على أكرم كوبرولو.. لانرثيك فالرثاء لايكون إلا للأموات
أية أيام حملتك يايوم حزن وتيه وأنا أطالع بين ثنايا السطور ذلك الخبر الحزين "إستشهاد على أكرم كوبرولو" لقد كان الخبر المقتضب يقطر دما ودموع "كان فارسا لو قدر له الحياه" ولكن الحقبه الاسرائيليه كانت تأخذ فى ليلة السبت الماضى صورة " مجرم حقير " يعمل لحساب "نخاس إنفصالى" تصوب الى رأسه طلقات الموت والخلود.. قزم أحمق يداهم مكتبه ليلا بجريدة "آلتون كوبرو" ويوجه الى رأسه رصاصات الغدر والحقد الأعمى التى يعتقد من أرسلوه أنهم بها يمكن أن يسكتوا صوت العراق ويمرروا مشاريعهم التآمريه.
معذرة أيتها البشاعه.. معذرة أيها الخجل..أى إرتكاس حيوانى وصل إليه هؤلاء الأوغاد القبليين عملاء صهيون.
وأى حماقه تلك التى إقترفها وحوش البريه هؤلاء..!!!!
متى أوقفت طلقات الرصاص عجلة التاريخ؟؟؟
ومتى كان سفك الدماء الذكيه وإطلاق الرصاص على أصحاب الرأى وحملة القلم حلا لقضيه؟؟؟
وهل يعتقد هؤلاء أنه يمكن لرصاصات الغدر الصهيونيه أن تؤسس "لخيبر" مكانا على أرض العراق؟؟؟
لقد كان على أكرم كوبرولو بقلمه المتحمس يمثل أمه بأكملها تواجه باطل العالم الذى يتخفى وراء هذا القناع الانفصالى الدميم لذلك سيظل جرحه داميا فى قلوبنا لايبرأ وستظل دماؤه لاتجف وسيظل دمه الطاهر يلطخ تلك الوجوه القذره للنخاسين الانفصاليين وأسيادهم فى واشنطون وتل أبيب بالخزى والعار.
أخى على أكرم.. قبل يوم واحد من إستشهادك بعثت لى برساله رقيقه تحثنى فيها على الكتابه فى جريدتك "ألتون كوبرو" ولم تمهلك الفئه الباغيه حتى أبعث لك بأولى مقالاتى.. ثق ياصديقى أننى سأكتب كثيرا وسوف أحارب على دربك كى لاتقوم خيبرفى العراق وسوف نتصدى لعصابات صهيون وسنحرر " فاطمه من السبى " وسوف نمنع الفئة الباغيه من قتل الحسين ثانية.
أخى على أكرم.. أنا لاارثيك ياأخى فالرثاء لايكون إلا للأموات، أما أنت فباق معنا، باق فى لثغة الأطفال، فى عيونهم ودهشتهم، باق فى حنيننا لبغداد الخلافه وكركوك والسليمانيه وكل أرض العراق التى يدنسها عملاء صهيون.. أنا لاارثيك يااخى.. فقط غيابك الفذ يعذبنا.. ويعذبنى أيضا أنك صرخت من الألم وحدك.. وشربت الدمع وحدك.
أنا لاأرثيك لأننى على قناعه.. من أن رقاب هؤلاء النخاسين الأوغاد لاتصلح موطئا لقدميك الطاهرتين .. وأنا لاارثيك ولكن أعجب من أولئك الذين ملأوا الدنيا ضجيجا على ضحاياهم بالأمس القريب وراحوا يستصرخون ضمائر العالم الحر.. أين هؤلاء البغبغاوات والقرده من تلامذة الاستعمار، أين يتوارون الآن ودمك المسفوح يستدير فى الأفق هلالا من نار وهل سوف نسمع عواءهم مرة أخرى حين يأتى يوم قصاصنا ويوم انتقامنا القريب.
ماذا يبقى لنا ياأخى ونحن نسمع بنبأ إستشهادك الفذ سوى أن نسكب دمعة حزن جديده ونحن نمضى فوق جسر العذاب والألم والمخاض فى اتجاه تباشير الفرح العظيم الذى يلوح فى الأفق.