إغرورقت عيناي بالدموع وأنا اتابع احداث المؤتمر الوطني العام لتركمان العراق الذي عقد في بغداد الاربعاء الماضي (٢٦/٥/٢٠٠٤) والذي ضم في داخله اكثر الحركات والاحزاب التركمانية العاملة في الساحة وهذه بداية خير وحُسن كلام، نقول ويردد معي الشعب التركماني من تلعفر الى قزانية حسنا فعلتم ونِعم اجتمعتم ونِعم قررتم نضع ايدينا بايديكم ونحن كلنا جنود لكم مادمتم لاجل التركمان مجتمعين، رغم البيان الختامي الذي وصل اليه المؤتمرين بسيط وفقير ولكن هو الحدث نفسه يعتبر تطوراَ وشموخاَ واكتساحاَ للساحة التركمانية وجرعة قوية لنيل الاهداف المقدسة نحن نعلم بأن الامكانات قليلة والمؤامرات التي تحاك على التركمان من الاصدقاء والاعداء كبيرة ولكن ما وهنت امة تملك الصم الصياخيد من الشعب والقادة.
اعتبر هذه اللحظات احتفالية صادقة وصريحة يُشكرالقائمون عليهاوالمشتركون فيها شكرا جزيلا فالخطاب والعمل الصادق يخرج من القلب ويسكن في النفوس والعقول والقلوب، سميتم الاشياء بأسمائها، ونفضتم الغبار عن حقائقنا التي عشنا عليها، تاريخا٠٠ حاضرا وماضيا، ووجدانا، ودماءا سالت كالانهار٠٠ دفاعا عن ديننا ووطننا، ومستقبل اجيالنا،في وقت تكاد الالاعيب والتدجين السياسي والتطبيع الثقافي ان تطمس كل ذلك التاريخ بجرة قلم أسود وتهدم حصوننا الوجدانية والثقافية ٠٠
تنهال علينا السموم، وتحيل عظامنا هلاما، بينما الاعداء متعافون يملكون وسائل البقاء!
ان التركمان بجميع اطيافه المخلصة٠٠٠ يعمل من اجل تغيرسياسي ناجح في الوسط التركماني لذا فان خطاباته صادقة التوجه وموضوعية الكلمة، له حضوره الدائم في العقل والوجدان وصداه يدوّي كل ارجاء الوطن. . . وقياداته لايكلّون ولا يملّون وهم قادرون على اخذ زمام الامور بكل جدارة لترسي سفينته بكل أمان وأطمئنان على شاطئ السلام.
حركة رد الفعل والتعامل العاطفي في احداث خطيرة في تاريخ الامة لا تجني ثماراً فقط بل قد تجرّها الى متاهات ونهايات لا تحمد عقباها وعندها الكارثة الكبرى. . . لذا فان التعامل المنطقي والعقلائي هو الذي يضع النقاط على الحروف وهو الذي يرجّع للامة ثقتها وقوتها ومرونتها في إدارة الصراع وبالتالي يتمكن القائد ان يقود شعبه ومريديه بكل هدوء وطمأنينة الى النصر وعندها جنة المأوى. . . وهذا لا يتم إلا بالمشورة والوحدة والعمل الدؤوب.
الاتحاد الاسلامي لتركمان العراق يرى بان هذه الخطوة الايجابية التي بدأت سوف تستمر ان شاء الله تعتبر من اوليات العمل السياسي المشترك هذا إذا كان الوضع السياسي هادئ ومستقر وكيف بنا نحن العراقيون عموما والتركمان خصوصاً نمر بمرحلة عصيبة، حيث الاعداء والخصوم يحيط بنا من كل جانب،فحريّ بنا نحن التركمان بما نملك من ثقافة وتاريخ حضاري هادئ ومستقر ان يكون العمل السياسي المشترك والذي يجمع فيه كل الاخوان والاصدقاء من بنات افكارنا وتوجهاتنا. . . ونحن في الاتحاد الاسلامي لتركمان العراق نعتقد. . . بدأ خطوة الف ميل بخطوة. . . وان في الايام القليلة القادمة سوف يتطور هذا التوجه ويكون لتركمان رأئ واحد ومرجعية موحدة في البت في الشأن التركماني، نحن في الاتحاد رغم اننا تعاملنا مع الاحداث المؤلمة التي مرت على التركمان بكل ثقة وإقتدار وتمكنّا ان نحيط ونحدد امتداد تلك الاحداث الى اقل مساحة تذكر ثم تمكنّا من ادارتها بكل جدارة واقتدار فكانت الخسارة قليلة_رغم ان سقوط قطرة واحدة من دم شهيد غال غال_ كنا نؤكد على ضرورة ان يبت الشأن التركماني مرجعية تركمانية مكونة من جميع الاطياف التركمانية والمخلصين من التركمان وهاهو في طريقه ان شاء الله الى المثول.
ونحن واثقون بأن الامور سوف تؤول الى الاحسن وان جميع الاطراف احسّوا بأخطائهم ويريدون اصلاحها بكل شئ ونتمنى ان تستمر مثل هذه الاجتماعات حتى يؤخذ بيد هذه الشريحة المظلومة التي عاشت دهرا من الظلم والاضطهاد الى سلام وأمان.
اخوتي المجتمعون. . . اخوتي في النضال يامن اوصلتم صوت التركمان إلى هذه القمة وصنعتم منه عملاقا لاينافسه الاقزام٠٠٠لاتنأوا، لايعوقنّكم عائق اوجرح عن مواصلة النضال،لبعث كل القدرات الكامنة في جسد هذا الشعب والذي هي كثيرة الى العمل والديناميكية، حتى يضمّد جراحه، ويرى طريقه في علو فوق الصغائر وألالام٠