - أو فرض السيطره على العشائر ورؤسائها بالتهديد ليؤلفوا جبهه موحده لمواجهة تطورات الحركه الكرديه المتطرفه فى المستقبل (الماده ٢ أعلاه).
٤ - نود أن ننبه إلى هذه الناحيه الخطيره وتطوراتها ونوصي بالمحافظه على التوازن بين العشائر المناوئه للبارزانيين وما يريدون رسمه من خطط فى حين تقتضى سياسة الجمهوريه تطمين رؤساء العشائر المناوئه للملا مصطفى وتأمين مستقبلهم حتى نكسبهم بجانب الجمهوريه وهم ممن لم يعرف عنهم مناوئة الحكومات العراقيه بالسابق أو اللاحق أو قيامهم بثورات مسلحه ضد الجيش، لذا يقتضى الإستفاده منهم وعدم إعطاء المجال لتمييز البارزانيين عليهم بأية صورة من الصور وتوصية المتصرفين والإداريين بمعاملتهم بصوره حسنه لتأييد الفكره القائله بأن أبناء الجمهوريه هم سواء فى المعامله.
٥ - موقف بعض الضباط (البارتيون الحزبيون):
أخذ بعض الضباط الحزبيين الموجودين فى الفرقه يتحسسون بموضوع كردستان أو جمهورية كردستان فى المستقبل بصوره ظاهره ويجتمعون بالمناسبات لتطبيق الخطط الموجهه التى تصلهم من بغداد بواسطة اتصالهم الشخصي مع الملا مصطفى أو بواسطة ممثلين يرسلون من بغداد. وتشمل إجتماعاتهم الإتصال بكافة المتطرفين البارتيين من المحامين والمثقفين والمعلمين والمعلمات وإجتماعاتهم هذه أصبحت دوريه فى كل من كركوك وإربيل والسليمانيه، إن أهم مايشغل المتطرفون الحزبيون البارتيون هو الصراع الخفى والظاهر للاستئثار بلواء كركوك الذى تسكنه أكثريه تركمانيه وعشائر عربيه وأقليات عربيه مسيحيه وقد اثاروا مختلف المشاكسات والنزاعات لتشويه سمعة التركمان بإتهامهم بالطورانيه وعدم ولاءهم للجمهوريه، وقد مرت فترات عصيبه بهذا اللواء منذ الزياره الأولى للملا مصطفى إلى كركوك وما تلاه من وضع مكيده لتحرى دور أهالى كركوك بإعتبارها كانت مستودعات أسلحه وما تلا ذلك من إضطراب الأمن فى الأسبوعين الماضيين فى ألتون كوبرى وطوز خورماتو وكفرى، كل هذه تدل على تحمس المتطرفين الحزبيين للسيطره على كركوك ومواردها وتهديدهم التركمان على الهجره من اللواء، أو قبول فكرة إقليم كردستان ليكونوا فيه جزءا من الإقليم وكل هذه تؤيد دعوتهم لبعث كردستان العراق إلى الوجود.
٦ - يساهم الضباط والأشخاص المتطرفين المرفقين فى القائمه:
أ - فى الإجتماعات التى يعقدوها فى كركوك بحيث أخذت تثير شكوك أهالي كركوك لأنهم يعلمون مؤكدا أن الحزبيين البارتيين لا يضمرون لهم خيرا، ولهذا زادت مراجعتهم إلى هذه القياده وإلى الإداره المحليه لتطمينهم على مستقبلهم من هذا الصراع القومى الناشب ضدهم.
٧ - يقوم الزعيم معروف غريب من الضباط الحزبيين بالدور الرئيسى لإدارة حركة الضباط الحزبيين البارتيين فى الفرقه وقد إستطاعوا أن يكسبوا بعض ضباط الصف إلى حزبهم وإلى فكرتهم لتبشيرهم بأن لواء كركوك جزء لايتجزأ من إقليم كردستان، مما ادى إلى خلق وضع خطير ضمن بعض الوحدات التى يعمل فيها الضباط المدرجين فى القائمه المشار إليها.
٨ - موقف التركمان فى كركوك:
يشعر التركمان فى كركوك بالخطر الذي يجابهونه من تحدى الحزبيين البارتيين لهم وهم فزعين على مستقبلهم ويضعون جل ثقتهم بحكومة الجمهوريه العراقيه لضمان حياتهم ومستقبلهم. لقد حرم هؤلاء التركمان من إبداء شعورهم تجاه الجمهوريه العراقيه والظاهر أن القضيه مبيته ضدهم لطمس إسمهم وولائهم. إن هذه القياده تؤكد أن النزاع السياسى هو الذى خلق هذه الشكوك وأن اهالى كركوك التركمان يساهمون فعلا كمواطنين فى خدمة هذه الجمهوريه فى سلك الجيش والتعليم والمحاماه والطب فى سائر النشاطات الإجتماعيه، غير أن هذا لم ينقذهم من التهمه الموجهه لهم من قبل متطرفى الحزبيين البارتيين بكونهم طورانيين تنكيلا بهم.
٩ - تسأل هذه القياده ما يلي:
أ - معلومات واضحه عن السياسه الداخليه للجمهوريه فيما يخص الوعود المختلفه للأكراد الحزبيين بشأن كردستان ومطالبهم الأخرى التى يعملون لتنفيذها.
ب - منع الضباط وضباط الصف من التدخل فى الأمور السياسيه أو الحزبيه أو الإنحياز إلى المبادىء بإصدار بيان من سيادة الوزير على غرار ما صدر من تحديدات بشأن الطلبه والمقاومه الشعبيه.
ج - نقترح جعل المناصب الإداريه التاليه (فى كل من آلتون كوبرى وطوز خورماتو وكفرى) تدار من قبل موظفين عرب حياديين لأنهم عنصر الحياد بين الأكراد والأتراك الساكنين فيها: القائمقامون - مدراء النواحى - المعاونون - مدراء المدارس - الحكام.
يرجى التفضل بالعلم وانباءنا. . . التوقيع: الزعيم الركن - ناظم الطبقجلي - قائد الفرقه الثانيه.
(وردت هذه الوثيقه فى: موسوعة ١٤ تموز - ثورة الشواف فى الموصل - ٣ - تاليف العميد المتقاعد - خليل إبراهيم حسين الصحيفه رقم ٧٣، ٧٤، ٧٥، ٧٦، ٧٧، ٧٨)
- رحم الله ناظم الطبقجلى الذي كشف التآمر على التركمان والعراق وكأنه يقرأ ما سيحدث بالعراق بعد رحيله بعشرات السنين. . . . وللحديث بقيه
(الحلقة الخامسة)
رأينا من مطالعة الوثائق السابقه كيف منى الأكراد المتعصبون من أتباع الملا مصطفى البرزانى وحلفائه من الشيوعيين بهزيمه ساحقه فى إنتخابات نقابة المعلمين بكركوك وقد عبرت هذه الهزيمه عن الحجم الحقيقى للأكراد داخل المدينه، وكيف أن ذلك أثار حفيظتهم ضد التركمان ودفعهم للإسراع فى إتخاذ الخطوات الكفيله بتهميشهم وإبعادهم عن لعب أى دور في إدارة مدينة كركوك والعمل من أجل تكريد المدينة وتفريغها من سكانها الحقيقيين تمهيدا لضمها لما يسمى بكردستان ووضع الأسس الكفيله بتحقيق الإنفصال وإقامة الكيان الكردى المستقل وهو مابينه تفصيلا الزعيم ناظم الطبقجلى فى الوثيقه السابقه، ورغم أن ناظم الطبقجلى كان قد قام بفضح نوايا الأكراد من خلال تقريره الذى بعث به للحاكم العسكرى العام ولمديرية الإستخبارات إلا أن الأكراد لم يستسلموا وظلوا يحيكون المؤامره تلو الأخرى وقامو بتشكيل ما يسمى ب " وفد معلمى كركوك " لمقابلة رئيس الوزراء فى بغداد متجاوزين النقابه الشرعيه المنتخبه من جموع المعلمين، ومن سوء حظ الوفد المزيف لنقابة المعلمين أن ناظم الطبقجلى كان موجودا ببغداد عند مقابلتهم لعبد الكريم قاسم وأحاط علما بالأكاذيب التى سعى الساقطون فى الإنتخابات لدسها عند رئيس الوزراء بحقه وبحق مدير المعارف وبحق التركمان، فعاد إلى كركوك وكتب تقريرا مفصلا للحاكم العسكرى مؤرخ ١٥ / ٢ / ١٩٥٩ومعنون:(وفد نقابة معلمى كركوك) شرح فيه غايات ومرامى وإدعاءات هذا الوفد المزيف الذى لايمثل جموع المعلمين فى اللواء وجاء فيه:
١ - كنتم قد أطلعتم لدى مواجهتى وإياكم سيادة وزير الدفاع صباح يوم ٧ / ١/ ١٩٥٩فى قاعة الاجتماع حيث أثير موضوع وفد نقابة معلمى لواء كركوك الذى حيل بينه وبين مقابلة سيادته وأدخل وفد آخر غير مسئول باسم النقابه المذكوره وموافقة سيادته على مواجهة النقابه الأصليه عصر ذلك اليوم وقد نجم عن ذلك رد إعتبار النقابه الأصليه لدى هيئة معلمى كركوك وسكانها وكانت النتيجه مرضيه ومطمئنه لممثلى نقابة كركوك الحقيقيين.
٢ - لقد وقع فى يدنا نص خطاب نقابة معلمى كركوك المزيفه مع نسخه من مطالبهم بخط يد رئيس النقابه المبنيه على حقد دفين وسوء نيه ووصوليه وانتهازيه لتدركوا مدى تطاول هؤلاء على النقابه الأصليه وسلوكهم فى الوصول إلى إسماع فحيح ألسنتهم النكراء فى التجنى على الناس للايقاع بهم وبحث شئون ليس من حقهم عرضها على سيادة رئيس الوزراء ولكنهم استطاعوا أن يسمعوها له وهذه النسخه الأصليه من الخطاب والمطالب سلمت خطأ من قبل المعلمه (وفيه أبو قلام) الى الوفد الأصلى فظهرت المكيده واضحه لسيادتكم.
٣ - أود أن أبين مطالعة هذه القياده فى المطالب التى عرضت من قبل ممثلى نقابة المعلمين المزيفه حسب الترتيب لتكونوا على علم بالحقيقه:
آ - قامت قيادة الفرقه بالسيطره على كافة مرافق شركة نفط العراق وخطوط الأنابيب وعين زاله والكياره وتم ذلك بصوره كامله منذ اليوم الثالث للثوره كما سيطرنا على كافة مواصلاتها السلكيه واللاسلكيه لحماية أخطر مرفق حيوى لحياة العراق. فأين كانت نقابة المعلمين المزيفه؟
ب - إن النزاع القومى فى كركوك واضح بين الأكراد(الملائيين الحزبيين) والتركمان الذى تؤلف القوميه الأخيره أكثرية لواء كركوك، لهذا فإن الشركه إذا ساهمت أو فرض أنها ساهمت فى هذا الصراع من أجل السيطره على كركوك، قد ظهر جليا بإدعاء البارتيين الحزبيين فى ضم لواء كركوك قاطبة إلى إقليم كردستان، لهذا فإن الإنتهازيين هم الذين يخلقون هذا النزاع ويستظلون وراء الزعم القائل بأن الشركات الإستعماريه لها كل الإمكانيات لإثارة مخاوف القوميات المتعدده فى كركوك ولو كفانا الانتهازيين شر مداخلاتهم لما كان هناك إحساس بهذا الصراع الذى أعتقد أن مصدره بالأصل هو من داخل بلدنا ومن بين أبناء القوميات التى تعيش فى هذا اللواء.
ج - تتجنى نقابة المعلمين المزيفه بالتخلص من مدير معارف اللواء لإبعاده عن هذه المديريه وقد سبق لهؤلاء ولغيرهم إثارة الجهات المعنيه لنقله وهو الأستاذ نعمان بكر التكريتى الذى قام بواجبه بإخلاص وأمانه وحياد وكان عنصرا معتدلا لم يمل إلى أى جانب مستهدفا واجبه ومصلحة مديرية التعليم فى هذا اللواء، لهذا لا يروق لهم أن يبقى مثل هذا العنصر الأمين على رأس مديرية التعليم فى كركوك وتجدون فى التسلسل (٤) و (٥) والفقره (ج) مايكيلون من تهم وهذه بعيده عن الواقع لخساسة نفوسهم.
د - التسلسل (د) أشار إلى تهديد من مدير التربيه والتعليم إلى المعلمه (روناك رفيق) حول التبرعات فاوضح: أن هذه المعلمه تجمع بين تطرفها لقوميتها الكرديه البارتيه ومبداها الشيوعى لخلق جو متوتر وقيامها بمخالفات إحداها جمع تبرعات باسم الجيش دون إجازه من السلطات الإداريه ولا حتى مديرية التعليم وقد نبهت عليها هذه القياده بالإمتناع عن إتخاذ إسم الجيش وسيله للمتاجره وجمع التبرعات كما نبهنا على مديرية التربيه والتعليم أن توعز للمومأ اليها بتسليم المبالغ المتجمعه إلى الإداره المحليه لتسليمها إلى لجنة جمع التبرعات فى وزارة الدفاع. فأرجو أن تتصوروا مبلغ الكذب الذى تتحدث عنه النقابه المزيفه فى حين أن المدير لم يوجه للمعلمه أى تنبيه وهى المعلومه عن سوء معاملتها للمعلمات الأخريات فى مدينة كركوك.
٤ - الفقره (ه) من المطالب: أن ترشيح وتعيين المدراء جرى على اساس الكفاءه والخدمه والقدم ولم يبت هو نفسه فى الموضوع إلا بعد أن رجع إلى ملفات واضبارات هؤلاء فنسبوا إلى مناصبهم فى الوقت الذى تريد منه النقابه المزيفه ما لاتريده المصلحه العامه.
٥ - الفقره (و) و(ز) لقد جرى إنتخاب نقابة المعلمين فى اللواء بإشراف الهيئه التحضيريه للنقابه ومساهمة قيادة الفرقه بإرسال ممثل عنها حسب طلب الإداره المحليه وأرسلنا العقيد محمد على الكمالى مشرفا وجرى الانتخاب دون أن يتدخل مدير التربيه مطلقا كما أنه وضع ورقه بيضاء حتى يثبت عدم ميله جانب دون جانب وانتهت نتيجة الإنتخابات بفرز الأصوات وانتخاب لجنة نقابة معلمى كركوك الأصليه المنوه عنها أعلاه دون تدخل من اية جهة كانت. هذا ما اقتضى بيانه للتفضل بالإطلاع. (التوقيع: الزعيم الركن - ناظم الطبقجلى - قائد الفرقه الثانيه).
(وردت هذه الوثيقه فى موسوعة ١٤ تموز - ثورة الشواف فى الموصل - ٣، العميد المتقاعد: خليل إبراهيم حسين، صحيفه رقم ٨٠، ٨١، ٨٢، ٨٣- دار الحريه للطباعه - بغداد ١٩٨٨ م)
وهكذا فضح الزعيم الركن ناظم الطبقجلي إدعاءات الساقطين فى إنتخابات نقابة المعلمين مبينا مدى زيف وكذب هذه الإدعاءات، ومؤكدا على حقيقة كون أن البارتيين هم السبب فى إثارة النعرات القوميه وحدوث التوترات بين مختلف القوميات، لكن ترى هل بعد أن تم فضحهم وكشف زيفهم سيكفون عن التآمر وإثارة الفتن. . هذا ماستكشفه لنا الوثائق والشهادات المقبله، و للحديث بقيه
(الحلقة السادسة)
رأينا من خلال مطالعة الوثائق السابقه كيف فضح الزعيم الركن ناظم الطبقجلي مؤامرات البارتيين من أتباع الملا البرزاني وسعيهم الدؤوب من أجل إثارة الفتنه فى كركوك، وقد قرر الطبقجلى بصراحه ووضوح انه إذا كان هناك عملاء لأحد فهم هؤلاء، وإذا كانت هناك فتنه فى كركوك بين القوميات فلا أحدا غير الملائيين المتعصبين بإمكانه أن يشعل الفتن ويدبر المكائد، فهم خلف كل المصائب التى حلت بالشعب العراقى فى الموصل وفى كركوك عام ١٩٥٩، وهم أصحاب الفضل في إختراع طريقة قتل المواطنين سحلا فى الشوارع، ولديهم ماكينه إعلاميه جباره تملك مقدره فائقه على قلب الحقائق والترويج للأكاذيب، وإظهارهم فى صورة الضحايا حينما يكونوا هم الجناة.
وفى حلقة اليوم نعرض على قراء موقعكم الموقر الوثائق والشهادات المتعلقه بزيارة الملا مصطفى البرزانى لكركوك فى ٢٦ أكتوبر ١٩٥٨تلك الزياره التى أحدثت فتنه كبيره فى مدينة كركوك، وكانت إحدى مقدمات مجزرة كركوك الرهيبه، إذ كان قد وضح من مجريات الأمور خلال تلك الزياره وما صاحبها من تدفق عشرات الألوف من الأكراد المتعصبين على كركوك من كل حدب وصوب حاملين صور الملا وهاتفين " بالموت للطورانيين " و " يسقط الطورانيون " و" كركوك مدينتنا أتركوها أيها التركمان " و " يسقط التركمان عملاء تركيا، عملاء شركة النفط، تسقط الرجعيه " أن هناك محاوله مرسومه لإستفزاز التركمان وجرهم إلى الصدام، خصوصا وأن الهتافات كانت تجرى فى حضرة الملا البرزانى ولم يستنكرها ولم يأمر بمنعها، وكيف يأمر بمنعها وهو الذى سعى و يسعى لإستفزاز التركمان لأقصى درجات الإستفزاز كى يسهل جرهم لماهو مدبر لهم ؛. . لمجزرة كركوك الداميه.
وكان ناظم الطبقجلى قائد الفرقه الثانيه فى كركوك قد إختار لإقامة الملا البرزاني نادى الضباط فى كركوك لتوفير أقصى درجات الراحه والأمن للزائر وهيأ له سجلا لتسجيل اسماء زائريه، وبعد أن قضى الملا يومين فى كركوك قرر العوده إلى بغداد بالطائره وقد حدد ناظم لموكب الملا طريقا معينا محروسا من قوات الإنضباط العسكري وبعيدا عن أماكن تجمعات التركمان تجنبا للإحتكاك، ولكن الملا عز عليه ان يغادر كركوك دون أن يثير الفتنه التى ماجاء إلى كركوك إلا لإثارتها فقرر السير فى طريق آخر يمر من أمام كازينو يلدز التى يؤمها جماهير غفيره من التركمان، وأخذ الغوغاء من المتعصبين الأكراد المصاحبين لموكب الملا فى إطلاق الهتافات المعاديه للتركمان، وعادوا من المطار ومروا من أمام ذات الكازينو للمرة الثانيه حاملين الشعارات المكتوبه بعبارات العداء للتركمان، فما كان من مجموعه من شباب التركمان إلا أن هجموا على تلك الشعارات الإستفزازيه ومزقوها، وجرى صدام بين الطرفين ووقع بعض الجرحى وحصل إعتداء على بعض المحلات التجاريه التى تعود للتركمان، وفى اليوم التالى لمغادرة البرزانى كركوك حدث أن أصيب آمر الإنضباط العسكرى هدايت أرسلان، وهو من الشخصيات التركمانيه المعروفه والمحبوبه لديهم بنوبة قلبيه أودت بحياته اثناء تأديته لواجبه وقد شيعه إلى مثواه الأخير آلاف التركمان، غير أن مثيرى الفتنه لم يدعوا الأمور تمر بسلام فأشاعوا بأن المرحوم هدايت كان ضالعا فى مؤامره لإغتيال البرزانى، كما أشاعوا بأن ناظم الطبقجلى قائد الفرقه الثانيه أيضا عندما حدد طريقا معينا للبرزانى ليسلكه فى طريقه للمطار كان ينوى قتله، وأنهم ماسلكوا طريق كازينو يلدز إلا لتجنب المؤامره المزعومه، وراح صناع الفتن من أتباع الملا يشيعون تلك الأكاذيب على نطاق واسع، الأمر الذى شعر معه التركمان بالغليان من هول الأكاذيب فنظموا تظاهره إحتجاجيه إلى مقر قيادة الفرقه الثانيه، فاضطر ناظم الطبقجلي قائد الفرقه إلى قطع إجتماعه بآمرى الوحدات وخرج للمتظاهرين وخطب فيهم قائلا: " يؤسفني ماحدث يوم أمس بين أبناء البلد الواحد، وإنى سأضرب بيد من حديد كل من تسول له نفسه الإخلال بالأمن. وان ابناء الشعب شركاء فى هذا الوطن ومتساوون فى الحقوق والواجبات بغض النظر عن قومياتهم. . ". وقد تم إحتواء فتنة الملا وأتباعه بفضل جهود ناظم الطبقجلي الذى قام بتشكيل مايسمى بلجنة (التضامن الوطني) التى تألفت من مجموعه من الأكراد والتركمان، فكان من الأكراد (المحامي مكرم الطالباني والمحامي حسين البرزنجي والعقيد المتقاعد عبد القادر البرزنجي والمحامي عمر مصطفى) ومن التركمان (المحامي محمد الحاج عزت والمحامي تحسين رافت والمرحوم الرئيس الأول المتقاعد عطا خير الله والصيدلي مجيد حسن) وقد أصدرت اللجنه بيانا جرى توزيعه على نطاق واسع وإسقاطه بالطائرات وقد أدى هذا البيان إلى تهدئة الوضع وإستتباب الأمن لفتره من الوقت. . وهذا نص البيان:
(ياأهالى كركوك عربا واكرادا واتراكا وآثوريين وأرمنا. كان المستعمرون وعملاؤهم من الخونه والرجعيين يبثون سموم التفرقه والعداء بين مختلف القوميات فى وطننا الحبيب وعلى الأخص فى المناطق الحيويه الحساسه كمدينة كركوك المتكونه من قوميات متعدده، وقد استهدفوا من ذلك فصم تلك الرابطه الأخويه بين مختلف القوميات والأقليات التى عاشت متآخيه متعاونه منذ قديم. وكلما ضعفت يقظتنا تمكن العدو من النيل منا وإثارة الفتن بيننا غير أن ثورة ١٤ تموز بقيادة البطل عبد الكريم قاسم التى ساندها الشعب العراقى جميعا جاءت ضربه قاصمه للمستعمرين ومؤمراتهم ودسائسهم، فقضت نهائيا على السيطره الإستعماريه فى وطننا الحبيب وبدأت بتصفية الإقطاع. وتقوم جمهوريتنا الوطنيه بإصلاحات عميقه تهدف بذلك تأمين مصالح كافة الشعب العراقى دونما تمييز أو تفريق، لذا بدأ عملاء الإستعمار المتسترين بالعمل على عرقلة تثبيت مكاسب الثوره بكل الوسائل الحقيره الدنيئه للإساءه إلى سمعتنا، وما هذه التفرقه فى هذا الجزء من الوطن العراقى بين الأكراد والأتراك والحوادث المؤسفه التى وقعت بين أبناء البلد الواحد إلا جزء من مؤامرات عملاء الإستعمار وبإيعاز وإيحاء منهم بقصد إضعاف وحدتنا وتآخينا ويقظتنا تجاه عدونا الرئيسى الإستعمار والإقطاع.
يا جماهير كركوك لنتحد جميعا عربا وأكرادا وأتراكا وأرمنا وآثوريين لصيانة جمهوريتنا الوطنيه وتثبيت مكاسب ثورتنا المجيده وتطويرها لنكون يدا واحده نقف بالمرصاد لدسائس العدو ولنفضح عملائه المتسترين ونقبر مشاريعهم. إننا ندعوكم إلى التآخى والتآزر والهدوء والسكينه والإنصراف إلى أعمالكم الإعتياديه ومحاربة الإشاعات التى يروجها عملاء الإستعمار. عاشت جمهوريتنا الحبيبه بقيادة زعيمنا وملهمنا عبد الكريم قاسم. عاشت الأخوه بين العرب والأكراد والأتراك والأرمن والآثوريين. الموت للإستعمار وعملائه ومفرقى الصفوف.
(التوقيع: لجنة الدفاع الوطني فى منطقة كركوك)
وإذا كانت الفتنه التى صاحبت زيارة الملا البرزاني قد تم إحتواؤها بفضل حنكة الزعيم ناظم الطبقجلي فهل ياترى سيكف الملائيون من اتباع الملا البرزانى عن حياكة الفتن وتدبير المؤامرات هذا هو ما ستكشفه لنا الوثائق التى سوف نستعرضها فى الحلقات المقبله.
(هذه الوثيقه وردت فى: موسوعة ١٤ تموز - ثورة الشواف فى الموصل - ٣، العميد المتقاعد خليل إبراهيم حسين، الصحيفه رقم ١٦٦، ١٦٧ - دار الحريه للطباعه بغداد ١٩٨٨)
(الحلقة السابعة)
وما أن إنتهت زيارة الملا البرزاني إلى كركوك وغادرها إلى بغداد على نحو ما رأينا فى الحلقه السابقه حتى إنهالت البرقيات من البارتيين وحلفائهم الشيوعيين وأكثروا من المراجعات لمديرية الخطط ولمحكمة المهداوى محاولين إيهام السلطات بأن قائد الفرقه الثانيه المرحوم ناظم الطبقجلى كان قد دبر أو سعى لتدبير مؤامره لإغتيال الملا مصطفى البرزاني أثناء زيارته لمدينة كركوك فى الفتره من ٢٦/٢٨ تشرين أول ١٩٥٨ وأن أبطال حزب البارتى والحزب الشيوعى هم الذين حالوا دون تنفيذ المؤامره، ولم تكن حكومة قاسم التى تستخدم هؤلاء المأفونين لأهداف مصلحيه مؤقته فى صراعها مع القوميين العرب بالبلاهه كي تصدق تخرصات هؤلاء، إذ كانت تعلم بأن المرحوم ناظم الطبقجلى هو الذى كان قد بعث لمديرية الإستخبارات العسكريه بالإقتراح بضرورة إسكان الملا البرزانى فى نادى الضباط وتحت حماية الجيش ضمانا لسلامته، وأن ذلك الإقتراح قد جرى الموافقه عليه من قبل الحاكم العسكرى، كما أن بغداد كانت على علم تام بأن نادي الضباط الذي كان يقيم فيه الملا فى كركوك يقع على مفترق أربعة طرق ومع ذلك فإن المتطرفين البارتيين الأكراد من أتباع الملا إختاروا سلوك الطريق الذي تقع عليه كازينو يلدز التى يرتادها معظم التركمان وعن عمد لأن المقصود هو الإستفزاز وبغير إستفزاز التركمان لن تتحقق الأهداف المرجوه من زيارة الملا لكركوك.
وبينما كان ناظم الطبقجلى منهمكا فى مراقبة تصرفات الملائيين وحلفائهم من الشيوعيين تحسبا لقيامهم بإستخدام العنف ضد التركمان لتصفية مقاومتهم العنيفه ضد محاولات سيطرة الأكراد المتطرفين على لواء كركوك وإذ بإثنين من المحامين يراجعان مقر القياده وبفاصل يومين فقط بين مراجعة الأول والثاني ويدعيان بأن أهالى كركوك من التركمان سيقومون بمظاهره مسلحه زعم الأول أن الغرض منها هو إرباك الوضع داخل المدينه، فى حين قرر الثانى أن المظاهره بقصد القيام بإنقلاب مسلح، وأنه يشترك مع التركمان فيها بعض الضباط، وانهالت البرقيات الكاذبه من أتباع الملا على مقر القياده للتحذير من هذا الخطر الكاذب ومنها برقيه من حامية السليمانيه العسكريه جاء نصها كالتالي: " إستخبرنا من المدعو نورى أحمد طه بأنه فى النيه القيام بمظاهره مسلحه من قبل بعض إهالى كركوك من التركمان غدا أثناء وجود القطعات فى التدريب الصباحى، يقتضى الواجب إخباركم سواء الخبر صحيحا أم لا. (توقيع). ولم يكن المرحوم ناظم بحكم وجوده فى خضم الأحداث فى كركوك ومعرفته بمن هو الوطنى ومن المتآمر ليعير هذه التخرصات أدنى إهتمام، فقد كان على يقين بأن التركمان يسعون بشتى السبل لإبعاد المجزره التى تدبر لهم بمعرفة الملا وأتباعه وحلفائه من الشيوعيين وأن ملاذهم الوحيد هو الدوله وخصوصا الجيش وأن واجبه الإنساني والوطني وبوصفه قائدا للفرقه الثانيه بكركوك يحتم عليه إتخاذ كل مايلزم لحماية أرواح هؤلاء الأبرياء من عدوان وشيك يدبره الملا البرزاني وأتباعه، ومن ثم بادر إلى كتابة تقريرين بتاريخ ٦ / ١٢/ ١٩٥٨ رفعهما إلى مدير الاستخبارات العسكريه قال فى الأول:
" ١ - راجع هذه الدائره كل من المحامي مكرم الطالباني والعقيد المتقاعد محمود طه يوم الخميس ٤ / ١٢/ ١٩٥٨ بدعوة: أن أهالى كركوك (التركمان) سيقومون بمظاهره مسلحه لغرض إرباك الأمن وما شاكل ذلك من الدعايات البعيده عن الواقع. ولقاء هذا فهمنا بأن الأكراد المتطرفين البارتيين وأنصار السلام سيقومون بمظاهره سلميه صباح يوم ٥ / ١٢ / ١٩٥٨ ردا على محاولة أهالى كركوك. إن المحامى مكرم طالبانى ومن لف لفه من جبهة إتحاد كردستان يريدون خلق جو مكهرب لإستفزاز أهالى كركوك الذين يراقبون بالمثل جبهة إتحاد كردستان، التى يعتبرونها معاديه لهم، بسبب عزمها جعل مدينة كركوك بلده كرديه، وخلق الفزع والرعب بين التركمان، كما راجعنا المحامى محمد الحاج عزت حول السماح لجماعه من شباب كركوك بحمل إكليل من الورد ووضعه على قبر المرحوم المقدم هدايت أحمد بغية تكريم الضابط المذكور. هذا الطلب دعا أعضاء جبهة إتحاد كردستان إلى خلق مايشوه طلب جماعة المحامى المذكور. ليس هذا فقط بل أن الخبر بإحتمال وقوع مظاهرات مسلحه من قبل التركمان قد وصل إلى السليمانيه مما يدعو إلى الإعتقاد بأن هناك خطه لهذه الإستفزازات التى تقوم بها جبهة أحزاب كردستان.
٢ - إن محاولة المحامى مكرم الطالباني قد تكررت حول خلق جو متوتر، وقد سبق أن راجع سيادة متصرف كركوك فى الأسابيع الماضيه حول نفس الإدعاءات، بداعى حرصه على الأمن فى الظاهر فى الوقت الذى تؤيد الوقائع أن ليس هناك من يحاول من اهالى كركوك بصوره عامه أيه محاوله للإخلال بالأمن، وكل محاوله يقوم بها المحامى المذكور تجد صداها فى لواءى السليمانيه وأربيل، على أن هذه المحاوله لإشاعة حرب الأعصاب فى هذه المدينه لاتجد لها صدى إلا من قبل المتطرفين ومن دعاة تكريد كركوك بإعتبار أن هذه المحاوله تعتبر هدفا وطنيا تبتغيه جبهة احزاب كردستان المتطرفه.
إننا نراقب هذه المحاولات التى تتزعمها جبهة أحزاب كردستان، كما نراقب الدعايه المقابله والمحاولات المقابله التى يقوم بها بعض المتطرفين الأتراك بداعى حماية أنفسهم و هذا ماإقتضى بيانه للإطلاع. (التوقيع - الزعيم الركن - ناظم الطبقجلى)
وفي تقريره الثانى حول مراجعة المحامى عمر مصطفى الشهير ب (دبابه) كتب ناظم الطبقجلى إلى مدير الإستخبارات العسكريه مايلي:
١ - راجع هذه القياده بتاريخ ٦/ ١٢/ ١٩٥٨ المحامي عمر مصطفى (دبابه) بدعوى أن أهالى كركوك (الأتراك) سيقومون بمظاهره مسلحه وإشتراك بعض الضباط معهم لغرض الإخلال بالأمن والسكينه والقيام بإنقلاب عسكري وما شاكل من الدعايات البعيده عن الواقع. إن أعضاء جبهة إتحاد كردستان يريدون خلق جو مكهرب لإستفزاز أهالى كركوك وبث الفزع والرعب بينهم مما يدعو إلى الإعتقاد بأن هناك خطه لهذه الإستفزازات والإثارات التى تقوم بها جبهة أحزاب كردستان المتطرفه.
٢ - إن مراجعة المحامي عمر مصطفى إلينا بعد تكرار مراجعة المحامي مكرم الطالباني لسيادة متصرف كركوك فى الأسابيع الماضيه، وهذه القياده بالتاريخ أعلاه حول نفس الإدعاءات بداعى حرصه على الأمن فى الظاهر فى الوقت الذى تؤيد الوقائع أن ليس هناك من يحاول من أهالي كركوك(الأتراك) بصوره عامه الإخلال بالأمن والسكينه، كل ذلك لغرض إشاعة حرب الأعصاب فى هذه المدينه من قبل هذه الفئه.
إن هذه القياده تراقب هذه المحاولات التى تقوم بها جبهة أحزاب كردستان، كما تراقب الدعايات والمحاولات المقابله التى يقوم بها بعض المتطرفين الأتراك بداعي حماية أنفسهم.
هذا ما إقتضى بيانه للإطلاع. (الزعيم الركن - ناظم الطبقجلي - قائد الفرقه الثانيه)
إنتهى كلام الطبقجلى ولكن المؤامرات لم تنتهى وللحديث بقيه
(وردت هذه الوثائق فى: موسوعة ١٤ تموز - ثورة الشواف فى الموصل (٣) - للعميد المتقاعد خليل إبراهيم حسين الصحيفه ٢٥، ٣٠، ٣١، ٣٢، ٣٣، ٣٤ - دار الحريه للطباعه - بغداد ١٩٨٨ م)
دور الملا البرزاني فى مجزرة كركوك
(الحلقة الثامنة)
رأينا من خلال الوثائق السابقه كيف إستمر البارتيون من أتباع الملا البرزانى فى إشعال نار الفتن فى كركوك، وأنهم كلما أشعلوا فتنه ودبروا مكيده كان الطبقجلى لهم بالمرصاد، ورأينا كيف راجع المحاميان الكرديان مكرم الطالبانى وعمر مصطفى الشهير ب(دبابه) مقر قيادة الفرقه الثانيه بهدف إثارة المخاوف من قيام التركمان بإنتفاضه مسلحه بمعونة بعض الضباط بهدف إحداث قلاقل داخل مدينة كركوك والإنقلاب على نظام الحكم، وكيف أن ناظم الطبقجلى أعد تقريرين بمناسبة مراجعة هذين المحاميين لمقر القياده سخر فيهما من أسلوبهما الرخيص فى الدس والوقيعه، ولكونه أدرى الناس بالتركمان ونهجهم داخل المدينه ورغبتهم فى التعايش السلمى وإحتمائهم دائما بسلطان الدوله لدفع غوغائية وهمجية أتباع البرزانى، فقد ملأه الإحساس بأن هناك أمورا خطيره يجرى تدبيرها وأن مذبحة رهيبه لابد وأن تقع على التركمان العزل، ويبدو أن عصبة المتآمرين من أتباع البرزانى كانوا قد عزموا على تجريد التركمان من كل مقاومه وكانوا يرومون التأكد من خلو دور التركمان من اى أسلحه قد تستخدم فى مقاومة القائمين بالمجزره، وحتى يمكنهم مواجهة التركمان وهم فى وضع أعزل، وقد إستغل أتباع البرزانى وجود ناظم الطبقجلى فى بغداد فى مهمة رسميه وقاموا بإرسال وفد من قبلهم لمقابلة رئيس الوزراء عبد الكريم قاسم وعن ذلك اللقاء يقول وزير الداخليه آنذاك الزعيم الركن أحمد محمد يحيى:
" بينما كنت فى مقر القياده العامه فى وزارة الدفاع إذ بجماعه قادمه من كركوك بقيادة مفوض شرطة الغابات (مأمور مركز الغابات) وقد إرتدى ملابس أهل الشمال (الزى التقليدى الكردى)، وما أن دخل مقر الوزاره، إلا ووجه كلامه إلى الزعيم عبد الكريم قاسم قائلا أن هناك أسلحه تتكدس فى بيوت العوائل التركمانيه فى كركوك وفى دار العقيد شليمون معاون مدير العينه أنه لازال فى الخدمه مما يهدد سلامة الجمهوريه بالخطر. وما أن سمع عبد الكريم قاسم هذه الأقوال إلا ودعا مدير الخطط العسكريه العقيد الركن طه الشيخ أحمد ونقل إليه ماقاله مفوض الشرطه. وفى الحال اقترح العقيد طه إرسال هيئة تحقيق بالطائره إلى كركوك لتقوم بكبس الدور وتفتيشها. وعندئذ تدخلت (والكلام لوزير الداخليه) وقلت: إذا وما هو واجب المتصرف فى كركوك بل ماهو واجب قائد الفرقه، ولماذا تقوم اللجنه بتفتيش هذا العدد الكبير الذى تقترحه ولماذا لايقتصر على ثلاثة فقط؟ وفعلا تم إنتخاب ثلاثه أشخاص لتفتيشهم (إنتهت رواية وزير الداخليه). وكان الأشخاص الثلاثه الذين تم إختيارهم ليقع عليهم التفتيش هم إبراهيم النفطجى و المقدم عطا خيرالله والعقيد شليمون خوشابا معاون مدير العينه، والأخير ليس تركمانيا وإنما من القوميه الآشوريه وقد تعددت الأقاويل فى سبب إقحام أتباع البرزانى لإسم العقيد شليمون فى موضوع الأسلحه المخبأه فى دور التركمان، هناك رأى يرى أن الهدف من ذلك هو الربط بين التركمان وشركة النفط الإنجليزيه، فى حين أن رأيا آخر يرى بأن هناك ثأرا قديما بين الملا مصطفى البرزانى والعقيد المومأ اليه كون أنه سبق وأن أبلى بلاء حسنا فى قتال الملا البرزانى فى تمرده سنة ١٩٤٥ وحصل بمناسبة ذلك على نوط الشجاعه، وأيا كان الداعى فالمهم أن فريق التفتيش قد إنتقل من بغداد إلى كركوك بالطائره لتحقيق عنصر المباغته ولنترك الحديث لناظم الطبقجلى ليروى لنا تفاصيل ماحدث:
كانت القضيه محبوكه بدقه وكانت مكيده وكادت أن تتطور إلى حاله تنذر بالخطر وإلى مجزره لولا يقظة الفرقه. روى لي سيادة وزير الداخليه الزعيم الركن أحمد محمد يحيى قصة مستودعات الأسلحه كما يلي أنقلها بالحرف الواحد: فى عصر يوم الجمعه الموافق ٢٦ / ١٢ دخل غرفة رئيس الوزراء مدير الخطط العسكريه ومعه وفد من كركوك برئاسة مأمور مركز الغابات المفوض صديق أحمد وكان الغرض من مجيئهم عرض موضوع خطير يهم السلامه العامه حسب رأى الوفد طبعا وقد رووا بأنه قد تأكد لديهم أن التركمان أخذوا يتسلحون وأن هناك مخازن أسلحه وعتاد وعندهم قائمه بأسماء ٢٧ دارا من التركمان وقد سموا ثلاثة قرى خزنت فيها الأسلحه والمعدات وقد أثارت أقوال الوفد سيادة رئيس الوزراء فوجه كلامه لسيادة وزير الداخليه كيف يحدث كل هذا فى كركوك. فاستدرك وزير الداخليه الموقف وأبدى لسيادة رئيس الوزراء بأن له رايا فى الموضوع بعد مغادرة الوفد وحين ترك الوفد أوضح سيادة وزير الداخليه لسيادة رئيس الوزراء بأن المخربين يغالون فى روايتهم وأنهم أكثر سلاحا وأكثر عده من غيرهم. وتفاديا مما سيترتب من أمور مربكه إقترح أن تعين ثلاثة أسماء من القائمه تفتش بيوتهم على غره وحصر الموضوع بأضيق نطاق وجاءت الهيئه بالطائره فكان ماكان مما سردته أعلاه. كادت تكون هذه فتنه تقود إلى مجزره ولكن تمكنت من إحباطها. "
وعن البيوت التى فتشت ومستودعات الأسلحه التى ضبطت قال الطبقجلى:
" وكانت الأسلحه التى عثرت عليها هى كما يلي:
دار النفطجي:
عدد ١٣ سكينة مطبخ ثمانيه مستهلكه بدون قبضـــه.
عدد ١ مسدس مجازه
عدد١ بندقية صيد مجازه
عدد ٥٠٠ طلقة برنو فاسده
دار العقيد شليمون نهبت الدار وموجود الأسلحه هى:
العدد ١ سيف ضباطي ممنوح للموما إليه لخدماته الحسنه فى الجيش العدد١ قاذفة دخان وبعض قنابل الدخان المسيله للدموع حصل عليها الموما فى معارك فلسطين واحتفظ بها كذكرى كما وضع القاذفه وبعض قنابل الدخان فى غرفة الزوار للزينه وعدد من فوارغ القنابل صبغت بالألوان المختلفه وضعت أيضا فى غرفة الزوار للزينه.
دار المرحوم الرئيس الأول المتقاعد عطا خير الله:
عدد ١ مسدس مجاز بإسم المرحوم عطا خير الله.
عدد ١ مسدس مجاز بإسم أخيه المرحوم المقدم الطبيب إحسان خير الله.
جلبت هذه الأسلحه إلى مديرية الخطط وشاهدتها بنفسى فقلت لمديرها هل تستحق هذه الأسلحه كل هذا الإهتمام ومعظمها شخصيه وأكثرها مجاز. واستنتجت أن ولابد من وجود أيدى خفيه تعمل على تعكير سلامة الأمن فى كركوك خاصة. "
وهكذا أسهم البارتيون بزعامة الملا البرزانى فى الكشف عن مخازن الأسلحه التى خبأها التركمان!!!، وكانت محصلة الحمله التفتيشيه أن لايوجد بدور التركمان ثمة أسلحه يمكن بها وقاية أنفسهم وأموالهم من شر أولئك الذين يضمرون لهم الشر ويدبرون لهم المكيده تلو الأخرى، لكن ترى هل سيكف الملا البرزانى عن تدبير المكائد للتركمان؟؟؟ لو تحقق ذلك لما وقعت مجزرة كركوك الرهيبه.
وللحديث بقيه
(وردت الوثائق أعلاه فى موسوعة ١٤ تموز - ثورة الشواف فى الموصل (٣) - العميد المتقاعد خليل إبراهيم حسين - الصحيفه رقم ٥٣، ٥٤، ١٦٩ /١٧٣ - دار الحريه للطباعه - بغداد)