المتابع للإعلام الكردي من خلال الفضائيات الكرديه أو من خلال مقالاتهم المنشوره في صحفهم او عبر الإنترنت, يلمس حتماً التقلب بالآراء وعدم وضوح الفكره مع انعدام الطرح الموضوعي والإفتقار للدلائل والحجج والحقائق المتعارف عليها مع المبالغه والتكرار في معظم طروحاتهم.
ان التطور الهائل في مجال شبكة المعلومات اتاح للقارئ والمتابع ان يحصل على المعلومه بدون جهد يُذكر, فما عاد بشيئ يمكن إخفائه او شيئ يمكن اعلانه بدون ان يُمَحَص ويُدَقَق مِن قِبَل القارئ الذي يقوم بالمقارنه والتحليل.
لذا فإنه من السذاجه اعتبار القأرئ ساذجاً وإنه سوف يتقبل أي معلومه تُقدم جاهزه, هذا اذا استثنينا مَن تم تسميم عقولهم لأهداف معينه ولسنوات عديده.
قام الإعلام الكردي ببث بعض الافكار التي رُوجت لها من خلال وسائل الإعلام المختلفه وبمباركة الحزبين الحاكمين في اربيل والسليمانيه, إذ لايمكن ان يكون الإعلام مستقلاً وغير خاضع للسلطه هناك وإلا لسمعنا نقداَ مُوجها للسيد مسعود اوللسيد جلال, ولكنهم حال الحكام العرب ومنطقة الشرق الأوسط, فهم فوق الشُبهات.
- الفيدراليه لكردستان هي مفتاح مقال معظم الكتاب الكرد, والويل لمن لايقتنع بها وإلا يكون عميلاً وشوفينياً وعنصرياً, وآخر من تَلَقى الشتائم بسبب رأيهِ المخالف لهم هو الرئيس الأسد, حيث نُعِت بنعوت عجيبه متناسين وهم يعيشون في ترف ورفاهية اوروبا وامريكا إحتضان دمشق لهم وهم هاربين من بطش (الآسايش) اجهزة الامن في كِلا الطرفين, اولصعوبة العيش في ظل الحصار.
اما الرئيس حسني مبارك فقد كان مثال الإعتدال والمُحب للسلام والمُناصر للقضيه الكرديه, امسى في يومٍ وليله شوفينياً وخليفة فرعون وغيرها من النعوت والشتائم.
الشيعه نالوا نصيبهم ايضاً فهم إخوان الأمس , اعداء اليوم و ايرانيون. . . . . .
السنه قومجيون , بعثيون, انصار صدام. . . . . . . . . . . . .
التركمان طورانيون وعملاء تركيا. . . . . . . . . . .
هذا الغضب وهذه الإتهامات لعدم إقتناع الآخرين بهذا المطلب. . !!
إقتطاع جزء من العراق لايجب ان يُغضبنا, ولكن بقاء الكرد ضمن جغرافية العراق فهذا شيئ يُغضب الكرد, وإن لم نقتنع فنحن حاملين كل الصفات المذكوره اعلاه.
الفيدراليه المُقترحه خليط من كل الفيدراليات في العالم, وإذا علِمنا ان النُظم الفيدراليه لهذه الدول تختلف عن بعضها البعض, فإن الكرد إختاروا منها جميعاً مايُلائم مصلحتهم فقط دون الإلتفات لمصلحة الدوله ككل, مثل علم خاص وجيش خاص او مايُسمونه حرس وطني و الثروات الطبيعيه مُلك خاص لهم واصدار العمله وفرض الضرائب وإصدار جوازات سفر خاصه مع عدم الإلتزام بقرارات المركز ولكن مع مشاركتهم الفعليه القويه في الحكم وغيرها من المطالب. . . !!
- كانت سياسة الإعلام الكردي ترويجاً لسياسة وافكارالحزبين فيما يخص بث الروح الإنفصاليه, وإلغاء الشعور بالإنتماء للعراق مع توسيع الفجوه بين الأكراد وباقي مُكونات الشعب العراقي وجعل الكوردايتي (وهو مصطلح يُقابل العروبه) في المقام الأول, علماً انهم يعيبون على العرب إعتزازهم بقوميتهم ويصفونهم بالقومجيين او الشوفينيين كما أسلفت.
- استقبالهم في برامجهم مَن يحمل حقداً على الإسلام والمسلمين والعرب وإعتبارهم الإسلام هو سبب تخلفهم, مما خلق قطيعه وردة فعل عند معظم الكتاب العرب, كما إن إعتبار العراق قد إحتل مناطقهم بعد إنهيارالدوله العثمانيه وتفسيرهم العجيب لمعاهدة سيفر ووعد الدول العظمى بإستقلالهم,هو شيئ يدعوا للرثاء, لأن لاالعراق قد إحتل اراضيهم لأنها عراقيه اصلاً حسب مافيها من شخوص وشواهد تأريخيه ولامعاهدة سيفر قد نصت على شيئ بشأنهم , بل نصت على الأكراد الموجودين في تركيا, ولاوجود لوعد بالإستقلال, ولكنه وعداً في النظر في منح اكراد تركيا الحكم الذاتي.
- إهتمام الإعلام بأبسط الأخبار مع عدم إهتمامه بل لامبالاته بتفجيرات الكاظميه وكربلاء, وبعدها تفجيرات البصره, وبما حدث من قتل وقصف وتدمير في الفلوجه, حيث العالم الإسلامي والعربي يغلي مِن الغضب وهم يعرضون أغاني الدبكه (سَر جوبي و زور جوانا ليلى).
- آخر حدث هو فضيحة التعذيب للأسرى العراقيين والتي هزت العالم مما حدا بكونداليزا رايس
الإعتذار وتسمية باول لذلك بالعمل المشين وغيرها من التصريحات الرنانه لمسؤولين امريكيين و
اوروبيين وآخرها خطاب الإعتذار لجورج بوش للعراقيين والعرب الذي بُث عِبر قناة العربيه اليوم و
لكن هذا الحدث لم يلق اهتماماً في الإعلام الكردي, بل تم التقليل من شأنه على لسان الطالباني مما يدعوا ذلك الى الدهشه, اذ إن أحد قادة العراق الجدد لايهمه مثل تلك الإنتهاكات.
- التكرارالمبالغ فيه لذِكر حادثة حلبجه والأنفال وبشكل يومي وبإيحاء المُشاهد بأن من قام بهذا العمل هم العرب, دون الفصل في ذلك بين الشعب والسلطه مما لايُتيح للكردي البسيط إلا أن يُطالب حتى بالإنفصال للخلاص من العرب.
- كلنا يتذكر بعد سقوط النظام استدعت السلطات الكرديه الفريق العراقي لكرة القدم لإقامة مباراة هناك وكم كانت دهشتنا حين عُرض العلم العراقي وتحته اسم العراق وبجانبه العلم الذي إتخذه الاكراد وتحته إسم كردستان وكإن المباراه بين دولتين, مستغلين بذلك عَوَز وحاجة اللاعبين وجهلهم بما يضمرون , وتكررت هذه الحاله ولكن مع شعراء من بغداد حيث القوا الشعر وامامهم علم الاكراد ولا ادري ماعلاقة العلم بالشعر المُلقى.
هذه بعض الملاحظات والمآخذ على الفضائيات الكرديه والتي وللأسف الشديد تحاول إبعاد الشعب الكردي عن محيطه العراقي وإيهامه بأوهام هو في غِنى عنها, مما حدا بالبعض ان يتهم الاكراد بالعنصريه وبإبتعادهم عن دينهم وعدم تقبلهم للآخرين وبالخيانه والعماله, كل ذلك بسبب السياسه الإعلاميه المستنسخه من السياسه المتبعه في كِلا الحزبين والتي لاتخفى خطوطها على احد.