بعد انتهاء ساعات العمل اليومية قفلت مسرعا الى البيت لأتابع الخبر المفرح تشكيل الحكومة وتعيين الرئيس وكأي عراقي أتطلع الى مستقبل زاهر آمن يعيش فيه العراقي حرا كريما تحت مظلة قانون الجميع فيه متساوون كأسنان المشط- ولو أن في هذه الأيام تغيرت حتى أسنان المشط -لا يشعر مواطن أنه من الدرجة الثانية أوالثالثة.
الديمقراطية مصطلح كثيرة التداول هذه الأيام ولكن من الناحية الأدبية والتصوير الفني لا أرى لهذه الكلمة جاذبية تشد السامع اليها ككلمة الحب والسلام والوطن والعدل على كل حال هذه الكلمة المعقدة في حروفها التي ترن في اذان العالم جميعا يا ترى هل نراها هل نحسها هل نشمها هل نتذوقها هل هي حلاوة توزع للجميع أم كعكة تتقاسمها الأقوياء هل سنحسب بشرا هل سيعرف الآخرون اننا أبناء هذا الوطن ودماءنا الجارية تشهد ولسنا غرباء أو دخلاء وهل ستتوزع الثروة بين الجميع بعدالة وهل سنرى الضمان الاجتماعي بعد أن سمعنا به منذ عقود هل سيكون رجل الأمن محببا إلينا لأنه يحمي المواطن والوطن من عيون تريد الشر لنا هل سنكون ممثلين في هذه الحكومة ونشعر انها منا وإلينا وأسئلة اخرى وامنيات ورجاء تدور دوران الرحى وتطحن ما بقي من الأمل في قلوبنا وهكذا بدأت اتنقل من قناة الى قناة وأستمع الى الاخبار موجزها وتفاصيلها وعندما يصل المذيع الى أخبار فلسطين ادير القناة وكان القتل والهدم والتعذيب هناك هو الديمقراطية بعينها وأدعياء الحرية والديمقراطية يرون ويسمعون ما يجري هناك كل يوم ولا يحركون ساكنا ربما ابتعدت عن الموضوع لا بل أنا في صلب الموضوع ثم بدأت أتصفح المواقع في عالم الانترنت علني أجد ذاتي- أو نصف ذاتي أو ربع ذاتي أو يقولون كان هنا قوم – في الحكومة الجديدة وأرجع واكرر ربما لم تر عيناي الياور رئيسا للجمهورية والعلاوي رئيسا للوزراء والجعفري نائبا للرئيس-ولو أنه يستاهل اكثر- والوزير الفلاني سني والاخر شيعي والاخر كردي ورأيت شخصا واحدا سمعت أنه تركماني ولكن رأيت في موقع قناة الجزيرة مكتوب أمامه كردي ربما لحاجة في نفسي يعقوب قضاها اذن أين نحن ومن يمثلنا وأين من يمثل أكثر من ثلاث ملايين تركماني أين ما قدمناه من الدماء الزاكية دفاعا عن القيم والمباديء وماالذي اختلف يا ترى عن زمن الطاغية أفرك عيناي واتابع القراءة بالعين مرة كما علمنا المعلم في الأبتدائية كيف تقرأ بالعين فقط وبصوت عال مرة اخرى لا قنع نفسي بأنني سأجد اسما لمن يمثلنا أو فعلا أو حرفا أو كلمة لكن دون جدوى ورجعت القهقهرى الى الوراء وبدأت أتحرك فوق الكرسي وظننت هنيهة أنني أصبحت مفكرا وتوصلت الى أمر خطير وهو أنك لا تصل الى الديمقراطية الا عبر العنف ولا يحترم في هذا العالم الا القوي ومنطق القوة والديمقراطية وجه آخر للديكتاتورية ستدوم قرنا ثم تضمحل، والا فلماذا هذا التغييب والاستبعاد للتركمان ألأنهم اناس مسالمون طالبوا بحقوقهم عبر القنوات الدبلوماسية.
وكوني واحدا من التركمان ارفع التهاني والتبريكات الى العراق والعراقيين بوجود الرئيس ونوابه كائنا من كان في هذه المرحلة الراهنة والحكومة ووزرائها.
اوجه ندائي الى سيادة الرئيس ونائبيه والى دولة الرئيس ووزرائه راجعوا حساباتكم فالوقاية خير واسهل من العلاج فقبل أن تتفاقم امور التركمان أنصفوهم والا حملوا أنفسكم مسؤولية زرع الطائفية والعنصرية وكفاكم ما سالت وتسيل من الدماء فكما نريد السيادة كاملة نريد الديمقراطية كاملة لكل القوميات.