تتوتر العلاقات في الآونة الأخيرة بين أسرائيل وتركيا وذلك بأنتقاد الأخيرة للسياسة الهمجية لحكومة شارون ضد الفلسطينيين. وأسرائيل لا تسكت ولا تقف مكتوفة الأيدي عن أي فعل يمس كيانها وتأتي بأي فعل أو أفعال مهما كان الثمن للحفاظ على ذلك الكيان المعروف أنه قام وأسس على الدسائس. تتأزم العلاقات بين أسرائيل وتركيا وذلك بسبب الأنتقادادات الشديدة للحكومة التركية لجرائم شارون ضد الفلسطينيين وفجأة يبدأ أعوان عبدالله أوجلان أعمالها الأرهابية ضد الحكومة التركية بعد أيقافهم لتك العمليات منذ عدة سنين والولايات المتحدة تسكت وتغض النظرعن تلك الأفعال وهي التي أدرجت جماعة أوجلان وأفعالها ضمن قائمة الأرهاب الدولي. سبحان مغير الأحوال. وأعوان أوجلان مثل أية مجموعة من الأرهابيين وكما نعلم هم أدوات بأيدي القوى المتنفذة تحركها متى ماشاءت وتحتفظ بها للأوقات العصيبة لتلوح بها ضد هذا الطرف أو ذاك عند الأزمات. ويبدو أن الظروف قد تهيأت مرة أخرى لأستعمال هؤلاء الأعوان وأستثمارهم في الوضع الجديد وخصوصا من قبل أسرائيل التي باتت تلعب دورا هائلا في العراق عموما وفي شماله بالذات وذلك للوصول الى أهدافها. ومصالح قادة أكراد العراق من طرزانيين وغيرهم من أمراء الحرب تتفق الآن وكما كانت تتفق في السابق مع مصالح أسرائيل في المنطقة.
يتحرك أعوان أوجلان الذين فقدوا عذرية ثوريتهم منذ زمن بعيد عندما باعهم ديكتاتورهم وسمسارهم أوجلان الى سورية وغيرها وأصبحوا أدوات بيد هذا أو ذاك حسب الطلب والدفع لسمسارهم، يتحركون ضد تركيا الآن أنطلاقا من شمال العراق الذي يسيطر عليه الأخوة الأعداء من الطرزانيين. أن هذا التصعيد الأرهابي لأعوان أوجلان والذي لا صلة له بمصلحة الشعب الكردي في هذا الوقت ما هو الا تحريك من
القوى المتسلطة الكردية في شمال العراق وأسرائيل بالذات وسكوت الولايات المتحدة عنه. هكذا تجتمع مصالح هذه الأطراف. رسالة أسرائيل الى تركيا هي بأن لا يتجاوزوا ويتطاولوا على أسرائيل وأن لا ينافسوهم على نفوذهم في العراق وخصوصا في الشمال. ومصلحة الطرزانيين من هذا التصعيد هي أشغال تركيا بأمور أخرى والأنفراد في مصير الشمال العراقي وتوسيع أحتلالهم لهذا الشمال وخصوصا مدينة كركوك الغنية بالنفط.
مع تصعيد أعوان أوجلان لعملياتهم ضد الحكومة التركية وبمساعدة الطرزانيين لهم تفيد آخر الأخبار بأن الآلاف من قوات البيشمركة التابعة للطالباني والبرزاني يحاصرون مدينة كركوك منذ أسبوعين وأكثر لأغتنام فرصة الأنقضاض عليها بعد أن ثبتوا أقدامهم في هذه المدينة العراقية منذ سقوط النظام الصدامي وذلك بأستقدامهم لعشرات الألوف من الأكراد من السليمانية وأربيل وأستحواذهم على مرافق الدولة وأبعاد السكان الأصليين من التركمان والآشوريين والعرب عن هذه المرافق. كل هذه الدسائس وغيرها تحاك وتنفذ في شمال الوطن ووسطه وجنوبه
والسفسطة عن بناء عراق موحد وديمقراطي و الى آخره من الكلاوات تجري بلا خجل أو ملل سواء من المحتلين أو عملاءهم من الدرجة الممتازة.
أيها العراقيون الشرفاء أنتبهوا لآخر دسيسة خسيسة للثنائي الطرزاني. أن مئات الألوف من أخوتكم العراقيين من التركمان والآشوريين والعرب في كركوك وحواليها يواجهون خطر المذابح من وراء هذه الدسيسة الطرزانية الأسرائيلية الأمريكية.