|
عطا ترزي باشي يؤرخ تاريخ الطباعة والصحافة في كركوك
نصرت مردان;
|
يعتبر الباحث التركماني القدير الأستاذ عطا ترزي باشي، مؤرخا رائدا في الكتابة عن تاريخ الصحافة في كركوك. حيث كتب اولى مقالاته " الصحافة عندنا" في صحيفة (الشورى) بتاريخ ۲۲/۱۱/۱٩٤٧، تبع ذلك سلسلة من المقالات التي نشرها بعنوان (تاريخ الصحافة في كركوك) المنشورة بجريدة(كركوك) في تموز ۱٩٥۲. كما أتبعها بمقالات (في تاريخ الرقابة على الصحف)والتي نشرها بمجلة (الحديث) السورية في ۱٩٥٩، تاريخ الطباعة في كركوك، مجلة(الثقافة الجديدة) في ۱/۱۲/۱٩٦۲، تاريخ الصحافة في كركوك، مجلة (المكتبة) في عددي كانون الثاني، شباط ۱٩٦٣. مطبوعات كركوك القديمة، مجلة (المكتبة)عدد حزيران ۱٩٦٣، تاريخ الطباعة في كركوك، مجلة(الإخاء ـ قارداشلق) التي كانت تصدر ببغداد باللغتين العربية والتركمانية في عددي شباط وآذار ۱٩٦۱.
كما شارك ترزي باشي، في إصدار العديد من الصحف والإصدارات بمدينة كركوك. حيث تولى رئاسة تحرير مجلة (الثقافة الجديدة) التي نشر في عددها الصادر في ۱/٥/۱٩٥٤ مقالا عن (تاريخ الصحافة في كركوك(.
كما تولى لفترة من الوقت رئاسة تحرير جريدة (آفاق) الاسبوعية باللغتين العربية والتركمانية، و نشر فيها دراسة بعنوان (المطبوعات الدورية). وشارك أيضا في إصدار جريدة (البشير) باللغتين العربية والتركمانية أيضا.
ويذكر ترزي باشي في مقدمة كتابه، أن مساهماته في تحرير بعض الصحف، كان بهدف التعريف بالثقافة التركمانية في العراق، ورغم المصاعب التي واجهها في طريقه الطويل، فهو يعد بحق رائد الباحثين الذين تناولوا تاريخ الصحافة في فترات تاريخية مختلفة، الذين نهلوا من ينابيعه، وأصبحت مصادره الدراسية، مصدرا مهما بل من أهم مصادرهم في دراسة تاريخ الصحافة والمطبوعات في كركوك. وقد استطاع بحق أن يملأ الفراغ في هذا المجال ويرفد الباحثين بمصادر نادرة. وهو في كتابه المهم (تاريخ الصحافة والمطبوعات في كركوك) الصادر بجزئيه الأول والثاني في عام ۲٠٠۱، لا يكتفي بسرد معلومات هامة عن الصحف الصادرة في تلك الفترة، بل يعرف الكتب النادرة التي طبعت في كركوك، اثناء الحرب العالمية الثانية، أما الكتب الحديثة فيكتفي بإدراج المعلومات عنها، مشيرا إلى تاريخ طبع كل كتاب واللغة التي طبع بها وعدد صفحاتها. وقد درس الصحف والمطبوعات في كركوك وفي عهود تاريخية معينة، العثمانية، وفترة الاحتلال البريطاني، وفترة العهد الملكي والعهد الجمهوري حتى عام ۱٩٨٥.
يشير الأستاذ ترزي باشي، أن أول مطبعة تعمل بالبخار وصلت إلى بغداد، في عهد الوالي العثماني مدحت باشا عام ۱٨٦٩، حيث صدرت بعدها جريدة (الزوراء) باللغتين العربية والتركية. قبل صدور الصحف بمدية كركوك، كان ادباؤها ومثقفوها يكتبون في بعض الصف الصادرة في الموصل مثل (جنبه باز ـ الثرثار) و(زهور) و(بين النهرين) في بغداد، إضافة إلى (إيقاظ) و(تهذيب) و(يني فيض ـ الفيض الجديد) الصادرة في البصرة.
المطابع في العهد العثماني
كانت كركوك تعرف باسم(شهرزور) التي تم تغيير اسمها إلى كركوك في ۱٨٩۲ تابعة لولاية بغداد، ويعود تأسيس أول مطبعة إلى ۱٨٧٩، وهو التاريخ الذي أصبحت فيه تابعة إلى ولاية الموصل. وقد بقيت كركوك مركزا للولاية لمدة أربع سنوات، حيث تم بعدها اختيار الموصل مجددا مركزا للولاية.
وهذه الحقيقة التي يوردها ترزي باشي، في كتابه غائبة عن العديد من المؤرخين، فقد اختار الوالي فيضي باشا والي الموصل، كركوك مركزا للولاية. وقد عبر الشاعر صافي في قصيدة له:
اختار اليوم والي الموصل، كركوك
مركزا، وأشاع الفرح في النفوس
يذكر ترزي باشي أن مطبعة(ولايت) هي أول مطبعة دخلت كركوك عام ۱٨٧٩، حيث كانت تقوم بطبع الأوراق الرسمية والجداول والوصولات وغيرها من الأوراق الرسمية. كما قام عون الله عوني الذي عمل ٥ سنوات كمتصرف للواء كركوك، بشراء مطبعة لمدرسة الصنائع (صنايع مكتبي مطبعه سي) بمبلغ ۱٥٠٠ ليرة ذهبية، وتم تكليف مدير المدرسة بهجت افندي بالمهمة.
قبل صدور الصحف في كركوك، كانت ثمة نشرة مؤلفة من صفحة واحدة تدعى (زورنال) تنشر بانتظام البيانات الرسمية التي كانت تعلق قبلها في مبنى بلدية كركوك. ويذكر الشاعر والكاتب التركي المعروف (أحمد حمدي طانبنار) الذي عاش صباه في كركوك عن النشرة المذكورة((. . كانت البيانات الرسمية، تختصر المآسي على جبهات القتال بجملة واحدة " الاستقرار مستتب في كافة الجبهات "
يؤكد الأستاذ ترزي باشي، أن جريدة (حوادث) هي أول جريدة تركمانية صدرت في كركوك في ۲٤ شباط ۱٩۱۱، أصدرها أحمد قدسي زاده الذي يعتبر رائد الصحافة التركمانية في العراق. وتعتبر أعدادها بمثابة موسوعة مهمة يمكن الرجوع إليها لدراسة كركوك ثقافيا واجتماعيا في تلك الفترة. وقد استمرت بالصدور سبع سنوات حتى توقفت عن الصدور عند احتلال القوات البريطانية، مدينة كركوك ۱٩۱٨. وكانت تتضمن افتتاحية ومواد ثقافية وأدبية، إضافة إلى الإعلانات التي كانت تعلق قبل صدور الجريدة في مبنى البلدية.
كما صدرت في كركوك مجلة (معارف) النصف الشهرية باللغة التركمانية في ۲٤ نيسان ۱٩۱٣. وكانت مجلة أدبية ثقافية، أشرف على تحريرها أحمد مدني قدسي زاده. وكان سعر النسخة من الجريدة بـ (۱٥)بارة والاشتراك السنوي بعشرة قروش. وقد ورد في افتتاحية العدد الأول إن الهدف من إصدار المجلة، هو تأمين المستقبل المشرق للأجيال الحالية والقادمة. ورحبت الصحف العراقية الصادرة آنذاك بصدور المجلة، ومنها جريدة (المصباح) التي كانت تصدر بالعربية والتركية في البصرة.
كما صدرت مجلة (كوكب المعارف) في ۱٩۱٥، وكانت مجلة تعني بالأدب والثقافة، بإشراف الشاعر عرفي وساهم في تحريرها نخبة من الكتاب والمثقفين مثل، مصطفى اليعقوبي وفتحي صفوت قيردار والشاعر هجري ده ده. لم تطبع المجلات المذكورة أعلاه في (صنايع مطبعه سي) فحسب، بل طبع فيها العديد من الكتب من دواوين شعرية مثل (مأتم) للشاعر نسيمي زاده خلوصي، وكتب عن النحو العربي والتركي والفارسي و كتب عن الرياضة مثل كتاب (تربيه بدنيه ومكتب اويونلرى ـ التربية البدنية والألعاب المدرسية) لفتحي صفوت. أما مطبعة (حوادث) التي اقتناها في بداية الحرب العالمية الأولى محمد قدسي زاده، وهو شقيق رائد الصحافة التركمانية أحمد مدني، بعد انسحاب العثمانيين من كركوك في ۱٩۱٨، فقد قامت بلدية كركوك بـاستئجارها في ۱٩۱٩ ثم بادرت إلى شرائها في ۱٩۲٠، حيث تحول اسمها إلى مطبعة البلدية (بلدية مطبعه سى)، وقامت القوات البريطانية بطبع جريدة النجمة فيها. في عام ۱٩۲٧ توقفت المطبعة عن العمل، وهي لا تزال موجودة في مبنى بلدية كركوك. لم يصدر منها إلا ديوان واحد للشاعر هجري ده ده.
المطبعة والمطبوعات في فترة الاحتلال البريطاني
احتل الإنكليز كركوك أول مرة في ۲٤ مايس ۱٩۱٨ ثم انسحبوا منها بعد ۱٨ يوما. انسحب العثمانيون ثانية وبصورة نهائية في ٩ تشرين الثاني ۱٩۱٨. حيث أصدرت القوات المحتلة صحيفة (نجمة) التي ورد في عددها الأول بأنها صحيفة رسمية، وكانت بمثابة صحيفة سياسية موالية لسياسة الاحتلال البريطاني. صدر عددها الأول في ۱٥/۱۲/۱٩۱٨ صدرت باللغة العربية أولا ثم أصبحت تصدر باللغة التركمانية، وسميت (جمة) بعد حذف أداة التعريف العربية. تولى رئاسة تحريرها سعدي أفندي، وقد تحول مبنى مدرسة ظفر الابتدائية إلى مبنى لإدارة الجريدة، بينما كان يتولى مدير المدرسة المسيحي التركماني (من مسيحيي القلعة) شكري عبدالأحد، كما كان يشرف على تحريرها الشاعر التركماني المعروف رشيد عاكف الهرمزي الذي كان يوقع اسمه بحرفي ر. ع خشية من انتقام أهالي المدينة المعارضين للاحتلال البريطاني. وقد قاطع أهالي المدينة هذه الجريدة. التي صدر ۲٤۱ عددا منها بانتظام. حيث بدأت بعد العدد ۲٤۲ بالصدور ثلاث مرات اسبوعيا ولمدة ثماني سنوات حتى ۱٥/۱٠/۱٩۲٦. حيث تم تغيير اسمها بعد هذا التاريخ إلى (كركوك). وكان ثمن النسخة أربعة فلوس والاشتراك السنوي ۱٥٠ فلسا.
كما صدرت في هذه الفترة جريدة (تجدد) الاسبوعية التي صدر عددها الأول في ۲٠ تشرين الثاني ۱٩۲٠. وقد صدرت الجريدة لملء الفراغ الذي تركته جريدة (حوادث) بعد إغلاقها إلا أنها توقفت عن الصدور بعد صدور أربعة أعداد منها، بسبب الخلافات بين أعضاء هيئة التحرير. وكان صاحبها احمد مدني ومديرها المسؤول الدكتور حمدي آوجي.
مطابع كركوك في العهد الملكي
ويشير الأستاذ عطا ترزي باشي في كتابه الهام إلى أهم المطابع في كركوك وهي:
ـ مطبعة البلدية، وهي مطبعة الحوادث القديمة، طبع فيها ٣٩ عددا من جريدة كركوك.
ـ مطبعة البلدية القديمة: تم شراءها من انكلترة، كانت تعمل باليد وقد تم طبع العدد ٤٠٠ من أعداد جريدة كركوك، وظلت تطبع أعداد الجريدة حتى عام ۱٩٥٩. ولا تزال المطبعة موجودة في مبنى البلدية.
ـ مطبعة التتويج (تتويج مطبعه سى)، تم شراؤها في نيسان من ألمانيا في نيسان ۱٩٥٣، وقد تم تغيير اسمها بعد إعلان الجمهورية إلى مطبعة كركوك، ولا تزال كذلك حتى اليوم. تم طبع عدد من الكتب في هذه المطبعة مثل (مختصر تاريخ كنيسة الشرقية النسطورية)، وباكورة الشاعر فاضل العزاوي الشعرية (أساطير خالدة) المؤلف من ۲٨ صفحة في ۱٩٥٦، وكتاب (ماذا في كركوك) لفهمي عرب آغا إضافة إلى العديد من الكتب. كما تم طبع معظم أعداد جريدة (آفاق) الصادرة بالعربية والتركمانية في ٨/٥/۱٩٥٤، إضافة إلى جميع أعداد جريدة (بشير) باللغة العربية والتركمانية في ۲٣/٩/۱٩٥٨.
ـ مطبعة ترقي (بشير)، قام بشرائها من بغداد محمد أمين عصري صاحب مكتبة (ترقي) في ۱٩/٤/۱٩٥٥ ووضعها في داره الكائنة بمحلة آوجي. وقد أعلنت عن استعدادها لطبع الكتب والصحف والإعلانات التجارية والإعلانات السينمائية وبطاقات الدعوة. بدأت عام بنشر سلسلة من كتب الجيب باللغة التركمانية لقصص شعبية مثل: يوسف وزليخة، ليلى والمجنون، إسماعيل نامه، مولودنامه، معراج نامه. كما قام الباحث نفسه بطبع الجزء الثاني من كتابه (أغان وخوريات كركوك) في ۱٩٥٦ المؤلف من ٣۲٠ صفحة، إضافة إلى الجزء الثالث في ۱٩٥٧.
في بداية ۱٩٥٩ تم تغيير اسم المطبعة إلى مطبعة بشير، وبيعت بعد مجزرة كركوك في ۱٤ تموز ۱٩٥٩.
ـ مطبعة الهلال، لم يطبع فيها إلا كتاب واحد باللغة العربية (شرح قانون الإصلاح الزراعي) للمحامي محمد مردان القلمجي. ثم تم بيعها إلى جهة أخرى.
ـ مطبعة الشمال، تأسست في ۱٦/۱٠/۱٩٥٦ وقد تم نقلها إلى بغداد في ۱٩٧٨ من قبل صاحبها فرج عبو. وقد تم طبع أكثر من ثلاثين كتابا في هذه المطبعة منها: سادة البرزنجية، بالعربية عبدالقادر محمد البرزنجي، (المجزرة الأولى) للأب يوسف سعيد في ۱٩٥٧، و(ألحان السعانين) بالعربية والتركمانية لابراهيم يوسف راهب في ۱٩٥٩، (خواطر هائمة) لوحيدالدين بهاءالدين، و(جريمة في الكاتدرائية) لأليوت، ترجمة إنعام إبراهيم، فلسفة الحياة ـ الريح والأشواق لخاجيك كرابيت ايدنجيان، المجموعة القصصية التركمانية (اولايلار قونوشويورـ حوادث ناطقة) لعلي معروف أوغلو، وديوان (كونلومون دفترندن ـ من دفتر قلبي) لعثمان مظلوم، انشودة السجين، لمرشد الزبيدي، دواوين شعرية باللغة التركمانية: (فالجى ـ قاريء البخت) نورالدين ساعتجى ۱٩٧۱، (ياتمه اويان ـ لا تغفو انهض) للشاعرين خليل صاجي اوزون وسيروان صاجى اوزون، ۱٩٧٣، (التون كوبري) لسعدون عثمان كوبرلو، ۱٩٧٣، كراس (كوجوك قارداش ـ الأخ الصغير) لأحمد محمد كركوكلي.
الصحف المهمة في العهد الملكي
خلال دراسة الأستاذ ترزي باشي للصحف المهمة في هذه الفترة، يؤكد أن جريدة كركوك، هي أطول الصحف الصادرة باللغتين العربية والتركمانية عمرا، والتي استمرت بالصدور لمدة ٤٦ عاما حتى توقفت عن الصدور في ۲٠/٨/۱٩٧۲ بعد العدد ۲٠٣٦ بناء على أمر صادر من رئاسة الجمهورية. ولم تسفر المراجعات حول إعادة صدورها عن أية نتيجة.
كانت الجريدة تصدر في البداية نصف شهرية، ثم تحولت في سنتها الخامسة إلى جريدة اسبوعية. تولى الإشراف عليها الكاتب وجدي. بعد العدد ٦٧ تولى مسؤولية الإشراف عليها الشاعر التركماني المعروف هجري ده ده حتى عام ۱٩۲٨، حيث بدأ يشرف على القسم التركماني منضد الحروف إسماعيل أفندي، وتولى عام ۱٩٥٤ مسؤولية الإشراف على قسمها العربي الأديب وحيد الدين بهاء الدين أحد أبرز الوجوه الثقافية المعروفة في كركوك.
في عام ۱٩٥۲ ونتيجة للإصلاحات التي قام بها شامل اليعقوبي بتطوير الجريدة وزيادة صفحاتها إلى ٨ صفحات. أصبح سعر النسخة ٨ فلوس والاشتراك السنوي ۱٨ روبية(الروبية تعادل ٧٥ فلسا) وعندما تم التخلي عن الروبية أصبح الاشتراك السنوي ٣٥٠ فلسا. وقد ارتفع سعر الجريدة خلال الحرب العالمية الثانية إلى ۱٠ فلوس بينما بلغت قيمة الاشتراك السنوي ٧٥٠ فلسا. أما بالنسبة لمواضيعها فإنها اختلفت باختلاف الكتاب الذين تناوبوا على رئاسة تحريرها. وكانت الجريدة قد عودت قراءها على نشر قصيدة للشاعر هجري ده ده في كل عدد. كما كانت الجريدة تنشر لشعراء آخرين نصوصهم الشعرية مثل: محمد صادق، ناظم رفيق، أسعد نائب، عمر فوزي، توفيق جلال، خضر لطفي، عثمان مظلوم وغيرهم. كما نشرت ثلاث قصائد باللغة التركية للشاعر الكردي بيره ميرد. وقامت بنشر رواية عن الانقلاب العثماني لجرجي زيدان في حلقات. كما نشرت نصوصا قصصية لفهمي عرب، وقصائد نثرية لمحمد خطيب، ومقالات اجتماعية لرفعت يولجو، وتاريخية لشاكر صابر الضابط. كما نشرت الأستاذ ترزي باشي نفسه مقالات متعددة فيها. وقد ساهم الأديب وحيدالدين بهاءالدين في تطوير القسم العربي للجريدة عند توليه مسؤولية القسم العربي، حيث بادر للاتصال بخيرة الأقلام العراقية للكتابة فيها ومنهم: عباس العزاوي، الدكتور يوسف عزالدين، والعالم محمد بهجت الأثري، والعلامة مصطفى جواد وغيرهم.
الجدير بالإشارة بأنه تم تغيير اسم الجريدة إلى (كاورباغي) للفترة من ۲٩ حزيران ۱٩٥٩ وحتى ۱٥ أيلول ۱٩٦٠ حيث تولى مسؤولية التحرير عثمان خوشناو. ألغي القسم التركماني فيها بعد صدور عددين منها باسمها الجديد، وبدأت تصدر بالعربية فقط، الاانها استعادت اسمها الذي عرفت به مرة أخرى.
أما صحيفة (ايلري ـ التقدم) النصف شهرية فقد بدأت بالصدور في ۲٠/٣/۱٩٣٥. وقد توقفت عن الصدور بعد ۱٦ عددا، بسبب خلافات ادارية، بعد قيام فهمي عرب بنشر مقالة دون علم رئيس التحرير. وكانت ادارة الجريدة تقع في محلة (بولاق)، وكان صاحب الامتياز بكر صدقي محي الدين والمحامي رشاد عارف الذي تم تعينه فيما بعد عضوا في مجلس السيادة، وقد أحيل إلى التقاعد في ۱٩٨٠. وكان الاشتراك السنوي فيها ٧٥٠ فلسا. وقد امتازت الجريدة بتنوع محتويات المواد المنشورة فيها، وحرصت على نشر افتتاحية في كل عدد، إضافة إلى نص قصصي ورواية على حلقات، وزاوية عن الأخبار الاجتماعية والصحية والإعلانات الرسمية. كما نشر فيها الشاعر الكردي بيرة ميرد قصائد باللغة التركية. والجدير بالذكر بأن معظم الإعلانات كانت تصدر باللغة التركمانية، ما عدا جزء قليل منها باللغة العربية.
مجلة(الثقافة الجديدة)، مجلة شهرية، أدبية، علمية، صدرت باللغة العربية، صاحب الامتياز جمعية المعلمين بكركوك، تولى رئاسة تحريرها عطا ترزي باشي، وقد رحبت معظم الصحف العراقية بصدورها نظرا لمستوى البحوث والدراسات المنشورة فيها. طبعت بمطبعة (دار المعرفة) ببغداد وقد كتب فيها المؤرخ عباس العزاوي دراسة مستفيضة عن الشاعر أسعد نائب الذي عاش في زمن داود باشا. كما كتب وحيدالدين بهاء الدين مقالة عن القصائد العربية والتركية لعائشة التيمورية. إضافة إلى مواضيع لعطا ترزي باشي عن الجسر الحجري والقشلة والسراي في كركوك. وقد توقفت عن الصدور بعد عددها الثاني في ۱ تموز ۱٩٥٤ بسبب التغييرات التي طرأت على قانون الجمعيات.
وعن جريدة آفاق يذكر الأستاذ ترزي باشي، أنها جريدة صدرت باللغتين العربية والتركمانية. صدر عددها الأول في ٨ مايس ۱٩٥٤. وواصلت صدورها حتى العدد ۲٠۲ الصادر في ٨ مايس ۱٩٥٩. صاحب الامتياز شاكر الهرمزي، وكان مسؤول القسم العربي نجله سعاد الهرمزي (المذيع المعروف). وقد تولى الأستاذ عطا ترزي باشي مسؤولية القسمين العربي والتركماني بعد العدد الرابع. سعر النسخة في البداية ۱۲ فلسا ثم تم تخفيضه إلى ۱٠ فلوس والاشتراك السنوي داخل كركوك دينار ونصف، وخارجها ثلاثة دنانير، ولخارج العراق ثلاثة دنانير ونصف. تم طبعها في مطابع مختلفة حيث طبع العدد ۱ـ ٣٤ في مطبعة التتويج بكركوك، ٣٥ ـ ٤٤ بمطبعة (أم الربيعين) في الموصل، و٤٥ ـ ۱٠٨ بمطيعة التتويج، والعدد ۱٠٩ بمطبعة (ترقي) بكركوك والأعداد ۱۱٠ ـ ۱۱٣ في دار المعرفة ببغداد، والأعداد ۱۱٤ ـ ۱۱٨ في مطبعة التتويج، و۱۱٩ ـ ۱٤٥ بمطبعة الشمال بكركوك والأعداد ۱٥٦ ـ ۲٠۲ بمطبعة التتويج أيضا.
هتمت الصحيفة بنشر أحداث الساعة ومقالا ت متنوعة وقد نشرت نصوصا شعرية ونثرية لخيرة الشعراء والأدباء التركمان مثل: رشيد عاكف الهرمزي، محمد خطيب، شاكر صابر الضابط، عبد الحكيم رزي أوغلو، رضا دميرجي، جمال مصطفى، رشيد كاظم، رفعت يولجو، وحيدالدين بهاء الدين، توفيق جلال، عنايت رفيق، حسن كوره م، عزالدين عبدي.
وكان صاحب الجريدة شاكر الهرمزي (قائمقام متقاعد) ينشر افتتاحياته بتوقيع (ش)، وقد ورد في افتتاحية العدد الأول ((. . هدفنا، تنوير الرأي العام، تطوير وإعلاء المستوى الثقافي والمعرفي، وتنبيه أولي الأمر إلى ما فيه مصلحة الوطن. . وسيتم ممارسة ما نطمح إليه بروح حيادية، بعيدة عن النزعات الفردية وروح الانتقام، وفق ما يتطلبه منهج الحق والحقيقة، مرتكزين في ذلك على الصدق والإخلاص. .))
وفي كتابه (أناشيد الروح العراقية الهائمة)، يتحدث الشاعر والروائي المعروف فاضل العزاوي عن تجربته في الكتابة في جريدة (أفاق) قائلا:
((مع بداية الثورة في العام ۱٩٥٨ قادنا قحطان الهرمزي إلى جريدة " آفاق " الأسبوعية التي كان يصدرها منذ سنوات قريبه شاكر الهرمزي الذي كان ينتمي إلى الأرستقراطية التركية في المدينة، فسلم الرجل الجريدة لنا بعد أن كان الأديب وحيد الدين بهاء الدين يساعده في تحرير الجريدة. شارك في هذا الزحف أيضا يوسف الحيدري ومؤيد الراوي وزهدي الداوودي وأنور الغساني، فانقلبت بين ليلة وضحاها إلى جريدة أدبية وسياسية مثيرة. في " آفاق " نشر الجميع قصائد ومقالات وربما قصصا. ذات مرة قال لي شاكر الهرمزي بلغته التركية الاستانبولية الأصلية، وربما تلقى اللوم من أصحابه المحافظين " يا بني، إن كتاباتك جميلة جدا، ولكنها حمراء بعض الشيء. ." ))
ما صدرت جريدة الوحدة، بالعربية، ورغم الإشارة إلى أنها صحيفة أدبية، اجتماعية، إلا إنها لم تنشر إلا إعلانات دائرة طابو كركوك باللغة التركمانية. صدر عددها الأول في ۲٠ آذار /مارس، وكان صاحبها جمال عبد النور، ومديرها المسؤول آلبير قسطو. وقد طبعت في مطابع (محفوظ) ومن ثم الاتحاد في الموصل. وكانت إدارة الجريدة تقع في إحدى غرف الفنادق الرخيصة، ثم انتقلت إلى بناية مهدمة قرب كازينو أحمد آغا. ورغم نشرها لقصائد بعض الشعراء، إلا إنها لم تنشر شيئا بذي بال.
أما جريدة صدى الشمال، فقد صدرت في ٦ شباط ۱٩٥۱ بالعربية، مديرها المسؤول معروف العارف، ومديرها المسؤول المحامي برهان التكريتي. كانت كسابقتها تنشر إعلانات دائرة الطابو باللغة التركمانية. كانت تطبع بمطبعة البلدية. توقفت عن الصدور في ۱٣ مايس ۱٩٥۱.
وصدرت باللغتين العربية والكردية مجلة شفق، وكانت نصف شهرية، أدبية اجتماعية، صدرت شهرية مؤقتا. كان صاحبها العقيد عبد القادر البرزنجي ومسؤولها المالي علي بابير. وكانت إدارتها تقع بفندق الأمراء. صدر عددها الأول في ۱٥ كانون الثاني ۱٩٥٨ من مطبعة الشمال. سعر النسخة ٧٠ فلسا والاشتراك السنوي دينارا واحدا.
أشارت المجلة أنها تهدف إلى " تقريب وجهات النظر بين الشعبين العربي والكردي " وقد طلبت من التركمان دعم المجلة التي لم تهتم بالحركة الأدبية والثقافية في كركوك عكس النشاطات في هذا المجال، لذلك لم تلق الدعم المطلوب من الأوساط الثقافية فيها. مما اضطرت الإدارة إلى تصغير حجمها وتغيير اسمها إلى (بيان ـ به يان)، وقد انتقلت إدارتها بعد سنتها الثانية إلى السليمانية. ولم يعرف مصيرها بعد صدور عددها الرابع في مايس ۱٩٥٩.
المطابع في العهد الجمهوري
وعن المطابع في هذا العهد يذكر ترزي باشي هذه المطابع مع أهم إصداراتها:
ـ مطبعة البلدية، قامت البلدية بتطوير مطبعتها بشراء مطبعة ألمانية ذاتية التشغيل في ۱٩٥٩ وقد صدر إعلان من بلدية كركوك باللغة التركمانية في ۱٩٦٠ حول المطبعة الجديدة جاء فيه، أنها ستقدم خدماتها الفنية الطباعية المتطورة بأسعار متهاودة. وقد تم طبع العديد من المطبوعات في هذه المطبعة التي، استمرت بطبع جريدة (كركوك) باللغتين العربية والتركمانية من ۲٦ /٩/۱٩٦٠ وحتى توقفها عن الصدور في ۲٠/٨/۱٩٧۲. كما صدر منها تقويم جداري باللغة التركمانية في ۱٩٦۲. ومن أهم الكتب التي صدرت من مطبعة بلدية كركوك ما يلي:
ـ شهيدلرى آناركه ن ـ في ذكرى الشهداء، لمولود طه قاياجي ۱٩٦٠.
ـ فن الرسم، لمحمود العبيدي، ۱٩٦٠
ـ سيويلن معنيلر ـ أغنيات محبوبة، لأحمد فكري، الجزء الأول ۱٩٦۱ والجزء الثاني ۱٩٦۲
ـ صرخة العمالقة، أحمد صبحي، ۱٩٦٣
ـ أربيلدن بير سس ـ صوت من أربيل، أحمد محمد أربيللي، ۱٩٦٣ـ ۱٩٦٤
ـ كنج أدبياتجيلرمز ـ ادباؤنا الشباب، ۱٩٦٤
ـ سس صنعتكالار قلاوزى ـ دليل المطربين، أحمد أوطراقجى، ۱٩٦٤
ـ ديوان(جوشقون دويغولاريم ـ مشاعري الجياشة) محمد صادق، ۱٩٦٤
ـ عبث الشياطين، سيف الدين اسماعيل، ۱٩٦٥.
ـ ديوان (كوركور بابايه سلام ـ تحية الى بابا كركر) اسماعيل سرت توركمان، ۱٩٦٥
ـ ديوان (كونولد ه ن آهلر ـ آهات من القلب) رجب حسن، شوكت كمال، رجب حسن، ۱٩٦٦
ـ عبدالواحد كوزه جي أوغلو خوريات وبسته لرى ـ مقامات واغاني عبدالواحد كوزه جي أوغلو، ۱٩٦٦
ـ ديوان (آجى حيات ـ حياة مريرة) نورالدين ساعتجي
ـ ديوان (عابدين) عثمان مظلوم.
مطبعة نينوى
تأسست في ۱٩٦٠ من قبل الأخوين الشماس داود بنيامين وكوركيس بنيامين. وقد صدرت منها خمسة كتب باللغة السريانية بالحروف الكلدانية، وأخرى دينية لرجال دين آخرين. وقد تم نقلها إلى بغداد في ۱٩٦۲.
المطبعة التجارية
صاحبها محمد أمين عصري، بدأت بطبع الإعلانات، وكان مقرها يقع في الشارع الرئيسي بمحلة شاطرلو. طبع فيها:
ـ ديوان (محزون كونلوم ـ قلبي الحزين) لصابر دميرجي، ۱٩٧۱
ـ تاريخ الأدب التركي، محسن بهجت ۱٩٧٥.
مطبعة الجمهورية
كان مبنى المطبعة تقع في شارع أطلس، صاحبها إبراهيم بايراقدار، خريج كلية العلوم السياسية بأنقرة. وبسبب الظروف العصيبة التي واجهته، اضطر إلى بيعها إلى صاحب مكتبة بكركوك، حيث أضاف إليها مكائن جديدة ثم نقلها إلى شارع تجاري. بدأ بطبع الأوراق التجارية وأوراق القرطاسية. كما تم طبع الكتب التالية فيها:
ـ كركوك شاعرلرى ـ شعراء كركوك، عطا ترزي باشي، الجزء الثاني، ۱٩٦٨
ـ زكي مورنده ن شارقي وتوركولر ـ أغاني لزكي موران، احمد اوطراقجي، ۱٩٦٨
ـ جيجكلر آجاركه ن ـ عندما تتفتح الآزهار، أحمد قوشجي أوغلو، ۱٩٦٨
ـ ديوان (يوردوم كركوك ـ وطني كركوك) فرح كوك قايا، ۱٩٦٨
ـ ديوان (قوزاغ ـ زهرة القطن)، مصطفى كوك قايا، ۱٩٦٨
ـ ديوان (بزم اوغلان ـ ابننا) ناصح بزركان، ۱٩٦٨
ـ ديوان، مهرجان قلب، أحمد محمد كركوكلي، ۱٩٦٨
ـ ديوان (مكتبلي شرقي وشعرلري ـ قصائد وألحان للطلبة) رشيد كاظم بياتلي، ۱٩٦٨
ـ نخب العالم المنهار، قحطان الهرمزي، ۱٩٦٩
ـ نصرالدين خوجا ـ جحا، نجاة كوثر أوغلو، ۱٩٦٩
ـ أعتصر الحجر، آيدان النقيب، ۱٩٦٩
ـ دموع وشموع، مجوعة قصصية، سمير محمد أحمد، ۱٩٦٩
ـ رذاذ الصدى، محمد البدري وعلي البياتي، ۱٩٦٩
ـ أوتن بلبللر ـ بلابل مغردة، بهجت غمكين، شباط ۱٩٦٩
ـ سرود وكوراني ـ بالكردية، فؤاد أحمد ۱٩٧٠
ـ وطن شاعري نامق كمال ـ نامق كمال شاعر الوطن، مولود طه قاياجي ۱٩٧۱
ـ توركمن شاعري محمد صادق ت الشاعر التركماني محمد صادق، مولود قاياجي ۱٩٧۱
ـ ايشيقلي كيجه ـ ليلة منيرة، فاضل كهيه أوغلو، ۱٩٧۱
ـ ظنون، أحمد محمد كركوكلي، ۱٩٧۱
ـ أودينجينين قزي ـ ابنة الحطاب(رواية للأطفال) أحمد قوشجى اوغلو، بهجت غمكين ۱٩٧۱
ـ ديوان (نهايت) حسين حاج نجم شهيد زاده، ۱٩٧۱
ـ داغلى يوركلر ـ قلوب محترقة، بهجت جهاد تازه لي عباس شكور تازه لي، ۱٩٧۲
ـ سسلر ـ أصوات، أحمد محمد كركوكلي، ۱٩٧۲
ـ جوجق شعرلري ـ قصائد للأطفال، آيدن كركوك، ۱٩٧۲
ـ بيتمين حسرتلر ـ أشواق لا تنتهي، فخرالدين شوكت، فايق حبيب تازه لي، ۱٩٧۲
ـ بر آز كوله لم ـ لنضحك قليلا، جبار قاياجان، ۱٩٧۲
ـ ديوان (آيناده زمان ـ الزمان في المرآة)صرح نورس، ۱٩٧۲
ـ عراق توركمنلري آغزنده بيلمجه لر ـ احجيات تركمان العراق، ۱٩٧۲
ـ طوزدن سسلر ـ اصوات من طوزخورماتو، صلاح ناجي أوغلو، ۱٩٧۲
ـ شاعرية فضولي البغدادي، عبدالعزيز سمين البياتي، نيسان ۱٩٧٣
ـ ديوان (آلتون جيجك ـ زهرة ذهبية) مصطفى ضيائي، ۱٩٧٣
ـ كوجوك أرقاداش ـ الصديق الصغير، قدرية ضيائي، باكزة سليمان، ۱٩٧٣
ـ ناظم رفيق قوجاق، آيدن كركوك، ۱٩٧٣
ـ هر باغجه ده ن بير كول ـ من كل بستان وردة، خضر شوكت كيجه ياتماز، ۱٩٧٤
ـ دليل القرارات التمييزية، اتحاد الحقوقيين العراقيين ـ فرع كركوك، الجزء الأول ۱٩٨۱
ـ بارليان يلدزلر ـ نجوم ساطعة، نورالدين مردان اربيللي، ۱٩٧٦
كما أصدرت المطبعة تقويمين جداريين باللغة التركمانية في ۱٩٧٠ و۱٩٧۲.
الصحف المهمة الصادرة في العهد الجمهوري
يورد الأستاذ عطا ترزي باشي عن صحافة العهد الجمهوري في كركوك ومعلومات هامة عن جريدة بشير، أول جريدة اسبوعية صدرت في كركوك باللغتين العربية والتركمانية بعد إعلان الجمهورية، والتي اهتمت بالشؤون الثقافية والاجتماعية، وبالحقوق الثقافية للتركمان. ويذكر ترزي باشي، ان إدارة الجريدة كانت واقعة في شارع الأوقاف مقابل بناية الأوقاف المؤلفة من سبعة طوابق. صدرت الجريدة، بانتظام لمدة ستة أشهر متواصلة. صدر عددها الأول في ۲٣ أيلول/سبتمبر ۱٩٥٨، وعددها الأخير في ۱٧ آذار/مارس ۱٩٥٩. كان صاحب الامتياز محمد أمين عصري، ومديرها المسؤول المحامي محمد حاج عزت. أشرف على قسمها العربي حبيب الهرمزي وعلى القسم التركماني عطا ترزي باشي، وكان مسؤولا عن السياسة العامة للجريدة. تم طبع كافة أعداد الجريدة في مطبعة كركوك. وقد تم طبع ۱٥٠٠ نسخة من العدد الأول تم زيادتها فيما بعد إلى ۲٠٠٠ نسخة ومن ثم إلى ۲٥٠٠ نسخة. وبذلك كانت أكثر انتشارا من ناحية المبيعات بين الصحف التركمانية، التي صدرت في كركوك في فترات مختلفة. وكان الخطاط المعروف محمد هاشم البغدادي يقوم بكتابة عناوين الصفحات الرئيسية، بينما كان يقوم بكتابة عناوين الصفحات الداخلية الشاعر محمد عزت خطاط. كان سعر النسخة الواحدة ۱٦ فلسا، والاشتراك السنوي دينار واحد. وبلغت كلفة طبع ۱٥٠٠ نسخة ۲٤ دينارا، ارتفعت إلى ٣٠ دينارا بعد زيادة عدد النسخ إلى ۲٥٠٠ نسخة.
احتوت الصحيفة إضافة إلى الافتتاحية، الأخبار السياسية اليومية والاجتماعية والنصوص الشعرية المختلفة. وقد تم تخصيص صفحة للفلكلور والتراث التركماني والدراسات المتعلقة بها كما أصدرت عددين خاصين عن الشاعرين فضولي البغدادي وهجري ده ده. وعلى سبيل المثال فقد ضم العدد العاشر من القسم التركماني: افتتاحية عطا ترزي باشي عن المنصفين من القراء، قصيدة من ضياء باشا، شعراؤنا المعاصرون: أسعد نائب أوغلو، جمال المدينة، إحسان الهرمزي، نداء إلى كركوك لأتيللا كفرلي، قصيدة كاورباغي لبهاءالدين الصالحي، خويرات لمصطفى كوك قايا، الصفحة الصحية، معلومات مفيدة، إعلانات مختلفة.
أما القسم العربي فقد ضم: افتتاحية بقلم محمد حاج عزت، الفجر في مدينتي لعبد الله قصاب، أبرع المغنين الأتراك بالعربية (أبو يحيى عبيد بن سريج) للدكتور مصطفى جواد، ركن الطلبة، عبد الحق حامد لعطا ترزي باشي، ركن المرأة (إنها فتاة طيبة)لمديحة أحمد جميل، (بيني وبين الشاعر يحيى كمال بياتلي) لوحيدالدين بهاء الدين، إعلانات مختلفة.
ساهمت جريدة (بشير) بنشر أكبر عدد من النصوص الشعرية في قسميه العربي والتركماني. وكان القاص عبد المجيد لطفي والدكتور مصطفى جواد من الكتاب الدائميين فيها.
من أهم مميزات الجريدة التفاعل مع الجماهير والتعبير عن تطلعاتها آنذاك. كما اهتمت بتخصيص صفحة خاصة عن تاريخ الصحافة في كركوك والتراث والفلكلور والتعريف بالأدباء والمثقفين التركمان الذين أصبح لهم فيما بعد ثقلا واضحا في الحركة الثقافية.
وعن اختيار اسم الجريدة يورد ترزي باشي ما يلي:
كان الاتفاق تم على تسميتها بـ (ترقي) لأن صاحب الامتياز محمد أمين عصري كان يملك مطبعة تحمل نفس الاسم. ولأنها تسمية مناسبة في اللغتين العربية والتركمانية. إلا أن الرقابة اعترضت على الاسم على أساس انه تذكرهم باسم جمعية كانت تحمل نفس الاسم. وقد لجأ المسؤولون في الرقابة إلى ذات الطريقة في أي اسم كان يتم الاتفاق عليه. فتم اختيار اسم (بشير) من اسم متصرف لواء كركوك قبل العهد الجمهوري (بشير حديد) كدلالة على بشرى ببزوغ شمس الجمهورية. وقد قوبل الاسم بالترحاب من قبل الجميع لدلالته تلك.
جريدة كاورباغي الجريدة الثانية التي صدرت بعد بشير في كركوك. وهي في الأساس جريدة (كركوك) التي تم الإشارة إليها أكثر من مرة. والتي استعادت اسمها فيما بعد. كما صدرت صحف أقل أهمية مما سبق ذكرها في كركوك، لم تعمر طويلا مثل (رأي الأهالي) التي صدرت في ٦ أيلول ۱٩٥٩ ورغم إعلانها أنها تصدر باللغتين العربية والكردية إلا أن عددها الأول صدر بالعربية. كان صاحب الامتياز صديق بلوكيني، ورئيس تحريرها المحامي محمد مردان القلمجي، وبسبب النهج المتطرف الذي اتبعه صاحب الجريدة، سرعان ما دبت الخلافات بينه وبين رئيس التحرير الذي استقال احتجاجا، حيث تغير بسبب ذلك روؤساء التحرير فيها عدة مرات. طبعت الجريدة في مطبعة البلدية أولا ثم في مطبعة صلاح الدين,وقد تعرض صاحبها صديق بلوكيني فيما بعد إلى الاغتيال في ٨ شباط ۱٩٦٣.
كما صدرت صحف أخرى لم تعمر طويلا مثل النهضة، ومجلة العرين في ۱/۱۲/۱٩٥٩ وقد أصدرت عددا خاصا عن مجزرة كركوك. إضافة إلى جريدة العامل عن الاتحاد المحلي لنقابات العمال فرع كركوك. ونشرة (صدى كركوك الرياضي) التي أشرف عليها إسماعيل سرت توركمن ومحمد حسين الداغستاني التي صدرت في ۱٩٦٨ وتوقفت بعد أربعة أعداد، وأنباء الرياضة التي صدر منها عدد واحد في ۲٠/۱۱/۱٩٦٧ وأشرف عليها نبيل الطبقجلي وأحمد كركوكلي، إضافة إلى بعض الإصدارات المدرسية مثل صدى الجمهورية، والطليعة، وصوت الطلبة، والنشاط الفني والمربي.
يذكر الأستاذ عطا ترزي باشي، بأنه رغم وصول الصحافة متأخرة إلى كركوك بالنسبة للعراق، إلا أنه عند مقارنة مستوى الصحف والمطبوعات الصادرة بمثيلاتها من الصحف العراقية، فإنها لم تكن متخلفة عن غيرها.
كتاب (كركوك مطبوعات تاريخ ۱٩٧٩ ـ ۱٩٨٥) للأستاذ عطا ترزي باشي، اسهامة مهمة في تسليط الأضواء على جانب مهم وحيوي للحياة الثقافية في كركوك والتعريف به، وهو مصدر هام لكل الباحثين في هذا المجال. ندعو من القلب أن يطيل الله من عمره الذي نذره لتعريف بتاريخ التراث التركماني العراقي، ليظل يرفد ويغني حياتنا الثقافية والمعرفية بالمزيد والمزيد من نتاجاته المبدعة.
|