أعرف بمدى أحساسكم بالغبن هذه المرة أيضا عندما تم تهميشكم في تشكيلة الحكومة الأنتقالية مثلما تم تجاهلكم عندما أسسوا ما يسمى بمجلس الحكم اللاعراقي في السابق. بيد انني أرى من ناحية أخرى أن هذا الغبن يجب أن يتحول عندكم الى وسام شرف تعلقونه على صدوركم. فكما يعرف القاصي والداني والعدو قبل الصديق فأن هذه الحكومة ما هي ألا ألعوبة أخرى من ألاعيب المتربصين بوطننا العزيز وأن أعضاءها المعينين من قبل المحتلين ليسوا الا حفنة من الذين يلهثون وراء المناصب والجاه على حساب كل القيم والمبادئ والوطن الجريح. فالتاريخ سوف لن يذكر هؤلاء الا في مزبلته. أن كان المحتلون وأعوانهم صادقين فيما يفعلون لما فضلوا فئة على أخرى في تشكيل هذه المهزلة التي يسمونها بالحكومة. الصدق كل الصدق يكمن في نبذ الطائفية والتحزب وتهيئة الشعب لأنتخابات نزيهة وتمكينهم من أختيار من يختارون بعيدا عن الوصاية والتعيين الذي يجري بمساندة المحتل ومباركة بعض دول الجوار.
أنتم، أيها الأخوة والأخوات لطالما عرفتم بنزاهتكم ووطنيتكم ونبذكم للباطل. الكل يعلم بأن ما تأسس بالأمس لم يتأسس الا على الباطل. باطل ما يبنى على الباطل. فتلك الحكومة التي طبلوا لها طيلة الأشهر الفائتة تأسست على خدعة دنيئة من الخدع التي اعتدنا عليها في السابق. لقد أصبح واضحا وضوح الشمس بأن المحتل لا يريد التنازل عن أي هدف من أهدافه الخبيثة التي جاء من أجل تحقيقها. لقد أصبح بينا أن هذا المحتل لم يأتي من أجل سواد عيون العراقيين أو عيونكم والا هل يعقل بأن يستنجد بالأمم المتحدة ويكلف مبعوثها لتشكيل حكومة عراقية نزيهة من ذوي الكفاءات وفي اللحظة الأخيرة ينقلب على الكل ويفرض على الشعب زمرة من أعوانه؟ لقد علمتنا تجارب السنة الفائتة من عمر الأحتلال مدى زيف حديث المحتل و وعوده في الديمقراطية والمساواة وأفعاله الأجرامية على أرض الواقع بحق شعبنا ووطننا. ثقوا بأن المحتل لا يهمه العربي أو التركماني أو الكردي ولا أي أنسان ينتمي لتربة العراق الشريفة بقدر ما يهمه مصالحه وأهدافه التي جاء من أجل
تحقيقها. في الأمس وعدونا عسلا ولم نر منهم غير العلقم واليوم يعدونا بالأنتخابات بعد ستة أشهر. هل تصدقون ذلك؟ الديمقراطية والأنتخابات والعدل والمساواة هي حقوقنا وليست هبات يهديها لنا أو يحجبهاعنا متى ما شاء. أن هذه الحقوق سوف لن تتحقق أن انتظرناها من غيرنا. أخواني وأخواتي وحدوا صفوفكم وضعوا أيديكم بأيدي الشرفاء في هذا الوطن الجريح وناضلوا من أجل حقوقكم المشروعة ولا
تتوقعوا بأن المحتل جاء ليهديها لكم.