المؤتمر التركماني الموحَّد حجر زاوية لتأسيس البيت التركماني
عبد الحسين القزلباشي
كَمْ أسعدتنا وأدخلت السرور في قلوبنا تلك الرسالة السياسية التركمانية التي تلقيناها من بغداد الحبيبة، ففي يوم الأربعاء الماضي ۲٦-٥-۲۰۰٤ اجتمع التركمان في مؤتمر كبير عقد في قاعة بابل في العاصمة بغداد وبمختلف اتجاهاتهم السياسية من قومية وإسلامية وبما تضم هذه الاتجاهات تحت خيمتها من أحزاب ومنظمات وجمعيات وفعاليات سياسية واجتماعية وثقافية كثيرة بالإضافة إلى الشخصيات التركمانية المستقلة المخلصة – طبعاً باستثناء الأحزاب والشخصيات الكارتونية التي تدعي بالتركمانية وهي تعمل وتأتمر بأوامر الحزبين الكرديين الاتحاد والبارتي – وقد أجمعوا جميعاً على رص الصفوف وتوحيد الكلمة وتنسيق الجهود والتحرك المشترك لخدمة قضية شعبنا التركماني وضمان حقوقه المفقودة حتى في قانون إدارة الدولة المؤقت السيء الصيت مؤخراً مثلما كانت مفقودة طوال أكثر من ثمانين عاماً من عمر الدولة العراقية الحديثة.
إن الوقت قد حان لتوحيد المواقف لما هو في صالح شعبنا وحقوقه القومية والسياسية والاجتماعية والإدارية وعجلة الزمن سوف لن ترحم التركمان بصورة عامة ولن ترحم أية جهة سياسية منهم بصورة خاصة إذا ما أصرت على السير في نفس المسالك الخاطئة السابقة والطرق الملتوية الفاشلة وذلك بالنظر من خلال عين واحدة وتفضيل المصالح الحزبية الفئوية المحدودة على مصالح وحقوق شعب نسبته أكثر من ثلاثة ملايين نسمة اسمه التركمان وإنها لعمري خيانة ما بعدها خيانة وتفريط ما بعده تفريط وجهل سياسي ما بعده جهل، فالوقت يا أعزائي وأخوتي وأحبتي من كل الاتجاهات التركمانية ليس وقت التنافس الحزبي الضيق أو الحصول على كراسي هنا ومقاعد هناك والتباهي الفارغ بها أو تسجيل نقطة سياسية في هذه المنطقة ونقطة في تلك المنطقة في وقت يغيب الشعب التركماني مثل باقي أخوته العراقيين عن حق اختيار ممثليه والانتخاب والتصويت الحر النـزيه، الوقت يا أحبتي هو وقت (ضمان الحقوق المشروعة للشعب التركماني العراقي بصورة كاملة) وبشكل متوازٍ ومتساوٍ مع القوميتين العربية والكردية ليلعب التركمان دورهم السياسي الحقيقي بحسب كثافتهم السكانية الواقعية.
أعود لأقول بأن نجاح هذا المؤتمر التركماني العام يعتبر بكل ما للكلمة من معنى عرساً تركمانياً كبيراً في العاصمة بغداد ونجاحه يبرز من خلال مشاركة القوى الحقيقية الفاعلة المخلصة التي لها ثقلها وحجمها في الوسط التركماني والتي يمكن الادعاء بأنها تمثل الجماهير التركمانية بنسبة لا تقل عن ٩٥٪ كما يظهر نجاح هذا المؤتمر من خلال التوصيات والمقررات التي خرج بها في بيانه الختامي – ويمكن مطالعة البيان الختامي من خلال هذه الوصلة http://www.kitabat.com/r20947.htm - إذ وقّع عليه جميع الأحزاب والمنظمات والشخصيات التركمانية السياسية والاجتماعية والثقافية التي شاركت في هذا المؤتمر الكبير، لذلك والحال هذه فإن الواقع يتطلب تشكيل (البيت التركماني) ليكون مرجعاً أساسياً للتركمان ولتكون له الكلمة الفصل في أية خلافات أو مشاكل أو عدم توافق يظهر بين الأحزاب السياسية التركمانية فيبت فيها بشكل ديمقراطي حر من خلال أعضائه المنتخبين من قبل أبناء الشعب التركماني الوفي.
وسؤالي هو: أما آن الأوان لهذا البيت التركماني في أن يرى النور؟