اللهم لا راد لقضائك ولا حول ولا قوة الا بك، وانا لله وانا اليه راجعون.
الليل مهما طال فلابد من طلوع الفجر، والعمر مهما طال فلابد من دخول القبر.
سبحانك جلت قدرتك القادر القدير على كل شيء لا تؤخر الساعة اذا اتت ولا تقدمها. . .
ايها الساكن في الضمير والوجدان.
رحلت وتركت فينا جرحا لا يندمل ولا يلتئم. . رحلت ورحيلك احدث فراغا في نفوسنا، رحلت وانت تتحدى الصعاب بإيمان مطلق بعدالة قضية آمنت بها، فكنت القوة المحركة في احد مفاصلك واحيانا في جملتها تنتقل من مفصل الى اخر تديمها تارة وتمنحها زخما اضافيا تارة اخرى، رحلت وقد اخذت من كل منا جزءا لا يعرفه الا صاحبه، رحلت وانت الانسان الكبير المنشغل بقضايا امته المصيرية وقد كنت عودا صلبا لا يعرف الملل ولا الكلل بوجه الرياح العاتية.
كيف الرثاء. . . كيف الحزن. . . . وكل شيء عن وصفك عاجز، فأنت الذي رسمت طريق العمل السياسي لرفاقك واقارنك بعد ان زرعت فيهم حب الانسان لاخيه الانسان وجعلت محبتك لهم ومحبتهم لك تقترنان مع انفاس الهواء لتختلط مع الدم الذي يجري في العروق.
لقد كنت رجلا مدركا لتطلعات وطموحات بني قومك، صديقا حميما للجميع، صبورا ومكابدا مجدا في انتزاعك للحق، سجلت حضورك المتميز للحوار والمناقشة في اقناع المقابل لتنال احترامهم وتقديرهم بحق حتى اكتسبت صفة (الرمز) للنضال، شمسا لا تعرف الافول في سبيل عزة التركمان خادما لقضيتهم العادلة حتى اخر انفاسك بروحك الوطنية والقومية وافكارك النيرة وثقافتك السياسية وتجاربك المفيدة. رحلت وانت بقامتك وهدوئك وسكونك اسد ضرغام لم يعرف الخوف طريقا اليك، لا تبالي المخاطر ولا تهاب الموت، كيف نملأ ونشغل مكانك. . . وخاطرتك وذكراك في كل مكان وقبلها في النفس والقلب، فيوم غيابك توقف الزمن معنا حيث بحثنا عن وسيلة لتحريكه والسير قدما على الدرب الذي مشيت ففشلنا لان جميع أحاسيسنا شلت واصبحت كآلة لا يحركها سوى ذلك القلب النابض بحبك والاعتزاز برفقتك.
هنا عدنا وجوارحنا الممزقة لفراقك الى القلم للرثاء والاستنكار، فرد القلم طالبا الوقوف امام ثراك باجلال واحترام لقراءة سورة الفاتحة على روحك الطاهرة سائلين المولى ان يغمرك بواسع رحمته ويلهمنا الصبر.
عهدا منا ان تبقى رمزا شامخا بيننا، شاهدا للتضحية والتفاني في سبيل نيل الاماني وتحقيق الاهداف وان تبقى صورتك اكاليل غار فوق رؤوسنا وذكراك خالدة متوقدة نستلهم منها الضوء لدربنا النضالي لتنام قرير العين.