!"الاكراد ساهموا في تحويل الكلدواشوريون الى "أمة في المنفى
اورنامو شينايا
أصدر بعض المثقفين الكلدوآشوريون سنة ١٩٩٢ بيانا حذروا فيه - وبوقت مبكر ومناسب - من سياسات التكريد المستمرة التي يتعرض العراقيون في القسم الشمالي من أرض النهرين، ويقول هؤلاء ببيانهم: (لقد بدأت القيادات الكردية وبعملية منظمة ومعلومة الاهداف باسكان مجموعات كردية في او حول الكثير من القرى المسيحية "الكلدآشورية" وفي المناطق المختلفة مثل سرسنك، برواري بالا وغيرها وباعداد كبيرة تؤثر على ديمغرافية القرى واقتصادها وتكوينها الاجتماعي وبشكل واضح يؤدي حتماً خلال بضع سنوات قادمة الى احتواء الوجود المسيحي ونزوح المسيحيين من قراهم والاستحواذ عليها من قبل الاكراد). هذا البيان الذي حذر الجميع من عمليات التكريد التي تتعرض لها منطقة سرسنك في شمال العراق لم يعره احدا أي اهتمام، فالمعارضة العراقية كانت منشغلة في اسقاط نظام صدام بدل الدفاع عن هوية شمال العراق. وفي خضم الفوضى التي انتشرت في مفاصل جسد العراق من شماله حتى جنوبه، نجح الاكراد – اضافة الى صدام حسين - في تحويل الكلدو اشوريون الى "أمة في المنفى"!
وكانت منطقة "سرسنك" العراقية قبل انفراد الاكراد بالسيطرة على بعض مناطق شمال العراق، من القصبات والتجمعات المهمة للشعب) الكلدوآشوري). وبتشجيع من بعض الاحزاب الكردية قامت ١٢٥ عائلة كردية تنتمي أغلبيتها الى قبيلة الزعيم الكردي المعروف مسعود البارزاني باحتلال القصبة والاستحواذ على اراضي العراقيين من غير الاكراد واعتدوا عليهم بشتى الاساليب اللااخلاقية. وذكرت جريدة الديار (٣٠/٧/١٩٩٤) أن أهالي سرسنك يقولون بالنسبة لأراضيهم: "انها صودرت منهم". وما ان استقر النازحون الاكراد الجدد في منطقة سرسنك واطمأن بالهم في الدعم الذي يتلقونه من لدن الادارة الكردية، حتى بدأ هؤلاء القادمون بالتعرض حتى الى ارواح الابرياء والمساكين، وبدأوا يشاكسون ويضيقون الخناق على الاشوريين الكلدان. وحول الاعتداءات على ارواح شعبنا في سرسنك كانت قد نشرت جريدة القدس الغراء في عددها الصادر في تاريخ (٧ اب ١٩٩٨) ما يلي: (بتاريخ ٢٢ تموز تعرض أهالي سرسنك الآشوريون الى اعتداء وحشي من قبل جيرانهم الاكراد الساكنين في حي كاني جناركي "بالاصل من قرية اردان الكردية" (اردلان حسب الرحالة هنري كانت قرية كلدانية قبل مائة عام تم تكريدها الان)، حيث اقتحمت مجموعات مسلحة من الاكراد منازل المواطنين واعتدت عليهم بالضرب والشتم واطلاق العيارات النارية التي ادت بالنتيجة الى جرح ثلاثة آشوريين بينهم حدث لا يتجاوز الرابعة عشرة من العمر. . . ابتدأت الحوادث منذ فترة وكانت تتركز في البدء على محاولات التحرش في الشارع الذي يخترق سرسنك). ووقعت الكثير من الاحداث المأساوية والدموية في المنطقة، ففي ليلة ٢٤-٢٥ /٨/١٩٩٥ تعرضت عائلة اشورية في طريق سرسنك – دهوك لاطلاق النار مما اصاب افراد العائلة البالغ عددها (٧) بجروح بليغة اودت بحياة الأم (منى داود اوراها)، وقيام مجموعة من المسلحين الاكراد في اليوم الثاني بالهجوم على جموع غفيرة عادت الى سرسنك من حفل زواج في احدى القرى المجاورة وتم اصابة ٦ اشخاص بجروح بليغة. . الخ. ونرى احزاب الكردية قد تبنت الموقف الحيادي والمتفرج تجاه الاحداث ومن دون ان تتدخل فيها قيد شعرة. على كل حال أن هذه الأسباب والممارسات فاقمت من معاناة الكلدان الاشوريين وكانت كفيلة بطردهم خارج سرسنك وخارج اراضيهم التاريخية. ونأمل اليوم من مجلس الحكم الانتقالي او الحكومة العراقية القادمة ان تفاوض الاخوة الاكراد لاقناعهم بالجلاء عن الاراضي التي احتلوها ليس في منطقة سرسنك بل الجلاء من الاراضي الواقعة بالقرب من بلدة عينكاوا وغيرها من القصبات والقرى الكلدوآشورية! فمن المفترض ان ازالة اثار التعريب ستؤدي بالضرورة الى ازالة اثار التكريد فهل هناك جموع عراقية خيرة ستعمل على اعادة الحق الى نصابه وبدون التميز ما بين حق الكردي وحق الكلدوآشوري او التركماني او اليزيدي وهل سيكون شعار العراق القادم المساواة والعدالة للجميع!؟