المهمة تحققت" قالها بوش قبل عام بثقة معتقدا أن لا أحد بأمكانه الوقوف أمام قوة وعجرفة أمبراطوريته. ظن الأمبراطور التكساسي أن العالم عبارة عن ولاية تكساس التي يسودها قانون القوة و الغاب خاصة عندما كان "شريفا" عليها لا ينقصه سوى نجمة شريف المدينة كي يلصقه على صدره مثلما نرى الشريف في أفلام الكاوبوي. قالها معتقدا أن الأمور أستتبت له و ذلك بمجرد ضربه للقانون الدولي عرض الحائط وأن بأمكانه سلب و نهب و تركيع العراق و العراقيين بذهنية رعاة البقر. لم يكن يدري بأن هذا الشعب الذي ذاق الظلم لمدة خمسة وثلاثين سنة سوف لن يقبل الركوع مرة أخرى. كان صدام حسين و أمريكا و كل القوى العظمى ضد هذا الشعب المسلوب أرادته. أما الآن فالظرف مختلف ولا يمكن للشعب العراقي أن يقبل بالطغاة مرة أخرى وهم يثبتون للعالم يوما بعد آخر أرادتهم هذه بمختلف الوسائل المتاحة لهم. والطغاة يحاولون قمعهم بأفتك ما يملكونه من أسلحة و مخططات خبيثة. من جملة هذه المخططات الخبيثة هي لجوئهم الى عمليات الأغتيالات السرية و العلنية لكل الذين يعارضون مخططاتهم الخبيثة ضد العراق و العراقيين و ذلك لأرهابهم و تركيعهم. هذه العمليات طالت معظم الشرائح العراقية من سنية و شيعية و مسيحية ومعظم القوميات و شخصياتهم السياسية و الدينية و العلمية و الثقافية. وفي الآونة
الأخيرة زادت هذه العمليات الدنيئة ضد تركمان العراق بالذات. لقد نالت الأغتيالات و الأعتداءات شخصياتهم السياسية والدينية والثقافية الذين كانوا يناضلون بشكل سلمي من أجل تحقيق حقوقهم المشروعة التي هضمها النظام العفلقي في السابق وأكملت هضمها الأدارة الأمريكية و مرتزقتها في مجلس الحكم. أنها نفس سياسة الأرهاب التي كان يمارسها صدام ضد كل من يقف في وجهه. وهكذا الأمر في أيامنا هذه حين وقف التركمان ضد كل أجراء تعسفي صدر ضدهم وضد العراق. وكان طبيعيا أن يلجأ الطغاة الجدد لترهيب التركمان لموقفهم الوطني المشرف. واليوم أضاف الطغاة الى قائمة جرائمهم أسماء جديدة بعد أن أغتالوا قبل أيام الشهيد المناضل شعيب قبلانلي في مدينة الموصل و الشهيد مصطفى كمال يايجلي في كركوك كما أصابوا المناضلين نجم الدين قصاب وعلي مهدي. وكان لهؤلاء المناضلين الشرفاء دورا مهما في ساحة النضال التركماني والعراقي وكانوا يعملون بكل أخلاص لأجل تحقيق مطالب أخوانهم التركمان و الوقوف ضد كل عمل تأمري لتقسيم العراق. ترهيب التركمان يتواصل. فبالأمس حاولت مجموعات آثمة أغتيال رئيس الجبهة التركمانية والبعض من مسؤولي ألجبهة و الأحزاب التركمانية وأعلاميي التركمان واليوم تضيف تلك المجموعات المجرمة أسماء شرفاء آخرين ألى قائمتهم. لكن الجناة لا يعلمون أو لا يريدون أن يعلموا أن زمن الظلم و التركيع قد ولى و أن الشعب العراقي بكافة أطيافه يقفون لهم بالمرصاد.