إثباتات حية على المستوطنات الكردو إسرائيلية في كركوك
أوميد كوبرولو
للمشاركة في التعداد السكاني العام في العراق وتغطية هذا الحدث التاريخي المهم إخباريا وصلنا قبل ثلاثة أيام مع مجموعة من زملائنا الأعزاء إلى مدينة التآخي العراقية كركوك الحبيبة. وكانت هذه الزيارة هي الثانية لي للعراق بعد سقوط الجلاد صدام حسين وزمرته الملعونة. حيث زرتها في أواسط أيلول من العام ٢٠٠٣ عندما شاركنا في المؤتمر التركماني العام الثالث والذي أقيم في مدينتي الحبيبة.
ثلاثة أيام مضت وكأنها ثلاثة دقائق قضيناها مع الأقارب والزملاء الكتاب والصحفيين والفنانين العراقيين عامة والتركمان خاصة. اندهشنا و تألمنا كثيرا ونحن نرى الخراب والدمار لا تزال قائما في كركوك حيث شوارعها الغير المبلطة والمليئة بالحفرات، ونهر الخاصة صو(خاصة جاي) لازالت لا تروي عطش أبنائها، وقلعة كركوك الشامخة لازالت مهدمة منذ عهد صدام، ولم يشهد أي بناء وأعمار في المدينة. حيث في كل مرة عندما كانت فضائية توركمن إيلي تجري لقاءا مع السيد محافظ كركوك كان يوعد أهالي المحافظة بمشاريع عمرانية وحضارية متنوعة. فتعجبنا ونحن لم نرى أي عمرانا في المدينة، وتسائلنا أنفسنا، ترى أي مدينة كركوك كانت يقصدها السيد المحافظ أ كركوك التي في العراق أم كركوكا ثانيا عثروا عليها في المريخ، وبدأ محافظ كركوك بتخصيص الميزانية الكبيرة لأعمارها. تجولنا مع الزملاء في شوارع كركوك شارعا شارعا، محلة محلة، زقاقا زقاقا. فلم نجد غير الخراب في أحمد آغا، طريق بغداد، مصلى، بريادي، صاري كهية، بكلر، الماس، تسعين، جرت ميدانى وغيرها جميعا.
كركوك تلك المدينة الذهبية الغنية بالبترول لم تتغير فيها حتى القوانين والممارسات اللا إنسانية، سوى تسمية ما تشهده كركوك هي التي قد تغيرت من تعريب صدام وزمرته الباغية إلى تكريد البارزلباني وميليشياتهم العميلة للموساد الإسرائيلي. ومثلما حاول النظام الصدامي طيلة ثلاثون عام من تغيير ديموغرافية كركوك من خلال استحداث أحياء عربية جديدة في كركوك يحاول اليوم القيادات الكردية وبدعم مادي يهودي من استحداث أحياء سكنية حديثة كاملة في كركوك على غرار المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي المحتلة. ولتحقيق غاياتها العنصرية الحاقدة وقيام الدولة الكردية وتقسيم العراق قاموا أولئك العملاء للموساد بجلب عشرات الآلاف من أكراد تركيا وإيران وسورية على إنهم مرحلون من كركوك وتزويدهم بالوثائق والمستمسكات المزورة وتوزيع الأراضي عليهم ومنحهم منح وقروض لبناء المساكن لهم في هذه الأحياء الجديدة(المستوطنات الكردو إسرائيلية)، والصور التي نرفقه إليكم لمشاهدتها والتي التقطناها من هذه الأحياء الجديدة تثبت حقيقة التغيير الديموغرافي التي تقوم بها القيادات الكردية لمدينة كركوك لكي يثبتوا للعراقيين والعالم بأن كركوك مدينة كردية ولهم الحق في ضمها إلى كردستانهم. فأدعوكم يا زملائي الكتاب من العراقيين الذين لا يقبلون بتقسيم العراق أبدا، بأن تشاهدوا هذه الصور التي التقطت لمساكن تبنى للمرحلين وبعدها أسألكم يا أعزائي، ألم يكن لأولئك المرحلون مساكن وأراضي في كركوك؟ لماذا لا يعودون إلى مساكنهم وأراضيهم التي رحلوا منها؟ ألم يحن الأوان أن نوحد كلمتنا ضد مثل هذه الأعمال الإجرامية والانتهاكات الصارخة ونصد أعاصير الحاقدين والعنصريين قبل أن تهلكنا وتقسم بلدنا؟ ألسنا جميعا مسئولون عن الحفاظ على وحدة البلاد وتحقيق السلام والأمان في ربوعه؟ فعراقنا يصرخ ويمزق ثيابه وتقول(أنقذوني يا شعبي من العملاء والخونة الذين يبيعونني لبوش وشارون وبلير، ويقسمونني تحت مسميات مشبوهة عديدة). ألم يحن الأوان أن نستيقظ من سباتنا وننقذ وطننا من المحتلين وعملائه المجرمين ونقيم الحياة الحرة الكريمة فيه من جديد ونحقق أحلام أهالينا المحرومين في الحرية والديمقراطية؟ تعالوا إذا فأمل العراقيون فيكم وتوكلوا على الله ضد كل محتل وطامع وحاقد وجاسوس وخائن ووفقكم الله ونصركم.