ان الفيدرالية في العراق هي الانفصالية. فالبرزاني والطالباني اللذان يمنحان لانفسهما حق اختيار الفيدرالية، عليهما ان يمنحا نفس الحق للذين يعارضون ذلك. وبالرغم من انهيار النظام البعثي الذي كانوا يتهمونه بالكفر فان هذان الثنائيان اللذان يقدمان كافة اشكال الدعم للمحتل، يواصلان التحرك ضد المسلمين. لماذا؟ لماذا يجهدان من اجل ان يؤدي الشعب العراقي ثمن حقدهم لصدام؟ لان الكيان الكردي الموجود في شمال العراق صديق اسرائيل. إذْ لم ينس أحد العلاقات الكردية ـ الاسرائيلية في الستينات. ان البرزانيين ليسوا باكراد فحسب بل من أصول يهودية. ولهذا السبب أقامت اسرائيل علاقات وطيدة مع والد مسعود البرزاني الملا مصطفى البرزاني نهاية الستينات وبداية السبعينات. والذين اخذوا الملا مصطفى البرزاني الى الولايات المتحدة الامريكية ليلقى العلاج فيها قبيل وفاته بعدة سنوات، هم اللوبي اليهودي هناك.
فمنذ سقوط صدام حسين ولحد الآن اشترت اسرائيل ما مجموعه ٢٠٠ كيلومتر مربع من الاراضي في شمال العراق. وبينما يتم توطين الاكراد اليهود القادمين في الاونة الاخيرة الى المنطقة في هذه الاماكن، تستعد اسرائيل لارسال ١٥٠ الف كردي يهودي للاستيطان في المنطقة. حيث يقوم الاكراد اليهود الوافدين من اسرائيل الى شمال العراق، بشراء الفنادق والمنازل والاراضي في السليمانية وخانقين وحاج عمران من المناطق المحاذية للحدود الايرانية. فبينما يعود بعض هؤلاء الاكراد اليهود بعد عملية الشراء الى اسرائيل، يبقى البقية في المنطقة لاغراض استخباراتية. واحد اسباب قيام ادارة الحزب الديمقراطي الكردستاني بغض النظر عن نشاطات اسرائيل في شمال العراق، هو دعم اسرائيل ماديا للبرزاني وعشيرته بـ ١٥٠ مليون دولار امريكي منذ حرب الخليج وحتى مارس ٢٠٠٣. والان يقوم المسؤولون الامريكيون بتعيين اشخاص من اصول يهودية في الكوادر الحساسة لدوائر الدولة.
لقد كانت الاحداث التي وقعت في القامشلي بسوريا يوم الثاني عشر من مارس، نتيجة تحريض من قبل الولايات المتحدة الامريكية المستهدفة لسوريا على استمرار وكذلك من قبل عميليها الطالباني والبرزاني في المنطقة. فلم تعد الحاجة من بعد الان لاثبات وجود الطالباني والبرزاني في كل فوضى وتوتر يحدث في المنطقة. فهدفهم مع الولايات المتحدة الامريكية واسرائيل هو مد حدود كردستان حتى محافظة الموصل وجعل المنطقة قاعدة للاشتباكات المسلحة والسيطرة على نفط العراق. ولهذا السبب فان العنف والضغط الممارس في العراق من قبل ممثلي الحضارة المزعومين، يلقى مقاومة كبيرة من قبل الشعب. أما الآمال ازاء شعارات " الحرية والديمقراطية والرفاه " المطروحة على الشعب العراقي قبيل الحرب، فقد أخذت تخيب. . .