الشبك يناشدونكم بحق الله أن تنصفوهم
كتابات - حسن يونس أيوب
إلى الشيخ غازي عجيل الياور المحترم -رئيس جمهورية العراق
ونائبيه السيد الدكتور إبراهيم الجعفري والسيد روز نوري شاوبس
والسيد رئيس الوزراء الدكتور أياد علاوي المحترم
والسيد رئيس مجلس الوطني ونوابه وأعضاء المجلس المحترمين
باسم عشائر ومنظمات المجتمع المدني للشبك, نتقدم إلى القيادة العراقية بالتهاني مباركين دورها الصعب في نقل المجتمع العراقي إلى حالة أفضل, ولأن الثقة التامة لكفاءتها أملنا أن تحقق النجاح بمستوى عالي جداً.
يعتبر الشبك رابع أكبر قومية بعد العرب والأكراد والتركمان ويعتبرون من اوصلاء الشعب العراقي ومن الأقوام الأولى التي سكنت وادي الرافدين وشاركوا أهله السراء والضراء وقدموا تضحيات غالية دفاعاً عنه على مر التاريخ ولذلك يفترض بأنهم ساهموا في بناء حضارته.
وبسبب ظلم الحكام وقع على الشبك عبء كبير بسبب الأضطهادين " القومي و الديني " لكونهم شيعة مما نتج عنه تقيد دورهم الإنساني و السياسي والاجتماعي والمساهمة الايجابية وعلى الرغم من مرور عام ونصف تقريباٍ على احتلال العراق وتغير النظام فيه ولم نلمس ما كنا نتأمله من الأحزاب والحركات السياسية وبالذات (الأحزاب الشيعية) التي أوعدت الشبك بوعود غير صادقة وكأنهم هم الذين حرروا العراق مع الأحزاب الكردية والأمريكان وغيرهم غير معني بشئونه ومستقبله ولم يعانوا من الظلم والقسوة والاضطهاد بحجة أن ظرف الاحتلال قد أعاق هذا العمل الذي أنساهم القومية الرابعة في أن يشاركوهم في عملية البناء الجديدة وتهميش دورهم الحيوي وخاصة المثقفين والمستقلين منهم إن الشبك يشكلون نسبة ٤٪ من الشعب العراقي ان مستوى مشاركته في السلطات الثلاث لم يكن أدنى مستوى لا من حيث نسبة السكان ولا من حيث الحق العام مما جعل من الفرد الشبكي يعيد النظر في حسابات المستقبل على ضوء ما أفرزته الأحداث وما لحقه من تهميش فينبغي من القيادة الجديدة استيعاب مشكلة الشبك حيث من الوقائع يمكن الاستفادة منه وعليها أن لا تجعل المشكلة لا يمكن حلها بل عليها أن تنظر إليها بنظرة موضوعية مستوحاة من عمق وأصالة العراق وتاريخه وإنقاذ هذا الشعب الذي أبتلى بالسياسات المتطرفة اتجاه القوميات والأديان والمذاهب المختلفة وإنهاء عقدة الأقليات حيث أن هناك ألاف الخريجين بمختلف الاختصاصات ومن حملة الشهادات العليا بكل أنواع العلوم والآداب ينتظرون أداء دورهم الطليعي في الرأي والتحليل والاستنتاج والمشاركة في بناء وطنهم ولهم كل الحق لكي يعتز بهم والأهم من كل هذا أن يتحرروا من الاستعباد والتهميش ويشعرون بوطنيتهم وانتمائهم الأصيل إليه لذا نرى أن هذا التعامل سوف يفتح على الحكومة الحالية باب واسع من الصعوبة إهماله.
لقد ذكرت المقابر الجماعية التي عثرت عليها الجهات الرسمية والشعبية بالألم والحسرة. إلا أن قتل مئات الآلاف من البشر وتجريدهم من حقوقهم المدنية وهم أحياء يدعي القائمين عليها بالديمقراطية والتعددية والتسامح معتبراً أكثر بشاعة من المقابر وبذلك نرفع صوتنا عالياًومن خلال تجمع الشبك الديمقراطي ومكتب عشائر الشبك ورابطة المثقفين ويساندها في ذلك القيادة الحالية والقريبة جداً من تلك المعاناة ونتفهمها بحكم الجيرة والتداخل والتحالف العشائري. وأن منطقة كردستان التي تتمتع بوضع خاص من الفترة ١٩٩١ ولغاية دخول قوات الاحتلال كانت منطقة الشبك في ((قضاء الحمدانية وقضاء المركز وناحية بعشيقة وناحية برطلة)) كانت تعاني نفس معاناة الشعب العراقي تحت ظرف الحصار وقسوة النظام وبدل أن تتذكر الأحزاب الكردية تلك المعاناة من ترحيل وتهجير بسبب القضية الكردية , دخلت بقواتها المسلحة إلى منطقة الشبك هي الأخرى للانتقام لتكمل معاناة الشبك لكي لا يصحوا من مأساتهم ثم تستفيد من أعدادهم من تمثيل في مجلس الحكم والوزارات الجديدة والسلك الدبلوماسي ولصالح أحزابهم وتساندهم بعض المتنفعين من الشبك الذين لم نسمع لهم إلا في أيامنا هذه وقد حصروا حين عين ولم(ينتخب) في المؤتمر الوطني شخص تركماني الأصل ويسكن محافظة أربيل الكردستانية ليمثل الشبك في محافظة نينوى الجمعية الوطنية لقد قسمت الحكومة العراقية شعب العراق إلى قوميات وأديان ومذاهب بطريقة خاصة العرب السنة والشيعة والأكراد السنة والشيعة والتركمان السنة والشيعة وبهذا الإجراء الفريد (الوطني الفريد والاختراع الذي انتظروه العراقيين عقود من الزمن) تم تقسيم المسلمين فقط إلى ستة أقسام موزعة على القومية والدين والمذهب وكل أخذ استحقاقه من الجهتين كالمنشار وفي نفس الوقت توجه التهم إلى النظام السابق بخلق التفرقة الطائفية , ولكن هل لكم أن تنكروا وجودناً فقبور شهدائنا وأيتامهم وأراملهم تشهدنا فإذا كان الجواب بالنفي فما عائداتنا من هذه التشكيلة؟
لقد بدأنا نشكك في إخلاصكم لدولة العراق لأنكم كرستم الطائفية بطريقة فنية ما كنا نتمنى حيث أن الشعب العراقي لم يكن متكون من المسلمين,بل من المسيحيين والصابئة والأيزيدية والكاكئية ونحن الشبك كقومية فمن المسؤول عن حقوقنا؟ ومن يضمن لنا تلك الحقوق إذا ما خاب وجودنا عن وضع العراق الجديد تحت هذه الظروف لقد طالبنا بوضوح بتمثيل لنا في الوزارات والهيأة الدبلوماسية والمديرات العامة والبعثات والزمالات الدراسية وفرص العمل التي سوف تتاح للشعب العراقي ,كما قدمنا عشرات المذكرات والمراسلات وقابلنا شخصيات مهمة ورؤساء أحزاب وكانت النتيجة الإهمال المتعمد لطموحاتنا وبهذه المناسبة نطالب بوضوح أنهاء الوصايا على الأساس القومي لأن الأختيار في هذا يعود للمجتمع المعني وليس لأحد أن يختار لنا قوالب ويضعنا فيها كيفما يشاء , فالذي يستمع إلى القيادات الكردية عند الحديث عن الشبك والأيزيدية وباقي الأقليات العرقية خاصة من محافظة نينوى يبدو وكأنهم يتعاملون مع مجموعة من الأيتام وعلى هولاء الأيتام أن يستمعوا فقط إلى ما يصدر من هذه الأحزاب وهضمه بدون أشترار أو ابداء رأي. ولقد قابلنا بعضهم والبعض الأخر رفض حتى الأستماع الينا , فهل يعقل أو من الحكمة أن نقبل لجهة سياسية أن تمثلنا (رغماً عنا) وترفض ولو الأستماع الى وجهة نظرنا ولقد نقلنا اليهم الصورة حية وبدون رتوش وقلنا لهم بوضوح أننا مثقفوا الشبك وكل الشبك غير راضين عن سيرتكم واسلوب معالجتكم وضعنا، ولا نقبل أن تكونوا بدلاء عنا في معالجة مسئلتنا. فمن الممكن أن نكون شركاء في العملية السياسية إذا كانت النيات سليمة والمصالح مشتركة ولكن أن نكون الضحية بدون منافع فهذا لايمكن قبوله أبدا و نطالب كذلك بعقد مؤتمر رسمي من مثقفي الشبك ومكتب عشائر الشبك والقيادات الكردية وبأشراف الأمم المتحدة وقوات التحالف والحكومة الحالية بانهاء هذا التدخل القومي فإذا كنا لحد الآن لم نكسب الدرجة القطعية في عراقيتنا إلا في الواجبات فإنا نرى بأنه قد حان الوقت الأن التفكير بها.
وبهذه المناسبة نهيب بالسادة ا لمسؤولين في الحكومة الحالية وفي مقدمتهم الشيخ غازي الياور بإعادة النظربأمر الشبك الأكثر أخلاصاً أوأيدي تنتج؟ وحرصا على أمن ومستقبل وسلامة العراق. كفانا معاناة ودم وثكالى وأيتام وترحيل وتهجير وتمزق العرقي والطائفي والقومي وكأن الجميع يريد الأنتقام وليس البناء والتنمية فما يبنى على هذا الأساس إلا مزيد من التدمير وضياع الحقيقة بين صور وأنقاض الخراب والدمار الذي أحدثه زلزال الاحتلال بحق بلدنا العظيم بشعبه وتاريخه الحضاري ونوجه الكلام إلى قيادة الدولة من أعطى الصلاحية للأحزاب بهذه الكيفية التصرف بالمليارات الدنانير من ميزانية الشعب العراقي على دعاياتها وشراء الذمم وبهذه المناسبة نتوجه بالتقدير إلى كل مسؤول في الدولة عرج على ذكر اسمنا ونذكر بالاسم الدكتور أبراهيم الجعفري والأستاذ عزيز الياسري وهذه نقطة في غاية الأهمية لكي يتعود الشعب العراقي على سمع ذكر الشبك كونهم جزء أصيل من الشعب العراقي كأن الجانب القومي للشبك لم يكن يوماً ما بالأهمية التي يبحث عنها بالمطالبة بحقه في العيش من أجله ولكن في سبعينات القرن الماضي تعاطف قسم من الشبك مع الحركة الكردية لعدة أسباب منها وعلى رأسها الجهل السياسي والتصرفات الغير المسؤولة من قبل المسؤولين من النظام السابق ومن ثم عامل اللغة في عموم منطقة الشبك قدعالجت السلطة المركزية أنذاك ذلك الموقف بخطأ أفدح عندما شملتهم بالترحيل وهجرتهم إلى مناطق كردية في ناحية حرير بمحافظة أربيل وقضاء جم جمال محافظة السليمانية وأجمعتهم مجمعات قسرية تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة وصادرت اراضيهم وهدمت دورهم وحرمتهم حتى العودة إلى مناطق سكناهم وزيارة أقاربهم أما بعد تغير النظام فلقد حصل ما لم يكن بالحسابات فدخلت البيشمركة إلى منطقة الشبك كأنها المحرر الجديد القادم من الشمال وشرعت الأحزاب الكردية من منطقة الشروع بأتجاهات عديدة نحو أهدافها في قرى الشبك ويبدو أن المنطقة موزعة بالتساوي بين الحزبين الرئيسيين الديمقراطي الكردستاني له المنطقة القريبة من ناحية بعشيقة وناحية برطلة والأتحاد الوطني الكردستاني له قضاء الحمدانية وناحية النمرود وقراها. وبهذا نطالب الحكومة الجديدة بأن لاتسمح أن تجعل من منطقة الشبك حقل تجارب وأحترام رأي المجتمع الذي له الحق في تقرير المصير.
وكان للشبك أمل أن يصل صوتهم إلى كل العراق ومن خلال المؤتمر الوطني الذي عقد في ١٦/٨/٢۰۰٤ ببغداد وأن يكون منبراً لايصال مطالب الشبك إلى الحكومة وشرح كل متطلبات هذا الشعب الذي همش دوره في بناء العراق فوجىء الشبك بأن ممثل الشبك الوحيد هو السيد سامي أحمد علي سفر الأربيلي وما كان من مكتب عشائر الشبك أن يجتمع ولعدة مرات ليعرف من هو سامي أحمد علي إلا ان جائتنا مكالمة هاتفية من مجلس شيوخ وأعيان التركمان بأن سامي أحمد علي تركماني الأصل ويسكن أربيل ولا يجيد كلمة شبكية واحدة من لغة الشبك ليثمل الشبك في المؤتمر الوطني. نسأل هل سقط أسمه سهواً؟ أم عينته إحدى الاحزاب الكردية؟أوقد يكون لا يوجد في الشبك من يصلح لهذا المنصب؟ من بين الآلاف الخريجين وحملة الشهادات العليا من الشبك.
لذا ننبه إلى خطورة هذا المشروع قد يؤدي إلى الهدم وليس البناء لا يعقل أن يستفاد من أعدادنا ولا يحق لنا التمثيل علينا أن نركز بكل أخلاص على معالجة الخلل الذي ارتكبه ذلك النظام السابق بحق عموم الشعب العراقي والعربي والعالمي لكي نتميز عنه بالانتماء والاصالة والوطنية التي ننادي بها. ثم علينا أن نتذكر بأننا عراقيون قبل أن نكون مسلمين ومسيحين واكراد وشبك وصابئة وتركمان أو كلد وآشوريين ونسأل الله أن يوفقنا نحو بناء العراق الجديد والسلام عليكم.