قبل ايام قراءت مقالا للكاتب والمفكر السياسي العراقي المعروف الاستاذ هارون محمد بعنوان(محاولات لبناء اسرائيل جديده في العراق) وتطرق الكاتب الى الخطط التي ترسم من قبل بعض الاطراف في النيل من وحده العراق من اجل المصالح الخاصه بالتنسيق مع جهات خارجيه، وحرك المقال احاسيسي ومشاعري بكل مايحتويه من مغزى وروءيه واضحه لمستقبل العراق المظلم اذا ماا ستمرت هذا النوع من السياسه دون تغيير والتي يتم التخطيط لها منذ امد بعيد، واود الاشاره بان السيد هارون كنب عن موضوع في غايه الاهميه وتتطرق الى نقاط مهمه معتمدا على مصادر خاصه به ونحن على يقين بانها مصادر موثوقه ¸ وسالت نفسي ماذا لو كان السيد هارون قد راءى بنفسه مايحدث هناك؟ لعرف مدى خطوره الوضع في المناطق التي اشار اليها اكثر مما نتصور. لذلك رايت من الواجب ان اشير في كتابتي هذه الى الموضوع نفسه لاضافه بعض الجوانب الاخرى التي نرى من الواجب على الشعب العراقي ان يكون على درايه بما يحدث لوطنه الجريح بعد ما زرت المناطق التي يتواجد فيها القوميات المختلفه مثل كركوك والمناطق الاخرى ا لمشابهه لمدينه كركوك من حيث التركيبه السكانيه والتي تحولت وللاسف الى فوهه بركان قابله للانفجار في ايه لحظه بعدما كانت رمزا للمحبه والتاخي.
وان كان السيد هارون قد اشار الى تحويل المنطقه الى اسرائيل ثانيه، اقول بل تحولت فعلا وان اجزاء منها تتحول الان الى فلسطين ثانيه ويعاني السكان الذين يعيشون في هذه المناطق نفس المعانات التي يعيشها الفلسطينيين تحت الاحتلال الاسرائيلي، اذن ماذا يحدث؟!
عند مراجعتنا للمتغيرات التي حصلت في العراق بعد سقوط النظام السابق يتبادر للذهن التاريخ الاسود والمعانات التي عاشها الشعب العربي ايام الاستعمار ولو ربطنا هذا الحدث مع المراحل الزمنيه لقيام دوله اسرائيل نجد ان السياسه الحاليه في العراق نفسها قد طبقت انذاك لانجاح قيام دوله اسرائيل، اذ نجد اوجه تشابه كبيره بين التاريخين ولو لم ينتبه العراقيين لما يخطط لهم من وراء الكواليس بان وضعهم سيكون اسوء من وضع الفلسطينيين فنحن نعيش في مرحله في غايه الاهميه ويمر العراق في اخطر مرحله من تاريخه الحديث فان لم يتخذ القرارات والاجراءات الحاسمه لافشال هذه المخططات في الوقت المناسب سيخسر العراق والعراقيين الكثير وبعد ذلك لايفيد الندم. والقاريء للتاريخ يعرف جيدا كيف اضاعت الحكومات انذاك فلسطين وكيف ارادوا ارجاعها فلم ولم يستطيعوا لان الوقت تغير وقد تاخروا كثيرا عما كانوا من المفروض القيام به.
بعد مجيء الانجليز الى فلسطين بدات الدوائر الصهيونيه نشاطها من حيث التنظيم العسكري من خلال تشكيل مليشيات عسكريه وفتح معسكرات التدريب بالتنسيق مع الاحتلال الانجليزي وتجهيزهم بالاسلحه من جهات عده والهدف واضح هو قيام دوله اسرائيل في حين يعاقب ويمنع العربي من حمل السلاح، في هذا الوقت كان عدد السكان العرب في فلسطين اكثر من اليهود ولكن اقل قوه للاسباب التي ذكرناها، وكان كل شيء يدرس ويخطط بكل عنايه لتحديد موعد تطبيق وعد بلفورد، وقبل انسحاب الانجليز من الاراضي الفلسطينيه وصل الاستعدادات اليهوديه من حيث التدريب والتسليح الى عالي المستوى من الكفاءه بحيث اصبحت المليشيات الصهيونيه على استعداد لحل محل القوات الانجليزيه اذا ما انسحبت من فلسطين في المقابل كان الفلسطينيين لاحول لهم ولاقوه والحكومات العربيه كانت منشغله بامورهم الداخليه (كالانقلابات). وقد حصل ما حصل بعد مغادره القوات الانجليزيه من فلسطين وسيطرت هذه المليشيات على مناطق كثيره بالقوه والقتل بمسانده الدول العظمى ولم يستطع العرب فعل شيء لانهم لايملكون القوه التي يملكها اليهود وضاعت الاراضي العربيه.
وان خوفنا بان الشيء نفسه يحصل في العراق فان الموءشرات جميعها تشير الى ذلك، اذ تم حل الجيش العراقي حتى لايكون هناك قوه عسكريه لاتريدها امريكا، ونزع اسلحه جميع المليشيات والاحزاب في المقابل يتم تطوير المليشيات الكرديه هذه المليشيات اصبحت الان بمثابه جيش نظامي يمتلك احدث الاسلحه الخفيفه منها والمتوسطه والثقيله بالاضافه الى ضباط تم تدريبهم في اسرائيل ويشرفون الان على هذا الجيش تحت اشراف ومتابعه الامريكان ومساعده اسرائيل مقابل التعاون من اجل المصالح القوميه للاطراف المذكوره، لذا نرى بان البشمركه قد حل تقريبا محل الحيش العراقي او الحرس الجمهوري وان اكثر افراد الحرس الوطني من عناصر البشمركه وقد شاركوا في عده معارك الى جانب الامريكان في الفلوجه والنجف وسامراء.
وكان لصدام حسين دورا فاعلا في تكوين القوه العسكريه الكرديه وكان مخططا لهذا اليوم سلفا منذ اوقبل انتفاضه شعبان حيث سمح صدام حسين للاحزاب الكرديه بالسيطره على بعض المحافظات الشماليه تنفيذا لمطالب القوى الكبرى اولا وسحق الانتفاضه في الجنوب ثانيا ومنذ ذلك الوقت بداءت الخطوات الحقيقيه لوضع الاليه حول العراق المقسم، اذ فتحت اسرائيل ابواب سفارتها في تركيا لاستقبال العوائل الكرديه التي تريد السفر الى اسرائيل وسافرت بالفعل كثير من العوائل الكرديه الى هناك وخلال هذه السنوات ادخل الشباب في دورات خاصه للاستفاده منهم في المستقبل ويتم الاستفاده منهم الان في العراق في امور عده امنيه عسكريه سياسيه علما بانهم يحملون جوازات سفر اسرائيليه واوراق ثبوتيه عراقيه وقد التقيت باحدى هوءلاء العوائل في اوروبا ويتكلمون عن حقدهم للعرب كانهم لم يعيشوا على ارض العراق قائله زوجته (احس بالسعاده عندما ارى فلسطينيا يعذب من قبل الجنود الاسرائيليين(.
ان منطق القوه التي تمارها القوات الكرديه لبسط سيطرتها ونفوذها ما هي الا دليلا على ما ذكرناه اعلاه فالتجاوزات التي تحصل في كركوك والمناطق التابعه لها وطوز خورماتو وخانقين والمناطق الاخرى من اغتصاب اراضي الغير بالقوه والبناء بدون الموافقات القانونيه ومصادره الاراضي الحكوميه وزج اكراد ايران وتركيا وسوريه الى داخل هذه المدن ما هي الا سياسه اسرائيل الشارونيه مع العرب، اما المساكين اصحاب الارض لايستطيعون فعل شيء امام هذه القوى الغاشمه فلا يعرفون الى من يتجهون فالحكومه في واد والشعب في واد اخر لقد استلمنا من بعض هولاء رسائل يناشدوننا بنشر معاناتهم، فهل من معين يا حكومه شهر العسل، ومن هنا نخاطب جميع القوى السياسيه الوطنيه والى الذين مازالوا يحملون من الوطنيه شيئا في الحكومه الموءقته ولا استطيع ان اخاطب المجلس الوطني لان امره محسوم سلفا، الى الانتباه لهذا الموضوع الخطير وازاء مايرسم للعراق من قبل القوى الاستعماريه للنيل من هذا البلد ونهب خيراته، ولتتكاتف الجهود من اجل اجهاض اسرائيل ومنعها وضع مولودها في العراق ليبقى العراق للعراقيين موحدا حرا.