المؤتمر الوطني العام لتركمان العراق خطوة هامة على طريق نضالنا القومي
د. أيهان بيرقدار
في ظل الظروف العصبية التي يمر بها عراقنا الحبيب و التحديات الجمة التي تواجه شعبنا العراقي عامة و التركماني خاصة و تحت شعار (من أجل نيل الحقوق الكاملة للتركمان في العراق الجديد) عقد في السادس و العشرين من شهر أيار الماضي المؤتمر الوطني العام لتركمان العراق و بمشاركة ٦٠٠ شخصية سياسية تركمانية ممثلة لكافة القوى السياسية التركمانية الحقيقية بشقيها القومي و الإسلامي. أن هذا المؤتمر بتوقيته (رغم انه جاء متأخرا بعض الشي) و شمولية المشاركة فيه (شاركت جميع القوى السياسية التركمانية فيما عدا الأحزاب الكارتونية التي لا تمثل سوى النفر الضئيل من منتسبيها) تحظى بأهمية استثنائية للاعتبارات الآتية:
١- أن المؤتمر عقد في ظرف خاص يمر بها عراقنا الحبيب حيث تستمر العملية السياسية لتهيئة الظروف اللازمة لتسلم الشعب العراقي للسيادة التامة على أرضه و موارده و ذلك من خلال تشكيل الحكومة العراقية الانتقالية و على خلفية قانون إدارة الدولة العراقية للمرحلة الانتقالية، القانون الذي لم ينصف شعبنا التركماني و ظل بعيداً كل البعد عن تلبية الحد الأدنى من حقوقه القومية، الثقافية و الإدارية. أن المؤتمر يكتسب أهمية خاصة لجمع شمل التركمان و توحيد كلمتهم لتجاوز النتائج السلبية لقانون إدارة الدولة العراقية للمرحلة الانتقالية و تثبيت حقوقنا المشروعة.
٢- استمرار المحاولات القديمة الحديثة لبعض القوى السياسية الكردية لتهميش دور التركمان في عراقنا الحبيب حاضراً و مستقبلاً و من خلال تسويقهم للبعض من ذوي النفوس الضعيفة و تحت أغطية أحزاب سياسية كارتونية، تردد كالببغاء طروحات تلك القوى فيما يخص مطالب شعبنا التركماني في العراق الحديث و مستقبل المناطق العراقية ذات الخصوصية التركمانية من حيث تهميش دور شعبنا إلى أدني حد ممكن و بما لا يتناسب مع واقع شعبنا التركماني و إلحاق المناطق العراقية ذات الخصوصية التركمانية بمنطقتهم.
٣- تزامن هذا المؤتمر مع تزايد العمليات الإرهابية تجاه قادة التركمان حيث استشهد خلال أقل من ثلاثة أشهر عشرة من قادة الحركة التركمانية في حوادث غامضة ناهيك عن العشرات من المناضلين التركمان الذين خطفوا أو قتلوا في ظروف غامضة، و أخيرا يتورط البعض من منتسبي هذه الأحزاب الكارتونية بتنفيذ هذه العمليات الإرهابية في محاولة لتهيئة الظروف الملائمة للإدعاء بأن هذه الأحداث ما هي إلا مظهر من مظاهر الصراع السياسي بين أطراف تركمانية. أن المؤتمر جاء رداً حاسماً على مثل هؤلاء و فوت عليهم الفرصة لنشر مثل هذه الادعاءات العارية عن الصحة.
٤- ترتيب البيت التركماني و اتفاق كافة القوى السياسية التركمانية على وحدة الكلمة و الصف و في مثل هذه الظروف تحظى بأهمية حياتية في مواجهة التحديات التي تواجه شعبنا العراقي عامة و التركماني خاصة، هذه الأهمية تتلخص في إيصال صوت شعبنا التركماني قوياً و موحداً لكافة القوى السياسية العراقية و تفويت الفرصة على القوى والأطراف التي تحاول الاستفادة من حالة التشتت التي عانى منها شعبنا التركماني في المراحل السابقة لتنفيذ هدفها في تهميش دور التركمان في العراق و سلب حقوقهم.
أن المؤتمر بداية جيدة لمرحلة من التعاون المثمر بين كافة القوى السياسية التركمانية و لكنها ليست سوى البداية فقط حيث يتحتم على مختلف الحركات السياسية التركمانية الارتقاء إلى مستوى المسؤولية الملقاة على عاتقهم و بذل المزيد من الجهود في سبيل شعبنا التركماني العزيز لتحقيق أهدافه المشروعة في الحياة الحرة الكريمة في عراق ديمقراطي تعددي يتمتع فيه الجميع بحقوق متساوية.