ما صادفته الا مهموما بالشعب والوطن، ما طلبت منه ان نفعل شيئا للشعب وقال لا، كنت اتصور أن التركمان يسكنون داخل أوردة وشرايين جسده، عاش ومات وهو يحمل هموم التركمان.
ربما تصورت لوهلة انه ارتاح من همنا المزمن وربما لم يرتح، لأنه ذهب وهو غير مطمئن الى مستقبل التركمان. عندما كان يتكلم عن وطنه كان يتحسر لسنين الغربة التي عاشها خارج الوطن وحينما كان يجادل الأعداء كنت تشعر ان عملاقا يتحدث. في التشييع المهيب كنت اشعر به أمام الجماهير كعادته يحمل علم التركمان.
وكلما رأيت مجموعة من المراسلين كنت أتصوره بينهم وتخيلت صوته، وهو يسأل أين (رياض) أين رفيق دربي، وتصورت في موكبه الذي كان التشييع الأكبر في كركوك. انه لا زال بيننا وهو يوجه لا تحتكوا بأحد ولا تعتدوا على احد، كلنا ابناء وطن واحد ونحن ملة حضارية متمدنة، وكان مصطفى كمال ضمير شعبنا، وكانت عينا هذا الضمير تنظر الينا. أ يعقل ان يكون هذا موكب تشييع مصطفى كمال، كيف ستبدو اروقة (الميللى) بغيابه، مع من سيتناقش جمال شان وكنعان سقا من مستقبل شهلة رأسه، وكاد الامل ان يموت، إلا أن رجالا عظام خلفهم هذا الرجل من بعده وخلفه حزب كبير، وهو منة دعائم الجبهة التركمانية العراقية . وتذكرت ان القضية قد دامت بعد عادل شريف وصلاح الدين اوجى وعبدالله عبد الرحمن ومحمد قورقماز وغيرهم ممن جعلوا المشانق أوسمة شرف لهم من اجل شعبهم، وهكذا كان (كمال) ، فقد عاش ومات على درب النضال المقدس، لتقر عيناً يا ايها القائد التركماني الكبير. الى اين كان القدر يسوقك الى اين كنت تريد الذهاب هل اشتاقت روحك الى اهل طوز ام اهل كفري ام كنت تريد ملاقاة التركمان في بغداد هل كنت على موعد مع احبائك في آمرلى؟
لقد ظلت عيناك تحملان دمعة وهي ترنو الى شعبك. اننا نعاهد روحك الامينة أن يلد شعبنا الف مصطفى كمال ونعاهدك على مواصلة النضال والسير على نهجك.
نم قرير العين يا شهيدنا، سنكمل رسالتك ان شاء الله.