ردا على السيد تيلي أمين: كركوك عراقيه ولم تكن يوما
كرديه
كتب السيد تيلي أمين المحامى وعضو الحزب الديمقراطي الكردستانى والناشط السياسي بمحافظة دهوك مقالا فى جريدة الزمان فى عددها الصادر بتاريخ ١/٥/ ٢۰۰٤ ردا أو تعليقا على مقالى المعنون : (الصراع العرقى حول كركوك.. قضيه بحاجه للمزيد من البحث) والذى كان قد تم نشره على عدد كبير من الصفحات والصحف العراقيه والعربيه وعلى الرغم من أن مقالى لم يخرج عن حدود الدعوه لكافة الكتاب من العرب والعراقيين لبحث ودراسة الصراع العرقى حول كركوك دراسه علميه بغية الخروج بحل يقى العراق الحبيب شر الفتنه التى تسعى أطراف داخليه وخارجيه لاشعال فتيلها إلا أننى فوجئت بصدور بعض ردود الأفعال الغاضبه من بعض الأخوه الأكراد ومن بينهم السيد أمين. وعلى الرغم من قيام السيد أرشد ضياء بالرد على السيد أمين بمقال تحت عنوان : (هوية كركوك التركمانيه) على صفحة كتابات بتاريخ ١/٥/ ٢۰۰٤ أى فى يوم صدور المقال المذكور إلا أننى أرىأن رد السيد أرشد ضياء لم يشمل نقاط هامه تستحق الرد وأجد من حقى الرد عليها
ولعل من أبرز النقاط التى أثارها السيد أمين فى رده على مقالى هى قوله:
- أن مقالى قد إحتوى على عدد من التقريرات الخاطئه والفرضيات الموهومه وأننى أصدرت أحكاما قطعيه فى قضايا يجرى التحقيق فيها.
- أننى نصبت نفسى حكما فى قضايا شائكه تخص العراقيين ومستقبل وطنهم وهم – أى العراقيين – أدرى بترتيب البيت العراقى من غيرهم ولا يحق لأطراف غير عراقيه تحديد شكل هذا البيت.
- أن قضية كركوك – من وجهة نظر السيد أمين – لاتهم الأمن العربى والدولى.
- يرفض السيد أمين وصف الصراع العرقى حول كركوك ب (الصراع العرقى) ويصر على أنه (منازعه أو نزاع) وأن مايقال من أن الكرد يعتزمون إخراج العرب من كركوك مجرد هراء، ويتساءل : لماذا يصر الكاتب على وجود صراع عرقى ؟ ومن هو الطرف الذى يريد الاستئثار على كركوك منفردا حتى يمنعه المجتمع الدولى ؟
- ويرى السيد أمين أنه لايمكن إقرار أيه نسبه أو عدد للتركمان أو للكرد أو للعرب فى العراق إلا بعد إجراء التعداد السكانى العام ولكن من الواضح – حسب رأيه – أن كركوك كانت ذات أغلبيه كرديه كبيره على مدار تاريخها المعروف وماتزال كذلك.
- وينتهى السيد أمين الى أن كركوك كردستانيه ويرى أننى أدرك تماما حقيقة كردية كركوك وأحقيه الكرد بها وشرعية إعتزامهم ضمها الى إقليم كردستان بيد أننى أنساق وراء العواطف فأنكر عليهم هذا الحق وأن إعادة كركوك الى كردستان هو السبيل الوحيد للتعايش بين العرقيات المختلفه خصوصا وأن الأكراد أعربوا عن حسن النوايا بقبولهم إعادة كردستان المستقله منذ عشر سنوات الى كيان الدوله العراقيه.
تلك باختصار أهم العناصر التى حواها رد السيد أمين على مقالى المعنون (الصراع العرقى حول كركوك ..قضيه بحاجه للمزيد من البحث) والمطالع لذلك الرد يدرك ولأول وهله فساد منطقه وضعف حجته ولعل أول مايسترعى الانتباه هو ماوسم به مقالى من إحتوائه على عدد من التقريرات الخاطئه والفرضيات الموهومه مع أن المقال لم يكن سوى دعوه للكتاب والباحثين ليدلوا كل بدلوة فى قضية الصراع العرقى حول كركوك وفق محاور طرحها المقال أراها تغطى الموضوع من كافة جوانبه وأبعاده ونتائجه فلم أطرح رأيا ولم أحسم قضيه اللهم إلا إذا كان السيد أمين يرغب فى أن أقرر فى مقالى بكردستانيه كركوك كمسلمه لابد منها أو لم تعجبه المحاور المطروحه لاستشفافه أن النتيجه لن تكون فى صالح الفكر الذى يتبناه..الله يعلم.
أما عن طلب السيد أمين لى بعدم تنصيب نفسى حكما فى قضايا تخص العراقيين أو بالأحرى الدعوه الكرديه لعموم العرب بعدم التدخل فى الشأن العراقى أو الاهتمام بالعراق أو الكتابه عن العراق تلك الدعوه الصهيونيه التى روج لها الأكراد والتقطها بعض السذج من العرب العراقيين وبعض المستفيدين من (الكامب) الأنجلو أمريكى فهى بحق دعوه غريبه أتابعها باندهاش منذ أن أطلقها حفنه من الأكراد لحساب الصهيونيه الدوليه عبر وسائل الاعلام المختلفه ولا أدرى حقا كيف يمكن لأمريكى أو أوروبى أو حتى صهيوني بأن يتناول الشأن العراقى بالرأى والتحليل ويحرم من ذلك العربى مع أن عرب العراق يكونون ٨٥٪ من الشعب العراقى ومن حقى أن أسأل السيد أمين سؤالا بريئا..ترى هل منع الأخوه الأكراد العراقيين أنفسهم عن التدخل فى الشأن السورى منذ أحداث القامشلى وحتى الآن ؟ وهل كف هؤلاء عن الترويج للأفكار الانفصاليه فى القطر السورى باطلاق إسم كردستان الغربيه على منطقة الجزيره السوريه أوليس السوريون أولى بتحديد شكل البيت الداخلى أم أن الأكراد فقط لهم الحق فى التدخل فى شئون البلدان المجاوره وليس للآخرين نفس الحقوق ؟ ثم كيف يملك الأكراد الحق فى منع المراكز البحثيه والجامعات مثلا من دراسة قضية الصراع العرقى حول كركوك.. هب مثلا أننى باحث مصري ولدى الرغبه فى تسجيل أطروحه لنيل درجة الماجستير أو الدكتوراه حول تلك القضيه فهل يملك الأكراد أو غير الأكراد مصادرة حقى هذا ؟ إن الاجابه واضحه أن ليس لأحد الحق تحت أى زعم فى وقف الحركه العلميه والبحثيه ولا يخشى من منهجية البحث العلمى إلا أصحاب الحجج الضعيفه والطروحات المتهاتره المتداعيه.
أما عن قول السيد أمين بأن قضية كركوك لاتهم الأمن العربى والعالمى فقول مردود إذ أن الشأن العراقى على وجه العموم يؤثر فى الشأنين العربى والعالمى مع إختلاف الأهداف والمنطلقات لكلا الفريقين ولا يمكن الاتفاق مع ماذهب اليه السيد أمين من أن دوافع العرب للآهتمام بالصراع حول كركوك هى الطمع فى نفط كركوك إذ أن معظم البلدان العربيه منتجه للنفط ولديها الاكتفاء الذاتى والفائض للتصدير ومن ثم تسقط حجة السيد أمين بهذا الشأن وحتى تركيا التى لايمل الأكراد من التشكيك فى نواياها حول نفط كركوك باعتبارها دوله مستورده للنفط والغاز الطبيعى فانها بتدشين خط باكو – جيهان لنقل البترول من منطقة آسيا الوسطى وبحر قزوين تكون قد أمنت إحتياجاتها من النفط ولمئات السنين بعد أن ينضب نفط كركوك باعتبار أن منطقه آسيا الوسطى وحوض بحر قزوين لاتزال منطقه بكر سيحل مخزونها النفطى محل البترول العربى بعد أن ينفذ مخزونه ومن ثم تسقط أيضا الدعاوى الكرديه بالتشكيك فى النوايا التركيه. صحيح أن الولايات المتحده الأمريكيه وبلدان أوربا تهتم بقضية الصراع العرقى حول كركوك بهدف تأمين منابع النفط وهو أمر يتفق والمنطق إذ لايوجد لتلك البلدان ثمة روابط عرقيه أو ثقافيه أو دينيه أو حتى جوار جغرافى مع المنطقه ومن ثم فان إهتمامها بالصراع العرقى حول كركوك لدواعى مصلحيه صرفه بعكس البلدان العربيه وتركيا وإيران التى تهتم بهذا الصراع لتأثيره على أمن تلك البلدان الداخلى ولوجود الروابط المذكوره سلفا بين شعوب المنطقه فضلا عن الجوار الجغرافى ومن هنا يتضح فساد ماذهب اليه السيد أمين من عدم أهميه الصراع العرقى حول كركوك عربيا ودوليا.
أما عن رفض السيد أمين لوصف الصراع حول كركوك (بالصراع العرقى) وقوله أن الأصوب هو وصفه ب (المنازعه أو النزاع) فهو حقا أمر غريب إذ أن ما يجرى فى كركوك هو صراع عرقيات وهو الذائع فى مختلف وسائل الاعلام المرئيه والمسموعه والمقروءه اللهم الا إذا كان السيد أمين يقصد أمرا آخر وهو أن النزاع حول كركوك هو نزاع دولى بين دولتين دولة العراق ودولة كردستان ومن ثم يحتاج فى حله الى آليات فض النزاع بين الدول التى وضعتها الأمم المتحده !!!. أما عن قول السيد أمين أن مايقال من أن الكرد يعتزمون إخراج العرب من كركوك مجرد هراء فهو حقا قول غريب إذ أن الكرد ومنذ سقوط كركوك فى أيديهم فى ۱۰/٤/٢٠٠٣ وهم ماضون فى خطة تطهير كركوك من العرب وغير العرب وجاء بالاحصائيات الموثقه منذ عدة أشهر بأن عدد العرب الذين طردهم الأكراد من كركوك يربو على المائة ألف وعلى السيد أمين أن يطالع بيان منظمة هيومن رايتس ووتش الصادر فى 15 أبريل / نيسان 2003 ليقف بنفسه على قدر الجرائم التى إرتكبها الأكراد بحق قبيلة (الشمر) العربيه وغيرها من القبائل العربيه القاطنه ضواحى كركوك.
أما عن قولك لماذا يصر الكاتب على وجود صراع عرقى ؟ ومن هو الطرف الذى يريد الاستئثار على كركوك منفردا حتى يمنعه المجتمع الدولى ؟
فالاجابه على الشطر الأول من السؤال واضحه للعيان وما يحدث فى كركوك هو صراع عرقى للاستيلاء على المدينه. أما الشطر الثانى وهو من الطرف الذى يريد الاستئثار على كركوك منفردا حتى يمنعه المجتمع الدولى أقول لك بمنتهى الثقه والصراحه... الأكـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــراد.
إذ أن الأكراد هم الذين أشعلوا نار الفتنه فى كركوك ليس فقط من اليوم بل ومنذ أمد بعيد ولاأدرى هل سمعت عن مذبحة (كركوك) التى جرت أحداثها فى يوليو / تموز 1959 وما صاحبها من أعمال بربريه (قتل، سحل، تعليق الجثث على الأشجار) أم لا وأظن أن كل عراقى يعلم من الضحيه ومن الجانى ؟؟؟؟؟ كما أن الفتنه أطلت برأسها باعلان الملا مصطفى البرزاني لشعاره المعروف (كردستان مع النفط) وإعلانه الثاني (كركوك كرديه ولو عاش فيها كردى واحد)..تخيل ولو بكردى واحد !!!
كما أن الأكراد هم الذين أشعلوا نار الفتنه المستعره الآن فى كركوك بسعيهم الدؤوب من أجل تغيير الواقع الديموغرافي للمدينه وحرقهم للطابو وإستجلاب الأكراد من العمق الشمالى بل ومن تركيا وإيران وإعادة توطينهم فى كركوك. ناهيك عن تغيير أسماء الشوارع وتكريد الادارات والمصالح وتكريد التعليم والشرطه والاعلام وسياسة الاغتيالات والتهديد والترويع لكافة الفعاليات السياسيه المناوئه للأطماع الكرديه بل ووصل الأمر الى التعاون مع الموساد فى تصفية العلماء والعقول العراقيه عن طريق فرقة الاغتيالات المكونه من 900 فرد وهم يتزيون بالزى الكردى ويقيمون فى بنايه يعرفها كل كركوكى فى شارع العدنانيه خلف محافظة كركوك. فهل تريد أكثر من ذلك تفصيلا .. إن أردت زدناك !!!
أما عن قول السيد أمين بعدم الاستطاعه حاليا بتقرير نسبة أو عدد التركمان أو الكرد أو العرب فى العراق إلا بعد التعداد السكانى العام فقوله صحيح ذلك أن الحكومات العربيه المتعاقبه كانت منحازه إنحيازا سافرا للأكراد فلم تعترف سوى بالأكراد فقط كشركاء للعرب بدءا من الدستور العراقى الصادر عام 1957 وحتى الدستور الانتقالى الحالى كما أن المتبع فى الاحصاءات السكانيه السابقه أن يحصر غير العرب والكرد فى خانة هذا أو ذاك ومن ثم فان أعداد العرب والأكراد لم تكن حقيقيه لدخول القوميات الأخرى فى هذه الخانه أو تلك. بيد أنني أختلف مع السيد أمين فى قوله (لكن الواضح كركوك كانت ذات أغلبيه كرديه كبيره على إمتداد تاريخها المعروف وما تزال كذلك) إذ أن الرجل أوقع نفسه فى تناقض إذ كيف يقرر فى السطر السابق بتعذر إيجاد تعداد حقيقى للعرب والكرد والتركمان وغيرهم إلا بعد إجراء التعداد السكاني العام ثم يعود ويقرر بأن غالبية سكان كركوك من الأكراد فضلا عن أن هذا الزعم لم يقل به أحد إذ الثابت أن كركوك مدينه عراقيه ذات خصوصيه تركمانيه وقد أقر بتلك الحقيقه طارق عزيز فى كتاب (رجل وقضيه) ويشهد على ذلك الآثار التركيه وشواهد القبور واللغه التركمانيه السائده فى الشارع الكركوكى وأسماء الشوارع والمدارس والصحف إذ أن أول صحيفه صدرت فى كركوك مطلع القرن العشرين كانت بالتركمانيه والأهم من ذلك الفن والثقافه والخوريات ويكفى أن أذكر لك وأنت كردى أن أشهر المغنين للخوريات كانوا من الأكراد وقد غنوا الخوريات بالتركمانيه.. وقد تسأل عن السبب فى ذلك ؟
أجيبك ببساطه لأن أغلب السميعه (أقصد جمهور المستمعين) تركمانا وإلا ما الدافع الذى يجعل المغنى الكردى يتعلم ويتغنى بالتركمانيه كما أن أشهر شعراء اللغه التركمانيه كانوا أكرادا لذلك السبب أيضا.. لذلك أقول لك وبمنتهى الثقه أن كركوك مدينه عراقيه ذات خصوصيه تركمانيه وبشهادة الجميع حتى الأكراد منهم.
أما عن قولك بكردستانية كركوك فهو قول فيه مغالطه إذ ماذا تقصد (بالكردستانيه) وهل هى جنسيه أو دوله حتى يمكن نسبة كركوك إليها وإذا كان الثابت أن الأكراد لم تقام لهم دوله موحده على مدار تاريخهم بل حكمتهم إمارات وعشائر كرديه متصارعه ومن ثم يتضح خطأ المقوله القائله بكردستانية كركوك أضف الى ذلك أن وجود الأكراد بمنطقة كركوك وشمال العراق هو وجود حديث نسبيا بالمقارنه مع غيرهم من العرقيات الأخرى إذ الثابت أن الأكراد وفدوا من جبال زاجروس الى المنطقه فى الأزمنه المتأخره وأما حكاية الانتماء الكردى للميديين أو غيرهم فهى مجرد فرضيه لم تثبت بعد ولم يقم الدليل عليها وهى تشبه تماما إدعاء أتراك الأناضول بالانتماء للحيثيين إذ تظل فى إطار الفرضيه الغير مستنده الى العلم.
أضف الى ذلك أن شمال العراق الذى غير الأكراد مسماه من الجزيره الى كردستان ومنذ مده ليست بالبعيده لم يكن إقليما كرديا خالصا الغلبه فيه للأكراد إذ أن هناك ملايين المواطنين من عرب وتركمان وكلدو آشوريين وأرمن يقطنون المنطقه ولولا سياسة التطهير العرقى التى إتبعها الأكراد منذ قدومهم للمنطقه لكان الأكراد أقليه لاتذكر فى شمال العراق وقد إستمرت سياسة التطهير العرقى الكرديه بحق الأقليات الأخرى – خصوصا غير المسلمه - تجرى على قدم وساق، وفى العصر الحديث كانت تجرى بالتنسيق مع الحكومات العربيه أو منفرده أو بسبب الصراع العربى / الكردى أو الصراع الكردى / الكردى فسياسة التعريب تزامن معها أيضا عمليات تكريد واسعه للعرقيات غير الكرديه ومنذ مطلع القرن العشرين وللآن تم تكريد مناطق كلدو آثوريه تكريدا تاما فى زاخو والعماريه وعقرا وبراورى بالا واردان ونوهدرا وذلك بتفريغ تلك المناطق من سكانها الأصليين كما إرتكب الأكراد عدد كبير من المذابح ضد تلك القوميه منها على سبيل المثال لاالحصر مذبحة (سميل ۱۹٣٣) بمنطقة دهوك وما طال القوميات الغير كرديه من جراء القتال عقب ثورة الأكراد عام 1961 وعقب الخلاف الطرزانى 1996 من فرض سياسة التجويع والحصار على مناطق بأكملها مما دفع بسكانها من غير الأكراد الى ترك ديارهم غنيمه للأكراد.
ويكفى أن نذكر أن ضحايا الكلدوآثوريين فى مذبحة صوريا بمفردها بلغ عدة آلاف فى حين هاجر عقب هذه المذبحه الى سوريا (منطقة الخابور) نحو عشرة آلاف آشوري وصل عددهم حاليا الى مائة ألف. كما تسبب الصراع الكردى /العربى فى هجرة نحو نصف مليون آشوري يقيمون فى بغداد بعد أن هجروا مناطقهم فى شمال العراق فضلا عن نصف مليون آخرين يقيمون فى الولايات المتحده الأمريكيه ولو تمكن المهجرين من العوده الى ديارهم فى شمال العراق لتجاوز عدد الكلدو آثوريون المليون ونصف نسمه. أضف الى ذلك أن التركمان الذين تعرضوا للعديد من المذابح وذاقوا مرارة التهجير على يد العرب تاره وعلى يد الأكراد تارة أخرى لديهم عدد كبير جدا من المهجرين فى شتى بقاع الأرض ولم يعد من هؤلاء إلا خمسة عشر ألف أعيدوا لكركوك وهناك نيه لاعادة مايقرب من نصف مليون تركمانى لمنطقة كركوك وضواحيها فقط ولو عاد التركمان والكلدواثوريون والأرمن الى مناطق سكناهم فى شمال العراق لصار الأكراد أقليه هناك وصارت كردستان إسما على غير مسمى.
ولا أدري من أين استقى السيد أمين إدراكى التام بحقيقة كركوك وأحقية الكرد وشرعية إعتزامهم ضمها إلى إقليم كردستان العراق فأنا لم أفصح أبدا عن ذلك فىأى من كتاباتى بل على العكس من ذلك فأنا على قناعه تامه بأن كركوك مدينه عراقيه ذات خصوصيه تركمانيه ظاهره للعيان وأن الكرد يسعون بشتى السبل لتغيير تلك الحقيقه وأن الدافع الى ذلك هو دافع إقتصادى صرف إذ بغير كركوك لن تقوم للأكراد دوله ويعلم الجميع أن موضوع الدوله هو الشغل الشاغل للأكراد وإن كان مؤجلا الآن لأسباب تكتيكيه ومن لايصدق فعليه أن يراجع تصريحات البرزانى وفرهاد عونى ونجيرفان البرزانى أو تصريحات قادة حركة الاستفتاء ليقف على الحقيقه بلا روتوش واضحه للعيان.
والعجيب فى الأمر هو قول السيد أمين بأن (الكرد قد إختاروا إعادة كردستان المستقله منذ عشر سنوات) الى كيان الدوله العراقيه ولا أدري متى إستقلت كردستان ومتى تحول الحكم الذاتى الى إستقلال تام فكردستان كانت وستظل جزء من العراق العزيز الموحد وستذهب أحلام الانفصال الصهيونيه أدراج الرياح لأنها أحلام غير واقعيه يغذيها أعداء العراق وشعبه ولا تراعى الظرف المحلى والاقليمى والدولى لذلك ستظل سرابا يداعب أحلام مروجيها.
وختاما أؤكد على حقيقة أن (الصراع العرقى حول كركوك... قضيه بحاجه للمزيد من البحث) وأدعو مرة أخرى كافة الباحثين عن الحقيقه والمتجردين من الأهواء لعمل بحوث رصينه وموثقه فى المحاور التى سبق وأن طرحتها فى مقالى المشار إليه فنحن أحوج مانكون الى بحوث علميه موضوعيه فى شأن تلك القضيه.. دعك من البحوث الدولاريه كتلك التى جرت فى إربيل فى إبريل /نيسان ٢٠٠۱ تحت عنوان (كركوك كرديه حتى ولو بقى فيها كردى واحد) برعاية نيجرفان البرزانى وبإشراف جوهر نامق الأمين العام للمكتب السياسي للحزب الديموقراطي الكردستانى فالبحوث الموجهه لايمكن أن تثمر عن نتيجه صحيحه تتفق والعقل والمنطق أو يمكن وصفها بالعلميه بل ستثمر فقط عن تطويع العلم لخدمة الأغراض التوسعيه والانفصاليه.