(بعد الفيتو الأخير للمرجعية العراق والعراقيون مدينون لسماحة السيد السيستاني (دام ظله
مــتــابــع - كتابات
كادت ان تمرر في اليومين الماضيين مؤامرة قل نظيرها في التأريخ الحديث، وكادت ان تثقل كاهل العراق والعراقيين بقانون مشؤم _أعطي سلفا الصفة الدستورية الدائمية_ الى ماشاء الله لو اكتسب صبغة الشرعية الدولية، ولتحول إلى أداة تدمير لهذا البلد وعامل أساسي من عوامل اللااستقرار وعنصر مهم في تقسيمه، لولا حكمة المرجعية الحقة المتمثلة بشخص سماحة السيد السيستاني صاحب المواقف الحازمة والجريئة فأحبط هذه المحاولة واجهضت وهي في مهدها فتلاشت معها المحاولات المحمومة للقفز على فتوى سماحته بخصوص الدستور الدائم وشرائط صحته، فحفظت هذه الخطوة جميع أفكار ورؤى سماحته وخابت جميع المساعي الهادفه الى النيل منها والتي كان من اهمها مايسمى ((قانون ادارة الدولة للمرحلة الإنتقالية)) والذي اعد للالتفاف على أطروحته المباركة، ان تحذير سماحته مجلسَ الأمن الدولي في اضفاء الشرعية على هذا القانون المسخ والتي تعد سابقة خطيرة لاتقل عن الإحتلال خطورة تعني ان سماحة السيد مازال على اصراره في ان الاساس لهذا البناء يجب ان يكون صحيحاً والخطوات يجب ان تكون نابعة من مفردات المنهج والهوية التي نؤمن بها دون تدخل اية ارادة اجنبية او من يمثلها، ومن الأهمية بمكان الاشارة الى بعض النقاط المهمة:
۱)ان المرجعية الحقة أجل وأسمى من ان تدخل في خصومة مع جهة أو تيار أو ان تكون في حلف مع أحد، فهي فوق الإتجاهات والأحلاف والمحاور، لذا فهي لم تستهدف الأخوة الكرد_ رغم مواقفهم_ على وجه التحديد ولم يشكلوا أمام سماحته شيئاً ولكن المستهدف هو ذات القانون، فالمعركة إذن معركة مبادئ وليست معركة طوائف أو تيارات، غاية الأمر ان الكرد هم المستفيدون منه أولاً وآخراً فظنوا أنهم هم المقصودون من قبل سماحته وهذا جهل منهم.
۲) ان المرجعية الحقة صمام أمان تشخص مواطن الخطر وتطلق صرختها في الوقت المناسب فتحفظ البلاد من آفات التقسيم ووباء الإختراق وهي _كما آلت على نفسها _ وهي في رسمها المسار وتحديدها الوظيفة الوطنية والشرعية تريد ان تخبرنا ان أي منهج آخر هو غير صحيح ومن شانه الدخول في دوامة اللاشرعية.
٣)ان اعتدال وعقلانية المرجعية وعمق رؤيتها جعل محاولة القفز أو الالتفاف عن مطاليبها هو خروج عن خط العقلانية والطبع السوي للبشر.
٤)أثبتت المرجعية ان المقاومة السلمية هي الاجدى والانفع ((في هذه المرحلة)) من المقاومة المسلحة، ففي الوقت الذي عجزت فيه لغة السلاح عن الوقوف وبحزم أمام هذه المخططات الجهنمية نجحت لغة المقاومة السلمية في التحدي وتعطيل المشروع الأمريكي في سلب ارادة الامة وجعلها مشلولة عاجزة.
٥)ان المزايدة على وطنية وعراقية سماحته –بعد كل هذه المواقف المشرفة- أضحى الآن خيانة عظمى وشكل من اشكال الكفر بمبادئ وثوابت هذا الوطن ويجب على المخلصين الوقوف والتصدي لهؤلاء المكلفين بخيانة وطنهم.
٦)ان الشراكة في الوطن تستدعي المحاسبة الوطنية الدائمة، اذ كان لزاما على جميع الأطراف محاسبة الكرد على الدور الخطير الذي أوكل اليهم من قبل حلفائهم والحد منه لخطورته البالغة على مصلحة البلد وابنائه، ومن الغريب ههنا ان يسعى وزير خارجية ((كردستان)) هوشيار زيباري لادراج القانون المؤقت في مسودة القرار الدولي في خطوة ماكرة وخبيثة-وبها خرج عن كونه وزير خارجية العراق- ودون علم رئيس الوزراء فضلا عن هيئة الرئاسة والأغرب من هذا كله رسالة الزعيمين الكرديين ((جلال ومسعود)) الى ((بوش)) وهي بحد ذاتها كاشفة عن حجم التورط في المخطط الأمريكي.
والسلام.