تسربت لنا أخبار مؤكدة من مصدر موثوق جدا * بأن جهاز الاستخبارات الاسرائيلية (الموساد) شكل في نهاية شهر يناير من هذا العام ٢٠٠٤ وحدة كوماندوز سرية خاصة من عناصر مستنقاة من البيشمرغة الكردية، وأضاف المصدر أن أكثر الشخصيات السياسية والحزبية من جماعتي البرزاني والطلباني ليس لهم أي علم بهذا الموضوع ما عدا شخص البرزاني والطلباني وقلة قليلة من الدائرة الأمنية والحزبية الضيقة التي تحيط بهما، ومضى المصدر يقول أن تشكيل هذه الوحدة جاء بناءً على طلب خاص نقله ضابط متوسط في الموساد الإسرائيلي إلى البرزاني والطلباني وذلك في شهر ديسمبر من العام الماضي ٢٠٠٣ أمضى خلاله قرابة الأسبوع في أربيل والسليمانية والتقى سرّاً بشخصي البرزاني والطلباني عدة مرات وأجرى لقاءات مكثفة مع الدائرة الأمنية الضيقة لهما وكان يتصل بالطرف الإسرائيلي مباشرة وينقل له مواقف الطرف الكردي أولاً بأول للتشاور معه والوصول إلى نقطة أهداف مشتركة بين الطرفين وقد تم ذلك بالفعل في نهاية المطاف إذ وافق الطرف الكردي على القرار الإسرائيلي الذي اتخذه مائير داغان رئيس جهاز الموساد شخصيا بتشكيل وحدة كوماندوز كردية سرية خاصة تخضع مباشرة لإشراف الموساد، وقد تم اختيار حوالي ٦٠ فرداً من البيشمرغة بعناية فائقة جدا مقسمين بالتساوي بين جماعتي البرزاني والطلباني إذ أشرف على اختيار جماعة البرزاني حسين سنجاري مسؤول الآسايش بينما رشح سركوت رسول علي نائب جلال الطلباني أفراد جماعته وقد سُمِّيت هذه الوحدة باسم (وحدة مام ريشه)، وتم نقل أفرادها من مطار كركوك إلى مدينة (نتانيا) الإسرائيلية في بداية شهر شباط ٢٠٠٤ على متن طائرة عسكرية أمريكية، إذ خضعت هذه الوحدة لإقامة سرية في إحدى المعسكرات منعزلة عن المدينة وكان لا يسمح لأفرادها بالخروج من المعسكر بتاتاً، ثم دخلت بمجرد وصولها إلى المدينة دورة تدريبية مكثفة استمرت أكثر من شهر ونصف تحت إشراف ضابط في الموساد يدعى العقيد عميت وهو من أصل كردي، وتركزت الدورة على القيام بعمليات الاغتيال وبمختلف الوسائل والطرق، والتدريب على عمليات الخطف والتخريب وزرع العبوات الناسفة وكذلك على عمليات تفكيك بعض الأجهزة المعقدة وأساليب نهب الآثار والمتاحف، وأضاف المصدر أن (وحدة مام ريشه) رجعت إلى كردستان (شمال العراق) آواخر شهر آذار وباشرت بواجباتها العملية على الأرض في الرصد والمتابعة الطويلة وتسجيل تحركات الأهداف كخطوة أولى بعد أن وُزعت إلى خلايا صغيرة مؤلفة من قرابة ١٠ أشخاص يقود كل منها ضابط من الموساد أربعة منهم من أصل كردي ويتقن كلهم اللغتين الكردية والعربية ويلبسون ملابس البيشمرغة الكردية عندما يكونون في المناطق الكردية، وأن هذه المجاميع توزعت على محافظات رئيسية في العراق كبغداد والموصل وكركوك والبصرة والنجف وكربلاء والناصرية والرمادي وتستطيع التحرك في كل نقطة من العراق حسب الضرورة، إذ اتخذ أفرادها من منازل بسيطة لا تـثير شبهات الناس كمقرات لهم في هذه المحافظات بينما بقي المقر الرئيسي في مدينة السليمانية والذي يديره العقيد عميت شخصياً، ومضى المصدر يقول بأن كبار المسؤولين في القوات الأمريكية في العراق كالحاكم المدني بول بريمر والجنرال سانشيز وأبو زيد وكميت وغيرهم يعلمون بأمر هذه الوحدة قبل تشكيلها حيث استحصل الموساد موافقتهم قبل المضي في المشروع، وأن أفراد (وحدة مام ريشه) يحملون هويات عسكرية أمريكية خاصة تسمح لهم بحرية التنقل في عرض العراق وطوله، وركز المصدر على أن الموساد زود هذه الوحدة بقائمة أسماء أولية لمئات الشخصيات العلمية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية لغرض إلقاء القبض عليهم وخطفهم بعد ذلك إلى إسرائيل وإن تعذر ذلك فتصفيتهم في أماكنهم وعلى الفور إذ أن الوحدة استلمت أجهزة اتصالات ورصد وتصوير وكشف متطورة جدا إضافة إلى أسلحة خفيفة عصرية وبمختلف الأحجام تشمل كواتم الصوت والرشاشات واستلمت أيضاً مواد شديدة الانفجار.
وأضاف المصدر كذلك بأن الجهة الكردية سلَّمت بكل الشروط الإسرائيلية فيما وافق الجانب الإسرائيلي في المقابل على الطلب الكردي اليتيم في السماح لهذه الوحدة بتنفيذ بعض العمليات لصالح البرزاني والطلباني وتشمل هذه العمليات تصفية بعض الشخصيات العراقية التي يرى الجانب الكردي أنها تشكل خطورة على مصالحه ومشروعه المستقبلي في إنشاء الدولة الكردية أو أنها قد تقف حجر عثرة أمام تلك الطموحات الكردية وتشمل القائمة الكردية أسماء مجموعة من الشخصيات العراقية الدينية شيعية وسنية وشخصيات سياسية وأكاديمية وقضائية وإعلامية تركمانية وعربية وآشورية مع استهداف الناشطين من تجارهم الكبار كما أن القائمة الكردية تحتوي على فصل خاص للقيام بعمليات التخريب والتدمير واستهداف بعض المنشآت الخاصة الفعالة لهذه القوميات وبعض المؤسسات الدينية الشيعية والسنية في أسلوب لإثارة الفتن وضرب هذين المذهبين الكبيرين ببعض كوسيلة تعود بفائدة جمة على الأطراف الكردية وتهيء لها إنشاء دولة كردستان مثلما تعتقد حسب المصدر، وتابع المصدر ليضيف بأن ضباط الموساد اختاروا أشخاصاً معينين من هذه الوحدة وأمروهم بتطويل لحاهم والتردد على المساجد لغرض إبعاد الشبهات عنهم بعد أن يتم دسهم في المدن السنية كالفلوجة والرمادي كما أنهم اختاروا أفراداً من الأكراد الفيلية** المتواجدين في الوحدة لغرض إرسالهم إلى المناطق الشيعية المهمة كالنجف وكربلاء والبصرة والناصرية، والهدف من ذلك كله تنفيذ التعليمات التي تصدر من المقر الرئيسي في السليمانية بحذافيرها من مراقبة الأهداف المتواجدة في هذه المدن السنية والشيعية ورصد تحركاتها والتجسس عليها وجمع المعلومات الكاملة عنها وتزويدها للمقر في أسرع وقت وفرصة ممكنة من خلال أجهزة اتصالات متطورة وصغيرة جدا يسهل إخفاؤها يملكونها معهم، وأكد المصدر كذلك على أن خلايا (وحدة مام ريشه) وبعد مدة تقرب من عدة أسابيع من المراقبة والرصد وتسجيل المعلومات بالصوت والصورة والكتابة باشروا عملياتهم على أرض الواقع ابتداءً من النصف الثالث من الشهر الماضي (شهر أبريل) واستطاعوا في إحدى العمليات في بغداد من خطف عالم فيزياء عراقي كبير (لم يذكر لمصدرنا شيئاً عن اسمه) وتم نقله في طائرة إسرائيلية خاصة تتغطى بالعلم الأمريكي لإبعاد الشبهات عنها تقوم بسفرات شبه يومية من مطار كركوك إلى تل أبيب وبالعكس، وتوقع المصدر في ختام كلامه بأن الشهر الحالي والأشهر القليلة القادمة ستشهد موجة واسعة من عمليات خطف العقول العراقية والشخصيات الدينية والسياسية والاجتماعية والإعلامية البارزة أو اغتيالهم مع عمليات تفجير وتدمير وتخريب ضخمة تستهدف الأماكن العامة وبعض المؤسسات الهامة.
* المصدر شخص موثوق بكلامه قريب لمسؤول أمني كبير في حزب جلال الطلباني شارك في تشكيل (وحدة مام ريشه) وروى بنوع من التفصيل عن الوحدة وأهدافها لمصدرنا هذا.
** هم مجموعة صغيرة من الأكراد (يشكلون حوالي ٥٪ من مجموع أكراد العراق) وتعود أصولهم التاريخية القريبة إلى ولايتي لورستان وإيلام الإيرانيتين ولا تزال عشائرهم وقبائلهم الأصلية تسكن في إيران.