دفاعا عن الاستاذ صبري طرابيه: مغالطات السيد قاسم مهدي
س. باشالار
اتكفي الحذلقة اللغوية في مخاطبة احاسيس ومشاعر القارئ لتوصيل كاتب من هذا النمط، الى اهدافه الغير الموضوعية، عن طريق تضليل القارئ بمزاعم لا تحمل مصداقية في المضمون؟ بالنسبة لي، هذا ممكن، خاصة اذا كان القارئ مهيئا مسبقا للتعاطف مع تلك الأفكار التي تتوافق مع تطلعاته السياسية، واذا كان لا يمتلك خلفية ثقافية حول تلك المواضيع. كما فعل البروفسور ليزنبرغ باعادته الى الحياة الشاعر التركماني هجري ده ده بعد عشرين عاما على وفاته واعتبره كرديا.(
س. باشالار ۱)
اعادتني مقالة السيد مهدي قاسم المعنونة بـ "(آه ياصبري طرابيه.. قلمك الحاقد أمتص كل صبري وهدوئي)" الى مانشره كاتب كردي يدعى باللاعبدالقادر اللاكركوكي قبل عدة اشهر(س. باشالار ٢) مقالا كانت للأضاليل فيه نصيب كبير وبنسبة حادة من الحقد والضغينة لا تقل عما ورد في مقالة السيد مهدي قاسم الذي تطاول ايضا على الاستاذ صبري طرابية. ومن يدري قد يفضح السيد مهدي قاسم نفسه كما فعل اللاكركوكي، بعد عدة اشهر ويثبت على انه اللامهدي اللاقاسم وان اسمه مزيف كما اعترف الأول فيما بعد، ولما لا يكون مهدي قاسم هو نفسه اللاكركوكي؟
هذه مقدمة متواضعة للتعليق على مقالة السيد مهدي قاسم (حاليا) المذكورة الذي يسترسل في استعمال مفردات جارحة وحادة تثلج صدور الحاقدين على السيد طرابية ومواقفه الشريفة من العراق.
وعلى نفس طريقة الكردي اللاكركوكي، يهاجم السيد قاسم في كل جملة من مقالته وباسلوب خال من أية لياقة وكياسة، السيد طرابية، وهو ليس بغريب على أمثاله من الذين وظفوا أقلامهم لخدمة المواقف والشعارات الكردية في كل الظروف والأحوال.
ان مجرد نظرة تكفي للتأكد بأن الاستاذ طرابية في مقالاته يدافع عن الاكراد كشعب، ويميز بينهم وبين قياداتهم التي ينتقدها على مواقفها غير الوطنية. كما في مقالاته المنشورة على مواقع الانترنيت العراقية المختلفة ومنها (مجلة تركمان العراق) .
اما انتقاده لمواقف القيادات الكردية والتي يقدمها للقراء دائما بأطار تحليلي واضح ومشوق، فهو ليس من باب التجني، لأنها مواقف معلنة ومعروفة من قبل جميع العراقيين. وانا كقارئ لجميع مقالاته أرى وبشكل واضح أن تحذيراته تلك للقيادات الكردية، تأتي بهدف توجيه أنظار المسؤولين في تلك القيادات لتفادي أخطاءهم الناجمة عن نشوتهم بالدعم الامريكي المقدم لهم بعد احتلال العراق.
يكثّر قاسم من استعمال العراق بدلا من الاكراد. عبارته التالية لايمكن ان تكون منطقية لدلالاتها على عدم وجود عرب في العراق، الا اذا وضعنا بدلا من كلمة العراقيين الاكراد: (إذا أراد القدر، أن يلعن، مصير شعب ما، يورطه ب(حب ؟؟) العرب القاسي، لهم!!!.. و يبدو أن قدرنا – نحن العراقيين – المنحوس، و الخسيس، قد ورطنا، ورطة كبرى، ب( حب ) العرب)
يريد السيد قاسم ان يبين على ان العرب هم السبب في مصائب الاكراد. وهنا ادعوه الى مراجعة التاريخ الكردي وبشكل مختصر، وسيرى من الذي كان سببا في مصائب شعوب المنطقة وحتى قبل ظهورمصطلح الكرد بمعناه القومي في نهايات القرن التاسع عشر. (ماكدويل ص١٣)
يقع السيد قاسم مرة اخرى في خطا بسبب عقليته اللاديمقراطية عندما يحاول ان يعيب على الاستاذ طرابية ماقامت به الحكومة المصرية من اتفاقيات وحسب الاستراتيجيات الدولية.
(فهو قد نسى، تماما، بأن الصهيونية، والإمبريالية، كانت قد أبعدت مصر، كأكبر دولة عربية، عن الصراع العربي _ الإسرائيلي، من زمن سحيق، وموغل بالقدم!!.. منذ زيارة السادات التاريخية إلى إسرائيل، و من ثم عقد اتفاقية سلام معه، و التي استمرت حتى الآن، و منذ ذلك الوقت، و العلم الإسرائيلي، مازال يرفرف في وسط القاهرة، مثل أجنحة طائر العقاب!!!)
يعتبر الدفاع عن وحدة العراق من اهم الركائز في مقالات الاستاذ طرابية، وهو امر طبيعي لأي انسان يمتلك مشاعر قومية نبيلة في ان يدافع عن عروبته.. ما الغرابة في ذلك؟
اعتقد ان صبر السيد قاسم في تحمل الانتقادات الصائبة التي يوجهها الاستاذ طرابية الى القيادات الكردي قد نفذ ومنذ زمن، ولكنه لم يجد ثغرة كي يوجه كلماته الجارحة للاستاذ طرابية. وها هو الان جازف بالكتابة واظهر تورهات مخيلته. وهو لا يختلف في موقفه هذا عن أي كردي متعصب، حاقد على شعوب المنطقة وتاريخها. ونتساءل ترى لماذا يثير دفاع الاستاذ طرابية عن مواقف التركمان الوطنية السيد قاسم وأمثاله؟ وما هي مآخذهم على التركمان في العراق؟ بعد أن كشف احتلال العراق الستار عن مواقف الكثير من الفئات التي لا تريد خيرا بالعراق؟
ان نشر السيد قاسم مقالاته بغزارة التي يتطرق فيها الى أمور شتى، يقوده الى ارتكاب المغالطات، ورغم اننا لا نعرف اختصاصه بالضبط نقول ان اكبر الكتاب في المجتمعات المتمدنة لايمكنه ان ينشر اكثر من مقالة في اسبوعين وفي مجال اختصاصه. لكن يبدو ان السيد قاسم يملك فائضا من الوقت، ويعتقد على انه خبير في حقول اختصاصات كثيرة، مما أخذ باستغلاله لتشويش أفكار قراء المواقع العراقية. ومثل هذا كان من الممكن أن يكون مقبولا من قبل القراء لو استثمر قابلياته بما يفيد القاريء، الا أن السيد قاسم يفعل العكس دائما.
مصادر
- س. باشالار، !أكاديمي أوربي يعيد إلى الحياة شاعرا تركمانيا بعد عشرين عاما على وفاته، مجلة تركمان العراق، العدد السادس والعشرون، ۲٩ مارت ۲۰۰٤.
http://www.turkmen.nl/1_Issue4/1.html
- مهدي قاسم، "آه ياصبري طرابيه .. قلمك الحاقد أمتص كل صبري و هدوئي!!"، موقع كتابات، تاريخ ٢٥ ايار ٢۰۰٤.
http://www.kitabat.com/r20863.htm
- س. باشالار، مدى مصداقية الكاتب الكردي!!!!، مجلة تركمان العراق، العدد الثامن عشر.
http://www.turkmen.nl/w_call2.htm
- مجلة تركمان العراق. http://www.turkmen.nl
- دافيد ماكدويل، "التاريخ الحديث للاكراد"، إ. ب. تاوريس وكو الناشيرون المحدودة ۱۹۹٦، لندن ونيويورك.