فوجئنا بالمؤتمرالوطني لتركمان العراق ذو الاتجاهات المتفاوته والذي عقد في الايام القليلة الماضية في بغداد تحت شعار (من أجل نيل الحقوق الكاملة للتركمان في العراق الجديد) رغم ان هذا العمل خطوة صحيحة نحو الامام وعملية ديمقراطية جيدة تجر فتيل المشاحنات السياسية التي تحدث بين حين واخر داخل البيت التركماني وتعطي للاطراف التركمانية العاملة في الساحة السياسية الجرءة في الاقدام
والشرعية في الطلب هذا من جهه ومن جهه اخرى ينمّي في الطرف المقابل اقصد الخصوم حالة اليأس والاحباط أمام وحدة شعبنا وامتنا، ولكن بين المطاليب التي أقرّه المؤتمرون والتي هي مطاليب حقيقية وجبارة ومن صلب مطاليب الشعب التركماني وبين الطموح الواقعي التي يأمل كل تركماني ان يراه في التطبيق فاصلة زمنية _ لااريد ان ازرع اليأس في قلوب المؤتمرين والشعب التركماني_ لان من الطبيعي عملية التفكير ووإقرار الصيغة لو قدر لها ان تكون سليمة ومنطقية فليس بالضرورة ان الترجمة العملية لها في ساحة الواقع ستكون على الدوام سليمة وصحيحة...صحيح ان المفكرون والمقررون عندما يبلورون فكرتهم ويرسمون خططهم يأخذون بنظر الاعتبار الاركان الاساسية لاية عملية فكرية..فيحدد الهدف بوضوح ، ويقرر مالابد منه للبداية بالمسير نحو الهدف المحدد ثانيا، ولا يغفل ثالثا عن تشخيص مراحل السير وحدودها ، وما تتطلبه من عوامل وضوابط ، وما تعرض عليه مسيرته من سنحات واحوال ، وما سيتعرض طريقه من موانع وعقبات...وكيف السبيل الى تذليلها واجتيازها؟...كل هذا فعلا حصل في الفكر والإقرار ، ولكن الصعب المستصعب ان يكون _ كل هذا_على ارض الواقع ممارسة متكاملة وحركة فعالة مستقيمة باتجاه الهدف لان هناك مشاكل وعقبات تعاني منها التركمان سواء كانت هذه العقبات ناجمة من داخل البيت التركماني والاطياف المجتمعة في المؤتمر او من خارج البيت التركماني بما تملك من خصوم اقوياء لهم اصوات مسموعة في الساحة العراقية بين هذا وذاك ندون
مايلي:
١- ماكتب ودون في البيان مطلب سليم ،هذا لا يكفي وحده ، أن على المؤتمرين والاطياف التركمانية المشتركة الاعتقاد الراسخ والايمان القوي بان هذه المطاليب حق طبيعي يجب تطبيقها وهذا يحتاج عزيمة الرجال الاوفياء ذو القلب الواحد والجسد الواحد...هل نحن هكذا
٢- إذا فرضنا جدلا باننا هكذا علينا أن نزيل كل تبعات الماضي من اننا الممثل الشرعي الوحيد لهذه القومية ونفتح المجال لكل المخلصين من التركمان ان يشترك في هذه العملية الديمقراطية وهذا قد يتناقض مع الاسلوب التربوي التي سلكناه مع اعضاءنا ومحبينا وانصارنا طوال السنوات الخمسة عشر ، قد يحدث مفارقة ما هل نحن مستعدون لبلعه؟
٣- ماذا عن الخصوم الكبار هل نحن قادرون على ان نزيل هذه العقبة عن طريقنا إذا قلنا باننا سوف ننتصر عليهم ونهزمهم هذا خلاف العقل والمنطق لاننا سياسيا وعدة وعددا لا نقدر على ذلك ، واذا قلنا يمكننا ان ندخل معهم بالعقل والمنطق لنحاورهم ونسلب منهم حقنا امام العرف الديمقراطي الحاصل في العراق هذا ممكن ولكن هذا رغم مسافته الزمنية الطويلة يحتاج الى من يتقدم ويحمل هذا اللواء امام الخصوم لينال منهم ، في الواقع ان المدة الزمنية التي مرت علينا لا يبشر بنتائج جيدة لان التعامل السلبي بين الطرفين بعقد من الزمن اوجدت مشاحنات لا يمكن ازالتها بين ليلة وضحاها.
٤- هذه كانت معاناتنا في مناطقنا وساحات تواجدنا الواقعي كيف في بغداد والذي يجب ان يكون لنا تواجدا سياسيا مرموقاً هل تمكنا ان نحدد الاصدقاء من الاعداء؟ هل فتحنا قلوبنا وعقولنا لاصدقاءنا؟ صحيح كم استفدنا من هذه الصداقة؟ اما الاعداء هل يعجبنا ان نستمر بالعداء فيما بيننا؟ هل هذا منطق من صالح شعبنا وامتنا؟ فوق كل هذا هل كان صدى صوتنا اقوى من صوت الخصوم؟ وهل تمكنا ان نفتح القلوب للخصوم لينهال علينا الاخرين بالمحبة والانفتاح؟.
٥- اما اصدقاءنا سواء من داخل الوطن والدول الاقليمية هل هم مستعدون ان يدافعوا عنا في كل مكان؟ ام لهم مصالحهم الخاصة قد يتناقض مع مصالحنا ويدخلون في صراع ضدنا.
كل هذه التساؤولات يحتاج منا الى جواب وافي ولكن المحصلة النهائية نحن الان على اعتاب عملية ديمقراطية جيدة وما حدث من لقاء وجمع الاحباب عمل جيد يحسده الاعداء ولكن نتمنى ان لا يكون الاول منه ونتمنى ان يكون فاتحة خيرِ علينا، لاننا نحتاج الى كل تركماني شريف ، والتركمان شعب شريف مسالم يحب جاره ووطنه وقيمه وكل خير الدنيا ، وهذا ديدن المؤمنون.