مسيرات ضخمه، مسيرات مليونيه، مسيرات جماهيريه حاشده، جماهيرغفيره خرجت عن بكرة ابيها، هذه كلمات تصدرت عناوين الأخبار في الفضائيات والصحف الكرديه التابعه
للحزبين الرئيسيين والتي خرجت مُطالبه بالإنفصال عن العراق وجعل كركوك عاصمه للكيان المنفصل، إذ ان بضعة مئات من الكرد المُسَيسين قد خرجوا مطالبين بتلك المطالب دون ان يُحسب حساب العرب والتركمان والآشوريين الساكنين شمال العراق الذين تستفزهم تلك المطالب التي تدعوا في مُحصلتها الى إلغائهم او جعلهم أقليه مُهمشه في أفضل الأحوال.
هذه المسيرات تُذكرنا بمسيرات سلطة البعث التي كانت تُجبرنا كطلبه ان نخرج في مسيرات تهتف له، والذي يتخلف ينال عقابه من الإداره لاحقاً والتي تكون هي الأخرى مُجبره على معاقبة المتخلفين حرصاً عليها وعلينا، وهذا مايحصل حالياً في شمال العراق من تحشيد الطلبه والطالبات الواضح جداً وجودهم بالزي الموَحد والذين أُجبروا من قبل الحزبين الكرديين على الخروج في تلك المسيرات وإلا يتم تنفيذ حكم البعث من جديد.
هل يُريدون إيهامنا على ان هذه المسيرات قد خرجت بعفويه ودون تدبير مسبق وان هذه هي ارادة الشعب الكردي؟
هل ينطبق على الطلباني والبرزاني قول الرسول (ص) في إن آية المنافق ثلاث فإن حَدَثَ كَذِب وإن وَعَدَ اخلف واذا أُئتُمِنَ خان؟
اين هي وعود الطلباني والبرزاني في الحفاظ على وحدة العراق؟
اين هي أمانه العراق التي في أعناقهم؟
كل شيئ يوحي بعكس مايَعِدون وبعكس مايقولون. . . .
ان السياسه التخبطيه التي شرع بها مجلس الحكم وأناط بها الى الحكومه المؤقته ادت الى تراكم الكثير من المسائل المُعَلَقه التي لم تُحسم بعد او التي تم التصديق عليها مجاملةً للآخرين دون حساب تبِعات هذه السياسه التي كان من نتائجها هو الإعداد لمشروع حكم ذاتي او فيدراليه في محافظات البصره والناصريه والعماره على غرار المحافظات الشماليه وذلك حسب قانون ادارة الدوله المؤقت والذي يتيح لثلاث محافظات متجاوره ان تتحد في فيدراليه واحده ضمن العراق والتي كان للكرد التأثير الكبير في إصدار هذا القرار الذي أمسى موضه قديمه لأنه لايخدم تطلعاتهم الحاليه في ضم كركوك للفيدراليه الكرديه لأنها تصبح اربع محافظات وهذا مُخالف للدستور المُتفق عليه مبدئياً.
اما اياد علاوي فقد عبر عن رأيه في عدم جدية هذا المشروع المطروح من قبل المحافظات الجنوبيه وإنه قد يهدد وحدة العراق، دون أن يعي بأنها مُهدده أصلاً بالفيدراليه المقترحه للكرد الذين لاتفوتهم فرصه دون الإعلان عن رغبتهم في الإنفصال عاجلاً ام آجلاً، وإن كل مشاريعهم تنطق بوضوح بهذا، فعلى سبيل المثال علمهم الخاص والذي يُرفرف على دوائرهم دون العلم العراقي والنشيد الخاص ووزارات خاصه سواء في اربيل او السليمانيه وبرلمان خاص بقرارات خاصه، وهي في الحقيقه فيدراليه خاصه جداً ومن النوع النادر في الكثير من جوانبها، كما إنهم طلبوا من الأمريكان إنشاء خطوط جويه خاصه بهم ويكون إسمها الخطوط الجويه الكردستانيه وإن مطار السليمانيه سوف لايكون له علاقه بمطار بغداد إذ يكون التزود بالوقود من تركيا، وهذا يُفسر تصريح الطلباني عام ١٩٩٤ بدعوة تركيا الى ضم مايُسمى كردستان العراق اليها ضمن إتحاد فيدرالي او عودة الفرع للأصل(لافرق)، إذ انهم يحلمون بربط الشمال العراقي بتركيا التي تقمع اكرادها فكيف بأكراد العراق الذين سيكونون عاله على تركيا المُحطمه إقتصادياً والتي تعيش عاله مستديمه على صندوق النقد الدولي والصَدَقات المشروطه من الدول الغنيه.
هكذا فإن القيادات الكرديه تتلون حسب الحاجه وتنتهج طُرقاً ملتويه في الوصول الى غاياتها وتبث سموماً ومغالطات غير مباليه بالحقائق ومشاعر الآخرين، ففي حين تتكلم فضائياتهم عن وحدة العراق وتنقل تصريحات القاده الكرد في حرصهم على هذه الوحده في احدى البرامج، فإن البرنامج اللاحق يتحدث عن رغبة وحق وتصميم الكرد في الإنفصال ويتكلم نفس القاده بكلام مُغاير عن الكلام الأول مما يفقدهم مصداقيتهم وتعاطف الآخرين معهم ويُظهرهم بمظهر المُخادعين الذين يفعلون كل شيئ في سبيل الوصول الى غاياتهم المريضه.
اما إن دعوتهم للإنفصال إن مااُحتسبت "جدلاً" بأنه حق مشروع، فلابد من بث العداله كامله وحسب رأيهم في تقرير المصير ولابد إذن من خلق تركمانستان وآشورستان وربما موصلستان وحويجستان إن إقتضى الامر، إذ ان حق التركمان والآشوريين في دوله قوميه هو نفس الحق الذي يُطالب به الكرد، لذا لايمكن للكرد أن يبخسوا او يُصادروا حق أحد ما ((إن كانت هناك حقوق لأي كان)) إن طالَبَ بمثل مايطلبون وليس لهم ان يطلبوا من الغير العيش في كنفهم معززين مكرمين في حال إستقلالهم وإلا كان اولى بهم ان يكونوا ضمن العراق وأن يعيشوا في كنفه، ولم يكن من داعِ حينها لكل هذه الخزعبلات من الاساس.
إذا ماعادت القيادات الكرديه الى رشدها واهتدت الى الطريق الصواب وعملت بإخلاص لأجل العراق والعراقيين جميعاً سوف يكون أكرم لها من أن يأتي يوم تُفلس فيه تماماً امام الشعب الكردي ولن يكون مصيرها افضل ممن سبقها. . . البعث وصدام.