حول مقالة الأستاذ القشطيني. . . صدام والقيادات الكردوية وجهان لعملة واحدة
حسين أربيللي
تعرض الكاتب القدير الأستاذ خالد القشطيني قبل أيام لهجوم شرس ومنظم من قبل (أشباه المثقفين) الأكراد وبدافع من تحزبهم الضيق للقيادات الكردوية وربما بإيحاء منها لمجرد أن
الرجل كتب عدة أسطر ظن بها أنه يبدي نصحاً لهذه القيادات لتأخذ بيد الشعب الكردي - المغلوب على أمره ولا رأي له - إلى بر الأمان في عراق ديمقراطي موحد يتسع لجميع قومياته وطوائفه بدل الركض وراء السراب الأنكلو-أمريكي الصهيوني في إنشاء دولة (كردستانية) مستقلة تكون طبق الأصل لدويلة إسرائيل وتحت رحمة حماية القوات الأمريكية، ورغم أنني قد أختلف مع الكاتب في بعض مما كتبه وأوافقه في بعض آخر إلا أنني لم أجد مبرراً واحداً أبداً (للمستثقفين) الأكراد لكيل كل هذه الشتائم والسباب والنيل من الكاتب وعائلته والتعرض له بكلمات جارحة غير مؤدبة تعكس عمق المستنقع الذي يغوص إلى أسفله هؤلاء (المستثقفون)، بحيث يتصور مَن يقرأ لهؤلاء وكأن الكاتب رماهم بقنبلة نووية!! أو أصدر فرماناً لجيشه الجرار بإبادتهم ومسحهم من الوجود!! بيد أنّ كل ما في الأمر هو أن القشطيني طرح تصوره للمسألة الكردية في العراق وكان بالإمكان نقد ما طرحه بأسلوب أكاديمي قائم على الحجج والبراهين بعيداً عن كل هذه الغوغائية والعبثية ولغة التسفيه والتسقيط والعزف على اسطوانتهم المشروخة في اتهام الكاتب بالبعثية والشيفونية والعروبية وما إلى ذلك مما لا يخطر على بال حتى إبليس - لعنه الله -.
إن هذه الأساليب اللاأخلاقية يلجأ إليها دائماً الطرف الضعيف وهو الطرف (الكردوي) والذي أظهر بصورة دامغة أنه يفتقد المصداقية ويشعر بوهن مواقفه وهشاشة ركائزه بحيث ترتعد فرائصه وتتزلزل الأرض تحت أقدامه لأن كاتباً ما وضع بعضَ النقاط على حروفه أو انتقد عدداً من تصرفاته أو كشف عن سربٍ من أسراره أو تعرض إلى جزءٍ من ضحالة أفكاره وسوء تقاديره وبطلان نياته، وإن هذا ليكشف لنا جميعاً (حجم) الديمقراطية و(كم) الحرية و(سعة) حقوق الإنسان و(خط) المثقف (الأحمر) الذي لا يمكن له أن يتجاوزه بأي حال من الأحوال في ما يسمى بـ(كردستان) التي يقيمون الدنيا ولا يقعدونها بطول ألسنـتهم عندما ينشرون زوراً هنا ودجلاً هناك ويبثون الأقاويل الكاذبة ويزمّرون في وسائل إعلامهم المرئية والمسموعة والمقروءة ويرفعون الشعارات الفارغة عن الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان والحيوان والنبات في السليمانية وأربيل ونوهدرا (دهوك).
أجل فهاهم بممارستهم الإرهاب الفكري العنيف هذا ضد ناصحيهم ومنـتقديهم يكشفون زيفهم وكذبهم ويُظهرون معدنهم الأصلي اللاديمقراطي ليتبيّن لنا جميعاً مساحة الديمقراطية والحرية والحقوق للمواطن الكردي في ما يسمونه بـ(كردستان) فكم هي يا تُرى مساحتها للمواطن التركماني والكلدوآشوري اللذين يعيشان أيضا في أربيل ونوهدرا وأطرافهما؟ ولعل الكاتب القشطيني كان محظوظاً جداً لأنه لا يعيش في (كردستانهم) وإلا لكان رصاصٌ في رأسه هو أنسب وأفضل وأجود جواب عند الإرهابيين البيشمركة ولحصل له ما حصل لأحد الكتاب الأكراد في سنة ١٩٩٣ واسمه دلشاد عندما تجرأ وكشف في إحدى الجرائد الكردية المغمورة آنذاك عن ارتشاء مدير دائرة محسوب على البرزاني في أربيل ولم يلبث إلا يومان وقد رُميت جثة (دلشاد المسكين) أمام باب منـزله ليكتشف أهله المفجوعون به بأن لسانه المقطوع قد زرع في (مؤ. . ته) وأن (خارطة كردستان) قد نحتت على ظهره وبطنه ويديه ورجليه من شدة التعذيب الوحشي.
فصبراً أيها القشطيني صبراً على سبابهم وشتائمهم فلستَ أولَ مَن نصح الأحزاب الكردوية الفاشلة فطُعنَ في عرضه وماله ونفسه ولن تكون الأخيرة بالتأكيد، فقد سبقك الكثير من الخيّرين العراقيين وغير العراقيين في (إبداء النصح) للأحزاب القومية الكردوية فجوبهوا في العلن بسيل من البذاءات والخزعبلات الجوابية التي نشرها هؤلاء القومجيون على الجرائد والمواقع الإلكترونية وجوبهوا في السر باستقبال كم ضخم من الإيميلات في بريدهم الإلكتروني تتضمن أقدم وأحدث أنواع الشتائم من التي لا وجود لها إلا في القاموس (الكردوي) إضافة إلى التهديد والوعيد بكشف (المستور) والاتهامات الكاذبة مع كومة من الفايلات الفايروسية.
فهنيئاً للأحزاب الكردوية على ولادة هذا الجيل الكردي (المستثقف جداً) والمسلح بسلاح السب والشتم.