جنديان بريطانيان شاركا في فضيحة البصرة يسردان لـ "الديلي ميرور" تفاصيل مخزية: كان الدم ينزف من فم الأسير وأنفه وكان يتقيأ وفجأة ظهر ضابط ليأمرنا بالتخلص منه
!كسروا سنه وفكه ولم يكن قادراً على الكلام ومع ذلك قرروا التبول عليه
قام جنود بريطانيون بضرب معتقل عراقي تمت تغطية رأسه قبل ان يقوموا بإلقائه من شاحنة أثناء سيرها ليتركوه يموت. وقد ناشدهم السجين الذي يراوح عمره بين ١٨ و٢٠ عاماً الرحمة به أثناء ضربه بأعقاب البنادق والهريّ في رأسه وفخذه. وتم ركله والتبول عليه وأدخلت فوهة البندقية في فمه.
هكذا بدأت صحيفة “الديلي ميرور” الشعبية البريطانية تقريرها المثير الذي أثار مشاعر غاضبة حيال معاملة قوات “التحالف” التي تستعمر العراق للأسرى والمعتقلين والسجناء العراقيين. وذكرت الصحيفة في عددها امس ان المعتقل المذكور ترك بعد ٨ ساعات من التعذيب شبه فاقد للوعي يوشك على الموت. وتم نقله من أحد المعسكرات في مدينة البصرة وهو ينزف ويتقيأ بعد كسر فكه وأسنانه ليتم إلقاؤه من على متن الشاحنة، ولا يعرف أحد إن كان قد مات أم انه لا يزال على قيد الحياة.
وأوضحت “الديلي ميرور” ان صور التعذيب البشع التي نشرتها أمس تسلمتها من أحد المهاجمين وزميل آخر له، وقالت إنها وافقت على حجب هويتيهما، إذ يخشيان ان يتم الانتقام منهما، وأثار نشر الصور غضب رئيس أركان الجيش البريطاني الجنرال سير مايكل جاكسون الذي قال إنه اذا ثبتت صحة تلك الصور فإن الجناة لا يصلحون لارتداء زي جيش الملكة اليزابيث، واكتفى المتحدث باسم رئيس الوزراء توني بلير بالتأمين على تصريحات الجنرال جاكسون.
وفيما أعرب عدد من قادة الجيش البريطاني عن اعتقادهم بأن تلك المشاهد تمثل حادثة معزولة، ذكرت “الديلي ميرور” أن جنوداً اتهموا الضباط البريطانيين بغض بصرهم عنها، ونسبت الى أحد الجنديين اللذين سلماها الصور قوله: “أساساً” كان هذا الشخص يؤشك على الموت ولم يعد قادراً على تحمل مزيد من الضرب وفجأة جاء ضابط واكتفى بالقول: تخلصوا منه، أنا لم أر شيئاً، وتم تمزيق الأوراق المتعلقة بالعراقي وتم إلقاؤه من الشاحنة وكان القناع لا يزال على رأسه”.
وأشارت الصحيفة إلى أن أسيراً آخر ضرب حتى الموت، بعد اسابيع من التقاط الصور التي نشرتها، اثناء وجوده في حراسة القوة البريطانية نفسها، وذكرت ايضاً انه تم العثور على شريط فيديو يصور مشاهد إلقاء سجناء من على احد الجسور.
وطبقاً للصحيفة التي خاضت حملة مشرفة ضد الحرب على العراق فإن الجندي البريطاني الذي اشارت إليه بالحرف (أ) حكى كيف تم القبض على المعتقل العراقي للاشتباه في قيامه بالسرقة من الميناء. وأضاف: المسألة تقتضي ان تستهدف رجلاً ثم تتجه نحوه تبدأ ضربه فوراً وبعد ركلتين ولكمتين تتم السيطرة عليه ثم تقوم بجره إلى مؤخرة المركبة”، وعلى الاثر تم وضع كيس على رأسه ووثقت يداه خلف ظهره.
وقال الجندي (أ) ل “الديلي ميرور”: “اثناء حملنا له إلى مؤخرة المركبة كان يتعرض للضرب، وضرب بالهريّ على ركبتيه وأصابه وأصابع قدميه ورأسه وكوعه، وعادة لا نمس الوجه حتى نصل به إلى معسكرنا، لأنك ستجد نفسك في مشكلة إذا بدت آثار ضرب ودماء على وجهه، إذن المسألة تتعلق بضرب بدنه وتخويفه بالتهديد بأننا سنقتله”.
وذكر الجندي انه بسبب سخونة الجو تم وضع العراقي على متن شاحنة حمولتها ٤ أطنان توجد على متنها اريكة خشبية، وهناك التقطت تلك الصور البشعة، وأضاف: “مر عليه الجنود بالدور وضربوه على وجهه بأسلحتهم وركلوه بأحذيتهم، وظللنا نضربه نحو ثماني ساعات، وكان واضحاً من الضربات الأولى أنه بدأ ينزف. ومع ذلك تم التبول عليه وكان يتقيأ أيضاً”. وزاد الجندي (أ): “نزعنا القناع عن وجهه وأعطيناه شيئاً من الماء وجعلناه يستريح نحو ١٠ دقائق. ولم يكن قادراً على الكلام سوى التفوه بعبارة “لا يا سيدي. . لا يا سيدي، وقد ضربته أقل من الآخرين، لكنني انضممت إليهم، وقمت وزميلي الجندي (ب) بتهدئتهم. ثم يأتي زميلان ليبدأ الضرب من جديد، سقطت احدى اسنانه، وكان فمه ينزف بغزارة وكذلك كان ينزف من انفه، لم يكن قادرة على الكلام فقد تم كسر فكه بعد ساعات عدة من الضرب. كان يوشك على الموت”.
وأضاف الجندي (أ) طبقاً ل “الديلي ميرور” بعد ذلك جاء الضابط وأمر بالتخلص منه، وعاد الجنود وقالوا إنهم عادوا به الى الميناء وألقوه من على الشاحنة وهي تسير بعدما فكوا وثاق يديه لكنهم تركوا القناع على رأسه، انه حقاً لم يفعل شيئاً.
لقد شعرت بالأسف عليه، لم أبد مشاعري، لكنني كنت ادرك ان ذلك خطأ”.
وذكرت الصحيفة ان الجندي (أ) أبلغها بأن حادثة الضرب التالية التي أشار إليها وقعت في سبتمبر/ايلول الماضي، وأضاف: “نحن لا نساعد انفسنا هناك، لن نتمكن مطلقاً من كسب مودة العراقيين، إننا نخوض حرباً خاسرة”.
ونسبت الصحيفة إلى الجندي (ب) قوله إنه في اعقاب حادثة سبتمبر/أيلول ٢٠٠٣ صدرت أوامر للقوات البريطانية بتدمير أي أدلة، وقال: “تلقينا تحذيراً من ان الشرطة العسكرية عثرت على شريط فيديو يظهر فيه جنود يلقون بعراقيين من على أحد الجسور، لم يقولوا لنا: لا تفعلوا ذلك، ولا توقفوا ذلك، بل كان الأمر لنا: تخلصوا من هذه الاشياء التي يمكن ان تجرّمكم”.
وقال أحد الجنديين للصحيفة: “لا استطيع ان اصدق ان الأمر استغرق طويلاً لكي يقاوم العراقيون، لو كنت المقصود أنا أو اسرتي فإنني سأنتقم في الحال”.
وأضاف: “لقد عذب العراقيون تعذيباً شديداً وطويلاً ولا يمكن ببساطة ان تذهب إليهم الآن لتقول: حسناً دعونا ننس ما حصل ونبدأ من جديد”، وقال: “اننا نكافح الآن، فكثير جداً من العراقيين اضحوا ضدنا”.
لندن “الخليج”:
http://www.alkhaleej.ae/articles/show_article.cfm?val=73823